Logo_Header
The latest articles
bg
Nuclear personality before nuclear plant i don't charge for being fair
HAPPY SUPPLIER +
HAPPY OWNER =
SUCCESSFUL PROJECT
up to latest
Jump_up
فلسطين: حرب المبادئ
×
25 October 2023

فلسطين: حرب المبادئ

بقلم: خالد الخاجة

 

الكذب في زمن الحرب

“الباطل و الكذب سلاح معترف به و مفيد للغاية في الحرب، و كل دولة تستخدمه عمداً لخداع شعبها و جذب المحايدين و تضليل العدو. إن الجماهير الجاهلة و البريئة في كل بلد لا تدرك ذلك في الوقت الذي يتم تضليلها، و عندما ينتهي كل شيء هنا و هناك فقط يتم اكتشاف الأكاذيب و كشفها، بعد أن أصبحت من التاريخ الماضي و التأثير المطلوب قد تم تحقيقه من خلال القصص و البيانات المفبركة، و لم يعد أحد يتكلف عناء التحقيق في الحقائق و إثبات الحقيقة.

الكذب، كما نعلم جميعا، لا يحدث فقط في زمن الحرب. لقد قيل إن الإنسان ليس “حقيقيا” (أي لا يقول الحقيقة)، لكن عادته في الكذب ليست بأغرب من إستعداده المذهل للاعتقاد و التصديق. في الواقع، تزدهر الأكاذيب بسبب السذاجة البشرية. لكن في زمن الحرب، لا يتم التعرف على التنظيم الرسمي للكذب بشكل كاف. إن خداع الشعوب بأكملها ليس مسألة يمكن الاستخفاف بها.

و يمكن بالكذب تحقيق غرض مفيد في فترة السلام بتوجيه تحذير يمكن للناس أن يفحصوه بهدوء و نزاهة. يجب على السلطات في كل بلد أن تلجأ إلى هذه الممارسة من أجل تبرير موقفها: أولا بتصوير العدو على أنه مجرم معقد؛ و ثانيا، بتأجيج العاطفة الشعبية بما فيه الكفاية لتأمين المجندين لمواصلة النضال. فلا يمكن للسلطة أن تقول الحقيقة، و في بعض الحالات قد لا تعرف السلطة نفسها ما هي الحقيقة.

العامل النفسي في الحرب لا يقل أهمية عن العامل العسكري، فلابد من الحفاظ على معنويات المدنيين، فضلا عن الجنود، على المستوى المطلوب. فبينما تعتني مكاتب الحرب و الأميرالية و الوزارات الجوية بالجانب العسكري، يجب إنشاء أقسام للنظر في الجانب النفسي. و يجب ألا يُسمَح أبدا للناس بأن يصبحوا يائسين؛ بل يجب ألا يشعروا باليأس. لذلك يجب تضخيم الانتصارات و التهوين من الهزائم، إن ما أمكن إخفاءها. و يجب ضخ حافز السخط و الرعب و الكراهية بشكل دؤوب و مستمر في ذهن الجمهور عن طريق “الدعاية”.

كما قال السيد بونار لو في مقابلة مع الصحافة الأمريكية المتحدة United Press of America، في إشارة إلى الوطنية: “من الجيد أن يتم تحريكها بشكل صحيح بواسطة الرعب الألماني” (كان هذا في الحرب العالمية الأولى، بتخويف الغرب من الألمان! الهون قادمون!). و هناك نوع من التأكيد العام على الفظائع من خلال عبارات غامضة تتجنب المسؤولية عن صحة قصة معينة، كما هو الحال عندما قال السيد أسكويث (مجلس العموم، 27 أبريل 1915): “لن ننسى هذا السجل الرهيب من القسوة و الجريمة المحسوبة”.

إن استخدام سلاح الكذب و الباطل ضروري بشكل أكثر في بلد لا يكون فيه التجنيد العسكري الزامياً منه في البلدان التي يتم فيها تجنيد رجال الأمة تلقائيا في الجيش أو البحرية أو الخدمة الجوية. و يمكن إثارة الجمهور عاطفيا من خلال المُثُل الزائفة، فينتشر نوع من الهستيريا الجماعية و يرتفع حتى يتغلب في النهاية على الأشخاص المحايدين و الصحف ذات السمعة الطيبة (حتى الصحف تبدأ في توليد الأكاذيب و الباطل).

في وجود التحذيرات، قد يكون عامة الناس أكثر حذرا عندما تظهر سحابة الحرب التالية في الأفق و أقل استعدادا لقبول الشائعات و التفسيرات و التصريحات الصادرة لاستهلاكهم كحقيقة. لذا، ينبغي أن يدركوا أن على الحكومة التي قررت الشروع في مشروع الحرب الخطير والرهيب يجب أن تقدم منذ البداية قضية أحادية الجانب لتبرير عملها و لا يمكنها أن تعترف بأي قدر من الحق أو العقل من جانب الشعب الذي قررت أن تحاربه. و لابد من تشويه الحقائق، و إخفاء الظروف ذات الصلة، و تقديم صورة من شأنها أن تقنع الشعب الجاهل بألوانها الفجة، بأن حكومته بلا لوم، وأن قضيته عادلة، وأن شر العدو الذي لا جدال فيه قد ثبت بما لا يدع مجالا للشك. إن لحظة تأمل من شأنها أن تخبر أي شخص عاقل أن مثل هذا التحيز الواضح لا يمكن أن يمثل الحقيقة. لكن لحظة التأمل هذه غير مسموح بها، إذ يتم تداول الأكاذيب بسرعة كبيرة و  الكتلة غير المفكرة تقبلها، و من خلال حماسها تؤثر على البقية. إن كمية القذارة التي تُمَرَّرُ تحت اسم الوطنية في زمن الحرب في جميع البلدان كافية لجعل الناس المحترمين يحمرون خجلا عندما يصابون بخيبة أمل في وقت لاحق  “.

الكذب في زمن الحرب: أكاذيب الدعاية للحرب العالمية الأولى، بقلم آرثر بونسونبي Arthur Ponsonby عضو البرلمان، 1928بقلم جورج ألين و أونوين: http://www.vlib.us/wwi/resources/archives/texts/t050824i/ponsonby.html

تذكر هذا عندما تسمع أخبارا قبيحة تتكرر في وكالات أنباء عالمية و على لسان ساسة دول ديمقراطية، مثل أن 40 طفلا قطعت رؤوسهم. يحدث الضرر في اللحظة التي تصدر فيها مثل هذه الأخبار القذرة، حتى لو اتضح في ما بعد أنها كذبة غربية مثيرة للاشمئزاز في زمن الحرب!

تذكر أن شبكة سي إن إن CNN الاخبارية، و جميع الشبكات الاخبارية الأخرى في الغرب المسيحي، اختارت نشر المؤتمر الصحفي الذي عقدته ليفشيتز Lifshitz، و هي رهينة إسرائيلية مسنة أفرج عنها حركة حماس تحت العنوان التالي و الصادم “لقد مررت بالجحيم”، في حين أن الشبكة نفسها اختارت التقليل من شأن الجزء الإيجابي و الواعد من تصريحات ليفشيتز، مثل:

“استقبلها “أشخاص قالوا لنا إننا نؤمن بالقرآن” و وعدوا “بعدم إيذائها” هي و زملائها الرهائن. قالت إنهم كانوا ينامون على مراتب على أرضية الأنفاق، و يأكلون نفس الطعام الذي يأكله مقاتلو حماس، و يتلقون علاجا منتظما من الأطباء أثناء سجنها. و أضافت ليفشيتز Lifshitz: “لقد اعتنوا حقا بالجانب الصحي للأشياء حتى لا نمرض”. و قالت إن كل رهينة من الرهائن الخمسة في مجموعتها استقبلت طبيبها الخاص و كان هناك مسعف حاضر يشرف على الدواء. “لقد كانوا كرماء جدا معنا، لطفاء جدا. لقد حافظوا على نظافتنا”، قالت ليفشيتز. “لقد اعتنوا بكل التفاصيل. هناك الكثير من النساء و هن يعرفن عن النظافة النسائية و قد اعتنين بكل شيء هناك”.

و اتهمت ليفشيتز أيضا الجيش الإسرائيلي و جهاز المخابرات الشاباك بعدم أخذ تهديدات حماس “على محمل الجد” و قالت إن السياج الحدودي المكلف مع غزة الذي أقامته إسرائيل لم يفعل شيئا لحماية مجتمعها من هجوم حماس. و شددت على أن “عدم الوعي من قبل الشاباك و الجيش الإسرائيلي يؤلمنا كثيرا”. “لقد حذرونا قبل ثلاثة أسابيع، و أحرقوا الحقول، و أرسلوا بالونات حارقة و لم يتعامل الجيش الإسرائيلي مع الأمر بجدية”.

تقرير سي ان ان:

https://www.cnn.com/2023/10/24/middleeast/israel-hostages-freed-lifshitz-cooper-intl-hnk/index.html

 

 الإرهاب في زمن الحرب

من حيث المبدأ، أنا لا أعتمد على “العالم الحر” و الغرب المسيحي في تعريف الإرهاب و تحديد الإرهابيين، لأنهم اعتادوا ذات مرة على وصف نيلسون مانديلا بأنه إرهابي. ليس لديهم اتساق و مصداقية في هذا الصدد.

لذلك، أنا لا أعتبر حماس و لا إسرائيل، في مجملها، كيانين إرهابيين. لا يوجد كيان إرهابي و شرير تماما، فالخير و الشر  موجودان في أي كيان. أنا لا أحكم على الكيانات ولكني أحكم على قراراتها و أفعالها. أنا أحكم على أفعال الناس و الجماعات و المنظمات و البلدان و الأعراق، لكنني لا أحكم عليهم ككيانات. في الواقع، ارتكبت كل من حماس و إسرائيل (مثل الآخرين) فظائع، لكنني أستثني النضال الفلسطيني المشروع ضد الاحتلال الإسرائيلي، على النحو الذي تسمح به المادة 7 من قرار الأمم المتحدة رقم 3314 و التي تؤكد على ما يلي:

“ليس في هذا التعريف، ولا سيما المادة 3 منه، ما يمكن أن يمس بأي شكل من الأشكال بحق الشعوب المحرومة قسرا من ذلك الحق في تقرير المصير و الحرية و الاستقلال، على النحو المستمد من الميثاق، و المشار إليه في إعلان مبادئ القانون الدولي المتصلة بالعلاقات الودية و التعاون بين الدول وفقا لميثاق الأمم المتحدة، و لا سيما الشعوب الواقعة تحت الأنظمة الاستعمارية و العنصرية أو غيرها من أشكال السيطرة الأجنبية: و لا يمس بحق هذه الشعوب في الكفاح من أجل تحقيق هذه الغاية و في التماس الدعم و تلقيه، وفقا لمبادئ الميثاق و وفقا للإعلان المذكور أعلاه”.

قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3314: http://hrlibrary.umn.edu/instree/GAres3314.html

“تؤكد من جديد مشروعية كفاح الشعوب من أجل الاستقلال و السلامة الإقليمية و الوحدة الوطنية و التحرر من السيطرة الاستعمارية و الفصل العنصري و الاحتلال الأجنبي بجميع الوسائل المتاحة، بما فيها الكفاح المسلح”

شرعية الكفاح الفلسطيني المسلح: https://www.un.org/unispal/document/auto-insert-184801/

ولكن، بما أن الأمم المتحدة تدعو إسرائيل بوضوح إلى إنهاء هيمنتها الاستعمارية و الفصل العنصري و احتلالها للأراضي الفلسطينية، لماذا و ببساطة لا يجبر العالم الحر في الغرب المسيحي إسرائيل على الانسحاب من الأراضي المحتلة ثم التفاوض على السلام مع العرب؟!

 

الاستحواذ على فلسطين بجرعات صغيرة

يجيب الرئيس الأمريكي ترومان على السؤال أعلاه عندما قال:

“حتى بين اليهود، الصهاينة على وجه الخصوص، الذين كانوا ضد أي شيء يجب القيام به إذا لم يتمكنوا من استلام فلسطين بأكملها و تقديم كل شيء لهم على طبق من فضة حتى لا يضطروا إلى فعل أي شيء. لم يكن بالإمكان القيام بذلك، كان علينا تناوله بجرعات صغيرة”

الرئيس الأمريكي ترومان: https://youtu.be/N0DvO72fuG4?feature=shared

من الواضح من تصريح السيد ترومان أن الصهاينة المسيحين في الغرب المسيحي كان لديهم اتفاق ضمني مع الصهاينة اليهود للاستيلاء على فلسطين بأكملها بجرعات صغيرة، و ربما أكثر ، اعتمادا على مدى تطرف الصهاينة الذين تتعامل معهم و مدى تطرف تفسيراتهم للنصوص التوراتية غير الموثقة. من الواضح أن الصهاينة هم الذين كانوا ينوون دائما على إلقاء العرب في البحر وليس العكس كما تدعي الدعايات الصهيونية.

اليهودي الإسرائيلي النبيل، السيد ميكو بيليد، و المعروف باسم “ابن الجنرال”، يتطرق أيضا إلى هذه المسألة الحيوية. كان والده الجنرال ضمن من وقعوا على إعلان استقلال إسرائيل و شارك في جميع الحروب الإسرائيلية العربية. لذلك، تمكن ميكو من الوصول إلى محاضر اجتماعات الجنرالات الصهاينة الشباب (بمن فيهم والده) قبل حروبهم مع العرب. يخبرنا ميكو، أن المحاضر  تبين بوضوح كيف رغب الجنرالات الإسرائيليون الشباب في محاربة العرب لأنهم أرادوا جرعات أخرى من الأراضي الفلسطينية. و هذا يعني أن الصهاينة كانت لديهم دائما نية خفية للاستيلاء على المزيد من الأراضي بالقوة، و لا شيء كان سيخيفهم أكثر من قبول العرب بالتقسيم. لطالما أرعب السلام الصهاينة، كونه يعيق خطتهم للاستيلاء على فلسطين بأكملها.

ميكو بيليد:  https://youtu.be/TOaxAckFCuQ

هل يمكن للمعلومات الواردة أعلاه مجتمعة أن تفسر الانهيار الأمني و الاستخباراتي الغامض في 7 أكتوبر، و الوصول المتأخر الغامض للقوات الإسرائيلية التي استغرقت 6 ساعات لإنقاذ شعبها؟! هل من المجحف أن نفترض أن تل أبيب كانت على علم بالهجوم، و توقعته، و تجاهلت كل المعلومات الاستخباراتية لتسمح بالهجوم، و ضحت بشعبها للحصول على الموافقة الوطنية و الدولية التي من شأنها أن تمكنهم من تطهير الفلسطينيين عرقيا من أجل جرعة أخرى من الأرض؟ هل هناك طريقة منطقية أخرى لتفسير الفشل الأمني الغامض و الاستجابة الغامضة المتأخرة؟!

تذكر هذا في المرة القادمة التي يقول لك فيها صهيوني متطرف: “العرب هم من لم يقبلوا بالتقسيم و كان على إسرائيل احتلال المزيد من الأراضي لأسباب أمنية”.

هذا هراء! نعم، رفض الفلسطينيون و العرب قبول تقسيم فلسطين من قبل المحتل (بريطانيا). نعم ، أوافق على أن قرار العرب بالقتال لم يكن ذكيا بسبب موازين القوى غير المتكافئة، لكنه كان قراراً متوقعا. من السهل الحكم الآن. في الواقع، لو كان لدى العرب القوة المطلوبة و فرصة للانتصار، لنصحتهم باحتلال بريطانيا، و تقسيمها، و إعطاء الجزء الأكبر لليهود الأوروبيين المضطهدين كوطن لهم.

أي نعم، إن توقيت هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر يثير الكثير من الأسئلة حول هدفه و غاياته. أنا أعتبر الهجوم كارثة استراتيجية للنضال الفلسطيني المشروع، لكنه يمكن أن يخدم أجندة الإخوان المسلمين العالمية، و الذين لا يريدون أن ينجح فيها السعوديون في التوصل إلى سلام عادل لجميع العرب. لقد استخدمت حماس النضال الفلسطيني في الماضي لتعزيز حزبها (الإخوان المسلمين) عندما هرع زعيمها إسماعيل هنية إلى المغرب لدعم حكومة الإخوان المسلمين خلال الانتخابات، على الرغم من تطبيع المغرب مع إسرائيل، في حين كانت حماس تشيطن بشراسة التطبيع الإماراتي مع إسرائيل. هذا التناقض يدل على ازدواجية المعايير في التعامل مع الدول التي تطبع العلاقات مع إسرائيل. فلا بأس من التطبيع شريطة أن يطبع الإخوان المسلمون مع إسرائيل دون غيرهم.

كما قدم الهجوم خدمات تاريخية للإسرائيليين من خلال توحيد بيتهم الوهن و المنقسم، و إتاحة الفرص للصهاينة المتطرفين و المتعطشين للحروب في سبيل اشباع شهيتهم المتزايدة لجرعات إضافية من الأرضي الفلسطينية!

عدم الاتساق و النزاهة في زمن الحروب

في حرب المبادئ ، يجب أن تكون متسقا. فالقوانين/القيم الدولية للعالم الحر/الليبرالي و قرارات الأمم المتحدة ليست قرطا يمكنك ارتداؤه وخلعه، كما و متى يناسبك. و الحقيقة أن هذه القوانين/القيم لا تدعم الاحتلال الإسرائيلي، و تتعامل مع إسرائيل كقوة احتلال و استعمارية و نظام فصل عنصري.

أما إذا اخترت الاستناد إلى المصادر التوراتية غير الموثقة لتبرير السياسات الاستعمارية و الفصل العنصري و الاحتلال الإسرائيلي و لإبادة فلسطين و الفلسطينيين تاريخيا، فأنت توافق بشكل أساسي على قوانين/قيم توراتية رجعية تدعوا الى الإبادة الجماعية كما في سفر صموئيل، الفصل 15، 3 و الذي نصه:

“فَالآنَ اذْهَبْ وَ اضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَ لاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلًا وَ امْرَأَةً، طِفْلًا وَ رَضِيعًا، بَقَرًا وَ غَنَمًا، جَمَلًا وَ حِمَارًا”

يبدوا أن سياسات إسرائيل مبنية على اسس توراتية رجعية في تبرير إبادتها الجماعية و حرقها العشوائي للنساء و الأطفال و الشجر و الحجر الفلسطيني بنيران القذائف منذ عام 1947، و أن العصبة المتطرفة التي تقف خلف هذه السياسات و الممارسات تعد من دواعش العالم اليهودي، و هم عالة على اليهودية!

و يبدوا أن سياسات الغرب المسيحي أيضا كانت و ما زالت مبنية على اسس توراتية رجعية في تبرير إبادتها الجماعية و حرقها العشوائي للنساء و الأطفال و الشجر و الحجر الياباني بقنبلتين نوويتين، و أن العصبة المتطرفة التي كانت و ما زالت تقف خلف هذه السياسات و الممارسات تعد من دواعش الغرب المسيحي،  و هم عالة على المسيحية!

هؤلاء المتطرفون هم من يزعمون: لم يكن للفلسطينيين بلد قط!

حسنا، قل ذلك لغولدا مائير (رئيسة وزراء إسرائيل السابقة) و التي أقرت بأنها كانت تحمل جواز سفر فلسطينيا لعقود من الزمن. قل ذلك للعديد من المؤرخين الإسرائيليين النبلاء و الذين يؤكدون العلاقة التاريخية للعرب بفلسطين، أو حاول مواءمة ذلك مع العديد من الأسفار التوراتية كسفر تكوين 17: 8 ، و الذي يشير  إلى الأرض المقدسة على أنها أرض كنعان. يمكنك أيضا مشاهدة 5 ساعات رائعات من الحوار الذي يستضيفه صهيوني فخور و متطرف بعنوان: “هل الصهيونية استعمار استيطاني؟”

الحوار :  https://youtu.be/V8fbG0B1pi8?feature=shared

 وعد بلفور

لم تكن بريطانيا مدفوعة بالمبادئ أو العدالة عندما قررت منح جزء من فلسطين للصهاينة! فقد فعلت بريطانيا و أوروبا ذلك لأنهما ترغبان في قارة اوروبية خالية من اليهود و اليهودية. و هذا ما أكده مؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هرتزل Theodor Herzl شخصيا، في كتابه “الدولة اليهودية”.

كان وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور Arthur Balfour الذي أصدر إعلانه المريب معاديا للسامية، لكنه أيد إنشاء “وطن قومي للشعب اليهودي” في فلسطين، من خلال التخلي بسخاء عما لا يملكه. بلفور لم يقدم معروفا لليهود، بل أراد خروج اليهود من أوروبا. كان الإعلان مجرد جبنة على فخ الفئران. إدوين صموئيل مونتاجو Edwin Samuel Montagu، اليهودي الوحيد في مجلس الوزراء البريطاني يؤكد ذلك ، و لذلك لم يؤيد هذا الإعلان المريب لأنه اعتبره معاديا للسامية. لا عجب لماذا لم يصدر بلفور الإعلان للسيد مونتاجو.

كان اليهود يمرون بوقت بائس في الغرب المسيحي و كانوا يُعَامَلُون بشراسة، في حين كان الفلسطينيين بلادهم مفتوحة دائما لليهود، قبل و بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية، و حتى أصبحوا على دراية بالخطط الصهيونية المعادية للعرب. حتى ذلك الحين، كان اليهود يهاجرون بحرية إلى فلسطين قبل إعلان بلفور  المريب، و الذي حول الصراع المسيحي اليهودي التاريخي إلى صراع عربي يهودي غريب. كان العرب بشكل عام يمدون أيديهم دائما لليهود المضطهدين من باب العون و المساعدة، لكن الصهاينة المتطرفين انتهى بهم الأمر إلى عض تلك اليد السخية، و هذا ما أكده العديد من المؤرخين الإسرائيليين النبلاء.

إن يوميات المستوطنين الصهاينة الأوائل (المستوطنين الروس الفقراء جدا) تصف تماما العقلية الصهيونية. و هؤلاء من ضمن الموجة الثانية من المستوطنين الصهاينة القوميين الذين جاءوا الى فلسطين بعد هزيمة ثورتهم البلشفية ضد القيصر الروسي في عام 1905 و أنشأوا أو شكلوا نواة الحركة الصهيونية في فلسطين. يقول المؤرخ الإسرائيلي النبيل السيد إيلان بابيه Ilan Pappé في هذا الصدد:

 “لم يكن لديهم سوى القليل من المال عندما وصلوا إلى ميناء يافا. لم يعرفوا شيئا عن الزراعة، حيث لم يسمح لليهود في روسيا و أوروبا الشرقية بالعمل في زراعة الأرض، و لم يعرفوا كيف يكسبون لقمة العيش لأنفسهم و لم يكن لديهم مكان يقيمون فيه في البلد الجديد المسمى فلسطين. لذلك، كانوا محظوظين جدا لأن الفلسطينيين المحليين استضافوهم ، و قدموا لهم مكانا للنوم، و قليلا من الطعام، و عندما مكثوا لفترة كافية علموهم كيفية زراعة الأرض و كيفية رعاية القطعان و كيف يصبحون نوعا ما أطفالا في البلد الجديد.

لكن في الليل كتب هؤلاء المستوطنون تحت ضوء الشموع يومياتهم. كتبوا عن كل شيء: لدغات البعوض، لم يتمكنوا من النوم، النساء اللواتي لم يعجبهن (لم تحب النساء الرجال و الرجال لم يعجبهم النساء). لا يوجد شيء نجا من اليوميات. و في تلك اليوميات، كتبوا عن خيبة أملهم الكبرى في فلسطين. كانت خيبة الأمل الرئيسية أن المكان كان مليئا بالأجانب، و خاصة أولئك الذين استضافوهم! كانوا يقولون في مذكراتهم: أنا أقيم الليلة في منزل أحد هؤلاء الأجانب. لم تتغير هذه العقلية حتى الآن و كانت هناك خيبة أمل. الأولى أنهم اعتقدوا أن فلسطين كانت مساحة فارغة، وأنها أرض بلا شعب و تنتظر شعباً بلا أرض. لقد صدقوا ذلك حقا. إذا قرأت دعاية الحركة الصهيونية بعد أن أسسها هرتزل عام 1897، فإن فلسطين تبدو كأرض فارغة تماما. لذلك، فوجئوا حقا برؤية شخص آخر هناك.

الثانية، كان عليهم التوفيق بين هذا الواقع الجديد و فكرتهم في إنشاء وطن جديد، لذلك قرروا  أن الأشخاص الذين لا يفترض أن يكونوا هناك، هم أجانب معادون أخذوا شيئا لا يخصهم.

إذا كنت تعتقد أن هذا أمر مبسط و عفا عليه الزمن، فكر مرتين!

إن أهم أداة لدراسة الصراع العربي الإسرائيلي في الولايات المتحدة الأمريكية اليوم، سواء كان ذلك في المدارس الثانوية أو الكليات أو في الجامعات هو “أطلس الصراع العربي الإسرائيلي”، الذي كتبه أحد كبار الأساتذة البريطانيين يدعى مارتن جيلبرت Martin Gilbert، و أعتقد أنه موجود بالفعل في طبعته ال 12. هذه هي الأداة الرئيسية التي كان الطلاب في أمريكا، و حتى وقت قريب في إنجلترا، ينظرون بها جغرافيا إلى الصراع. إنها تخبرك الكثير عن الدعاية الصهيونية اليوم مقارنة بالدعاية الصهيونية في الأيام الأولى. الخارطة الأولى هي فلسطين في العصور التوراتية، والخارطة الثانية هي فلسطين خلال العصر الروماني، و الخارطة الثالثة هي فلسطين خلال العصر الصليبي، و الخارطة الرابعة هي أول مستوطنة صهيونية في عام 1882، مما يعني أنه بين عام 70 ميلادية (زمن المسيح) حتى أواخر القرن 19 لم يحدث شيء في فلسطين. لأنه كان فارغا و لا يوجد أشخاص هناك! هذه العقلية لا تزال موجودة في إسرائيل و هذه هي الصهيونية بالنسبة لي. لأن الصهاينة لا يقولون إنه لا يوجد عرب حولهم، بالطبع يعرفون أن هناك عربا حولهم، لكن الجهود كلها تصب في مستويين: الأول، هو جعل الفلسطينيين يتبخرون و يختفون حتى يتمكنوا من العودة إلى أرض بدون شعب، أو إذا لم تتمكن من فعل ذلك، فتخيل أنهم ليسوا هناك، من خلال بناء جدار .”

السيد إيلان بابيه:  https://youtu.be/9EXb1SI1lNw?feature=shared

 الدروع البشرية في زمن الحرب

و للأسف، ليست حماس وحدها هي التي تستخدم الفلسطينيين كدروع بشرية في كفاحهم المسلح المشروع من أجل التحرير. فبموافقة الغرب المسيحي، تستخدم إسرائيل أيضا المستوطنين كأداة احتلال (دروع بشرية) في حدود الأراضي المحتلة. إسرائيل تعلم أن الغرب المسيحي يمتاز في قدرته على إغلاق أعينهم بينما تمارس إسرائيل أعمال الاستعمار و الفصل العنصري و الاحتلال ضد الفلسطينيين (اصحاب الارض الأصليين). و هم يعلمون أيضا أن الغرب المسيحي سيسمح لهم خلال الحرب الحالية بارتكاب كل قبيح ضد الفلسطينيين الأبرياء، تماما كما أغمض الغرب المسيحي أعينهم خلال الحرب العالمية الثانية و سمحوا للنازيين بارتكاب إبادة جماعية ضد اليهود الأبرياء. يندم الصهاينة النبلاء على مثل هذا التاريخ و يعترفون بأن ما فعلوه بجيرانهم الفلسطينيين في عام 1947 كان مساويا لما فعله النازيون بهم خلال المحرقة. فالصهيوني يتصرف كما يُسمَحُ له بالتصرف.

 ميليشيات حماس

أنا لا أدين الكفاح المسلح الفلسطيني المشروع من أجل تقرير مصيرهم، لكنني ضد الجماعات المسلحة و المنشقة، و التي تعمل في عزلة، و بالتالي تعرض نفسها لأجندات أجنبية. لهذا السبب، أنا لا أؤيد مقاتلي حماس والجهاد الفلسطينيين و لا مقاتلي حزب الله اللبناني. كما أنني لا أؤيد الاحتلال الاستعماري الاستيطاني الإسرائيلي المتشدد الذي يقوض القوانين/القيم الدولية و قرارات الأمم المتحدة.

 و بالرغم من سعيها الصادق للكرامة و الحرية، لم تقبل حماس أن تكون دمية في يد إيران فحسب، بل أصبحت أيضا دمية في يد إسرائيل (المحتل) على مدى السنوات ال 16 الماضية. لقد حصلوا على دعم مالي أجنبي رسمي من خلال إسرائيل. و قد استخدمتها إسرائيل بشكل ملائم لتقسيم و إضعاف نسيج المقاومة الفلسطينية. و في سعيها لهزيمة الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي، لم تمانع حماس بوعي في استخدامها ليس فقط للتقدم في الأجندات الإيرانية التوسعية فحسب، بل أيضا في الأجندات التوسعية الإسرائيلية. لا تمانع حماس أبدا في التعاون مع الاحتلال الإيراني الغاشم من أجل محاربة الاحتلال الإسرائيلي. في الأساس، أنا أدين مثل هذا المبدأ الميكيافيلي المتطرف و الذي يفتقر إلى الاتساق و النزاهة. كما أدين مثل هذه السياسات الانتحارية من كلا الجانبين، حماس و إسرائيل. ذكرت جريدة تايمز أوف إسرائيل Times of Israel في 8 أكتوبر 2023:

 “وفقا لتقارير مختلفة، أشار نتنياهو إلى نقطة مماثلة في اجتماع لحزب الليكود في أوائل عام 2019، عندما نقل عنه قوله إن أولئك الذين يعارضون قيام دولة فلسطينية يجب أن يدعموا تحويل الأموال إلى غزة، لأن الحفاظ على الفصل بين السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية و حماس في غزة سيمنع إقامة دولة فلسطينية”.

تايمز أوف إسرائيل:

 https://www.timesofisrael.com/for-years-netanyahu-propped-up-hamas-now-its-blown-up-in-our-faces/

هذه سياسة ساذجة و قصيرة النظر، من جميع الجوانب، لا تخدم الفلسطينيين و لا الإسرائيليين و لا الإيرانيين. إنها تخدم فقط مصالح الآخر.

الواقع

من الناحية القانونية، لا تزال قرارات الأمم المتحدة سارية و تحتاج إسرائيل إلى الوجود كملاذ آمن لليهود المضطهدين دائما. ولكن الواقع أن الأمم المتحدة أيضا تخاطب إسرائيل رسميا كقوة احتلال تتجاهل القوانين/القيم الدولية و تتصرف بناء على قوانين/قيم الكتب المقدسة القديمة. و الواقع أن الحل في التحكيم و احالة الصراع إلى محكمة قانونية دولية من أجل تسوية عادلة لكلا الطرفين. أنا أعلم أن الفلسطينيين يريدون هذا الحل و راضون مسبقاً بما ستحكم به المحكمة، في حين أن الإسرائيليين لا يريدون التحكيم. هاذين الموقفين المتباينين يميزان لنا الحق المحلق في السماء من الباطل الغارق في الأعماق، و يميزان بين من يريد التعايش و من لا يريد!

في حرب المبادئ، ليس لدي أي احترام للأنظمة ذات العقلية المتشددة التي لا تمتثل بشكل فعال و مستمر للقوانين الدولية المعترف بها. أعني أولئك الذين يفتقرون إلى المساءلة و النزاهة، مثل جمهورية إيران الإسلامية، دولة إسرائيل المحتلة، و على رأسهم أولئك الذين يمكنون من سبق في الغرب المسيحي. في الأساس، أدين جميع الميكافيليين المتطرفين و الذين يفتقرون إلى الاتساق و النزاهة (المبادئ).

من الواضح

لن أقبل أبدا أن تصوت الأمم المتحدة لتقسيم بلدي (هل ستقبل انت؟!) من الواضح أنك ستقاتل (أليس كذلك؟!). من الواضح أيضا أن الغرب المسيحي لديه مجموعتان من القوانين/القيم الليبرالية الغربية، واحدة لأنفسهم و الأخرى للآخرين (أليس كذلك؟!). من الواضح أن موقف الغرب المسيحي منافق و يفتقر إلى النزاهة (أليس كذلك؟!). من الواضح أيضا أن الغرب المسيحي و الصهيونية تعملان على أساس قوانين/قيم الكتب المقدسة الرجعية و ليس قوانينها/قيمها الليبرالية الجذابة (أليس كذلك؟!). من الواضح أيضا أن الاحتلال و المُحتًل لا يمكنه التحدث عن الدفاع عن النفس (أليس كذلك؟!). من الواضح أيضا أنه عندما أشار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إلى الفلسطينيين في 9 أكتوبر على أنهم “حيوانات بشرية”، كان يستخدم خطاب الإبادة الجماعية. قال:

“نحن نفرض حصارا كاملا على غزة. لا كهرباء و لا طعام و لا ماء و لا وقود. كل شيء مغلق. نحن نحارب حيوانات بشرية، و سنتصرف وفقا لذلك”.

من الواضح أن مصطلح “الحيوانات البشرية” من مفردات الإبادة الجماعية. ففي أي إبادة جماعية، يرى المعتدي ضحيته حيواناً شريراً. الإسرائيليون ينظرون إلى الفلسطينيين على أنهم حيوانات شريرة، كما نظر هتلر الى اليهود كحيوانات شريرة. من العار أن نرى الغرب المسيحي يشيد بممارسات تعد إبادة جماعية كما وردت في خطاب المحتل الاسرائيلي ضد فلسطين المحتلة، بعد أشهر من إدانتهم بشكل قاطع للممارسات ذاتها في شأن المحتل الروسي ضد أوكرانيا المحتلة. من العار أن نرى الغرب المسيحي يتبنى مجموعتين من القوانين/القيم، احداها لأنفسهم و الأخرى للآخرين و ذلك أثناء التعامل مع الاحتلال و حقوق الإنسان. من العار أن نرى الغرب المسيحي يقوض القوانين الدولية و قرارات الأمم المتحدة، من خلال السماح لإسرائيل بخرقها للشرائع الدولية. من العار أن نشاهد الأغلبية الصامتة في الغرب المسيحي و هي تغض الطرف، للسماح للصهاينة المتطرفين بخرق القانون الدولي و القيام بالقبيح نيابة عنهم جميعا. التاريخ يعيد نفسه. هذا مثير للاشمئزاز (أليس كذلك؟!).

من الواضح أن النظام العالمي الحالي يفتقر إلى الإنسانية و المصداقية و النزاهة والمبادئ. أليس كذلك؟!

ملاحظة: أثناء القراءة ، تذكر أن برنارد لويس عَرَّف الغرب المسيحي على النحو التالي:

“الحضارة بأكملها شكلتها الديانة المسيحية ولكنها تتضمن العديد من العناصر التي ليست جزءا من هذا الدين أو ربما معادية لذلك الدين، ولكنها مع ذلك تنشأ داخل هذه الحضارة. على المرء أن يقول إن هتلر و النازيين نشأوا داخل العالم المسيحي، لكن لا يمكن لأحد أن يقول إنهم نشأوا داخل المسيحية. هذا تمييز من المهم أن نضعه في الاعتبار  “.

وفقا لذلك و في هذه المقالة، يشير مصطلح “الغرب المسيحي” إلى الحضارة المسيحية بأكملها، ولكن ليس المسيحية كدين و لا أتباعها المسالمين.

يا مغيث!

PALESTINE: The War of Principals
×
24 October 2023

PALESTINE: The War of Principals

By Khalid Al Khaja

 

Falsehood In War-Time

 

“Falsehood is a recognized and extremely useful weapon in warfare, and every country uses it quite deliberately to deceive its own people, to attract neutrals, and to mislead the enemy. The ignorant and innocent masses in each country are unaware at the time that they are being misled, and when it is all over only here and there are the falsehoods discovered and exposed. As it is all past history and the desired effect has been produced by the stories and statements, no one troubles to investigate the facts and establish the truth.

Lying, as we all know, does not take place only in war-time. Man, it has been said, is not “a veridical animal (a truth telling animal),” but his habit of lying is not nearly so extraordinary as his amazing readiness to believe. It is, indeed, because of human credulity that lies flourish. But in war-time the authoritative organization of lying is not sufficiently recognized. The deception of whole peoples is not a matter which can be lightly regarded.

A useful purpose can therefore be served in the interval of so-called peace by a warning which people can examine with dispassionate calm, that the authorities in each country do, and indeed must, resort to this practice in order, first, to justify themselves by depicting the enemy as an undiluted criminal; and secondly, to inflame popular passion sufficiently to secure recruits for the continuance of the struggle. They cannot afford to tell the truth. In some cases, it must be admitted that at the moment they do not know what the truth is.

The psychological factor in war is just as important as the military factor. The morale of civilians, as well as of soldiers, must be kept up to the mark. The War Offices, Admiralties, and Air Ministries look after the military side. Departments have to be created to see to the psychological side. People must never be allowed to become despondent; so victories must be exaggerated and defeats, if not concealed, at any rate minimized, and the stimulus of indignation, horror, and hatred must be assiduously and continuously pumped into the public mind by means of “propaganda.”

As Mr. Bonar Law said in an interview to the United Press of America, referring to patriotism, “It is well to have it properly stirred by German frightfulness” (this was in WWI. scare them about the Germans! the Huns are coming!); and a sort of general confirmation of atrocities is given by vague phrases which avoid responsibility for the authenticity of any particular story, as when Mr. Asquith said (House of Commons, April 27, 1915) : “We shall not forget this horrible record of calculated cruelty and crime.”

The use of the weapon of falsehood is more necessary in a country where military conscription is not the law of the land than in countries where the manhood of the nation is automatically drafted into the Army, Navy, or Air Service. The public can be worked up emotionally by sham ideals. A sort of collective hysteria spreads and rises until finally it gets the better of sober people and reputable newspapers (even newspapers start generating falsehoods).

With a warning before them, the common people may be more on their guard when the war cloud next appears on the horizon and less disposed to accept as truth the rumors, explanations, and pronouncements issued for their consumption. They should realize that a Government which has decided on embarking on the hazardous and terrible enterprise of war must at the outset present a one-sided case in justification of its action and cannot afford to admit in any particular whatever the smallest degree of right or reason on the part of the people it has made up its mind to fight. Facts must be distorted, relevant circumstances concealed and a picture presented which by its crude coloring will persuade the ignorant people that their Government is blameless, their cause is righteous, and that the indisputable wickedness of the enemy has been proved beyond question. A moment’s reflection would tell any reasonable person that such obvious bias cannot possibly represent the truth. But the moment’s reflection is not allowed; lies are circulated with great rapidity. The unthinking mass accept them and by their excitement sway the rest. The amount of rubbish and humbug that pass under the name of patriotism in war-time in all countries is sufficient to make decent people blush when they are subsequently disillusioned.”

FALSEHOOD IN WAR-TIME: Propaganda Lies of the First World War, by Arthur Ponsonby MP, 1928 by George Allen and Unwin: http://www.vlib.us/wwi/resources/archives/texts/t050824i/ponsonby.html

Remember this next time you hear an ugly news being circulated and aggressively repeated by giant news agencies and key figures of in democratic countries, such as that 40 babies got their heads cut-off. The damage is done the moment such news is out, even if it turns out to be a disgusting western Falsehood In War-Time!

Remember that CNN, and all other networks in the Western Christendom, chose to report on the press conference conducted by an elderly Israeli hostage released by Hamas with the following exaggerated and shocking headline “I went through hell”, but chose to minimize and silence the positive and promising part of what they report, such as:

“She was greeted by “people who told us we believe in the Quran” and promised “not to harm” her and her fellow hostages. She said they slept on mattresses on the floor of the tunnels, ate the same food as Hamas fighters and received regular treatment from doctors during her incarceration. “They really took care of the sanitary side of things so that we didn’t get sick,” Lifshitz added. Each of the five hostages in her group received their own doctor and there was a paramedic present who supervised medication, she said. “They were very generous to us, very kind. They kept us clean,” Lifshitz said. “They took care of every detail. There are a lot of women and they know about feminine hygiene and they took care of everything there.” Lifshitz also accused the Israel Defense Forces and Shin Bet intelligence service of not taking threats from Hamas “seriously” and said the costly Gaza border fence erected by Israel had done nothing to protect her community from Hamas’ attack. “The lack of awareness by Shin Bet and the IDF hurt us a lot,” she stressed. “They warned us three weeks beforehand, they burned fields, they sent fire balloons and the IDF did not treat it seriously,” she continued.”!

CNN report:

https://www.cnn.com/2023/10/24/middleeast/israel-hostages-freed-lifshitz-cooper-intl-hnk/index.html

 Terrorism in War Time

In principle, I don’t rely on the free world and the Western Christendom in defining terrorism and identifying terrorists, as they once used to call Nelson Mandela a terrorist. They have no consistency and credibility in this regard.

Therefore, I neither consider Hamas nor Israel, in their entirety, as terrorist entities. No entity is totally terrorist and evil, as there is good and ugly in any entity. I don’t judge entities but do judge their decisions and actions. I judge the actions of people, groups, organizations, countries and ethnicities, but I don’t judge them as entities. Indeed, both Hamas and Israel (like others) have committed atrocities, but I exclude the legitimate Palestinian struggle against the Israeli occupation, as allowed for by the United Nations resolution 3314, Article 7 which affirms:

“Nothing in this Definition, and in particular article 3, could in any way prejudice the right to self-determination, freedom and independence, as derived from the Charter, of peoples forcibly deprived of that right and referred to in the Declaration on Principles of International Law concerning Friendly Relations and Cooperation among States in accordance with the Charter of the United Nations, particularly peoples under colonial and racist regimes or other forms of alien domination: nor the right of these peoples to struggle to that end and to seek and receive support, in accordance with the principles of the Charter and in conformity with the above-mentioned Declaration.”

UNGA resolution 3314: http://hrlibrary.umn.edu/instree/GAres3314.html

“Reaffirms the legitimacy of the struggle of peoples for independence, territorial integrity, national unity and liberation from colonial domination, apartheid and foreign occupation by all available means, including armed struggle;”.

Legitimacy of Palestinian armed struggle: https://www.un.org/unispal/document/auto-insert-184801/

But, since the United Nations is so clearly calling on Israel to end its colonial domination, apartheid and occupation of the Palestinian land/territories, why the free world in Western Christendom  simply doesn’t force Israel to withdraw from the occupied territories and then negotiate peace with Arabs?!

Taking Palestine in Doses

US president Truman answers the above question when he said:

“Even among the Jews, the Zionists particularly who were against anything that was to be done if they couldn’t have the whole of Palestine and everything handed to them on a silver plate so that they wouldn’t have to do anything. It couldn’t be done, we had to take it in small doses.”

US President Truman: https://youtu.be/N0DvO72fuG4?feature=shared

It’s clear from Mr. Truman’s statement that the Christian Zionist in the Western Christendom had a gentleman agreement with the Jewish Zionists to take over the entire Palestine in doses, and perhaps more, depending on how radical is the Zionists you’re dealing with and how radical is his interpretation of the unauthenticated Biblical texts. It’s clear that it’s the Zionists who always intended to throw Arabs into the sea and not the other way around as claimed by their Zionist propaganda.

The noble Israeli Jew, Mr. Miko Peled, known as the son of the General, also touches on this vital issue. His father signed Israel’s declaration of independence and participated in all Israel-Arab wars. Therefore, Miko was able to access the minutes of the meetings of the young Zionist Generals (including his father) before their wars with Arabs. Miko reports, that the minutes clearly show how the young Israeli Generals wished a war with Arabs as they wanted more smaller doses of the Palestinian lands. That means that Zionists always had the hidden intention to grab more land by force, and nothing could scare them more than Arabs accepting the partitioning. Peace terrifies the Zionists, as it hinders their plan to takeover the entire Palestine.

Miko Peled: https://youtu.be/TOaxAckFCuQ

Could the above information collectively explain the mysterious security and intelligence collapse on October 7th, and the mysterious late arrival of the Israeli forces that took 6 hours to rescue their people?! Is it unfair to assume that the Tel Aviv knew about the attack, anticipated it, ignored all the intelligent information, allowed it and sacrificed their own people to gain the national and international consent that would enable them to ethnically cleans the Palestinians for another dose of land? Is there any other logical way to explain the mysterious security failure and the mysterious late response?!

Remember this next time a radical Zionist tells you: “Arabs didn’t accept the partitioning and Israel had to occupy more land for security reasons.” That’s  rubbish!

Yes, Palestinians and Arabs refused to accept their Palestine being split by their occupier (Britain). Yes, I agree that Arab’s decision to fight was not SMART due to unequal power scales, but it was expected. It’s easy to judge now. In fact, if Arabs had the required power and a chance to win, I would have advised them to occupy Britain, split it, and give the bigger piece to the oppressed European Jews as their homeland.

And yes, the timing of Hamas attack on October 7th raises a lot of questions regarding its objective and intent. I consider the attack strategically disastrous for the legitimate Palestinian struggle but could be serving the global Muslim Brotherhood’s agenda, in which they don’t want the Saudis to succeed in reaching an equitable peace for all Arabs. Hamas has used the Palestinian struggle in the past for strengthening their party (Muslim Brotherhood) when their leader Ismaeel Haniyeh rushed to Morocco in support of the Muslim Brotherhood’s government during election, despite Morocco’s peace with Israel, while Hamas was viciously demonizing the UAE’s peace with Israel. This contradiction shows their double standard in dealing with countries that normalizes relations with Israel. Its only ok when Muslim Brotherhood normalizes with Israel but not others.

On the other hand, the attack did a historical service to the Israelis in uniting their divided house, offering opportunities to the ever-hungry and war mongering radical Zionists with their ever-growing appetite for more dose of Palestinian land!

Lack of Consistency & Integrity in War Times

In the war of principals, you need to be consistent, and the free-world/liberal international laws/values and United Nation’s resolutions are not an earring that you can put on and off, as and when it suits you. Such laws/values don’t support the Israeli occupation, and addresses Israel as a colonial, apartheid and occupying power.

If you choose to refer to the unauthentic Biblical sources to justify the Israeli colonial, apartheid and occupational policies and to historically annihilate Palestine and the Palestinians, then you are basically approving the genocidal retro-Biblical laws/values such as Book of Samuel, chapter 15, verse 3 that says:

“Now go and smite Amalek, and utterly a destroy all that they have, and spare them not; but slay both man and woman, infant and suckling, ox and sheep, camel and ass.”!

The above verse perfectly explains Israel’s genocidal and retro-Biblical attitude towards Palestine and its indiscriminate incineration of the Palestinian women and children since 1947. Such acts make a group of Zionists in the Jewish world radically equivalent to ISIS.

Such verses also explain the genocidal and retro-Biblical bases that justified the indiscriminate incineration of Japanese women and children with two nuclear bombs. That makes a group of liberals in the Western Christendom radically equivalent to ISIS.

In the war of principals, Biblical people say: Palestinians never had a country!

Well, say that to Golda Meir (the Former Prime Minister of Israel) who was holding a Palestinian passport for decades as reported by her. Say that to many noble Israeli historians who confirm the historical connection of Arabs to Palestine, or try harmonize that with many Biblical verses such as Genesis 17:8, that refers to the land as the land of Canaan. You can also watch the 5 beautiful hours of a dialogue hosted by a proud and radical Zionist titled: “Is Zionism Settler Colonialism?”

The dialogue: https://youtu.be/V8fbG0B1pi8?feature=shared

  Balfour Declaration:

Britain wasn’t driven by principals or fairness when it decided to grant part of Palestine to the Zionists! Britain and Europe did so because they wished a Jewish free Europe. This is confirmed by Theodor Herzl himself, the founder of Zionism, in his book “The Jewish State”.

Britain’s Foreign Secretary Arthur Balfour who issued his malignant declaration was himself anti-Semitic, yet he supported the establishment of a “national home for the Jewish people” in Palestine, by generously giving away what he didn’t own. He didn’t do Jews a favor, as he wanted Jews out of Europe. The declaration was simply a cheese on the mouse trap. Edwin Samuel Montagu, the only Jew in the British cabinet confirms this, so he didn’t support this declaration as he considered it anti-sematic. No wonder why Balfour didn’t issue the declaration to Mr. Montagu.

Jews were having a miserable time in Europe and were being viciously prosecuted. But Palestinians had their country always open to Jews, before and after the collapse of the Ottoman Empire, and until they became aware of the anti-Arab Zionist plans. Until then, Jews had been freely migrating to Palestine before Britain’s malignant declaration, that basically transformed the historical Christian-Jewish conflict to a weird Arab-Jewish conflict. Arabs in general always extended their hand to the oppressed Jews for help, but radical Zionists ended up biting that generous hand, and this is confirmed by many noble Israeli historians.

The diaries of the early Zionist settlers (very poor Russian settlers), practically the second wave of the Nationalist Zionist settlers who came after the defeat of the Bolshevik Codetta against Tzar in 1905 and created or formed the Zionist movement in Palestine, perfectly describes the Zionist mindset, as reported by the noble Israeli historian Mr. Ilan Pappé who says:

“they had very little money on them when they arrived in port of Jaffa. They knew nothing about farming and agriculture, as Jews in Russia and Eastern Europe were not allowed to work on cultivation of land, didn’t know how to make a living for themselves and had nowhere to stay in the new country called Palestine. So, they were very lucky that the local Palestinians hosted them, offered them a place to sleep, a little bit of food, and when they stayed long enough taught them how to cultivate the land and how to Shepperd the herds and how to become sort of children of the new country. But at night these settlers under the candlelight wrote diaries. They wrote about everything: Mosquito bites, could not sleep, the women they didn’t like (women didn’t like the men and men didn’t like the women). There is nothing that escaped the diaries and, in those diaries, the wrote about their greatest disappointment in Palestine. The main disappointment was that the place was full of foreigners, especially those who hosted them! They were saying in their diaries: I am staying tonight in the house of one of these foreigners. This mindset has not changed until now and there were two disappointments: One was that they believed that Palestine was an empty space, that it was a land without people and waiting for people without land. They really believed it.

If you read the propaganda of the Zionist movement after Herzl founded it in 1897, Palestine appears as a totally empty land. So, they were really surprised to see someone else there. Secondly, they had to square this new effect with their idea of creating a new homeland, so they decided if someone was their and was not supposed to be there, they were hostile aliens who took something that did not belong to them.

If you think that this is simplistic and outdated, then think twice. The most important tool for studying the Arab Israeli conflict in Unite States of America today, whether it is in high schools or colleges or in the Universities is “The Atlas of the Arab Israeli Conflict”, which was written by one of Britain leading professors called Martin Gilbert, I think it’s already in its 12th edition. This is the main tool by which students in America, and until recently in England, were geographically looking at the conflict. It tells you a lot about the Zionist propaganda today compared to the Zionist propaganda in the early days. The first map is Palestine during the Biblical times, the second map is Palestine during the Roman time, the third map is the crusader, and the fourth map is the first Zionist settlement in the 1882, which mean between 70AD (time of Christ) till late 19th century nothing happened in Palestine. Because it was empty and there where no people there! This mindset is still there in Israel and this is Zionism for me. Because Zionist are not saying that there are no Arabs around, of course they know that there are Arabs around, but the whole efforts are in two levels: One is to make Palestinians evaporate and disappear so that they can go back to the land without people, or if you cannot do this, then imagine that they are not there, by building a wall.”

Mr. Ilan Pappé: https://youtu.be/9EXb1SI1lNw?feature=shared

 Human Shields In War-Time

Regretfully, it’s not only Hamas who uses Palestinians as Human shields in their legitimate armed struggle for liberation. With Western Christendom’s consent, Israel also uses the settlers as an occupation tool (Human shields) in the borders of the occupied territories. Israel knows that Western Christendom is excellent in closing their eyes while Israel practices colonial, apartheid and occupation acts against the indigenous Palestinians. They also know that Western Christendom would allow them during the current war to do the ugly against innocent Palestinians, exactly as the Western Christendom closed their eyes during the world war II and allowed Nazis to commit genocide against innocent Jews. Noble Zionists regret such histories and admit that what they did to their Palestinians neighbors in 1947 was equivalent to what Nazis did to them during the Holocaust! People behave as they are allowed to behave.

 Hamas Militias

I don’t condone the legitimate Palestinian armed struggle for their self-determination, but am against militant and dissident groups, who act in isolation, hence exposing themselves to foreign agendas. That’s why, I do not support the Palestinian Hamas and Jihad militants and the Lebanese Hiz-Bu-Allah militants. I equally do not support the Israeli militant-minded settler-colonial occupation, that undermines the international laws/values and United Nation’s resolutions.

Despite its sincere pursuit of dignity and freedom, Hamas has not only accepted to be a puppet of Iran, but they have also become a puppet of Israel (the occupier) for the last 16 years. They have been getting official foreign financial support through Israel. They have been used conveniently by Israel to split and weaken the legitimate Palestinian Liberation fabric. In pursuit of defeating the illegal Israeli occupation, Hamas has consciously neverminded being used to progress not only the Iranian, but also the Israeli expansionist agendas. Hamas never minds collaborating with the brutal Iranian occupation in order to fight the Israeli occupation. Basically, I denounce such a radical Machiavellian principal that lacks consistency and integrity. I equally denounce such suicidal strategies on both sides, Hamas and Israel. Times of Israel reported on October 8th, 2023:

“According to various reports, Netanyahu made a similar point at a Likud faction meeting in early 2019, when he was quoted as saying that those who oppose a Palestinian state should support the transfer of funds to Gaza, because maintaining the separation between the Palestinian Authority in the West Bank and Hamas in Gaza would prevent the establishment of a Palestinian state.”

Times of Israel: https://www.timesofisrael.com/for-years-netanyahu-propped-up-hamas-now-its-blown-up-in-our-faces/

This is a naïve and short-sighted policy, on all sides, that neither serves the Palestinians nor the Israelis or the Iranians. It only serves the interests of the other.

 The Reality:

Legally, UN resolutions are still valid and Israel needs to exist as a safe haven for the ever-oppressed jews. But it’s equally true that the United Nation officially addresses Israel as an occupational power that ignores the international liberal laws/values and acts based on retro-Biblical laws/values. The solution is going to an international court of law for a fair settlement for both parties. I know Palestinians want this solution, but Israelis don’t, and this in itself tells whose story could hold water, and who wants to coexist and who doesn’t!

In the war of principals, I have no respect for militant-minded regimes who do not effectively and consistently comply with the recognized international laws. I mean those who lack accountability and integrity, such as the Islamic Republic of Iran, the occupying state of Israel and those in Western Christendom who enable them both. Basically, I denounce all radical Machiavellians who lack consistency and integrity (principals).

It’s Obvious:

I would never accept that UN votes to split my country (would you?!) It’s obvious that you would fight (wouldn’t you?!). It’s also obvious that Western Christendom has two sets of western liberal laws/values, one for themselves and another for others (don’t they?!). It’s obvious that Western Christendom position is hypocritic and lacks integrity (doesn’t it?!). It’s also obvious that Western Christendom and Zionism act based on retro-Biblical laws/values and not their announced and sexier liberal laws/values (don’t they?!). It’s also obvious that an occupation can’t talk about self-defense (could it?!). It’s also obvious that when Israeli Minister of Defense Yoav Gallant referred to Palestinians on October 9th as “Human Animals”, he was using a genocidal rhetoric. He said:

“We are imposing a complete siege on Gaza. No electricity, no food, no water, no fuel. Everything is closed. We are fighting human animals, and we will act accordingly.”

It’s obvious that “Human Animals” is a genocidal rhetoric. In any genocide, the aggressor sees his victim as evil and animal. Israelis see Palestinians as evil animals, as Hitler saw Jews as evil animals. It’s a shame to see Western Christendom hailing the above genocidal acts of the occupier against the occupied Palestine, months after they categorically denounced the exact acts as the Russian occupation used them against the occupied Ukraine. It’s  a shame to see Western Christendom adopting two sets of laws/values for themselves and others while dealing with occupation and human rights. It’s a shame to see Western Christendom undermining the international laws and the United Nation’s resolutions, by allowing Israel to breach them.  It’s a shame to watch the silent majority in the Western Christendom turning a blind eye to allow the radical over-ambitious Zionists breach the international law and do the ugly on behalf of them all. History is repeating itself. This is disgusting (isn’t it?!).

It’s obvious that the current world order lacks humanity, credibility, integrity and principals. Doesn’t it?!

Note: While reading, remember that Bernard Lewis defined Christendom as:

“…the entire civilization shaped by the Christianity religion but includes many elements that are not part of that religion or maybe hostile to that religion, but nevertheless, arises within this civilization. One has to say that Hitler and the Nazis arose within Christendom, but no one could say that they arose within Christianity. This is a distinction that is important to bear in mind.”

 Accordingly, in this article, “Western Christendom” refers to the entire Christian civilization, but not Christianity as a religion nor its peaceful followers.

لماذا الاستتار الالهي؟!
×
28 September 2023

لماذا الإستتار الإلهي؟!

بقلم: خالد الخاجة

الإستتار الإلهي هو خلاف فلسفي يتم استخدامه بشكل متكرر كحجة ضد وجود الله (الخالق) جل جلاله، و ما إذا كانت الأديان التي تدعي الكشف عن إرادته قد تم توضيحها بشكل بديهي كالمعادلة 1+1=2.

“صُمٌّ بُكْمٌ عُمْىٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ” سورة البقرة الآية 18.

أتفق مع الآية الكريمة على أنه يجب على المرء أن يكون أصما و أبكم و أعمى (متعجرفا و جاهلا)، لينكر أنَّ الدليل على وجود الخالق (الله جل جلاله) واضح بوضوح المعادلة 1+1=2. لأنني أعلم أننا كبشر نكاد لا نعرف شيئا على الاطلاق عما هو موجود في أنفسنا و كوكبنا و كوننا. فما يعرفه علمائنا أقل بكثير مما لا يعرفونه، و إذا كانت المعادلة 1+1=2 تدور حول الوضوح، فلماذا تظهر النتيجة الأولى لي في بحث (google) أننا نجهل 95٪ من الكون، حيث لا يمكننا حتى رؤيته؟!

أليست المعادلة 1+1=2 تتعلق بالوضوح، و بالتالي، يتوجب وجود من يعلم بنسبة 100٪ بشأن الكون و ما هو موجود فيه؟ و من يمكن أن يكون هذا العلام الخبير غير الله سبحانه و تعالى؟!

رحم الله امرئ عرف قدر نفسه!

لذلك، بصفتي مهندسا فخورا، أتفق مع القرآن الكريم على أنه يجب على المرء أن يكون أصما و أبكم و أعمى (متعجرفا و جاهلا) ليغض الطرف عن القرآن، و الذي تحدث قبل 1400 عاما عن نزول الحديد الى الأرض من الفضاء الخارجي:

لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِٱلْبَيِّنَـٰتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا ٱلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌۭ شَدِيدٌۭ وَمَنَـٰفِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥ وَرُسُلَهُۥ بِٱلْغَيْبِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌۭ” سورة الحديد الآية 25.

لكن، هناك أشخاص يسخرون من هذه الآية الكريمة و يقللون من شأنها بسبب عجزهم امام اعجازها، و التي تأكد على أن الحديد جاء إلينا من الفضاء الخارجي، و هذا ما يؤكده العلم الحديث. لكن مثل هذا الموقف الساخر لا يكفي لاستبعاد آية واضحة و بديهية من عيار 1+1=2، و كدليل على أن الإسلام هو دين الله الخالق، بغض النظر عما يقوله الصم و البكم و العمي (المتغطرس و الجاهل).

كما أنني كمهندس فخور، أؤمن بأن المصريين القدماء قد بنوا الأهرامات في مصر، دون الحاجة الى رؤية البنائين. فكما هو مذكور في القرآن، يجب على المرء أن يكون أصما و أبكم و أعمى (متعجرفا و جاهلا) لينكر ذلك أو يدعي مثلا بأن الطبيعة بنت الأهرامات!

فلماذا يتم قبول هذه الأهرامات كعلامات واضحة و بديهية من عيار 1+1=2 على وجود بُنَاتها، بينما لا يتم قبول الكون كعلامة واضحة و بديهية من عيار 1+1=2 على وجود خالقه (الله جل جلاله)؟! من سوى الله جل جلاله يمكنه ان يخلق هذا الكون الواضح و البديهي من عيار 1+1= 2؟!

أرجوك يا منكر، احترم عقلي الهندسي!

بغض النظر عما يقوله الصم و البكم و العمي (المتغطرس و الجاهل)، فإن الكون دليل واضح وجلي من عيار 1+1=2 على وجود الله الخالق، و لا أحتاج أن أرى الله جل جلاله لأصدق ذلك، كما أنني لا أحتاج أن أرى المصريين القدماء لاعتقد بأنهم بنوا الأهرامات.

و كمهندس فخور، أتفق مع القرآن الكريم على أنه يجب على المرء أن يكون أصما و أبكم و أعمى (متعجرفا و جاهلا) لينكر أن كل شيء بحاجة الى الصيانة، و أن بدونها تتعرض جميع الاختراعات و المنتجات البشرية الى الفشل و الانهيار و التلف. و عليه، يحتاج الكون أيضا الى الصيانة. ولكن، من غير الله جل جلاله قادر على أن يصون هذا الكون المستدام و المعقد؟!

أرجوك يا منكر، احترم عقلي الهندسي!

الكون المستدام هو دليل واضح وجلي من عيار 1+1=2 على وجود الله الخالق، بغض النظر عما يقوله الصم و البكم و العمي (المتكبر و الجاهل). و أنا متأكد من أنك إذا نظرت من حولك، فستجد من الصم و البكم و العمي (المتعجرف و الجاهل) من يُسَفسِط و ينكر بأن 1+1=2، و بغض النظر عن نوع المنطق و المعجزات و الأدلة التي تستخدمها معهم، هؤلاء لن يصدقوا أن 1+1=2. هل انكارهم هذا يجعلهم على حق؟!

و هناك أناس من جميع الطوائف و الثقافات من ينكرون أن تكون الأرض كروية، و لن يجدي معهم استخدام منطق 1+1=2 و المعجزات و الأدلة كي يصدقوا أن الأرض كروية. و قد ينكرون كروية الارض حتى لو أخذتهم إلى محطة الفضاء الدولية و جعلتهم يرون بأم أعينهم أن الأرض كروية. هل انكارهم هذا يجعلهم على حق؟!

جميع هؤلاء المنكرون يفكرون على حد سواء. إنها حالات نرجسية و ميؤوس منها، مهما علت اصواتهم في النقاشات و المناظرات. هؤلاء يذكرونني بالآية الكريمة:

“وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَظَلُّوا۟ فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوٓا۟ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَـٰرُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌۭ مَّسْحُورُونَ (15)” سورة الحديد.

أخيرا و ليس آخرا، و كمهندس فخور، لا أرى حاجة لأن يكشف الله جل جلاله عن نفسه، بل أفضل ألا يفعل ذلك، لأنني أستطيع رؤيته بوضوح من خلال خلقه. ثم ان لا معنى لحرية الاختيار في حال الظهور الالهي الدائم، و استتاره جل جلاله عن الانظار يساعد الانسان على اتخاذ قرارته بشكل اختياري و حر. علاوة على ذلك، و أثناء الاختبار، أقَدِّر الإستتار الإلهي أكثر من الظهور الإلهي، بقدر ما أفضل امتحان الكتاب المغلق (الأسهل) على امتحان الكتاب المفتوح (الأصعب). و هذا يذكرني بالآية الكريمة:

“وَقَالُوا۟ لَوْلَآ أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌۭ ۖ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِىَ ٱلْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ” سورة الانعام الآية 8.

 أشكر الله سبحانه و تعالى على منحي المزيد من الوقت للتوبة!

و أقول للمنكرين: لو كنت مكانكم، لأعتذرت من نفسي!

أسال الله لكم و لمن تحبون خير الدنيا و الآخرة!

Why Divine Hiddenness?!
×
28 September 2023

Why Divine Hiddenness?!  

 By: Khalid Alkhaja

 

Divine Hiddenness is a philosophical contention frequently used as an argument against the existence of Allah the almighty (the Creator), and whether religions that claim to reveal His will have been made clear & obvious, as in 1+1=2.

“صُمٌّۢ بُكْمٌ عُمْىٌۭ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ” سورة البقرة الآية ١٨.

I agree with the above verse from Quran 2:18 that one must be “˹willfully˺ deaf, dumb, and blind” (arrogant and ignorant) to deny that the proof for existence of the Creator (Allah) is as clear as 1+1=2.

I know that we as human know almost NOTHING about what EXISTS in ourselves, our planet and our universe. What we know is significantly less than what we DON’T KNOW. But if 1+1=2 is about clarity, why the first result of me google search shows that we are NOT clear about 95% of the universe, as we can’t even see it?!

Isn’t 1+1=2 about clarity, hence, demanding that someone must exist who is 100% clear about the universe and what EXISTS in it? Who could be that someone, other than the Omnipotent and Omniscient Allah the almighty?!

رحم الله امرئ عرف قدر نفسه!

May Allah have mercy on someone who knows his own worth!

Therefore, as a proud engineer, I agree with Quran 2:18 that one must be “˹willfully˺ deaf, dumb, and blind” (arrogant and ignorant) to ignore the 1400 years old Quran talking about the Iron being from the outer-space as in 57:25:

لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِٱلْبَيِّنَـٰتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا ٱلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌۭ شَدِيدٌۭ وَمَنَـٰفِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥ وَرُسُلَهُۥ بِٱلْغَيْبِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌۭ” سورة الحديد الآية ٢٥.

“Indeed, We sent Our messengers with clear proofs, and with them We sent down the Scripture and the balance ˹of justice˺ so that people may administer justice. And We sent down iron with its great might, benefits for humanity, and means for Allah to prove who ˹is willing to˺ stand up for Him and His messengers without seeing Him. Surely Allah is All-Powerful, Almighty.”

But there are people who conveniently mock and belittle the above verse of Quran due to their inability to refute its miraculous nature. This verse records that Iron came to us from the outer space. But such a mocking attitude is not enough to disqualify the above 1+1=2 clear and obvious verse, as a proof that Islam is a true religion of Allah the Creator, regardless of what the “˹willfully˺ deaf, dumb, and blind” (arrogant and ignorant) say.

As a proud engineer, I also believe that ancient Egyptians have built the Pyramids in Egypt, without the need to see the builders. As mentioned in Quran 2:18, one must be “˹willfully˺ deaf, dumb, and blind” (arrogant and ignorant) to deny that or claim that the nature built the Pyramids!

So, why these Pyramids are accepted as 1+1=2 clear and obvious signs for the existence of their Egyptian builders, but the sophisticated Universe is not accepted as a 1+1=2 clear and obvious sign for the existence of its creator?! Who other than the Omnipotent and Omniscient Allah the almighty could create such a 1+1=2 universe?!

Please denier, give my engineering mind a break!

Regardless of what the “˹willfully˺ deaf, dumb, and blind” (arrogant and ignorant) say, the 1+1=2 universe is a clear and obvious proof that Allah the Creator exists, and I don’t have to see him to believe that as, I don’t have to see the ancient Egyptians who built the Pyramids to believe that they did so.

As a proud engineer, I agree with Quran 2:18 that one must be “˹willfully˺ deaf, dumb, and blind” (arrogant and ignorant) to deny that every creation requires maintence, and without it all the inventions and products of mankind will default, breakdown and damage. Accordingly, the universe also requires maintence. But who other than the Omnipotent and Omniscient Allah the almighty could maintain and sustain the sophisticate universe?!

Please denier, give my engineering mind a break!

The sustainable 1+1=2 universe is a clear and obvious proof that the Omnipotent and Omniscient Allah the Creator exists, regardless of what the “˹willfully˺ deaf, dumb, and blind” (arrogant and ignorant) say.

I am sure if you look around, you will find sophistries and those who “are ˹willfully˺ deaf, dumb, and blind” (arrogant and ignorant) denying that 1+1=2. No matter what kind of logic, magic (miracles) and proof you use with them, they would NOT believe that 1+1=2. Does that make them right?!

There are people from all sects and cultures who deny Earth being round. No matter what 1+1=2 logic, magic (miracle) and proof you use with them, they would NOT believe that Earth is round. They could deny it, even if you take them to the International Space Station and make them see with their own eyes that Earth is round. Does that make them right?!

Such deniers think alike. They are hopeless cases, no matter how loud they argue and debate. They remind me of Quran 15:14-15:

“وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًۭا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَظَلُّوا۟ فِيهِ يَعْرُجُونَ (١٤) لَقَالُوٓا۟ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَـٰرُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌۭ مَّسْحُورُونَ (١٥)” سورة الحديد.

 “And even if We opened for them a gate to heaven, through which they continued to ascend, still they would say, “Our eyes have truly been dazzled! In fact, we must have been bewitched.”

Last but not least, as a proud engineer, I don’t see a need for Allah to reveal himself. In fact, I prefer that He doesn’t, because I can see him crystal clear through His creation. Moreover, there is no meaning to freewill in the event of the permanent divine appearance, and His disappearance from sight helps the man kind to make his decisions voluntarily and freely. Furthermore, during a test, I appreciate a divine Hiddenness than a divine Conspicuousness, as much as I respectively prefer the easier closed-book exams to the tougher open-book exams. This reminds me of Quran 6:8 says:

“وَقَالُوا۟ لَوْلَآ أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌۭ ۖ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًۭا لَّقُضِىَ ٱلْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ” سورة الانعام الآية ٨.

 “They say, “Why has no ˹visible˺ angel come with him?” Had We sent down an angel, the matter would have certainly been settled ˹at once˺, and they would have never been given more time ˹to repent˺.”

In conclusion: I thank the Omnipotent and Omniscient Allah the almighty for his hiddenness, thus granting me more time to repent!

To the deniers I say: If I were you, I would apologize to myself!

I pray to Allah to grant you and your loved ones the best of this life and the life after. Amen!

What About Iblis?
×
11 September 2023

What About Iblis?
By: Khalid Alkhaja

The narcissist asks arrogantly, the damaged could ask in anger and the ignorant could ask innocently about the world of the unseen:

Why did Iblis (Satan) revolt against the order of the Omnipotent and Omniscient Allah? Why did Allah create Iblis (and Human) if He knew he would turn evil? Did Allah want Iblis to turn evil and wanted him to misguide humans? Is Iblees simply a pawn in Allah’s game? Couldn’t free-will cause revolt of believers in heaven? Or will Allah take away their free-will? Couldn’t Allah have spared us this pantomime by only creating the believers right from the start? Is Allah incapable of doing that?

Ask as Angels

First and foremost, my dear believer, let me comfort you for probably feeling pain and ashamed of asking such questions. Will don’t, especially if you ask them politely and humbly, because we all do have such questions about the world of unseen. In fact, the Angels were the first to ask such questions politely and humbly as reported in Quran 2:30:

“و َإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَـٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌۭ فِى ٱلْأَرْضِ خَلِيفَةًۭ ۖ قَالُوٓا۟ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ” سورة البقرة الآية 30.

“˹Remember˺ when your Lord said to the angels, “I am going to place a successive ˹human˺ authority on earth.” They asked ˹Allah˺, “Will You place in it someone who will spread corruption there and shed blood while we glorify Your praises and proclaim Your holiness?” Allah responded, “I know what you do not know.””

So, it’s normal to ask questions about what you don’t know and about the world of unseen, and the answers are most probably offered by Allah (ﷻ) or his prophet Mohammed (ﷺ), as demonstrated in this article. But if you couldn’t find or get to an answer, remember that no one (except Allah ﷻ) knows all the answers in this universe, so be patient, humble and follow Quran 2:1-3 that requires those seeking the right path (the truth) to realistically believe in the world of unseen, as the very first demanding character of those mindful of Allah (ﷻ):

“الٓمٓ (1) ذَٰلِكَ ٱلْكِتَـٰبُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًۭى لِّلْمُتَّقِينَ (2) ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلْغَيْبِ وَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَ مِمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ يُنفِقُونَ” الآية 3 من سورة البقرة .

“Alif-Lãm-Mĩm (1) This is the Book! There is no doubt about it, a guide for those mindful ˹of Allah˺ (2) Who believe in the unseen, establish prayer, and donate from what We have provided for them (3)”

Gods Questioning the God

But before answering the above questions, we need to address the following compelling question: How could a non-believer who can’t even create a tiny known ant, question the Omnipotent and Omniscient Allah (ﷻ), the creator of the infinite, ever-expanding and mysterious universe?!

The logical answer is: That’s only possible when a damaged person in anger or a narcissist (feeling like a god) gets to question and criticize another god! That is when a non-believer asks questions with a narcissistic and godly breath, as in the case of Iblis.

As mentioned in my article titled, “Religion & Humanity”, religion invites you to look beyond the world that is witnessed, to learn about the world of the unseen, to reveal the truth of existence, the mystery of creation, the love of the Creator, and to expand the dimensions of human existence. Therefore, although such questions are genuinely tough, their answers are fairly easy and clear, as offered by the religion of Islam, to those who seriously and genuinely seek the truth, but not to the narcissistic who act and talk as a god, such as Iblis!

So, this is my humble attempt to offer the model Islamic answers to the above-mentioned questions. I offer these answers to the serious, sincere, ignorant and angry non-believers and believers. These answers are not for the narcissistic non-believers who act and talk like a god. So:

1) Why did Iblis revolt against the order of the Omnipotent and Omniscient Allah?

Let’s examine this question under the lens of Quran chapter 38:

“إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَـٰٓئِكَةِ إِنِّي خَـٰلِقٌۢ بَشَرًۭا مِّن طِينٍۢ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُۥ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا۟ لَهُۥ سَـٰجِدِينَ (72) فَسَجَدَ ٱلْمَلَـٰٓئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّآ إِبْلِيسَ ٱسْتَكْبَرَ وَ كَانَ مِنَ ٱلْكَـٰفِرِينَ (74) قَالَ يَـٰٓإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ ٱلْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا۠ خَيْرٌۭ مِّنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍۢ وَ خَلَقْتَهُۥ مِن طِينٍۢ (76) قَالَ فَٱخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌۭ (77)” سورة ص.

“˹Remember, O Prophet˺ when your Lord said to the angels, “I am going to create a human being from clay (71) So when I have fashioned him and had a spirit of My Own ˹creation˺ breathed into him, fall down in prostration to him (72) So the angels prostrated all together (73) but not Iblîs, who acted arrogantly, becoming unfaithful (74) Allah asked, “O Iblîs! What prevented you from prostrating to what I created with My Own Hands? Did you ˹just˺ become proud? Or have you always been arrogant?” (75) He replied, “I am better than he is: You created me from fire and him from clay.” (76) Allah commanded, “Then get out of Paradise, for you are truly cursed (77)”

So, the issue is in a behavior that is wrapped by the statement, “I am better than he is”. This statement clearly shows that Iblis revolted against the order of the Omnipotent and Omniscient Allah (ﷻ), due to his narcissistic and godly behavior. Although the statement, “I am better than he is”, does sound racist, it isn’t enough to turn Allah (ﷻ) against Iblis. After all, Iblis is entitled to feel superior to Adam (ﷺ), as we all are entitled to feel superior to one another. The real problem with statement, “I am better than he is”, is that Iblîs believed that the order given to him by Allah (ﷻ) was wrong and should not have been issued to him in the first place, as he is better than Adam (ﷺ)! His narcissistic and godly behavior made him believe that he is more knowledgeable than the Omnipotent and Omniscient Allah (ﷻ). Any Human with such a narcissistic and godly character deserves to be cursed, and Iblis is not the only one who feels equal to Allah (ﷻ), questioning his decisions and creations. That’s when a god (Iblis or Human) gets to question and criticize Allah (ﷻ)! That is when a non-believer questions Allah’s (ﷻ) decisions and creations with a narcissistic and godly breath, as in the case of Iblis, asking in criticism: Why did Allah create Iblis and Human? In other words, he is saying: Allah (ﷻ) should not have created Iblis and Human! In other words, he is saying: Allah (ﷻ) was wrong!

Allah (ﷻ) Verifies.

Before answering the next question, let’s remember that Allah (ﷻ) cursed Iblis only after he verified Iblis’s intent, justifications and insistent on his revolt by asking him: “O Iblîs! What prevented you from prostrating to what I created with My Own Hands? Did you ˹just˺ become proud? Or have you always been arrogant?” (75)”. By this question, Allah the most equitable and merciful, gave a chance to Iblis to swallow his narcissistic and godly pride and seek forgiveness, but he didn’t. Instead, he confidently challenged Allah (ﷻ) and insisted on his narcissistic and godly revolting act, as many Human do.

So, it’s important to remember that Allah (ﷻ) offered Iblis a scape rout, but he choose not to take it. Let’s also remember that being in presence of Allah (ﷻ), as in the case of Iblis, will not stop the narcissistic and godly Human from questioning Allah’s (ﷻ) decisions.

2) Why did Allah create Iblis (and Human) if He knew he would turn evil? Did Allah want Iblis to turn evil and wanted him to misguide humans? Is Iblis simply a pawn in Allah’s game?

Free-will

First and foremost, instead of blaming Allah (ﷻ) for your creation, remember that it’s your parents who willingly brought you to this world, and that it’s you who willingly brought your children to this world. Using your free-will, you could have avoided that as many couples do. Criticizing Allah (ﷻ) for something that you practice is hypocritic and narcissistic.

Furthermore, it is not the CREATION that turned Iblis or Human evil, but it’s their desired “FREE-WILL”. All other creations of Allah (ﷻ), such as Angels and animals, can’t turn evil because, by choice, they don’t enjoy the free-will. As a result, Angels and animals are creations that are not tested and they neither end up in Heaven nor in hell. Hence, there is no reason for the skies, the Earth, the Angels or the animals to complain about their creation. The fact is that Allah (ﷻ) created Iblis, Human, Angels and the entire universe to worship him, as reported in Quran chapter 51, and as reported in Quran 21:16, the creation was not a game.

“وَ مَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَ ٱلْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍۢ وَ مَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ (57)” سورة الذاريات.

“I did not create jinn and humans except to worship Me (56) I seek no provision from them, nor do I need them to feed Me (57)”

“وَ مَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَآءَ وَ ٱلْأَرْضَ وَ مَا بَيْنَهُمَا لَـٰعِبِينَ (16)” سورة الأنبياء.

“We did not create the heavens and the earth and everything in between for sport (16)”
So, the following and the aforementioned question is wrong: Why did Allah create Iblis (and Human) if He knew he would turn evil? Instead, the right question that deserves an answer is: Why did Allah give Iblis (and Human) free-will, if He knew he would turn evil? Quran 33:72 answers this question:

“إِنَّا عَرَضْنَا ٱلْأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَ ٱلْأَرْضِ وَ ٱلْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَ أَشْفَقْنَ مِنْهَا وَ حَمَلَهَا ٱلْإِنسَـٰنُ ۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومًۭا جَهُولًۭا” سورة الأحزاب.

“Indeed, We offered the trust to the heavens and the earth and the mountains, but they ˹all˺ declined to bear it, being fearful of it. But humanity assumed it, ˹for˺ they are truly wrongful ˹to themselves˺ and ignorant ˹of the consequences˺”

Ibn `Abbas said, may Allah (ﷻ) be pleased with them: Trust (Al-Amanah) means obedience. This was offered to them (to the skies and the earth and the mountains) before it was offered to Adam (ﷺ), and they could not bear it. Then Allah (ﷻ) said to Adam (ﷺ): “I have offered the Trust (Amanah) to the heavens and the earth and the mountains, and they could not bear it. Will you take it on?” He (Adam ﷺ) said” O Lord, what does it involve? He (Allah ﷻ) said: “If you do good, you will be rewarded, and if you do evil, you will be punished.” So, Adam (ﷺ) took the Trust (Amanah) and bore it.

It is obvious from the above report that Trust (Amanah) is “If you do good, you will be rewarded, and if you do evil, you will be punished”, which is the formula of FREE-WILL. So, it was you (the Human) who asked for the free-will, that could turn you evil. Not only it was never forced onto Human or Iblis, as reported above, Adam (ﷺ) was informed (cautioned) that other creations had refused to take it on. Yet, Human accepted to be rewarded for doing good and punished for doing evil, in order to enjoy free-will, and Allah (ﷻ) simply allowed Human to do good or evil. It’s their call and free-will. In fact, it’s crystal clear from the above verse that Allah (ﷻ) didn’t want Adam (ﷺ) to accept the Trust (Amanah) when he says: “But humanity assumed it, ˹for˺ they are truly wrongful ˹to themselves˺ and ignorant ˹of the consequences˺”.

Someone may now rightfully ask: Then why did Allah (ﷻ) offer the Trust to Adam (ﷺ)? This is an excellent question that requires further research from me, but my current and humble opinion is that, most probably Iblis had asked for it and Allah (ﷻ) granted him. Accordingly, Allah (ﷻ) offered Trust to all other creations as a sign of fairness and justice.

But the compelling question that needs an answer is: why Iblis and Human asked for free-will and desired it? That’s what we will answer next.

The Bliss of God ship

Obviously, because free-will is a precious and attractive godly attribute and an authority that only Allah (ﷻ) has been enjoying before there was time or a space. Free-will is a bliss that enables a narcissistic non-believer to feel the ecstasy of talking and acting freely as a god, as in the case of Iblis (the ever-first non-believer) who enjoyed the ecstasy of doubting Allah’s (ﷻ) decisions, and as is the case with the non-believing Human who similarly enjoy the ecstasy of judging Allah (ﷻ) by asking the aforementioned questions.

So, no! it’s not Allah (ﷻ) who wanted Iblis to turn evil and wanted him to misguide Humans. As reported in Quran chapter 72, jinn are not all non-believers and evils, and Iblis is one of them who turned evil by choice and his free-will. Allah (ﷻ) simply allowed Iblis to turn evil.

“قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ ٱسْتَمَعَ نَفَرٌۭ مِّنَ ٱلْجِنِّ فَقَالُوٓا۟ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَانًا عَجَبًۭا (1) يَهْدِيٓ إِلَى ٱلرُّشْدِ فَـَٔامَنَّا بِهِۦ ۖ وَ لَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَدًۭا (2) وَ أَنَّهُۥ تَعَـٰلَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا ٱتَّخَذَ صَـٰحِبَةًۭ وَ لَا وَلَدًۭا (3) وَأ َنَّهُۥ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى ٱللَّهِ شَطَطًۭا (4)” سورة الجن.

“Say, ˹O Prophet,˺ “It has been revealed to me that a group of jinn listened ˹to the Quran,˺ and said ˹to their fellow jinn˺: ‘Indeed, we have heard a wondrous recitation (1) It leads to Right Guidance so we believed in it, and we will never associate anyone with our Lord ˹in worship˺ (2) ˹Now, we believe that˺ our Lord—Exalted is His Majesty—has neither taken a mate nor offspring (3) and that the foolish of us used to utter ˹outrageous˺ falsehoods about Allah (4)”

And as reported by Quran chapter 15, Iblis can only misguide those who have the potential to be misguided. Allah (ﷻ) simply allows Iblis to misguide and allows Human to follow him. In fact, as reported by Quran 6:112, Iblis is not the only source of misguidance, as non-believing Human could also play evil and cause misguide. Nevertheless, it’s their call and their free-will, to follow Iblis and the devilish Human or not, thus either being a servant of Allah (ﷻ) or a deviant.

“قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِى لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي ٱلْأَرْضِ وَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَـٰذَا صِرَٰطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَـٰنٌ إِلَّا مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ (42) وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43)” سورة الحجر.

“Satan responded, “My Lord! For allowing me to stray I will surely tempt them on earth and mislead them all together (39) except Your chosen servants among them (40) Allah said, “This is the Way, binding on Me (41) you will certainly have no authority over My servants, except the deviant who follow you (42) and surely Hell is their destined place, all together (43)”

“وَ كَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِىٍّ عَدُوًّۭا شَيَـٰطِينَ ٱلْإِنسِ وَ ٱلْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍۢ زُخْرُفَ ٱلْقَوْلِ غُرُورًۭا ۚ وَ لَوْ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112)” سورة الأنعام.

“And so, We have made for every prophet enemies—devilish humans and jinn—whispering to one another with elegant words of deception. Had it been your Lord’s Will, they would not have done such a thing. So, leave them and their deceit (112)”

The Goodness in Free-Will

So, free-will won’t necessarily lead to evil. To the contrary, and as reported in Hadith, free-will will equally lead to goodness, allowing the believers to feel the sweet ecstasy of being obedient to Allah (ﷻ). You can easily experience such a sweet ecstasy in the eyes of new revert to Islam. The following Hadith offers examples for the sweetness (delight) in faith:

“ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ” صحيح البخاري 16.

“Whoever possesses the following three qualities will have the sweetness (delight) of faith:
1. The one to whom Allah and His Apostle becomes dearer than anything else.
2. Who loves a person and he loves him only for Allah’s sake.
3. Who hates to revert to Atheism (disbelief) as he hates to be thrown into the fire.” Sahih al-Bukhari 16.

Once again, it’s important to remember that being in presence of Allah (ﷻ), as in the case of Iblis, will not stop the narcissistic and godly Human from revolting and questioning Allah’s (ﷻ) decisions, just as a leopard cannot change its spots. The following verse of Quran testifies that nothing, not even miracles could change their narcissistic and godly behaviors:

“وَ مَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِٱلْـَٔايَـٰت إِلَّآ أَن كَذَّبَ بِهَا ٱلْأَوَّلُونَ ۚ وَ ءَاتَيْنَا ثَمُودَ ٱلنَّاقَةَ مُبْصِرَةًۭ فَظَلَمُوا۟ بِهَا ۚ وَ مَا نُرْسِلُ بِٱلْـَٔايَـٰتِ إِلَّا تَخْوِيفًۭا” سورة الاسراء الآية 59.

“Nothing keeps Us from sending the ˹demanded˺ signs except that they had ˹already˺ been denied by earlier peoples. And We gave Thamûd the she-camel as a clear sign, but they wrongfully rejected it. We only send the signs as a warning.” Quran 17:59.
Quran chapter 6 further reports that experiencing the life-after wouldn’t change the non-believers and their deviant narcissistic and godly behavior. They would always follow their deviant free-will.

“وَ لَوْ تَرَىٰٓ إِذْ وُقِفُوا۟ عَلَى ٱلنَّارِ فَقَالُوا۟ يَـٰلَيْتَنَا نُرَدُّ وَ لَا نُكَذِّبَ بِـَٔايَـٰتِ رَبِّنَا وَ نَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ (27) بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُوا۟ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ ۖ وَ لَوْ رُدُّوا۟ لَعَادُوا۟ لِمَا نُهُوا۟ عَنْهُ وَ إِنَّهُمْ لَكَـٰذِبُونَ (28)” سورة الانعام.

“If only you could see when they will be detained before the Fire! They will cry, “Oh! If only we could be sent back, we would never deny the signs of our Lord and we would ˹surely˺ be of the believers (27) But no! ˹They only say this˺ because the truth they used to hide will become all too clear to them. Even if they were to be sent back, they would certainly revert to what they were forbidden. Indeed, they are liars! (28)” Quran chapter 6.

3) Couldn’t free-will cause revolt of believers in heaven? Or will Allah take away their free-will?

Stability

Instability causes revolt, and free-will if used well, is a tool that can achieve stability. Fee-will and revolt are not required after achieving stability. Quran informs us that Adam & Eve (ﷺ) were created stable in Heaven, thus will never go hungry or unclothed, nor will they ever suffer from thirst or the sun’s heat, nor they will ever get sick or grow old … etc. But they got expelled from Heaven due to their pursuit for eternal stability in Heaven (becoming angels or immortals) when they got deceived by Iblis (an unstable being) who even falsely swore to them, a crime that Adam and Eve (ﷺ) never expected anyone could commit and lie on behalf of Allah (ﷻ)!

“وَ يَـٰٓـَٔادَمُ ٱسْكُنْ أَنتَ وَ زَوْجُكَ ٱلْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَ لَا تَقْرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ (19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا ٱلشَّيْطَـٰنُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُۥرِىَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَٰتِهِمَا وَ قَالَ مَا نَهَىٰكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ إِلَّآ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ ٱلْخَـٰلِدِينَ (20) وَ قَاسَمَهُمَآ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّـٰصِحِينَ (21) فَدَلَّىٰهُمَا بِغُرُورٍۢ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَٰتُهُمَا وَ طَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ ٱلْجَنَّةِ ۖ وَ نَادَىٰهُمَا رَبُّهُمَآ أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا ٱلشَّجَرَةِ وَ أَقُل لَّكُمَآ إِنَّ ٱلشَّيْطَـٰنَ لَكُمَا عَدُوٌّۭ مُّبِينٌۭ (22)” سورة الاعراف.

“˹Allah said,˺ “O Adam! Live with your wife in Paradise and eat from wherever you please, but do not approach this tree, or else you will be wrongdoers (19) Then Satan tempted them in order to expose what was hidden of their nakedness. He said, “Your Lord has forbidden this tree to you only to prevent you from becoming angels or immortals (20) And he swore to them, “I am truly your sincere advisor (21) Thus did he lead them on with pride. And when they tasted of the tree, their nakedness was exposed to them, prompting them to cover themselves with leaves from Paradise. Then their Lord called out to them, “Did I not forbid you from that tree and ˹did I not˺ tell you that Satan is your sworn enemy? (22)” Quran chapter 7.

“فَقُلْنَا يَـٰٓـَٔادَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّۭ لَّكَ وَ لِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ ٱلْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰٓ (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَ لَا تَعْرَىٰ (118) وَ أَنَّكَ لَا تَظْمَؤُا۟ فِيهَا وَ لَا تَضْحَىٰ (119) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ ٱلشَّيْطَـٰنُ قَالَ يَـٰٓـَٔادَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلْخُلْدِ وَ مُلْكٍۢ لَّا يَبْلَىٰ (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْءَٰتُهُمَا وَ طَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ ٱلْجَنَّةِ ۚ وَ عَصَىٰٓ ءَادَمُ رَبَّهُۥ فَغَوَىٰ (121)”سورة طه.

“So, We cautioned, “O Adam! This is surely an enemy to you and to your wife. So do not let him drive you both out of Paradise, for you ˹O Adam˺ would then suffer ˹hardship˺ (117) Here it is guaranteed that you will never go hungry or unclothed (118) nor will you ˹ever˺ suffer from thirst or ˹the sun’s˺ heat (119) But Satan whispered to him, saying, “O Adam! Shall I show you the Tree of Immortality and a kingdom that does not fade away? (120) So, they both ate from the tree and then their nakedness was exposed to them, prompting them to cover themselves with leaves from Paradise. So, Adam disobeyed his Lord, and ˹so˺ lost his way (121)” Chapter 20.

As a result, Human being will continue to be unstable on Earth until they return to Heaven. Therefore, Allah (ﷻ) will not need to take away believer’s free-will after be granting believers stability, which is the ultimate goal of free-will, and human beings can only realize stability in the Heaven. So, why to revolt in a stable place and in absence of Iblis and devilish Human?!
Free-Will in Heaven
But as reported in the following Hadith, Human beings will continue to exercise their free-will in Heaven:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضي الله عنه ـ أَنَّ النَّبِيَّ (ﷺ) كَانَ يَوْمًا يُحَدِّثُ وَ عِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ “‏أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ فِي الزَّرْعِ فَقَالَ لَهُ: أَلَسْتَ فِيمَا شِئْتَ؟ قَالَ: بَلَى وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَزْرَعَ‏.‏ قَالَ: فَبَذَرَ فَبَادَرَ الطَّرْفَ نَبَاتُهُ وَ اسْتِوَاؤُهُ وَ اسْتِحْصَادُهُ، فَكَانَ أَمْثَالَ الْجِبَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ: دُونَكَ يَا ابْنَ آدَمَ، فَإِنَّهُ لاَ يُشْبِعُكَ شَيْءٌ‏”‏‏.‏ فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ: وَ اللَّهِ لاَ تَجِدُهُ إِلاَّ قُرَشِيًّا أَوْ أَنْصَارِيًّا، فَإِنَّهُمْ أَصْحَابُ زَرْعٍ، وَ أَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا بِأَصْحَابِ زَرْعٍ‏.‏ فَضَحِكَ النَّبِيُّ (ﷺ)‏.‏ صحيح البخاري 2348.

Narrated Abu Huraira: Once the Prophet (ﷺ) was narrating (a story), while a Bedouin was sitting with him. “One of the inhabitants of Paradise will ask Allah to allow him to cultivate the land. Allah will ask him, ‘Are you not living in the pleasures you like?’ He will say, ‘Yes, but I like to cultivate the land.’ ” The Prophet (ﷺ) added, “When the man (will be permitted he) will sow the seeds and the plants will grow up and get ripe, ready for reaping and so on till it will be as huge as mountains within a wink. Allah will then say to him, ‘O son of Adam! Take here you are, gather (the yield); nothing satisfies you.’ ” On that, the Bedouin said: The man must be either from Quraish (i.e., an emigrant from Mecca) or an Ansari (from Madinah), for they are farmers, whereas we are not farmers. The Prophet (ﷺ) smiled (at this). Sahih al-Bukhari 2348

Stability and Nature

The constant pursuit of nature for stability is something that modern science acknowledges as well. It informs that Iron is made inside stars (not on Earth), specifically the red super-giant stars. The elements form together inside a star during fusion (the process of causing a material or an object to melt with intense heat so as to join with another). When the supernova occurs (a star suddenly increases greatly in brightness because of a catastrophic explosion that ejects most of its mass), the iron fragments are blasted into the space. This is how Iron came to Earth millions of years ago. Glory to Allah, 1400 years ago Quran 57:25 has miraculously reported that Iron was sent down to Earth.

“وَ أَنزَلْنَا ٱلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌۭ شَدِيدٌۭ وَ مَنَـٰفِعُ لِلنَّاسِ وَ لِيَعْلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥ وَ رُسُلَهُۥ بِٱلْغَيْبِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌۭ” سورة الحديد الآية 25.

“And We sent down iron with its great might, benefits for humanity, and means for Allah to prove who ˹is willing to˺ stand up for Him and His messengers without seeing Him. Surely Allah is All-Powerful, Almighty.”

https://socratic.org/questions/how-did-iron-come-to-earth-millions-of-years-ago

https://science.nasa.gov/where-your-elements-came

Iron ores are rocks from which metallic iron can be economically extracted. These rocks (Iron oxide or rust) can be converted to a pure iron by heating it in a furnace till molten. Therefore, when Iron rusts, it’s reverting back to iron oxide, because iron oxide is the more stable form of iron than pure iron (or steel) itself. Therefore, pure Iron needs continuous treatment to prevent it from reverting back to its stable form.

Stability and Human

Similarly, on Earth, Human beings are also in unstable condition. That’s why they get hungry and thirsty, and without eating, drinking, cleaning … etc., Human will decay, trying to return to its stable condition (die and return to Heaven). That’s because Human beings are from Heaven, and that is where they reach stability, and that is where they don’t feel hunger, thirst, diseases, and don’t need to eat, drink, get treated … etc., as reported by Quran. Therefore, Allah (ﷻ) will not need to take away believer’s free-will after be granting believers stability, which is the ultimate goal of free-will, and human beings can only realize stability in the Heaven. So, why to revolt in a stable place and in absence of Iblis and devilish Human?!

4) Couldn’t Allah have spared us this pantomime by only creating the believers right from the start? Is Allah incapable of doing that?

First and foremost, I feel compelled to ask back: What have we done to deserve putting an end to this pantomime? why couldn’t the non-believers simply become believers? Are non-believers incapable of becoming obedient believers? If Allah (ﷻ) had only created the believers from the beginning, what would have prevented the narcissists in their unstable nihilistic state from complaining and appealing to Allah (ﷻ) and demanding stability and entering Paradise?

End of Pantomime

In this life, no one deserves to see or to talk to Allah (ﷻ), not even the believers, and not until we grow, mature and purify through obedience. To see and talk to Allah (ﷻ), jinn and Human have to struggle using their free-will, to please Allah (ﷻ) by being obedient. As reported in Quran chapters 75 and 2, the pantomime will come to an end in the after-life, and only when the believers complete integrating, developing, growing and purifying their souls through obedience, thus earning the right of return to Heaven and the honor of talking to and seeing Allah (ﷻ).

This kind of honor must be earned through the process of pain, struggle and fee-well, to groom godly beings, and it’s not given through the process of programing Human beings, as in the case of life-less and soul-less Artificial intelligence (AI).

“وُجُوهٌۭ يَوْمَئِذٍۢ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌۭ (23)” سورة القيامة.

“On that Day ˹some˺ faces will be bright (22) looking at their Lord (23)”

“رَبَّنَا وَٱبْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًۭا مِّنْهُمْ يَتْلُوا۟ عَلَيْهِمْ ءَايَـٰتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ (129)”

“Our Lord! Raise from among them a messenger who will recite to them Your revelations, teach them the Book and wisdom, and purify them. Indeed, You ˹alone˺ are the Almighty, All-Wise (129)”
Glorious to Allah the Merciful

Remember Quran 33:77, wherein Allah (ﷻ) called Human “wrongful to themselves and ignorant of the consequences”?

That’s why in this grooming pantomime of pain, struggle and free-will, Allah (ﷻ) took it upon himself not to abandoned Human, starting from Adam and Eve (ﷺ). As a result, Allah (ﷻ):

1. Warned Adam and Eve of Iblis and forgave their first sin in Heaven.
2. Supports Human by sending them prophets (ﷺ) and offering them clear written direction (Holly Books).
3. Forgives minor sins, in return for their good deeds.
4. Forgives major sins, such as infidelity, in return for sincere repentance.
5. Saves believers from the Hell, once purified from their sins.
6. Only the demons of humans and jinn will be immortalized in the Hell.

Obedience, as beautifully summarized by Dr. Jeffery Lang in his speech titled “The Purpose of Life” (see the link below) is loving Allah (ﷻ) by adhering to his beautiful characters, such as: Compassionate, merciful, forgiving, just, protecting the weak, defending the oppressed, seeking knowledge and wisdom, generous, truthful, peaceful and love of our fellow man. If so, I wonder: why couldn’t the non-believers simply become obedient believers?!

Human and Integration

Dr. Islami, an Iranian
intellectual, in his talk titled, “Islam Believes in Integration and not Reincarnation”, further emphasizes on the process of Human integration, development, growth and purification, by saying:

One day we were all sperms in a three-day march, with a clear awareness and purpose. We ate and drunk to live and get to the egg. The sperms saw one of the sperms enter that big circle and disappear. The sperms said: the circle ate the sperm and died. But after three days, all the sperms died, and that sperm completed its life and turned into a fetus.

The fetus completes the journey in the mother’s womb and grows, eats, drinks, moves and builds relationships with the mother’s heart, lungs, liver and everything around him. The fetus is intelligent, it knows how long the hair of the head and eyebrows must be. After 9 months, some forces push the fetus out, but mother’s organs show opposition and hold on to their fetus. In the end, the fetus is pushed out, calling on the organs inside the mother’s body to grieve for his death, while those outside the mother’s body celebrate the child’s birth.

Death and birth are tools in the process of integration, as two sides of the same coin, and the difference depends on where we stand. Those on this side witness death and those on the other side witness birth. And so, the process of integration continues.

In this process, the spatial and temporal dimensions integrate in us. The spatial dimension has been integrating in us since we were a sperm, moving in an area not exceeding several millimeters, while the fetus in the womb moved his hand, and this movement was relatively much larger than the movement of the sperm. Then comes the man who travels between the continents of a larger planet, and his soul finally roams in the endless heavens. Similarly, the temporal dimension has been integrating since we were a sperm that lived only for 3 days, then a fetus that lived for 9 months, then a human being that lived 90 years and finally a soul that lives forever. And so, the process of integration continues.

When we were a sperm, we needed a tail to survive and succeed, and the fetus needed the umbilical cord to survive and succeed, and man needs hands and legs to survive and succeed. In this integrative process, the fetus does not need a tail like a sperm, the man does not need the umbilical cord like a fetus, and the soul does not need the body after death. The fact is that the tail, the umbilical cord and the human body are only temporary tools for the process of integration.

We should not lose sight of two important tools of the integrative process, namely the Physical Intelligence and the Moral Intelligence. Physical Intelligence takes care of the needs of the body, such as helping the human to run by providing sufficient amount of oxygen and by ordering the muscles to contract and expand and speed up the process of breathing by accelerating the heartbeat. The Moral Intelligence takes care of the spirit and prepares it for life after death, and develops in us by practice love, integrity, honesty and other good qualities. Physical intelligence provides prosperity not reassurance, and a bed not sleep.

So, what is the thing that is constantly integrated in my name? What is it that keeps on moving to maintain my identity?

Moral intelligence is what forms my personality, my identity and who I am, through the bonds that bind us to others, such as honesty, love or hatred and lies. Moral intelligence forms the spirit, and the goodness or corruption of the soul will determine your readiness for life after death.

And prayer is the hump of the moral bonds that shapes our relationship with the Creator, Allah (ﷻ). Therefore, we are required to pray several times a day so that we do not forget that our presence in this world is a preparation for the true birth. And we need the moral bonds for life after death. And the stronger those bonds (such as love, integrity and honesty), the more successful we will be after the true birth.

In Conclusion

• Islam has model answers to questions of the world of unseen.
• The love of Allah (ﷻ) elevates mankind above all creatures.
• Obedience to Allah (ﷻ) completes mankind by connecting with people with his most beautiful qualities and connecting with Allah (ﷻ) with his most beautiful worships.
• Questioning Allah (ﷻ) by asking narcissistic questions degrades mankind.
• This article may convince the damaged (angry), but it will never convince the cocky narcissist.
• It’s your choice and your free-will.

ماذا عن ابليس؟
×
11 September 2023

ماذا عن إبليس؟
بقلم: خالد الخاجة

يسأل النرجسي غروراً، و المحطم غضباً و الجاهل ببراءة عن عالم الغيب:

لماذا تمرد إبليس على أمر الله القادر العليم؟ لماذا خلق الله إبليس (و الإنسان) و هو يعلم أنه سيتحول إلى شيطان؟ هل أراد الله أن يتحول إبليس إلى شيطان و أراده أن يضلل البشر؟ هل إبليس مجرد بيدق في لعبة الله؟ ألا يمكن أن تتسبب الإرادة الحرة في تمرد المؤمنين في الجنة؟ أم أن الله سيسلبهم إرادتهم الحرة؟ ألم يكن بوسع الله أن ينقذنا من هذه التمثيلية الإيمائية من خلال الاكتفاء بخلق المؤمنين منذ البداية؟ هل الله عاجز عن ذلك؟

إسأل كالملائكة
أولا و قبل كل شيء ، دعني اريحك يا عزيزي المؤمن المتعلم، لأنك ربما تشعر بالألم و الخجل من طرح مثل هذه الأسئلة. لا داعي للخجل ما دمت تسأل بأدب و تواضع، لأننا جميعا نتعلم و لدينا مثل هذه الأسئلة حول عالم الغيب. في الواقع، كان الملائكة المتعلمون أول من طرحت مثل هذه الأسئلة كما ورد في القرآن الكريم، عندما طلبوا بأدب و تواضع من الله القادر العليم (ﷻ) التوضيح:

“و َإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَـٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌۭ فِى ٱلْأَرْضِ خَلِيفَةًۭ ۖ قَالُوٓا۟ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَ يَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ” سورة البقرة الآية 30 .

لذا يا عزيزي المؤمن المتعلم، من الطبيعي أن تطرح أسئلة حول ما لا تعرفه عن عالم الغيب، و الإجابات على الأرجح يقدمها الله (ﷻ) أو نبيه محمد (ﷺ)، كما سيتضح في هذا المقال. و إذا لم تتمكن من العثور على إجابة أو الوصول إليها، فتذكر أنه لا أحد (باستثناء الله جل جلاله) يعرف كل الإجابات في هذا الكون. لذا كن منطقياً و صبورا و متواضعا و اتبع القرآن الكريم الذي يتطلب من أولئك الذين يبحثون عن الصراط المستقيم أن يهدؤا و يؤمنوا بالغيب، كأول صفة ملحة لمن يتقون الله (ﷻ):

“الٓمٓ (1) ذَٰلِكَ ٱلْكِتَـٰبُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًۭى لِّلْمُتَّقِينَ (2) ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلْغَيْبِ وَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَ مِمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ يُنفِقُونَ” الآية 3 من سورة البقرة .

الآلهة تشكك في الله (ﷻ)
قبل الإجابة على الأسئلة المذكورة أعلاه، نحتاج إلى معالجة السؤال التالي و الملح: كيف يمكن لغير المؤمن الذي لا يستطيع حتى خلق نملة صغيرة معروفة أن يسأل الأسئلة السابقة و يشكك في الله القادر العليم (ﷻ)، خالق الكون اللامتناهي، دائم التوسع، المجهول و الغامض ؟!

الاجابة المنطقية هي: هذا ممكن فقط عندما يقوم شخص غاضب (محطم) أو نرجسي (يظن نفسه إِلَـٰهَ) باستجواب و انتقاد إِلَـٰهَ آخر! و ذلك عندما يسأل غير المؤمن أسئلة ذات نفس نرجسي و أُلوهي، كما في حالة إبليس.

كما ذكرت في مقالي بعنوان “الدين و الإنسانية”، إن الدين يدعوك إلى النظر إلى ما وراء العالم الذي يتم مشاهدته للتعرف على عالم الغيب، و الكشف عن حقيقة الوجود و سر الخلق و حب الخالق و توسيع أبعاد الوجود البشري. لذلك، و على الرغم من أن مثل هذه الأسئلة حقاً صعبة، إلا أن إجاباتها سهلة و واضحة إلى حد ما، كما يقدمها الدين الإسلامي لأولئك الذين يبحثون بجدية و صدق عن الحقيقة، ولكن تلك الاجابات ليست للنرجسيين الذين يتصرفون و يتحدثون كالآله، كما فعل إبليس!

إذن، هذه محاولتي المتواضعة لتقديم إجابات إسلامية نموذجية على الأسئلة المذكورة أعلاه، أقدمها للجادين و المخلصين و الغاضبين (المحطمين) من غير المؤمنين، كما أقدمها للمؤمنين المتعلمين. هذه الإجابات ليست للنرجسيين من غير المؤمنين، و الذين يتصرفون و يتحدثون كالآله، كما فعل ابليس!

اولا: لماذا تمرد إبليس على أمر الله القادر العليم؟

دعونا نفحص هذا السؤال تحت مجهر القرآن الكريم:

“إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَـٰٓئِكَةِ إِنِّي خَـٰلِقٌۢ بَشَرًۭا مِّن طِينٍۢ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُۥ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا۟ لَهُۥ سَـٰجِدِينَ (72) فَسَجَدَ ٱلْمَلَـٰٓئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّآ إِبْلِيسَ ٱسْتَكْبَرَ وَ كَانَ مِنَ ٱلْكَـٰفِرِينَ (74) قَالَ يَـٰٓإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ ٱلْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا۠ خَيْرٌۭ مِّنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍۢ وَ خَلَقْتَهُۥ مِن طِينٍۢ (76) قَالَ فَٱخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌۭ (77)” سورة ص.

إن مشكلة ابليس تكمن في سلوكه المتضمن في عبارته: ” أَنَا۠ خَيْرٌۭ مِّنْهُ”، اذ يظهر هذا البيان بوضوح أن إبليس تمرد على أمر الله القادر العليم (ﷻ) بسبب سلوكه النرجسي الإلهي. و على الرغم من أن عبارة “أَنَا۠ خَيْرٌۭ مِّنْهُ” تبدو عنصرية، إلا أنها لا تكفي لتأليب الله (ﷻ) ضد إبليس و لعنه، إذ يحق لإبليس أن يشعر بأنه متفوق على آدم (ﷺ)، كما يحق لنا جميعا أن نشعر بالتفوق على بعضنا البعض. المشكلة الحقيقية في عبارة: ” أَنَا۠ خَيْرٌۭ مِّنْهُ” أن إبليس كان يعتقد أن الأمر الذي أصدره الله له كان خاطئا و ما كان ينبغي أن يصدر له أصلا، فهو أفضل من آدم (ﷺ)! فسلوكه النرجسي و الإلهي جعله يعتقد أنه أكثر دراية من الله القادر العليم (ﷻ). كذلك، أي إنسان بمثل هذه الشخصية الالهية النرجسية يستحق اللعنة، و إبليس ليس الوحيد الذي يشعر بأنه مساو لله (ﷻ) و يحق له التشكيك في قرارات الله (ﷻ) و خلقه. انها مسألة إِلَـٰه (إبليس أو الإنسان) يرى نفسه أهلاً لمُسَاءلة الله (ﷻ) و انتقاده! و كذلك الحال عندما يشكك غير المؤمن في قرارات الله (ﷻ) و خلقه و يوجه انتقادات ذات نَفَس نرجسي و أُلُوهي، كما فعل إبليس، و هو يسأل ناقدا: لماذا خلق الله إبليس و الإنسان؟ و كأنه يقول: ما كان ينبغي لله أن يخلق إبليس و الإنسان! و كأنه يقول: قد أخطأ الله (ﷻ)!

الله (ﷻ) يتحقق
قبل الإجابة على السؤال الثاني، دعونا نتذكر أن الله (ﷻ) لم يلعن ابليس الا بعد أن تحقق من نيته السيئة و اسباب تمرده و اصراره على موقفه بسؤاله: “قَالَ يَـٰٓإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ ٱلْعَالِينَ (75)”؟ من خلال هذا (ﷻ) السؤال، أعطى الله بكل إنصاف و رحمة فرصة ذهبية لإبليس ليبتلع كبريائه النرجسي و الإلهي بطلب المغفرة، لكن ابليس لم يفعل. بل تحدى الله (ﷻ) بثقة و أصر على فعلته ذات النفس النرجسي و الإلهي، كما يفعل الكثير من البشر النرجسيين.
لذلك، من المهم أن نتذكر أن الله (ﷻ) عرض على إبليس مخرج للهروب و طريق للنجاة، لكنه اختار أن لا يسلكه. دعونا نتذكر أيضا أن التواجد في حضرة الله (ﷻ)، كما كان في حالة إبليس، لن يمنع الإنسان النرجسي و الإلهي من التشكيك في قرارات الله (ﷻ) و أفعاله.

ثانيا: لماذا خلق الله إبليس (و الإنسان) إذا كان يعلم أنه سيتحول إلى شيطان؟ هل أراد الله أن يتحول إبليس إلى شيطان و أراده أن يضلل البشر؟ هل إبليس مجرد بيدق في لعبة الله؟

الإرادة الحرة
بادئ ذي بدء ، بدلا من إلقاء اللوم على الله (ﷻ) على خلقه لك، تذكر أن والديك هما اللذان أحضراك عن طيب خاطر إلى هذا العالم، و أنك أنت من أحضر أطفالك عن طيب خاطر إلى هذا العالم. فباستخدام إرادتك الحرة، كان بإمكانك تجنب ذلك كما يفعل العديد من الأزواج. لذا، انتقادك لله (ﷻ) في شيء تمارسه هو نفاق و نرجسية.

علاوة على ذلك، ليس الخلق ما يجعل من إبليس أو الانسان شيطاناً، ولكنها “الارادة الحرة” المرغوبة. فجميع مخلوقات الله (ﷻ) الأخرى، كالملائكة، لا يمكن أن تتحول إلى شيطان لأنها و باختيارها لا تتمتع بالارادة الحرة. نتيجة لذلك، الملائكة مخلوقات لا يتم اختبارها و لا ينتهي بها المطاف في الجنة و لا في الجحيم. لن تسمع السماء أو الأرض أو الملائكة تشكو من خلقها. الحقيقة هي أن الله (ﷻ) خلق إبليس و الإنسان و الملائكة و الكون بأسره ليعبدوه، و لم يكن الخلق لعبة، كما ورد في القرآن الكريم.

“وَ مَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَ ٱلْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍۢ وَ مَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ (57)” سورة الذاريات.

“وَ مَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَآءَ وَ ٱلْأَرْضَ وَ مَا بَيْنَهُمَا لَـٰعِبِينَ (16)” سورة الأنبياء.

إذن، السؤال التالي و المذكور أعلاه خاطئ: لماذا خلق الله إبليس (و الإنسان) إذا كان يعلم أنه سيتحول إلى شيطان؟ بدلا من ذلك، فإن السؤال الصحيح و الذي يستحق الإجابة هو: لماذا أعطى الله إبليس (و الإنسان) الارادة الحرة، إذا كان يعلم أنه سيتحول إلى شيطان؟ القرآن يجيب على هذا السؤال:

“إِنَّا عَرَضْنَا ٱلْأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَ ٱلْأَرْضِ وَ ٱلْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَ أَشْفَقْنَ مِنْهَا وَ حَمَلَهَا ٱلْإِنسَـٰنُ ۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومًۭا جَهُولًۭا” الآية 72 من سورة الأحزاب.

ورد في تفسير ابن كثير عن ابن عباس رضي الله عنهما: يعني بالأمانة: الطاعة، و عرضها عليهم (السماوات و الارض و الجبال) قبل أن يعرضها على آدم (ﷺ)، فلم يطقنها. فقال لآدم (ﷺ): إني قد عرضت الأمانة على السماوات و الأرض و الجبال فلم يطقنها، فهل أنت آخذ بما فيها؟ قال: يا رب، و ما فيها؟ قال: إن أحسنت جزيت، و إن أسأت عوقبت. فأخذها آدم فتحملها، فذلك قوله: “وَ حَمَلَهَا ٱلْإِنسَـٰنُ ۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومًۭا جَهُولًۭا”.

يتضح من الرواية السابقة أن الأمانة هي ” إن أحسنت جزيت، و إن أسأت عوقبت”، و هي معادلة “الارادة الحرة”. لذلك، أنت (الإنسان) من طلب الارادة الحرة و التي يمكنها أن تحولك إلى شيطان. لم يتم فرضها أبدا على الإنسان أو إبليس، بل تم تحذيرك منها باعلامك بأن المخلوقات الأخرى لم يطقنها و رفضتها. لكنالانسان قبل أن يكافأ على فعل الخير و يعاقب على فعل الشر من أجل الحصول على الارادة الحرة، و ببساطة سمح الله (ﷻ) للإنسان بفعل الخير أو الشر. إنه قرارهم و ارادتهم الحرة. في الواقع، يتضح من الآية أعلاه أن الله (ﷻ) لم يرد أن يقبل آدم (ﷺ) الأمانة، و يتضح ذلك في قوله تعالي: “وَ حَمَلَهَا ٱلْإِنسَـٰنُ ۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومًۭا جَهُولًۭا”.

قد يسأل أحدهم الآن سؤالاً يستحق الاجابة: إذن لماذا عرض الله (ﷻ) الأمانة على آدم (ﷺ)؟ هذا سؤال يستحق المزيد من البحث، ولكن في رأيي المتواضع و على الأرجح، إن الامانة و الارادة الحرة لم تعرض على ابليس ولكنه طلبها من قبل فمنحها الله (ﷻ) له. لذلك و من باب الانصاف و المساواة بين خلقه، عرض الله (ﷻ) الأمانة و الارادة الحرة على جميع مخلوقاته، إنصافاً و عدلاً و دون اكراه، و لم يقبل بها من بعد ابليس سوى الانسان.

لكن السؤال الملح و الذي يحتاج إلى إجابة هو: ما سر رغبة إبليس و الانسان الشديدة في الارادة الحرة، رغم ما بها من شر؟

نعيم الربوبية
الارادة الحرة نعيم الربوبية، و هي سمة إِلَـٰهَية ثمينة و جذابة، و سلطة لا يتمتع بها سوى الله (ﷻ) من قبل أن يكون هناك زمان أو مكان. الارادة الحرة هي النعيم الذي يشفي غليل النرجسي غير المؤمن من خلال الشعور بنشوة التحدث و التصرف بحرية كالإِلَـٰه، كما في حالة إبليس (أول نرجسي غير مؤمن على الإطلاق)، و الذي استمتع بنشوة التشكيك في قرارات الله (ﷻ)، كما يستمتع الانسان النرجسي غير المؤمن بنشوة الحكم على الله (ﷻ) و طرح الأسئلة المذكورة أعلاه بغرور.

اذاً لا! ليس الله (ﷻ) من أراد أن يتحول إبليس إلى شيطان و ليس الله (ﷻ) من أراده أن يضل البشر. و كما ورد في القرآن الكريم، الجن ليسوا جميعا غير مؤمنين و شياطين، و إبليس واحد منهم و تحول إلى شيطان باختياره و ارادته الحرة. ببساطة، سمح الله (ﷻ) لإبليس أن يتحول إلى الشيطان.

“قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ ٱسْتَمَعَ نَفَرٌۭ مِّنَ ٱلْجِنِّ فَقَالُوٓا۟ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَانًا عَجَبًۭا (1) يَهْدِيٓ إِلَى ٱلرُّشْدِ فَـَٔامَنَّا بِهِۦ ۖ وَ لَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَدًۭا (2) وَ أَنَّهُۥ تَعَـٰلَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا ٱتَّخَذَ صَـٰحِبَةًۭ وَ لَا وَلَدًۭا (3) و َأَنَّهُۥ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى ٱللَّهِ شَطَطًۭا (4)” سورة الجن.

و كما ورد في القرآن الكريم، لإبليس القدرة على تضليل الذين لديهم القابلية للضلال. ببساطة، الله (ﷻ) يسمح لإبليس بالتضليل و يسمح للإنسان أن يتبعه. في الواقع، و كما ورد في القرآن الكريم، إبليس ليس المصدر الوحيد للتضليل، اذ يمكن للإنسان أيضا أن يلعب دور الشيطان و يتسبب في التضليل. و مع ذلك، ان للانسان الاختيار التام و الارادة الحرة في اتباع إبليس و شياطين الإنس و الجن، و بالتالي إما أن يكون عبداً من عباد الله (ﷻ) أو من المنحرفين.

“قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِى لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي ٱلْأَرْضِ وَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَـٰذَا صِرَٰطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَـٰنٌ إِلَّا مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ (42) وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43)” سورة الحجر.

“وَ كَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِىٍّ عَدُوًّۭا شَيَـٰطِينَ ٱلْإِنسِ وَ ٱلْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍۢ زُخْرُفَ ٱلْقَوْلِ غُرُورًۭا ۚ وَ لَوْ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَ مَا يَفْتَرُونَ (112)” سورة الأنعام.

الخير في الارادة الحرة
إن الارادة الحرة لا تؤدي بالضرورة إلى الشر. بل على العكس من ذلك و كما ورد في الحديث، يمكن أن تؤدي الارادة الحرة إلى الخير و شعور المؤمنين بنشوة حلوة في طاعة الله. يمكنك بسهولة تجربة مثل هذه النشوة الحلوة في العائدين الجدد إلى الإسلام، و الحديث التالي يقدم أمثلة على حلاوة (بهجة) الإيمان بالله:

“ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَ أَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ، وَ أَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ” صحيح البخاري 16.

مرة أخرى، من المهم أن نتذكر أن التواجد في حضرة الله (ﷻ)، كما في حالة إبليس، لن يمنع الإنسان النرجسي و الإِلَـٰهي من التمرد و التشكيك في قرارات الله (ﷻ)، تماما كما لا يستطيع النمر تغيير بقعه، و الآية القرآنية التالية تؤكد على أن لا شيء، و لا حتى المعجزات يمكنها أن تغير سلوكياتهم النرجسية و الإِلَـٰهية:

“وَ مَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِٱلْـَٔايَـٰت إِلَّآ أَن كَذَّبَ بِهَا ٱلْأَوَّلُونَ ۚ وَ ءَاتَيْنَا ثَمُودَ ٱلنَّاقَةَ مُبْصِرَةًۭ فَظَلَمُوا۟ بِهَا ۚ وَ مَا نُرْسِلُ بِٱلْـَٔايَـٰتِ إِلَّا تَخْوِيفًۭا” سورة الاسراء الآية 59.

كما يؤكد القرآن الكريم على أن تجربة حياة الآخرة لن تغير غير المؤمنين و لن تشفي سلوكياتهم النرجسيية و الإِلَـٰهية المنحرفة، و سيتبعون دائما ارادتهم الحرة و المنحرفة بغرور.

“وَ لَوْ تَرَىٰٓ إِذْ وُقِفُوا۟ عَلَى ٱلنَّارِ فَقَالُوا۟ يَـٰلَيْتَنَا نُرَدُّ وَ لَا نُكَذِّبَ بِـَٔايَـٰتِ رَبِّنَا وَ نَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ (27) بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُوا۟ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ ۖ وَ لَوْ رُدُّوا۟ لَعَادُوا۟ لِمَا نُهُوا۟ عَنْهُ وَ إِنَّهُمْ لَكَـٰذِبُونَ (28)” سورة الانعام.

ثالثا: ألا يمكن أن تتسبب الإرادة الحرة في تمرد المؤمنين في الجنة؟ أم أن الله سيسلبهم إرادتهم الحرة؟

الاستقرار
عدم الاستقرار يسبب التمرد، و الارادة الحرة إذا تم توظيفها بشكل جيد تعد أداة يمكن أن تحقق الاستقرار. فالارادة الحرة و التمرد ليستا مطلوبتان بعد تحقيق الاستقرار. يخبرنا القرآن الكريم أن آدم و حواء (ﷺ) خلقا مستقرين في الجنة، و بالتالي لم يجوعا أو يتعريا أبدا، و لم يعانوا أبدا من العطش أو حرارة الشمس، و لم يمرضوا أو يكبروا … إلخ. لكنهما طُرِدا من الجنة بسبب سعيهما لتحقيق الاستقرار الأبدي في الجنة (أن يصبحا ملائكة أو خالدين) عندما خدعهم إبليس (كائن غير مستقر) و الذي أقسم لهما زورا و غروراً، و هو جرم لم يتوقع آدم و حواء (ﷺ) أن يرتكبه مخلوق، لما فيه من الكذب الصريح على الله ﷻ).

“وَ يَـٰٓـَٔادَمُ ٱسْكُنْ أَنتَ وَ زَوْجُكَ ٱلْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَ لَا تَقْرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ (19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا ٱلشَّيْطَـٰنُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُۥرِىَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَٰتِهِمَا وَ قَالَ مَا نَهَىٰكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ إِلَّآ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ ٱلْخَـٰلِدِينَ (20) وَ قَاسَمَهُمَآ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّـٰصِحِينَ (21) فَدَلَّىٰهُمَا بِغُرُورٍۢ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَٰتُهُمَا وَ طَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ ٱلْجَنَّةِ ۖ وَ نَادَىٰهُمَا رَبُّهُمَآ أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا ٱلشَّجَرَةِ وَ أَقُل لَّكُمَآ إِنَّ ٱلشَّيْطَـٰنَ لَكُمَا عَدُوٌّۭ مُّبِينٌۭ (22)” سورة الاعراف.

“فَقُلْنَا يَـٰٓـَٔادَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّۭ لَّكَ وَ لِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ ٱلْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰٓ (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَ لَا تَعْرَىٰ (118) وَ أَنَّكَ لَا تَظْمَؤُا۟ فِيهَا وَ لَا تَضْحَىٰ (119) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ ٱلشَّيْطَـٰنُ قَالَ يَـٰٓـَٔادَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلْخُلْدِ وَ مُلْكٍۢ لَّا يَبْلَىٰ (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْءَٰتُهُمَا وَ طَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ ٱلْجَنَّةِ ۚ وَ عَصَىٰٓ ءَادَمُ رَبَّهُۥ فَغَوَىٰ (121)”سورة طه.

نتيجة لذلك، سيظل الإنسان غير مستقر (في شقاء) على الأرض حتى يعود إلى الجنة. لذلك، لن يحتاج الله (ﷻ) إلى أن يسلب المؤمنين ارادتهم الحرة بعد منحهم الاستقرار، و هو الهدف النهائي و الأسمى للارادة الحرة، و لا يمكن للبشر أن يحققوا الاستقرار في غير الجنة. فلما التمرد في مكان مستقر و في غياب إبليس و شياطين الانس و الجن؟!

الارادة الحرة في الجنة
ولكن و كما ورد في الحديث التالي، سيستمر الانسان في ممارسة ارادته الحرة في الجنة:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضي الله عنه ـ أَنَّ النَّبِيَّ (ﷺ) كَانَ يَوْمًا يُحَدِّثُ وَ عِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ “‏أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ فِي الزَّرْعِ فَقَالَ لَهُ: أَلَسْتَ فِيمَا شِئْتَ؟ قَالَ: بَلَى وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَزْرَعَ‏.‏ قَالَ: فَبَذَرَ فَبَادَرَ الطَّرْفَ نَبَاتُهُ وَ اسْتِوَاؤُهُ وَ اسْتِحْصَادُهُ، فَكَانَ أَمْثَالَ الْجِبَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ: دُونَكَ يَا ابْنَ آدَمَ، فَإِنَّهُ لاَ يُشْبِعُكَ شَيْءٌ‏”‏‏.‏ فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ: وَ اللَّهِ لاَ تَجِدُهُ إِلاَّ قُرَشِيًّا أَوْ أَنْصَارِيًّا، فَإِنَّهُمْ أَصْحَابُ زَرْعٍ، وَ أَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا بِأَصْحَابِ زَرْعٍ‏.‏ فَضَحِكَ النَّبِيُّ (ﷺ)‏.‏ صحيح البخاري 2348.

الاستقرار في الطبيعة
السعي المستمر للطبيعة من أجل الاستقرار هو شيء يعترف به العلم الحديث أيضا. نعلم أن الحديد مصنوع داخل النجوم (و ليس على الأرض)، و تحديدا النجوم الحمراء العملاقة. و تتشكل العناصر معا داخل النجم أثناء الاندماج fusion ، و هي عملية ذوبان مادة أو جسم بحرارة شديدة للانضمام إلى غيرها. عندما يحدث المستعر الأعظم supernova ، يزداد سطوع النجم فجأة بشكل كبير بسبب انفجار كارثي يقذف معظم كتلته و يتم تفجير شظايا الحديد في الفضاء. هكذا جاء الحديد إلى الأرض منذ ملايين السنين. سبحان الله، قبل 1400 عام ذكر القرآن الكريم بأعجوبة أن الحديد قد نزل إلى الأرض.

“وَ أَنزَلْنَا ٱلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌۭ شَدِيدٌۭ وَ مَنَـٰفِعُ لِلنَّاسِ وَ لِيَعْلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥ وَ رُسُلَهُۥ بِٱلْغَيْبِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌۭ” سورة الحديد الآية 25.

https://socratic.org/questions/how-did-iron-come-to-earth-millions-of-years-ago

https://science.nasa.gov/where-your-elements-came

خامات الحديد هي صخور يمكن استخراج الحديد المعدني منها اقتصاديا. يمكن تحويل هذه الصخور (أكسيد الحديد أو الصدأ) إلى حديد نقي عن طريق تسخينه في الفرن حتى يذوب. لذلك، عندما يصدأ الحديد فإنه يعود إلى أكسيد الحديد، لأن أكسيد الحديد هو الشكل الأكثر استقرارا للحديد من الحديد النقي (أو الفولاذ) نفسه. لذلك ، يحتاج الحديد النقي إلى علاج مستمر لمنعه من العودة إلى شكله المستقر.

استقرار الإنسان
و بالمثل و على الأرض، الانسان أيضا في حالة غير مستقرة. لهذا السبب يشعر بالجوع و العطش، و بدون أكل و شرب و نظافة … إلخ، سوف يتحلل الإنسان، محاولا العودة إلى حالته المستقرة (الموت للعودة إلى الجنة). ذلك لأن الانسان من الجنة، و هذا هو المكان الذي يصل فيه إلى الاستقرار، و هذا هو المكان الذي لا يشعر فيه بالجوع و العطش و الأمراض و لا يحتاج إلى الأكل و الشراب و العلاج … إلخ، كما ورد في القرآن الكريم. لذلك، لن يحتاج الله (ﷻ) أن يسلب المؤمنين ارادتهم الحرة بعد منحهم الاستقرار (الجنة)، و هو الهدف النهائي و الاسمى للارادة الحرة، و لا يمكن للبشر إلا أن يحققوا الاستقرار في الجنة. فلما التمرد في مكان مستقر و في غياب إبليس و شياطين الانس و الجن؟!

رابعاً: ألم يكن الله ليجنبنا هذه التمثيلية الإيمائية من خلال خلق المؤمنين فقط منذ البداية؟ هل الله عاجز عن ذلك؟

أولا و قبل كل شيء، أشعر بأنني مضطر للرد بسؤال: ما الذي فعلناه لنستحق وضع حد لهذه التمثيلية الإيمائية؟ لماذا لا يستطيع غير المؤمن أن يصبح مؤمناً ببساطة؟ هل غير المؤمن غير قادر على أن يصبح مؤمن مطيعاً؟ لو أن الله (ﷻ) اكتفى بخلق المؤمنين منذ البداية فقط، فما الذي يمنع النرجسيين من غير المؤمنين في حالتهم العدمية الغير مستقرة من الشكوى و التظلم الى الله (ﷻ) و المطالبة بالاستقرار و دخول الجنة؟

نهاية المسرحية الايمائية
في هذه الحياة، لا أحد يستحق أن يرى الله (ﷻ) أو يتحدث إليه، بما فيهم المؤمنين، الى أن ننمو و ننضج و نطهر (نتزكى) من خلال الطاعة (التكامل). فلرؤية الله و التحدث إليه (ﷻ)، يجب على الجن و الإنسان أن يكافحوا باستخدام ارادتهم الحرة في إرضاء الله (ﷻ) من خلال الطاعة. فكما ورد في القرآن الكريم، ستنتهي التمثيلية الإيمائية في الحياة الآخرة، عندما ينتهي المؤمنون من تكامل أرواحهم و تطويرها و تنميتها و تطهيرها و تزكيتها من خلال الطاعة، و بالتالي كسب حق العودة إلى الجنة و شرف التحدث إلى الله و رؤيته (ﷻ). يجب الحصول على شرف التحول الى كائنات الاهية أتقياء من خلال عملية التكامل بالألم و النضال و الارادة الحرة، لا أن يتم منح الشرف من خلال عملية برمجة الانسان كما يتم برمجة الذكاء الاصطناعي الفاقد للروح و الحياة.

“وُجُوهٌۭ يَوْمَئِذٍۢ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌۭ (23)” سورة القيامة.

“رَبَّنَا وَ ٱبْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًۭا مِّنْهُمْ يَتْلُوا۟ عَلَيْهِمْ ءَايَـٰتِكَ وَ يُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَ ٱلْحِكْمَةَ وَ يُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ (129)” سورة البقرة.

جل جلال الله الرحمن الرحيم
هل تذكر الآية التالية من القرآن الكريم، حيث وصف الله (ﷻ) الإنسان: “ظَلُومًۭا جَهُولًۭا”؟

لهذا السبب لم يتخلى الله (ﷻ) عن الانسان اثناء هذه التمثيلية الإيمائية من التكامل بالألم و النضال و الارادة الحرة، بل أخذ على عاتقه (ﷻ) بدعم الانسان بدءًا من آدم و حواء (ﷺ). و نتيجة لذلك، قام الله (ﷻ) بما يلي:

• حذر آدم و حواء (ﷺ) من إبليس و غفر خطيئتهم الأولى في الجنة.
• يدعم الإنسان من خلال إرسال الأنبياء (ﷺ) إليهم و تقديم ارشادات مكتوبة و واضحة (الكتب السماوية).
• يغفر الخطايا الصغيرة مقابل أعمالهم الصالحة، و يرحمهم بارشادهم الى الصراط المستقيم.
• يغفر الخطايا الكبرى (الكبائر)، بما فيها الكفر، مقابل التوبة الصادقة.
• يُخرج المؤمنين المذنبين من الجحيم، بمجرد تطهيرهم من خطاياهم.
• لن يخلد في النار الا شياطين الانس و الجن.

الطاعة كما استلخصها الدكتور جيفري لانغ بشكل جميل من القرآن الكريم في كلمته بعنوان “الغرض من الحياة” (انظر الرابط أدناه) هي محبة الله (ﷻ) من خلال التخلق بصفاته الجميلة، مثل: الرحمه، المغفرة، التسامح، العدل، نصرة الضعفاء، الدفاع عن المظلومين، طلب العلم و الحكمة، الكرم، الصدق و محبة أخيه الإنسان. إذا كان الأمر كذلك، أتساءل: لماذا لا يمكن لغير المؤمن أن يصبح ببساطة مؤمن مطيع ؟!

التكامل و الانسان
و يؤكد الدكتور إسلامي، و هو مفكر إيراني، في كلمته بعنوان “الإسلام يؤمن بالتكامل و ليس التناسخ”، على عملية تكامل الإنسان و تطوره و نموه و تزكيته، بقوله:
في أحد الأيام كنا جميعا حيوانات منوية في مسيرة استمرت ثلاثة أيام، بوعي و هدف واضحين. أكلنا و شربنا للعيش و الوصول إلى البويضة. ثم رأت الحيونات المنوية حيوانا منوياً و هو يدخل تلك الدائرة الكبيرة و يختفي. قالت الحيوانات المنوية: الدائرة أكلت الحيوان المنوي فمات. ولكن بعد ثلاثة أيام، ماتت جميع الحيوانات المنوية، و أكمل ذاك الحيوان المنوي حياته و تحول إلى جنين.

يكمل الجنين الرحلة في رحم الأم و ينمو و يأكل و يشرب و يتحرك و يبني علاقات مع قلب الأم و رئتيها و كبدها و كل ما حوله. الجنين ذكي، فهو يعرف كم يجب أن يكون طول شعر الرأس و الحواجب. بعد 9 أشهر، تدفع بعض القوى الجنين للخارج، لكن أعضاء الأم تظهر معارضة و تتمسك بجنينها. في النهاية، يتم دفع الجنين للخارج، داعيا الأعضاء الموجودة داخل جسم الأم إلى الحزن على وفاته، بينما يحتفل أولئك الذين هم خارج جسم الأم بميلاد الطفل.

الموت و الولادة أداتان في عملية التكامل، كوجهين لعملة واحدة، و الفرق يعتمد على المكان الذي نقف فيه. أولئك الذين على هذا الجانب يشهدون الموت و أولئك الذين على الجانب الآخر يشهدون الولادة. وهكذا، تستمر عملية التكامل.

في هذه العملية، تتكامل الأبعاد المكانية و الزمانية فينا. البعد المكاني تكامل فينا منذ أن كنا حيوانات منوية، تتحرك في مساحة لا تتجاوز عدة ملليمترات، بينما كان الجنين في الرحم يحرك يده، و كانت هذه الحركة أكبر نسبيا من حركة الحيوانات المنوية. ثم يأتي الرجل الذي يسافر بين قارات الكوكب، و تتجول روحه أخيرا في السماوات التي لا نهاية لها. و بالمثل، فإن البعد الزمني قد تم تكامله فينا منذ أن كنا حيوانات منوية تعيش لمدة 3 أيام فقط، ثم جنين عاش لمدة 9 أشهر، ثم إنسان عاش 90 عاما و أخيرا روح تعيش إلى الأبد. وهكذا، تستمر عملية التكامل.

عندما كنا حيوانات منوية، كنا بحاجة إلى ذيل للبقاء على قيد الحياة و النجاح، و كان الجنين بحاجة إلى الحبل السري للبقاء على قيد الحياة و النجاح، و يحتاج الإنسان إلى اليدين و الرجلين للبقاء على قيد الحياة و النجاح. في هذه العملية التكاملية، لا يحتاج الجنين إلى ذيل مثل الحيوانات المنوية، و لا يحتاج الرجل إلى الحبل السري مثل الجنين، و لا تحتاج الروح إلى الجسد بعد الموت. و الحقيقة هي أن الذيل و الحبل السري و جسم الإنسان ليست سوى أدوات مؤقتة لعملية التكامل.

يجب ألا نغفل عن أداتين مهمتين للعملية التكاملية، و هما الذكاء المادي (الجسدي) و الذكاء الأخلاقي. يعتني الذكاء الجسدي باحتياجات الجسم، مثل مساعدة الإنسان على الجري من خلال توفير كمية كافية من الأكسجين و أمر العضلات بالانقباض و توسيع و تسريع عملية التنفس عن طريق تسريع ضربات القلب. بینما يعتني الذكاء الأخلاقي بالروح و يعدها للحياة بعد الموت، و يتطور فينا من خلال ممارسة الحب و النزاهة و الصدق و غيرها من الصفات الجميلة، فالذكاء الجسدي يوفر الرخاء و ليس الطمأنينة، و السرير و ليس النوم.

إذن، ما هو الشيء الذي يتم تكامله باستمرار باسمي؟ ما الذي يستمر في التحرك للحفاظ على هويتي؟

الذكاء الأخلاقي هو ما يشكل شخصيتي و هويتي و من أنا، من خلال الروابط التي تربطنا بالآخرين، مثل الصدق أو الحب أو الكراهية و الأكاذيب. الذكاء الأخلاقي يشكل الروح، و سيحدد صلاح الروح أو فسادها و استعدادك للحياة بعد الموت.

و الصلاة هي سنام الروابط الأخلاقية التي تشكل علاقتنا مع الخالق، الله (ﷻ). لذلك، نحن مطالبون بالصلاة عدة مرات في اليوم حتى لا ننسى أن وجودنا في هذا العالم هو إعداد للولادة الحقيقية. و نحن بحاجة إلى الروابط الأخلاقية للحياة بعد الموت. و كلما كانت هذه الروابط أقوى (مثل الحب و النزاهة و الصدق)، كلما كنا أكثر نجاحا بعد الولادة الحقيقية.

الخلاصة
• للاسلام أجوبة نموذجية للأسئلة الغيبة.
• حب الله (ﷻ) يرفع من شـأن الانسان فوق كل المخلوقات.
• طاعة الله (ﷻ) تكمل الإنسان من خلال الاتصال بالناس بأجمل صفاته و الاتصال بالله (ﷻ) باجمل عباداته.
• التشكيك في الله (ﷻ) بطرح الأسئلة النرجسية يحط من شأن الانسان.
• قد تقنع هذه المقالة المحطم الغاضب، لكنها لن تقنع أبدا النرجسي المغرور.
• انه اختيارك و ارادتك الحرة.

نمط القيادة في القرآن
×
23 August 2023

إنه لأمر مضحك عندما أصادف المستهزئين من غير المؤمنين، الذين ينتقدون السخرية التي يمارسها المؤمنون الصابرون في الحياة الآخرة، كما في الآية 34 من سورة المطففين:

“فَٱلْيَوْمَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مِنَ ٱلْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ”

 من الواضح أن هذه الآية و السورة تزعجان غير المؤمنين الساخرين. يبدو أنهم يرضون السخرية من المؤمنين و لا يرضون استهزاء المؤمنين منهم. و يبدو أنهم يعتبرون السخرية من المؤمنين في الحياة الدنيا أمر لطيف و صحيح، ولكن يعتبرون سخرية المؤمنون منهم في الحياة الآخرة امر قبيح و خاطئ. إنه لأمر مضحك فعلا!

و هنا، أحتاج أن أشرح للمؤمنين و الكفار المسالمين (الغير مستهزئين) موقف القرآن المشرف و المبرَّر. و للقيام بذلك، أحتاج إلى مقارنة أسلوب القيادة في القرآن الكريم بأسلوب القيادة المتبع في أكثر الشركات شهرة في العصر الحديث، و مقارنة تعاملهما مع الكفار. نعم، عزيزي القارئ، حتى المؤسسات و الشركات يجب أن تتعامل مع الكفار بقوانين المؤسسات!

و المثال الذي لا يمكن ان يُفهم بسوء موجود في الصفحة 47 من كتاب جميل عن القيادة و عنوانه “Monday Morning Mentoring” بقلم ديفيد كوتريل، و الذي يبرر إنهاء خدمة الموظفي ذو النجوم الساقطة (كفار الشركات) قائلا:

“إذا كانوا (اي موظفو الشركات) يعرفون قواعد السلوك المقبولة، و توقعات الأداء، و عواقب عدم الأداء، فقد اتخذوا (اي كفار الشركات) الخيار لك (القائد) للمضي قدما (و إنهاء خدماتهم)”.

لن أستطيع قول ذلك بشكل أفضل!

فعندما يتخذ الموظف قرارا مستنيرا بانتهاك قانون الشركة، فإن قيادة الشركة سوف تمتثل ببساطة و تحترم قراره و اختياره، و ستقوم الشركة في النهاية “بمكافأة” مثل هذا الموظف من خلال تطبيق العقوبة المنصوص عليها و التي اختارها الموظف لنفسه (انهاء الخدمة)، وفقا للقوانين و القواعد التي قرر الموظف انتهاكها بوعي. هذا الأسلوب اللائق في القيادة تتبعه جميع الشركات ذات السمعة الطيبة في العصر الحديث، حتى لو اعترض عليه الموظفو ذو النجوم الساقطة (كفار الشركات)، تماما كما يعترض الكفار الساخرون على أسلوب القيادة في القرآن الكريم. فلابد لانتهاك القواعد من عواقب و عقوبات.

إن أسلوب القيادة الحديث و اللائق أعلاه لدى الشركات الناجحة مطابق لأسلوب القيادة اللائق للقرآن الكريم و الذي ينتقده المستهزئون بجهل، كما هو منصوص عليه في الآية 36 و الأخيرة من نفس السورة (المطففين):

“هَلْ ثُوِّبَ ٱلْكُفَّارُ مَا كَانُوا۟ يَفْعَلُونَ”

 فكما هو الحال في الشركات الحديثة ذات السمعة الطيبة، أولئك الذين يختارون عن علم انتهاك قواعد السلوك الإسلامية المقبولة، و توقعات الأداء، و عواقب عدم الأداء، فقد اختاروا أن يمضي الله جل جلاله (ملك يوم الدين) قدما بتكريمهم و مكافأتهم و منحهم العقوبة التي اختاروها لأنفسهم.

فالقرآن يتعامل مع الكفار كما تتعامل الشركات ذات السمعة الطيبة مع كفار الشركات، و لا يهم الله رأي المستهزئ الكافر في اسلوب قيادته، كما أن رأي كفار الشركات لا يهم القيادة في الشركات الحديثة. فلا يمكن للمرء أن يتوقع أن يفلت من قراراته المستنيرة و أفعاله المنتهِكة، ما لم يتب. و وفقا للقواعد القرآنية، يمكن لغير المؤمنين الساخرين الاستمرار بحرية في السخرية و الضحك على المؤمنين في الحياة الدنيا، و المؤمنين بدورهم سيفعلون الشيء نفسه معهم في الحياة الآخرة، و هذا لائق و عادل تماما.

أخيرا و ليس آخرا، دعونا نقرأ معا هذا الحديث الصحيح و الجميل، و الذي لا يحتاج إلى شرح و يزعج مثل هؤلاء المستهزئين:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ (رضي الله عنه) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ): “مَا مُجَادَلَةُ أَحَدِكُمْ فِي الْحَقِّ يَكُونُ لَهُ فِي الدُّنْيَا بِأَشَدَّ مُجَادَلَةً مِنْ الْمُؤْمِنِينَ لِرَبِّهِمْ فِي إِخْوَانِهِمْ الَّذِينَ أُدْخِلُوا النَّارَ. قَالَ يَقُولُونَ: رَبَّنَا إِخْوَانُنَا كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا وَيَصُومُونَ مَعَنَا وَيَحُجُّونَ مَعَنَا فَأَدْخَلْتَهُمْ النَّارَ. قَالَ فَيَقُولُ (الله جل جلاله): اذْهَبُوا فَأَخْرِجُوا مَنْ عَرَفْتُمْ مِنْهُمْ. قَالَ فَيَأْتُونَهُمْ فَيَعْرِفُونَهُمْ بِصُوَرِهِمْ فَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ النَّارُ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ إِلَى كَعْبَيْهِ فَيُخْرِجُونَهُمْ فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا قَدْ أَخْرَجْنَا مَنْ أَمَرْتَنَا. قَالَ وَيَقُولُ (الله جل جلاله): أَخْرِجُوا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ دِينَارٍ مِنْ الْإِيمَانِ. ثُمَّ قَالَ (الله جل جلاله): مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ نِصْفِ دِينَارٍ، حَتَّى يَقُولَ: مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ ذَرَّةٍ.” قَالَ أَبُو سَعِيدٍ (رضي الله عنه): فَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْ فَلْيَقْرَأْ هَذِهِ الْآيَةَ: “إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ” إِلَى “عَظِيمًا” سورة النساء الآية 48.

 إذا كنتُ في مكان مثل هؤلاء المستهزئين، لأعتذرت لنفسي!

أدعو الله أن يهديهم و يمنحهم و أحبائهم خير الدنيا و الآخرة. آمين!

Quran’s Leadership Style
×
23 August 2023

It’s funny when I come across mocking nonbelievers, who criticize the afterlife mocking practiced by the patient believers, as mentioned in Quran 83:34 that says:

“فَٱلْيَوْمَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مِنَ ٱلْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ

“So today (afterlife) those who have attained faith are laughing at the unbelievers (who mocked believers in this life)”

Obviously, this verse and chapter bothers the mocking unbelievers. It seems, they want to mock believers without getting mocked. It seems, when they do it to believers it’s nice and right, but when believers do it to them in the afterlife, its ugly and wrong. It is really funny!

I need to explain Quran’s justified position to the believers and the peaceful unbelievers. In doing so, I need to compare Quran’s leadership style to that of the most reputable corporates in the modern time and compare how they deal with the infidels. Yes, my dear reader, even corporates have to deal with corporate infidels!

Our fool proof example is on page 47 of a beautiful leadership book titled “Monday Morning Mentoring” by David Cottrell, who justifies the termination of the Falling Star employees (corporate infidels) when he says:

“If they (corporate employees) know the acceptable code of behavior, the performance expectations, and the consequence for nonperformance, then they have (the corporate infidels) made the choice for you (the leader) to move forward (and terminate them)”. I couldn’t have said it better!

When an employee makes an informed decision to violate a corporate code, the corporate leadership will simply comply and respect his decision and his choice. The corporate will ultimately ‘reward’ such an employee by applying the stipulated punishment that he chose for himself (termination), as per the code that he consciously decided to violate. This is a decent leadership style followed by all reputable corporates in the modern time, even if the Falling Star employees (corporate infidels) object to it, just as our mocking unbelievers object to Quran’s leadership style. Violation of codes have consequences.

The above modern and decent corporate leadership style is identical to Quran’s decent leadership style that mockers ignorantly criticize, as stipulated in the very last verse of the same chapter, being Quran 83:36 that says:

هَلْ ثُوِّبَ ٱلْكُفَّارُ مَا كَانُوا۟ يَفْعَلُونَ

 “Have the infidels ˹not˺ been rewarded for what they used to do?”

As in the case of the reputable and modern corporates, those who knowingly choose to violate the acceptable Islamic code of behavior, the performance expectations, and the consequence for nonperformance, then they have made the choice for Allah (the master of the Day of Judgment) to move forward and “award” them the punishment that they chose for themselves.

Islam deals with infidels as reputable corporates deal with corporate infidels, and the unbeliever mocker’s opinion does not matter to Allah, as the opinion of corporate infidels don’t matter to the modern corporate leadership. One can’t expect to get away with his informed decisions and violating acts unless he repents. As per the codes, and for the time being, the mocking unbelievers can freely continue mocking and laughing at believers, and believers in turn will do the same to them in the afterlife, and that’s absolutely decent and fair.

Last but not least, lets read together the following authentic and beautiful Hadith, which is self-explanatory and bothersome to such mockers:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ (رضي الله عنه) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ): “مَا مُجَادَلَةُ أَحَدِكُمْ فِي الْحَقِّ يَكُونُ لَهُ فِي الدُّنْيَا بِأَشَدَّ مُجَادَلَةً مِنْ الْمُؤْمِنِينَ لِرَبِّهِمْ فِي إِخْوَانِهِمْ الَّذِينَ أُدْخِلُوا النَّارَ. قَالَ يَقُولُونَ: رَبَّنَا إِخْوَانُنَا كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا وَيَصُومُونَ مَعَنَا وَيَحُجُّونَ مَعَنَا فَأَدْخَلْتَهُمْ النَّارَ. قَالَ فَيَقُولُ (الله جل جلاله): اذْهَبُوا فَأَخْرِجُوا مَنْ عَرَفْتُمْ مِنْهُمْ. قَالَ فَيَأْتُونَهُمْ فَيَعْرِفُونَهُمْ بِصُوَرِهِمْ فَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ النَّارُ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ إِلَى كَعْبَيْهِ فَيُخْرِجُونَهُمْ فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا قَدْ أَخْرَجْنَا مَنْ أَمَرْتَنَا. قَالَ وَيَقُولُ (الله جل جلاله): أَخْرِجُوا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ دِينَارٍ مِنْ الْإِيمَانِ. ثُمَّ قَالَ (الله جل جلاله): مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ نِصْفِ دِينَارٍ، حَتَّى يَقُولَ: مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ ذَرَّةٍ.” قَالَ أَبُو سَعِيدٍ (رضي الله عنه): فَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْ فَلْيَقْرَأْ هَذِهِ الْآيَةَ: “إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ” إِلَى “عَظِيمًا

 

It was narrated that Abu Sa’eed Al-Khudri said: “The Messenger of Allah (ﷺ) said: ‘No one of you disputes more intensely for something that is rightly his in this world, than the believers will dispute with their Lord for their brothers who have entered the Fire. They will say: ‘Our Lord, our brothers used to pray with us and fast with us, and perform Hajj with us, and you have sentenced them to the Fire?’ He (Allah) will say: ‘Go and bring forth whomever you recognize among them.’ So, they will go to them, and will recognize them by their appearances. Among them will be those who have been seized by the Fire up to the middle of their shins, and some among them those whom it has taken up to his ankles. They will bring them forth, then they will say: ‘Our Lord, we have brought forth those whom You commanded us (to bring forth).’ He (Allah) will say: ‘Bring forth everyone in whose heart is faith the weight of a Dinar.’ Then He (Allah) will say: ‘Everyone in whose heart is faith the weight of half a Dinar,’ until He (Allah) will say: ‘In whose heart is faith the weight of the smallest speck.’” Abu Sa’eed (may Allah be pleased with him) said: “Whoever does not believe this, let him read the Verse: ‘Verily, Allah forgives not that partners should be set up with Him (in worship), but He forgives except that (anything else) to whom He wills’ up to ‘a tremendous (sin).’” Sunan an-Nasa’i 5010.

 

If I were in the place of such mockers, I would apologies to myself!

I pray to Allah to guide and grant them and their loved ones, the best of this life and the life after. Amen!

Religion and Humanity
×
13 August 2023

Religion and Humanity

Translated and adapted by: Khalid Al Khaja

In our time and societies, the religion and its doctrines is at the forefront of the talk by comparing them to liberalism and its democratic doctrines. While there are those who believe that religious rulings should be legislated and implemented, there are also those who believe that religion is the cause of all calamities in history. There are also those who believe that liberal provisions must be legislated and implemented, and there are also those who believe that liberalism and democracy are just a collective form of tyranny and the cause of all the calamities in modern history.

What most alienates some from religion and liberalism are the contradictory actions of some adherents of religion and liberalism. You find the religious person who frequents temples, prays and fasts, in addition to his injustice to the people and violating people’s rights and lying to them. Such Muslims discord the infidels and Muslims with their bad deeds, and we seek refuge in Allah to be among them as mentioned in Quran 60:5:

“رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَٱغْفِرْ لَنَا رَبَّنَآ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ”

“Our Lord! Make us not [objects of] discord for the disbelievers. Forgive us, our Lord! You ˹alone˺ are truly the Almighty, All-Wise.”

You also find the liberal who is at the forefront of human rights organizations and talks about justice, equality, the care for the environment, respecting the freedom of expression, human dignity and the rights of humans and animals, in addition to his injustice to the people, violating their rights, lying to them and muzzling their mouth. Such liberals also discord the Muslims and the liberals with their bad deeds.

The problem begins when you receive a video clip titled “Humanity is the Best of Religions,” in which a liberal atheist man is shown having mercy on a helpless animal, and then a religious man is shown being cruel to a cute animal.

Many mistakenly believe that humanity is the fruit of religion and liberalism, while humanity is in fact the fruit of reason and instinct. Humanity is not a religion or a political philosophy, but a duty; and kindness, honesty and justice are our human duties. Because we are rational beings, the advantage of rationality is an additional responsibility that we carry and weighs down our shoulders. Some falsely believe that it is necessary to applaud the honest, just and the sincere, while these are human and instinctive qualities that are specific to humans, as animal qualities are instinctive and specific to animals. Therefore, the goodness of man is from his reason and instinct, not from religion or liberalism. That is, human beings would have come to these innate meanings and observed them themselves.

Religion is a political and social philosophy, like liberalism. Furthermore, religion is a post-humanist rank, not before, and humanity is the base of religion, not its ceiling. Because you were created a human being, religion considers your humanity as your first obvious function. Only after you observe the laws of humanity and become a full human being, only then will you be ready to assume new and more prestigious religious tasks, with the aim of elevating you to higher ranks of humanity, as reported in Hadith:

“…. ‏فَخِيَارُكُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُكُمْ فِي الإِسْلاَمِ إِذَا فَقِهُوا”‏‏

“….. Those who were best in the pre-Islamic period, are the best in Islam, if they comprehended (the religious knowledge)” al-Bukhari 3374.

Religion (Islam) is a political and social philosophy like liberalism, and it has not come to make you a human, as building humanity is one of our innate duties. Religion has come to bring you closer to Allah, and one of the conditions for getting closer to Allah is to be a perfect human being. Religion invites you to look beyond the world that is witnessed, to learn about the world of the unseen, to reveal the truth of existence, the mystery of creation, the love of the Creator, and to expand the dimensions of human existence. However, none of this will be achieved until humanity is achieved.

Humanity is the first rung of the ladder of religion, and no one can climb the ladder without rising the first rung of the ladder. The similitude of one who revived in himself humanity, is like the one who sowed a good seed, and religion is the water that can turn this seed into a blessed tree. The similitude of one who performs religious rites without the realization of humanity, is like one who irrigates a land without sowing, five times a day for fifty years. The similitude of those who perform liberal rituals without achieving humanity, is like those who irrigate a land without sowing, many times a day for fifty years.

Similitude of those who have religion and do not possess humanity, is like those who ride the roller coaster, spinning on themselves in a closed loop, thinking and delusional that they will reach their destination, as mentioned in Quran 18:104:

“ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا”

“˹They are˺ those whose efforts are in vain in this worldly life, while they think they are doing good!”

Similitude of those who have humanity and do not have religion, is like a just man who rides a real train and is able to reach his worldly destination, as Imam Ibn Taymiyyah (may Allah have mercy on him) hinted at that in Majmoo’ al-Fatawa 28:146 “Allah establishes a just state even if it is infidel and does not establish an unjust state even if it is Muslim.” And the similitude of who owns humanity and religion, is like a just man who has wings to fly.

Religion without humanity is a childish joke, and religious texts are explicit that there is no faith for those who are ruthless, no faith for those who are not ashamed, and no faith for those who are impatient. It is important not to confuse religiosity with faith, as many have religion but do not have faith, as reported in Sunan Ibn Majah 61:

“عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ (ﷺ) وَ نَحْنُ فِتْيَانٌ حَزَاوِرَةٌ فَتَعَلَّمْنَا الإِيمَانَ قَبْلَ أَنْ نَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ فَازْدَدْنَا بِهِ إِيمَانًا”

“It was narrated that Jundub bin Abdullah said: “We were with the Prophet (ﷺ), and we were strong youths, so we learned faith before we learned Qur’an. Then we learned Qur’an and our faith increased thereby.”

Religiosity or liberalism makes the good better and the bad worse, and whoever has mercy the religion will be increase it for him, for the sake of Allah and the love for Allah. But those who do not have mercy, religion, liberalism and other political and social philosophies, will further reduce their mercy, and justifies their merciless actions. This is true of the Eastern ISIS, who filmed cutting off human heads with knives, as it was true before of the Western ISIS, who filmed burning human beings (men, women, children, the elderly and the sick) with a nuclear bomb.

Someone may ask: Is it possible that religion makes the good better and the bad worse?!
The answer is: Yes! The Holy Qur’an, the miracle of Muhammad (ﷺ), confirms this in 17:82:

“وَ نُنَزِّلُ مِنَ ٱلْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَ رَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَ لَا يَزِيدُ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلَّا خَسَارًا”

“We send down the Quran as a healing and mercy for the believers, but it only increases the wrongdoers in loss.”

The Qur’an is a healing for the believer, who is the righteous man in whose presence you can be for what you are, without fear of accusation, as in 9:4:

“إِلَّا ٱلَّذِينَ عَـٰهَدتُّم مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْـًٔا وَلَمْ يُظَـٰهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوٓا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَّقِينَ”

“As for the polytheists who have honored every term of their treaty with you and have not supported an enemy against you, honor your treaty with them until the end of its term. Surely Allah loves those who are mindful ˹of Him˺.”

But the Qur’an is also the cause of the oppressor’s loss, not his guidance. For example, when you put an egg and a potato together in a boiling water, the soft contents of the egg will harden and the hard contents in the potato will soften. A good man is like a potato, when faced with religion he softens and softens his heart, while a bad man is like an egg, when faced with religion he hardens and hardens his heart.

Acts of worship, such as prayer, pilgrimage and almsgiving, has not come to build human, but to ascent the human. As prayer does not fix the bad man but increases the goodness of a good man. And the world is full of good men and women, even if they do not pray and do not fast. Similarly, the world is full of bad men and women, even if they pray and fast. Performing seventeen rak’ahs a day as part of the obligatory prayers, in honor of Allah, will not heal my desire to despise others, envy them, and other psychological complexes. These diseases and ugly traits need to be treated with knowledge, dialogue and self-struggle. Prayer does not fix a person who suffers from lack of self-confidence and fasting does not convert envy to pride.

It was said that a man met a religious scholar and asked him what would he look like in the isthmus. The scholar replied, “You will resemble a donkey.” Then the man retreated for 40 days, fasting the days and praying the nights. He then returned to the scholar and asked him again, what he would look like in the isthmus, and the scholar answered, “You will look like a shining donkey”.

Religion and liberalism intend to increase your brightness, but what is the use of such brightness in the absence of humanity? The likes of this Muslim shinning donkey are the ones who assassinated Omar bin Al-Khattab, Othman bin Affaan, Ali bin Abi Talib and Hussein bin Ali, may Allah be pleased with them. And the likes of this liberal shinning donkey are the ones who assassinated Gandhi, Martin Luther King, Malcolm X and the American President J. F. Kennedy. There is nothing more dangerous than religiosity or liberalism in the absence of humanity because such a person will permit himself perform inhumane actions with a sense of religious spirituality or the transcendence of liberalism. Such as a Muslim persecuting a free woman to remind her of the hijab or a liberal persecuting a free woman to remove her veil. They sound like he who said in Quran:

“أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ”.
“I am (Iblis) better than he (Adam) is” Quran 7:12

Therefore, I remind myself and you that man needs humanity. Religion and its doctrines or liberalism and its democratic doctrines will not benefit us in the absence of humanity. So, hold your humanity accountable, Oh human, before holding religion (Islam) accountable!

الدين و الإنسانية
×
13 August 2023

 

الدين و الانسانية
ترجمة و تصرف: خالد الخاجة

في زماننا و مجتمعاتنا، يتصدر الكلام عن الدين و المذاهب بمقارنتهما بالليبرالية و مذاهبها الديمقراطية. فبينما هناك من يرى الحل في وجوب تشريع الاحكام الدينية و العمل بها، تجد أيضاً من يرى أن الدين سبباً لكل المصائب في التاريخ. كما أن هناك من يرى الحل في وجوب تشريع الاحكام الليبرالية و العمل بها، و من يرى أن الليبرالية و الديمقراطية مجرد شكل جماعي للاستبداد و سبباً لكل المصائب في التاريخ الحديث.

و أكثر ما يُنفِر البعض عن الدين و الليبرالية، هي التصرفات المتناقضة لبعض المنتسبين الى الدين و الليبرالية. فتجد الليبرالي يتصدر المنظمات الحقوقية و يتكلم عن العدالة و المساواة و الحفاظ على البيئة و احترام حرية التعبير و كرامة الانسان و حقوق البشر و الحيوان، بجانب ظلمه للعباد و أكله لحقوق الناس و الكذب عليهم و تكميم افواههم. هؤلاء يفتنون المسلمين و الليبراليين بسوء صنيعهم. و تجد المتدين يرتاد المعابد و يصلي و يصوم، بجانب ظلمه للعباد و أكله لحقوق الناس و الكذب عليهم. هؤلاء أيضا يفتنون الكفار و المسلمين بسوء صنيعهم، و نعوذ بالله أن نكون منهم كما ورد في الآية 5 من سورة الممتحنة “رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَٱغْفِرْ لَنَا رَبَّنَآ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ”

و المشكلة تبدأ عندما تشاهد مقطع فيديو بعنوان “الانسانية أفضل الأديان”، يظهر فيه رجل ليبرالي ملحد و هو يرحم حيواناً عاجزاً، ثم يظهر رجل متدين و هو يؤذي حيوناً لطيفاً.

الكثيرون يعتقدون خطأً بأن الانسانية من ثمار الدين و الليبرالية، في حين أن الانسانية في حقيقتها من ثمار العقل و الفطرة. فالانسانية ليست ديناً أو فلسفة سياسية، و انما وظيفة، و الطيبة و الصدق و العدالة واجباتنا الانسانية. و لأننا كائنات عاقلة، تعد ميزة العقلانية مسؤولية اضافية نحملها و تثقل أكتافنا. و البعض يعتقد باطلاً بوجوب التصفيق للصادق و العادل و الأمين، في حين أن هذه صفات انسانية و غريزية و تختص بالانسان، كما أن الصفات الحيوانية غريزية و تختص بالحيوانات. لذا، صلاح الانسان من العقل و الفطرة و ليس من الدين أو الليبرالية. أي أن البشر كانوا سيتوصلون بأنفسهم الى هذه المعاني الفطرية و يراعونها.

و الدين فلسفة سياسية و اجتماعية، حالها حال الليبرالية، كما أن الدين مرتبة ما بعد الانسانية و ليس قبلها، فالانسانية قاعدة الدين لا سقفه. و لأنك خُلِقتَ انساناً، يَعتبِر الدين انسانيتك أول وظائفك البديهية. و بعد مراعاتك للقوانين الانسانية و تحولك الى انسان كامل، عندها فقط ستكون على استعداد لتولي مهام دينية جديدة و اكثر رقياً، بهدف الارتقاء بك الى مراتب أعلى من الانسانية، كما في الرواية “…. ‏فَخِيَارُكُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُكُمْ فِي الإِسْلاَمِ إِذَا فَقِهُوا”‏‏، البخاري 3374.

فالدين (الاسلام) فلسفة سياسية و اجتماعية كالليبرالية، لم يأتي ليجعل منك انساناً، فبناء الانسانية من واجباتنا الفطرية. الدين أتى ليقربك الى الله، و من شروط التقرب الى الله أن تكون انسانا كاملا. فالدين يدعوك للاطلاع على ما وراء العالم المشهود، و التعرف على عالم الغيب و كشف حقيقة الوجود و سر الخلق و عشق الخالق و توسيع ابعاد وجود الانسان. ولكن، لن يتحقق اي من هذا الا بعد تحقق الانسانية.

فالانسانية أُولى درجات سُلَّم الدين، و لا يستطيع احد أن يرتقي درجات السلم دون ان يرتقي الدرجة الاولى من السلم. و مَثَلُ من أحيى في نفسه الانسانية، كمثل من بذر بذرة طيبة، و الدين هو الماء القادر على تحويل هذه البذرة الى شجرة مباركة. و مثل من يأدي المناسك الدينية من دون تحقق الانسانية، كمثل من يسقي أرض بلا بذر خمس مرات في اليوم و لمدة خمسين سنة. و مثل من يأدي المناسك الليبرالية من دون تحقق الانسانية، كمثل من يسقي أرض بلا بذر مرات في اليوم و لمدة خمسين سنة.

و مثل من يملك الدين و لا يملك الانسانية، كمثل من يركب قطار الملاهي، و هو يدور على نفسه في حلقة مغلقة، ظناً و وهماً منه بأنه سيصل الى المقصد، كما في الآية 104 من سورة الكهف “ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا”.

و مثل من يملك الانسانية و لا يملك الدين، كمثل رجل عادل يركب قطاراً حقيقيا و قادر على الوصول الى مقصده الدنيوي، كما لمَّحَ الى ذلك الامام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى 28:146 “ان الله يقيم الدولة العادلة و ان كانت كافرة، و لا يقيم الدولة الظالمة و ان كانت مسلمة”. و مثل من يملك الانسانية و الدين، كمثل رجل عادل يملك أجنحة للطيران.

فالدين من دون الانسانية دعابة طفولية، و المتون الدينية صريحة في أن لا ايمان لمن لا يرحم و لا ايمان لمن لا يستحي و لا ايمان لمن لا يصبر. فمن المهم أن لا نخلط بين التدين و الايمان، فالكثيرون يملكون الدين و لكنهم لا يملكون ايماناً. و وردت اهمية الايمان في سنن ابن ماجه، الرواية 61:

“عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ (ﷺ) وَ نَحْنُ فِتْيَانٌ حَزَاوِرَةٌ فَتَعَلَّمْنَا الإِيمَانَ قَبْلَ أَنْ نَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ فَازْدَدْنَا بِهِ إِيمَانًا” و الحزور هو الغلام الذي قارب البلوغ.

و التدين أو الليبرالية يجعلان الطيب أطيب و السيء أسوأ. فمن كان يملك الرحمة سيزيده الدين رحمة، في سبيل الله و حباً في الله. أما من كان لا يملك الرحمة، فسيزيده الدين و الليبرالية و الفسلفات السياسية و الاجتماعية الأخرى، نقصا في رحمته، و يبرر له اعماله الخالية من الرحمة. و هذا يصدق في شأن دواعش الشرق، و هم الذين صوروا تقطيعهم لرؤوس البشر بالسكاكين، كما صدق من قبل في شأن دواعش الغرب و الذين صوروا إحراقهم للبشر (رجالا و نساء و اطفال و كهولا و مرضى) بالقنبلة النووية.

و قد يسأل سائل: أيعقل أن يجعل الدين الطيب أطيب و السيء أسوأ؟!
الاجابة: نعم! و القرآن الكريم، معجزة محمد (ﷺ)، يؤكد على ذلك في سورة الاسراء الآية 82 “وَ نُنَزِّلُ مِنَ ٱلْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَ رَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَ لَا يَزِيدُ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلَّا خَسَارًا”

فالقرآن شفاء للمؤمن، و هو الانسان الصالح و الذي تستطيع أن تكون في حضرته على حقيقتك، و دون أن تخشى التهمة، كما في الآية 4 من سورة التوبة “إِلَّا ٱلَّذِينَ عَـٰهَدتُّم مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْـًٔا وَلَمْ يُظَـٰهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوٓا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَّقِينَ”

ولكن القرآن أيضا سبب خسارة الظالم، و ليس هدايته. و مثال ذلك، عندما تضع بيضة و بطاطا معاً في ماء يغلي، ستتصلب المحتويات اللينة في البيضة و تلين المحتويات الصلبة في البطاطا. الانسان الصالح كالبطاطا، عندما يواجه الدين يلين و يلطف قلبه، في حين أن الانسان السيء كالبيضة، عندما يواجه الدين يقسوا و يتصلب قلبه.

و العبادات، كالصلاة و الحج و الزكاة، لم تأت لتصنع الانسان، و إنما أتت لتعرج بالانسان. فالصلاة لا تُصلِح الانسان السيء و انما تزيد الانسان الصالح صلاحاً. و الدنيا مليئة بالطيبين و الطيبات و إن لم يصلوا و لم يصوموا، و مليئة بالسيئين و السيئات و إن صلوا و صاموا. إن ادائي لسبعة عشرة ركعة في اليوم، تعظيما لله، لن تعالج رغبتي في احتقار الآخرين و حسدهم و غيرها من العقد النفسية. فهذه الامراض و الصفات القبيحة بحاجة الى العلاج بالمطالعة و الحوار و جهاد النفس. فالصلاة لا تُصلِح انسان يعاني من عدم الثقة بالنفس و الصيام لا يُبدِل الحسد عزة.

قيل أن رجل التقى بعالم و سأله عن شكله في البرزخ. فأجابه العالم: ستشبه الحمار. فاختلى الرجل بنفسه اربعون ليلة، يتهجد لياليها و يصوم نهارها، ثم رجع الى العالم و سأله تارة أخرى عن شكله في البرزخ، و أجابه العالم: أصبحت تشبه حمارا منيراً.

أتى الدين و الليبرالية ليزيدوك نورا، ولكن ما الفائدة من النور في غياب الانسانية؟ أمثال هذا الحمار المنير، كمن اغتالوا عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و علي بن ابي طالب و الحسين بن علي، رضوان الله عليهم. و أمثال هذا الحمار المنير ، كمن اغتالوا غاندي و مارتن لوثر كينغ و مالكوم اكس و الرئيس الامريكي كنيدي. فلا يوجد شيء أخطر من التدين او الليبرالية في غياب الانسانية. لأن هذا الشخص سيبيح لنفسه افعال غير انسانية مع الاحساس بالروحانية الدينية أو سمو الليبرالية، كالمسلم الذي يضطهد امرأة حرة ليذكرها بالحجاب او كالليبرالي الذي يضطهد امرأة حرة ليخلع عنها الحجاب. و لسان حالهما كمن قال في الآية 12 من سورة الأعراف “أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ”.

و عليه، اذكر نفسي و اياكم بأن الانسان بحاجة الى الانسانية. فالدين و المذاهب أو الليبرالية و مذاهبها الديمقراطية لن ينفعونا في غياب الانسانية. فحاسب إنسانيتك، أيها الانسان، قبل أن تحاسب الدين (الاسلام)!

Mohammed’s (ﷺ) Nine Prophecies
×
9 August 2023

Mohammed’s (ﷺ) Nine Prophecies

I read an article yesterday for someone who is obsessed with embarrassing himself, through his complex obsession with mocking and criticizing Quran/Islam. He referred and criticized a video clip that lists Prophet Mohammed’s prophecies and titled his article: Muhammad prophesied immorality, diseases & AIDS.

https://medium.com/@hassanradwan51/muhammad-prophesied-immorality-and-diseases-like-aids-bd49591086eb

Yes, Quran Explains the Bible
×
9 August 2023

https://medium.com/@hassanradwan51/does-quran-confirm-the-bible-dd477bbb6253

لماذا نرى جانبا واحدا من القمر؟
×
9 August 2023

لماذا نرى جانبا واحدا من القمر؟

الكاتب: خالد الخاجة

فقداننا للصمت
×
9 August 2023

فقداننا للصمت

للكاتب: Sa’īd Abdul Latif

المصدر: موقع Medium

ترجمة: خالد الخاجة

الرابط:

https://medium.com/@SaidAbdulLatif/your-old-life-was-a-frantic-running-from-silence-842d847c37a9

التقويم الكوني في القرآني (6 أيام)
×
13 July 2023

التقويم الكوني في القرآن (6 أيام)

بقلم: خالد الخاجة

قرأت اليوم مقالة يشير الكاتب فيها إلى الآية 54 من سورة الأعراف و يطرح بسخرية السؤال التالي، و ذلك سعياً منه لنشر الشكوك حول القرآن (الإسلام):

سؤاله: “ما هي أهمية ذكر ستة أيام في القرآن (كما في الآية التالية)؟ ففي غياب السياق، يبقى الامر اعتباطياً. فالقرآن لا يقدم أي تفسير”.

إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍۢ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ يُغْشِى ٱلَّيْلَ ٱلنَّهَارَ يَطْلُبُهُۥ حَثِيثًۭا وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ وَٱلنُّجُومَ مُسَخَّرَٰتٍۭ بِأَمْرِهِۦٓ ۗ أَلَا لَهُ ٱلْخَلْقُ وَٱلْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَـٰلَمِينَ” سورة الاعراف الآية 54.

اقول و بالله التوفيق: ما أحوجنا الى الجدية!

و للإجابة على سؤاله، أحتاج إلى شرح و مقارنة تقويمين كونيين.

التقويم الكوني لكارل سيغان:

في عام 1977، حصر البروفيسور كارل سيغان ببراعة 13.8 مليار سنة من تاريخ الكون (الوقت) في 12 شهرا، و يبدأ مع الانفجار العظيم (1 يناير) و ينتهي باليوم (31 ديسمبر)، و كل شيء آخر يقع بينهما.

التقويم الكوني للقرآن:

و بالمثل، يحصر القرآن تاريخ الكون (الوقت) في تقويم كوني مدته 6 أيام، و تصف الآية 10 من سورة فصلت أحداث اليوم الرابع بمزيد من التفصيل، على النحو التالي:

وَ جَعَلَ فِيهَا رَوَٰسِىَ مِن فَوْقِهَا وَ بَـٰرَكَ فِيهَا وَ قَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَٰتَهَا فِىٓ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍۢ سَوَآءًۭ لِّلسَّآئِلِينَ” سورة فصلت الأية 10.

لذا اقول لكل السائلين:

من المثير للاهتمام، أن إذا قارنا التقويم الكوني للقرآن و مدته 6 أيام بالتقويم الكوني لكارل سيجان و مدته 12 شهرا، يمكننا أن نلاحظ أنه في كلا التقويمين الكونيين، يتشكل كوكب الأرض بعد ثلثي الوقت، أي في اليوم الرابع وفقا للتقويم الكوني للقرآن و في الشهر الثامن وفقا للتقويم الكوني لكارل سيغان (الرجاء مراجعة الصورة و الرابط أدناه).

https://visav.phys.uvic.ca/~babul/AstroCourses/P303/BB-slide.htm

و من أصعب الأمور في الحياة هو شرح الواضحات، كما في هذه الحالة و كما هو الحال مع هذا السائل. فتفسير و أهمية العبارة “6 أيام” و  المذكورة في القرآن واضحة جدا في الآيات التالية من سورة فصلت، و هي الآيات من 9 إلى 11، حيث يتم شرح التسلسل الزمني لتكوين الكون:

“قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِٱلَّذِى خَلَقَ ٱلْأَرْضَ فِى يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُۥٓ أَندَادًۭا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ ٱلْعَـٰلَمِينَ”  9.

“وَجَعَلَ فِيهَا رَوَٰسِىَ مِن فَوْقِهَا وَبَـٰرَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَٰتَهَا فِىٓ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍۢ سَوَآءًۭ لِّلسَّآئِلِينَ” 10.

“ثُمَّ ٱسْتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِىَ دُخَانٌۭ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ٱئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًۭا قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ” 11.

بناء على ما سبق، و باختصار، يبدأ التسلسل الزمني لتكوين الكون في القرآن بالتشكل التدريجي لكوكب الأرض خلال اليومين 1 و 2، يليه تطور الجبال وغيرها من معالم كوكب الأرض خلال اليومين 3 و 4، و ينتهي بتكوين السماوات خلال اليومين 5 و 6. هذا و ببساطة، تفسير و أهمية العبارة القرآنية “6 أيام”، يا من تدعي غياب التفسير في القرآن!

و من الجدير بالذكر أن هذا التسلسل الزمني للتكوين الكوني القرآني (التقويم الكوني القرآني) يتوافق إلى حد كبير مع التسلسل الزمني للتكوين الكوني لكارل سيغان. بمعنى أنه في السنوات ال 1400 الماضية، تطور العلم بشكل كبير ليسد الفجوات مع مفاهيم القرآن. و أنا على يقين من أن العلم سيستمر، باذن الله، في القيام بذلك في السنوات ال 1400 القادمة وما بعدها.

و بهذا، أكون قد أجبت بالتمام و الكمال على سؤال من العصور الوسطى و انتهت صلاحيته، و الذي لن يسأله أبداً شخص مخلص و متعلم. فقبل طرح مثل هكذا سؤال، يحتاج المرء إلى تثقيف نفسه حول آيات القرآن المتشابهات، كما في الآية التالية:

هُوَ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ مِنْهُ ءَايَـٰتٌۭ مُّحْكَمَـٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَـٰبِ وَ أُخَرُ مُتَشَـٰبِهَـٰتٌۭ ۖ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌۭ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَـٰبَهَ مِنْهُ ٱبْتِغَآءَ ٱلْفِتْنَةِ وَ ٱبْتِغَآءَ تَأْوِيلِهِۦ ۗ وَ مَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُ ۗ وَ ٱلرَّٰسِخُونَ فِى ٱلْعِلْمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلٌّۭ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَ مَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُو۟لُوا۟ ٱلْأَلْبَـٰبِ” سورة آل عمران الاية 7.

بادئ ذي بدء، الآية السابقة في القرآن الذي يسخر منه الكاتب، تتنبأ بأعجوبة بالسلوك المنحرف للسائل من خلال كشفها لسعيه في نشر الفتنة و الشكوك حول القرآن.

أما بالنسبة للآية التي كان يسخر منها الكاتب، فهي آية من الآيات المتشابهات، و التي لم يعرف معناها “الكامل” سوى الله، كما هو مذكور في الآية 7 من سور آل عمران. و ستبقى هذه الآيات غامضة لحكمة يعلمها الله و الى أن يحين الوقت المناسب و يأذن الله بالكشف عن معانيها الكاملة، كما في حالة الآية 54 من سورة الأعراف.

في الواقع و كما أوضحنا سابقاً، فإن عبارة “6 أيام” في الآية 54 من سورة الأعراف و التي أرقت مضاجع كاتب المقال و من على شاكلته، هي آية متشابهة و معجزة، سجلها الله في القرآن في القرن السابع الميلادي، بحيث يتم البدء بالتعرف على معانيها “كاملة” من خلال جهود العلماء الملحدين في القرن العشرين.

و تهدف هذه الآيات المتشابهة إلى إثبات صحة القرآن للأجيال القادمة، و إثبات أن القرآن لا يمكن أن يكون إلا كلمة الله، خالق الكون سبحانه و تعالى. و كما ورد في الآية 7 من سورة آل عمران، فإن أُو۟لُوا۟ ٱلْأَلْبَـٰبِ (العقلاء) فقط من يدركون مثل هذه الآيات، و من الواضح أن السائل قد قرر عن طيب خاطر ألا يكون واحدا منهم. هذا محزن ولكنه عادل، فلا اكراه في الدين!

و لا يسعني الا أن أشكر الكاتب على سؤاله الرائع و أنصحه بالمداومة على سلوكه الاستجوابي، ولكن مع شيء من التواضع.

قُلْ سِيرُوا۟ فِى ٱلْأَرْضِ فَٱنظُرُوا۟ كَيْفَ بَدَأَ ٱلْخَلْقَ ۚ ثُمَّ ٱللَّهُ يُنشِئُ ٱلنَّشْأَةَ ٱلْـَٔاخِرَةَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ قَدِيرٌۭ“ سورة العنكبوت الأية 20.

رحم الله امرئ عرف قدر نفسه!

أشهد ان لا اله الا الله و أشهد أن محمد رسول الله!

Quran’s 6-Day Cosmic Calendar
×
13 July 2023

I read an article today, wherein the writer refers to Quran 7:54 (see below) and mockingly asks the following interesting question, yet seeking to spread doubts about the Quran (Islam):

His Question: “What is the significance of six days in the Qur’an? Without the context, it’s just arbitrary. The Quran offers no explanation.”

“إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍۢ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ يُغْشِى ٱلَّيْلَ ٱلنَّهَارَ يَطْلُبُهُۥ حَثِيثًۭا وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ وَٱلنُّجُومَ مُسَخَّرَٰتٍۭ بِأَمْرِهِۦٓ ۗ أَلَا لَهُ ٱلْخَلْقُ وَٱلْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَـٰلَمِينَ” سورة الاعراف الأية 54.

“Indeed, your Lord is Allah Who created the heavens and the earth in six Days,1 then established Himself on the Throne. He makes the day and night overlap in rapid succession. He created the sun, the moon, and the stars — all subjected by His command. The creation and the command belong to Him ˹alone˺. Blessed is Allah — Lord of all worlds!” Quran chapter 7 (Al-Araf) verse 54

Now, let’s get serious!

To answer his question, I need to explain and compare the following two cosmic calendars:

Carl Sagan’s Cosmic Calendar

In 1977, Professor Carl Sagan brilliantly crashed 13.8 billion years of the universe history (time) in to a 12 months. It starts with the Big Bang (January 1st) and ends today (December 31st). Everything else falls in between.

Quran’s Cosmic Calendar

Similarly, Quran crashes the universe history (time) into a 6-days cosmic calendar, and chapter 41 (Fussilat) verse 10 describes the events of day four in more details, as follows:

“وَجَعَلَ فِيهَا رَوَٰسِىَ مِن فَوْقِهَا وَبَـٰرَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَٰتَهَا فِىٓ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍۢ سَوَآءًۭ لِّلسَّآئِلِينَ” سورة فصلت الأية 10.

“He placed on the earth firm mountains, standing high, showered His blessings upon it, and ordained ˹all˺ its means of sustenance within four Days exactly for all who ask.”

For All Who Ask:

Interestingly, if we compare the Quran’s 6-Day Cosmic Calendar to Carl Sagan’s 12-months Cosmic Calendar, we can notice that in both cosmic calendars, planet earth forms after two third of the time, that is on 4th day as per Quran’s 6-days cosmic calendar and the 8th month as per Carl Sagan’s 12-months Cosmic Calendar ( see the figure and the link below).

https://visav.phys.uvic.ca/~babul/AstroCourses/P303/BB-slide.htm

The most difficult thing in life is to explain what is clear, as in this case and with this writer. The explanation and significance of the “6 days” mentioned in the Quran are so clear in the following verses of the Quran, chapter 41 (Fussilat) verses 9 to 11, wherein the chronology of the formation of the universe is explained:

“قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِٱلَّذِى خَلَقَ ٱلْأَرْضَ فِى يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُۥٓ أَندَادًۭا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ ٱلْعَـٰلَمِينَ” 9

“Ask ˹them, O  Prophet˺, “How can you disbelieve in the One Who created the earth in two Days? And how can you set up equals with Him? That is the Lord of all worlds.”

“وَجَعَلَ فِيهَا رَوَٰسِىَ مِن فَوْقِهَا وَبَـٰرَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَٰتَهَا فِىٓ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍۢ سَوَآءًۭ لِّلسَّآئِلِينَ” 10

“He placed on the earth firm mountains, standing high, showered His blessings upon it, and ordained ˹all˺ its means of sustenance—totaling four Days exactly1—for all who ask.”

“ثُمَّ ٱسْتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِىَ دُخَانٌۭ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ٱئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًۭا قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ” 11

“Then He turned towards the heaven when it was ˹still like˺ smoke, saying to it and to the earth, ‘Submit, willingly or unwillingly.’ They both responded, ‘We submit willingly.”

Based on the above, and in summary, the Qur’anic chronology for the formation of the universe starts with the gradual formation of the planet earth during the first 2 days, followed by the development of the mountains and other features of the planet Earth during the days 3 and 4, and it ends with the formation of the heavens during the days 5 and 6. Simply, this is the explanation and the significance of the “6 days” mentioned in the Quran, for he who claim that there is no explanation!

Interestingly, this Qur’anic chronology of the universe (the Cosmic Calendar) substantially conforms to Carl Sagan’s chronology of the universe. Meaning, in the last 1400 years, science has significantly developed and closed gaps with the Qur’anic concepts. I am sure, Allah willing, science will continue to do so in the next 1400 years and beyond.

I trust the above fully answered the medieval question in hand, that a sincere and educated person could never ask. Before asking such a question, one needs to educate himself about the Elusive Verses of the Quran. In doing so, I need to refer to the following verse of the Quran:

“هُوَ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ مِنْهُ ءَايَـٰتٌۭ مُّحْكَمَـٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَـٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَـٰبِهَـٰتٌۭ ۖ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌۭ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَـٰبَهَ مِنْهُ ٱبْتِغَآءَ ٱلْفِتْنَةِ وَٱبْتِغَآءَ تَأْوِيلِهِۦ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُ ۗ وَٱلرَّٰسِخُونَ فِى ٱلْعِلْمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلٌّۭ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُو۟لُوا۟ ٱلْأَلْبَـٰبِ” سورة آل عمران الاية 7.

“He is the One Who has revealed to you ˹O Prophet˺ the Book, of which some verses are precise — they are the foundation of the Book — while others are elusive. Those with deviant hearts follow the elusive verses seeking ˹to spread˺ doubt through their ˹false˺ interpretations, but none grasps their ˹full˺ meaning except Allah. As for those well-grounded in knowledge, they say, “We believe in this ˹Quran˺ it is all from our Lord.” But none will be mindful ˹of this˺ except people of reason.” Quran Chapter 3 (Al-Imran), verse 7.

Now!

The above verse of the Quran that the writer is mocking, miraculously predicts his deviant behavior by exposing his ill intentions of spreading doubts about Quran.

As for the Quran verse 7:54 that he was mocking, it is one of the elusive verses that only Allah has known its “full” meaning, as mentioned by verse 3:7. Such verses will remain elusive for a purpose, until the time is right and until  Allah sees fit to reveal their full meanings, as in the case of verse 7:54.

In fact, and as I explained above, the ‘6-days’ in the verse 7:54 which is bothering the writer, is another elusive, yet miraculous sign, that is recorded in a book by Allah in the seventh century, so that its “full” meaning starts to become known by the efforts of atheist scientists in the 20th century.

Such elusive verses are meant to reiterate the authenticity of the Quran to the future generations, and to prove that Quran can only be the word of the creator of the universe (Allah the almighty). As stated in verse 3:7, only “people of reason” are mindful of such verses, and obviously the writer has willingly decided not to be one of them. That’s sad but fair, as there is no compulsion in Islam!

I Thank the writer for his wonderful question and advise him to maintain his questioning attitude, but with some degree of humbleness!

“قُلْ سِيرُوا۟ فِى ٱلْأَرْضِ فَٱنظُرُوا۟ كَيْفَ بَدَأَ ٱلْخَلْقَ ۚ ثُمَّ ٱللَّهُ يُنشِئُ ٱلنَّشْأَةَ ٱلْـَٔاخِرَةَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ قَدِيرٌۭ “ سورة العنكبوت الأية 20.

“Say, ˹O Prophet,˺ “Travel throughout the land and see how He originated the creation, then Allah will bring it into being one more time. Surely Allah is Most Capable of everything.” Quran chapter 29 (Al-Ankabut) verse 20.

أشهد ان لا اله الا الله و أشهد أن محمد رسول الله

Transliteration: “Ash-hadu an la ilaha illa Allah, Wa ash-hadu anna Muhammadan Rasulu-Allah.”

Translation: “I bear witness that there is no God but Allah (there is none worthy of worship but Allah), and I bear witness that Muhammad is the Messenger of Allah.”

“The Grace of God” as evidence for a written Uthmanic archetype
×
5 July 2023

“The Grace of God” as evidence for a written Uthmanic archetype: the importance of shared orthographic idiosyncrasies

In this study, Dr. Marijn van Putten (an atheist) presents his findings after investigating the history of the Qur’anic text. It is worth mentioning that Dr. Marijn van Putten adopts the spelling errors in the Quranic manuscripts as a methodology to conclude by describing: The text, meaning and the arrangement of the Quran, in all Qur’anic manuscript, as extremely coherent, consistent and accurate.

The researcher also touches on the integrity and accuracy of the accounts (the Sunnah of the Prophet and the science of hadith) that chronicled the traditional story of recording the Qur’an during the era of the Prophet (ﷺ), its compilation in its original version in the ear of the first caliph Abu Bakr Al-Siddiq and then being copied, unified and published during the era of the third caliph Othman bin Affan, may Allah be pleased with them. Dr. Marijn van Putten concludes such accounts being highly accurate.

While Dr. Putin’s methodology may seem strange to the general public, but the bankers will easily understand it. Experts in the banks responsible for verifying and approving customer signatures are skeptical of a signature that resembles a model signature one hundred percent, as they expect a genuine signature to resemble a specimen signature by seventy percent. In certain cases, some inaccuracy could be a sign of authenticity.

Glory to Allah who destined the scribes of the Holy Qur’an (may Allah be pleased with them) to make spontaneous spelling mistakes, to test his creation. Some fails and go astray, such as the riff-raffs and those sick-in-hearts, while others pass and get guided.  

Praise to Allah, who recruited an atheist to also testify to the integrity and consistency of the science of hadith and the integrity of its pioneers, such as Imam al-Bukhari, may Allah have mercy on them.

To enjoy reading Dr. Marijn van Putten’s article, please refer to the link below:

https://www.cambridge.org/core/journals/bulletin-of-the-school-of-oriental-and-african-studies/article/grace-of-god-as-evidence-for-a-written-uthmanic-archetype-the-importance-of-shared-orthographic-idiosyncrasies/23C45AC7BC649A5228E0DA6F6BA15C06

نعمة الله” كدليل على نموذج عثماني مكتوب”
×
5 July 2023

“نعمة الله” كدليل على نموذج عثماني مكتوب

أهمية الخصوصيات الإملائية المشتركة

نشرت هذه الدراسة على الإنترنت من قبل مطبعة جامعة كامبريدج بتاريخ: 21 يونيو 2019

الباحث: مارين فان بوتين (Marijn van Putten): ملحد و متخصص في التاريخ اللغوي للعربية و البربرية. يركز حاليا على البحث في السمات اللغوية للنص القرآني و علاقتها باللغة العربية كما تنعكس في الأوراق البردية و النقوش الإسلامية المبكرة، و كذلك النسخ بالأحرف غير العربية مثل النصوص اليهودية العربية و النسخ باليونانية و القبطية العربية. إلى جانب ذلك، يواصل العمل على إعادة بناء التشكل التاريخي للغة البربرية.

المترجم: خالد الخاجة

 مقدمة المترجم:

هذا ملخص لما استطعت أن أترجم من هذا البحث الجامعي الصعب و الغزير، حيث يقوم الدكتور فان بوتين (و هو ملحد) بالتحقيق في تاريخ القرآن الكريم. و الجدير بالذكر بأن الباحث يعتمد الاخطاء الاملائية في المخطوطات القرآنية منهجية له للتأكيد على التماسك الشديد و الاتساق الدقيق و ترتيب النص و المعنى القرآني في جميع المخطوطات القرآنية، و بدقة شديدة. و يأكد الباحث كذلك على سلامة و دقة الرويات (السنة النبوية و علم الحديث) التي أرخت لنا القصة التقليدية لكتابة القرآن في عهد الرسول (ﷺ)، و من ثم جمعه في نسخته الاصلية في خلافة أبوبكر الصديق و نسخه و توحيده و نشره في خلافة عثمان بن عفان، رضوان الله عليهم.

قد تبدوا منهجية الدكتور بوتين غريبة للعامة، الا أن المختصون في المصارف المالية سيتفهمونها. فالخبراء المسؤولين عن التحقق و اعتماد توقيعات المتعاملين يشكون في التوقيع الذي يشبه التوقيع النموذجي مئة في المئة، بل ان من علامات التوقيع الحقيقي أن يشبه التوقيع النموذجي بنسبة سبعين بالمئة. فسبحان الذي قدر لنُسَّاخ القرآن الكريم (رضوان الله عليهم) أن يرتكبوا أخطاء املائية عفوية، ليضل بها من يشاء من الغوغاء و ممن في قلوبهم مرض و يهدي بها من يشاء من المختصين كالدكتور بوتين. و الحمد لله الذي جند عباد له ملحدين ليشهدوا على سلامة و اتساق علم الحديث و نزاهة رواده، كالامام البخاري، رحمهم الله.

 الخلاصة

يتخذ هذا البحث نهج جديد للاجابة على: متى و كيف تم تدوين نص القرآن في شكله الحالي، و الذي يشار إليه عادة باسم “النص العثماني”؟ في القرآن، يمكن لكلمة “نعمة” كما في العبارة “نعمة الله” أو “نعمة ربك” أن تتهجى إما بالتاء المفتوحة أو التاء المربوطة. و من خلال فحص 14 مخطوطة قرآنية مبكرة، يتبين أن هذه العبارة مكتوبة باستمرار باستخدام تهجئة واحدة فقط من التهجئتين في نفس الموضع و في جميع هذه المخطوطات المختلفة. يقال إن هذا الاتساق لا يمكن تفسيره إلا بافتراض أن كل هذه المخطوطات تأتي من نموذج أصلي مكتوب واحد، مما يعني أنه يجب أن يكون هناك مشروع تدوين في وقت ما في القرن الأول. تشير النتائج أيضا إلى أن هذه المخطوطات، و بالتالي مخطوطات القرآن بشكل عام، تم نسخها من نماذج مكتوبة منذ الأيام الأولى.

 المقدمة

على مدار تاريخ الدراسات القرآنية، يمكننا إدراك عدم الارتياح العام لدى المختصين حول تاريخ تدوين النصوص المتفاوتة. تقليديا، يعتقد أن الخليفة الثالث عثمان بن عفان (رضي الله عنه) هو الذي قنن الرسمة، أو هيكل النص كما لدينا اليوم. و اشتهر وانبوره Wansbrough في السبعينيات من القرن التاسع عشر بموقفه المخالف لهذا الفهم التقليدي، و افترض أن عملية جمع النص لابد لها أن حدثت في وقت متأخر من قرنين أو ثلاثة قرون بعد التاريخ المحدد تقليديا.

مع اكتشاف العديد من المخطوطات القرآنية المبكرة و التي من الواضح أنها أقدم من التاريخ المتأخر الذي اقترحه وانبوره، أصبح من الواضح الآن أنه يجب التخلص من هذا الموقف المخالف في أكثر أشكاله تطرفا. و مع ذلك، لم يتم تبديد العديد من أسباب التشكيك في تحديد موعد مبكر لتجميع النص، ولا يزال هناك قلق عام في مجال الدراسات القرآنية.

يهدف هذا البحث إلى إظهار ليس فقط أن جميع مخطوطات القرآن المبكرة تنحدر من نموذج أصلي مكتوب واحد، ولكن أيضا أن النص قد انتشر بوضوح من خلال نسخ نموذج مكتوب، و ليس عن طريق النسخ من خلال الإملاء أو النسخ من تقليد شفهي. و بالنظر إلى التاريخ المبكر لبعض المخطوطات القرآنية العديدة التي تمت مناقشتها هنا (و التي يجب أن يعود تاريخ العديد منها إلى الفترة الأموية المبكرة)، يبدو من غير المرجح أن يكون هذا النموذج الأصلي المكتوب قد تم توحيده في وقت متأخر جدا عن وقت حكم عثمان (رضوان الله عليه)، و بالتالي يمكن اعتبار أن الحقائق تأكد الرواية الإسلامية التقليدية بدقة شديدة.

 النص العثماني

ساهم العمل الرائد على طرس صنعاء من قبل صادقي و بيرغمان (المرجع صادقي و بيرغمان  Bergmann 2010)، و لاحقا صادقي و غودارزي (المرجع صادقي و غودارزي  Goudarzi 2012)، بشكل كبير في فهم أفضل للتأريخ النصي للقرآن. و قد سمح لهم استخدامهم للعلم الجذري (إعادة بناء عملية نقل النص في مخطوطة ما، على أساس علاقتها بمخطوطات أخرى) النظر إلى النص السفلي (ما تم مسحه) من طرس صنعاء، و بالتالي إثبات أن نصه يجب أن ينحدر من نوع نص مختلف عن ذلك الذي يعتبر عموما نوع النص العثماني، و علاوة على ذلك، للتأكيد على أن بعض النصوص القرآنية المنسوبة إلى “مصاحف الصحابة” يمكن اعتبارها أنواعا بديلة من النصوص. وبالمثل، يجب اعتبار طرس صنعاء، مع العديد من المتغيرات اللافتة للنظر (و التي غالبا ما تتفق مع مصاحف الصحابة الغير عثمانية)، كنوع نص منفصل.

يعرف صادقي نوع النص العثماني بأنه يتفق مع نص طبعة القاهرة للقرآن عام 1924، و هو تقليد “يقال إنه بدأ مع نشر المخطوطات العثمانية كأسلاف لجميع المخطوطات في التقليد النصي”، و تتفق جميع هذه المخطوطات على:

  1. ترتيب السور.
  2. ترتيب الآيات داخل كل سورة.
  3. محتوى هذه الآيات من حيث الكلمات الفردية (المرجع صادقي و بيرغمان 2010:347)

الغالبية العظمى من المخطوطات القرآنية المعروفة (جميعها باستثناء طرس صنعاء، في الواقع) هي من نوع النص العثماني، و لا توجد سوى اختلافات طفيفة في هذا النوع من النصوص. تطورت خلافات أكبر حول كيفية قراءة القرآن في تقاليد القراءة، ولكن ليس لها تأثير يذكر في الوحدة الشاملة الواضحة و المتسقة لنوع النص العثماني. و مع ذلك، فقد أدى السؤال حول مدى قدم هذا النوع من النصوص الموحدة إلى مناقشات مثيرة للجدل بين الأكاديميين في العقود الأخيرة، و القلق العام بشأن متى تم الانتهاء من النص بالضبط، يتخلل الكثير من الكتابة حول هذا الموضوع.

اقترح دونر Donner (المرجع دونر و رينولدز  Reynolds 2008: 31) أن أحد الأسئلة الخمسة الأكثر أهمية و التي يتم تقديمها حاليا لعلماء القرآن هو ما إذا كان هناك نموذج نصي مبكر للقرآن الحالي أم لا؟ جادل وانبوره Wansbrough (المرجع ونبوره 1977) بأن القرآن لم يتم تجميعه إلا بعد مائتي أو ثلاثمائة عام من وفاة النبي (ﷺ)، في حين جادل بيرتون Burton (المرجع بيرتون 1977) بأنه تم تجميعه من قبل النبي (ﷺ) نفسه و ليس من قبل عثمان. منذ ذلك الحين، قام العديد من المؤلفين بتقييم هذه الأسئلة، ولكن لم يظهر إجماع واضح. سيناء Sinai (المرجع سيناء 2014 أ: 276) يتحدث عن “نموذج قانوني ناشئ”، و هو يفضل إغلاق النص القرآني المستلم في حوالي 700 ميلادية، بدلا من التاريخ التقليدي لحوالي 650 ميلادية. يقدم سيناء Sinai العديد من الحجج المضادة و التي تم اقتراحها، ولكن في دفاعه عن التاريخ التقليدي في الجزء الثاني من المقال (المرجع سيناء 2014 ب: خاصة 520 ف)، يعترف أنه من الصعب معرفة ما إذا كانت بعض الأجزاء لم يتم تصحيحها أو إضافتها حتى حوالي 700 ميلادية.

يعبر نوورث Neuwirth عن عدم يقين مماثل، و يقترح أن السيناريو التقليدي للاصدار العثماني هو “… معقول وإن لم يكن من الممكن إثباته” (مرجع نوورث 2003: 11).

شرع موتسكي (المرجع موتسكي 2001) في إثبات السرد التقليدي من خلال تتبع روايات هذه المجموعة من خلال طريقة الإسناد مع المتن، و يعبر عن تشاؤمه بشأن فائدة المخطوطات في المساعدة على تأريخ تدوين القرآن، مؤكدا أن “الطابع المجزأ لمعظم أقدم المخطوطات القرآنية لا يسمح لنا أن نستنتج على وجه اليقين أن أقدم المصاحف يجب أن يكون لها نفس الشكل، الحجم و المحتوى مثل تلك اللاحقة. و بالتالي لا يبدو أن المخطوطات مفيدة (حتى الآن) فيما يتعلق بقضيتنا” (المرجع موتسكي 2001: 2).

في السنوات الأخيرة، قدم المؤلفون العديد من الحجج القوية التي تتحدث لصالح التنقيح المبكر لنوع النص العثماني. الأدبيات التقليدية حول الرسم من المخطوطة العثمانية صادقة بشأن العديد من التفاصيل الدقيقة. وفقا لصادقي، من غير المرجح أن يكون مخطئا بشأن افتراضه الأساسي الرئيسي: تجميع القرآن من قبل عثمان (صادقي و بيرغمان 2010: 366 ف). تعتمد هذه الحجة إلى حد كبير على المقال الرائد الذي كتبه كوك Cook (المرجع كوك و ليفاديس Lividas 2004)، و الذي يوضح أن المتغيرات في الرسم و التي تم الإبلاغ عنها للمخطوطات الإقليمية المختلفة للكوفة و البصرة و دمشق و المدينة المنورة من قبل عثمان بن سعيد الداني في كتابه “المقنع في رسم مصاحف الأمصار” تشكل سياقاً. يبين كوك، على سبيل المثال، أن المصحف الدمشقي له العديد من القراءات الفريدة، و يشترك في العديد من القراءات الأخرى مع مصحف المدينة، لكنه لا يشترك أبدا في المتغيرات مع المصحف الكوفي أو المصحف البصري. تشير هذه الأنماط بوضوح إلى أن نقل و إدخال هذه المتغيرات يشير فقط إلى حوالي سبعة أنواع مختلفة ممكنة من السياقات stemmata، و أنها تتفق مع رواية نقل النص. و نظرا لأن العلماء المسلمين في العصور الوسطى لم يكن لديهم أي مفهوم عن علم الجذري، فإن حقيقة ظهور مثل هذا النمط تقود كوك إلى استنتاج أنه “علينا أن نتعامل مع الانتقال الحقيقي من النموذج الأصلي” (2004: 104).

و بما أنها لا تستند إلى مخطوطات فعلية و لا يقارنها كوك بالمخطوطات، فإن التقارير التي أنتجها الداني يمكن أن تكون حول أي مجموعة من المخطوطات المترابطة و المنسوخة من بعضها البعض، و ربما لم يكن لها بالضرورة أي علاقة بمصاحف الأمصار، إن وجدت أصلا. و مع ذلك، ان فرضية كوك و كون النموذج الأصلي يجب أن يكون مبكرا جدا، واضح بالتأكيد من عمل داتون Dutton على أقدم مخطوطة قرآنية و Or. 2165 (المتحف البريطاني)، و كلاهما مخطوطات قرآنية حجازية مبكرة و تظهران جميع أنواع المتغيرات في المصحف السوري، ولكن لم ينسب أي منها إلى المصاحف الأخرى، كما أفاد الداني (المرجع دوتون 2001 و دوتون 2004). لذلك لابد أن يستند تقرير الداني إلى واقع يمكن تأكيده في تقليد المخطوطات.

تقدم حجج كوك، جنبا إلى جنب مع تأكيدها على أدلة المخطوطة، حجة قوية لتدوين و توزيع مبكر للغاية لنوع النص العثماني. و من ثم فهو يتسق مع السرد التقليدي لتدوين و توزيع المخطوطات الإقليمية الأربعة. بينما أجد حجج كوك مقنعة، يبدو أنها مرت إلى حد كبير دون أن يلاحظها أحد، أو لم يتم اعتبارها مقنعة تماما. لذلك أود أن أقدم حجة أخرى تشير إلى نموذج أصلي مكتوب لنوع النص العثماني و الذي، علاوة على ذلك، يظهر أن هذا النوع من النص تم نسخه باستمرار من نموذج مكتوب و لم يتم نقله، كما يمكن تخيله، من خلال الإملاء أو النقل الشفوي.

 الخصوصيات الإملائية

كما هو مذكور في القسم السابق، من حيث ترتيب السورة و ترتيب الآيات و حتى الصياغة المحددة، فإن جميع المخطوطات القرآنية، باستثناء واحدة، تنتمي إلى نفس نوع النص العثماني. ومع ذلك، ما لا يزال غير واضح هو كيف تم نقل هذا النوع من النص و متى تم إنشاؤه في شكله الثابت؟ لا يمكن العثور على إجابة محددة لهذا السؤال من خلال فحص الأدبيات الإسلامية، بل يجب أن تستند إلى دراسة نصوص المخطوطات القرآنية المبكرة. يظهر الفحص الدقيق لهذه المخطوطات أنه حتى الرسم المحدد بكل خصوصياته الإملائية يشير إلى نموذج أصلي واحد و مكتوب، تم نسخه من مصحف إلى آخر من خلال النسخ من نموذج مكتوب.

حتى الفحص السريع لطبعة القاهرة من القرآن يكشف عن العديد من التهجئات التي لا تتوافق مع قواعد الإملاء العربية الكلاسيكية. يمكن أن تكون هذه التهجئات في طبعة القاهرة ببساطة إعادة إنتاج الخصوصيات الإملائية المتحجرة و التي نشأت في الممارسات الإملائية ما قبل الكلاسيكية. لكن بعض هذه التهجئات غير القياسية و ما قبل الكلاسيكية تبدو في تباين حر. و تشمل ثنائيات مثل رحمة الله (تهجئة كل من رحمت و رحمة) نعمة الله (نعمت و نعمة)، جزاء سيئة (جزوا سيئة، جزا سيئة) ، و الملا (الملوا، الملا). تحدث مثل هذه الخصوصيات الإملائية بشكل متكرر في القرآن. عندما نجد مثل هذه الاختلافات في التهجئة، يجب أن نستنتج أنها لا تحمل أي قيمة لغوية، لأنها تعبر عن نفس العبارة بالضبط و بنفس المعنى. و يبدو أن هذه الاختلافات الإملائية تعزى إلى تقدير الناسخ.

ولكن هذه الخصوصيات الإملائية تعني لنا أكثر بكثير من مجرد إنعكاس أهواء الناسخ. فهذه الخصوصيات الإملائية تسمح لنا لنبين أن المخطوطات القرآنية تعود إلى نموذج أصلي مكتوب واحد و تم نسخ كل هذه الوثائق منه. إذا لم تنحدر مخطوطتان بالنسخ من نموذج أصلي واحد، فلن نتوقع حدوث نفس التهجئة في نفس الموقع بالضبط مرارا و تكرارا. ومع ذلك، هذا هو بالضبط ما نجده: تحدث تهجئات شديدة الخصوصية مرارا و تكرارا في نفس الموقع بالضبط عبر جميع المخطوطات القرآنية المبكرة. لا يمكن أن يكون هذا الاختلاف إلا نتيجة نقل كتابي دقيق.

 مثال: “نعمة الله”

من المواضع الجيدة لإظهار كيف أن الخصوصيات الإملائية تشير إلى نموذج أصلي مكتوب، هو من خلال الأسماء المؤنثة في حالة الاضافة. فبينما في قواعد الإملاء القرآنية، عادة ما تنتهي الأسماء المؤنثة بالتاء المربوطة (ة)، كما هو الحال في قواعد الإملاء العربية الفصحى، فإن نسبة كبيرة إلى حد ما (حوالي 22 في المائة) من التركيبات المؤنثة تكتب بالتاء المفتوحة (ت) بدلا من ذلك. بالنسبة لبعض العبارات الشائعة، يكون التوزيع بين هذين الشكلين متساويا تقريبا، و بالنسبة لبعض العناصر المعجمية، تكون هي التهجئة الوحيدة الموثقة. فالعناصر التي يكون فيها الشكلان سائدين على قدم المساواة هي مكان جيد بشكل خاص لإظهار أن الخصوصيات الإملائية يتم استنساخها باستمرار. يقدم الجدول 1 نظرة عامة على الأسماء المؤنثة و التي لها تناوب بين (ة) و (ت) في التهجئة، أو لها تهجئة (ت) فقط.

الجدول 1 تركيبة مؤنثة مع (ت) في القرآن

المترجم: الرجاء مراجعة رابط المقال

سأركز هنا على العنصر المعجمي الأكثر شيوعا، علاوة على ذلك، له توزيع متساو تماما تقريبا للتهجئتين، و هما في كلمة نعمة. هذه الكلمة تأتي اضافة إما الى كلمة الله أو ربك او ربكم. الاسم الذي يتم اضافته الى كلمة “نعمة” لا علاقة له باختيار التهجئتين، و يحدث تهجئته في كلا الاتجاهين أمام أي من الاسمين في طبعة القاهرة.

 المخطوطات

تم فحص تهجئة “نعمة” مكررا في 23 موضع في القرآن عبر 14 مخطوطة قرآنية. في الجدول 1، تم استخدام اختصارات لهذه المخطوطات. النظرة العامة التالية تقدم بعض المعلومات حول هذه المخطوطات. تم أخذ هذه المعلومات من موقع Corpus Coranicum (www.corpuscoranicum.de)، ما لم يذكر خلاف ذلك على وجه التحديد.

المترجم: للاطلاع على النظرة العامة لبوتين، الرجاء مراجعة النسخة الانجليزية (الاصلية).

 النتائج

يوضح الجدول 2 تهجئة كلمة “نعمة” كما تشهد عليها المخطوطات التي تم فحصها. ترد رمز المخطوطات القرآنية على المحور الأفقي، حيث تشير C إلى طبعة القاهرة، و عموديا هي المواقع ال 15 لتهجئة كلمة “نعمة” بالتاء المربوطة (ة) و التاء المفتوحة (ت)، و تدل على التهجئة “نعمة” و “نعمت” على التوالي.

الجدول 2 توزيع نوعين من الهجاء لعبارة “نعمة الله”

المترجم: الرجاء مراجعة رابط المقال

كما يتضح من الجدول 2، هناك علاقة قوية للغاية بين موقع التهجئة الخاصة في طبعة القاهرة و المخطوطات القرآنية السابقة. عدى موقعين فقط، Q 16:114 و Q 37:57، لا يظهر أي خلاف على الإطلاق. لا يمكن أن يعزى هذا الاتساق الكبير إلى الصدفة.

في حالة Q 16:114، تختلف مخطوطة واحدة فقط مع النمط العام، في حين أن المخطوطات السبع الأخرى و التي تم فحصها و التي تم إثبات هذا النموذج، تستخدم جميعها التهجئة الموجودة في طبعة القاهرة.

أم في حالة Q 37:57، فإن مخطوطتين لهما نفس نمط طبعة القاهرة، لكن الأربعة الآخريات لديهم جميعا تهجئة نعمت الله. يبدو أن طبعة القاهرة هنا مبتكرة جنبا إلى جنب مع W و Zid.

هناك مشكلة أخرى: تهجئة Q 2: 231 في K تختلف عن بقية المخطوطات. لكن من الواضح أن هذه الصفحة مكتوبة بخط متأخر جدا عن الصفحات الأخرى من هذه المخطوطة، لذلك لا ينبغي أن يهمنا ذلك. لدى Zid نفس الوضع بسبب خط متأخر جدا في Q 35: 3، ولكن في هذه الحالة يتوافق تهجئتها مع المخطوطات الأخرى.

 الأثار و النتائج

لا يوجد سوى تفسير واحد محتمل للاتفاق القوي بين العديد من المخطوطات القرآنية المختلفة مع التهجئتين المحتملتين لكلمة “نعمة”: يجب أن يكون هناك نموذج أصلي وحيد و مكتوب تنحدر منه جميع المخطوطات القرآنية من نوع النص العثماني. و بالنظر إلى التاريخ المبكر المحتمل للعديد من هذه المخطوطات (النصف الثاني من القرن السابع)، فمن غير المرجح أن يكون للنموذج الأصلي لنوع النص “العثماني” تاريخ متأخر عن التاريخ المعتمد في التقليد – في عهد عثمان رضوان الله عليه (24-34 ه). حتى أن إسناد النص العثماني إلى “مشروع المصاحف الثاني” خلال ولاية الحجاج (رحمه الله 75-95 هجرية) يصعب قبوله. لا تشير أي من الروايات إلى مثل هذا التغيير الجذري خلال هذا المشروع، و العديد من المخطوطات التي تم فحصها هنا لها نطاقات زمنية أعلى في تأريخها الكربوني و الذي يسبق حكم الحجاج بعدة عقود. في حين أنه من المستحيل بالطبع إثبات أن التوحيد لم يحدث قبل عهد عثمان (رضوان الله عليه) على أساس هذه البيانات، فإن البيانات تتفق تماما مع الحساب التقليدي.

و النتيجة الثانية لهذه النتائج هي أنه منذ بداية توحيد النص، لابد لكل مخطوطة تنتمي إلى النص العثماني أن تكون قد نسخت من نموذج مكتوب. هذه الأنواع من الخصوصيات الإملائية هي بالضبط التي سيكون من المستحيل إعادة إنتاجها من خلال عملية الكتابة من الإملاء. و هذا النمط العام للنسخ القائم على النماذج المكتوبة من مخطوطة إلى أخرى يجب أن يكون قد استمر لعدة قرون. بينما ركزتُ في هذه الدراسة على أقدم المخطوطات القرآنية الممكنة، من الواضح أن هذه الأنماط استمرت في أوقات لاحقة، و إنحرفت عنها إلا بشكل ملحوظ في الفترة العثمانية باستخدام التهجئة الكلاسيكية. طبعة القاهرة هي عودة مقصودة و ناجحة للغاية إلى شكل الرسم الأصلي.

 الخصوصيات الإملائية الأخرى

لقد درسنا التوزيع الخاص لتهجئة نعمت/نعمه، و أظهرنا أن هذا التوزيع يرتبط ارتباطا وثيقا عبر العديد من المخطوطات القرآنية المختلفة. يقدم هذا المثال أكثر من دليل كاف على وجود نسخة مكتوبة أصلية تنبع منها جميع المخطوطات القرآنية الأخرى، و أن جميع المخطوطات القرآنية من نوع النص العثماني قد التزمت بالكتابة ليس من الذاكرة، أو النسخ من الإملاء، ولكن تم نسخها من نسخة مكتوبة سابقة.

نعمت/ نعمة ليست العبارة الوحيدة التي يرتبط تهجئتها ارتباطا وثيقا عبر العديد من المخطوطات القرآنية المختلفة. جميع العبارات الأخرى ذات البنية المؤنثة و التي لها تهجئة مماثلة ترتبط بشكل مستمر، على سبيل المثال، رحمت/ رحمة و لعنة/ لعنت إلخ.

هناك أنواع أخرى من الخصوصيات الإملائية مثل تهجئة كلمة “جزاء”، و التي عادة ما يتم تهجئتها “جزا”، ولكنها تظهر مكتوبة “جزاو” مرارا و تكرارا في خمسة أماكن محددة: Q 5:29، 33، Q 42:40، Q20:76 و Q 39:34. و بالمثل من المستحيل فهم هذا التوزيع المحدد دون افتراض نسخ المصاحف من النماذج المكتوبة.

نقطة أخرى من الاختلاف الإملائي هي كلمة “الملأ”، مكتوبة “الملا” اثنتي عشرة مرة، ولكن في أربعة مواضع في طبعة القاهرة يتم تهجئتها الملوا (Q 23:24 ، Q 27:29 ، Q 27:32 ، Q 27:38). كل مخطوطة قرآنية مبكرة قمت بفحصها تتفق على أنه يجب تهجئتها على هذا النحو، بينما يتم تهجئة الباقي بالطريقة العادية “الملا”.

و مع ذلك، من المهم أن نلاحظ أنه لا يمكن إرجاع جميع الخصوصيات الإملائية كما وردت في طبعة القاهرة إلى هذه المخطوطات المبكرة. على سبيل المثال “دعوا الكفرين” Q 40:50 مكتوبة بشكل مطابق ل Q 13:14 “دعا الكفرين” في جميع المخطوطات القرآنية المبكرة التي فحصتها. و هكذا يبدو أن التهجئة مع “واو و الف” هي ابتكار لاحق.

علاوة على ذلك، لم يتم نقل جميع الخصائص الإملائية للنص العثماني بدقة حتى طبعة القاهرة. على سبيل المثال، يتم تهجئة ابرهم/ابرهيم كما في كلمة “ابراهيم” على شكل “ابرهم” في Q 2 من طبعة القاهرة. و رغم أن هذه التهجئة أكثر عشوائية، ولكنها مرتبطة داخليا ارتباطا وثيقا في جميع المخطوطات القرآنية المبكرة.

إن تحديد مثل هذه الخصوصيات الإملائية المشتركة بين هذه المخطوطات القرآنية المبكرة هو خطوة لا غنى عنها في دراسة النص القرآني، و ضروري لإنشاء طبعة نقدية من الرسم، و إعادة بناء النموذج العثماني. إن تحديد مثل هذه الخصوصيات، و ربما العثور على الأماكن التي تنحرف فيها المخطوطات اللاحقة بوضوح عن المعايير السابقة سيسمح لنا بإعادة بناء الاتجاهات و التطورات في قواعد الإملاء للمخطوطات القرآنية اللاحقة، و قد يسمح لنا حتى بتأكيد و/ أو تحديد المزيد من مساقات المخطوطات القرآنية المبكرة و التي حددها كوك (المرجع كوك و ليفاديس 2004) من أجل الحصول على فهم أفضل لانتشار و تطور النص القرآني.

 قضية النص الكامل للكلمة الداخلية ( آ)

المشكلة الأخيرة التي يتم التركيز عليها بسبب فحص الاستنساخ المتسق للغاية للخصوصيات الإملائية في المخطوطات القرآنية المبكرة هي مسألة النص العام للكلمة التي يتخللها/يدخل عليها رمز (آ) أو حرف (آ) كاملة. فكما رأينا في هذا البحث، لا يحافظ النص العثماني على ترتيب الكلمات و ترتيب الآيات و ترتيب السور بشكل مثالي فحسب، بل يحافظ أيضا و باستمرار على اختلافات إملائية خاصة للغاية، لابد من تواجدها في النموذج العثماني. و نظرا للانتقال المتسق و بشكل لافت للنظر لهذه الميزات الخاصة، فمن المدهش للغاية أنه عندما يتعلق الأمر بالتهجئة المعيبة (المختصرة) لرمز الحرف (آ)، يبدو أن هناك تباينا حراً إلى حد ما بين الاحتمالين عبر المخطوطات القرآنية في بيئات معينة.

استحوذ هذا الاختلاف الحر على انتباه ديروش Déroche (المرجع ديروش 2009، ديروش f2014:25) الذي فحص الاختلافات الإملائية الداخلية للعديد من العناصر المعجمية في أقدم مخطوطة قرآنية و العديد من المخطوطات القرآنية المبكرة الأخرى. و يخلص إلى أن المعاملة غير المتسقة بين الكتبة تشير إلى أن كتبة أقدم مخطوطة قرآنية كانوا يقومون بترقية قواعد الإملاء نحو نص مُشَكَّل مقارنة بالنموذج الذي كانوا يعملون منه. من غير الواضح ما إذا كان النموذج الذي تم نسخ المخطوطة القرآنية القديمة منه قد استخدم النص المُشَكَّل بشكل غير منتظم، ثم تم استنساخه بدقة من قبل الكتبة، أو ما إذا كان الكتبة يقومون بالفعل بترقية الرسم كما يقترح ديروش، نحو الحصول على المزيد من النصوص المُشَكَّلّة. تجدر الإشارة إلى أن لابد من وجود درجة معينة على الأقل من النص المُشَكَّل في النموذج العثماني الأصلي.

على سبيل المثال، هناك اتفاق عالمي على أن جميع الجذور التي تشمل الحرف (آ) مكتوبة كاملة. لا يوجد شكل جذري آخر يعرض مثل هذا التهجئة المتسقة للكلمة التي تضم الحرف (آ). تم شرح هذا التوزيع بشكل مقنع بواسطة دييم Diem (المرجع دييم 1976: 258 ف و المرجع دييم 1979: 251 ف). و يشير إلى أنه في الخط الآرامي النبطي (سلف الخط العربي) لم تكن هناك طريقة لكتابة الحرف (آ) داخل الكلمة. لذلك يجادل بأن التهجئة الكاملة للحرف (آ) هي ابتكار من قواعد الإملاء الحجازية (القرآنية). و يشير إلى أن هذا قد حدث بسبب فقدان كلمة الهمزة الداخلية، فتليها إطالة تعويضية. نتيجة لذلك، ستتحول الأسماء التي بها الحرف (أ) إلى الحرف (آ)، و بالتالي ينتهي بها الأمر إلى الحصول على شكل مشابه للأسماء التي كان لها بالفعل الحرف (آ). على هذا النحو، كانت هناك أسماء تحمل الحرف (آ)، بعضها يحتوي على تهجئة مع ألف بينما يفتقر البعض الآخر إليها. تم تعميم التهجئة مع الألف لاحقا على جميع الأسماء من هذا الشكل، بغض النظر عما إذا كانت تحتوي في الأصل على همزة أم لا. يمكن تمثيل ذلك بشكل تخطيطي على النحو التالي:

المترجم: الرجاء مراجعة رابط المقال

في المرحلة الثالثة، يجب اعتبار تهجئة نار مع الألف بشكل أساسي شبه تاريخي. نظرا لعدم وجود طريقة للتمييز بين كلمات التي تحتوي الحرف (آ) و أسماء تحتوي الحرف (آ)، فقد تمت كتابة كل كلمة بهذا الشكل بحرف الألف.

فقط بعد اكتمال التعميم (باستثناء الفعل قال)، انتشرت هذه الأداة الإملائية الجديدة لكتابة الكلمة الداخلية (آ) إلى أشكال لا يمكن أن يكون لها همزة في هذا الموضع، مثل أشكال الأسماء التي تشمل الحرف الف و الحرف (آ).  يبدو أن قواعد الإملاء التي نجدها في المخطوطات القرآنية المبكرة و كذلك في طبعة القاهرة من القرآن في طور انتقالي نحو الكتابة الكاملة لمثل هذه الأسماء، حيث يبدو أنه اختياري بشكل أساسي سواء كانت (آ) مكتوبة أم لا. عندما نقارن مثل هذه التهجئات عبر المخطوطات القرآنية المبكرة، على سبيل المثال أحد الأسماء التي درسها ديروش في أقدم المخطوطات القرآنية، و هي كلمة “عباد”، نجد أنه حتى المخطوطات التي هي كلها جزء من نوع المخطوطة السورية (أي المخطوطة القرآنية القديمة، Or. 2165 و We II 1913) يبدو أن هناك اختلافا حرا عبر المخطوطات، و لا يبدو أن المواضع التي تظهر فيها مرتبطة على الإطلاق.

الجدول 3 يجدول جميع تكرارات كلمة “عباد” في جميع المخطوطات الثلاث. كما يمكن أن نرى، لا يوجد اتفاق أو اتجاه واضح بين هذه المخطوطات الثلاث، مما يدل على أن وجود أو عدم وجود الألف لا يبدو فريدا من نوعه بالنسبة للمخطوطات السورية. يبقى هذا الاتجاه كما هو عندما نقوم بتضمين مخطوطات من نوع الكوفي أو البصري أو المدني.

الجدول 3 تهجئة كلمة “عباد”

المترجم: الرجاء مراجعة رابط المقال

لذلك في حين أن هناك العديد من الأمثلة على الخصوصيات الإملائية التي تم استنساخها بأمانة لمئات السنين في المخطوطات القرآنية، يبدو أن تقليد الكتابة الذي أنتج هذه النسخ لم يضع أي قيمة على الاستنساخ الدقيق للخصوصية الإملائية المحددة لكتابة كلمة (آ) مع ألف أم لا.

حتى لو افترضنا أن ديروش صحيح و أن الكتبة كانوا في الأساس “يطورون” قواعد الإملاء للنموذج الذي كانوا ينسخون منه، لا يمكننا أن نفترض أنه كلما كانت المخطوطات المبكرة في خلاف مع بعضها البعض، فإن التهجئة بدون ألف هي الأقدم. يبدو أن هناك “إهمالا” أكثر عمومية عندما يتعلق الأمر بالكلمات التي يدخل فيها الحرف الف، أيضا عندما لا تدل على (آ). على سبيل المثال، غالبا ما يتم تهجئة مايه (مائة) “ميه” و شاى (شيء) “شى”. هنا أيضا لا يمكن للمرء أن يتحدث عن أي استنساخ أمين للخصوصيات الإملائية عبر العديد من المخطوطات القرآنية المبكرة. يفحص الجدول 4 تهجئة مايه (مائة) و مايتين (مائتي) عبر المخطوطات القرآنية المبكرة التي تم فحصها أعلاه. من الواضح هنا أنه لا يوجد نمط ثابت بين قواعد الإملاء لمخطوطات القرآن المختلفة.

الجدول 4 تهجئة “المئة”

المترجم: الرجاء مراجعة رابط المقال

و بعبارة أخرى، فإن الكلمات التي تدخل فيها الحرف الف و التي لا تدل بوضوح إلى (آ) لا يتم التحكم فيها في تقليد الكتابة الذي أنتج هذه المخطوطات القرآنية المبكرة. و مع ذلك، يتفق العلماء بشكل عام على أن التهجئة مع الألف في “المية” و “الشي” هي التهجئة القديمة، في حين أن التهجئة التي لا تحتوي عليها مبتكرة (المرجع دييم 1980: 103 ف). لذلك يبدو أن إضافة و إزالة كلمة “ألف” الداخلية كانت تعتمد على تقدير الناسخ نفسه. لذلك لا يبدو من المفيد، عند مناقشة قواعد الإملاء القرآنية، التفكير من حيث التهجئة القديمة و المبتكرة للألف. من الواضح أنه في زمن المخطوطات القرآنية المبكرة المتاحة لنا، كان كل من التهجئة القديمة و المبتكرة متعايشتين. لا يوجد سبب لافتراض أن هذا الوضع كان مختلفا في وقت كتابة النموذج العثماني قبل عدة عقود. كما لا يوجد سبب للاعتقاد بأنه عندما يتم إثبات تهجئة أو أخرى، يجب أن يكون للنموذج الأصلي العثماني الشكل القديم. و إلى أن تظهر أدلة أخرى، أو يتم التوصل إلى فهم أفضل لتذبذب كلمة “ألف” الداخلية، فمن السابق لأوانه التأكيد و الحديث عن ترقية قواعد الإملاء من نص مكتوب بشكل مختصر إلى نص مكتوب بشكل كامل.

في حين أن هذه القضية من الكتابة الكامل و المختصرة تمثل مشكلة لإعادة بناء رسم النموذج العثماني، يجب التأكيد على أن هذه القضية تؤثر فقط على أقلية من الكلمات التي تحتوي على كلمة داخلية (آ). فغالبية الكلمات ذات الكلمات الداخلية (آ) لها تهجئة يمكن التنبؤ بها في جميع المخطوطات القرآنية المبكرة و كذلك في طبعة القاهرة. تم تحديد بعض هذه المبادئ الإملائية بواسطة دييم Diem (المرجع دييم 1979: 255 ف)، و أنا ألخصها هنا. في بعض الأماكن قدمت إضافات إلى تعميمات دييم. و بما أن دييم استند في تعميماته حصريا إلى طبعة القاهرة، فإن أدلة المخطوطات تختلف أحيانا مع هذه التعميمات.

المترجم: للاطلاع على ملخص بوتين، الرجاء مراجعة النسخة الانجليزية (الاصلية).

يتضح هنا لماذا لا ينبغي إخضاع التهجئة لدراسة مخصصة لكل مخطوطة، بل يجب وضعها في دراسة مقارنة منهجية. فلا يمكننا البدء في إجراء استنتاجات معقولة حول أي ألف قد يكون إضافة لاحقة و أيه قد لا يكون، و لماذا، الا بعد أن نؤسس المبادئ الإملائية العامة.

 الاستنتاج

أظهرت هذه الدراسة أن التهجئة الخاصة لبعض الكلمات لا ترجع إلى أهواء الناسخ، ولكنها مستنسخة بنفس التهجئة في جميع المخطوطات القرآنية المبكرة. الطريقة الوحيدة التي يمكن بها تفسير مثل هذا الاستنساخ المتسق هي بافتراض أن جميع المستندات التي تنتمي إلى النص العثماني تعود إلى نموذج أصلي مكتوب وحيد تم نسخ تهجئته بدقة من نسخة إلى أخرى، مما يدل على أن هذه النسخ كانت تستند إلى نموذج مكتوب.

المخطوطات التي تم فحصها في هذه الدراسة مبكرة بما فيه الكفاية، بحيث يكون تدوين النص العثماني متسقا تماما مع نسبته إلى مصدره التقليدي: عثمان بن عفان (رضوان الله عليه).

علاوة على ذلك، ناقشت هذه الدراسة الحالة المحيرة للتناوب بين الكتابة الكاملة (scriptio plena) و الكتابة المختصرة (scriptio defective). يبدو أنه لا يوجد نقل دقيق بشكل واضح عندما يتعلق الأمر بكتابة الألف في نصف الكلمة، كما في حالة الحرف/ الرمز (آ). و مع ذلك، فإن الأنماط و القواعد القابلة للتعميم توضح أن النموذج العثماني لم يكتب بالكامل مختصرا (scriptio defective). من المؤكد أن بعض الكلمات كانت ستكتب بشكل كامل بينما كان من الممكن كتابة كلمات أخرى بشكل مختصر، حتى في النموذج العثماني. قد يمنحنا الفحص الدقيق للأنماط عبر المخطوطات القرآنية المختلفة إحساسا أفضل بأنماط و تطور التهجئة الكاملة للحرف (آ) في المخطوطات القرآنية المبكرة.

 رابط الدراسة:

 

https://www.cambridge.org/core/journals/bulletin-of-the-school-of-oriental-and-african-studies/article/grace-of-god-as-evidence-for-a-written-uthmanic-archetype-the-importance-of-shared-orthographic-idiosyncrasies/23C45AC7BC649A5228E0DA6F6BA15C06

 

 

حرق القرآن مجدداً
×
30 June 2023

لا حدود لنفاق الغرب، و لا حدود لسذاجة الشرق!

يمنعون مناقشة المثلية و يسمحون كالتتار بحرق الكتب الدينية. رحم الله روح حرية التعبير الغربية!

يا سادة، انه الكيل بمكيالين و دليل جديد على أن لا حدود لنفاق الغرب!

منذ فترة و مواضيع المثلية الغربية تشغل الاعلام و الراي العام الغربي، فأنستهم قصصهم الخيالية عن “المخاطر المحمدية”!

و ما المسرحية السويدية الا مناورة يراد منها الهاء الراي العام بالمخاطر المخابراتية المختلقة (أزمة الاسلام) عن المخاطر الحقيقية الفكرية (أزمة الليبرالية)!

يروق لمخرج و منتج المسرحية الغربية أن يتشنج الغوغاء في الشرق و يغضبوا و يهيجوا و يحطموا و يحرقوا. يروق لهم أن يخففوا من التشنج الشرجي الغربي الغربي بتشنج غربي شرقي وهمي!

و اقرؤا يا أمة لا اله الا الله و افيقوا:

{فَٱصۡدَعۡ بِمَا تُؤۡمَرُ وَ أَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡمُشۡرِكِینَ (94) إِنَّا كَفَیۡنَـٰكَ ٱلۡمُسۡتَهۡزِءِینَ (95) ٱلَّذِینَ یَجۡعَلُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا ءَاخَرَۚ فَسَوۡفَ یَعۡلَمُونَ (96) وَلَقَدۡ نَعۡلَمُ أَنَّكَ یَضِیقُ صَدۡرُكَ بِمَا یَقُولُونَ (97) فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ ٱلسَّـٰجِدِینَ (98) وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ یَأۡتِیَكَ ٱلۡیَقِینُ} سورة الحجر

اقرؤا و رددوا مطمئنين:

رب اغفر لهم فانهم لا يعلمون!

Quran Burning Again!
×
30 June 2023

There are no limits to the hypocrisy of the West, and no limits to the naivety of the East!

They brutally forbid the criticising of same sex marriage and allow like Tatars to burn religious books!

May Allah have mercy on the spirit of Western freedom of expression!

Ladies and Gentlemen, it is a double standard and new proof that there are no limits to the hypocrisy of the West!

For some time now, Western gender issues has been preoccupying the media and the Western public opinion, so they have forgotten their fictional stories about the “dangers of Muhammadians”!

The Swedish play is nothing but a maneuver intended to distract public opinion by the intelligence-fabricated risks (the crisis of Islam) from the real intellectual dangers (the crisis of liberalism)!

The director and the producer of the Western play likes the mob in the East to convulse, get angry, agitate, smash and burn. They like to relieve their western-western anal spasm with an imaginary western-eastern intellectual spasticity!

And read, O nation, of laa-illaha-illa-Allah لا اله الا الله (there is no god but Allah), and wake up:

{فَٱصۡدَعۡ بِمَا تُؤۡمَرُ وَ أَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡمُشۡرِكِینَ (94) إِنَّا كَفَیۡنَـٰكَ ٱلۡمُسۡتَهۡزِءِینَ (95) ٱلَّذِینَ یَجۡعَلُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا ءَاخَرَۚ فَسَوۡفَ یَعۡلَمُونَ (96) وَلَقَدۡ نَعۡلَمُ أَنَّكَ یَضِیقُ صَدۡرُكَ بِمَا یَقُولُونَ (97) فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ ٱلسَّـٰجِدِینَ (98) وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ یَأۡتِیَكَ ٱلۡیَقِینُ} سورة الحجر

{So, proclaim what you have been commanded, and turn away from the polytheists. Surely, We will be sufficient for you against the mockers, who set up ˹other˺ gods with Allah. They will soon come to know. We certainly know that your heart is truly distressed by what they say. So, glorify the praises of your Lord and be one of those who ˹always˺ pray, and worship your Lord until the inevitable1 comes your way.}

Read and chant reassuringly:

Allah, forgive them, for they do not know!🤲

التناقض و عدم الاتساق
×
24 June 2023

التناقض و عدم الاتساق

التناقض آفة يؤدي الى الخطأ و علامة من علامات التحيز، و التي من شأنها أن تنسف البحوث و تقدح في  نزاهة الباحث. و من التناقض أن يستخدم الباحث مقاييس مختلفة (بشكل ملائم كما تقتضي هواه) كلما تعامل مع مواضيع متشابهة. لهذا السبب، يعد الاتساق أو عدم التناقض، قيمة أساسية في الإسلام منذ القرن السابع الميلادي كما هو مطلوب في القرآن الكريم.

{یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ كُونُوا۟ قَوَّاٰ⁠مِینَ لِلَّهِ شُهَدَاۤءَ بِٱلۡقِسۡطِۖ وَ لَا یَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنَـَٔانُ قَوۡمٍ عَلَىٰۤ أَلَّا تَعۡدِلُوا۟ ٱعۡدِلُوا۟ هُوَ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۖ وَ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِیرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ} سورة المائدة الآية ٨.

إن رفض فكرة ما و التمسك بما يشبهها في نفس الوقت هو علامة على التناقض و عدم الاتساق. قرأت مقالا هذا الصباح، يرفض فيها الكاتب المرتد بشكل غير متسق ما اعتبره قيمٌ بالية من القرن السابع الميلادي و التي عفا عليها الزمن (و كان يقصد الإسلام بوضوح)، و مع ذلك وجدته يؤيد في نفس المقال (دون وعي منه) قيم رومانية من القرن الثاني الميلادي و التي عفا عليها الزمن أيضا.

عجباً!

رفض الكاتب القيم الإسلامية من القرن السابع و كتب:

“يجب أن نكافح مع الأسئلة الصعبة باستخدام ضميرنا و فهمنا المتطور للحالة الإنسانية. قد لا يكون الأمر سهلا دائما وقد لا نتفق دائما (و تجدر الإشارة إلى أن أولئك الذين يدعون اتباع معايير أخلاقية موضوعية لا يتفقون دائما أيضا)، لكنه يسمح للبشرية بمواصلة السعي للتحسين بدلا من البقاء مقيدين بأخلاق القرن السابع”.

ثم أيد الكاتب القيم الرومانية من القرن الثاني الميلادي عندما كتب:

“مقولة غالبا ما تنسب إلى ماركوس أوريليوس يضعها بشكل جيد.”

 

سؤال: من هو ماركوس أوريليوس؟

الجواب: إمبراطور روماني و فيلسوف رواقي، حكم من سنة 161 إلى 180 ميلادية (من القرن الثاني الميلادي).

إن رفض القيم الإسلامية لكونها قديمة من القرن السابع الميلادي ثم التمسك بالقيم الرومانية من القرن الثاني الميلادي و هي الاكثر قدماً، هو إحدى اعراض آفة التناقض و الذي يؤدي الى الخطأ، و هو علامة من علامات التحيز، و التي تقدح في نزاهة الكاتب و تنسف كتاباته.

في ثمانينيات القرن العشرين، كان أخي أو عمي (لست متأكدا) طالبا في مدينة ميامي بولاية فلوريدا. خلال دورة دينية حضرها، انتقد طالب غير مسلم القرآن الكريم لكونه قديما. فأجاب الاستاذ غير المسلم “يا بني! القدم ميزة إضافية!”.

أحسنت يا أستاذ!

لذلك لا تفهموني خطأ، فأنا لست ضد التعاليم القديمة أو التطور بطرح الأسئلة الصعبة. أنا فقط ضد التناقض و النفاق!

Inconsistency
×
24 June 2023

Inconsistency is a lesion, an error precursor and a sign of biases, that defeats any research and slanders the integrity of the researcher.

Its inconsistent to conveniently use different metrics and yardstick for dealing with similar topics. That’s why, consistency is a core value in Islam as demanded by the 7th century Qur’an.

{یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ كُونُوا۟ قَوَّ ٰ⁠مِینَ لِلَّهِ شُهَدَاۤءَ بِٱلۡقِسۡطِۖ وَلَا یَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنَـَٔانُ قَوۡمٍ عَلَىٰۤ أَلَّا تَعۡدِلُوا۟ۚ ٱعۡدِلُوا۟ هُوَ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِیرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ} سورة المائدة الآية ٨.

“O you who believe! Stand out firmly for Allah and be just witnesses and let not the enmity and hatred of others make you avoid justice. Be just: that is nearer to piety, and fear Allah. Verily, Allah is Well-Acquainted with what you do.” [Surah Al-Māʾidah: 5/8]

Overturning and upholding something at the same time is a sign of inconsistency. I read an article this morning, wherein the agnostic writer inconsistently overturned what he considered the ‘outdated’ morality of the 7th century (he clearly meant Islam), yet he in the same article unconsciously upheld the ‘outdated’ Roman morality of the 2nd century.

Seriously?!

The writer overturned the 7th century Islamic morality and wrote:

“We must struggle with difficult questions using our conscience & evolving understanding of the human condition. It may not always be easy and we may not always agree (& it should be noted that those who claim to follow objective moral standards don’t always agree either,) but it allows humanity to keep striving to improve rather than remain bound to the morality of the 7th century.”

And then he upheld the 2nd century Roman morality when he wrote:
“A statement often attributed to Marcus Aurelius puts it well”

Question: Who is Marcus Aurelius?
The answer: A Roman emperor from 161 to 180 AD (2nd century) and a Stoic philosopher.

Rejecting the Islamic morality for being from the 7th century and then upholding a 2nd century Roman morality is a symptom of inconsistency, which is a lesion, an error precursor and a sign of biases, that defeats such writer’s articles and slanders his integrity as a writer.

In the 1980s, my brother or uncle (I am not sure) was a student in Miami Florida. During a religious course, a non Muslim student criticized Qur’an for being old. The non Muslim instructor replied “Son! That’s a plus!” Bravo.

So don’t get me wrong, I am not against ancient teachings. I am just against inconsistency!

Breastfeeding an Elder رضاع الكبير & Recovering our Institutionalized Character
×
23 June 2023

Breastfeeding an Elder رضاع الكبير & Recovering our Institutionalized Character

By Khalid Alkhaja

 

Our nation must regain its bold and institutionalized character. Until then, I would not be surprised if Muslims in our time denounced some of the legislations and practices of the charitable centuries القرون الخيرية (an institutionalized society of the first 3 Muslim generations) during the era of the Prophet Muhammad (ﷺ) and his righteous companions الصحابة and the predecessors السلف , may Allah be pleased with them, and their sincere followers التابعين لهم باحسان.

The outputs of the methodology followed by the former Muslims السابقون during the charitable centuries were institutionalized and balanced, considering the reality (circumstances), tasks and associated risks. While the outputs of their successor’s اللاحقون methodology are a set of biased legislation and practices, that tend to rightfully fight the risks of seduction الفتنة , but without regard for tasks and circumstances.

This makes us frown and turn away from what seems to us to be pornographic and reckless practices, which were common among the former Muslims during the charitable centuries; and because we are unable to deny some of these correct and explicit Qur’anic practices, we seek in good faith to interpret or restrict them in order to prevent seduction الفتنة.

For now, I will not blame you my dear reader if you repeat to yourself while scratching your chin in astonishment and skepticism: Khalid has gone mad and gone astray!

I say: Rest assured my ‘Knight of truth’ and lend me the ears of your free mind and your brave heart, and read this article to the finish line, and then you can judge me crazy or Masonic.

But in order to find this proposal agreeable, we must address a number of the outputs of the former Muslims during the charitable centuries and their institutionalized methodologies, namely: ‘Awrah’ of a free Muslim woman عورة الحرة (‘Awrah’ in Arabic refers to private parts of the body that are not supposed to be exposed except to the spouse), ‘Awrah’ of an enslaved Muslim womanعورة الأَمَة  and breastfeeding an elder male رضاع الكبير. Such practices are phenomenal if compared to what was practiced globally in those ages.

First: The Awrah of a Free Muslim Woman (عورة الحرة)

The former Muslims during the charitable centuries allowed a free Muslim woman to dress comfortably in the privacy of her home, displaying her adorning in front of her adult male slave. The former Muslims were content with her covering just her Awrah (from the navel to the knee) by loosening her clothes, if necessary, thereby exempting her from the hardship and obstacle of wearing the hijab and full clothes in the privacy of her home because of her adult male slave, despite the associated risks on the society because of her displaying her adornment. They considered the adult male slave part of her male ‘mahram’ المحارم , in order to improve the quality of her life and help her to settle in her home (her world), which is the supreme objective of the Islamic society as in verse 33 of chapter Al-Ahzab سورة الأحزاب  {وَقَرنَ فِی بُیُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجنَ تَبَرُّجَ ٱلجَـٰهِلِیَّةِ ٱلأُولَى} (and stay in your houses, and do not display yourselves like that of the times of ignorance).

Under this bold legislation, a free Muslim woman was equated with a free Muslim man in the right to own male slaves. In fact, this is a purely institutionalized legislation, which balances the benefits of a free Muslim woman staying at her home and the risks of her adorning in front of her adult male slave, with the utmost realism, justice and humanity. And read if you wish the interpretation of verse 31 of chapter An-Nur سورة النور {أَو مَا مَلَكَت أَیمَـٰنُهُنَّ} (or the slaves whom their right hands possess).

The former Muslims during the charitable centuries also allowed the free elder Muslim women القواعد من النساء who cannot give birth, have stop menstruating and do not desire marriage due to old age, to take off some of their clothes (rope الجلباب) in front of men on the condition that they are not adorned, and with the aim of improving the quality of their life, by enabling them to loosen their clothes, and thus exempt them from the hardship and obstacle of wearing the jilbab جلباب over their clothes. In fact, this is a purely institutionalized legislation, which balances the benefits of modesty of the free elder Muslim women and the risks of her adorning in front of men, with the utmost realism, justice and humanity. And read if you wish the interpretation of verse 60 of chapter An-Nur سورة النور { فَلَیسَ عَلَیهِنَّ جُنَاحٌ أَن یَضَعنَ ثِیَابَهُنَّ} (there is no blame upon them for putting aside their garments).

Second: The Awrah of an Enslaved Muslim Woman (عورة الأمَة)

During the charitable centuries القرون الخيرية , the former Muslims السلف considered the ‘awrah’ of an adult enslaved Muslim woman as the ‘awrah’ of a free Muslim man (from the navel to the knee). This bold legislation aims to improve the quality of life of an adult enslaved Muslim women who are tasked to perform hard work outdoors, just like a free Muslim man. Thus, the former Muslims simply equated her with a free Muslim man and enabled her to loosen her clothes if her work required it, thus relieving her from the hardship and obstacle of wearing the hijab and clothes while performing her tasks, as men do. According to this provision, it is okay for an adult enslaved Muslim woman to take the permission and put down her clothes, despite the associated risks of seduction on the society because of her adorning. In fact, this is a purely institutionalized legislation, which balances the benefits that the enslaved (working) Muslim woman brings to the society, with the associated risks that her adorning causes to the society, with the utmost realism, justice and humanity.

 Third: Breastfeeding an Elder Male (رضاع الكبير)

Some of the former Muslims during the charitable centuries, led by the Prophet (ﷺ), allowed the practice of “breastfeeding an elder male” with the aim of improving the quality of life of a free Muslim woman who lacked a chaperone and found it hard to stay at her houses (as expected). This practice enabled her to expand the range of her male ‘mahram’ المحارم (a chaperone that she cannot ever marry, such as her father) when needed, by breastfeeding a free Muslim adult, thus exempting a free Muslim woman from the hardship of wearing hijab and covering up in presence of non-’mahram’ Muslim man (a necessary chaperone) and that in the privacy of their home! In fact, the authentic teachings of the prophet (ﷺ) ‘hadith’ الصحيحة الآحاديث describe to us how different, realistic, intellectually and culturally advanced that pure Muslim community (the charitable centuries) used to be. This is a purely institutionalized legislation, which balances the benefits that the staying of a free Muslim woman in her home bring to the society with the risks that her adorning may cause to the society as a result of mixing with those whom she cannot do without in her daily life, with the utmost realism, justice and humanity.

In fact, the ‘hadith’ of “breastfeeding an elder male” is authentic and was narrated by Aisha, the mother of the believers ام المؤمنين عائشة (may Allah be pleased with her). As an institutionalized individual, I am proud of this ‘hadith’, and consider it one of the deepest institutionalized ‘hadith’, even if it sounds strange to others. Here is an example of that ‘hadith’, and its number is 1453 as reported in the ‘Sahih of Imam Muslim’ صحيح مسلم (may Allah have mercy on him), book al-Ridda’ كتاب الرضاعة , chapter on ‘breastfeeding an elder’ باب رضاع الكبير :

A’isha (Allah be pleased with her) reported that Sahla bint Suhail came to Allah’s Apostle (ﷺ) and said: Messenger of Allah, I see on the face of Abu Hudhaifa (signs of disgust) on entering of Salim (who is an ally) into (our house), whereupon Allah’s Apostle (ﷺ) said: “Suckle him”. She said: How can I suckle him as he is a grown-up man? Allah’s Messenger (ﷺ) smiled and said: “I already know that he is a young man”.

“عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: جَاءَتْ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلٍ إِلَى النَّبِيِّ (ﷺ) فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّي أَرَى فِي وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةَ مِنْ دُخُولِ سَالِمٍ (و َهُوَ حَلِيفُهُ).‏ فَقَالَ النَّبِيُّ (ﷺ): ‏”‏أَرْضِعِيهِ”‏.‏ قَالَتْ: وَ كَيْفَ أُرْضِعُهُ وَ هُوَ رَجُلٌ كَبِيرٌ؟! فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) و َقَالَ: ‏”‏قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلٌ كَبِيرٌ”‏.‏

https://sunnah.com/muslim:1453a

Dr. Maher Yassin Al-Fahal  ماهر ياسين الفحل(College of Islamic Sciences, Ramadi, Anbar University, Department of Jurisprudence and its Fundamentals) has quoted us in his distinguished research “No prohibition in breastfeeding the elder” the opinion of the majority of scholars of Islam that: Breastfeeding that affects the prohibition يؤثر في التحريم (results in becoming a ‘mahram’) is what was in the first two years of the infant’s life. If a boy is breastfed after they have passed those two years, such breastfeeding has no effect on the prohibition (becoming a ‘mahram’). This is the opinion of those who reject ‘Breastfeeding an Elder’, and Dr. Maher favors this opinion in his research. However, Dr. Maher has also quoted us the sayings of the former Muslims المتقدمين on the issue of ‘breastfeeding an elderly’, namely:

The first saying: Those who entirely refuse to ‘breastfeed an elder’, and this as mentioned by Dr. Maher is the opinion of most of the Companions (may Allah be pleased with them) and the majority of the Muslim scholars.

The second saying: Those who entirely accept to ‘breastfeed an elder’, and this is the opinion of some of the Companions, led by the Mother of the Believers Aisha, may Allah be pleased with them.

The third and compromising saying (which I tend to): Those who accept to ‘breastfeed an elder” when necessary, but not entirely. This view was chosen by Imam Ibn Taymiyyah الامام ابن تيمية (may Allah have mercy on him), as narrated by Ibn al-Qayyim الامام ابن القيم (may Allah have mercy on him). Ibn al-Qayyim stated that this position is the closest to working with all ‘hadiths’, and it was also chosen by Imam al-Shawkaani الامام الشوكاني , Imam al-San’ani الامام الصنعاني and others, may Allah have mercy on them. Most of those who hold this view require that a nursing woman gathers her milk in a glass for the elder male to drink from, without the need to touch each other.

The above three examples illustrate the realistic and balanced judgments of the former Muslims during the charitable centuries. They enabled the free Muslim women to adhere to verse 33 of chapter Al-Ahzab سورة الاحزاب {وَقَرنَ فِی بُیُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجنَ تَبَرُّجَ ٱلجَـٰهِلِیَّةِ ٱلأُولَى} (and stay in your houses, and do not display yourselves like that of the times of ignorance) by equating their rights with the rights of free Muslim men in owning male slaves. They helped the enslaved Muslim women to perform hard work outdoors like free Muslim men, by equating their dress code (awrah) with men’s. What a realistic, balanced and institutionalized society!

In fact, the excellence of the former Muslims during the charity centuries gets manifested, if we reflect on the legislations that they did not adopt. For example, in the matter of the free Muslim woman’s dealings with her adult male slave, they could have forbidden her to own a male slave in order to ward off risks of seduction الفتنة , thus depriving her of what is permissible for a free Muslim man, but the former Muslims did not like this solution. They could have imposed hijab on the free Muslim woman in the presence of her adult male slave in order to ward off seduction, thus making life difficult for her in the privacy of her house, but they did not adopt this ruling as well.

Shaikh Muhammad Salih al-Munajjid الشيخ محمد صالح المنجد (may Allah reward him) explains on his website the reason for the leniency of the former Muslims during the charitable centuries regarding the ‘awrah’ of the enslaved Muslim woman, saying:

“Sharia came to differentiate between the free and enslaved women, as the free woman veils with full hijab, while the enslaved woman loosens her cloths, and it is permissible for the enslaved woman to reveal her head (hair), hands and face because of the great need to use them (for working outdoors), and the imposition of the hijab on them is a great hardship.”

“جاء الشرع بالتفريق بين الحرائر و الإماء، فالحرة تحتجب الحجاب الكامل، و الأمة تبرز، و يجوز لها كشف رأسها و يديها و وجهها لكثرة الحاجة في استخدامهن، و كان فرض الحجاب عليهن مما يشق مشقة بالغة”.

https://islamqa.info/ar/answers/220750

Shaikh al-Munajjid further describes to us on his website the enslaved women of the Caliph ‘Umar (may Allah be pleased with him), saying:

Al-Bayhaqi البيهقي (may Allah have mercy on him) said in his Sunnan السُنن 3222: It was narrated that Anas ibn Malik أنس بن مالك (may Allah be pleased with him) said: “Umar’s enslaved women (may Allah be pleased with him) used to serve us, unveiling their hairs that touched their breasts”. The transmitted chain is fine.

“قال البيهقي رحمه الله في سننه  3222: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنَّ إِمَاءُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَخْدِمْنَنَا كَاشِفَاتٍ عَنْ شُعُورِهِنَّ تَضْرِبُ ثُدِيّهُنَّ”. و هذا إسناد حسن.

https://islamqa.info/ar/answers/198645/

Shaikh al-Islam Ibn Taymiyyah (may Allah have mercy on him) narrated to us in his collection of fatwas مجموع الفتاوى how the Caliph Umar ibn al-Khattab (may Allah be pleased with him) used to beat (spanked) enslaved woman if she went out (outdoors) veiled like a free Muslim woman:

“Whenever Umar (may Allah be pleased with him) saw a veiled enslaved woman, he used to spank her and say: ‘How could you resemble a free Muslim women, you fool?!”

“و كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إذَا رَأَى أَمَةً مُخْتَمِرَةً ضَرَبَهَا وَ قَالَ: أَتَتَشَبَّهِينَ بِالْحَرَائِرِ أَيْ لَكَاع؟”

https://islamqa.info/ar/answers/198645/

Unfortunately, as I mentioned earlier, I do not need to conduct a survey among the Muslim community to be prove that the majority of the general public nowadays will denounce the previous examples and find even talking about them provocative and corruptive. They would even consider them as pornographic and reckless practices, even though they were common among the former Muslims during the charity centuries.

As for our distinguished scholars, they never denied that during the time of charitable centuries, an enslaved woman (albeit an adult) could show up to men while covering between her navel and knee, just as free Muslim men could do. They have not denied that an enslaved woman (as opposed to a free Muslim woman) was required to work outdoors like a free Muslim man (does not stay home as a free Muslim woman does). However, scholars differed regarding the details of issues such as the breastfeeding an elder male, or the ‘awrah’ of the enslaved woman in presence of men (outdoors) or the ‘awrah’ of the free Muslim woman in presence of her adult male slave (in her house). They differed in the details depending on their custom and the degree of reservation. In this regard, scholars could be put into three categories, as follows:

First Category: A venerable and loyal group of scholars, but over-conservative, ever-anxious, and may suffer from seduction-phobia. The interest of society takes precedence over the individual in order to eliminate all seditions precursors. They can’t coexist with any degree of seduction risk on society, and at any cost. However, they (such as the Sheikh of Islam Ibn Taymiyyah, Imam Ibn Hazm and Allama Al-Uthaymeen, may Allah have mercy on them) have my trust. They are the companions of their time, my imams and my role models, even if I disagree with them in some matters.

Second Category: A liberal over-permissive group. They are victims of colonialism and its outputs. They are a reckless group, suffering from globalization-phobia. Their purpose is to satisfy people by downsizing the threat of seduction and accepting the status quo, at any risk and cost to the society. They are known for defaming the science of hadith, challenging the justice of the companions of the prophet (ﷺ), and re-interpreting the Qur’an to emulate the Western liberal values. They do not have my trust and I do not consider them my role models, even if I agree with them on some issues.

Third Category: A institutionalized group, with a compromising methodology that balances the risks of seduction against the rights of both the individual and society. They can coexist with some calculated degree of seduction in order to achieve a greater interest. This is the methodology of the former Muslims during the charitable centuries. These (such as Sheikh Adel Al-Kalbani and Sheikh Saleh Al-Moghamsi, may Allah protect them) have my confidence and appreciation. They are the companions of their time, my imams and my role models, even if I disagree with them in some matters.

Therefore, scholars of the first category would equate the ‘awrah’ of the enslaved woman with the ‘awrah’ of the free woman, because they are both females and despite of their different tasks. Such scholars refuse to coexist with risks of seduction associated with the adorning of the enslaved Muslim woman. Their methodology gives utmost importance to the elimination and warding off risks of seduction. They don’t consider the rights of the enslaved Muslim woman as a human being who is tasked to perform differently when compared to the free Muslim woman. But because our first category of scholars are unable to refute the explicit practices that were popular in the era of the former Muslims, they strive to interpret or restrict them (in good faith) in order to eradicate risks of seduction on the society.

On the other hand, the scholars of the third category would equate the ‘awrah’ of the enslaved Muslim woman to the ‘awrah’ of the free Muslim man, as both of them perform hard work outdoors (irrespective of their different genders). Their institutionalized methodology balances between risk of seductions and tasks required to be performed. They consider the interests of both parties (the individual and the society) and conclude that it is unjust for the society to benefit from the enslaved woman performing free Muslim men’s work, without benefiting from a free Muslim man’s relaxed dress code (‘awrah’). Therefore, such scholars were content to live with the risks of seduction associated with adorning of the enslaved Muslim woman as a result of following free Muslim man’s dress code or ‘awrah’.

In this regard, the website of the “Comprehensive Library of Hadith” المكتبة الشاملة الحديثية  as well as the website of Sheikh Muhammad Saleh Al-Munajjid, quote the words of the Imam Al-Uthaymeen العثيمين (may Allah have mercy on him) regarding “Sharh Al-Mumti'” شرح الممتع , saying:

“The enslaved woman (albeit an adult), her ‘awrah’ is from the navel to the knee. If the enslaved woman prays uncovered except between the navel and the knee, her prayer is correct, because it will cover what she must cover in prayer.”

“الأَمَةُ (و لو بالغة) و هي المملوكة، فعورتها من السُّرَّة إلى الرُّكبة. فلو صلَّت الأَمَةُ مكشوفة البدن ما عدا ما بين السُّرَّة و الرُّكبة، فصلاتها صحيحة، لأنَّها سترت ما يجب عليها سَتْرُه في الصَّلاة”.

https://al-maktaba.org/book/31615/29982

Al-Uthaymeen adds: “With regard to the chapter of ‘looking’ باب النظر , the scholars (may Allah have mercy on them) stated that the ‘awrah’ of the enslaved woman is also between the navel and the knee. But Shaykh al-Islam ابن تيمية (may Allah have mercy on him) opposed this issue with regard to the chapter of ‘looking’ باب النظر , while Ibn Hazm ابن حزم opposed it in the chapters of  ‘looking’ and ‘praying’ باب النظر و باب الصلاة , and (Ibn Hazm) said:

“The enslaved woman is like a free woman, because their nature is one and creation is one, and slavery is an accidental description that is outside her reality and nature, and there is no evidence of differentiation between her and a free woman.”

Al-Uthaymeen adds: Shaikh al-Islam Ibn Taymiyyah said: “The enslaved woman in the era of the Prophet (ﷺ), did not veil like the free women, because they were not sedative. They resembled the elder women who do not desire marriage, the Almighty said regarding them { فَلَیسَ عَلَیهِنَّ جُنَاحٌ أَن یَضَعنَ ثِیَابَهُنَّ} (there is no blame upon them for putting aside their garments) chapter Al-Nur, verse 60.

Shaikh al-Islam Ibn Taymiyyah added: “As for the Turkish slaves with beautiful faces, they can never be like a slave in the era of the Prophet (ﷺ), and she must cover her whole body from sight, in the chapter of ‘looking’.”

“و أما في باب النَّظر: فقد ذكر الفقهاءُ رحمهم الله تعالى أن عورة الأَمَة أيضاً ما بين السُّرَّة و الرُّكبة. ولكن شيخ الإسلام رحمه الله في باب النَّظر عارض هذه المسألة، كما عارضها ابن حزم في باب النَّظر و في باب الصَّلاة، و قال ابن حزم:

“إن الأَمَة كالحُرَّة، لأن الطَّبيعة واحدة و الخِلْقَة واحدة، و الرِّقُّ وصف عارض خارج عن حقيقتها و ماهيَّتها، و لا دليلَ على التَّفريق بينها و بين الحُرَّة”.

و قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “إنَّ الإماء في عهد الرسول (ﷺ)، و إن كُنَّ لا يحتجبن كالحرائر، لأن الفتنة بهنَّ أقلُّ، فَهُنَّ يُشبهنَ القواعدَ مـن النِّساء اللاتي لا يرجون نكاحاً، قـال تعالى فيهن {فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ}” النور: من الآية 60. “و أما الإماء التركيَّات الحِسَان الوجوه، فهذا لا يمكن أبداً أن يَكُنَّ كالإماء في عهد الرسول (ﷺ)، و يجب عليها أن تستر كلَّ بدنها عن النَّظر، في باب النَّظر”.

https://islamqa.info/ar/answers/220750/

Shaikh Al-Uthaymeen comments: “And he (Ibn Taymiyyah) explained this with a good and acceptable reasoning, and he said: “The purpose of the hijab is to cover what is feared to cause seduction الفتنة unlike when in prayer, and for this reason a person must cover in prayer, even if he is alone in a place that only Allah can see. But in case of ‘looking’ النظر , it is necessary to cover up where people are looking.”

He (Ibn Taymiyyah) said: “The issue in this is not the issue in that, as the issue in ‘looking’ is: fear of seduction, and there is no difference in this between free women and enslaved women.”

Shaikh Al-Uthaymeen comments: “His statement is undoubtedly true, and that is what should be followed.” The words of the Imam al-‘Uthaymeen (may Allah have mercy on him) ends here.

قال (العلامة العثيمين): “و علَّل ذلك بتعليل جيِّدٍ مقبولٍ، فقال: “إن المقصود من الحجاب هو ستر ما يُخاف منه الفِتنة بخلاف الصَّلاة، و لهذا يجب على الإنسان أن يستتر في الصَّلاة، و لو كان خالياً في مكان لا يطَّلع عليه إلا الله. لكن في باب النَّظر إنما يجب التَّستر حيث ينظر الناس”. قال: “فالعِلَّة في هذا غير العِلَّة في ذاك، فالعِلَّة في النَّظر: خوف الفتنة، و لا فرق في هذا بين النِّساء الحرائر و النِّساء الإماء”.

و قوله صحيح بلا شكٍّ، و هو الذي يجب المصير إليه”. انتهى كلام العلامة العثيمين، رحمه الله.

https://al-maktaba.org/book/31615/29982

My dear reader, Sharia has come to achieve and complement interests of individuals and the society, and to disable and reduce evils. Therefore, I agree with the honorable imams such as Ibn Taymiyyah, Ibn Hazm and Al-Uthaymeen (may Allah have mercy on them) that managing the risks of seduction and finding what eliminates them or alleviates them is a legislative necessity, which is at the heart of commendable institutionalized work.

However, although managing the risks of seduction was also a priority for the former Muslims during the charitable centuries, we find that they have chosen to live with some risks and seductions (which has always worried the successors اللاحقون) rather than eliminating them, in accordance with the principle of choosing between the lowest of two evil. The proof of this is that the former Muslims in the charitable centuries accepted to live with the risks of seduction associated with a free Muslim woman adorning at her home and in front of her adult male slave, and them accepting to coexist with the seduction associated with an enslaved woman adorning in front of men outside the house.

Indeed, the corporation of the former Muslims during the charitable centuries had even accepted to live with the risks of the seduction of shirk and kufr الشرك و الكفر on Muslim children (which is the mother of all risks and seductions), when they approved Muslim man to marry a Jewish and a Christian women, and thus to live with the risk of seduction by taking non-Muslim wives as mothers and nannies for his children.

Then I am surprised when I find the successors اللاحقون  such as our honorable imams Ibn Taymiyyah, Ibn Hazm and Al-Uthaymeen (may Allah have mercy on them) being ascetic in the approach of the former Muslims of the charitable centuries when they practice managing the risks of temptation, and tend to fully incline with their anxious methodology to cut off all seductions, through their soft withdrawal from the former Muslim’s legislations that offered concessions and facilities in the dress code of enslaved Muslim women. And there is a difference between the balanced rulings issued by the former Muslims during the charitable centuries with their institutionalized methodology in managing the risks of women’s seductions, and the biased rulings issued by the institution of successors that is afflicted with women’s seduction phobia, until they ended up preventing women from driving a car to ward off seduction, and until Sheikh Nasir al-Din al-Albani (may Allah have mercy on him) disagreed and said in objection: Ask them, is it not permissible for a woman to ride a donkey? And which is more seditious, riding in the car or riding a donkey?!

As you can see my dear reader, the Imam Al-Uthaymeen (may Allah have mercy on him) confirms that Muslim jurists (may Allah have mercy on them) considered the ‘awrah’ of the enslaved woman in both cases (prayer and looking) is between the navel and the knee. But then he tells us that Shaykh al-Islam Ibn Taymiyyah and Ibn Hazm (may Allah have mercy on them) opposed the jurists (and the former Muslims in the charitable centuries).

But the argument of Ibn Taymiyyah (may Allah have mercy on him) is hypothetical and is not based on explicit and correct evidence. Because he assumed a hypothesis that may bear the error of 600 years, when he assumed that the enslaved women in the era of the Prophet (ﷺ) did not wear hijab like free Muslim women because they were not as seductive, and that they were not beautiful and resembled the elder women (unlike the beautiful Turkish slaves in his time). Accordingly, Shaykh al-Islam Ibn Taymiyyah (may Allah have mercy on him) believes that an enslaved woman should cover all her body from the sight of men, just like a free Muslim woman, because the enslaved woman is a ‘female’ like a free woman, regardless of their different tasks. Thus he is closer to following the biased and anxious methodology of the successors than the confident, balanced and institutionalized methodology of the former Muslims during the charitable centuries.

Moreover, a period of 3 to 6 centuries come between the time of Shaykh al-Islam Ibn Taymiyyah (may Allah have mercy on him) and the time of the charitable centuries, which is a very long period and does not qualify him (Ibn Taymiyyah) to judge the beauty of the enslaved women during the charitable centuries, except with the authority (evidence). But where is such evidence?! Then who said that the Arabic, Jewish, Persian and Levantine enslaved women  during the charitable centuries were less beautiful than the Turkish enslaved women?! {إِن یَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَ مَا تَهوَى ٱلأَنفُسُ} (they follow nothing but assumptions and whatever their souls’ desires) chapter An-Najm, verse 23.

It seems to me that Shaykh al-Islam Ibn Taymiyyah (may Allah have mercy on him) based his opinion on conjecture, and thus contradicted (in good faith) with what was practiced by the former Muslims during the charitable centuries.

Here, it becomes clear how the behaviors and practices of societies change over decades and centuries to gradually deviate from its origins between excess and negligence إفراط و تفريط , by becoming more liberated and destructive (such as the negligence of Liberalism) or more conservative and destructive (such as the excessiveness of conservatism). Time can change nations and disturb their balance, to deviate gradually and unconsciously from their pure and balanced essence, just as the people of Noah (ﷺ) النبي نوح unconsciously deviated over the centuries from the justice of monotheism to the injustice of polytheism. Or as the Muslim community has been deviating over the centuries from its just institutionalized origin to its unjust presumptive present.

It is also clear to us that scholars such as Shaykh al-Islam Ibn Taymiyyah, Ibn al-Hazm, al-‘Allama al-‘Uthaymeen and others (may Allah have mercy on them) are examples of over-conservative scholars and surpassing the former Muslims in the charitable centuries. It is as if the over-conservatives wish to quietly erase the memory of the Islamic nation and redefine the ‘awrah’ of the enslaved woman to be the same as the ‘awrah’ of the free Muslim woman (as in the case of Shaykh al-Islam Ibn Taymiyyah and the Imam al-Uthaymeen and others, may Allah bless their souls), despite their different tasks. It is as if the over-conservatives wish to prevent free Muslim women from adorning in front of their adult male slave in the privacy of their homes (as in the case of Imam Ibn Hazm and others, may Allah bless their souls), for fear of seduction.

Perhaps examining different interpretations of verse 31 of Surat Al-Nur:

{ أَو مَا مَلَكَت أَیمَـٰنُهُنَّ} (or the slaves whom their right hands possess) is enough to show the over-conservative successor’s relentless pursuit of restricting every practice of the former Muslims during the charitable centuries, that seems pornographic and corrupt them. Here is a sample of what is mentioned in the occasion of the revelation أسباب النزول (of verses), in the interpretation of Al-Baghwi تفسير البغوي:

“The scholars differed in the interpretation of { أَو مَا مَلَكَت أَیمَـٰنُهُنَّ} (or the slaves whom their right hands possess), so some people said: A (free Muslim) woman’s (male) slave is ‘mahram’ to her, so it is permissible for him to enter on her if he is chaste, and to look at the body of his sire except between the navel and the knee, like her ‘mahram’, which is the letteral meaning of the Qur’an. This was narrated from ‘Aisha and um Salamah (may Allah be pleased with them).”

“Some people said: He (the slave) is like a foreigner with her (the free Muslim woman), which is the saying of Sa’id ibn al-Musayyib سعيد بن المسيب (Taabi’I تابعي, may Allah have mercy on him, is the follower of the companions of the prophet ﷺ) and he said: What is meant by the verse is enslaved women and not enslaved men. Ibn Jurayj ابن جريج (may Allah have mercy on him) said: “Or their wives or their enslaved women, that it is not permissible for a Muslim woman to be stripped in presence of a polytheistic woman, except if that polytheistic woman is her enslave woman.”

“إخْتَلَف العلماء فِي تفسير {أَو مَا مَلَكَت أَیمَـٰنُهُنَّ}، فَقَالَ قَوْمٌ: عَبْدُ الْمَرْأَةِ مَحْرَمٌ لَهَا، فَيَجُوزُ لَهُ الدُّخُولُ عَلَيْهَا إِذَا كَانَ عَفِيفًا، وَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى بَدَنِ مَوْلَاتِهِ إِلَّا مَا بَيْنَ السُّرَّةِ وَ الرُّكْبَةِ، كَالْمَحَارِمِ و َهُوَ ظَاهِرُ الْقُرْآنِ. رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عَائِشَةَ وَ أُمِّ سَلَمَةَ رضوان الله عليهما”.

“وَ قَالَ قَوْمٌ: هُوَ (العبد) كَالْأَجْنَبِيِّ مَعَهَا (المرأة)، وَ هُوَ قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ (تابعي) رحمه الله، و َقَالَ: الْمُرَادُ مِنَ الْآيَةِ الْإِمَاءُ دُونَ الْعَبِيدِ. و عن ابن جريج أنه قال: أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أنه لا يحل لامرأة مسلمة أن تتجرد بين يدي امرأة مشركة إلا أن تكون تلك المرأة المشركة أَمَة لها”.

https://quran.ksu.edu.sa/tafseer/baghawy/sura24-aya31.html

It is worth mentioning, as quoted by the website of Sheikh Muhammad Saleh Al-Munajjid, may Allah bless him, that the interpretation of Imam Ibn Taymiyyah and the Imam Ibn Al-Uthaymeen, may Allah bless their souls, of the previous verse and their position on the male slave looking at his adorned free female Muslim (the owner), is considered a purely institutional position, as it is based on the need of the free Muslim woman and not on her gender. Sheikh Muhammad Saleh Al-Munajjid, may Allah bless him, says:

Shaykh al-Islam Ibn Taymiyyah said: “Based on this, his  (Allah) saying:

{أَو مَا مَلَكَت أَیمَـٰنُهُنَّ} “or the slaves whom their right hands possess”, indicates that she has the right to show her inner adornment to her male slave (that she owns). In this regard, there are two sayings (two opinions of two groups of the scholars):

(As for the first group of the scholars): It was said it means female slaves, and Christian/Jewish female slaves, as said by Ibn al-Musayyib and preferred by (Imam) Ahmad and others (may Allah bless their souls).

(As for the second group of the scholars): It was said: He is the male salve, as Ibn Abbas (may Allah be pleased with him) and others said, and it is the other narration from (Imam) Ahmad. This requires that it is permissible for a male slave to look at (the inner adornment of) his Muslim female owner, and this is backed by Hadiths, and this is for the sake of need. Because she needs to address her male slave more than she needs to see the witness, the worker and the suitor. So, if it is permissible for them to look (at her), then (her) slave looking (at her) is of higher priority (needful).

And there is nothing in this that requires him (the male slave) to be a mahram and able to travel with her (as required by the first group of scholars). As in the case of male attendants with no (sexual) desire, who are permitted to look (at an adorned free Muslim women) though they are not mahrams, who are able to travel with her. Not everyone who is allowed to look (at her) may necessarily (be capable to) travel with her or allowed to be alone with her. But her male slave can look at her when there is a need, even if he is not allowed to be alone with her or travel with her. He (the male salve) is not part of his (prophet’s) saying (ﷺ):

” لا تسافر امرأة إلا مع زوج أو ذي محرم” (A woman should not travel except with a husband or a mahram.), as it is permissible for him (the male slave) to marry her (X Muslim owner) if he is freed, just as it is permissible for her sister’s husband to marry her if he divorces her sister. The mahram is the one who is perpetually forbidden from (marrying) her.” End quote from Majmoo’ al-Fataawa (22/111).

و قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “و على هذا فقوله : “أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ” يدل على أن لها أن تبدي الزينة الباطنة لمملوكها. و فيه قولان: قيل المراد الإماء، و الإماء الكتابيات، كما قاله ابن المسيب و رجحه أحمد و غيره .

و قيل: هو المملوك الرجل: كما قاله ابن عباس و غيره، و هو الرواية الأخرى عن أحمد. فهذا يقتضي جواز نظر العبد إلى مولاته، و قد جاءت بذلك أحاديث و هذا لأجل الحاجة؛ لأنها محتاجة إلى مخاطبة عبدها أكثر من حاجتها إلى رؤية الشاهد و المعامل و الخاطب، فإذا جاز نظر أولئك فنظر العبد أولى، و ليس في هذا ما يوجب أن يكون محرمًا يسافر بها، كغير أولي الإربة، فإنهم يجوز لهم النظر و ليسوا محارم يسافرون بها، فليس كل من جاز له النظر جاز له السفر بها و لا الخلوة بها، بل عبدها ينظر إليها للحاجة و إن كان لا يخلو بها و لا يسافر بها، فإنه لم يدخل في قوله (ﷺ): “لا تسافر امرأة إلا مع زوج أو ذي محرم ” فإنه يجوز له أن يتزوجها إذا عتق، كما يجوز لزوج أختها أن يتزوجها إذا طلق أختها، و المحرم من تحرم عليه على التأبيد” انتهى من “مجموع الفتاوى” (22/111) .

https://islamqa.info/ar/answers/184458/

 

In conclusion: only a sophisticated and institutionalized community would permit “breastfeeding an elder male” when its absolutely necessary. Also, only an elegant and institutionalized society would equate the ‘awrah’ of an enslaved woman to the ‘awrah’ of a free Muslim man. Furthermore, only a balanced and institutionalized society would consider the ‘awrah’ of a free Muslim woman, in the privacy of her house and in front of her enslaved male, is from navel to knee.

An institutionalized community is the one that pursues the success of its members through easiness and simplification, taking the objectives into account and then balancing and weighing the tasks and their risks, and choosing the fairest among a good and an evil.

The fault is not in the ‘hadith’, but in our anxious psyches, the pornography complexities, and the female seduction-phobia. The verses and ‘hadith’ are fully consistent with the institutionalized spirit of the former Muslims during the charitable centuries, with their bold, balanced and realistic practices. We should not exaggerate in checking the transmittal chain and body of a ‘hadith’, simply because it authorizes a practice that seems pornographic to us.

Let us remember that chastity, honor, fighting corruption and seduction were fundamental values in the societies of the charitable centuries. Let us watch off that our over-conservatism does not become the characteristic of those who disinclined his Sunnah (ﷺ) and the characteristic of those who are more Kingish than the king. Therefore, I see the renaissance of our nation in recovering its bold institutionalized character.

I Mean You, Neighbor!
×
6 June 2023

I Mean You, Neighbor!

By Khalid Al Khaja

 

We must be humble and fair when studying the cultures of nations and sects that differ from us. We must address them as if we are addressing ourselves, just as we would like those nations to address us. Humility and fairness are necessary:

A- If we want to compare our culture with theirs. It is not right to deal with our culture with our hearts, while dealing with their cultures with our minds.

B- If we want to compare ourselves to them. We have to measure our degree of compliance with our own principles and compare it to their degree of compliance with their own principles.

 

It is unfair to judge other nations and sects by measuring how upright they are to our principles, and it is unfair for others to do this to us. There must be justice when studying other cultures, no matter how alien these cultures may seem to us. This is the methodology of every serious seeker of truth.

And know that in uprightness on principles lies the weakness of all sects and nations. Cultures themselves, on the other hand, have relatively close values, even if there are some radical differences. How easy are speeches and slogans, and how difficult it is to be upright about them!

For example, the culture of the first Islamic nation (the Companions of the prophet (ﷺ), may Allah be pleased with them), was somewhat similar to the French culture that bans hijab. Our Muslim pioneers forbade the veil on the female Muslim slave, meaning that she was obligated not to cover up, but had to reveal her hair in the markets. Simply put, this is how the culture of the first Islamic nation was in the charitable centuries, and these values and rulings are still an integral part of Islamic jurisprudence; and I understand it, agree with it and proud of it, for reasons that I will explain later!

So, in principle, if we want to address the French and criticize their negative attitude on the issue of the hijab, we cannot criticize them for not considering the importance of the hijab and modesty. Islamic law also does not consider the importance of the veil of the female Muslim slave, and there is no difference between a free female Muslim and a female Muslim slave in gender, as both of them are females.

However, there is a big difference between the attitude of the pioneers of Islamic culture in the charitable centuries and the position of the pioneers of French culture today. While the first Islamic Ummah (nation) had integrity (uprightness on their religious principles that is centered at the happiness of the society), I do not find integrity among the pioneers of French culture (uprightness on their liberal democratic principles that is centered at the happiness of the individual). That is, the pioneers of the Islamic Ummah succeeded in its integrity (credibility), but the pioneers of the French Ummah are failing.

The Islamic legislations that obligated the female Muslim slave to uncover in the era of the Companions, may Allah be pleased with them, were universal and common in their time among all nations and sects. However, when we compare, we find that the Islamic laws relating to slavery have been reformed to distinguish them in their time from other nation’s slavery laws. The Islamic laws of slavery were far more sophisticated and humane when compared to the barbaric slavery laws of other nations. Therefore, I understand, agree with and proud of the Islamic reformist legislation!

What is important is that Muslims have been able to apply their laws fairly and without discrimination, which we do not find among the French. Although the French laws against the hijab appear to be generic and include fighting all religious symbols, an honest researcher will not find it difficult to expose their randomness and targeting the Muslim community in particular and not others. It’s this discrimination that undermines the credibility and integrity of the French experience. What is the desired benefit of beautiful principles whose ink has dried up and has not been adhered to and remained just as empty slogans?!

So, when we address the French experience, we can challenge the credibility of the French government for its double standards and its floundering in uprightness to its liberal democratic principles. However, it is not right to address them according to our Islamic principles and systems that are against the liberal principles.

Similarly, when comparing the Islamic religion with others, it is necessary to distinguish between the internal advocacy discourse (directed at Muslims) and the external advocacy discourse (directed at non-Muslims). When addressing other sects in their religion, it is humble and fair to rely on their holy books and not ours, as Sheikh Zakir Naik does, may Allah protect him. Sheikh Zakir reveals that Hindus violate their holy books, and explicit texts that call for monotheism and forbid idolatry and taking idols as lords. He further fairly reveals that Christians violate their holy books, and explicit texts calling for monotheism and offers Jesus (ﷺ) as a human being and a prophet, and not as the Son of God or God. These are fair references to their religious traditions and indicate the lack of integrity of the Hindu community on adherence to the Hindu teachings, and the lack of integrity of the Christian community on adherence to the Christian teachings.

Therefore, we as Muslims should be happy if other sects address and criticize us and reveal our violations of our holy books (the Qur’an and the authentic Sunnah), and explicit texts that indicate our lack of integrity as Muslims on adhering to the Islamic teachings. Not to criticize us for not being upright on liberal principles, practices, cultures and laws that appeal to them, but seem abnormal and ugly to us!

Do you see what I see?!

اياك أعني يا جارة
×
6 June 2023

اياك أعني يا جارة!

بقلم: خالد الخاجة

 

لابد من التواضع و الانصاف عند دراسة ثقافات الشعوب و الملل التي تختلف عنا، و لابد أن نخاطبهم و كأننا نخاطب أنفسنا، و تماماً  كما نود أن تخاطبنا تلك الملل. فلابد من التواضع و الانصاف:

  • أ- إن أردنا أن نقارن ثقافتنا بثقافتهم، اذ لا يصح أن نتعامل مع ثقافتنا بقلوبنا و نتعامل مع ثقافتهم بعقولنا.
  • ب- و لابد من التواضع و الانصاف اذا اردنا أن نقارن أنفسنا بهم، اذ علينا أن نقيس و نقارن مدى استقامتنا على مبادئنا و مدى استقامتهم على مبادئهم.

فمن الجور أن نحكم على الملل الأخرى بقياس مدى استقامتهم على مبادئنا، و من الجور أن يفعل غيرنا بنا ذلك. فلابد من العدالة عند الدراسة، مهما بدت تلك الثقافات غريبة علينا. فهذا سبيل كل باحث جاد عن الحقيقة.

و اعلم أن في الاستقامة على المبادئ تكمن نقطة ضعف كل الملل و الشعوب. أما الثقافات بحد ذاتها، فتكاد قيمها أن تكون متقاربة نسبياً، و إن وجدت بعض الاختلافات الجذرية. فما أسهل الخطابات و الشعارات، و ما أصعب الاستقامة عليها!

و على سبيل المثال، ثقافة رواد القرون الخيرية و الامة الإسلامية الأولى (الصحابة رضوان الله عليهم)، كانت تشبه لحد ما الثقافة الفرنسية في محاربتها للحجاب. فقد كان روادنا يمنعون الحجاب على الأَمَة (العبدة) المسلمة، أي أن الأَمَة المسلمة كانت ملزمة في زمن القرون الخيرية أن لا تتستر، بل كان عليها أن تكشف عن شعرها في الأسواق. ببساطة، هكذا كانت ثقافة الأمة الإسلامية الأولى في القرون الخيرية، و ما زالت هذه القيم و الأحكام جزء لا يتجزأ من الفقه الإسلامي، و انا اتفهمها و اتفق معها و افتخر بها لأسباب سأبينها لاحقاً!

لذا، و من حيث المبدأ، إن أردنا أن نخاطب الفرنسيين و ننتقد موقفهم السلبي من مسألة الحجاب، فلا يمكننا أن ننتقدهم من باب عدم مراعاتهم لأهمية الحجاب و الحشمة. فالشريعة الإسلامية أيضا لا تراعي أهمية لحجاب الأَمَة المسلمة، و لا فرق بين الحرة المسلمة و الأَمَة المسلمة في الجنس، فكلاهن إناث.

إلا أن هناك فارق كبير بين موقف رواد الثقافة الإسلامية في القرون الخيرية و موقف رواد الثقافة الفرنسية اليوم. فبينما كانت للأمة الإسلامية الأولى مصداقية (الاستقامة على مبادئهم الدينية و المبنية على سعادة المجتمع)، لا أجد مصداقية لدى رواد الثقافة الفرنسية (الاستقامة على مبادئهم الديمقراطية الليبرالية و المبنية على سعادة الفرد). أي أن رواد الأمة الاسلامية نجحت في استقامتها (مصداقيتها)، من حيث رسبت رواد الأمة الفرنسية.

فالتشريعات الإسلامية التي كانت تلزم الأمَة المسلمة بالتبرج في عصر الصحابة رضوان الله عليهم، كانت عالمية و دارجة في زمنهم بين كل الشعوب و الملل. إلا ان عند المقارنة، نجد أن القوانين الاسلامية المتعلقة بالرق قد تم اصلاحها لتتميز في زمانها عن سواها لدى الشعوب و الملل الاخرى. فقد كانت القوانين الإسلامية في الرِّق أكثر رُقيّاً و انسانية اذا ما قورنت بقوانين الرق الهمجية لدى الشعوب الاخرى. و لهذا، انا اتفهم التشريعات الإسلامية الاصلاحية و اتفق معها و افتخر بها!

المهم، أن المسلمون إستقاموا في تطبيق قوانينهم بعدالة و دون تمييز، و هذا ما لا نجده عند الفرنسيين. فبالرغم من أن القوانين الفرنسية المناهضة للحجاب في ظاهرها عامة و تشمل محاربة كافة الرموز الدينية، إلا أن المنصف لا يجد صعوبة في كشف عشوائيتها و إستهدافها للجالية المسلمة بالذات و دون غيرها، و هذا التمييز يقدح في مصداقيتهم و إستقامتهم على مبادئهم الديمقراطية الليبرالية. فما الفائدة المرجوة من مبادئ جميلة جف حبرها و لم يتم الاستقامة عليها، و بقت مجرد شعارات فارغة؟!

إذاً، عندما نخاطب التجربة الفرنسية، يمكننا أن نطعن في مصداقية الحكومة الفرنسية لكيلها بمكيالين و تخبطها في الاستقامة على مبادئها الديمقراطية الليبرالية. ولكن، لا يصح أن نخاطبهم بموجب مبادئنا و انظمتنا الإسلامية و المناهضة للمبادئ الليبرالية.

و كذلك، عند مقارنة الديانة الاسلامية بغيرها، لابد من التفريق بين الخطاب الدعوي الداخلي (الموجه للمسلمين) و الخطاب الدعوي الخارجي (الموجه لغير المسلمين). فعند مخاطبة الملل الاخرى في دينها، من التواضع و الانصاف أن نستند الى كتبهم المقدسة و ليس كتبنا، كما يفعل الشيخ زاكر نايك حفظه الله، عندما يكشف أن عامة الهندوس يخالفون كتبهم المقدسة، و نصوص صريحة تدعوا الى التوحيد و تمنع عبادة الاصنام و اتخاذ صور كأرباب من دون الله جل جلاله. و يكشف كذلك بأن عامة النصارى يخالفون كتبهم المقدسة، و نصوص صريحة تدعوا الى التوحيد و تقدم عيسى عليه الصلاة و السلام لهم كبشر و نبي، و ليس كابن الله و العياذ بالله. هذه أمثلة جميلة من موروثهم الديني و الدالة على عدم إستقامة عامة الهندوس على التعاليم الهندوسية، و عدم إستقامة عامة النصارى على التعاليم النصرانية.

و عليه، علينا كمسلمين أن نسعد إن خاطبتنا و إنتقدتنا الملل الاخرى و كشفت مخالفاتنا لكتبنا المقدسة (القرآن و السنة الصحيحة)، و نصوص صريحة تدل على عدم استقامتنا كمسلمين على التعاليم الإسلامية. لا أن ينتقدونا بسبب عدم استقامتنا على مبادئ و ممارسات و ثقافات و قوانين ليبرالية تروق لهم، و تبدوا لنا شاذة و قبيحة!

فهل ترين ما أرى؟!

My Liberal Friend
×
1 June 2023

My Liberal Friend

By: Khalid Alkhaja

 

(وَٱلَّـٰتِی تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَٱهۡجُرُوهُنَّ فِی ٱلۡمَضَاجِعِ وَٱضۡرِبُوهُنَّۖ فَإِنۡ أَطَعۡنَكُمۡ فَلَا تَبۡغُوا۟ عَلَیۡهِنَّ سَبِیلًاۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِیّاً كَبِیراً)

 

English interpretation of verse 34 of Chapter 4 (An-Nisa):

“And if you sense ill-conduct from your women, advise them ˹first˺, ˹if they persist,˺ do not share their beds, ˹but if they still persist,˺ then discipline them ˹gently˺.2 But if they change their ways, do not be unjust to them. Surely Allah is Most High, All-Great.

 

Let’s get serious!

I am convinced that the word discipline (ٱضۡرِبُوهُنَّۖ) in the above verse refers to wife beating. I also know that the previous verse, which includes a legal ruling that permits beating of ill-conducting wives, causes you sleepless nights, but not me. So read this article to the end to understand me.

Thankfully, I have never beaten my beloved wife or another woman, just as the Prophet Muhammad (peace be upon him) never hit his wives or any other woman (except for my foolish quarrels with my younger and beloved sister when I was a masculine child).

However, as Imam Ibn Taymiyyah (may Allah have mercy on him) wrote in his Fatawa, excellence in law-making (issuing judgments) does not lie in one’s ability to choose the best between two goods, for that being obvious and simple. But the distinction is in the ability to choose the best between two evils (least harmful), when circumstances leave you with no other alternative. Such as punishing an individual with the ugly imprisonment, when necessary, to avoid greater harm to the society. Although the act of “imprisoning a soul” is evil in itself, sometimes we have to accept it to prevent even greater evil from happening!

This explains how the Western liberal societies, which punished drug users harshly in the 20th century, suddenly discovered in the 21st century that punishing a drug addict was immoral, and legalized drug use!

Western liberal societies know very well that drugs are corrupt, but they have adopted this evil drug-friendly law out of necessity, with the aim of causing less harm to the society. Legislators in these liberal societies are simply exercising their right to choose between the best of two evils, or the least harmful!

Now, is this latest and evil drug-friendly law the right approach?!

Well, we have to wait for decades to figure out the answer, just as it took the liberal West decades to conclude that: For decades, the liberal Western societies fought drug addicts with the wrong approach. It is a trial & error methodology to find a solution, or a pilot project without guarantees. Good luck with this experiment and others!

The Art of Law Making

As for the provisions of verse 34 of Surat An-Nisa, it is unlikely that they were addressed to the Arabic community during the era of the Prophet Muhammad (peace be upon him). There are many accounts that confirm that beating women was not a widespread phenomenon, but was considered a shameful, disgraceful and ugly act in that Arabic society, whether before or after Islam. Therefore, in this verse there is a clear reference to the universality of the reformist message of prophet Muhammad (peace be upon him). Hence, the verse and its rulings must have targeted other troubled societies with the tendency to hit females, as is the case in today’s liberal Western societies.

In the eighties, when I was a young student in the United States, I asked a young American girl who was in a relationship with a young Arab: Why don’t you date Americans? She replied: Because Arabs don’t beat me!

Since anger is the most common precursor to violence in foolish patriarchal societies that suffer from women beating phobia, satisfying the male’s masculine ego and obtaining his consent to consider beating as his third and last resort, is a logical deterrence strategy aimed at managing his anger and calming him down when angry, thus sparing women the consequences of beating. It is difficult for a person to remain angry for several days in a row, while going through the Qur’anic methodology, where the agitated husband has to go through the first stage (advising his woman) for several days and then the second stage (stop sharing their bids) for several days. In the worst case, i.e. if the first and second stages do not resolve the dispute, the husband has the right to gently beat his wife (not on the face and without physical harm). That is, with the same force with which a professional male coach in the liberal West spanks a female player’s butt, in order to encourage or reprimand her gently!

In other words, verse 34 of Surat An-Nisa contains deterrent provisions and laws to confront wife beating in troubled societies (such as the liberal Western societies) and addresses the risks of the masculinity phobia. Such a sophisticated and profound law can only be issued by the Creator of the universe, Allah the Almighty, who knows the temperament and psychology of his free and reckless creature!

Simple-minded riff-raffs will not be able to grasp such complex and deterrent laws, and only legal experts and law makers will appreciate them. So, it’s no wonder that the Prophet Muhammad (peace be upon him) has been honored since 1935 by the U.S. Supreme Court, as one of the greatest legislators in the history!

Do you see what I see?!

صديقي الليبرالي
×
1 June 2023

صديقي الليبرالي

(و َٱلَّـٰتِی تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَ ٱهۡجُرُوهُنَّ فِی ٱلۡمَضَاجِعِ وَ ٱضۡرِبُوهُنَّۖ فَإِنۡ أَطَعۡنَكُمۡ فَلَا تَبۡغُوا۟ عَلَیۡهِنَّ سَبِیلًاۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِیّا كَبِیرا) سورة النساء الأية 34.

دون لف و دوران!

أنا مقتنع بأن  كلمة “ٱضۡرِبُوهُنَّ” في الآية 34 من سورة النساء تشير إلى الضرب. و أعلم بأن الآية السابقة، و التي تشمل حكماً شرعياً بجواز ضرب النساء، تأرق مضجعك ولكن ليس مضجعي، و إقرأ الى النهاية لتفهم مقصدي. إلا أنني و لله الحمد، لم أضرب قط زوجتي الحبيبة أو امرأة أخرى، تماما كما لم يضرب النبي محمد (ﷺ) زوجاته رضوان الله عليهن أو أي امرأة أخرى (باستثناء مشاجراتي مع أختي الصغرى و الحبيبة عندما كنت طفلا ذكوريا و أحمق).

ولكن و كما قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى، ان التميز في صناعة القانون (اصدار الاحكام) لا يكمن في قدرة المرء على الاختيار بين أفضل الخيرين، فهذا واضح. ولكن يكون التميز في القدرة على الاختيار بين أفضل الشرين (أي أخفهما) عند الضرورة. فمعاقبة الفرد بسوء السجن عند الضرورة، يهدف الى تجنب سوء أكبر على المجتمع. فبالرغم من أن حدث “سجن الروح” في حد ذاته صنيعة سيئة، إلا أنه يتعين علينا أحيانا قبوله لمنع حدوث سوء أكبر!

و هذا يفسر كيف أن المجتمعات الليبرالية الغربية و التي كانت تعاقب متعاطي المخدرات بقسوة في القرن 20، اكتشفت فجأة في القرن 21 أن معاقبة مدمن المخدرات عمل غير أخلاقي، فأجازت تعاطي المخدرات؟!

ان المجتمعات الليبرالية الغربية تعرف جيدا بأن المخدرات مفسدة، ولكنها تبنت هذا القانون السيئ و الصديق للمخدرات من باب الضرورة، و بهدف إحداث ضرر أقل على المجتمع. فالمشرعين في هذه المجتمعات الليبرالية يمارسون ببساطة حقهم في الاختيار بين أفضل الشرين و اخفهما ضرارا!

و الآن ، هل هذا القانون الأخير و الصديق للمخدرات هو النهج الصحيح؟!

حسنا، علينا أن ننتظر عقوداً من الزمن لمعرفة الإجابة، كما استغرق الغرب الليبرالي عقوداً من الزمن ليستنتج أن: المجتمعات الغربية الليبرالية حاربت مدمني المخدرات بالنهج الخاطئ. إنها منهجية التجربة و الخطأ (Trial & Error) لايجاد الحل، أو مشروع تجريبي و بدون ضمانات. حظاً سعيداً مع هذه التجربة و غيرها!

صناعة القانون

أما أحكام الآية 34 من سورة النساء، فيستبعد أن تكون موجهة الى المجتمع العربي في عهد النبي محمد (ﷺ). فهناك روايات كثيرة تؤكد أن ضرب المرأة لم تكن ظاهرة متفشية، بل كان يُعَد عمل مخجل و مشين و معيب في ذلك المجتمع العربي، سواء قبل الإسلام أو بعده. و عليه، في هذه الآية إشارة واضحة الى عالمية الرسالة المحمدية الاصلاحية، عليه و على آله أفضل الصلاة و أتم التسليم. و من ثم، لابد أن تكون الآية و أحكامها موجهة الى مجتمعات أخرى و مضطربة و تميل إلى ضرب الإناث، كما هو الحال في المجتمعات الغربية الليبرالية الحالية.

في الثمانينيات من القرن المنصرم و عندما كنت طالباً شاباً في الولايات المتحدة الأمريكية، سألت فتاة أميركية شابة، كانت على علاقة بشاب عربي: لماذا لا تواعدين الشباب الأميركيين؟ فأجابتني: لأن العرب لا يضربونني!

و بما أن الغضب هو السبب الأكثر شيوعا في المجتمعات الذكورية الحمقاء و التي تعاني من رهاب (فوبيا) ضرب النساء، فإن إرضاء غرور الشخص الذكوري و الحصول على موافقته لاعتبار الضرب ملاذه الثالث و الأخير، يعد استراتيجية ردع منطقية تهدف إلى إدارة غضبه و تهدئته عند الغضب، و بالتالي تجنيب النساء مغبة الضرب. فمن الصعب أن يبقى شخص غاضباً لعدة أيام متتالية، بينما يمر بالمنهجية القرآنية، حيث يتعين على الزوج الهائج أن يمر بالمرحلة الأولى (التحذير) لعدة ايام و من ثم بالمرحلة الثانية (الهجر السريري) لعدة أيام. و في أسوأ الحالات، أي اذا لم تُجدِ المرحلتين الأولى و الثانية في حل الخلاف، يحق للزوج أن يضرب زوجته ضرباً غير مبرح (بالسواك و ليس على الوجه و لا يظهر أثره بدنياً)، أي بنفس القوة التي يضرب بها مدرب محترف في الغرب الليبرالي على مؤخرة اللاعبات في الفرق النسائية، بغية التشجيع او التوبيخ الحنون!

أي أن الآية 34 من سورة النساء في واقعها تحتوي على أحكام و قوانين رادعة لمواجهة ضرب الزوجات في المجتمعات المضطربة (كالمجتمعات الغربية الليبرالية) و يعالج مخاطر رهاب الذكورة. و لا يمكن أن يصدر مثل هذا القانون المتطور و الراقي و العميق إلا من قبل خالق الكون جل جلاله، و الذي يعرف مزاج و سيكولوجية مخلوقه الحر الأرعن!

و ما زال الغوغاء و الرعاع عاجزين عن إدراك مثل هذه القوانين المعقدة و الرادعة، و لن يقدرها إلا خبراء و صناع القانون. لذا، لا عجب أن يتم تكريم النبي محمد (ﷺ) في عام 1935 من قبل المحكمة العليا الأمريكية، كواحد من أعظم المشرعين في العالم!

هل ترى ما أرى؟!

Wife Beating Phobia
×
31 May 2023

Dear Mr. Hassan,

As a proud Muslim, and after thoroughly reading your article (including one other article of yours, and watching 2 videos you referred to), its safe for me to conclude that:

1- Your latest article is a copy of your past articles/videos and adds no value, as it doesn’t address the most important point that Dr. Hashimi offered in his clip, as explained below as “The Jewish Law”!

2- Your a sincere, but a simple minded person, as explained below as “The Law Making Science”!

The Jewish Law
You must have rightly felt deeply troubled by the new point Dr. Hashimi offered in his clip (which you didn’t address), but kept constantly looking for ways to avoid possible profound implications Dr. Hashimi’s new point has on your negative position against Qur’an and Islam!

You didn’t address Dr. Hashimi’s reference to the Jewish law, in his attempt to prove that beating in verse 4:34 only refers to a husband suspecting his wife  unlawfully fornicating with a stranger (which is not uncommon, specially in the Liberal Western societies).This is a totally new point, that you as a sincere and unbiased intellectual should have appreciated, analysed, diagnosed and addressed. But you didn’t!

I am not trying to defend Dr. Hashimi’s opinion, but simply trying to highlight that you haven’t addressed his proposition fairly and without biase!

The Law Making Science
Like you, I am still convinced that the word Edhribohonah (ٱضۡرِبُوهُنَّۖ) in verse 4:34 refers to beating. This vesre, which covers an Islamic law, is clearly disturbing to you but not necessarily to me, even though I have never laid my hand on my wife or another woman, exactly as the prophet Muhammad may peace and blessing of Allah be upon him never beat his wives or other woman (except for my fights with my beloved younger sister when I was a foolish masculine child).

But, as Imam Ibn Taimiyah said in his Fatawi, the art of law making doesn’t lie in one’s ability to chose between two goods (that’s obvious), but the art is in being able to choose between two unavoidable bads, such as choosing the unavoidable imprisonment punishment of an individual (which is bad) to avoid a bigger bad on the society. Although the act of imprisoning a soul in its self is bad, sometimes we have to accept it to prevent a bigger bad!

How come the 20th century Western liberal societies that severely punished drug addicts, suddenly discovered in the 21st century that punishment of a drug addict is morally unacceptable, say you can take drugs after all!?

These Liberal societies know very well that drugs are bad, yet they adopted this unavoidable and bad drug friendly law that is intended to do lesser damage. The law makers in these Liberal Western societies are simply practicing their right to chose between two bads!

Now, is this latest drug friendly law the right approach?!

Well, one has to wait for decades to know the answer, as it took decades to conclude that: Decades of Liberal Western societies fighting drug addicts was the wrong approach. Its a trial an error approach (a pilot project) with no guarantees. Good luck with this and other experiments!

As for the Vesre 4:34, it could not have been addressing the Arabic community during the prophet Muhammad’s period, may peace and blessing of Allah be upon him, because there are many reports that confirm woman beating being shameful act in that Arabic society (before and after Islam). Hence, this law must be addressing other troubled societies with their tendency to beat females, as in the current Liberal Western societies. When I was a young student in the United States of America, I asked a young American girl, who used to date Arabs: Why you don’t date American boys? She replied: Because Arabs are romantic and don’t beat me!

As rage is the most common precursor of societies suffering from masculinity foolishness, satisfying the ego of a masculine person in rage by obtaining his buy-in to keep the beating as a third (last) resort, is a logical deterrent strategy that aims at calming down the person in rage, hence managing his rage and the beating phobia. Its hard to imagine a person remaining raged for days, while going through the Qur’anic solution, where the raged husband has to go through the first stage (cautioning) and second stage (maintaining a space) for days. In worst case, he gets to beat his wife as hard as a male coach beats the back of his female players!

Hence, verse 4:34 contains a wife beating deterrent law for troubled societies (such as Liberal Western societies) that addresses risks of masculinity phobia. Such indepth law could only be made by the creator of the universe, who knows the psychology of his free creation. Such indepth laws can only be appreciated by expert law makers!

No wonder why Prophet Muhammad was honored by the U.S. Supreme Court as one of the greatest lawgivers of the world in 1935!

I pray to Allah to grant you and your loved ones the best of this life and the life after

https://link.medium.com/XvrdPVj9eAb

الحضارات بلغاتها
×
29 May 2023

الحضارة

تُعرف الحضارات بلغتها، و إن صرخ من صرخ بغير ذلك!

فلغة الحضارة الغربية الانجليزية، و ستبقى حضارة غربية و إن ساهم فيها الشرق!

و بالمثل، لغة الحضارة الإسلامية كانت العربية و ستبقى حضارة عربية و إن ساهم فيها العجم!

و في الحالتين، يرجع الفضل إلى صنعة القيادة في الغرب و العرب، و لاعدادهما بيئة نقية تصلح لغرس البذور النقية من شتى الثقافات و البَرِيَّة!

و لك أن تتأمل كيف يدمر اليوم جفاف التخلف افضل البذور الآسيوية!

العقول ليست محكورة لثقافات معينة و لا تنتج صنعة بذاتها، فهي بحاجة الى من يعي صنعة القيادة لتهيئ لها الأرضيات الخصبة!

الحضارة نتاج التقاء العقول الذكية بالقيادات الحاضنة!

و اذا كانت صنعة غير العرب العلوم، فصنعة العرب القيادة الحاضنة. و لذلك، اختارهم الله للقيادة و احتضان رسالته و خلقه باختلاف ثقافاتهم، شاء من شاء و أبى من أبى!

البلخي و الرهاب (الفوبيا)
×
17 May 2023

تصور حديث للفوبيا في أطروحة البلخي في القرن 9 الميلادي: قوت الجسد و الروح

 

تأليف: رانيا عواد و سارة علي

ترجمة: خالد الخاجة

 

الخلاصة

تم ذكر المخاوف المرضية و الرهاب في المخطوطات الدينية و الفلسفية و الطبية منذ العصور القديمة. و على الرغم من الرؤى المبكرة من قبل الإغريق، لم يظهر الرهاب كظاهرة سريرية منفصلة في الطب الغربي حتى القرن 17، ثم تطور بشكل كبير منذ ذلك الحين. و مع ذلك، ظهرت تحقيقات قوية تحاول فك رموز الطبيعة السريرية للرهاب في عصور ما قبل الحداثة خلال العصر الذهبي الإسلامي الذي غالبا ما يتم تجاهله (القرون 9 الى 12 ميلادية)، و التي تداخلت مع فترة العصور الوسطى في أوروبا. فقد قام العالم المسلم في القرن 9 الميلادي، أبو زيد البلخي، بمحاولة مبتكرة في مخطوطته الطبية “قوت الجسد و الروح”، لتعريف الرهاب ككيان تشخيصي منفصل. كان البلخي من أوائل من جمعوا الأعراض النفسية و الجسدية للرهاب تحت فئة واحدة، و هي “الفزعة”، و حدد لها خطة إدارة محددة. نقوم هنا بتحليل وصف البلخي للرهاب، وفقا للفهم الحديث للتصنيفات النفسية و الأعراض كما هو موضح في DSM-5 (الدليل التشخيصي و الإحصائي للاضطراب العقلية).

 

المقدمة

خضعت تعاريف و أوصاف و تصنيفات الاضطرابات العقلية لعقود من التطور و إعادة التنظيم المفاهيمي، و التي تأثرت بالعوامل المجتمعية و الثقافية و الاقتصادية المتغيرة (كانينو و اليغريا 2008، كيرماير و يونغ 1999، ليلينفيلد و مارينو 1995). معرفة تاريخ التعاريف و التصنيفات النفسية أمر حتمي لأسباب عديدة: يشرح فهم الحالات النفسية التي ظلت مستقرة مقابل تلك التي تغيرت بمرور الوقت، و العوامل التي تؤثر على هذه التغييرات، و آثارها على رعاية الصحة العقلية (جونز، جرين، دافين، و هارلي، 2014). كذلك، يخبر التاريخ مقدمي الرعاية تقدير الجذور الثقافية و المجتمعية التي تؤثر على تصور المرض العقلي، و بالتالي فهم سلوكيات تبحث عن المساعدة لدى الأفراد و السكان (جونز إل آل.، 2014).

 

و الهدف من هذه الورقة ذو شقين. سيكون هدفنا الأول هو تسليط الضوء على التقدم الكبير و المساهمات التي تحققت خلال العصر الذهبي الإسلامي (القرون 9 الى 12 ميلادية) في فهم الاضطرابات النفسية. و سيتم تحقيق ذلك من خلال تسليط الضوء على عمل البلخي المهم في تعريف و وصف الرهاب. أما هدفنا الثاني فهو تحليل مخطوطة البلخي في ضوء DSM-5 (الدليل التشخيصي و الإحصائي للاضطراب العقلية) و مناقشة آثارها العملية. و من خلال القيام بذلك، نأمل أيضا في فهم العوامل التاريخية التي ربما أثرت على تصورات الاضطرابات النفسية في المجتمعات الإسلامية الكلاسيكية.

مصطلح الرهاب مشتق من المصطلح اليوناني “فوبوس”، و الذي يعني الذعر و الخوف و الرعب (إيريرا 1962، ماركس 1970). يتضح تصنيف الرهاب وفقا لحالة مخيفة من خلال البادئات التي لا تعد و لا تحصى المرتبطة بكلمة رهاب من قبل الإغريق (ماركس، 1970). على سبيل المثال، رهاب الماء يعني الخوف من الماء أو رهاب الخلاء يعني الخوف من الأسواق. علاوة على ذلك، تم ذكر اثنين من أقدم الأوصاف السريرية للرجال الذين لديهم مخاوف مفرطة في مجموعة أبقراط (إيريرا 1962، هيملهوخ و ليفين و جيرشون 2001). و مع ذلك، من الضروري ملاحظة أن الأطباء اليونانيين اعتبروا المخاوف المرضية و الرهاب جزءا من اضطراب عقلي أطلقوا عليه اسم “الكآبة” و ليس اضطرابا سريريا قائما بذاته (كاسبر و دين بوإير و سيستين 2003 الصفحات 1 الى 7). و يعتقد الأطباء اليونانيون أيضا أن الكآبة كانت ناجمة عن غلبة الصفراء السوداء ( black bile). بحلول ظهور العصر الروماني، قام كاليوس اوريليانوس (Caelius Aurelianus) و هو طبيب روماني، بتجميع الرهاب مع الهوس في تصنيفاته (إيريرا 1962).

في الفترة ما بين القرنين الخامس و الثامن عشر في أوروبا الغربية، ظهرت أوصاف المظاهر النفسية للرهاب في أعمال الفلاسفة و اللاهوتيين. ومع ذلك، لم يعتبر الرهاب أمراضا طبية كما يتضح من الأعمال العلمية من هذه الفترة الزمنية (إيريرا 1962).

و يؤكد مؤرخو علم النفس المعاصرون، أنه لم يظهر مفهوم الرهاب في الأدب الطبي أو النفسي حتى القرن 18 الميلادي (بينفينوا و ووييك و إستين 2009، إيريرا 1962، هيميلهوش إت آل. 2001) كمرض طبي قائم بذاته (ماركس، 1970). في الأعمال العلمية من القرنين 17 و 18، بدأ استخدام مصطلح الرهاب في وصف المخاوف الشديدة بما لا يتناسب مع التحفيز الظاهر. كان فهم الرهاب المميز لهذه الحقبة هو أنها كانت مرضا نفسيا، إما قائما بذاته أو جزءا من كوكبة من الأعراض في اضطراب أكبر، أصاب الأفراد بمخاوف لا يمكن تفسيرها أدت بهم بعد ذلك إلى تجنب التحفيز المخيف (ماركس، 1970). حاليا، ينظر DSM-5 (الدليل التشخيصي و الإحصائي للاضطراب العقلية) إلى الرهاب على أنه خوف أو قلق ملحوظ يتعلق بموقف أو كائن معين لا يتناسب مع الخطر الفعلي للكائن أو الموقف. عادة ما يرتبط هذا الخوف الشديد بزيادة في الإثارة الفسيولوجية، تستمر لأكثر من ستة أشهر و تسبب ضائقة كبيرة سريريا في المجالات الاجتماعية أو المهنية أو غيرها من مجالات الحياة المهمة.

و خلال ذروة الحكم العباسي، القرون 9 الى 12 ميلادية، شهدت المجتمعات الإسلامية طفرة هائلة في الإنتاج العلمي يشار إليها الآن باسم العصر الذهبي الإسلامي (أحمد و عامر 2012، فلاغاس، زرقادولية، و سمونيس 2006 و فرندلي 2008). في الوقت الذي كان فيه العالم الإسلامي على وشك الشروع في ما يعادل عصر النهضة، كانت أوروبا في العصور الوسطى تنحدر إلى ما يسمى الآن “العصور المظلمة” (الصفحات 205-206). في تناقض صارخ مع العصور المظلمة، تطور البحث العلمي و الفهم في ظل الحكم العباسي على قدم و ساق (فلاغاس ات آل. 2006). على سبيل المثال، بنى الحكام العباسيون مؤسسات، مثل بيت الحكمة، حيث ترجمت النصوص الطبية القديمة من اليونانية و السريانية إلى العربية (عوض و علي 2015، مجيد 2005 والاس وجاتش 2010، الصفحات 205 الى 206). كان الغرض من هذه المؤسسات هو استفادة العلماء و الأطباء و الباحثين الذين يعيشون في العالم الإسلامي من المعرفة الطبية للأسلاف اليونانيين و الرومان. و بمجرد ترجمتها إلى اللغة العربية، طور علماء العالم الإسلامي العلوم الطبية للقدماء من خلال المساهمة بملاحظاتهم السريرية و تجاربهم و علاجاتهم المبتكرة (عوض و علي 2015، غوريني 2007، غراتسياني 1980، مجيد 2005، تشاموروف 2006). و في وقت لاحق، ترجمت المخطوطات الطبية من العصر الذهبي الإسلامي من العربية إلى اللاتينية، و من المحتمل أنها وصلت إلى أوروبا بهذه الطريقة (عوض و علي 2015، حسين 1970، شانكس و القلعي 1984).

اكتسبت الكتب الطبية لجالينوس و أبقراط شهرة كبيرة بين أطباء العالم الإسلامي (كاسب اي آل. 2003 الصفحات 1 الى 7، يوسف، يوسف، و دينينغ، 1996; والاس وجاتش، 2010 الصفحات 205-206). ومن ثم، فليس من المستغرب أن يستخدم العلماء المسلمون نظرية الصفراء السوداء كنموذج تفسيري للعديد من الاضطرابات العقلية. و بالمثل، وصف معظم العلماء المخاوف المرضية و الرهاب خلال العصر الذهبي الإسلامي بنفس الطريقة التي وصف بها أسلافهم اليونانيون. كانت المخاوف و الرهاب إما تعتبر أعراضا نفسية ذاتية تشكل جزءا من متلازمة أخرى، أي “الكآبة”، أو تم إدراجها كأعراض جسدية للأمراض الجسدية، أي خلل وظيفي في الأعضاء.

و المثال التوضيحي هو وصف المخاوف المرضية من قبل ابن سينا (980 الى 1037)، المعروف في الغرب باسم افيسينا، في موسوعته الطبية الشهيرة قانون الطب (ابن سينا، 1877). وفقا لابن سينا، يمكن أن تظهر المخاوف من أصل غير معروف كأحد أعراض الكآبة الخفيفة. و مع ذلك، إذا كان الحزن شديدا، فمن المحتمل أن يكون الشخص يعاني من “الفزعة”، و هو ما يترجم إلى رهاب أو ذعر. و أشار أيضا إلى أن الرهاب الموجود في الكآبة الشديدة عادة ما يكون غير واقعي و من أنواع لا حصر لها. و أوضح أن مثل هذا الرهاب قد يترافق مع الأعراض الجسدية، و يمكن الخلط بينه و بين الأمراض الجسدية. علاوة على ذلك، أكد ابن سينا أن هناك علاقة بين نبض المرء و حالته النفسية. على سبيل المثال، إذا ظهر رهاب “الفزعة” فجأة، فإنه يرتبط بنبض سريع و غير منتظم. أما إذا كان “الفزعة” يأتي تدريجيا أكثر، فإن النبض يشبه نبض “الغم”، و هو بطيء و ضعيف و متغير. في قسم آخر من القانون في الطب، عزا ابن سينا المخاوف المفرطة كعرض من أعراض اضطراب عصبي أطلق عليه اسم “الرعشة”، أو اهتزاز الجسم.

و على غرار فهم ابن سينا للفوبيا، رأى الرازي (865-925) و نجيب الدين السمرقندي (1097) في كتابيهما “الحاوي” (الحسين والعقبي، 1977) و “الأسباب و العالمات” (السمرقندي 1222)، أن الرهاب هو المظهر النفسي للحزن. و تماشيا مع رأي ابن سينا الثاني، وصف ثابت بن قرة الحراني (836-901) في موسوعته الطبية “الذخيرة”، الفزعة كسبب أساسي للاضطراب العصبي المسمى “الرعشة”، و هو اهتزاز الجسم (كردي، 2010).

على حد علمنا، لم يتم وصف المخاوف المرضية و الرهاب ككيان تشخيصي منفصل في أشهر المخطوطات الطبية في العالم الإسلامي. و مع ذلك، فإن الاستثناء من هذه القاعدة العامة هو المخطوطة الطبية التي تعود إلى القرن 9 الميلادي “مصالح الأبدان و الأنفس” (قوت الجسد و الروح) التي ألفها العالم المسلم أبو زيد البلخي، و التي خصص فيها فصلا كاملا عن تصنيف و تشخيص و علاج “الفزعة” بطريقة مشابهة جدا للفهم الحديث للفوبيا.

 

مخطوط البلخي “قوت الجسد و الروح” و وصفه للفوبيا

كان أبو زيد أحمد بن سهل البلخي عالما مسلما موسوعيا من خراسان، عاش في أواخر القرن 9 الميلادي (البلخي، مصري و الحياة، 2005؛ البلخي، بدري و أشوي، 2003). تاريخيا، تشير خراسان إلى المنطقة الواقعة بين الهند و العراق، و كانت جزءا من الإمبراطورية الإسلامية خلال حياة البلخي. لم يكن البلخي طبيبا ممارسا (البلخي و آخرون، 2005; عواد و علي، 2015)؛ بدلا من ذلك، برع في الطب النظري.

مخطوطته “مصالح الابدان و الأنفس” مكتوبة باللغة العربية، و تترجم إلى “قوت الجسد و الروح”. كلمة “أبدان” في اللغة العربية هي جمع كلمة “بدن” و تعني الجسم. كلمة “أنفس” هي جمع الكلمة “النفس” و تعني الروح. يستند تحليلنا لعمل البلخي إلى مخطوطته العربية الأصلية الموجودة في الكتاب الذي يحمل الاسم “مصالح الابدان و الأنفس”، و التي إستنسخت بواسطة “البلخي ات آل” (2005) و نشرته معهد المخطوطات العربية و منظمة الصحة العالمية. تم العثور على نفس المخطوطة العربية الأصلية أيضا في نسخة بلخي – سيزكين و سليمانية – أومومي كوتوفانيسي (1998) تحت نفس العنوان.

يتكون كتاب البلخي من قسمين. يركز القسم الأول “مصالح الأبدان” على الحفاظ على الصحة البدنية، في حين أن الثاني “مصالح الأنفس” مخصص للصحة النفسية. ينقسم القسم الخاص بمصالح الأنفس إلى ثمانية فصول تغطي مواضيع الصحة العقلية المختلفة، مثل تعريف الصحة العقلية، و أهمية علوم الصحة العقلية، و الوقاية من اضطرابات الصحة العقلية. في الفصول الخمسة الأخيرة، البلخي يناقش تصنيف الاضطرابات النفسية و يقدم طرق العلاج المقترحة.

في الفصل السادس و أجزاء من الفصل الرابع، يعرف البلخي و يصف اضطرابا نفسيا قائما بذاته يسميه “الفزعة”. من خلال مقارنة وصفه لهذا الاضطراب بأوصاف اضطرابات القلق الموجودةDSM-5 ، يتطابق “الفزعة” بشكل وثيق مع معايير الرهاب المحددة. يصف البلخي “الفزعة” بأنه خوف مفرط ينتج عن الرؤية أو السماع أو التفكير….

 

الخاتمة

على الرغم من أن مفهوم الرهاب كان معروفا منذ العصور القديمة، إلا أن البلخي كان من أوائل من اعتبروه كيانا تشخيصيا منفصلا. من المحتمل أيضا أن يكون من أوائل من أوضحوا أنه على الرغم من أن الرهاب هو اضطراب أساسي، إلا أنه قد يظهر بأعراض جسدية. كما هو موضح سابقا في الجدول، فإن غالبية السمات التشخيصية الحديثة لأنواع الرهاب المحددة تتطابق مع وصف “الفزعة” الموجود في مخطوطة البلخي. علاوة على ذلك، قد يكون هذا الاستنتاج…

 

مجلة اضطرابات القلق (المجلد 37، يناير 2016، الصفحات 89-93)

 

https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0887618515300347

الشدة مع اهل الكتاب
×
13 April 2023

كيف نفهم الرواية: عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و: “لا تَبْدَؤُوا اليَهُودَ ولا النَّصارَى بالسَّلامِ، فإذا لَقِيتُمْ أحَدَهُمْ في طَرِيقٍ، فاضْطَرُّوهُ إلى أضْيَقِهِ.” صحيح مسلم؟!

بقلم: خالد الخاجه

هذه الرواية من الروايات “الرادعة”، و التي تبيح للمسلمين أن يضايقوا أهل الكتاب عند الحاجة، بهدف ثنيهم عن مضايقة المسلمين.

في الواقع، الرواية صحيحة و يستشهد بها أعداء الاسلام أو أعداء السنة النبوية، ولكنها لا تستهدف ضعفاء و منصفي أهل الكتاب، و انما تستهدف الذين يكرهون الإسلام و يضايقون المسلمين منهم.

فعند البحث و المراجعة، نجد على سبيل المثال الشيخان ابن باز رحمه الله و المنجد حفظه الله، يؤمنان تمام الايمان بتلك الرواية، ولكنهما يلينان عندما يُسألان عن كيفية التوفيق بين الرواية و الاية الكريمة {لَّا یَنۡهَاكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِینَ لَمۡ یُقَـٰتِلُوكُمۡ فِی ٱلدِّینِ وَلَمۡ یُخۡرِجُوكُم مِّن دِیَـٰرِكُمۡ أَن تَبَرُّوهُمۡ وَتُقۡسِطُوۤا۟ إِلَیۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ یُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِینَ} الممتحنة ٨.

يقول الشيخ ابن باز رحمه الله: “هذا ممكن (يقصد ان يضيق المسلم عليهم) و هذا ممكن (يقصد أن يقسطهم المسلم و يبرهم) و لا منافاة بين هذا و هذا، أن يقسط إليهم و يحسن إليهم إذا كان محتاجاً أو فقيراً أو قريباً

و يقول الشيخ المنجد حفظه الله: “من المعلوم أن هدي النبي صلى الله عليه وسلم ليس إذا رأى الكافر ذهب يزحمه إلى الجدار حتى يرصه على الجدار، لم يكن النبي صلى الله عليه و سلم يفعل هذا باليهود في المدينة و لا أصحابه (رضوان الله عليهم) يفعلونه بعد فتوح الأمصار“.

و عليه، الرواية لا تستهدف عامة أهل الكتاب، و انما تستهدف طائفة منهم تكره الإسلام و تضايق المسلمين و تتكبر عليهم. أي أن القاعدة هي المعاملة بالمثل، فإن ضايقونا ضايقناهم أو سامحناهم، و إن بروا بنا، وجب أن نبرهم.

في الحقيقة، منذ عهد الرسول صلى الله عليه و سلم و الى الآن، هناك طائفة من اليهود و النصارى من يكنون للاسلام الكره و العداء و يتعالون على المسلمين في كل مناسبة، و ما حوادث حرق القرآن في الغرب عنا ببعيد. فلا بأس أن نعامل هؤلاء بالشدة، أو نسامحهم عملاً بقوله تعالى في الآية 34 من سورة فصلت {وَلَا تَسۡتَوِی ٱلۡحَسَنَةُ وَلَا ٱلسَّیِّئَةُۚ ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِی هِیَ أَحۡسَنُ فَإِذَا ٱلَّذِی بَیۡنَكَ وَبَیۡنَهُۥ عَدَ ٰ⁠وَةࣱ كَأَنَّهُۥ وَلِیٌّ حَمِیمࣱ}.

و لعل بنفس المنطق، و من باب الردع بالمعاملة بالمثل، أبقى الشرع على باب واحد فقط من أبواب العبودية البشعة، و هو سبي من أصر على معاداة المسلمين و محاربتهم. و الشرع ابقى على هذا الباب البشع مضطراً ليكون رادعاً للكفار و مانعهم من الاساءة الى اسرى المسلمين لديهم. فالاعداء اصناف، و بعضهم لا يفهم الا لغة القوة.

و لذلك، اباح الشرع للحاكم المسلم أن يتصرف مع الاسرى كيفما رأى مناسباً، إما أن يسبيهم أو يطلقهم احرارا أو يقايض بهم اسرى المسلمين.

و عليه في الاسلام، الرحمة و العدالة و البر هي أُسس التعامل مع غير المسلمين. إلا أن الرواية تخير المسلم أن يتعامل بالتعالي مع أهل الكتاب إذا إقتضت الحاجة، بهدف تعزيز العدالة و الاستقرار في المجتمع.

هكذا نفهم الرواية!

التواضع، سر نجاح الامبراطورية العربية (الاسلامية)
×
7 April 2023

التواضع، سر نجاح الإمبراطورية العربية (الاسلامية)

بقلم: خالد الخاجه

يقول الدكتور روي كاساغراندا (Roy Casagranda)، بروفيسور في اوستن كوميونيتي كوليدج بالولايات المتحدة الامريكية:

ولدت الإمبراطورية العربية (الاسلامية) في عام 632 ميلادية، حين اتحدت شبه الجزيرة العربية بأكملها لأول مرة في التاريخ!

و بحلول عام 711 ميلادية، كان لدى الإمبراطورية العربية (الاسلامية) أغلبية مسيحية بنسبة 60٪. في الواقع، كان 60٪ من إجمالي السكان المسيحيين في العالم متواجدون في هذه الإمبراطورية العربية الفتية، بالاضافة الى أقلية بوذية تقدر ما بين 5 إلى 10٪، اذ كانت لدى أفغانستان آن ذاك حضور بوذي ضخم!

و في هذه التركيبة السكانية، إشارة صريحة على تسامح و تواضع تلك الامبراطورية العربية (الاسلامية) مع الثقافات الاخرى، و تميزها في قيادة أمة متعددة الاعراق و الثقافات!

فقد جرت العادة أن يكون الغزاة متعجرفين وساديين، مثل الرومان. و على سبيل المثال، بعد سيطرة الجنرال الروماني يوليوس قيصر على الغال (Gaul) في فرنسا، انخفض عدد سكانها من 3 إلى 1 مليون (و كذلك بعد سيطرة الاسكندر الاكبر على العاصمة الفارسية بيرسبوليس، قام باحراق قصر الملك داريوش). هذا ما فعله الغزاة في كثير من الأحيان.

أقول: و هذا مصداقاً لقوله تعالى في سورة الانعام، الآية 34: {قَالَتۡ إِنَّ ٱلۡمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا۟ قَرۡیَةً أَفۡسَدُوهَا وَجَعَلُوۤا۟ أَعِزَّةَ أَهۡلِهَاۤ أَذِلَّةࣰۚ وَكَذَ ٰ⁠لِكَ یَفۡعَلُونَ}

ثم يقول الدكتور روي كاساغراندا: بينما كان العرب متواضعون بشأن هذا الأمر، و تركوا الأمم المحتلة تدير شؤونها الخاصة. لأن العرب اعترفوا بأنهم لا يعرفون كيف يفعلون ذلك، و لم تكن لديهم ميول خاصة. لهذا السبب و بكل ذكاء و تواضع، استخدمت الإمبراطورية العربية (الاسلامية) في العهد الاموي و لسنوات، العملات الرومانية التي كانت تُضرَب في غير بلاد المسلمين و طُبعت عليها صلبان متعددة!

و في هذا الصدد، يقول البروفسور جورج صليبا في بودكاست الفنجان:

لا يمكن إغفال دور بني أمية في تقوية الإمبراطورية العربية (الاسلامية) عسكرياً و مالياً، خاصة الدور السياسي للخليفة الاموي معاوية بن ابي سفيان (رضوان الله عليه) في تقوية و استقرار الإمبراطورية العربية و إدارة امورها بسياسة: الشَّعرَة، و الاخذ و العطاء!

و كذلك، لا يمكن إغفال الدور الاداري و المالي للخليفة الاموي عبدالملك بن مروان. فمنذ عهد الرسول صلى الله عليه و سلم، كان العرب و المسلمون يتعاملون بالدينار و الذهب البيزنطي. و كان من ذكائهم (تواضعهم)، الابقاء على الوضع الاقتصادي العام، بهدف المحافظة على النقد. الى أن كتب الإمبراطور البيزنطي الى عبدالملك بن مروان يهدده، عندما قال ما مفاده:

أنا لا أعترف برب المسلمين و لا في رسولهم. لذا، إذا لم تتوقف عن كتابة “بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على محمد بن عبدالله” في بداية رسائلك الموجهة الي، فسأمنع عنكم الدينار الذهبي البيزنطي الذي تتداولون به في اسواقكم و معاملاتكم!

عندها، لجأ الخليفة الاموي عبدالملك بن مروان الى إبن عمه خالد بن يزيد بن معاوية، يستشيره في كيفية التعامل مع هذا التهديد الاقتصادي. و كان لخالد اهتمامات بعلم الكيمياء و علاقة العناصر ببعضها، فاقترح خالد على ابن عمه أن يَصُبُّوا ديناراً جديداً. إذ كان خالد يعرف التعامل مع الموازين الحساسة في تحديد نسبة الذهب المطلوب خلطه مع النحاس، لانتاج عملة ذهبية قيمتها ثابتة و صالحة للتداول بسبب صلابتها، فالذهب الخالص لا يصلح للتداول كعملة. و بالفعل، تم إصدار اول عملة للامبراطورية العربية (الاسلامية)، و هي موجودة الآن في المتحف البريطاني، و مكتوب على جهة: “الله الأحد الله الصمد، لم يلد و لم يولد”، و مكتوب على الوجه الآخر: “محمد رسول الله”.

فاستحدث بني أمية بذلك عملة عربية إسلامية تضاهي العملة البيزنطية النصرانية، و التي كان على جهة منها صورة الإمبراطور البيزنطي، و في الجهة الاخرى صورة الصليب. و عليه، يُعَد ما فعله الخليفة الاموي عبدالملك بن مروان إستحداث لدولة جديدة و مستقلة إقتصادياً، و هذا ما يجعل الخليفة الاموي عبدالملك بن مروان من أهم خلفاء الإمبراطورية العربية (الاسلامية) القوية عسكرياً و إقتصادياً، و على استعداد للقيام بنهضة علمية مُكلِفة!

و إستمر بني امية باستحداث أنظمةٍ من شأنها تعزيز استقلالية الإمبراطورية العربية (الاسلامية). فلأكثر من 50 عاما (و بمنتهى التواضع)، تبنت دواوين الإمبراطورية العربية (الاسلامية) اللغة الساسانية (الفارسية القديمه) و حساباتها الخاصة، و كذلك اللغة البيزنطية و حساباتها الخاصة، عند التعامل مع الأموال التي كانت تدخل من الشرق و الغرب على خزانة الإمبراطورية العربية (الاسلامية).

الى أن قام الخليفة الاموي عبدالملك بن مروان بترجمة تلك الحسابات و “توحيدها”، و إستحدث بذلك امبراطورية لها انظمتها الادارية و الحسابية الخاصة، و القائمة على اللغة العربية.

و العباسيون أبقوا على تلك الأنظمة كما تركها الامويون، و لم يرجعوها الى سابق عهدها. و لذلك، يُعتبر العباسيون قد حصدوا ما أنتجه الامويون من أنظمة و إقتصاد و ثراء (استقرار و استقلال). و نتج من هذا الحصاد طفرة علمية لم يشهدها التاريخ!

إن مبادرة الأمويين في تعريب الانظمة أفقدت المتحدثين بالفارسية و اليونانية وظائفهم في الديوان. فاصبحوا يترزقون بالتنافس في ترجمة كل ما هو غير معلوم في الإمبراطورية العربية (الاسلامية) الى اللغة العربية. و نتج من هذا التنافس بداية عصر الترجمة، حيث تم ترجمة علوم فلكية و فلسفية و طبية و غيرها، و لم تبدأ الترجمة في العصر العباسي كما يتوهم البعض!

أقول: تجلت حس القيادة في بني أمية، باستمرارهم في ادارة موارد الامبراطورية العربية (الاسلامية) الفتية و تطوير سياساتها المالية تدريجياً بكل ذكاء و تواضع، الى أن بدأ الامويون في عهد عبدالملك بن مروان بطباعة عملة مستقلة للامبراطورية العربية (الاسلامية) و فك الارتباط بالعملة الرومانية.

و أدت مثل هذه السياسات المالية لبني أمية الى إثراء الامبراطورية العربية (الاسلامية)، ليأتي العباسيون من بعدهم ليتسلموا زمام هذه الامبراطورية العربية القوية و يستثمروا ثروتها في العلوم و الصناعة. فالحضارات تقوم على الاستقرار و الثروات، و بني أمية هم من وضعوا القواعد لبيت الحضارة العربية (الاسلامية)، و أتى العباسيون من بعدهم و رفعوا تلك القواعد!

قرار محكمة ١٩٣٠ الدولية بشأن حائط البراق
×
23 March 2023

قرار محكمة ١٩٣٠ الدولية بشأن حائط البراق

 

هل سمعت بالمحكمة الدولية التي عُقِدَت سنة ١٩٣٠ (قبل ٩٣ سنة) و أثناء الانتداب البريطاني لفلسطين؟

و ماذا قال المحكمون الاوربيون من الساسة و القضاة و المحامون و العلماء، و لم يكن بينهم عربي و لا مسلم واحد؟

كان ذلك عندما تقاضى سكان بيت المقدس من المسلمين (على مضض) و اليهود حول حق إدارة شؤون المقدسات و ضوابط الزيارات، و بالتحديد الحائط الغربي العتيق (حائط البراق كما يسميه المسلمون او حائط المبكى كما يسميه اليهود) و الساحة التي امام الحائط.

اثناء الانتداب البريطاني على فلسطين، اندلعت انتفاضة البراق الدامية عام ١٩٢٩ ضد المستعمر البريطاني احتجاجا على تسهيلات قدمها الانجليز لليهود للوصول و الصلاة عند الحائط الغربي للمسجد الأقصى. و من أبرز تلك التسهيلات، منع سياح العرب من الاقتراب من الحائط أثناء اداء اليهود لشعائرهم الدينية أيام الاثنين و الخميس و السبت.

في الحقيقة، لم تمانع الطائفة المسلمة أن تستمر الطائفة اليهودية في ممارسة شعائرهم الدينية امام الحائط، كما كان الحال لقرون عدة في ظل الخلافة الإسلامية و الى ما قبل الحرب العالمية الأولى. ولكن المسلمون مانعوا التسهيلات البريطانية و ممارسات إستحدثتها الصهاينة من الطائفة اليهودية، كانت تبدوا في ظاهرها إستحداثات بسيطة ولكن المسلمون كانوا يرونها خطيرة.

في الحقيقة، كانت هذه الممانعة العربية منشؤها تخوف العرب من وعد بلفور الصادر في سنة ١٩١٧، و تخوف الطائفة المسلمة من النوايا الخفية للصهاينة اليهود (بدعم بريطاني) في الاستحواذ على الحرم القدسي، و ذلك عن طريق تحويل المكان تدريجيا إلى كنيس يهودي و من ثم المطالبة بملكية المكان و بناء هيكل (مسجد) سليمان عليه السلام على انقاظ المسجد الأقصى!

و تضمنت الممارسات المستحدثة و التي تخوف منها المسلمون، تنصيب الكراسي في الساحة الامامية و فرش الساحة للمصلين و تنصيب الستائر لفصل الرجال من النساء و دق الاوتاد في الحائط من أجل تعليق ملابسهم و وضع طاولة امام الحائط لتحمل التلمود أثناء قراءتها و وضع خزانة بجانب الحائط.

و لم تهدأ الاشتباكات الدامية إلا بعد أن قبل الانجليز بإحالة النزاع إلى محكمة دولية. و عين وزير المستعمرات البريطاني في ١٣ سبتمبر ١٩٢٩ ميلادية لجنة عرفت باسم “لجنة شو” للتحقيق في الأسباب المباشرة للاشتباكات، و وضع التدابير لمنع تكرارها. و اقترحت الحكومة البريطانية على مجلس عصبة الأمم تشكيل لجنة لهذا الغرض، حيث وافق مجلس العصبة في ١٥ مايو ١٩٣٠ ميلادية على تشكيلها برئاسة وزير الشؤون الخارجية السابق في حكومة السويد رئيساً، و عضوية نائب رئيس محكمة العدل في جنيف، و رئيس محكمة التحكيم النمساوية الرومانية المختلطة و حاكم الساحل الشرقي لجزيرة سومطرة السابق و عضو برلمان هولندا، وهي لجنة دولية محايدة و على أعلى مستوى قضائي و تحكيمي. و وصلت اللجنة إلى القدس في ١٩ يونيو ١٩٣٠، حيث أقامت شهراً كاملاً في فلسطين، و كانت في كل يوم تعقد جلسة أو جلستين!

و أثناء الجلسات التي عقدتها اللجنة، و عددها ٢٣ جلسة، استمعت اللجنة إلى شهادة ٥٢ شاهداً من بينهم ٢١ من حاخامات اليهود و ٣٠ من علماء المسلمين، و شاهد واحد بريطاني. و قدم الطرفان إلى اللجنة ٦١ وثيقة، منها ٣٥ مقدمة من اليهود و ٢٦ وثيقة مقدمة من المسلمين.

و بناء على مبدأ الأمر الواقع (status quo) و المعمول به لفك النزاعات بين الطوائف المسيحية على ادارة المقدسات المسيحية، ثبت للمحكمة الدولية أن حجة المسلمين في الملكية كانت هي الغالبة، إذ استطاع دفاعهم أن يثبت أن المنطقة التي تحيط بالجدار وقف إسلامي بموجب وثائق وسجلات المحكمة الشرعية، وأن نصوص القرآن وتقاليد الإسلام صريحة بقدسية المكان عندهم.

جاء قرار المحكمة بعد أكثر من خمسة أشهر من بدء جلسات اللجنة الدولية في القدس، و بعد أن استمعت إلى ممثلي العرب المسلمين و ممثلي اليهود، و اطلعت على كل الوثائق التي تقدم بها الطرفان، و بعد أن زارت كل الأماكن المقدسة في فلسطين. و عقدت اللجنة جلستها الختامية في باريس من ٢٨ نوفمبر إلى ١ ديسمبر ١٩٣٠ ميلادية، حيث انتهت اللجنة بالإجماع إلى قرارها الذي استهلته بالفقرة التالية:

– للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي، ولهم وحدهم الحق العيني فيه لكونه يؤلف جزءاً لا يتجزأ من مساحة الحرم الشريف التي هي من أملاك الوقف، و للمسلمين أيضاً تعود ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط وأمام المحلة المعروفة بحارة المغاربة المقابلة للحائط، لكونه موقوفاً حسب أحكام الشرع الإسلامي لجهات البر و الخير.

– لا يجوز تحت أي ظرف من الظروف اعتبار ملحقات العبادة و / أو الأشياء الأخرى التي يحق لليهود وضعها بالقرب من الجدار إما وفقا لأحكام هذا الحكم الحالي أو بالاتفاق الذي يتم التوصل إليه بين الطرفين، أو يكون لها تأثير، على إنشاء أي نوع من حقوق الملكية للجدار أو في الرصيف المجاور.

– و من ناحية أخرى، يلتزم المسلمون بعدم البناء أو بناء أي صرح أو هدم أو إصلاح أي مبنى داخل ممتلكات الوقف (منطقة الحرم والحي المغربي) المتاخم للحائط، بحيث يتعدى العمل المذكور على الرصيف أو يعيق وصول اليهود إلى الحائط أو ينطوي على أي إزعاج لليهود خلال أوقات زياراتهم التعبدية للحائط، إذا كان من الممكن تجنبه بأي شكل من الأشكال.

– كما يجب إخطار اليهود بتلك الاعمال من قبل الإدارة:

– في يوم رأس السنة الجديدة وفي يوم الكفارة، و كذلك في أية “أيام مقدسة” خاصة أخرى تعترف بها الحكومة على أنها أيام إعتاد فيها اليهود إحضار التابوت الذي يحتوي على مخطوطات الشريعة إلى الحائط. باستثناء ما هو منصوص عليه في مواد هذا الحكم، لا يجوز وجود أي ملحقات عبادة بالقرب من الجدار.

– لا يجوز رفع أي اعتراض أو عائق أمام اليهود، بصفتهم الفردية، و الذين يحملون معهم إلى الحائط كتيبات أو غيرها من الأشياء المستخدمة عادة في عباداتهم إما كشيء عام أو في مناسبات خاصة، ولا لارتداء الملابس القديمة المستخدمة في عباداتهم.

– يجب أن تكون المحظورات التي تم سنها مؤقتا ضد إحضار المقاعد والسجاد أو الحصير والكراسي والستائر والشاشات وما إلى ذلك إلى الجدار، وضد قيادة الحيوانات في ساعات معينة على طول الرصيف، مطلقة، وكذلك الأمر القضائي بإبقاء الباب في الطرف الجنوبي من الجدار مغلقا خلال ساعات معينة. ومع ذلك، يجب احترام حق المسلمين في الحركة ذهابا وإيابا بطريقة عادية على طول الرصيف ويظل مصونا كما هو الحال حتى الآن.

– يحظر إحضار أي خيمة أو ستارة أو أي شيء مماثل إلى الحائط بقصد وضعها فيها ولو لفترة زمنية محدودة.

– لا يسمح لليهود بالنفخ في قرن الكبش (شوفار) بالقرب من الحائط ولا التسبب في أي إزعاج آخر للمسلمين يمكن تجنبه. من ناحية أخرى، لا يسمح للمسلمين بإجراء مراسم الذكر بالقرب من الرصيف أثناء تقديم العبادات اليهودية أو التسبب في إزعاج اليهود بأي طريقة أخرى.

– يجب أن يكون مفهوما أنه يحق للإدارة إصدار التعليمات التي قد تراها مناسبة فيما يتعلق بأبعاد كل من الأشياء التي يجوز لليهود إحضارها إلى الحائط، مع احترام الأيام والساعات المحددة المشار إليها أعلاه، و كذلك احترام التفاصيل الأخرى التي قد تكون ضرورية لتنفيذ هذا الحكم الحالي للجنة بشكل كاف وكامل.

– يحظر على أي شخص أو أشخاص استخدام المكان أمام الجدار أو محيطه للخطب أو الأقوال أو المظاهرات السياسية من أي نوع كان.

– يعتبر من الأمور ذات المصلحة المشتركة للمسلمين واليهود على حد سواء عدم تشويه حائط المبكى بوضع أي نقوش عليه أو بدق المسامير أو أشياء مماثلة فيه، وكذلك الحفاظ على الرصيف أمام الجدار نظيفا واحترامه بشكل صحيح من قبل المسلمين واليهود على حد سواء. يعلن بموجب هذا أنه من حق المسلمين و واجبهم تنظيف الرصيف وإصلاحه، إذا ومتى كان ذلك ضروريا، بعد إخطار الإدارة على النحو الواجب.

– نظرا لاعتبار الجدار نصباً تاريخياً، يعهد بصيانته إلى الإدارة الفلسطينية، بحيث تقوم هذه الإدارة بإجراء أي إصلاحات قد تكون ضرورية له وتحت إشرافها ولكن بعد التشاور مع المجلس الإسلامي الأعلى والمجلس الحاخامي لفلسطين.

– إذا لم يعتني المسلمون في الوقت المناسب بأية إصلاحات ضرورية للرصيف، تتخذ الإدارة الفلسطينية الخطوات اللازمة لإنجاز العمل.

– يطلب من كبار حاخامات القدس أن تعين مسؤولا أو أكثر ليكون ممثلهم المفوض أو ممثليهم لتلقي التعليمات والمراسلات الأخرى التي تصدرها الإدارة الفلسطينية من وقت لآخر بشأن الحائط الغربي و الرصيف أمامه، و الإجراءات التي يجب مراعاتها فيما يتعلق بالعبادات اليهودية بالقرب من الحائط.

و قد وضعت أحكام هذا الأمر موضع التنفيذ اعتباراً من ٨ يونيو ١٩٣١، و أصدرت الحكومة البريطانية كتاباً أبيض عن الموضوع اعترف بملكية المسلمين للمكان وتصرفهم فيه. كما أصدر ملك بريطانيا على أساس ذلك المرسوم الملكي المعروف باسم مرسوم الحائط الغربي لسنة ١٩٣١ الذي نشر في حينه في الجريدة الرسمية لفلسطين.

أعتقد بأن لجنة التحكيم كانت صادقة ولكنها لم تكن شجاعة و عادلة و حكيمة. و أجزم بأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان سيحكم بما يرتضيه قلة من المخلصين من الطائفة المسلمة و الطائفة اليهودية، و كان سيرفضه الأكثرية من القومية الاسلامية و القومية اليهودية، و سأشرح هذا في مقال منفصل بإذن الله!

Jerusalem – United Kingdom Commission report on the Western Wall (1930) – LoN report/Letter from Jordan

https://www.un.org/unispal/document/auto-insert-183716/

استاذنا عتيق
×
19 March 2023

 

 بالامس إستودعنا الله حبيباً في خيمة البقيع، و التقينا بعتيق الاحمدية من زمن العقيق!

و طيب الله يدي في يداه و طمأن روحي بحنان عيناه. ثم توسط الطيبين بأبوته، و تميز عنهم بجماله و الكركمية كندورته!

قيل: أن شابا اخذ صديقه لدكان أباه، فرحب الرجل بالضيف و عرض عليه المكسرات إكراماً. إلا أن الضيف إمتنع خجلا، فاغترف الرجل بيده كمية من المكسرات و اهداها للضيف!

قال الشاب لصديقه بعد أن غادروا الدكان: ما كان عليك أن تخجل من أبي إذ عرض عليك المكسرات!

فأجابه الصديق: لم أخجل منه، و إنما طمعت أن يغترف هو لي المكسرات بيديه اللتان أكبر من يداي!

و ها أنا أدعوا الله أن يرزقكم بيداه المبسوطتان، خير الدنيا و الآخرة!

أستاذنا عتيق يا عقيق، إبق جميلا كما عهدتك!

الخلق من العدم
×
13 March 2023

الخلق من العدم

مع الدكتور باسل الطائي، و هو أستاذ الفيزياء الكونية في جامعة اليرموك بالاردن، و هو من بحث في بريطانيا، و تحت إشراف العالم ستيوارت داوكر (الذي اشتهر بحل المسائل المعقدة في الفيزياء الرياضية) حساب طاقة العدم التي خلق منها الكون، و الذي من خلاله اكد بأن الكون خلق من العدم. و كان عنوان رسالته بالتحديد:

Vacuum Energy in Einstein Universe

و للدكتور باسل الطائي إجابتين (قديمة و حديثة) على السؤال التالي: هل الخلق جاء من العدم أم من مادة كانت موجودة سابقاً؟ الاجابة الأولى و القديمة (الفلسفية) هي:  في الماضي كان هناك رأيان في هذا الصدد، لفلاسفة غير مؤمنين و فلاسفة مؤمنين.

الراي الأول للفلاسفة أو العلماء الغير مؤمنين، و هم القائلين بأن الكون خُلِقَ من شيء، و هذا رأي القائلين “بقِدَم الكون”، أي أن الكون ليس له بداية في الزمان. و الفلاسفة اليونانيون كانوا يتزعمون هذا الرأي و على رأسهم ارسطوا، و تبعه أيضا فلاسفة المسلمين كابن سينا و الفارابي و إبن الرشد (و إن لم يصرح الاخير بقدم الكون، ولكنه لم يمنعه).

أما الراي الثاني للمتكلمين من علماء المسلمين ( الفلاسفة المؤمنين)، و الذين قالوا بخلق الكون من لا شيء، أي أن الكون ليس بقديم و إنما “مُحدَث” و له بداية في الزمان. و قد رفض هؤلاء مبدأ “قِدَم الكون” لكي لا يجعلوا الكون مساوياً و شريكاً لله. فالقول بقدم الكون يلزم عندهم الايمان بقدم مادة كانت موجودة من الازل مع الله، و هذا يخالف مبدأ التوحيد. فلا موجود غير الله قبل خلق الكون. فالعالم أو الكون هو كل ما سوى الله، و الله ليس جزء من هذا العالم، و لا أن العالم هو الله كما يقول بعض الفلاسفة المعاصرين.

أما الاجابة الثانية و الحديثة (العلمية) فهي:  اكتشاف هابل لظاهرة توسع الكون في العشرينات من القرن العشرين، أجبرت العلماء (الغير مؤمنين) على القول بأن “الكون خُلِقَ من العدم”. و بهذا، أصبحوا مضطرين على أن يخالفوا ما ذهب إليه فلاسفة اليونان و يوافقوا ما ذهب إليه المتكلمين المسلمين.

فقد وجد هابل في المرصد الفلكي بأن المجرات تتباعد عن بعضها البعض بسرعة عالية. أي إذا عكسنا الظاهرة و رجعنا بالزمن تدريجياً، فلابد أن يكون للكون من نقطة بداية، و سميت تلك النقطة بعد ذلك بنظرية الانفجار العظيم (Big Bang) و التي اكتشفت في الأربعينات من القرن العشرين. و لم تُوضَع هذه النظرية فقط لتُفَسِّر ظاهرة توسع الكون، و إنما أيضا لتُفَسِّر وجود العناصر الطبيعية في الكون بنِسَبٍ محددة (لماذا توجد الهيدروجين بنسبة ٧٦% و الهيليوم بنسبة ٢٣% و بقية العناصر بنسبة ١%؟).

و يستكمل الدكتور باسل الطائي الحديث بتعريف “العدم الفيزيائي”، و يوضح بأن العلماء الملحدين أمثال لورانس كِرَاوس صاحب كتاب شيء من لا شيء (Something Out of Nothing) و إستيفن هاوكنغنز يؤمنون بأن الكون خلق “نفسه” من العدم!، على أساس أن “العدم الفيزيائي” ليس اللاشيء.

و للعلم، فإن”شيئية العدم” تكلم فيها قديماً المعتزلة و المتكلمين المسلمين، و كما يقول الجويني في كتاب “الشامل في اصول الدين”: حقيقة الشيء المعلوم، و العدم معلوم، فهو شيء. و الأشاعرة سألوا المعتزلة: الأشياء تتكون من الجواهر، فإذا كان العدم شيء فما جوهر العدم؟ فاجابوهم المعتزلة: جواهر العدم كجواهر الوجود، إلا أنها غير متحيزة (أي لا تُشغِلُ مكاناً). و العدم ليس مكانا بالضرورة. أما أبو حامد الغزالي، فناقش عدمية الكون في كتاب “تهافت الفلاسفة” بعمق شديد و بدقة، و قال بعدم وجود المُخَصِّص أو المُرجِّح، لأن المُرجح هو إرادة الله في الخلق.

و بمفهوم فيزيائي بحت، يمكن شرح “شيئية العدم” من خلال نظرية المجال الكمِّي ( Quantum Field Theory)، و هي نظرية تُقِرُّ رياضياً بأن الاشياء لها حد في القياس (تقبل القياس)، و أن العدم يتكون من أشياء متناهية في الصغر (زماناً) و يستحيل قياسها، و لذلك وجودها إفتراضي و قياسها مُحَال. فعلى سبيل المثال، القلم بيدك موجود لأنه قابل للقياس (له وزن و كتلة و طول و عرض) و بالنتيجة الأشياء الفيزيائية هي الأشياء القابلة للقياس. و عليه، كل ما هو غير قابل للقياس، كالملائكة و الجن مثلا، تعتبر كائنات غير فيزيائية، و فيزيائيا العدم أو اللاشيء ليس بالضرورة الغياب المطلق للاشياء، أو كما قال المعتزلة: جواهر العدم كجواهر الوجود، إلا أنها غير متحيزة، أي لا تُشغِلُ مكاناً، لتناهي دقتها و صغر حجمها.

و تَكمُن مُغَالطة أمثال لورانس كِرَاوس و إستيفن هوكنغنز في كتابه “التصميم الاعظم” في إدعائهم بأن قوانين ميكانيك الكَمْ و الجاذبية تستطيع تحويل العدم الى وجود. في الحقيقة، لا يمكن أن يُخلَق شيء من غير قوة خارجية، كالقوة النووية أو القوة الكهربائية أو القوة المغناطيسية أو قوة الجاذبية. هذه القوى الاربعة يمكنها أن تحول العدم الى وجود، و إلا سيبقى العدم عدماً لمليارات السنين. و لهذا، يقول إستيفن هاوكنغنز في كتابه أن قوة الجاذبية هي التي تخلق، و ذلك لان الجاذبية تعمل على استطالة زمن وجود الأشياء (في العدم) و بالتالي تحويلها من العدم الى جسيمات حقيقية يمكن قياسها. و إستيفن هاوكنغنز عمل على الثقوب السوداء و التي تملك قوة جاذبية هائلة، من شأنها أن تُفلٍق العدم و تنشأ جسما، فقال: إن الجاذبية تحول العدم الى وجود. و السؤال الذي نطرحه هنا على إستيفن هاوكنغنز: إذا كان العدم هو اللاشيء و أن قوة الجاذبية بامكانها أن تحول العدم الى وجود، من أين جاءت قوة الجاذبية و الجاذبية ليست من العدم؟!

ثم يستكمل الدكتور باسل الطائي الحديث نافيا ما ذهب إليه الملحدون أمثال لورانس كراوس و إستيفن هوكنغنز من أن العدم يمكنها أن تخلق نفسها ذاتيا، و يأكد الدكتور باسل الطائي بأن ذلك لا يمكن حدوثه بدون وجود قوة خارجية. و الملحدون يعترفون بضرورة وجود القوة الخارجية (كقوة الجاذبيه).

ولكن، ما هي الجاذبية؟

الجاذبية هي تَحَدُّب شديد في الزَمَكَان. ولكن، من أين أتى هذا التحدب الشديد في الزمكان؟ لابد من قوة أو إرادة خارجية (External Agency)، نحن نسميها الله.

و إذا عرفنا أن تَحَدُّب الزمان هو مَطِّهِ و إستطالته، فإن هذه الظاهرة تخدم في أن يخرج الشيء من اللاشيء (العدم).

ولكن، كيف يفسر الدكتور باسل الطائي غياب مبادئ عقلية محضة و هي أقرب إلى البداهة (كالشيء لا يخلق نفسه) على فيزيائيون عظام أمثال لورانس كراوس و إستيفن هاوكنغنز؟!

يقول الدكتور باسل الطائي، بأنه لا يتهم لورانس كراوس و إستيفن هاوكنغنز بالجهل، ولكنه يشير الى مغالطتهم و إغفالهم أن الجاذبية بحاجة الى من يُوجِدُها، كالله سبحان و تعالى.

https://youtu.be/PpDK5UkjUd0

بل بيت الاسرة الابراهيمية المبارك
×
5 March 2023

“بل بيت الأسرة الابراهيمية المبارك

شاهدت مقطع بعنوان “البيت الابراهيمي باطل”. فقررت أن أعلق على الموضوع، لتكراره و إفتتان الكثيرين بالدعايات التي تُنشرُ ضده على يد طائفة، لسان حالهم “أنا خير منه”!

اقول و بالله التوفيق في رد بعنوان، “بل بيت العائلة الابراهيمية المبارك”:

في مستهل هذه التذكرة المتواضعه، اذكر نفسي بقول المصطفى صلى الله عليه و سلم في حديث متفق عليه:

سيخرج في آخر الزمان قوم “أحداث الأسنان“، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، “يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم“، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة. فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة”.

ثم ياتي متحدث “صغير السن” و مجهول الهوية، يتحدث في مسألة سياسية بحته تفوق سعة فهمه السقيم، ألا و هي مسألة “البيت الابراهيمي”.

و يستند هذا الصغير السن في بحثه على الظن بدلا عن البرهان “و بفهم مغلوط للقرآن“، تماماَ كمن حذرنا منهم المصطفى صلى الله عليه وسلم!

هذا الصغير السن و غيره من النخبة الذين خاضوا و للأسف الشديد بالطعن (دون علم) في مسألة البيت الابراهيمي السياسية، ليذكرونا بالنخبة التي اتبعت خطوات عبدالرحمن بن الاشعث الانتحارية (و الذي لم يمت في دار الاسلام). أين كانت عقولهم، رحمنا و رحمهم الله؟!

و يقرر صاحب المقطع لضعفه و خوفه من الحقيقة، أن يبدأ حديثه دون التطرق إلى منشأ فكرة البيت الابراهيمي. و اذا عرف السبب بطل العجب، و السبب يا اخواني الكرام أن “اول من قال بفكرة الدولة الابراهيمية هو تكفيري مثل المتحدث و اسمه سيد نصير. و هو سجين امريكي، اقترح على ديك شيني (ادارة جورج بوش الأمريكية) فكرة الدولة الابراهيمية“. و لن تجد ذكراً لسيد نصير في المنصات التي لسان حالها “انا خير منه“!

لا أنكر أن من أهداف البيت الابراهيمي، نشر ثقافة التسامح و التعايش بين المعتنقين للأديان الابراهيمية. ولكن، هذه النظرة سطحية، “فالهدف الاساسي سياسي بحت“، و يهدف الى محاربة اجندات الغلاة في الغرب، و الذين يهدفون الى شيطنة الدين الإسلامي برمته و سحقه. اؤلئك الغلاة و الذين يحاربون الاسلام كدين إرهابي (انتج القاعدة و داعش).

و البيت الابراهيمي رسالة سياسية قوية، أُلقِيَت لتلقف ما يأفكون و تبطل أو تضعف (على أقل تقدير) اجندات الغلاة في الغرب من خلال حملاتهم العدائية ضد الدين الاسلام (المباشرة و الغير مباشرة).

ثم ياتي صبي صغير السن و بعض النخب، ليحاربوا بسذاجة هذه المبادرة السياسية الذكية، و ليبصموا بسذاجتهم على اجندات الغرب الكارهة للاسلام!

ثم يحذر هذا الصغير في السن مستمعيه من الاهداف الخبيثة لمشروع البيت الابراهيمي، و هو “إلغاء” النصوص و الآيات القرآنية التي تتحدث عن الجهاد و غيرها من المسائل الخلافية في الاسرة الابراهيمية. و يقول المتحدث الصغير في السن بأن هذا كفر و خروج من الملة، و يستند في ذلك على الآية ٨٥ من سورة البقرة {أَفَتُؤۡمِنُونَ بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَـٰبِ وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضࣲۚ فَمَا جَزَاۤءُ مَن یَفۡعَلُ ذَ ٰ⁠لِكَ مِنكُمۡ إِلَّا خِزۡیࣱ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۖ وَیَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ یُرَدُّونَ إِلَىٰۤ أَشَدِّ ٱلۡعَذَابِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ}. و عليه، يستنتج المتحدث الصغير في السن أن القائمين على مشروع البيت الابراهيمي و المتعاونين معهم، يكونون بهذا قد “أنكروا” آيات من القرآن، و أنهم بذلك يكونون دُعَاة إلى الكفر بشكل صريح!

يا مغيث! هذا الصغير في السن لا يعي أن آيات القرآن الكريم بعضها تخص مرحلة ضعف الأمة و بعضها تخص مرحلة القوة. و لا نحتاج أن نكون علماء ذرة لنفهم أن الامة الاسلامية اليوم تعيش مرحلة الضعف (عسكريا و فكريا)، و أن السذج أمثال المتحدث يزيدونها ضعفاً. و عليه، من يجتهد و ياخذ بنصوص مرحلة ضعف الأمة و “يؤجل” العمل بنصوص مرحلة قوة الامة، لا يُعتبر لاغياً لآيات كتاب الله. فعند الحاجة، اذا اكل المضطر لحم الخنزير، لا يُعتبر قد لغى الآيات التي تحرم اكل لحم الخنزير. و الله، صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم عندما قال “يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم“.

اللهم بلغت، اللهم فاشهد!

ملاحظة: في الحقيقة، إن أصحاب الشأن قد وفقهم الله في إختيار اسم الكنيس اليهودي في حي البيت الابراهيمي بتسميته “كنيس موسى بن ميمون”. فمن إبن ميمون هذا؟

هو أَبُو عَمْرَان مُوسَى بْن مَيْمُون بْن عُبَيْد ٱللّٰه ٱلْقُرْطُبِيّ، المشهور في الغرب باسم ميمونيديس. و اشتهر عند العرب بلقب الرئيس موسى. و كان فيلسوف يهودياً سفاردياً، و أصبح من أكثر علماء التوراة إجتهادا و نفوذاً في العصور الوسطى. و كان كذلك عالم فلك و طبيباً بارزاً. وُلد في قرطبة ببلاد الأندلس في القرن الثاني عشر الميلادي، و من هناك انتقلت عائلته سنة ١١٥٩ إلى مدينة فاس المغربية، حيث درس بجامعة القرويين، ثم انتقلت العائلة سنة ١١٦٥ إلى فلسطين. و استقر بن ميمون في مصر آخر الأمر حتى وفاته، و عمل في مصر نقيباً للطائفة اليهودية و طبيباً لبلاط السلطان صلاح الدين الأيوبي. كان أوحد زمانه في صناعة الطب و متفنناً في العلوم. و يوجد معبد يحمل اسمه في العباسية بالقاهرة. أي أن هذا النابغة اليهودي كان ينعم بين المسلمين و في جامعاتهم و بلاطهم، و عليه كان تسمية الكنيس باسمه اكبر رسالة الى أعداء الاسلام في الغرب و في تسامح الإسلام و غالبية المسلمين!

بدون لف و دوران
×
1 March 2023

بدون لف و دوران!

البحوث بحاجة الى منهجيات صحيحة و تخطيط!

و من الأهمية بمكان أن يمتلك الباحث القدرة على الغوص في أعماق محيط التراث المخيفة لتفحص التفاصيل. ولكن، بشرط أن يمتلك القدرة على الخروج من أعماق التفاصيل، الى سطح المحيط، حيث يمكنه فرز المعلومات و إستخراج الدرر، و لكي لا يعلق بالقاع و يغرق بالمعلومات القيمة!

بل من الضروري أن يمتلك الباحث القدرة على التحليق في سماء محيط التراث، ليرى حقيقة تلك الدرر بشكل أوضح من الأعلى، و لكي ينتهي بنتيجة مفيدة و دقيقة و صحيحة، و يصنع من تلك الدرر عقداً جميلا يزين رقبة جارية عفيفة!

فاحذر كل الحذر من أن تبقى في القاع لاهياً بالمعلومات الثمينة، و إياك أن تغوص إن لم تكن تجيد العوم و من ثم الطيران!

و كثيرا ما يغفل المخلص (او يتغافل المغرض) و يعجز عند البحث في التراث الاسلامي عن رؤية الحقائق بشكلها الكلي من الأعلى!

و يتبين هذا في مقطع يتداوله المعادين للتراث الاسلامي، حيث يتضح من خلاله أن العلماء رحمهم الله تطرقوا قديما و غاصوا في مسألة نسخ القرآن بالحديث، و أن الامام الشافعي رحمه الله كان من المعارضين للفكرة و كان يقول بنسخ القرآن بالقرآن فقط. ثم أتى العلماء من بعدهم و غاصوا بحثاً في آراء السابقين و اجمعوا على أقرب الآراء الى الصواب، و بنوا على ما بناه السابقون و إستقروا على قبول مبدأ نسخ القرآن بالسنة!

هكذا شُيد صرح الحضارة الإسلامية، طوباً على طوب و طابق من فوق طابق على مر السنين. أو كما يفعل المتسابقون في سباق التتابع، حيث يجتهد العدَّاء الاول و ينهي مهمته و من ثم يسلم العصا للعداء الذي يليه، ليُكمل اللاحقون على ما بناه السابقون!

إذاً، المسألة ليست كما يتوهم البعض و كأن علماء أهل السنة و الجماعة تآمروا قبل ١٣٠٠ سنة في جنح الظلام و حرفوا الدين لاغراض دنيوية او لاهواء شخصية (كما فعل الاحبار و الرهبان) و أتى من بعدهم من أكمل المؤامرة و اخفى المسألة من دون مناقشة، كما صنعت الفرق الإسلامية الاخرى بتراثها!

و الحقيقة ليست كما يتوهم البعض بأن هذه المسائل (المؤامرة) كانت خافية، و كشفها رواد وسائل التواصل الاجتماعي في القرن ٢١. كلا!

فتراث أهل السنة و الجماعة مدون بالتفصيل الممل و لله الحمد، و الامم الاخرى تتمنى أن تملك تراثاً مكتوباً و محفوظاً و مُدَقَّقاً و مدوناً كالتراث الإسلامي!

و إنما الحقيقة تتجلى و بنظرة علوية من سماء محيط تراثنا الغني في أن:

الأمة الاسلامية (أهل السنة و الجماعة) ناقشت ثم ناقشت مثل هذه المبادئ خلال ١٣٠٠ سنة، مناقشة علمية و مستفيضة، و بحسن نية. و اختلف علماء الامة ثم اتفقوا بمر السنين على مبدء ما، كما تفعل كل المجتمعات العلمية. فتاريخ العلوم كلها تراكمية!

نظرياً، يمكننا أن نعيد مناقشة مسألة محسومة، ولكن لماذا؟ و ما الاضافة التي سنضيفها نحن بعد ١٣٠٠ سنة من البحث؟!

الخلاصة:

البحوث بحاجة الى منهجيات صحيحة و تخطيط، و ليس الى الهوى و الطاخ و الطيط!

تسيس الشذوذ
×
17 February 2023

 

سألني احد الاخوة عن الشذوذ:

هل هناك لوبيات تقف خلف الشذوذ و ؟تدعمها؟ و من يرئسهم؟ و من هم الاعضاء؟ و ما هو هدفهم من نشر تلك الظاهرة؟ كيفية القضاء عليهم، حتى احافظ على اسرتي؟

اولا: من هم؟

لن أقول أن وراءهم الماسونية و الدولة العميقة، فأنا احكم بالظاهر و لا علم لي بالباطن. و اترك هكذا نظريات لانظمتنا أن تتعامل معها بما لديهم من المعلومات و بما يرونه مناسبا.

ولكنني أقول بأن وراءهم في الدرجة الاولى ابليس! و وراءهم في الدرجة الثانية الغرب المسيحي (امريكا و الاتحاد الأوروبي) المنافق و الفاقد للمصداقية، كما لوح بذلك الشيخ سيف حفظه الله!

ثانيا: ما هدفهم؟

المحافظين في الغرب المسيحي يناقشون هذا السؤال و يحاولون أن يجيبوا عليه، و هناك نظريات عدة و من أشهرها: هدم الاسرة ليسهل السيطرة على الأفراد، و كذلك، الحد من التكاثر و زيادة عدد سكان الارض!

أما رايي الشخصي: هم يستخدمون حقوق الشذوذ عصاً يضربون بها دول الشرق (كل الدول السَّوية و الشريفة و من كانت على الفطرة، و إن تخلفت صناعيا و استبدت سياسيا)، بالضبط كما إستخدموا المنظمات الحقوقية لشيطنة من يعصيهم!

كذلك، هم يستخدمون حقوق الشذوذ كوسيلة للتنمر على من سواهم من الانظمة  و وصف من يخالفهم بالمتخلف، ليسهل شيطنتهم. في الحقيقة، يتم الان شيطنة المحافظين في داخل الغرب المسيحي كما يتم شيطنة المحافظين في دول الشرق لاسباب سياسية بحتة!

ثالثا: كيفية القضاء عليهم؟

بالتوعية و أن نتوحد و ندعم انظمتنا، لكي يطمئن الحاكم بأننا سنده و أننا لن نتخلى عنه في وقت العسرة و في حال حاول الغرب المسيحي شيطنة الحكام بالإعلام كما فعلوا مع شاه إيران. علينا أن ندعم أنظمتنا  ليتمكن الحاكم من مجابهة ضغوط الغرب المسيحي. فلنا في اتهامهم شاه إيران بالعمالة و الفساد و تخلي الشعب عن حاكمهم عبرة يا اولي الالباب!

بوركتم

رضاع الكبير و إستعادة شخصيتنا المؤسساتية
×
4 February 2023

رضاع الكبير و إستعادة شخصيتنا المؤسساتية

بقلم: خالد الخاجة

 

و الحل في أن تستعيد أمتنا شخصيتها المؤسساتية و الجريئة. و الى ذلك الحين، لن أستغرب إن إستنكر المسلمون في عصرنا تشريعات و ممارسات عمل بها السابقون من رواد القرون الخيرية (مجتمع مؤسساتي) على عهد الرسول محمد (ﷺ) و سلفه الصالح من الصحابة رضوان الله عليهم، و التابعين لهم باحسان.

فمُخرجات منهجية السابقون من القرون الخيرية كانت مؤسساتية و متزنة، تراعي الواقع و المهام و الواجبات و المخاطر. في حين أن مُخرجات منهجية اللاحقون لهم، هي مجموعة من التشريعات و الممارسات المنحازة، فتميل كل الميل لمحاربة مخاطر الفتن دون مراعاة للمهام و الواجبات. و هذا ما يجعلنا نعبس و نتولى عن ما يبدوا لنا و كأنها ممارسات إباحية و متهورة، كانت شائعة بين السابقين في القرون الخيرية. و لأننا عاجزون عن تكذيب تلك الممارسات القرآنية الصحيحة و الصريحة، نسعى بحسن نية إلى تأويلها أو تقييدها و التضييق عليها، درءاً للفتنة.

الى الآن، لن الومك أيها القارئ الكريم إذا رددت في نفسك و انت تحك ذقنك مذهولاً و مُشككاً: قد جُنَّ خالد و ضل! أقول: إطمئن يا فارس الحقيقة، و أعرني آذان عقلك الحر و قلبك الشجاع، و إنهي القرآءة الى خط النهاية، و من ثم لك أن تحكم علي بالجنون أو الماسونية.

و لكي نستسيغ هذا الحل، لابد أن نتطرق الى عدد من مُخرجات السابقون في القرون الخيرية و منهجياتهم المؤسساتية و الجريئة، و هي: عورة المسلمة الحرة و عورة الأَمَة المسلمة و رضاع الكبير، علماً بأن هذه الممارسات تعد استثنائية و مدهشة اذا ما قورنت بالممارسات التي كانت تعم العالم في تلك العصور.

أولا: عورة المسلمة الحرة

أجاز السابقون في القرون الخيرية أن تتبرج المسلمة الحرة في بيتها أمام مملوكها الذكر البالغ، و أجازوا لها أن تكتفي بستر عورتها (من السرة الى الركبة) و تخفيف ملابسها إذا إقتضت الحاجة، و بالتالي إعفائها من مشقة و عقبة إرتداء الحجاب و الثياب في بيتها أمام مملوكها الذكر، و بالرغم من المخاطر و الفتن التي قد تترتب على المجتمع بسبب تبرجها. فقد إعتبروا المملوك من محارمها الرجال بهدف تحسين جودة حياتها و إعانتها على أن تقَرَّ في بيتها، و هي الغاية الأسمى كما في الآية 33 من سورة الأحزاب }وَ قَرنَ فِی بُیُوتِكُنَّ وَ لَا تَبَرَّجنَ تَبَرُّجَ ٱلجَـٰهِلِیَّةِ ٱلأُولَىٰ{. و بموجب هذا التشريع الجريء، تم مساواة المسلمة الحرة بالمسلم الحر في حق امتلاك العبيد (الذكور). في الحقيقة، هذا تشريع مؤسساتي بحت، يوازن بين منافع أن تَقرَّ الحُرَّة في بيتها و مخاطر تبرجها امام مملوكها الذكر، بمنتهى الواقعية و العدالة و الانسانية. و إقرأ إن شئت في تفسير  الآية 31 من سورة النور {أَو مَا مَلَكَت أَیمَـٰنُهُنَّ}.

كما أجاز السابقون في القرون الخيرية للنساء الَّاتي قَعَدنَ عن الولد و الحيض و الأزواج بسبب الكبر، أن تضع بعض ثيابها أمام الرجال بشرط عدم التزين، و ذلك بهدف تحسين جودة حياة المُقعَدات من النساء الحرائر بتمكينها من تخفيف ملابسها، و بالتالي إعفائها من مشقة و عقبة إرتداء الجلباب و الرداء فوق ثيابها. في الحقيقة، هذا تشريع مؤسساتي بحت، يوازن بين منافع إحتشام المسلمة الحُرَّة المُقعَدة و مخاطر تبرجها أمام الرجال، بمنتهى الواقعية و العدالة و الانسانية. و إقرأ إن شئت في تفسير الآية 60 من سورة النور {فَلَیسَ عَلَیهِنَّ جُنَاحٌ أَن یَضَعنَ ثِیَابَهُنَّ}.

 ثانيا: عورة الأَمَة المسلمة

إعتبر السابقون في القرون الخيرية عورة الأَمَة المسلمة (الجارية و المملوكة البالغة) كعورة الرجل، من السُّرة الى الركبة. و يهدف هذا التشريع الجريء الى تحسين جودة حياة النساء المملوكات و اللاتي أُمِرنَ بانجاز الأعمال الشاقة خارج البيت كالرجال المسلمين الأحرار. و عليه، قاموا بمساواتها بالمسلم الحر و تمكينها من تخفيف ملابسها إذا إقتضى عملها ذلك، و بالتالي إعفاؤها من مشقة و عقبة إرتداء الحجاب و الثياب أثناء أداء واجباتها، كما يفعل المسلم الحر. و بمقتضى هذا الحكم، لا بأس على الأَمَة المسلمة أن تأخذ بالرخصة و تضع ثيابها، بالرغم من المخاطر التي قد تترتب على المجتمع بسبب تبرجها. في الحقيقة، هذا تشريع مؤسساتي بحت، يوازن بين منافع قيام الأَمَة بمهام الرجال و مخاطر تبرجها على المجتمع، بمنتهى الواقعية و العدالة و الانسانية.

 ثالثا: رضاع الكبير

و أجاز بعض السابقون في القرون الخيرية و على رأسهم المصطفى (ﷺ)، ممارسة “رضاع الكبير” بهدف تحسين جودة حياة النساء الَّاتي أُمِرنَ بأن يَقَرنَ في بيوتهن، و ذلك بتمكينها من توسيع نطاق محارمها من الذكور عند الحاجة من خلال إرضاع الكبير البالغ الحر، و بالتالي إعفائها من مشقة إرتداء الحجاب و التستر في بيتها أمام من يرتاد عليها باستمرار. في الواقع، ما تكشفه هذه الرواية لنا هو مدى واقعية ذاك المجتمع المسلم النقي و تقدمه فكرياً و ثقافياً. فهذا تشريع مؤسساتي بحت، يوازن بين منافع أن تَقرَّ المسلمة الحُرَّة في بيتها و مخاطر تبرجها أمام معين لا تستطيع أن تستغني عنه و يرتاد عليها كثيرا او مخاطر خروجها المتكرر من البيت لقضاء حوائجها اليومية، بمنتهى الواقعية و العدالة و الانسانية.

و إعلم أيها القارئ الكريم أن رواية “رضاع الكبير” صحيحة و رَوَتهَا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها و أرضاها. و إعلم بأنني كرجل مؤسساتي أعتز بهذه الرواية و أخواتها، و أجدها من أعمق الرويات و إن كانت غريبة، و لا أجد حرجاً في قبولها البتة. و إليك نموذجاً لتلك الرواية، و رقمها 1453 كما وردت في صحيح الامام مسلم رحمه الله، كتاب الرضاع، باب رضاعة الكبير:

“عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: جَاءَتْ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلٍ إِلَى النَّبِيِّ (ﷺ) فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّي أَرَى فِي وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةَ مِنْ دُخُولِ سَالِمٍ (و َهُوَ حَلِيفُهُ).‏ فَقَالَ النَّبِيُّ (ﷺ): ‏”‏أَرْضِعِيهِ”‏.‏ قَالَتْ: وَ كَيْفَ أُرْضِعُهُ وَ هُوَ رَجُلٌ كَبِيرٌ؟! فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) و َقَالَ: ‏”‏قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلٌ كَبِيرٌ”‏.‏

https://sunnah.com/muslim:1453a

و قد نقل لنا الدكتور ماهر ياسين الفحل (كلية العلوم الاسلامية، الرمادي، جامعة الأنبار، قسم الفقه و أصوله) في بحثه المتميز “لا تحريم بإرضاع الكبير” قول جمهور العلماء بأن: الرضاع الذي يؤثر في التحريم هو ما كان في  الحولين (أول سنتين من عمر الرضيع). فإذا أرضع الصبي بعد تجاوزهما، فلا أثر لهذا الرضاع في التحريم. و هذا رأي الرافضين لرضاع الكبير، و الدكتور ماهر يرجح هذا الرأي في بحثه. إلا أنه قد نقل لنا أيضاً أقوال للمتقدمين في مسألة رضاع الكبير، و هي كالتالي:

القول الأول: من رفض رضاع الكبير مطلقاً، و هذا كما ذكر الدكتور ماهر هو رأي معظم الصحابة رضوان الله عليهم و جمهور العلماء.

القول الثاني: من قَبَلَ برضاع الكبير مطلقاً، و هذا رأي بعض الصحابة و على رأسهم أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليهم.

القول الثالث و الوسط (و هو الذي أميل اليه): من قبل رضاع الكبير عند الحاجة و ليس مطلقاً. و هذا الرأي إختاره الامام ابن تيمية رحمه الله، و حكاه عنه الامام ابن القيم رحمه الله و ذكر أنه الأقرب إلى العمل بجميع الأحاديث، و اختاره أيضاً الامام الشوكاني و الامام الصنعاني و غيرهما رحمهم الله. و الأكثرون من القائلين بهذا الرأي يرون أن تجمع المرضعة حليبها في كأس ليشرب منه الكبير، دون الحاجة الى الملامسة.

الأمثلة السابقة تجسد مدى واقعية و اتزان احكام السابقون في القرون الخيرية. فقد كانوا يعينون المسلمة الحرة للعمل بالآية 33 من سورة الأحزاب {وَ قَرنَ فِی بُیُوتِكُنَّٰ} من خلال مساواة حقوقها بحقوق الرجال في إمتلاك العبيد، و يعينون الأَمَة المسلمة على العمل الشاق خارج البيت كالرجل المسلم الحر من خلال مساواة عورتها بعورة الرجال. يا له من مجتمع جريء و واقعي و متزن و مؤسساتي!

و يتجلى لنا تميز السابقون في القرون الخيرية، إن تأملنا في التشريعات التي لم يتبنوها. فعلى سبيل المثال، في مسألة تعامل المسلمة الحرة مع مملوكها، كان بامكانهم أن يحرموا على المسلمة الحرة أن تمتلك مملوكاً ذكراً من باب درء الفتنة، فيحرموها بذلك من ما يحل للمسلم الحر، و لكنهم لم يستسيغوا هذا الحل. و كان بامكانهم أن يوجبوا الحجاب على المسلمة الحرة في حضرة مملوكها الذكر من باب درء الفتنة، فيشقوا بذلك عليها في بيتها، ولكنهم لم يتبنوا هذا الحكم.

و يعلل الشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله على موقعه الالكتروني سبب تساهل السابقون في القرون الخيرية بشأن عورة الأَمَة المسلمة قائلاً:

“جاء الشرع بالتفريق بين الحرائر و الإماء، فالحرة تحتجب الحجاب الكامل، و الأمة تبرز، و يجوز لها كشف رأسها و يديها و وجهها لكثرة الحاجة في استخدامهن، و كان فرض الحجاب عليهن مما يشق مشقة بالغة”.

https://islamqa.info/ar/answers/220750

كما يصف لنا الشيخ محمد صالح المنجد على موقعه الالكتروني إماء الخليفة عمر رضي الله عنه، قائلاً:

“قال البيهقي رحمه الله في سننه  3222: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنَّ إِمَاءُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَخْدِمْنَنَا كَاشِفَاتٍ عَنْ شُعُورِهِنَّ تَضْرِبُ ثُدِيّهُنَّ”. و هذا إسناد حسن.

https://islamqa.info/ar/answers/198645/

و نقل لنا عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى، كيف كان الخليفة عمر بن الخطاب رضوان الله عليه يضرب الأَمَة المملوكة إذا خرجت و هي متحجبة كالمسلمات الحرائر:

“و كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إذَا رَأَى أَمَةً مُخْتَمِرَةً ضَرَبَهَا وَ قَالَ: أَتَتَشَبَّهِينَ بِالْحَرَائِرِ أَيْ لَكَاع؟”

https://islamqa.info/ar/answers/198645/

و للأسف الشديد و كما ذكرت سابقاً، لا أحتاج لإجراء إستبيان لأجزم بأن الأغلبية من عامة الأمة اليوم ستستنكر الأمثلة السابقة و ستجد حتى الحديث عنها إثارة للمَفسَدَة. بل و ستعتبرها ممارسات إباحية و  متهورة، رغم أنها كانت شائعة بين السابقون في القرون الخيرية.

أما أئمتنا الأجلاء و علماؤنا الكرام، فلم ينكروا أن في زمن القرون الخيرية، كان بامكان الأَمَة المسلمة (و إن كانت بالغة) أن تخرج على الرجال و هي تغطي ما بين سرتها و ركبتها، حالها حال المسلم الحر. و لم ينكروا بأن الأَمَة المسلمة (على خلاف المسلمة الحرة) كانت مُطَالبَة بأداء العمل الشاق خارج البيت كالمسلم الحر (لا أن تَقَرَّ بالبيت كالمسلمة الحُرة). إلا أن العلماء إختلفوا في جزئيات مسألة رضاع الكبير أو عورة الاَمَة المسلمة أمام الرجال أو عورة المسلمة الحُرة أمام مملوكها الذكر، بحسب عُرفهم و درجة تحفظهم. فالعلماء فئات ثلاث:

الفئة الأولى: فئة جليلة و  مخلصة، ولكنها بالغت في تحفظها و قلقها من الفتن، و ربما تعاني من رهاب (فوبيا) الفتن. فتُقدِّم مصلحة المجتمع على الفرد في سبيل القضاء على جميع الفتن، و لا ترضى بالتعايش مع الفتن إطلاقاً، مهما عظم الثمن على الفرد و مهما صغرت خطورة الفتنة على المجتمع. إلا أنهم (كشيخ الاسلام ابن تيمية و الامام ابن حزم و العلامة العثيمين، رحمهم الله) يحضون بثقتي، فهم صحابة عصرهم و أئمتي و قدوتي و إن اختلفت معهم في بعض الأمور.

الفئة الثانية: فئة انهمزمت لليبرالية، ضحية للاستعمار و من مخرجاته، تبالغ في تساهلها و متهورة في تعاملها مع الفتن، و قد تُقَدم مصلحة الفرد على المجتمع. فترضي بالتعايش مع مخاطر الفتن “كأمر واقع”، و مهما عظمت خطورة و ثمن تلك المخاطر على المجتمع. و من علاماتهم القدح في علم الحديث و الطعن في عدالة الصحابة و تأويل القرآن بما تهوى أنفسهم بهدف محاكات الغرب الليبرالي. هؤلاء لا يحضون بثقتي و لا أعدهم قدوتي، و إن اتفقت معهم في بعض الأمور.

الفئة الثالثة: فئة وسط و منهجيتها مؤسساتية، حيث توازن بين مخاطر الفتن و حقوق الفرد و المجتمع. و قد ترضي بالتعايش مع شيء من الفتن المحسوبة في سبيل تحقيق مصلحة أعظم، و هي منهجية الأكثرون من السابقون في القرون الخيرية. هؤلاء (كالشيخ عادل الكلباني و الشيخ صالح المغامسي، حفظهم الله) يحضون بثقتي و تقديري، فهم صحابة عصرهم و أئمتي و قدوتي و إن اختلفت معهم في بعض الأمور.

لذلك و بالرغم من اختلاف وظائف الأَمَة و الحرة، إعتبر علماؤنا الأجلاء من الفئة الأولى عورة الأَمَة كالمسلمة الحرة (الأنثى كالأنثى) و رفضوا التعايش مع فتنة تبرج الأَمَة، وفق منهجية تُولي القضاء على المخاطر و درء المفاتن أهمية قصوى، و دون مراعاة لحقوق الأَمَة كانسانة و بالرغم من إختلاف مهامها عن المسلمة الحرة. و لأن علماؤنا من الفئة الأولى صادقون و أمناء، نجدهم عاجزون عن تكذيب تلك الممارسات الصريحة و الصحيحة و التي كانت رائجة في عهد السابقين. لذا، يسعون جاهدين إلى تأويلها أو تقييدها (بحسن نية) في سبيل القضاء على الفتن.

بينما إعتبر علماؤنا من الفئة الثالثة عورة الأَمَة كعورة الرجل (العاملة كالعامل) وفق منهجية مؤسساتية توازن بين مخاطر الفتن و الحقوق و المهام. فأخذوا بعين الاعتبار مصلحة الطرفين (الأَمَة و المجتمع). فاستنتجوا بأن من الأنانية و الظلم أن يستفيد المجتمع من قيام الأَمَة المسلمة باعمال الرجل المسلم الحر من دون أن تستفيد الأمَة من التسهيلات التي ينعم بها المسلم الحر في زيه (عورته) خارج البيت. لذا، إرتضوا بالتعايش مع مخاطر فتنة تبرج الأَمَة خارج بيتها.

و ينقل موقع “المكتبة الشاملة الحديثية” و كذلك موقع الشيخ محمد صالح المنجد، كلام العلامة العثيمين رحمه الله في “شرح الممتع”، قائلاً:

“الأَمَةُ (و لو بالغة) و هي المملوكة، فعورتها من السُّرَّة إلى الرُّكبة. فلو صلَّت الأَمَةُ مكشوفة البدن ما عدا ما بين السُّرَّة و الرُّكبة، فصلاتها صحيحة، لأنَّها سترت ما يجب عليها سَتْرُه في الصَّلاة”.

https://al-maktaba.org/book/31615/29982

“و أما في باب النَّظر: فقد ذكر الفقهاءُ رحمهم الله تعالى أن عورة الأَمَة أيضاً ما بين السُّرَّة و الرُّكبة. ولكن شيخ الإسلام رحمه الله في باب النَّظر عارض هذه المسألة، كما عارضها ابن حزم في باب النَّظر و في باب الصَّلاة، و قال ابن حزم:

“إن الأَمَة كالحُرَّة، لأن الطَّبيعة واحدة و الخِلْقَة واحدة، و الرِّقُّ وصف عارض خارج عن حقيقتها و ماهيَّتها، و لا دليلَ على التَّفريق بينها و بين الحُرَّة”.

و قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “إنَّ الإماء في عهد الرسول (ﷺ)، و إن كُنَّ لا يحتجبن كالحرائر، لأن الفتنة بهنَّ أقلُّ، فَهُنَّ يُشبهنَ القواعدَ مـن النِّساء اللاتي لا يرجون نكاحاً، قـال تعالى فيهن {فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ}” النور: من الآية 60. “و أما الإماء التركيَّات الحِسَان الوجوه، فهذا لا يمكن أبداً أن يَكُنَّ كالإماء في عهد الرسول (ﷺ)، و يجب عليها أن تستر كلَّ بدنها عن النَّظر، في باب النَّظر”.

https://islamqa.info/ar/answers/220750/

قال (العلامة العثيمين): “و علَّل ذلك بتعليل جيِّدٍ مقبولٍ، فقال: “إن المقصود من الحجاب هو ستر ما يُخاف منه الفِتنة بخلاف الصَّلاة، و لهذا يجب على الإنسان أن يستتر في الصَّلاة، و لو كان خالياً في مكان لا يطَّلع عليه إلا الله. لكن في باب النَّظر إنما يجب التَّستر حيث ينظر الناس”. قال: “فالعِلَّة في هذا غير العِلَّة في ذاك، فالعِلَّة في النَّظر: خوف الفتنة، و لا فرق في هذا بين النِّساء الحرائر و النِّساء الإماء”.

و قوله صحيح بلا شكٍّ، و هو الذي يجب المصير إليه”. انتهى كلام العلامة العثيمين، رحمه الله.

https://al-maktaba.org/book/31615/29982

عزيزي القارئ، إن الشريعة جاءت بتحصيل المصالح و تكميلها و تعطيل المفاسد و تقليلها. لذا، أتفق مع أئمتي الكرام أمثال ابن تيمية و ابن حزم و العثيمين رحمهم الله بإن إدارة مخاطر الفتن و إيجاد ما يزيلها أو ما يخفف عنها، تُعد ضرورة تشريعية و في صميم العمل المؤسساتي المحمود. لكن و بالرغم من أن إدارة مخاطر الفتن كانت أيضاً من أولويات مؤسسة السابقون في القرون الخيرية، إلا أننا نجدهم قد إختاروا التعايش مع بعض المخاطر و الفتن (التي أقلقت اللاحقون) بدلا من إزالتها، عملاً بمبدأ الأخذ بأدنى الشرين. و الدليل على ذلك، تقبل السابقون في القرون الخيرية التعايش مع مخاطر فتنة تبرج المسلمة الحرة في بيتها أمام مملوكها الذكر، و تقبلهم التعايش مع فتنة تبرج الأمَة المسلمة أمام الرجال خارج البيوت.

بل إن مؤسسة السابقون في القرون الخيرية قد تقبلت التعايش مع مخاطر فتنة الشرك و الكفر (و هي أمُّ المخاطر و الفتن) على أطفال المسلمين، عندما أَقرَّت للرجل المسلم الزواج من اليهودية و النصرانية، و بالتالي التعايش مع مخاطر فتنة إتخاذه مشركات و كافرات كأُمهات و مربيات لأطفاله.

ثم أعجب عندما أجد اللاحقون أمثال أئمتي الكرام ابن تيمية و ابن حزم و العثيمين رحمهم الله، و هم يزهدون في نهج السابقين في القرون الخيرية عند ممارستهم لإدارة مخاطر الفتن، فيميلون بمنهجيتهم القلقة كل الميل لقطع دابر الفتن، من خلال سحبهم الناعم لتشريعات تشمل تسهيلات منحها السابقون في لباس النساء الحرائر و المملوكات. و شتان بين أحكام متزنة أصدرها السابقون في القرون الخيرية بمنهجيتها المؤسساتية و الجريئة في ادارة مخاطر فتن النساء، و أحكام منحازة و قلقة أصدرتها مؤسسة اللاحقون المبتلية برهاب (فوبيا) فتن النساء، حتى انتهى بهم الأمر بمنعهم النساء من قيادة السيارة درأً للفتنة، ليأتي العلامة ناصر الدين الألباني رحمه الله و يخالفهم قائلاً ما معناه: إسألوهم، ألا يجوز شرعاً للمرأة أن تركب الحمارة؟ و أيهما أكثر فتنة، ركوبها السيارة أم ركوبها الحمارة؟!

كما ترى أيها القارئ الكريم، فالعلامة العثيمين رحمه الله يؤكد أن فقهاء المسلمين رحمهم الله إعتبروا عورة الأَمَة في الصلاة و في النَّظر، ما بين السُّرَّة و الرُّكبة. ثم ينقل لنا أن شيخ الإسلام ابن تيمية و إبن حزم رحمهم الله عارضا الفقهاء (و السابقون في القرون الخيرية). ثم يتبين لنا أن حجة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ظنيه و لا تستند الى دليل صريح و صحيح. لأنه إفترض فرضية تحتمل خطأ 600 سنة، حين إفترض أن الإماء في عهد الرسول (ﷺ) كُنَّ لا يحتجبن كالحرائر لأن الفتنة بهنَّ أقلُّ، و أنهن كنَّ غير حسناوات و يُشبهنَ القواعدَ مـن النِّساء (خلاف الاماء التركيات في زمانه). و عليه، يرى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وجوب أن تَستُر الأَمَة المملوكة كلَّ بدنها عن أنظار الرجال، حالها حال المسلمة الحرة، لأن الأمَة “أنثى” كالحرة، بغض النظر عن إختلاف ادوارهما، و هو بهذا أقرب الى إتباع منهجية اللاحقون القلقة و المنحازة، من منهجية السابقون الواثقة المتزنة!

ثم إن ما بين شيخ الاسلام إبن تيمية رحمه الله و بين القرون الخيرية من 3 الى 6 قرون، و هي مدة طويلة جداً و لا تُأهِّله أن يحكم في درجة حسن الاماء في القرون الخيرية، الا بسلطان الدليل. فاين السلطان و الدليل؟ ثم من قال أن الاماء العربيات و اليهوديات و الشاميات و الفارسيات في القرون الخيرية كُنَّ أقل حُسناً و جمالا من الاماء التركيات؟! {إِن یَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَ مَا تَهوَى ٱلأَنفُسُ} سورة النجم، الآية 23. يبدوا لي أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يبني رأيه على الظن، و يخالف بذلك (بحسن نية و بهدف درء الفتنة) ما مارسه السابقون في القرون الخيرية.

هنا، يتضح لنا كيف تتغير سلوكيات و ممارسات المجتمعات عبر العقود و القرون و تنحرف تدريجياً عن أصولها بين الإفراط و التفريط، لتزداد تَحَرُّراً فدمارا (كإفراط الليبراليين) او تزداد تَحَفُّظاً فدماراً (كتفريط الغلاة في التحفظ). إن الزمن كفيل بتغيير الامم و الاخلال في توازنها و انحرافها تدريجيا عن جوهرها النقي و المتزن من دون وعي منها، تماماً كما إنحرف قوم نوح (ﷺ) عبر القرون من عدالة التوحيد إلى ظلم الشرك. أو كما إنحرف المجتمع المسلم عبر القرون من أصله المؤسساتي العادل إلى حاضره الظني الظالم.

و يتضح لنا أيضا أن العلماء أمثال شيخ الاسلام ابن تيمية و ابن حزم و العلامة العثيمين و غيرهم رحمهم الله، نماذج لعلماء على درجة عالية من التحفظ عند التعامل مع عورة الأمة، تفوق ما كان عليه السابقون في القرون الخيرية. و كأن المحافظون الجُّدد يتمنون أن يمسحوا بهدوء ذاكرة الامة الاسلامية و يعيدوا تعريف عورة الأَمَة المملوكة لتكون كعورة المسلمة الحرة رغم اختلاف أدوارهما (كما في حالة شيخ الاسلام ابن تيمية و العلامة العثيمين و غيرهم رحمهم الله)، و يمنعوا المسلمة الحرة من أن تخرج في بيتها على مملوكها متبرجة (كما في حالة الامام ابن حزم و غيره رحمهم الله)، خوفاً من الفتنة.

و لعل إختلاف العلماء في تفسير الآية 31 من سورة النور {أَو مَا مَلَكَت أَیمَـٰنُهُنَّ}، كفيل ليتضح لنا  سعي المحافظون الجُّدد الحثيث في التضييق على كل ما هو واسع، و في كل ما يبدوا لهم إباحيٌ و مفسدة من ممارسات السابقون في القرون الخيرية، بالرغم من وضوح الآيات و الأحاديث الصحيحة. و اليكم ما جاء في أسباب النزول، تفسير البغوي:

“إخْتَلَف العلماء فِي تفسير {أَو مَا مَلَكَت أَیمَـٰنُهُنَّ}، فَقَالَ قَوْمٌ: عَبْدُ الْمَرْأَةِ (المسلمة الحرة) مَحْرَمٌ لَهَا، فَيَجُوزُ لَهُ الدُّخُولُ عَلَيْهَا إِذَا كَانَ عَفِيفًا، وَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى بَدَنِ مَوْلَاتِهِ إِلَّا مَا بَيْنَ السُّرَّةِ وَ الرُّكْبَةِ، كَالْمَحَارِمِ و َهُوَ ظَاهِرُ الْقُرْآنِ. رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عَائِشَةَ وَ أُمِّ سَلَمَةَ رضوان الله عليهما”.

“وَ قَالَ قَوْمٌ: هُوَ (العبد) كَالْأَجْنَبِيِّ مَعَهَا (المسلمة الحرة)، وَ هُوَ قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ (تابعي) رحمه الله، و َقَالَ: الْمُرَادُ مِنَ الْآيَةِ الْإِمَاءُ دُونَ الْعَبِيدِ. و عن ابن جريج (رحمه الله) أنه قال: أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أنه لا يحل لامرأة مسلمة (حرة) أن تتجرد بين يدي امرأة مشركة إلا أن تكون تلك المرأة المشركة أَمَة لها”.

https://quran.ksu.edu.sa/tafseer/baghawy/sura24-aya31.html

 و الجدير بالذكر، كما ينقله لنا موقع الشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله، إن تفسير الامام ابن تيمية و العلامة ابن العثيمين رحمهما الله للآية السابقة و موقفهما من نظر المملوك الى زينة سيدته المسلمة، يعتبر موقف مؤسساتي بحت، إذ انه مبني على حاجة  المسلمة الحرة و ليس جنسها. يقول الشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله:

و قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “و على هذا فقوله : “أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ” يدل على أن لها أن تبدي الزينة الباطنة لمملوكها. و فيه قولان: قيل المراد الإماء، و الإماء الكتابيات، كما قاله ابن المسيب و رجحه أحمد و غيره . و قيل: هو المملوك الرجل: كما قاله ابن عباس و غيره، و هو الرواية الأخرى عن أحمد. فهذا يقتضي جواز نظر العبد إلى مولاته، و قد جاءت بذلك أحاديث و هذا لأجل الحاجة؛ لأنها محتاجة إلى مخاطبة عبدها أكثر من حاجتها إلى رؤية الشاهد و المعامل و الخاطب، فإذا جاز نظر أولئك فنظر العبد أولى، و ليس في هذا ما يوجب أن يكون محرمًا يسافر بها، كغير أولي الإربة، فإنهم يجوز لهم النظر و ليسوا محارم يسافرون بها، فليس كل من جاز له النظر جاز له السفر بها و لا الخلوة بها، بل عبدها ينظر إليها للحاجة و إن كان لا يخلو بها و لا يسافر بها، فإنه لم يدخل في قوله (ﷺ): “لا تسافر امرأة إلا مع زوج أو ذي محرم” فإنه يجوز له أن يتزوجها إذا عتق، كما يجوز لزوج أختها أن يتزوجها إذا طلق أختها، و المحرم من تحرم عليه على التأبيد” انتهى من “مجموع الفتاوى” (22/111) .

https://islamqa.info/ar/answers/184458/

الخلاصة: لا يقول بجواز “رضاع الكبير” الا مجتمع مؤسساتي جريء و ذو شأن كبير. و لا يساوي عورة الإماء بعورة الرجال، الا مجتمع مؤسساتي جريء و راقٍ كقمم الجبال. و لا يَعدُّ عورة الحرة أمام مملوكها من السرة الى الركبة، الا مجتمع جريء و قد بلغت روح المؤسساتية به قمة الاتزان. فالمجتمع المؤسساتي الجريء هو من يفرش النجاح لأفراده بالتسهيل و التبسيط، فياخذ الغايات بعين الحسبان و من ثم يوازن بين الأدوار و مخاطرها، و يختار أعدل الخيرين أو الشرين.

و العلة ليست في الروايات، و إنما في نفسياتنا القلقة و عقدة الإباحية و رهاب فتنة النساء. فالآيات و الروايات منسجمة تماماً مع الروح المؤسساتية للسابقون في القرون الخيرية بممارساتهم الجريئة و المتزنة و الواقعية. نحن في غناً عن التَّكلُف بالبحث عن ما يقدح في سند و متن رواية، تجيز ممارسة تبدوا لنا و كأنها إباحية.

فلنتذكر بأن العفة و الشرف و محاربة الفساد، كانت قيم أساسية في مجتمعات القرون الخيرية، و لنحذر من أن تكون غلونا في التحفظ صفة الراغبين عن سنته (ﷺ) و صفة من هم أكثر ملكية من الملك. لذا، أرى الحل في أن تستعيد أمتنا شخصيتها المؤسساتية و الجريئة.

الامام الغزالي – ظاهرة علمية
×
18 January 2023

يهاجم الأفاضل الامام ابو حامد الغزالي رحمه الله و يتهمونه بمعاداة العلوم الطبيعية، و خاصة الرياضيات. في الحقيقة، قد اعتدت سماع الافاضل و المخلصين ممن يتكلمون في سيرة الامام الغزالي بالطعن و القدح و الذم. فعزمت أن أبحث في مصداقية التهمة بالرجوع الى آراء المختصين من العلماء و الباحثين، فتيقنت بأن التهمة عارية من الحقيقة و الانصاف، و أن الامام الغزالي رحمه الله كان يحترم العلوم بكل وضوح. و اليكم خلاصة بحثي و المراجع التي استندت عليها.

سؤال البحث: هل كان الامام أبو حامد الغزالي يحارب العلوم الطبيعية كالرياضيات، و هل كان بذلك سبباً في إنحدار الحضارة الإسلامية؟

إنه أَبْو حَامِدْ مُحَمّد الغَزّالِي الطُوسِيْ النَيْسَابُوْرِيْ الصُوْفِيْ الشَافْعِي الأشْعَرِيْ، أحد أعلام عصره وأحد أشهر علماء المسلمين. ولد في مدينة طوس الإيرانية عام ٤٥٠ هجرية، و توفي في مسقط رأسه عن عمر يناهز الخمسة و الخمسين.

في المقطع الأول و هو بعنوان “لم يكن أبو حامد الغزالي سببا في إنحدار العلم الإسلامي كما ادعى نيل ديغراس تايسون”، يرد الدكتور جوزيف لومبارد (Joseph Lumbard) و هو استاذ العلوم القرآنية، على زعم عالم الفلك الأمريكي نيل ديغراس تايسون (Neil Tyson) بأن الغزالي كان سببا في إنحدار العلوم و الحضارة الإسلامية لإيمانه بأن الرياضيات من عمل الشيطان! و يرفض الدكتور لومبارد رأي الدكتور تايسون لسببين:

الأول، أن الامام ابو حامد الغزالي لم يقل بأن الرياضيات من العلوم الشيطانية!

ثانيا، لم تنحدر العلوم الحسابية و لم تتأثر علم الرياضيات سلباً بعد وفاة الامام الغزالي كما يدعى نيل تايسون، فالعصر الذهبي للعلوم الفلكية في العالم الإسلامي بدأ بعد وفاة الامام الغزالي في القرن الثاني عشر، إذ تأسست أعظم المراصد الفلكية الإسلامية في القرنين الثالث عشر و الخامس عشر، كالذي في مراغة و سمرقند.

إذاً، ماذا قال الامام الغزالي في شأن الرياضيات؟

للرد على هذا السؤال، يستند الدكتور لومبارد الى كتاب الامام الغزالي “إحياء علوم الدين” و يقرأ في المجلد الأول و بالتحديد في كتاب العلوم، ترجمة الدكتور Kenneth Honerkamp’s، الصفحة ٣٨:

“As for the praiseworthy disciplines, such as medicine and mathematics, they are associated with worldly benefits, and that category is divided into those that become a communal obligation (فرض الكفاية) and those that are of great merit but are not an obligation”

ترجمة ما سبق: “أما التخصصات الجديرة بالثناء، مثل الطب و الرياضيات، فهي مرتبطة بفوائد دنيوية، وتنقسم هذه الفئة إلى تلك التي تصبح فرض الكفاية، و تلك التي لها ميزة كبيرة ولكنها ليست فرضاً”

و عليه، يستنتج الدكتور لومبارد بأن: الامام الغزالي يعتبر علم الرياضيات فرض كفاية، و هذا دليل على اعتقاده بضرورته و اهميته في الحضارة الإسلامية. بل يستمر الامام الغزالي ليقول بأن لولا علماء الرياضيات، لعَمَّت الشدائد و المعاناة في المجتمعات. لذلك، يرى الامام الغزالي أن علم الرياضيات فرض كفاية و حاجة ماسة. كما يذكر الامام الغزالي في الصفحة ٥٦ من النسخة المترجمة لكتاب “إحياء علوم الدين”:

Its a praiseworthy discipline, but nonetheless if you fear that somebody will exceed the bounds in it, they should be prevented from studying it.

ترجمة ما سبق: “إنه علم جدير بالثناء، ولكن مع ذلك إذا كنت تخشى أن يتجاوز شخص ما الحدود فيه، فيجب منعه من دراسته”

و يعلق الدكتور لومبارد على الفقرة السابقة قائلاً: هنا، لا يُضيِّق الامام الغزالي النطاق على علم الرياضيات بذاته، لأنه يقول هذا في شأن كل العلوم التي يمكن إساءة إستعمالها لجلب الفساد للذات أو للمجتمع. في الحقيقة، الامام الغزالي لم يتطرق كثيرا لعلم الرياضيات بقدر ما حذر من إساءة استعمال العلوم الشرعية، أي أن الامام الغزالي كان يدافع عن نقاوة العلوم.

و لم يقبل المجتمع العلمي كل ما قاله الامام الغزالي، فقد كانت البيئة العلمية آن ذاك نشطة و حية، فكثرت فيها المناظرات و الحوارات العلمية التي عارضت أفكار و آراء الامام الغزالي، و الكثيرين إختلفوا معه، و المجتمع لم يتبع كل ما كان يقوله الامام الغزالي، و هذا خلاف ما يتوهمه أمثال نيل ديغراس تايسون.

و يستمر الدكتور لومبارد ليقول: و لا يوجد في الموارد التاريخيه ما يثبت إدعاء البروفيسور تايسون في أن العلوم واجهت إنحداراً و إنكساراً من بعد الامام ابو حامد الغزالي و بسبب أفكاره. فالعلم في العالم الإسلامي إستمر في النمو الى عهد الخلافة العثمانية. ثم إن أتباع الامام الغزالي أمثال عمر الخيام، نشر كتباً رياضية عن الجبر و تم تدريسها لعدة قرون. كما دافع نصير الدين الطوسي عن افكار الامام الغزالي، و هو من أهم علماء الفلك في التاريخ، و هو من أقنع الحاكم أن ينشأ مرصد مراغة الفلكي و أصدر ١٢٥ مذكرة في الفلسفة و العقيدة و العلوم و الرياضيات .. الخ. و الطوسي هو من كتب ٥ مجلدات في الرياضيات، و إستمر العلماء في التعليق على مذكرات الطوسي الفلكية الى القرن السادس عشر، و العالم عبدالعلي البرجندي كان من أشهر من علق على كتب الطوسي في كتابه الذي أسماه “التذكرة في علم الهيئة” و كانت تدرس الى القرن السابع عشر. و استمرت ثقافة بحوث الرياضيات و الفلك، و كان علي القشجي أول من برهن رياضيا على دوران الارض، و بدأ عمله من المرصد الفلكي في سمرقند ثم انتقل الى الإمبراطورية العثمانية و كان فعالا و مؤثرا و له طلاب كثر، و ترجمت أعماله الرياضية و الفلكية في عام ١٦٥٠ الى اللغة اللاتينية و كانت تدرس في الغرب اللاتيني. و هكذا، إستمرت العلوم الطبيعية في النماء من بعد الامام الغزالي. و عليه، يستنتج الدكتور لومبارد أن ما يدعيه نيل تايسون مجرد قصة متداولة و ملائمة، و لا تستند الى دلائل تاريخية.

و في المقطع الثاني و هو بعنوان “هل كان الغزالي سببا في إنهيار الفلسفة و العلوم؟”، يؤكد الباحث فرانك غريفل (Frank Griffel) في بحثه الجادAl-Ghazali’s Philosophical Theology، بأن الامام أبو حامد الغزالي لم يكن سبباً في إنحدار العلوم و القضاء على الفلسفة، كما هو شائع. و في الدقيقة ١١ من المقطع، يقول فرانك غريفل:

“The other thing that fascinated me is that Al-Ghazali thought about sciences in a very very modern way. This was certainly a surprise to me, but it was more of a surprise to those who always thought that Al-Ghazali was one of the people who had destroyed the sciences in Islam. I think nothing is further from the truth. In fact, he is someone who supported the sciences, who wanted to find the cosmology that actually leads to first of all acknowledging God as the creator of the world, but also in helping the scientists to pursue the sciences. So in a nutshell, I might say he thought in his cosmology (that did not have the Big-Bang) but if we would translate his cosmology to the Big-Bang as God the creator of the Big-Bang, God created the Big-Bang and from that moment on all the causes and effects that have unfolded since then was necessity, are meditated God creation. In this case, God deliberately choose, one might say, how to create the Big-Bang and everything that has happened since then is in this case a casual affect of this one event that God actually put in this world, which I thought was a very fitting way for a theologian to think about this universe.”

ترجمة ما سبق: “الشيء الآخر الذي أبهرني هو أن الغزالي نظر في العلوم بطريقة حديثة جدا. كانت هذه بالتأكيد مفاجأة بالنسبة لي، لكنها كانت مفاجأة أكبر لأولئك الذين اعتقدوا دائما أن الغزالي كان أحد الأشخاص الذين دمروا العلوم في الإسلام. أعتقد أن لا شيء أبعد من ذلك عن الحقيقة.  في الواقع، إنه شخص دعم العلوم، وأراد أن يجد علم الكونيات الذي يؤدي إلى الاعتراف أولا وقبل كل شيء بالله كخالق للعالم، ولكن أيضا أرد تمكين العلماء من متابعة تلك العلوم. لذلك، و باختصار، قد أقول إنه اعتبر في علم الكونيات الخاص به (الذي لم يشمل الانفجار العظيم) ولكن إذا ترجمنا علم الكونيات الخاص به إلى الانفجار العظيم باعتباره الله خالق الانفجار العظيم، فقد خلق الله الانفجار العظيم ومنذ تلك اللحظة، كانت جميع الأسباب والآثار التي تكشفت منذ ذلك الحين ضرورية و من خلق الله. في هذه الحالة، يختار الله عمدا، كما يمكن للمرء أن يقول، كيفية خلق الانفجار العظيم وكل ما حدث منذ ذلك الحين هو في هذه الحالة تأثير عرضي لهذا الحدث الوحيد الذي وضعه الله فعلياً في هذا العالم، و الذي اعتقد أنه طريقة مناسبة جدا لعالم الاهوت للتفكير في هذا الكون”

و في المقطع الثالث نشاهد محاضرة في المنتدى الإسلامي بالشارقة بعنوان “تهافت الفلاسفة أ. د. فتحي الزغبي”، حيث ينفي المحاضر أن يكون الامام الغزالي سبباً في انحدار الحضارة الإسلامية بسبب معاداته للعلوم الطبيعية كالرياضيات. يقول الاستاذ و الدكتور فتحي الزغبي:

الامام الغزالي لم يؤلف كتابه و لم يتكلم في الفلسفة الا بعد أن أصبح مختصا في الفلسفة، و بلغ درجة أعلام الفلسفة، كإبن سينا. و بهذا، وضع الامام الغزالي لنا منهجا لنتمثل به، و هو وجوب التخصص و التعمق في العلوم حتى يساوي الباحث مرتبة أعلام المذهب قبل التكلم في المذهب. لذلك، تخصص الامام الغزالي في علوم الطالبين للحقيقة، كعلم الكلام، الفلسفة، الباطنيه و الصوفية. و في هذا الصدد، يقول الامام الغزالي في النهاية: “فعلمت أن رد المذهب قبل فهمه و الاطلاع على كنهه، كأن إنساناً يرمي و هو أعمى”.

و عليه، كان الغزالي أول من شن هجمة منظمة على الفلاسفة، فدرس الفلسفة في ثلاث سنوات، و قبل أن يؤلف كتاب “تهافت الفلاسفة” ألف كتاب “مقاصد الفلاسفة” ليثبت بذلك بانه أصبح من المؤلفين و المختصين في علم الفلسفة. و قسم الامام الغزالي الفلاسفة الى ثلاثة أصناف:

الاول، الدهريون، و هم من ينكرون الصانع أو الخالق و الآخرة.

الثاني، الطبيعيون و هم ينكرون اليوم الآخر.

الثالث، الإلهيين أمثال سقراط و ارسطو (المعروف بالمعلم الاول).

الامام الغزالي ترك الدهريون و الطبيعيون و ركز على الالهيين، لأنهم أكثرهم خطورة و فتنة. فالأنسان لن يتأثر و ينخدع بما يقوله الدهريين و الطبيعيين، ولكنه ينخدع بالالهيين الذين يزعمون أنهم يؤمنون بالاله و لكنهم يناقضون العقائد و التشريعات.

و الفلسفة في زمن الامام الغزالي كان معروفاً بأم العلوم أو شجرة العلوم، بمعنى أن الفيلسوف كان عالما في الطب و النفس و الاجتماع و الفلك و الرياضيات و الفقه و القضاء، أو كل ما يتعلق بالله و العالم و الإنسان. لذا، قسم الامام الغزالي هذه العلوم الى ستة أقسام: الرياضيات، المنطقيات، الطبيعيات، الالهيات، السياسيات و الخُلُقيات. و اعتبر أقسام كثيرة من هذه العلوم لا علاقة لها بالدين و لا تصطدم بالدين. ثم انتقد اؤلئك الذين إعتبروا إنكار هذه العلوم خدمة دينية و نصرة للإسلام. فعلى سبيل المثال، قال أن العلوم الرياضية لا تتعرض للدين و لا يتعرض الدين لها، لا بالنفي و لا بالاثبات.

لكنه ذكر أن هناك آفتين تولدتا من تجمع هذه العلوم النقية تحت مظلة واحدة (الفلسفة)، و الآفتان هما آفة في حق القابل لتلك العلوم و آفة في حق الراد لتلك العلوم:

أما آفة القابل للعلوم يكون في أن يرى ما في الرياضيات من توثيق للبراهين، و من ثم يعتبر كل ما يقوله الرياضي (الفيلسوف) في الالهيات أيضا صحيح و دقيق، و هذه فرضية لا تصح. و مثله في ذلك كمثل من ينظر في عصرنا إلى الطفرة العلمية و الفنية في أوروبا و امريكا و الغرب بشكل عام، و من ثم يعتبرهم أيضا على حق في الدين و الأخلاق، و هذه فرضية لا تصح.

أما الذين إبتلوا بآفة الراد للعلوم، فسماهم الامام الغزالي “الصديق الجاهل للاسلام”، و هو من يزعم بوجوب إنكار هذه العلوم و يظن بذلك أنه ينصر الدين، و مثله في ذلك كمثل من ينكر في عصرنا علم النفس و علم الاجتماع بحجة أنها علوم غربية كافرة و ينبغي التخلص منها. و هذه أيضا فرضية خاطئة و خطيرة، فلا يمكننا أن نرفض كل العلوم الغربية من غير دراسة و تفحص، لنرفض ما يخالف الدين بعلم و فهم. و كأن الامام الغزالي كان يقول، أن الحاذق في صناعة واحدة ليس يلزم أن يكون حاذقا في كل الصناعات. فتقدم الغرب في العلوم لا يدل على تقدمهم في الأخلاق و الالهيات و الأديان. يقول الامام الغزالي في كتابه المنقذ من الضلال “عظم على الدين جناية من ظن ان الاسلام يُنصَر بانكار هذه العلوم” (و هذا يؤكد بأن الامام الغزالي كان يسعى لتمكين العلماء من الإستمرارية و السعي في ممارسة العلوم الطبيعية، كما قال فرانك غريفل).

و يرى الامام الغزالي أن الأخطاء و الأغاليط حصلت عندما أدخل الفلاسفة أنفسهم في أمور الالهيات النظرية و تكلموا بالاوهام. فألف الامام الغزالي كتابه “تهافت الفلاسفة” و قرر أن يركز فيه على آراء إبن سينا و الفارابي و معلمهم الأول أرسطوا، و حدد بذلك الكلام بهم فقط من باب الاختصار. و لذلك، قال الإمام الغزالي “لو كانت علومهم الالهية متقنة البراهين، نقية عن التخمين كعلومهم الحسابية و المنطقية، لما اختلفوا فيها كما لم يختلفوا في الحسابية و غيرها”.

و عليه، قسم الامام الغزالي الفلسفة الى ثلاثة أقسام، ترك منها قسمان و هما القول بالجوهر و ممارسة العلوم الطبيعية. لذلك، لم يحارب العلوم الطبيعية و لم يجدها تعارض الشرع، بل يقول في كتابه “أعظم ما يفرح به المُلحده، أن يصرح ناصر الشرع بأن هذا و أمثاله على خلاف الشرع”. و إنما ركز بحثه في القسم الثالث، و هو النزاع في أصل من اصول الدين، كالقول في حدوث العالم و صفات الصانع و بيان حشر الأجساد و الأبدان و غير ذلك من الأمور الالهية. و قسم الامام الغزالي مجموع ما أخطأوا به الفلاسفة في الالهيات الى عشرون أصلاً، و أوجب تكفيرهم في ثلاثة و تبديعهم في سبعة عشر، و صنف كتابه “تهافت الفلاسفة” لإبطال تلك المذاهب و الاصول. أما الامام ابن تيمية، فقد أتى من بعده و كفَّر عشرة من تلك الاصول.

و رغم أنه كان أشعرياً، إلا أن الامام الغزالي قرر أن يواجه هذه المذاهب الفلسفية كمسلم سني، فاستعان في مواجهته للفلاسفه بأسلحة و مناهج جميع الطوائف السنية، بما فيهم خصومه من المعتزلة. فقد كان يرى خطورة الفلاسفة تهدد الدين و جميع المنتسبين اليه، و قال في هذا الصدد “فأنا لا أدخل عليهم الا دخول مطالب منكر، فأكدر عليهم ما اعتقدوه، فالزمهم تارة مذهب المعتزلة و طورا مذهب الواقفة، و مذهب الكَرَّامية و غيرها، و لا انتهض ذاباً عن مذهب مخصوص، بل أجعل جميع الفرق إلباً واحدا عليهم. فإن سائر الفرق ربما خالفونا في التفاصيل، و هؤلاء (الفلاسفة) يتعرضون لأصول الدين. فلنتظاهر عليهم، فعند الشدائد تذهب الأحقاد”.

كما ذكرنا، اوجب الإمام الغزالي تكفير ثلاثة اصول في الفلسفة:

الأمر الاول، إنكار حشر الأجساد، و قالوا ان الجنة و النار و الأنهار و الثمار و غيرها مجرد أمثلة ضربت لعوام الناس للتخويف و الترغيب فقط، و لا وجود للجنة و النار. و ابن سينا كان يعتقد باللذة و العقاب المعنوي و ليس الحسي. و هذا الفكر منشأه ما قاله أرسطوا عن قدم العالم و الذي يعني ازلية العالم، أي أن العالم مستمر للأبد و لن ينتهى بيوم اسمه القيامة. و إبن سينا يقول بأن الانبياء اضطروا أن يكذبوا من أجل مصلحة العوام، و ذلك لعجز العوام عن فهم و تقبل العالم المعنوي. و هذا يفسر تصريح إبن سينا في بعض كتبه عن البعث جسديا، و أنه كان يكذب على العوام من أجل مصلحتهم، و هذا يتضح من خلال مخطوطة له اسمها “الاضحوية في المعاد” يصرح فيها إبن سينا للخواص بلا مواربة، انكاره للبعث و الجزاء الجسماني. و لهذا يعاتب إبن الرشد الامام الغزالي في كتابه “تهافت التهافت” بأنه كشف امورا لم يصرح إبن سينا بها للجمهور. و هذه الأفكار تخالف العقيدة الإسلامية التي تتكلم عن الحياة روحاً و جسداً بعد الموت و عن ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر، و آيات حسية و صريحة كالتي تقول {كُلَّمَا نَضِجَتۡ جُلُودُهُم بَدَّلۡنَـٰهُمۡ جُلُودًا غَیۡرَهَا لِیَذُوقُوا۟ ٱلۡعَذَابَۗ} سورة النساء الآية ٥٦.

الأمر الثاني، أن الله يعلم الكليات دون الجزئيات، و في هذا تقليد لأرسطوا الذي كان يتصور الإله بأنه عاطل و أنه المحرك الذي لا يتحرك و أنه لا يعلم شيئاً، و هو أشبه بالملك الذي يملك و لا يحكم، فأنزلوا الله منزلة الجاهل و العياذ بالله. و يقول أرسطوا أن الله عاقل و معقول، فلا يعقل الا نفسه، و العياذ بالله. و إبن سينا كان يقول بأن الله يعلم الاشياء علما كليا و لا يعلم بالجزئيات، و أن الله يعلم أن هناك اناس ولكنه لا يعلم بحال زيد و خالد و عمر، و أن الله لا يعلم إن كان خالد يعبده ام لا، و أن الله يعلم أن هناك أنبياء ولكنه لا يعرف أن هناك محمد و عيسى و نوح .. الخ. و هذا الفكر يخالف العقيدة الإسلامية التي تقول بأن الله هو من يدير الكون و يعلم كل التفاصيل، كحركة النملة السوداء على الصخرة السوداء في الليلة الظلماء.

الامر الثالث، القول بقِدَم العالم، أي أن الله يتقدم على العالم بالرتبة و ليس بالزمان، و كان أرسطوا يؤمن بأن الله لم يخلق العالم، و هذا يخالف العقيدة الإسلامية و التي تقول بأن العالم لم يكن، و خلقه الله بأمره من العدم، و ذلك بأن يقول كن فيكون. و سَلِمَ فيلسوف العرب و اول فلاسفة المشرق يعقوب بن إسحق الكندي من التكفير، إذ خالف أرسطوا و قال بحدوث (خلق) العالم.

أما الفارابي و إبن سينا فقالا بقدم العالم و حاولا تفسير القدم بما لا يتنافى مع العقيدة الإسلامية، ولكنهما كانا في الأصل مؤمنين بما قاله أرسطوا. و إبن الرشد أكد في مناقشته للغزالي أن الفارابي و إبن سينا أتوا بكلام أضر بالفلسفة، و كان إبن الرشد مخالفاً تماما معهما في هذه القضية. فجاء تهكم الغزالي و نقده اللاذع لهما علاجاً لعقول كانت قد خضعت لتلك الافكار الركيكه.

و البعض دافع عن الفارابي و إبن سينا بحجة أن ما قالاه كان تنزيها لله و ليس زندقة، و ربما لو عاصرا الامام الغزالي و وجدا مثله من يبين لهما، لربما رجعا عما قالاه. لكن لم يرد عليهما احد في عصورهم،  فاعتقدا أن رأيهما هو الصحيح. بالضبط كما فعل الخليفة العباسي المأمون، الذي اعتقد أن موقفه من خلق القرآن كان نصرة للدين، لدرجة انه اوصى بها أخاه، و الاخير أوصى بها إبنه، الى أن أتى المتوكل على الله و رفض أن يستمر في نهج من كان قبله.

و يذكر الاستاذ الدكتور فتحي الزغبي اثناء المناقشة أن كتاب التاريخ لابن خلكان ذكر أن إبن سينا تاب الى الله في آخر عمره و تصدق بكل ما يملك و اعتق كل مماليكه، و صار يختم القرآن كل ثلاثة أيام. و لذلك،  توقف الامام الذهبي عن تكفيره بسبب ما أثر عنه، ولكن لابد من تكفير الاراء الصريحة و المخالفة للشريعة و العقيدة. أما الأشخاص فامرهم الى الله.

و يمكننا أيضا أن نعذر أرسطوا الذي عاش عصرا كانت الديانة اليونانية تتكلم عن الالهة و زوجاتهم. و عليه، يعتبر ما قاله في ذاك الوسط الوثني شيئا قيما.

و الامام الغزالي كان يقصد بكتابه “تهافت الفلاسفة” أن يقول لهم: استخدموا عقولكم في الرياضيات و غيرها من العلوم، لكن لا تستخدم عقلك في الالهيات الا بفهم الشرع، لأنه تَمَسُّكٌ بالعقل في غير ميدانه. و الكثيرين من الفلاسفة انتهوا الى ما انتهى اليه الغزالي، و منهم ديكارت و هو أبو الفلسفة الحديثة. إذاً الغزالي ليس بدعا في الاولين و لا في الاخرين، اذا هاجم هذا النوع من الفلسفة. و الإمام الغزالي ازال القدسية عن الفلسفة، و لم تعد الفلسفة الوثن الذي يُرهَب و لا يُمَس، و وضع الفلسفة في قفص الاتهام و اضطرها أن تقف موقف الدفاع بعد أن كانت في موقف الهجوم.

و ننهي هذا البحث بالمقطع الخامس و هو بعنوان “لماذا خسر المسلمون الحضارة العربية | بودكاست فنجان”، حيث يبين الدكتور جورج صليبا السبب الحقيقي الذي أدى الى تراجع الحركة العلمية في الحضارة العربية و الاسلامية. الدكتور صليبا مفكر لبناني الأصل مقيم بالولايات المتحدة الأمريكية، و هو أستاذ للعلوم العربية و الإسلامية في جامعة كولومبيا، نيويورك، بالولايات المتحدة الأمريكية منذ عام ١٩٧٩، و له عدة كتب وأبحاث حول تاريخ العلم العربي. يقول الدكتور صليبا و بالتحديد في الساعة/الدقيقة ١:٢٥:

عند البحث عن الأسباب التي أدت الى تراجع الحركة العلمية في الحضارات الشرقية (و منها الحضارة العربية و الاسلامية) و انتعاشها في الغرب، لابد أن نوافق على تفسير آدم سميث (Adam Smith) و هو أب الاقتصاد الحديث. و يجيب آدم سميث على السؤال بالنظر في أحداث القرن الخامس عشر الميلادي، و بالذات في اكتشاف أمريكا و اكتشاف طريق بحري جديد و بديل للطريق البري القديم (طريق الحرير)، يوصل الى خيرات الهند و الصين بالالتفاف بحرا على القارة الافريقية. هذه الاكتشافات حولت مسار حركة التجارة التي كانت عبر البلدان العربية و الاسلامية براً الى مسار بديل عبر البلدان الأوروبية و المسيحية بحراً. و تسببت هذه التحولات في الخطوط التجارية في تدهور و ركود اقتصاديات الحضارة العربية و الاسلامية و افتقارها، إذ أدت تلك التحولات الى التقليل من التجارة و من ثم التقليل من واردات أموال الضرائب. عندها و لسوء الاوضاع الاقتصادية، أصبح من الصعب على الحضارة الاسلامية الشرقية أن تستمر في تمويل المؤسسات العلمية، و ليس بسبب الاسلام كدين أو كتاب “تهافت الفلاسفة” (لا الفلسفة) و الذي الفه الامام الغزالي في القرن الثاني عشر الميلادي. كيف يمكن أن نتهم الامام الغزالي بالتسبب في تراجع الحركة العلمية، و نحن نعلم بأن المؤسسات العلمية بقت منتعشة لقرون عدة من بعد الامام الغزالي من خلال العديد من المراكز العلمية و على يد العديد من العلماء، و منهم شمس الدين الخفري؟!

و يضيف الدكتور جورج صليبا بأن ما يؤكد على براءة الاسلام و الامام الغزالي من تهمة التأثير سلباً على الحركة العلمية، هو أن تغيير حركة التجارة و ما يصاحبه من الركود الاقتصادي قد ضربت حضارات شرقية أخرى كالهندية و الصينية، و كانت علومها في القرن الخامس عشر عريقة و منافسة للعلوم العربية و الأوروبية، و لم يكن للامام الغزالي تاثير عليهم. و هذا يؤكد على أن الذين يتهمون الاسلام كدين او الامام الغزالي بالاضرار بالحركة العلمية إنما يعانون من التعصب الأعمى، و يُقَيِّمون علاقة الاسلام بالعلم بمقياس أوروبي ضيق من خلال مقارنتها بالعلاقة المتدهورة بين الكنيسة و العلم. هذا هراء! و الحقيقة أن هناك علاقة قوية بين الاوضاع الاقتصادية و العلم، و أن إذا توقفت التجارة فستتوقف استدرار الأموال، و عندها يتوقف الدعم الفكري و الصناعي و غيرها من الامور التي تتسبب في الانحدار.

و بالرغم من كل ما سبق، قد يقول قائل:

إفتح صفحة غوغل و أكتب: حكم دراسة الفلسفة. ثم ادخل على الصفحات التي تحرم الفلسفة، و ستجد ان رأي الغزالي و تأثيره على المسلمين لا يزال ساري المفعول الى الان. فكيف بعد هذا يمكن ان يُقال ان الغزالي لم يكن سببا في تخلف المسلمين وتراجعهم في العلوم الطبيعية؟

اقول: لو عملنا بمنهجيتك و فتحنا صفحة غوغل و كتبنا “الإرهاب الاسلامي”، فسنجد القرآن و الرسول صلى الله عليه و سلم، من اشهر مصادر الإرهاب في العالم. فهل ستعتمد انت هكذا نتائج؟!

ام انك ستطالب الباحثين في الإرهاب بالحياد، و بأن يقرؤا القرآن و سيرة المصطفى صلى الله عليه و سلم، و من ثم يحكموا اذا كانا من مصادر الارهاب ام لا؟!

كنت أظن أن الحكم على الإمام الغزالي رحمه الله يكون فقط بالاستناد الى ما كَتَبَهُ الغزالي في كُتُبه، و ليس ما يدعيه الغوغاء على الإنترنت!

فمن ينتهج هذا النهج، سيجد في كتب الامام الغزالي نصوصاً صريحة في احترامه للعلوم الطبيعية، بل و اعتبارها “فرض كفاية”. و تلك النصوص الصريحة تغنينا عن الكثير من الآراء الشخصية التي يُغرِقُ بها الرعاع شبكة الإنترنت!

الامام الغزالي رحمه بريء عن ما ينسبه اليه الأعداء، الأصدقاء و غوغل من تهمة محاربة العلوم الطبيعية، تماما كما أن القرآن و الرسول صلى الله عليه و سلم بريئآن من ما ينسبه اليهما الأعداء، الأصدقاء و غوغل من تهمة الارهاب!

فمنذ ان تصديت لمعرفة حقيقة موقف الامام الغزالي من العلوم الطبيعية، واجهت علماء ثقات من مختلف الثقافات و الاثنيات، ينقلون نصوصاً صريحة من كتب الامام الغزالي مباشرة، يرفع بها الامام من شأن العلوم الطبيعية، بل يعتبرها “فرض كفاي.

أبعد هذا، تتوقع أن أصدق إفتراءات على الإنترنت مصدرها المستشرقين، و تتهم الأمام الغزالي بمحاربة العلوم الطبيعية؟!

ثق تماماً بأن ما يشجع فرسان غوغل الشجعان على التسرع في اتهام الامام الغزالي، هو علمهم بانهم في امان من المساءلة القانونية. أقسم بالله العظيم، لو اصبح كل من يكتب عن الامام الغزالي على الإنترنت عرضة للمساءلة القانونية و غرامة قدرها مليون دولار أو سجن لفترة ٢٠ سنة، لمسح كل الطاعنين في الامام الغزالي ما كتبوه على الإنترنت، إلا من رحم ربي!

و قد يقول القائل:

ان الغزالي لم يكن شخص عادي يعبر عن رأيه في كتاب او مقال، و انما شخص ذو سلطة دينية و علمية واسعة النطاق، لذا فإنه من المغالطة ان يقول قائل ان الغزالي لم يجبر احد على تبني اراءه!

اقول: بعد الاطلاع على أفكار الامام الغزالي المنصوصة في كتبه، تبنى علماء كثر (في عصرنا) من مختلف الثقافات و الاثنيات افكار الامام الغزالي، و على خطاهم تبنيت شخصيا أفكار الامام الغزالي. فهل اجبرنا الامام الغزالي رحمه الله على تبني آرائه؟ حدث العاقل بما يعقل!

فقياساً بالحاضر، انا على يقين بأن الغالبية العظمى من العلماء و المثقفين المحايدين في زمانه اقتنعوا مثلنا بآراء الامام الغزالي المتينة و المحكمة، من دون ضغوط، بل المغالطة أن ندعي عكس ذلك.

و ربما اضطر فلاسفة اللاهوت (الكهنة) على السكوت بعد أن اثبت الامام الغزالي تفاهتهم. ولكن هذا لا يعتبر إسكات لفلاسفة العلوم الطبيعية. فشتان بين علماء العلوم الطبيعية الأجلاء ممن عكفوا على الحساب و القياس، و كهنة تكلموا في اللاهوت على خطى فلاسفة اليونان و ضرباً بالغيب.

و قد يقول القائل:

تدعون ان الغزالي حرم الفلسفة فقط. هذا الكلام نابع عن عدم درايتكم بطريقة التعليم في ذلك الزمن. فالفلسفة كانت المدخل لكل العلوم. فلم يكن ممكناً أن تدرس الرياضيات و الفيزياء و الفلك و غيرها من العلوم الطبيعية قبل ان تدرس الفلسفة و المنطق، وتعرف اراء من سبقك من كبار الفلاسفة كابن سينا و الفارابي و ارسطو!

اقول: قد شطرت الذرة يا شاطر!

ليس سراً ان الفلسفة في زمن الامام الغزالي كانت تشمل العلوم الطبيعية كالرياضيات و الفيزياء و الطب و الفلك، ولكنها كانت تشمل أيضا علم اللاهوت. و قد تعلمت هذا من كل الباحثين المحايدين، و الذين برَّؤا الامام الغزالي من تهمة معاداة العلوم الطبيعية.

إن ظنك بان غيرك لا يعلم حدود علم الفلسفة قديماً دليل على انك بنيت قناعاتك الشخصية من غير ان تسمع لانصار الامام الغزالي، و هذا بعيد كل البعد عن الحياد العلمي.

اكرر، كل من يدرس فكر الامام الغزالي بحياد، سيرى بكل وضوح بأن الامام فرَّق بين البحث في العلوم الطبيعية الجميلة و البحث في علم اللاهوت.

و يقد يقول القائل:

الغزالي كفَّرَ الفلاسفة في مسائل خالفهم فيها!

اقول: الامام الغزالي لم ينكر الفسلفه بشكل عام و لم يحرمها، و انما اثبت فشل الفلاسفة و تناقض آرائهم فيما يتعلق باللاهوت، و ما عدا ذلك لم ينكر اي شي منها. تهافت الفلاسفة هو كتاب الإمام الغزالي، و اعتبر البعض هذا الكتاب ضربة لما وصفه البعض باستكبار الفلاسفة و ادعائهم التوصل إلى الحقيقة في المسائل الغيبية بعقولهم. فقد أعلن الامام الغزالي في كتابه “تهافت الفلاسفة” فشل الفلسفة في إيجاد جواب لطبيعة الخالق، و صرح أنه يجب أن تبقى اهتمامات الفلسفة في المسائل القابلة للقياس و الملاحظة، مثل الطب و الرياضيات و الفلك. و اعتبر الامام الغزالي محاولة الفلاسفة في إدراك شيء غير قابل للإدراك بحواس الإنسان منافيا لمفهوم الفلسفة أساسا!

و قد يصر القائل و يستنتج:

ابو حامد الغزالي كان كارثة ضربت العلوم الانسانية في العالم الاسلامي بمقتل عظيم!

اقول: بل الكارثة اخي الفاضل أن تصر على إتباع قطيع المستشرقين و تخوض في ذمة العلماء مع الخائضين، و تضرب بما نصه الامام الغزالي في كتبه عرض الحائط!

و بعد كل هذا، إن كنت ما زلت مصراً على إتهام الامام الغزالي بمعاداة العلوم الطبيعية، فلا بد أن أسألك: لماذا تكره الامام الغزالي؟!

و يبقى الامام الغزالي بشرا و مجتهدا، يخطأ و يصيب، و يبقى إتهامه بالتسبب في تراجع العلم في العالم الإسلامي بسبب تحريمه للعلوم و الرياضيات، جوابا مريحا بالنسبة للكثيرين، و إن كان بلا أساس.

المقطع الاول: “لم يكن أبو حامد الغزالي سببا في إنحدار العلم الإسلامي كما ادعى نيل ديغراس تايسون”، يرد الدكتور جوزيف لومبارد (Joseph Lumbard)

https://youtu.be/5SAMmaSYjYc

المقطع الثاني: “هل كان الغزالي سببا في إنهيار الفلسفة و العلوم؟”، يؤكد الباحث فرانك غريفل (Frank Griffel) في بحثه الجاد Al-Ghazali’s Philosophical Theology

https://youtu.be/ntACcOAu04M

المقطع الثالث: “تهافت الفلاسفة أ. د. فتحي الزغبي” 

https://youtu.be/QYGQOAaJBGU

المقطع الرابع: “تهافت الفلاسفة أ. د. فتحي الزغبي”

https://youtu.be/xBGNP6hV3Og

المقطع الخامس: “لماذا خسر المسلمون الحضارة العربية | بودكاست فنجان” جورج صليبا

https://youtu.be/Sl24jUcidN8

رحم الله الامام الغزالي و علماء المسلمين!

من السرير الى السُّرُر
×
26 November 2022

خُيِّر العاشق بين البقاء و المعراج، فآثر احباب الدنيا و إرتضى بسرير المُقعَد!

فكُشِف له الحجاب ليرى من آيات ربه الكبرى، و حبيبة تشرق لابتسامتها السماوات العلى!

فمسحت الملائكة باسم ربها على العاشق الحائر، ليبقى لنا المظهر و يعرج الجوهر!

فترك السرير و ركب بساط الريح، و عُرِجَ الى السماء بعد أن أُسرِىَ بأحبابه في الدنيا!

و عادت النفس المطمئنة (بإذن ربها) راضية مرضية، و دخلت في عباده و دخلت جنته!

فهنيئاً لك أيها العاشق سُرُرٌ مُكَلَّلة بالياقوت و الزبرجد و الدرر، و اكواب و قوارير على ضفاف الكوثر!

Germans Lost
×
24 November 2022

 

Not again!

The German football team players COVERED their mouths in protest for being denied freedom of speech and not being allowed to wear a rainbow strip on their arms!

Paradoxically, Hitler (the Nazi) had also published his sketch with a mouth COVERED by two tapes. He was also protesting being denied freedom of speech!

So basically, the German government is repeating their history. Both COVERED THEIR MOUTHS DEMANDING “FREE SPEECH”!

Just like the German team, Hitler had his own arguments and justifications. Just like the German team, Hitler believed he was defending the oppressed Germans, as the German team believes they are defending the oppressed LGBTQ+ community.

Just like the German team, Hitler was so CONVINCED and confident about his cause. Just like the German team, Hitler demanded the right to “FREE SPEECH” and COVERED HIS MOUTH in protest!

They have not really changed. Have they?! The mechanism used by both is the same!

Bear in mind, 2022 Germany wants to support the rainbow community, which has nothing to do with women or foreign workers!

Germans wanted the “PRIVILEGE” of imposing their contervsial values on others, through FREE SPEECH, just like Hitler wanted to impose his contervsial values on others through FREE SPEECH.

I see no difference between the two. I see both being blind by arrogance, ignorance and feeling prevailed!

I am glad Hitler’s mouth was shut back then as I am glad German’s mouth was shut this time.

The two cases are identical. Both COVERED THEIR MOUTHS DEMANDING FREE SPEECH TO SPREED CONTROVERSIAL ISSUES.

In this case, both used the same mechanism (Freedom of speech) and both covered their mouths.

So, covering your mouth and demanding free speech doesn’t make you right or better than Hitler!

Similarly, depriving you from free speech doesn’t make us wrong or lesser than you!

At the end: They lost the game!

عبدالهادى الخاجة
×
23 November 2022

عماه!

قد غرقت عيناي دمعاً، و قلبي دماً، و صوتي صمتاً، كلما رأيت الايادي ترتفع لتتضرع لك الى الله!

أهي حنان نظراتك الرهيبة؟ أم الدعابة اللطيفة في رجولتك المهيبة؟ أم جود أفعالك الصامتة؟ أم طمأنينة الزئير في صوتك؟!

أم لأنك كنت ضيفا عزيزا على قلب أبي، و حباً نقياً في قلب العزيزة عمتي؟ أم لأنك النهاية الجميلة لرواية ما أردت لها النهاية؟!

الهي! ها قد ترجل فارسك، فارزقه رضاك و رحمتك، و الثبات عند السؤال و على صراطك، و أسكنه الفردوس الأعلى من جنتك!

 

إنا لله و إنا اليه راجعون. عظم الله اجركم!

 

عماه! الى أن نلتقي، إبق جميلا كما عهدتك !

المعلقات ٣ – من القاعدة الى القمة
×
16 October 2022

 

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَهُمْ قَالَ وَأَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ مَاهَكَ، قَالَ إِنِّي عِنْدَ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ـ رضى الله عنها ـ إِذْ جَاءَهَا عِرَاقِيٌّ فَقَالَ أَىُّ الْكَفَنِ خَيْرٌ قَالَتْ وَيْحَكَ وَمَا يَضُرُّكَ قَالَ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَرِينِي مُصْحَفَكِ‏.‏ قَالَتْ لِمَ قَالَ لَعَلِّي أُوَلِّفُ الْقُرْآنَ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يُقْرَأُ غَيْرَ مُؤَلَّفٍ‏.‏ قَالَتْ وَمَا يَضُرُّكَ أَيَّهُ قَرَأْتَ قَبْلُ، إِنَّمَا نَزَلَ أَوَّلَ مَا نَزَلَ مِنْهُ سُورَةٌ مِنَ الْمُفَصَّلِ فِيهَا ذِكْرُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ حَتَّى إِذَا ثَابَ النَّاسُ إِلَى الإِسْلاَمِ نَزَلَ الْحَلاَلُ وَالْحَرَامُ، وَلَوْ نَزَلَ أَوَّلَ شَىْءٍ لاَ تَشْرَبُوا الْخَمْرَ‏.‏ لَقَالُوا لاَ نَدَعُ الْخَمْرَ أَبَدًا‏.‏ وَلَوْ نَزَلَ‏.‏ لاَ تَزْنُوا‏.‏ لَقَالُوا لاَ نَدَعُ الزِّنَا أَبَدًا‏.‏ لَقَدْ نَزَلَ بِمَكَّةَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَإِنِّي لَجَارِيَةٌ أَلْعَبُ ‏{‏بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ‏}‏ وَمَا نَزَلَتْ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَالنِّسَاءِ إِلاَّ وَأَنَا عِنْدَهُ‏.‏ قَالَ فَأَخْرَجَتْ لَهُ الْمُصْحَفَ فَأَمْلَتْ عَلَيْهِ آىَ السُّوَرِ‏.‏

Sahih al-Bukhari 4993
<span;>https://sunnah.com/bukhari:4993

المعلقات ٢ – الثورة طبع
×
16 October 2022

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ـ رضى الله عنهما ـ أَتَاهُ رَجُلاَنِ فِي فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَقَالاَ إِنَّ النَّاسَ قَدْ ضُيِّعُوا، وَأَنْتَ ابْنُ عُمَرَ وَصَاحِبُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَخْرُجَ فَقَالَ يَمْنَعُنِي أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ دَمَ أَخِي‏.‏ فَقَالاَ أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ ‏{‏وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ}‏ فَقَالَ قَاتَلْنَا حَتَّى لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ، وَكَانَ الدِّينُ لِلَّهِ، وَأَنْتُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تُقَاتِلُوا حَتَّى تَكُونَ فِتْنَةٌ، وَيَكُونَ الدِّينُ لِغَيْرِ اللَّهِ‏.‏ وَزَادَ عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، قَالَ أَخْبَرَنِي فُلاَنٌ، وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيِّ، أَنَّ بُكَيْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَهُ عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ رَجُلاً، أَتَى ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ تَحُجَّ عَامًا وَتَعْتَمِرَ عَامًا، وَتَتْرُكَ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَقَدْ عَلِمْتَ مَا رَغَّبَ اللَّهُ فِيهِ قَالَ يَا ابْنَ أَخِي بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ إِيمَانٍ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَالصَّلاَةِ الْخَمْسِ، وَصِيَامِ رَمَضَانَ، وَأَدَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ‏.‏ قَالَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَلاَ تَسْمَعُ مَا ذَكَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ ‏{‏وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا‏}‏ ‏{‏إِلَى أَمْرِ اللَّهِ‏}‏ ‏{‏قَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ‏}‏ قَالَ فَعَلْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ الإِسْلاَمُ قَلِيلاً، فَكَانَ الرَّجُلُ يُفْتَنُ فِي دِينِهِ إِمَّا قَتَلُوهُ، وَإِمَّا يُعَذِّبُوهُ، حَتَّى كَثُرَ الإِسْلاَمُ فَلَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ‏.‏ قَالَ فَمَا قَوْلُكَ فِي عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ قَالَ أَمَّا عُثْمَانُ فَكَأَنَّ اللَّهَ عَفَا عَنْهُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَكَرِهْتُمْ أَنْ تَعْفُوا عَنْهُ، وَأَمَّا عَلِيٌّ فَابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَخَتَنُهُ‏.‏ وَأَشَارَ بِيَدِهِ فَقَالَ هَذَا بَيْتُهُ حَيْثُ تَرَوْنَ‏.‏

https://sunnah.com/bukhari:4513

المعلقات ١ – أولوية الاستقرار
×
16 October 2022

 

حديث جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “اقْرَءُوا القُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ قُلُوبُكُمْ ، فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فَقُومُوا عَنْهُ”.
رواه البخاري (5060) و مسلم (2667).

الشرح:

الرواية عن اختلاف قلوب الناس و تنازعهم و تفرقهم بسبب تناقض أفهامهم للثوابت من أركان الدين و ضرورياته، أو بسبب جهلهم بالقراءات الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم. فلما كانت مصلحة الوحدة و التآلف أعظم من مصلحة التلاوة المجردة، كان الأولى تقديم المصلحة العليا على ما دونها من المستحبات.

قال ابن الجوزي رحمه الله:
“كان اختلاف الصحابة يقع في القراءات و اللغات، فأمروا بالقيام عند الاختلاف لئلا يجحد أحدهم ما يقرأ الآخر فيكون جاحدا لما أنزله الله عز وجل”. من “كشف المشكل من حديث الصحيحين (2/47)”.

و قال الإمام النووي رحمه الله:
“الأمر بالقيام عند الاختلاف في القرآن محمول عند العلماء على اختلاف لا يجوز، أو اختلاف يوقع فيما لا يجوز، كاختلاف في نفس القرآن، أو في معنى منه لا يسوغ فيه الاجتهاد، أو اختلاف يوقع في شك أو شبهة أو فتنة و خصومة أو شجار و نحو ذلك. و أما الاختلاف في استنباط فروع الدين منه، و مناظرة أهل العلم في ذلك على سبيل الفائدة و إظهار الحق، و اختلافهم في ذلك، فليس منهيا عنه، بل هو مأمور به، و فضيلة ظاهرة. و قد أجمع المسلمون على هذا من عهد الصحابة إلى الآن”. من “شرح مسلم” (16/218-219).

يتفرقوا عند الاختلاف و يستمر كل منهم على قراءته، و مثله ما تقدم عن ابن مسعود لما وقع بينه و بين الصحابيين الآخرين الاختلاف في الأداء، فترافعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “كلكم محسن”، و بهذه النكتة تظهر الحكمة في ذكر حديث ابن مسعود عقيب حديث جندب”. من “فتح الباري” (9/101).

https://islamqa.info/ar/answers/192079/%D8%B4%D8%B1%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%81-%D8%A7%D9%82%D8%B1%D8%A1%D9%88%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%A7-%D8%A7%D9%89%D8%AA%D9%84%D9%81%D8%AA-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87-%D9%82%D9%84%D9%88%D8%A8%D9%83%D9%85-%D9%81%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%84%D9%81%D8%AA%D9%85-%D9%81%D9%82%D9%88%D9%85%D9%88%D8%A7-%D8%B9%D9%86%D9%87

 

 

بل واقعي
×
2 October 2022

 

استمعت الى ما قاله السياسي الأمريكي برني ساندرز ضمن حملة إنتخابية و انتقاده للطبقة الغنية، و قلت في نفسي: لماذا تجاهل أن ١% من الاغنياء في امريكا يدفعون ٤٠% من الضرائب على الدخل؟!

ثم وجدت من علق على المقطع قائلاً: ما يقوله ساندرز هو ما يحدث في كل الوطن العربي و في الخليج بالأخص!

تعجبت من هذا التعليق، فسألت المُعلق لأتثبت قبل أن احكم على رأيه و قلت: عزيزي! هذا الأمريكي يقول بان:

١- ٧٠ مليون امريكي لا يملكون ضمان صحي أو ضماناتهم لا تكفي!

٢- الحد الادنى من الاجور لا يَقِي من الجوع!

٣- نصف الكبار في السن لا يملكون شيئا في البنك يجنبهم مخاوف التقاعد!

٤- لا يصح أن يملك شخصان في امريكا ثروة تعادل ثروة ٤٠% من الشعب الأمريكي، كما لا يصح أن يملك ١% في امريكا ثروة تعادل ثروة ٩٢% من الشعب الأمريكي!

٥- لا يصح أن يتقاضى المدراء التنفيذيين في الشركات الخاصة أجور تبلغ ٣٥٠ ضعف اجور موظفيهم!

و يطالب برني ساندرز بان:

أ-  تكون الرعاية الصحية حق انساني و ليس مِنَّة (اي أنه يريد مستشفيات حكومية و علاج مجاني) لتشمل امراض الأسنان و العيون و الاذن و الحنجرة، و تخفيض اسعار الأدوية بنسبة ٥٠% بدلا من السعي الى زيادة ثروات شركات التأمينات الصحية و مصانع الادوية!

ب- مضاعفة الحد الادنى للاجور!

ت- إجازات مرضية مدفوعة الأجر!

ث- الاهتمام بالتغيير المناخي!

ج- حضر الاسلحة!

و عليه، سؤالي الاول يا صديقي العزيز: هل من المنصف أن نقول “ما يقوله ساندرز هو ما يحدث في كل الوطن العربي و في الخليج بالأخص”؟!

و سؤالي الثاني يا صديقي: هل ما يطالب به هذا الأمريكي يتماشى مع الشريعة الإسلامية في ما يخص واجبات الاغنياء إتجاه الفقراء و بالحد من معاشات المدراء في الشركات الخاصة و بالحد من زيادة ثروات الاغنياء؟!

اجابني صديقي: احيي فيك تفانيك في تحليل المواضيع بشكل ايجابي. لكن احب أن اقول بأن هناك فعلاً من يشحتون المكرمات عندكم ليعيشوا عيشة كريمة. هناك عائلات لا يتعدى دخلهم ٧ الاف درهم شهرياً، و هذا غير عادل. و بغض النظر عما يقول هذا الأمريكي، اقل ما فيها أنه يقدر أن يتكلم و يعبر عن رايه!

فاجبته بعد ان فهمته: عزيزي، انا لست ايجابيا و إنما واقعي و منصف (و ما أصعب الانصاف). انا أُراعي الاعتدال عند نقد اي موضوع أو حالة و اتجنب المبالغة (و ما أسهل المبالغة). أنا اتمالك اعصابي عند الخوض في آلام الامة (و ما أسهل الانفعال)!

صديقي العزيز: من خلال ردك، تبين لي أنك تعتقد بأننا نشارك الامريكان في مشكلة واحدة فقط من المشاكل الخمسة التي ذكرها الامريكي.  كما تبين لي أنك تعتقد بأننا نشارك الامريكيين في الحاجة الى حل واحد (الحل “ب”) فقط من الحلول الخمسة التي طرحها السياسي الأمريكي!

و عليه، كان الأجدر بك أن تعلق و تقول: الحمد لله، انتم لا تعانون من المشاكل التي تكلم عنها الأمريكي، إلا أنكم بحاجة مثلهم الى زيادة معاشات من هم يتقاضون مرتبات شهرية أقل من ٢٥ الف درهم، أسوة بما فعله الشيخ سلطان القاسمي حفظه الله في إمارة الشارقة!

عندها يا صديقي، كنت ستجدني اتفق معك ١٠٠%!

اما كلامك: اقل ما فيها أنه (اي الأمريكي) يقدر أن يتكلم و يعبر عن رايه!

كانك يا صديقي تلمح باننا لا نملك القدرة على التكلم في هذه المواضيع، و هذا غير صحيح. لن أحيلك الى ما يدور من مناقشات تحت قبة المجلس الوطني الاتحادي، ولكن إذا استمعت مثلا الى برنامج “البث المباشر”، فستجد من يعبرون من خلال الإذاعة عن أحوالهم الصعبة و الحاجة إلى زيادة المعاشات، و الحاجة إلى اعطاء الاولوية للمواطنيين في التوظيفات و غلاء الأسعار الخ الخ الخ.

لكن يا صديقي: كم نسبة الحالات الصعبة عندنا نحن مقارنة بالامريكان؟ أليس من الانصاف أن نقارن الشيء بمثله؟

و كم نسبة الأُسر التي تدهورت أحوالها بسبب تهور رب الأسرة بالتجارة (الاستلاف لمشاريع غير مدروسة و الأقرب إلى المقامرة)، أو رب أسرة اهمل أسرته و تركهم بلا معيل، أو رب أسرة تعاطى المخدرات، أو اسرة فشلت في ادارة مصاريفها الشهرية بشكل جيد؟!

هذه الأسئلة يا صديقي نابعه من مفكرة انسان واقعي و منصف و دقيق و حريص، و ليس انسان ايجابي (ساذج)!

لا إنكار للمنكر
×
19 September 2022

 

 قاعدة شرعية: لا إنكار للمنكر في مسائل الاجتهاد او المسائل الخلافية ، و هي المسائل التي:

 

١لم يرد ببيان حكمها دليل صريح من الكتاب أو السنة أو الإجماع أو القياس الجلي. أو ورد بحكمها دليل من السنة، ولكنه مختلف في تصحيحه.

 

٢ليس صريحاً في بيان الحكم، بل يكون محتملاً.

 

٣- ورد فيها نصوص متعارضة في الظاهر.

 

ابتعد عن الشبهات!

الشتاء قادم
×
26 August 2022

الشتاء قادم!

نشر الناشط السياسي البريطاني اليميني المحافظ پول جوزيف واتسون (Paul Joseph Watson) و المعادي للحزب الديمقراطي ما مفاده:

ترتفع اسعار الاغذية في الدول الغربية بمعدلات لم نشهدها منذ ٤٠ سنة، و هناك نقص في المواد الغذائية الأساسية. و قد يضطر الكثير من الامريكيين خلال فصل الشتاء أن يختاروا بين توفير الطعام لعوائلهم أو دفع فواتيرهم!

و قد انتقل ٥ ملايين امريكي الى المكسيك لتفادي الزيادة في اجارات الوحدات السكنية، و التي ارتفعت ٢٥% خلال سنتين. فبينما الاستوديو تكلف شهريا ٢٥٠٠ دولار في امريكا، الشقة بغرفة واحدة في المكسيك تكلف ٨٠٠ دولار.

و الحلول التي تقترحها الادارة الأمريكية للتعامل مع التضخم المصحوب بالركود (Stagflation) معظمها حلول غير مجدية و مكلفة و تصلح للمرفهين، لا الطبقة الكادحة، كالمنازل المقاومة للمناخ! فبالرغم من إمكانية شراء الالواح الشمسية بالتقسيط، إلا أن تلك الالواح لا تنفع في فصل الشتاء المظلم!

كما تشجع الادارة الأمريكية مواطنيها على شراء السيارات الكهربائية ليتمكنوا من الانتفاع بالعلاوات الضريبية. ولكن، الشركات المصنعة للسيارات الكهربائية قد زادت من اسعار منتجاتها بشكل كبير، و تلك الزيادة في الاسعار تفوق الادخارات المترتبة على العلاوات الضريبية المزعومة!

فالادارة الأمريكية تروج لإمكانية توفير ٦٠ دولار لكل عملية شحن للسيارة كربائياً بدل من ملئها بالبترول. إلا ان كلفة السيارات الكهربائية عالية و في زيادة مستمرة، حيث تكلف في المعدل ٦٧ الف دولار. ولكن، السؤال الذي يطرح نفسه هو:

كيف يمكن لمن يعاني من أزمة مالية و لمن تؤرقه أسعار الوقود، أن يسدد أقساط سيارة كهربائية باهظة الثمن؟!

إن الفوضى الخلاقة هي التي تسيطر على افكار اليساريين و المهووسين بالمناخ و الاحتباس الحراري، كما يتجلى ذلك من خلال تصريح بيتر بيتيغيغ (وزير النقل الامريكي):

“الألم الذي يشعر به الشعب بسبب ارتفاع اسعار الوقود يعتبر ألم حميد و سيدفع بالمقتدرين منهم الى تقبل فكرة السيارات الكهربائية”.

في الحقيقة، إن الادارة الأمريكية تدفع قِدماً و بكل شراسة بالنظام الليبرالي العالمي و سياسة التحول الاخضر، و لا تتسامح في سعيها تلك مع من لا يشاركها الهوى، بل تضغط على الشركات التقنية و المتحكمة في الانترنت و وسائل التواصل الاجتماعي كي تمنع و تُسكِت كل من ينشر خلاف هواها.

و تصر الادارة الأمريكية بالقاء اللوم على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ارتفاع اسعار الوقود، رغم أن بيانات أسعار الوقود تفيد بأن الاسعار كانت في إزدياد من قبل أن تبدأ الحرب الروسيه الاوكرانية. إن هذا الإنكار و قيام الادارة الأمريكية الحالية بطباعة كميات هائلة من الدولارات تفوق ما طُبِعَت في ١٠٠ سنة الماضية و ارتفاع الدَّين العام الى ٣٠ تريلون دولار و ارتفاع التضخم الى معدلات لم تشهدها أمريكا منذ سنة ١٩٨٢، هي دلالات على سياسات استراتيجية خاطئة و ركود إقتصادي مخيف يتم اخفاءه عن العامة!

و ينادي المسؤولين بمحاربة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستعمال الدراجات الهوائية و التقليل من غسيل الثياب! و بدأت فرنسا بسياسة التقشف عن طريق اطفاء انارة الطرقات، و في اسبانيا يمنع ضبط مكيفات الهواء لأقل من ٢٧ درجة سيليزية!

و في المانيا، تقيم الدولة مساحات دافئة لانقاذ العاجزين عن دفع فواتير الطاقة من الموت بردا اثناء فصل الشتاء، و يُمنَعُ ضبط أجهزة التدفئة في المباني الحكومية لاعلى من ١٩ درجة سيليزية. و بالرغم من مطالبة الشعب بارتداء المزيد من الثياب الدافئة و التقليل من الاستحمام، إلا أن الشبكة الكهربائية معرضة للعطل الشامل بسبب الأحمال الزائده (Blackout).

و بالرغم من أن ٦٠% من الالمان يصرفون مدخولهم على التدفئة و الايجار و الطعام، تطالب السياسية الألمانية اليسارية ماري اغنيس زيمرمانMarie-Agnes) (Zimmermann الشعب الالماني بالمزيد من التضحيات، و ما أسهل أن تصدر هذه المطالب من سياسية تقدر ثروتها ب ١٠ ملايين يورو!

هذه الأزمة ناتجة عن قرار المرفهين في المانيا بالاستغناء عن استقلاليتها في مجال الطاقة و التخلص عن طاقتها النووية السلمية من أجل سياستها الصديقة للبيئة و مستقبل اخضر و معادلة الانبعاثات الكربونية (Net Zero). و يتم ذلك بالترويج لطاقة الرياح، و هي تقنية تستخدم مواد كيميائية مضره كالسلفور هيكسوا فلوايد (Sulfur hexafluoride) او SF6، و هي أكثر ضرار على البيئة من الانبعاثات الكربونية ب ٢٦ الف مرة! و لا عجب أن نجد نسبة عالية منها في الأجواء الألمانية!

و يتم شيطنة كل من ينتقد تلك الاخفاقات و يحذر من الأعطال في قطاع الطاقة بوصفهم بالمتطرفين و الوحوش و أعداء الدولة و الذين يهدفون الى تغير النظام، كما صرح بذلك وزير الداخلية الالماني هيبرت روول (Herbert Reul)!

في الواقع، هناك من يتوقع اضطرابات أمنية في الشتاء القادم، تفوق بكثير تلك الاضطرابات التي خرجت بسبب اغلاقات كوفيد ١٩. و هناك توجه في بريطانيا بالعصيان و الامتناع عن تسديد المديونيات للبنوك و رفض دفع الفواتير. فالمتوقع ارتفاع فواتير الطاقة الى ٦٥٠٠ باوند بحلول ابريل ٢٠٢٣، و هو ٦ اضعاف ما هو عليه اليوم. و هذا يعني عجز الملايين عن الدفع و افتقار ثلث الشعب! لذا، يطالب الكثيرين الحكومة البريطانيه بتوفير طاقة مجانية لمدة سنتين و بكلفة تقدر ب ١٠٠ بليون باوند.

و أتت نتائج استطلاع حديث بأن ٥١% من البريطانيون يعتقدون بان المظاهرات الحاشدة قادمة لا محالة بسبب الأوضاع المعيشية، بينما يصرح المسؤولين في وزارة الطاقة عن هوسهم للوصول الى المعادلة الصفرية الكربونية بحلول سنة ٢٠٥٠، و ديتريش سامسون المولع بالمعادلة الصفرية صرح بكل وضوح:

“إن اسعار الطاقة ستكون أعلى من ما هي عليها الان، و الطاقة كانت جدا رخيصة في ٤٠ سنة الماضية. و من أجل إنقاذ الكوكب، لابد أن ندفع اكثر للطاقة و الطعام!”

و كتب الناشط و السينمائي توماس فازي (Thomas Fazi) تحت عنوان “التمرد الشعبي قادم”:

“تصميم السياسات الاقتصادية لمنفعة شرذمة من الأغنياء و الشركات الضخمة و القوية، اضاعت إمكانية الوصول إلى الإجماع و المصلحة الوطنية. فقد تم السماح لنخبة صغيره ان تحضى بسلطة كبيرة، و تترك الاخيرة عناء التعامل مع المخلفات على الشعب و الدوائر الحكوميه، و لتصبح بلادنا اكثر فقرا و ضعفا و اكثر حاجة للغريب الشرس في كل ما يخص الاكل و الطاقة و ابسط الحاجيات الطبية”

 

https://youtu.be/0IGMNDBFx7w

التطبيع التركي مع إسرائيل
×
25 August 2022

أين المصداقية؟!

أين موقفه المعادي من التطبيع الاماراتي و موقفه المسالم من التطبيع التركي مع إسرائيل؟!

أين غضب القيادات الفلسطينية و حماس و الاسلاميين من التطبيع؟

أين العوضي، صاحب نظرية الطهارة؟

أين امام الحرم القدسي ليفتي بعدم جواز زيارة الأتراك للحرم الشريف؟

تبا لمن يتاجر بفلسطين و الدين!

تبا للعهر السياسي!

تبا للكيل بمكيالين!

 

مخطوطات العهد القديم
×
1 August 2022

المخطوطات الماسورية

المخطوطة الماسورية (مخطوطة لينينجراد) هي أقدم مخطوطة عبرية كامله للعهد القديم.

و “العهد القديم” مصطلح مسيحي لا يرتضاه اليهود، و انما يسمون كتبهم “تنخ” و هو اختصار للكلمات التالية:

– توراة (أسفار سيدنا موسى) و تحتوي على جميع التشريعات.

– نبيئيم (الانبياء) و تحتوي على اخبار و تاريخ الانبياء.

– كتوبيم (التاريخ و الاناشيد) و تحتوي على الأخبار و تاريخ بني إسرائيل.

و المخطوطة الماسورية تعود للقرن ١١ (سنة ١٠٠٨) بعد الميلاد، في حين أن موسى عليه السلام توفي في أدق تقدير في القرن ١٣ قبل الميلاد. اي أن هناك إنقطاع في السند مدته ٢٤٠٠ سنة بين اقدم مخطوطه كاملة و زمن سيدنا موسى عليه السلام!

اما مخطوطات وادي المربعات فترجع للقرن الثاني بعد الميلاد و ليست كاملة و لا تتطابق مع المخطوطات الماسورية. و كذلك، مخطوطات كهوف قمران (مخطوطات البحر الميت) ترجع بعضها الى القرن ٢ قبل الميلاد، الا انها ليست كاملة و لا تتطابق مع المخطوطات الماسورية او المخطوطات اليونانية و لا المخطوطات السامرية، علاوة على أن هناك انقطاع للسند بين مخطوطات البحر الميت و زمن سيدنا موسى عليه السلام مدته ١١٠٠ سنة!

رُبَّ أب لم تلده جدَّاتي
×
6 July 2022

 

انا لله وانا اليه راجعون

رحمك الله يا سيدي. أسأل الله لك الفردوس الأعلى من الجنة و الصبر لاهلك و الثبات عند السؤال و على الصراط.

رحم الله أبا بدرية. فلا خوف إن شاء الله على روحٍ أهدتنا أختاً و جوهرة نقية كبدرية. و ما أدراكم من بدرية!

رحم الله روحاً عطفت بالأبوة و طبطبت إحساناً على أختي الغالية فريدة. رحم الله أباً و عماً و خالاً لم تلده جدَّاتي. رحم الله من أهدانا أختاً لم تلدها أمي.

رحم الله من عرفناه صابراً و حكيماً، “وَمَن یُؤۡتَ ٱلۡحِكۡمَةَ فَقَدۡ أُوتِیَ خَیۡرࣰا كَثِیرࣰاۗ”!

عظم الله اجركم

سيدي، أبا بدريه، أبانا جميعا! الى أن نلتقي، إبق جميلا كما عهدتك

التحرش بالنساء
×
24 June 2022

صرح الداعية المصري مبروك عطية مؤخرا بأن المرأة تتعرض للتحرش بسبب ملابسها الضيقة و عدم ارتداء الحجاب. فعلق الدكتور السعودي صفوق بن حمود الإعنزي، وهو استشاري الأمراض الباطنية، على تصريحات الداعية قائلاً:

 ‏”إذا كان التحرش بسبب تبرج المرأة فلماذا يتم التحرش بالأطفال؟ و إذا كان التحرش بسبب لباس المرأة فلماذا يتم التحرش بالمنقبات؟ و إذا كان التحرش بسبب الجهل فلماذا يتحرش المتعلمون؟ و إذا كان التحرش بعدم القدرة على الزواج فلماذا يتحرش المتزوجون؟ المتحرش مجرم تبرير سبب تحرشه جريمة أخرى!”

 

أقول: يا دكتور، تباً لكل متحرش! إلا أن الداعية المصري قد أصاب و أخطأت انت للاسباب التالية. تعال نتكلم بشيء من الجدية:

 أولا: “إذا كانت الاصابة بكوفيد ١٩ بسبب عدم إرتداء القناع، فلماذا يصاب من يلبس القناع؟” هل ترضى أنت كطبيب محترف أن يستند أحدهم بمنطقك هكذا ليبرر عدم الحاجة للبس القناع؟ رحم الله امرئ عرف قدر نفسه!

 ثانيا: التبرج من أسباب التحرش بالمرأة بنص الآية الكريمة “یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِیُّ قُل لِّأَزۡوَ ٰجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاۤءِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ یُدۡنِینَ عَلَیۡهِنَّ مِن جَلَـٰبِیبِهِنَّۚ ذَ ٰلِكَ أَدۡنَىٰۤ أَن یُعۡرَفۡنَ فَلَا یُؤۡذَیۡنَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورࣰا رَّحِیما” سورة الأحزاب الآية ٥٩. فاحذر هداك و هدانا الله!

 ثالثا: التبرج “من” أسباب التحرش بالمرأة و ليس السبب الوحيد، و الداعية المصري مبروك عطية لم يدعي أن التبرج هو السبب الوحيد. فانتبه، رحمك و رحمنا الله!

رابعا: كفاك تحرشاً بالدين و ثوابت الأمة، و لو كنت مكانك لإعتذرت من نفسي!

اسطنبول: قبلة الكنيسة الارثوذكسية المسكونية
×
21 June 2022

اسطنبول: قبلة الكنيسة الارثوذكسية المسكونية

٣٠٠ مليون، هو عدد المسيحيين الارثوذكس في العالم. و بالرغم من أن ٤٠% (الاغلبية) منهم يتواجدون في روسيا، إلا أن مسقط رأسهم و قبلتهم (قُدسَهم) هي اسطنبول التركية!

و إشتقت كلمة المسكونية (Ecumenism) من اليونانية (οἰκουμένη oikoumene) و التي تعني “العالم المسكون بأكمله”، و كانت تستخدم تاريخياً للإشارة إلى الإمبراطورية الرومانية.

و من الجدير بالذكر أن هناك ٧ صعوبات رئيسية أمام عملية إنضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي منذ عام ١٩٨٧، منها:

اعتراف تركيا بالبطريركية الأرثوذكسية في إسطنبول على أنها مـسكونية عالميـة، وليـست خاصـة بأرثوذكس تركيا.

https://www.masarat.ps/ar_print.php?id=19eab6y1698486Y19eab6

 

 

 

اسعار البترول و اللحوم في ايران
×
10 June 2022

اسعار البترول و اللحوم في ايران

استلم الخميني الحكم من الشاه و  سعر بترول السيارات ١ تومان/لتر، و إستلم الخامنئي الحكم من الخميني و سعر بترول السيارات ٣ تومان/لتر .  اليوم و في عهد خامنئي، سعر بترول السيارات ٣٠٠٠ تومان/لتر .

اي أن بالنسبة للمواطن الايراني، سعر بترول السيارات ارتفع ٢٠٠% في عهد الخميني و ارتفع ٩٩،٩٠٠% في عهد الخامنئي. كما أن سعر اللحوم ارتفع في عهد الخامنئي ١٩،٩٠٠% .

أما عن سعر التومان الإيراني مقابل الدولار:

استلم الخميني الحكم من الشاه و الدولار يساوي ١٠ تومان، و إستلم الخامنئي الحكم من الخميني و الدولار يساوي ١٢٠ تومان (بزيادة ١١٠%). أما اليوم، فالدولار يساوي ٣١،٠٠٠ تومان، أي أن الخامنئي هبط بسعر التومان مقابل الدولار من ١٢٠ الى ٣١،٠٠٠ تومان (بزيادة ٢٥٠،٠٠٠%). اي أن العملة الإيرانية فقدت من قيمتها الكثير في عهد الخميني و الخامنئي. 

فعند المقارنة، فان ورقة نقدية واحدة من فئة ١٠ تومان عند استلام الخميني للحكم كانت تساوي ٧ ورقات نقدية من فئة ١٠ تومان عندما توفى الخميني. كما أن ٣٧٠ ورقة نقدية من فئة ١٠٠ تومان في عهد الخامنئي تساوي ورقة نقدية واحدة من فئة ١٠٠ تومان في عهد الشاه.

http://<span;>https://youtu.be/4zQD5HpLi3I

الإستبداد الجذاب
×
8 June 2022

الإستبداد الجذاب!

 

و في المقطع أدناه، يشهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما على أزمة الأنظمة الديمقراطية في الغرب المسيحي، و ذلك في خطاب له نُشر في 22 أبريل من سنة 2022.  و فيما يلي أبرز ما جاء في خطابه:

“تعاني المؤسسات الديمقراطية من الضعف في جميع أنحاء العالم، و هناك انخفاض مطرد في عدد الأشخاص المشاركين في النقابات و المنظمات المدنية و دور العبادة. هذه هي المؤسسات الوسيطة التي كانت تعمل بمثابة الغراء المجتمعي.

و ما يجعل الديمقراطية أقل جاذبية هو صعود الصين، و الخلل السياسي المزمن في الولايات المتحدة الأمريكية و أوروبا، بالإضافة إلى انهيار الأنظمة المالية في سنة 2008. و ما يضعف الديمقراطية هو التغيير العميق في كيفية تواصلنا واستهلاكنا للمعلومات على وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت. فالمحتوى التحريضي و الاستقطابي على الإنترنت و وسائل التواصل الاجتماعي، يُجذِب و يُشَّجع على المشاركة.

الصين و الفلبين نظامان استبداديان “يُقيدان” استخدام الإنترنت. كما يستخدم بوتين (الرئيس الروسي) وستيف بانون (المستشار السابق للرئيس دونالد ترامب) الإنترنت و وسائل التواصل الاجتماعي لإضعاف المؤسسات الديمقراطية. إنهم يُغرقون الساحة العامة في البلاد بما يكفي من النجاسات، و يطرحون ما يكفي من الأسئلة، و ينشرون ما يكفي من الأوساخ، و يزرعون ما يكفي من نظريات المؤامرة، كي لا يعرف المواطنون ماذا يعتقدون. و بمجرد أن يفقد المواطنون الثقة في قادتهم و وسائل الإعلام الرئيسية و المؤسسات السياسية و بعضهم البعض و في إمكانية الحقيقة، يتم الفوز باللعبة!  أدى ذلك إلى نتائج انتخابات عام 2016!

نحن عرضة للأكاذيب ونظريات المؤامرة.  بوتين لم يفعل ذلك، لقد فعلنا ذلك بأنفسنا. و إذا لم نفعل شيئا، فأنا مقتنع بأن الاتجاهات التي نشهدها ستصبح أسوأ.  في غياب “المعايير”، فإن آثار هذه التكنولوجيا (الإنترنت و وسائل التواصل الاجتماعي) على انتخاباتنا، و على أنظمتنا القانونية، و على ديمقراطيتنا، و على ثقافة الأدلة و الإثبات، و على نظامنا الاجتماعي بأكمله مخيفة و عميقة!

يعاني المُنتَج (الإنترنت و وسائل التواصل الاجتماعي) من عيوب في التصميم، و نحن بحاجة إلى إصلاحه لجعله أفضل. إنه جزء من الابتكار. لم تَخلق تكنولوجيا وسائل التواصل الاجتماعي مشاكلنا، ولكنها يمكن أن تساعد في إدارة التهديدات المرتبطة بهذه التقنيات.

حرية التعبير ضرورية و مطلوبة بموجب الدستور، و محاربة الكراهية و الخطاب التحريضي ليست هي الحل، و انما الرَّد على خطاب سيئ هو خطاب جيد.

نحن بحاجة إلى تحديد ما إذا كان محتوى وسائل التواصل الاجتماعي يضعف أو يعزز الديمقراطية الشاملة، و ما إذا كان يعزز سيادة القانون و الحكم الذاتي.

لابد من تحميل شركات التكنولوجيا شيء من المسؤولية و تعريضها للمُساءلة.  الجهود التي تبذلها شركات التكنولوجيا للسيطرة على “المحتوى” لا تذهب بعيدا بما فيه الكفاية! يجب أن تخضع شركات التكنولوجيا لمستوى معين من الرقابة العامة و “المعايير” و اللوائح التنظيمية. نتوقع من شركات التكنولوجيا إعادة تعزيز مؤسساتنا الديمقراطية. كما قال لينكولن:

“المعلومات التي نحصل عليها و القصص التي نرويها يمكن أن تشجع الملائكة و الأفضل من أمتنا”.

ولكن تلك القصص و المعلومات يمكنها أيضا أن تشجع الأسوأ منا (الشياطين)! تعتمد الديمقراطية السليمة على تشجيع ملائكتنا و الأفضل منا. لذلك كمواطنين، علينا أن نأخذ على عاتقنا أن نصبح مستهلكين أفضل للأخبار.

علينا التأكد من مصادر الأخبار، و التفكير قبل أن نشارك الأخبار.  علينا أن نُعَلم أطفالنا أن يصبحوا مفكرين نقديين يعرفون كيفية تقييم المصادر و فصل الواقع عن الحقائق. نحن بحاجة إلى تشجيع محو الأمية الإعلامية عبر الإنترنت! كانت بدايات وسائل التواصل الاجتماعي واعدة، ولكن الآن أصبح لحاضرها قتامة”.

و تعليقي على ما ذكره السيد أوباما هو كما يلي:

بالنسبة للاستبداد: فالولايات المتحدة الأمريكية أيضا لديها القدرة على أن تكون شكلا جماعيا من أشكال الاستبداد في الديمقراطية، و التي غالبا ما تقوض العدالة. انظروا فقط إلى الفوضى الناجمة عن غزو الولايات المتحدة الأمريكية للعراق، و التي استبدلت حكومة عراقية مستقرة بأخرى تسيطر عليها الميليشيات المدعومة من إيران!

أما بالنسبة للمساءلة: ماذا عن مساءلة حكومة الولايات المتحدة الأمريكية عن سياساتها؟ هل تقبلون أن نُسَائلكم على غزوكم  للعراق بشكل غير قانوني و بالاستناد على أدلة كاذبة، و تمكينكم للميليشيات المدعومة من إيران و التسبب في الفوضى التي أفشلت الدولة برمتها؟

أما بالنسبة للاستخدام الخبيث للإنترنت و وسائل التواصل الاجتماعي: ألا تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية الإنترنت و وسائل التواصل الاجتماعي لإضعاف منافسيها و الدول المستقرة حول العالم؟ ألم تنشر الولايات المتحدة الأمريكية تحت قيادتكم محتوى تحريضيا واستقطابيا على الإنترنت و وسائل التواصل الاجتماعي، لجذب العرب و إشراكهم؟ ألم تستخدم إدارتكم وسائل التواصل الاجتماعي لتغذية الربيع العربي من خلال إغراق الساحة العامة في البلدان العربية بما يكفي من النجاسة، و إثارة ما يكفي من الأسئلة، و نشر ما يكفي من الأوساخ، و زرع ما يكفي من نظريات المؤامرة، و التي لم تجلب شيئا سوى الدمار و الفوضى و الميليشيات إلى العالم العربي؟

أما بالنسبة لتقييد حرية التعبير: أليست “المعايير” التي تطالبون بها سوى فرض لوائح على وسائل التواصل الاجتماعي (شركات التكنولوجيا)، من أجل “تقييد” حرية التعبير، التي تبجح بها أمثالكم في الغرب علينا نحن في الشرق لعقود؟ أليست “المعايير” التي تدعوا اليها هي نفس القيود التي تفرضها الصين و غيرها من الدول التي تصفها أنت بالمستبدة؟! من يصلح لتحديد “المعايير” و “الإصلاحات” و “القيود” الضرورية؟ أنت أم ترامب؟!

دعنا نتحدث عن النفاق: كيف يصبح فجأة من المقبول أن تكون مُستبداً وأن تُقَيِّد حرية التعبير، وهو أمر انتقدت الصين لممارستها له قبل دقائق قليلة فقط في خطابك؟! لماذا عندما نحاول نحن في الشرق الأوسط إصلاح ما تسميها “عيوب التصميم”، فأنت تصف فعلتنا “بالرقابة” و تعتبرنا نحن “مستبدين”، ولكن عندما تقوموا أنتم بمثل هذه الإصلاحات، تصف فعلتكم “إبتكارا” و تعتبر أنفسكم “ديمقراطيين”؟! 

أما بالنسبة لحرية التعبير: هل حقاً الجهود التي تبذلها الشركات في السيطرة على “المحتوى” ليست كافية، أم أنك تحاول إسكات منصات المعارضة المستقلة، كالتي أنشأها الرئيس ترامب؟ كيف نعرف أنك لا تُسكِت الأصوات التي تتحداك و تفضحك؟ أليس التحدي مسموحا به في الديمقراطيات الحقيقية؟ 

أما بالنسبة للحقوق الدستورية: يبدو لي أن حرية التعبير كانت حقا دستورياً عندما كانت وسائل الإعلام الغربية الرئيسية تسيطر على المحتوى. ولكن ليس بعد الآن، و ليس الآن، عندما تسمح وسائل التواصل الاجتماعي بحرية التعبير الحقيقية (كما تسمح بذلك المؤسسة الديمقراطية). و الآن، و بعد أن أصبحت حرية التعبير تهدد استقراركم، أصبح من المقبول فجأة أن تُقَيدوها، كما فَعَلَت الصين و الفلبين!

أما بالنسبة للقيم الديمقراطية: إن شيطنة خصومك سلوك استبدادي. إن الإشارة إلى حزبك باسم “الملائكة” و إلى خصومك باسم “الأسوأ” (الشياطين) هي غطرسة استبدادية. السيد أوباما!  ما تفتقرون إليه حقاً هو القدوة الحسنة و سياسيون جديرون بالثقة. إنني أحمل أمثالك المسؤولية عن الأزمة التي تمر بها المؤسسات الديمقراطية، و التي شكلها آباؤكم المؤسسون.

أيها القارئ الكريم! إن خطاب السيد أوباما مشكوك في أمره و يثير الريبة بسبب الجو الهادئ بشكل غير عادي و الدعم الكامل الذي أعرب عنه الجمهور بأكمله تجاه كل ما قاله المتحدث! و هذا يتناقض مع الممارسة التي اعتدنا عليها في الغرب المسيحي و المجتمعات الديمقراطية. فعادة و خاصة في وجود شخصية مثيرة للجدل مثل السيد أوباما أو ترامب، من الطبيعي أن ترتفع بعض الأصوات من بين الجمهور، معبرة عن معارضتها لأفكار المتحدث، لكن هذا لم يحدث!  لذلك، من الواضح أن المشرفين على هذا الخطاب كانوا انتقائيين للغاية في “تقييد” الجمهور بمؤيدي أوباما وحدهم. هل يا ترى هذا نتيجة ممارسة “المعايير” و اللوائح التي دعا إليها السيد أوباما؟  أليس هذا عملا غير ديمقراطي، و يُعرف في الغرب المسيحي بالاستبداد و الطغيان و رفض المعارضة؟!

في الواقع، لقد خطا المشرفون على البرنامج خطوة أخرى إلى الأمام في “تقييد” مشاركة الجمهور، و ذلك من خلال “إيقاف” ميزة التعليق على قناتهم على يوتيوب، و هو أيضا عمل غير ديمقراطي، و يُعرف في الغرب المسيحي بالاستبداد و الطغيان و قمع المعارضة! مرة أخرى، هل هذا نتيجة لممارسة “المعايير” و اللوائح التي دعا إليها السيد أوباما؟

يا للفوضى! فالتجربة الديمقراطية في الغرب المسيحي تعاني من أزمة حقيقية في النزاهة. إنها غير قادرة على تحمل الشفافية الجامحة لوسائل التواصل الاجتماعي، تلك الحرية الجامحة التي ميزت الغرب المسيحي لعقود من الزمن عن الأنظمة الأخرى المسماة “بالاستبدادية”! إن أفكار و نظريات السيد أوباما هي شهادة على حقيقة أنهم يميلون بقوة إلى دفع خصومهم جانباً و خياطة أفواههم في شكل جديد من أشكال الاستبداد و في ظل قوانين و معايير حرية التعبير التقييدية!

من المؤكد أن السيد أوباما يمكنه تغيير قواعد اللعبة الديمقراطية و تقييد حرية التعبير لتجنب تكرار نتائج انتخابات عام 2016. ولكن، هل يا ترى فكر في العواقب؟  هل تساءل ما هو التأثير الطويل الأجل لمثل هذه القيود على الرأي العام الأمريكي، الذي فقد بالفعل الثقة بشكل كبير في الأحزاب السياسية و السياسيين؟ ألن تخلق حلوله المقترحة أزمة تؤدي إلى انتشار كمية هائلة من الغبار و الوحل و القذارة (كما يشير إليه)، و شيطنة الناس له؟! ألا ينبغي لخلفيته العملية و السياسية و الرئاسية أن تأخذه إلى ما هو أبعد من هذا الحل قصير الأجل الذي لا يُعَدُ سوى “مكافحة للحرائق” و إلقاء الغبار على الحمم؟ 

أقترح على السيد أوباما أن يحذو حذو آبائهم المؤسسون و يطور حلولا طويلة الأجل و مستدامة، من خلال قراءة كتاب السيد ريبروك بعناية و كُتب المفكرين و علماء الاجتماع الآخرين. ربما يجب أن يقرأ كتابي مرتين!

و لو كنت مكانه، لاعتذرت لنفسي!

يرجى الرجوع إلى رابط اليوتيوب أدناه بعنوان “الرئيس السابق باراك أوباما يتحدث في جامعة ستانفورد عن تحديات الديمقراطية”.

 https://youtu.be/l-QuQc_E2rI

Crisis of Democracy!
×
7 June 2022

The below clip further testifies to the crisis of democracy in the Western Christendom, but this time in reference to the former President Mr. Barack Obama’s speech, as published on April 22nd, 2022.  The following are highlights from his speech:

“Democratic institutions suffer weakness around the world. There is a steady decline of number of people participating in unions, civic organizations and houses of worship. These are mediating institutions that served as communal glue.

What make democracy less appealing is rise of China, chronic political disfunction in USA and Europe, in addition to the collapse of financial systems in 2008. What is weakening democracy is the profound change in how we communicate and consume information on social media and the internet. Inflammatory and polarizing content on the Internet and social media, attracts and engages.

China and Philippines are two authoritarian regimes that “restrict” the use of internet. Putin and Steve Banon (a former advisor to the president Donald Trump) use the Internet and the social media to weaken the democratic institutions. They flood country’s public square with enough raw sewage, raise enough questions, spread enough dirt, plant enough conspiracy theories that citizens no longer know what to believe. Once they lose trust in their leaders, mainstream media, political institutions, each other and in the possibility of truth, the game is won!  This led to the results of 2016 elections!

We are susceptible to lies and conspiracy theories. Putin didn’t do that, we did it to ourselves. If we do nothing, I am convinced the trends we are seeing will get worst. Without some “standards”, implications of this technology (internet and social media) for our elections, for our legal systems, for our democracy, for rules of evidence, and for our entire social order are frightening and profound!

The product (internet and social media) has some design flaws, and we need to fix it to make it better. It’s part of innovation. Social media technology didn’t not create our problems, but it can help managing the threats associated to such technologies.

Freedom of speech is necessary as required by the constitution. Fighting hate and inflammatory speech is not the solution.  The answer to bad speech is a good speech.

We need to determine if social media content is weakening or strengthening the inclusive democracy. Whether it reinforces the rule of law and self-governance.

Tech companies have accountability.  The efforts put in by tech companies to control “content” doesn’t go far enough! Tech companies need to be subjected to some level of public oversight and “regulations”. We expect Tech companies to re-affirm our democratic institutions. As Lincoln said:

“The information we get and the stories we tell can encourage the better angels of our nation”.

But it can also encourage the worst (demons!). A healthy democracy depends on our better angels being encouraged. So as citizens, we have to take upon ourselves to become better consumers of news.

Working on sources, thinking before we share and teaching our kids to become critical thinkers who know how to evaluate sources and separate operations from facts. We need to encourage online media literacy! Social media started as promising, but now it has a grimness to it”.

My response to Mr. Obama is as follows:

As for Autocracy: USA has the potential to be a Collective form of Autocracy in a Democracy, that often undermines justice. Just look at the chaos caused by USA’s invasion of Iraq, that replaced a stable Iraqi government with another controlled by the Iranian backed militias!

As for the accountability: What about USA government’s accountability for its policies? Do you accept to be accountable for illegally invading Iraq with false evidence, empowering Iranian backed militias and causing chaos, that has failed the country?

As for the malicious use of the internet and the social media: Doesn’t USA use the Internet and the social media to weaken its competitors and stable countries around the world? Didn’t USA under your leadership spread inflammatory and polarizing content on the Internet and social media, to attract and engage Arabs? Didn’t your administration use social media to fuel Arabic springs by flooding country’s public square with enough raw sewage, raising enough questions, spreading enough dirt and planting enough conspiracy theories, that brought nothing except destruction, chaos and militias to the Arabic world?

As for restricting the freedom of speech: Aren’t the “standards” you’re calling for nothing but regulations to be imposed on social media (Tech companies), in order to “restrict” freedom of speech, that your likes in the West bragged about to us in the East for decades? Don’t you by “standards” mean, the same restrictions imposed by China and other countries that you call Autocrats?! Who gets to define the necessary “standards”, “fixes” and “restrictions”? you or Trump?!

Let’s talk about hypocrisy: How is it that suddenly, it becomes ok for you to be an Autocrat and restrict freedom of speech, something you criticized China for practicing it just few minutes back in your speech?!

How come when we in the middle east try to fix such “design flaws”, you call it “Censorship” and call us “Autocrats”, but when you do such fixes, its “innovation” and “democracy”?

As for the freedom of speech: Are big Tech efforts in “content” control are really not enough, or you’re trying to silence independent opposition platforms such as the one established by President Trump? How do we know that you are not silencing voices that are challenging and exposing you? Isn’t challenging allowed for in any true democracy?

As for the constitutional rights: Seems to me, free speech was a democratic right when its content was controlled by western mainstream media. But not anymore, not now, when social media allows for true and real free speech (as fundamentally allowed by any true democracy and the institution). Now that freedom of speech is threatening your stability, it suddenly becomes ok for you to restrict it, as done by China and Philippine?!

As for the democratic values: Demonizing your opponents is and autocratic behavior. Referring to your party as “the angels” and to your opponents as “the worst” (the demons) is autocratically arrogant!

Mr. Obama!  What you really lack are trustworthy and role model politicians. I hold you personally responsible for the crisis experienced by the democratic institution, formed by your founding fathers.

In general, Mr. Obama’s speech is questionable due to the unusually calm atmosphere and the full support expressed by the entire audience towards everything said by the speaker. This is contrary to the practice we are used to in the Western Christendom and democratic societies. Usually and especially in the presence of a controversial figure such as Mr. Obama or Trump, it is natural for some voices to rise from the audience, expressing their opposition to the speaker’s ideas, but that didn’t happen!  Therefore, it is clear that the moderators of this speech have been extremely selective in “restricting” the audience to Mr. Obama’s supporters alone. Is this the result of practicing the “standards” and regulations called for by Mr. Obama?  Isn’t this an undemocratic act, that is known in the Westen Christendom as an act of tyranny and rejection of dissent!

In fact, the program moderators have gone one step further in “restricting” audience participation, by “turning off” the commenting feature on their YouTube channel, which is also an undemocratic act, known in the Western Christendom as an act of tyranny and rejection of dissents! Again, is this the result of practicing the “standards” and regulations called for by Mr. Obama?

It’s a mess! The democratic experience in the Western Christendom suffers from a real crisis of integrity. It’s unable to tolerate the unbridled transparency of social media, which had distinguished the Western Christendom for decades from the other so-called “Autocratic” regimes. Mr. Obama’s ideas are a testament to the fact that they strongly tend to push their opponents aside and smug their lips in a new form of tyranny under restrictive free speech laws and standards!

Mr. Obama could certainly change the rules of the game and restrict freedom of speech, simply to avoid a repeat of 2016 election, but has considered the consequences?  Has he ever wondered what would the long-term impact of such restrictions be on the American public opinion, who have already considerably lost confidence in the political parties and politicians? Wouldn’t his proposed solutions simply create a crisis, leading to the spread of a huge amount of dust, slime and filth (as he refers to), in addition to people demonizing him?! Shouldn’t his practical, political, and presidential background take him beyond such short-term solution that merely warrants “firefighting” and dumping dirt on cinder?

In fact, there is room for me to suggest that Mr. Obama should develop long term and sustainable solutions by carefully reading Mr. Rybrook’s book and that of other thinkers and sociologists. Perhaps he should read my book twice.  If I were him, I would apologize to myself!

Please refer to the YouTube link below titled “Former President Barack Obama speaks at Stanford University on the challenges of democracy.”

https://youtu.be/l-QuQc_E2rI

ما أجمل الحياة
×
27 May 2022

ما أجمل الحياة و أن توقظك دقات قلبها، و إن دقت لغيرك.

و ما أجمل دقات قلبك لها، و إن رقصت على دقات غيرك.

فما أجمل كلماتي و هي تدق أسوار قلبها، لترجع صداً و لتُخبِرَ:

نَم يا مولاي، فما أجمل الحياة و أن توقظك دقات قلبها و إن دقت لغيرك!

خالد الخاجة

 

Life is beautiful and it’s beautiful to wake up to the beats of her heart, even if its beating for he who is not you.

It’s beautiful how your heart beats for her, even if she is dancing to the beats of he who is not you.

How beautiful are my words that bounce off the walls of her heart to tell: Sleep your majesty, as it’s beautiful to wake up to the beats of her heart, even if its beating for he who is not you.

Khalid Alkhaja

معاهدة وستڤاليا
×
17 May 2022

 

 

Peace of Westphalia

صلح وستفاليا

تمَّ التوقيعُ على هذه المعاهدة في ١٥ مايو لعامِ ١٦٤٨ و لتنهي بذلك حرب الثلاثين عاما الاوروبية، و هي سلسلة من صراعات دامية مزقت أوروبا بين عامي ١٦١٨ و ١٦٤٨، و اشتركت فيها تباعا معظم القوى الأوروبية الموجودة في ذاك العصر، فيما عدا إنكلترا و روسيا.

و قد اندلعت الحرب في البداية كصراع ديني بين الكاثوليك و البروتستانت، و انتهت كصراع سياسي من أجل السيطرة. و انتشرت خلالها المجاعات و الأمراض و هلاك العديد من سكان أوروبا. فخلال الحرب، انخفض عدد سكان ألمانيا بمقدار ٣٠%. و في أراضي براندنبورغ بلغت الخسائر النصف، في حين أنه في بعض المناطق مات ما يُقدّر بثلثي السكان، كما انخفض عدد سكان ألمانيا من الذكور بمقدار النصف تقريبا و انخفض عدد سكان الأراضي التشيكية بمقدار الثلث!

و قد دمَّر الجيش السويدي وحده ٢٠٠٠ قلعة و ١٨٠٠٠ قرية و ١٥٠٠ مدينة في ألمانيا، أي ثلث عدد المدن الألمانية. و جاء في موسوعة “قصة الحضارة” تحت عنوان “إعادة تنظيم ألمانيا”:

هبطت حرب الثلاثين بسكان ألمانيا من عشرين مليونا إلى ثلاثة عشر و نصف مليونا، و بعد عام أفاقت التربة التي روتها دماء البشر، و كان هناك وفرة في النساء و ندرة في الرجال. و عالج الأمراء الظافرون هذه الأزمة البيولوجية بالعودة إلى تعدد الزوجات كما ورد في العهد القديم. ففي مؤتمر فرنكونيا المنعقد في فبراير ١٦٥٠ بمدينة نورنبيرغ اتخذوا القرار الآتي:-

“لا يقبل في الأديار الرجال دون الستين، و على القساوسة و مساعديهم و كهنة المؤسسات الدينية أن يتزوجوا. و يسمح لكل ذكر بأن يتزوج زوجتين، و يذكر كل رجل تذكيراً جدياً، وينبه مراراً من منبر الكنيسة، إلى التصرف على هذا النحو في هذه المسألة”

و تعدُّ معاهدةُ وستڤاليا ذاتَ أهميةٍ خاصةٍ في التاريخِ الأوروبيِّ الحديثِ، فهيَ وضعتْ حدّاً للحروبِ الدينيّةِ. فقد قضتِ التسويةُ الدينيّةُ بالمساواةِ الدينيّةِ و الحريّةِ في ممارسةِ الشعائرِ، و اعترفَ بالكالڤينيةِ، و مُنحتِ الولاياتُ البروتستانتيّةُ حقوقاً سياسيّةً كاملةً، و أضحى المجلسُ الإمبراطوريّ مكوّناً بالتساوي من كاثوليكَ و بروتستانت. و أصبحت القومية، لا الرابطةُ الدينيّةُ، أساساً تجتمع عليهِ الأمّةُ.

المبادئ الأساسية للمعاهده:

١- جميعُ الأطرافِ يعرفونَ سلام أوچسبورچ (١٥٥٥) الذي قررَ الحقَّ لكل أميرٍ بتقرير دينِ مقاطعته.

٢- المسيحيّونَ الذين يعيشون في مناطقَ لا ينتمون إلى كنيستها يُكفلُ لهمُ الحقُّ بممارسةِ عقيدتهم بشكلٍ خاصٍّ أو في العلنِ في الساعاتِ المخصصة.

الخلاصة:

ثبَّتتْ معاهدةُ وستڤاليا الوضعينِ الدينيَّ و السياسي على ما هو عليه في أوروبا عامةً، فقد قُضيَ على أحلامِ المصلحينَ في تقويضِ نفوذِ الكنيسةِ إلى الأبدِ مثلما فشلَ الإصلاحُ الديني المضادُّ الذي قادته الكنيسةُ في استعادةِ ما فقدته، و بات على كلِّ طرفٍ الاعترافُ بالآخرِ ليحلَّ السلام.

ولكنْ على الرغمِ منْ أنَّ الإصلاحَ الدينيَّ قد نجا، إلا أنّهُ عانى بسبب بذاءةُ الجدلِ الدينيِّ، و وحشيّةُ الحربِ، و قساوةُ العقيدةِ، و تصلبُ رجالِ الدين. فقد أعدمَ خلالَ المعمعةِ الآلاف بتهمة السحر، و بدأ الناس يرتابون في المذاهبِ التي تبشرُ بالمسيحِ و تقترفُ قتل الأخوةِ بالجملةِ.

لقدْ أنهى صلحُ وستڤاليا سيطرةَ اللاهوتِ على العقلِ في أوروبا، و تركَ الطريقَ إلى محاولاتِ العقلِ و اجتهاداتِهِ، غيرَ معبّدٍ بعدُ، ولكنْ يمكنُ المرورُ فيه.

 

https://ar.m.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%84%D8%AD_%D9%88%D8%B3%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7

 

 

We met without meeting
×
14 May 2022

 

Abu Sultan,

You silently left from my world like a flower. So, pardon me that we never met, but I did meet your fairness, care, kindness, safety and security, your highness, and may Allah be my witness.

Pardon me that we never met, but I know you met my prayers, respect, gratitude, loyalty and my precious tears of indebtedness.

You left before we meet, but I believe that we shall meet, and Allah willing, we will enjoy sipping heaven’s coffee in Allah’s feast of forgiveness.

You left before we meet, but Allah willing I believe you can hear and see me sound and clear. So until we meet, stay beautiful as usual, your highness

التقينا و إن لم نلتقي
×
13 May 2022

رحلت يا أبا سلطان بهدوء الورود من دنيتي، فإعذرني إن لم نلتقي، و عزائي أنني إلتقيتُ بإنصافك و رعايتك و عطفك و أمنك و حنانك يا سيدي. كفَّيت و وفَّيت، و الله على ما أقول يشهدِ.

إعذرني إن لم نلتقي، و عزائي أن تكون إِلتَقَتكََ دعواتي و إحترامي و إمتناني و إخلاصي، و الغالية دمعتي. رحلت يا أبا سلطان دون أن نلتقي، و لكنني على يقين بأننا سنلتقي، و من قهوة الجنة إن شاء الله سوياً سنحتسي و بضيافة الرحمن ننعمِ.

رحلت يا شيخي دون أن نلتقي، ولكنك بت تراني و تسمعني بقدرة قادرِ. و الى أن نلتقي، إبق جميلا كما عهدتك يا سيدي

اعتقال سلمان العودة
×
9 May 2022

قمت بالتعليق على المقطع المرفق و الذي يتطرق الى اعتقال سلمان العودة بسبب تصريحاته. و يتم في المقطع الإشارة الى منهجية عمر بن الخطاب رضي الله عنه في إدارة محاربة الفساد و مقولته المعروفه: “من أين لك هذا؟”.

فكتبت: رضينا بعمر بن الخطاب حكما. و لكن، ما هي منهجية عمر بن الخطاب رضي الله عنه في إدارة حرية التعبير؟ و هل كان سيرضى أن يتصدر الصحابة رضي الله عنهم التويتر و وسائل التواصل الاجتماعي و قناة الجزيره لمخاطبة العامة؟

ابحث في الأثر و ستكتشف أن علماء الصحوة كامثال سلمان العودة يعارضون نهج عمر رضي الله عنه في إدارة حرية التعبير و ستكتشف أن عمر رضي الله عنه كان سيؤيد قرار اعتقال سلمان العودة و من على شاكلته على يد السلطات السعودية، و كان عمر رضي الله عنه سيؤيد قرار منعهم من مخاطبة العامة.

فسلمان العودة و امثاله من علماء الصحوة لا يتبعون نهج عمر بن الخطاب رضي الله عنه و لكنهم يتبعون نهج الغرب المسيحي في ادارة حرية التعبير.

بعد يومين من كتابة تعليقي على هذا المقطع، وصل عدد التعليقات على ما سبق ذكره ١٢٥ ردا، كلها تدل على دهشة القراء و صدمتهم من قراءة طرح جديد. و لم أجد أحدا يريد أن يحاور و يبحث. و تنحصر الردود بين السب و الاستهزاء و شيطنتي، و القليل من من حاول أن يناقش قبل أن يفهم! و بالرغم من ذلك، قمت بالرد على غالبيتهم.

ايها الاخوة، الله جل جلاله سأل ابليس لماذا لم يسجد لآدم عليه السلام، و الله جل جلاله سأل آدم عندما عصاه و أكل من الشجرة. الله جل جلاله يسأل (و هو غني بعلمه عن السؤال) ليقيم الحجة قبل أن يحكم. الستم يا محبي سلمان العودة (هداه الله) اولى بأن تسألوا و تفهموا قبل أن تحكموا على طرحي؟

و ما قصة التناقض الذي تعيشونه؟ تطالبون بحرية التعبير و لكنكم تشيطنونني و تهاجمونني لمجرد أنني عبرت عن رايي! إنها سياسة الكيل بمكيالين و هي غريبة على أهل السنة و الجماعة.

و لكي اثبت أن علماء الصحوة (أمثال سلمان العودة) خالفوا منهج عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ادارة حرية التعبير، ساستعين بروايتين من الأثر.

الرواية الاولى وردت في صحيح البخاري برقم ٦٨٣٠ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ كُنْتُ أُقْرِئُ رِجَالاً مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِنْهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَبَيْنَمَا أَنَا فِي مَنْزِلِهِ بِمِنًى، وَهْوَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا، إِذْ رَجَعَ إِلَىَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَالَ لَوْ رَأَيْتَ رَجُلاً أَتَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْيَوْمَ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَلْ لَكَ فِي فُلاَنٍ يَقُولُ لَوْ قَدْ مَاتَ عُمَرُ لَقَدْ بَايَعْتُ فُلاَنًا، فَوَاللَّهِ مَا كَانَتْ بَيْعَةُ أَبِي بَكْرٍ إِلاَّ فَلْتَةً، فَتَمَّتْ‏.‏ فَغَضِبَ عُمَرُ ثُمَّ قَالَ إِنِّي إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَقَائِمٌ الْعَشِيَّةَ فِي النَّاسِ، فَمُحَذِّرُهُمْ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَغْصِبُوهُمْ أُمُورَهُمْ‏.‏ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لاَ تَفْعَلْ فَإِنَّ الْمَوْسِمَ يَجْمَعُ رَعَاعَ النَّاسِ وَغَوْغَاءَهُمْ، فَإِنَّهُمْ هُمُ الَّذِينَ يَغْلِبُونَ عَلَى قُرْبِكَ حِينَ تَقُومُ فِي النَّاسِ، وَأَنَا أَخْشَى أَنْ تَقُومَ فَتَقُولَ مَقَالَةً يُطَيِّرُهَا عَنْكَ كُلُّ مُطَيِّرٍ، وَأَنْ لاَ يَعُوهَا، وَأَنْ لاَ يَضَعُوهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا، فَأَمْهِلْ حَتَّى تَقْدَمَ الْمَدِينَةَ فَإِنَّهَا دَارُ الْهِجْرَةِ وَالسُّنَّةِ، فَتَخْلُصَ بِأَهْلِ الْفِقْهِ وَأَشْرَافِ النَّاسِ، فَتَقُولَ مَا قُلْتَ مُتَمَكِّنًا، فَيَعِي أَهْلُ الْعِلْمِ مَقَالَتَكَ، وَيَضَعُونَهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا‏.‏ فَقَالَ عُمَرُ أَمَا وَاللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لأَقُومَنَّ بِذَلِكَ أَوَّلَ مَقَامٍ أَقُومُهُ بِالْمَدِينَةِ‏.‏” الى آخر الرواية و هي طويلة و مهمة و أنصح بقرائتها.

ركز معي اخي الكريم الى نصيحة عبدالرحمن للخليفة عمر رضي الله عنهما إذ قال:

(يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لاَ تَفْعَلْ فَإِنَّ الْمَوْسِمَ يَجْمَعُ رَعَاعَ النَّاسِ وَغَوْغَاءَهُمْ، فَإِنَّهُمْ هُمُ الَّذِينَ يَغْلِبُونَ عَلَى قُرْبِكَ حِينَ تَقُومُ فِي النَّاسِ، وَأَنَا أَخْشَى أَنْ تَقُومَ فَتَقُولَ مَقَالَةً يُطَيِّرُهَا عَنْكَ كُلُّ مُطَيِّرٍ، وَأَنْ لاَ يَعُوهَا، وَأَنْ لاَ يَضَعُوهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا، فَأَمْهِلْ حَتَّى تَقْدَمَ الْمَدِينَةَ فَإِنَّهَا دَارُ الْهِجْرَةِ وَالسُّنَّةِ، فَتَخْلُصَ بِأَهْلِ الْفِقْهِ وَأَشْرَافِ النَّاسِ، فَتَقُولَ مَا قُلْتَ مُتَمَكِّنًا، فَيَعِي أَهْلُ الْعِلْمِ مَقَالَتَكَ، وَيَضَعُونَهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا‏.‏)

هنا ينصح الصحابي الخليفة عمر رضي الله عنه أن لا يخاطب “عامة” المسلمين في موسم الحج لأن بينهم الغوغاء و الرعاع. و ينصح عبدالرحمن الخليفة أن يُؤجل كلامه لحين يرجع الى المدينة حيث يتواجد كبار الصحابة و عقلاء الامة. فوافق الخليفة عمر رضي الله عنه مع هذا الراي الحكيم و أبى أن يخاطب عامة المسلمين (الغوغاء و الرعاع).

أليس من الإنصاف أن أستنتج من هذه الرواية أنَّ منهجية عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ادارة حرية التعبير ترتكز على الحذر من مخاطبة “العامة” (الغوغاء و الرعاع) و أن يوجه خطابه بحذر الى أهل التخصص لكي لا يُسَاء فهمه و تنتشر الفتن و الفساد و عدم الإستقرار؟

و هذا بالضبط ما يتوقعه الأمير محمد بن سلمان من علماء الصحوة أمثال سلمان العودة. إلا أنَّ علماء الصحوة أمثال سلمان العودة (هداهم الله) لا يلتزمون بهذه المنهجية العمرية عندما يصرون على إعتلاء منابر الغرب المسيحي كالتويتر و منصات التواصل الاجتماعي و قناة الجزيره، ليخاطبوا عامة المسلمين (الغوغاء و الرعاع) و ينشروا الفتنة و الفُرقة!

ما يفعله علماء الصحوة هو ما يفعله الغرب المسيحي (الديمقراطي) من مخاطبة العامة و هذه المنهجية بعيدة كل البعد عن منهجية عمر رضي الله عنه في ادارة حرية التعبير. و قد بدأ الغرب المسيحي ينتبه الى الحاجة إلى ادارة حرية التعبير كما كان يصنع العبقري عمر بن الخطاب رضي الله عنه. و بينما يقوم الغرب المسيحي بتصحيح مساره، يصر علماء الصحوة أن يقلدوا منهجية الغرب المسيحي كالأعمى!

هنا اكون قد انتهيت من الرواية الأولى. و بقي أن أشرح رواية أخرى جدا مهمة و تأكد بأن الخليفة عمر رضي الله كان سيؤيد قرار الأمير محمد بن سلمان في اعتقال سلمان العودة و من على شاكلته من علماء الصحوة، ممن ينشرون الفتنة في المجتمع بتوجيه خطاباتهم للغوغاء و الرعاع (عامة المسلمين) بسبق إصرار و ترصد، و هذا بالضبط ما كان يخشاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما يتضح في الرواية الثانية.

و الدليل الثاني مُوَضَّح في كتاب حياة الصحابة، تحت عنوان “حَصرُ مَن يَقَعُ منه الإنتشار في الأمة” حيث أخرج سيف، و إبن عساكر عن الشَّعْبي قال: لم يمت عمر رضي الله عنه حتى مَلَّته قريش، و قد كان حَصَرهم بالمدينة و أسبغ عليهم و قال: إنَّ أَخوَف ما أخاف على هذه الأمة إنتشاركم في البلاد، فإن كان الرجل يستأذنه في الغزو و هو ممن حُصِر في المدينة من المهاجرين – و لم يكن فعل ذلك بغيرهم من أهل مكة – فيقول: قد كان لك في غزوك مع النبي صلى الله عليه و سلم ما يبلغك، و خير لك من الغزو اليوم أن لا ترى الدنيا، و (لا) تراك. فلما وُلِيَ عثمان رضي الله عنه خلَّى عنهم فاضطربوا في البلاد و إنقطع إليهم الناس. قال محمد، و طلحة: فكان ذلك أول وَهْن دخل في الإِسلام، و أول فتنة كانت في العامّة ليس إلا ذلك. كذا في الكنز. و أخرجه الطبري من طريق سيف بنحوه.

و عند الحاكم عن قيس بن أبي حازم قال: جاء الزبير إلى عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يستأذنه في الغزو، فقال عمر: إجلس في بيتك فقد غَزَوتَ مع رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: فَرَدَّد ذلك عليه، فقال له عمر في الثالثة أو التي تليه؛ إقعد في بيتك، فوالله إني لأجد بطرف المدينة منك و من أصحابك أن تخرجوا فتُفسدوا على أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم” قال الذهبي: صحيح.

لاحظ ايها القارئ كيف كان عمر رضي الله عنه “يحصر” (أي يفرض الإقامة الجبرية) على المهاجرين من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم خوفا من إنتشارهم و التفاف “العامة” (الغوغاء و الرعاع) حولهم و التعبير لهم عن آرائهم الشخصية و التسبب في إثارة العامة و الفرقة بين المسلمين. كان عمر رضي الله عنه يصر على بقاء الصحابة حوله في المدينة خشية الفتنة.

أليس من الإنصاف أن نستنتج أن منهجية عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ادارة حرية التعبير كانت تمنع الصحابة رضي الله عنهم من التصريح بآرائهم للعامة؟ أليس من الإنصاف أن أستنتج بأن عمر رضي الله عنه كان يسمح للصحابة بحرية التعبير و لكن فقط معه مباشرة و ليس للعامة من الغوغاء و الرعاع؟

أليس من الإنصاف أن أستنتج بأن عمر رضي الله عنه كان سيؤيد قرار الامير محمد بن سلمان في اعتقال علماء التويتر و منصات التواصل الاجتماعي و قناة الجزيره، و الذين يصرون جهلاً على توجيه خطاباتهم للعامة بغية تأليبهم على أنظمتهم الحاكمة؟

بهذا، نكون قد استنتجنا بأن منهجية عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ادارة حرية التعبير قريبة من منهجية الأمير محمد بن سلمان و إن تلك المنهجية تنحصر في:

١- منع العلماء من مخاطبة العامة (الغوغاء و الرعاع ).

٢- جواز اعتقال من لا يعمل بهذه المنهجية

و عليه، قرار اعتقال سلمان العودة و امثاله (هداهم الله) من قبل السلطات السعودية صحيح و مطابق لمنهجية عمر رضي الله عنه في ادارة حرية التعبير.

تحياتي

https://fb.watch/cVhjLsdD7e/

ها هو رمضان
×
31 March 2022

 

ها هو رمضان يتفقد من قال:

“أنا لا أُبقي في الحساب البنكي شيء من أموال الصدقات قبل نهاية الشهر!”

شتان بين من يحن للتَّصَدُق في رمضان و من تحن له صدقات رمضان، و شتان بين من يفتقد رمضان و من يفتقده رمضان.

ها هو رمضان يتفقد من كان يصل رحم الفقراء و كان يختفي عن أنظار و أسماع الأهل و الأقرباء لينظر في طلبات المحتاجين و يستمع لحاجات الفقراء و المساكين. ها هو رمضان يتفقد من تميز في حرصه الشديد على حفظ كرامة اليتيم و الأرملة و العاطل و المريض.

لقد أتعبتنا من بعدك بأمانتك يا أمين فهنيئاً لك صحبة الصادق الأمين (ﷺ). لك أن تضحك و تستبشر، و قد ذهب عنك ظمأ العمل و إِبتَلٌَت عروقك بنهر من عسل و ثبت الأجر إن شاء الأَوَّل.

ألم أقل لك بأن مثلي كثير كثير و مثلك قليل؟

رحمك الله يا عم!

أنام لا لأنام
×
3 February 2022

 

أنام لا لأنام
بل لأستيقظ
و لأستنشق
و في عينيك أسترسل
و من خديكِ أستنهل
و بعطر شعركِ أستشمل

فأنا أنام لكِ، لا عنكِ
أنام منكِ يا حُبي
لينام بداخلي الشر
و أعيش ملحمة التله
حيث برودة الحَرِّ

لتصافح أحلامي شدقيكِ
من دون العالم حوليكِ
و ليغشى الطوفان في عرقي
و تعلوا أمواجها أطرافي
و تخط بحبر أحلامي
بصفح ضامر وجنتكِ
على حلو العذب خديكِ
على القشطة بالعسل
على الأحمر من الكرز

دعيني لأنام لكِ، لا عنكِ
لأنام منكِ يا حُبي
لأنام لا لأنام
بل لأستيقظ
و لأستنشق العشقِ

خالد الخاجة 😊

مثلك قليل
×
18 January 2022

 

يا عم،

خدمتُ لأكثر من ٣٠ سنة في مجال مهم و حساس و معقد، و أعي تماماً أنني من الكوادر النادرة و من فئة العيار الثقيل. فالكهرباء و الماء كالروح و الأنفاس لكل بيت و قصر و مصنع و مسجد و مستشفى و مدرسة و مطار و طريق.

أجل يا عم، أنا العملاق قبل أن أُقارن جهدك بجهدي، فأَجِدُني قزم صغير و ضئيل. فكل ما انجزتُه لا يساوي حياة أُمٍ إبتُليت بداء شديد، فسعيتَ لها ليشفيها الله و لتبقى هي تربي هذا الصغير و ذاك الرضيع و اليتيم.

و من بعدي يا عم، الكثير حملوا راية الكهرباء و الماء، فمن يحمل من بعدك راية المحروم و الفقير و المسكين و اليتيم و عابر سبيل؟

يا عم، مثلي كثير و مثلك قليل.

و يا حبي للكلام و الوعظ و يا حبك للاستماع للجميع. يا حبي للكتابة و يا حبك للقراءة. يا حبي للتنظير و التخطيط و يا حبك للعمل و التنفيذ. يا عم، ألم أقل لك بأن مثلي كثير و مثلك قليل؟

قل لي يا عم، من فينا الحي و من الميت؟ من فينا السعيد يا أبا سعيد؟ لمثلك ترخص الادمع يا عبد المغيث.

رحمك الله يا عم. أسأل الله لك الفردوس الأعلى من الجنة و الصبر لاهلك و الثبات عند السؤال و على الصراط. عظم الله اجر الجميع.

يا عم، إلى أن نلتقي، إبق جميلاً كما عهدتك ❤

حوريتي الجميلة
×
27 August 2021

أيها الشروق النائم في حضن الفضاء، إشتقت لك 

أرسل لي بارقة من شعاع عينيك لتنير لي دربي، فالدرب لك

سهدت ليلي أترقب إطلالتك، و الطل لك 

فأنا رملة على الشاطئ الطويل بين مد و جزر، و المد لك

الليل طويل و العاشق أسير، و الحب لك

 

 

برنارد لويس (السؤال السادس)
×
26 August 2021

 

سئل برنارد لويس:

ما هي أزمة الإسلام؟

فأجاب برنارد لويس قائلا:

أعتقد أن العالم الإسلامي (و ليس الإسلام) و غالبية المسلمين وصلوا الى نقطة أدركوا فيها حقيقة أن مجتمعهم إنحرف بشكل خاطئ في مرحلة ما. هناك وعي متنامٍ، بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، بأنهم أصبحوا في مؤخرة سائر العالم.

إنهم يعلمون بأن حضارتهم كانت الأكثر تقدماً في العالم و لقرون عدة، بل كانت أكثر الحضارات تقدماً في التاريخ. ثم تاخروا و بشكل مريع. إنهم أدركوا مؤخراً، أنهم لم يتأخروا عن الدول الاوروبية المتقدمة فقط، بل حتى عن الدول الجديدة و على على سبيل المثال كوريا الجنوبية.

فقبل أقل من نصف قرن، كانت كوريا الجنوبية تنهض من العصور الوسطى. أما الآن، فمستوى الحياة و الانجازات في كوريا الجنوبية (تقريبا في كل المجالات) أفضل من العالم الإسلامي.  إنهم يشهدون الفرق بين الهند و باكستان و يشهدون أيضا مصير الهونغ الكونغ و سنغافورة في جانب من العالم و العدن في جانب آخر.

“Conversation about Islam With Bernard Lewis Part 2”

Mi GG

You Tube, minutes 06:57 to 08:19

برنارد لويس (السؤال الخامس)
×
26 August 2021

 

سُئل برنارد لويس:

هل هناك إسلام معتدل في العالم العربي؟ و ما إحتمالات ظهوره و تأثيره على العلاقات مع إسرائيل؟

يجاوب برنارد لويس قائلا:

بالتأكيد هناك إسلام معتدل و هو أقرب الى ما يمكن أن تصفه بالتيار التقليدي الإسلامي. على سبيل المثال، الحرب المقدسة فريضة دينية في القوانين المقدسة أو الشريعة الإسلامية. و لكن و لأنها فريضة مقدسة، فهي منظمة بالقوانين المقدسة.
قوانين الحرب في الشريعة الإسلامية مفصلة و تخلوا تماماً من كل الأدوات التي يستخدمها الإرهابيين في عصرنا هذا. الشريعة الإسلامية تنص بعدم الهجوم أو جرح العامة من الغير مقاتلين، و عدم أذية الكبار في السن و النساء و الأطفال. كما أن إستعمال أسلحة الدمار الشامل محرمة في الشريعة الإسلامية (كتسميم منابع مياه الشرب).

و الأهم أن كل أصناف الانتحار محرمة. الشريعة الإسلامية واضحة جدا في هذا الصدد، فمن يرتكب الانتحار يذهب إلى الجحيم و تُمحى كل أعماله الفاضلة. و نعلم أيضا أن من ينتحر يُعذب في جهنم بالانتحار مكرراً و بشكل أبدي، و هذا خلاف ما يتوقعه المنتحر في يومنا هذا. فما الذي تغير؟

إنها الحركات المتطرفة في الإسلام، بعضها بدأت قبل قرون عدة و بعضها حديثة. هؤلاء لم يعيدوا كتابة الشريعة الإسلامية و لكنهم أعادوا تفسيرها و قاموا بتغيير أشياء كثيرة. كما تعلمون، المحامي يستطيع فعل الكثير بتفسير القوانين و فقهاء الشريعة الإسلامية لا يُستَثنون من هذه القاعدة.

“Radical Islam, Israel and West”

Hebrew University of Jerusalem

YouTube, minutes 42:20 to 45:00n

https://youtu.be/7KePJz28_GY

برنارد لويس (السؤال الرابع)
×
25 August 2021

سئل المؤرخ اليهودي و الصهيوني برنارد لويس:

هل ستتحول أوروبا و المسيحين خلال ١٠ الى ٢٠ سنة الى ذميين أو عبيد أو مواطنين من الدرجة الثانية للمسلمين الذين يتكاثرون؟ هل أوروبا في مصيرها الى أن تتحول إلى إمارة ذمية يخدمون المسلمين، كرغبة المسلمين في إستعباد اليهود؟

فأجاب برنارد على السؤال قائلا:

الترجمه المعتادة للذمي هي مواطن من الدرجة الثانية. في عُرفنا و ميزان قيمنا الحالية، الكلام عن مواطنة من الدرجة الثانية تعتبر إهانة و تهمة. و لكن، من المنظور التاريخي، الصورة بالتأكيد مغايرة و المواطنة من الدرجة الثانية كانت أفضل من أن لا تكون مواطناً على الإطلاق

ففي الخلافة الإسلامية، كان المسلمون مواطنون من الدرجة الأولى في حين غير مسلمين (بالاخص اليهود و النصارى) كانوا مواطنين من الدرجة الثانية. و لكن، كانت لليهود و النصارى منزلة معترف بها، و كانت لهم حقوق و قدر كبير من الاستقلالية في إدارة شؤونهم بأنفسهم. كانوا يتحكمون و يديرون تعليمهم الخاص و مدارسهم و جامعاتهم الخاصة. كانت لهم قوانينهم الخاصة و محاكمهم الخاصة و هكذا .

أعني، منزلة الذمي (و هو مصطلح عثماني) كانت بالتاكيد مواطنة من الدرجة الثانية مقارنة بالمسلمين الذين كانوا مواطنين من الدرجة الأولى، و لكن تلك المنزلة كانت أفضل بكثير من ما كانت تمنحه العالم المسيحي آن ذاك لليهود و المسيحيين المتحررين. و الدليل الواضح على كل ذلك كانت حركة المهاجرين لقرون عدة من العالم المسيحي الى العالم الإسلامي و ليس العكس.

ما يقولونه اليوم (أي المسلمين) في أوروبا، لا يقصدون إنزال المسيحيين الى مرتبة الذميين، و لكنهم يريدون نفس الحقوق التي كانت الخلافة الإسلامية تمنحها لليهود و النصارى. يقولون، تركناكم تديرون قوانينكم الخاصة و تمارسونها بمحاكمكم، لذا إمنحونا نفس الحقوق و الامتيازات. هذه المطالب تبدوا منطقية رغم صعوبة تطبيقها

“Radical Islam, Israel and West”

Hebrew University of Jerusalem.

YouTube, minutes 32:17 to 35:12.

https://youtu.be/7KePJz28_GY

مجدي خليل و هجرة المسلمين الى أوروبا
×
25 August 2021

 

https://youtu.be/ePzhpyYWsV0

 

لو كنت مكان المتحدث لإعتذرت من نفسي.

فبمجرد أن يتكلم عن المسلمين، تفقد تحليلاته قيمتها العلمية. فالطائفية و الإنحياز واضحتان في خطابه السياسي.

و اتيتكم بكلام خبير يهودي لأدلل على ما أقول و ليكن هذا اليهودي طرف محايد بين المسلمين و المسيحين.

سئل المؤرخ اليهودي و الصهيوني العريق، السيد برنارد لويس:

هل ستتحول أوروبا و المسيحين خلال ١٠ الى ٢٠ سنة الى ذميين أو عبيد أو مواطنين من الدرجة الثانية للمسلمين الذين يتكاثرون؟ هل أوروبا في مصيرها الى أن تتحول إلى إمارة ذمية يخدمون المسلمين، كرغبة المسلمين في إستعباد اليهود؟

فأجاب السيد برنارد على السؤال قائلا:

الترجمه المعتادة للذمي هي مواطن من الدرجة الثانية. في عُرفنا و ميزان قيمنا الحالية، الكلام عن مواطنة من الدرجة الثانية تعتبر إهانة و تهمة. و لكن، من المنظور التاريخي، الصورة بالتأكيد مغايرة و المواطنة من الدرجة الثانية كانت أفضل من أن لا تكون مواطناً على الإطلاق

ففي الخلافة الإسلامية، كان المسلمون مواطنون من الدرجة الأولى في حين غير مسلمين (بالاخص اليهود و النصارى) كانوا مواطنين من الدرجة الثانية. و لكن، كانت لليهود و النصارى منزلة معترف بها، و كانت لهم حقوق و قدر كبير من الاستقلالية في إدارة شؤونهم بأنفسهم. كانوا يتحكمون و يديرون تعليمهم الخاص و مدارسهم و جامعاتهم الخاصة. كانت لهم قوانينهم الخاصة و محاكمهم الخاصة و هكذا .

أعني، منزلة الذمي (و هو مصطلح عثماني) كانت بالتاكيد مواطنة من الدرجة الثانية مقارنة بالمسلمين الذين كانوا مواطنين من الدرجة الأولى، و لكن تلك المنزلة كانت أفضل بكثير من ما كانت تمنحه العالم المسيحي آن ذاك لليهود و المسيحيين المتحررين. و الدليل الواضح على كل ذلك كانت حركة المهاجرين لقرون عدة من العالم المسيحي الى العالم الإسلامي و ليس العكس.

ما يقولونه اليوم (أي المسلمين) في أوروبا، لا يقصدون إنزال المسيحيين الى مرتبة الذميين، و لكنهم يريدون نفس الحقوق التي كانت الخلافة الإسلامية تمنحها لليهود و النصارى. يقولون، تركناكم تديرون قوانينكم الخاصة و تمارسونها بمحاكمكم، لذا إمنحونا نفس الحقوق و الامتيازات. هذه المطالب تبدوا منطقية رغم صعوبة تطبيقها

 

“Radical Islam, Israel and West”

Hebrew University of Jerusalem.

YouTube, minutes 32:17 to 35:12.

https://youtu.be/7KePJz28_GY

يا مغيث!

الضاحكون في الخفاء (فايز الكندري)
×
21 August 2021
قصة البئر من فايز الكندري
×
21 August 2021
رحم الله المصداقيه
×
14 August 2021

 

لم تغطي مطالب آل مره لأكثر من أسبوع رغم أن الحدث كان على بعد كيلومترات من مكاتبهم و أقرب بكثير من ميدان التحرير و طرابلس و السفارة السعودية في تركيا

أحسن الله عزاءكم في المصداقيه

للحب سكرة
×
9 August 2021

 

قال: هل لي أن أراها؟
قُلتُ: لا، لن تراها أيها المسكين
قال: دعني أراها!
قلت: و لا غيرك يا مسكين 

قال: هل لي بلمحة؟
قلت: ستُفنى بلحظة!
قال: و أُصبِح نجماً
قلت: في أجمل قصة!

و لما تَجَلَّت، رُكبتاه خَرَّت
قد خانه النَّظَرا، فلم تُخلق له أبدا
فحشرج: هل لي ببسمة؟
قلت: و للحب سَكرة!

البطلة
×
7 August 2021

الإسلام يعتبر المرأة بطلة

الإسلام يعتبر الأم الصالحة بطلة

الإسلام يعتبر الزوجة الصالحة بطلة

الإسلام يعترف بقوة المرأة و تأثيرها على الرجل

الإسلام يطالب الرجل أن يعامل المرأة كبطلة

الإسلام يحترم المرأة كما هي

المرأة بطلة و الاقتران بها بطولة 

فإبقي جميلة أيتها البطلة 

من يتعظ؟
×
30 July 2021

 

الشيخ فايز الكندري (معتقل كويتي سابق) يروي أحداث فتنة وقعت في معتقل غوانتاناموا الأمريكية.

هذه الفتنة لم يسلم منها حتى المثقفين، قديماً و حديثاً. بمثل هذه الفتن تم إغتيال الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه على يد المغرر بهم و السامري يضحك!

يجب أن نتذكر هذه القصة كلما أتتنا أخبار و رسائل مستفزة يُراد بها الفتنة أو كلمة حق يراد بها باطل.

لا فظ فوك يا شيخ فايز.
فهل من متعظ؟ 

يا مغيث!

صدق الشاعر إيليا أبو ماضي
×
28 July 2021

الغنوشي (زعيم حركة النهضة التونسية الإخوانية) يعد قرارات الرئيس التونسي قيس السعيد إنقلاباً لا تخدم الديمقراطية و التعددية الحزبية و تعطشاً للسيطرة على مؤسسات الدولة، و ذلك لإستحواذ الرئيس التونسي قيس السعيد مؤقتا على السلطة التنفيذية و القضائية في تونس بعد تجميده البرلمان و رفعه الحصانة من أعضاء البرلمان من أجل البحث في ملفات الفساد و علاقتها في تردي الأوضاع السياسية و الإقتصادية و الصحية و الإجتماعية في تونس بعد ١٠ سنين من حكم الإخوان المسلمين 

أقول للغنوشي:

هل تعتبرون ما فعله الإخوان المسلمين في مصر سنة ٢٠١٢ أيضا إنقلاباً لا يخدم الديمقراطية و التعددية الحزبية و تعطشاً للسيطرة على مؤسسات الدولة؟

فالقرار الدستوري المكمل و الذي أصدره الرئيس المصري السابق محمد مرسي -رحمه الله- بنوفمبر ٢٠١٢، جعل قراراته الرئاسية نهائية غير قابلة للطعن من أي جهة أخرى (مثلا المحكمة الدستورية) منذ توليه الرئاسة حتى إقرار دستور جديد و إنتخاب مجلس شعب جديد.

يقول الشاعر إيليا أبو ماضي:

و كل طابخ سم سوف يأكله

و كل حافر بئر واقع فيها

يا مغيث!

أما آن للأشقر أن يهدأ؟
×
17 July 2021

 

يقول المؤرخ اليهودي الصهيوني الراحل برنارد لويس في محاولته التفريق بين دين الإسلام و الفرق الإسلامية المتطرفة:

“المقصود بالمسيحية هي جل الحضارة المتشكلة من الديانة المسيحية، و قد تشمل تلك الحضارة عناصر كثيرة لا علاقة لها بالديانة نفسها و قد تكون معادية لتلك الديانة، الا أنها نشأت ضمن تلك الحضارة. فعلى سبيل المثال، يمكننا أن نقول بأن هيتلر و النازية نشأتا ضمن المسيحية و لكننا لا نستطيع أن نقول بأن هيتلر و النازية نشأتا من الديانة المسيحية. لابد من مراعاة هذا الفارق”.

و عليه أيها القارئ الكريم، إن المقصود في هذه المقالة “بالغرب الصليبي” هي جل الحضارة المسيحية و ليست الديانة المسيحية أو أتباعها. فوجب التنبيه. 

أقول و بالله التوفيق، إذا أردت أن تعرف الحق، فأنظر أين تتجه سهام  داعش و القاعدة و الحوثيين و الفكر الإرهابي و تركيا و إيران و حزب الله و منظومة الجزيرة القطرية و الاخوان المسلمين و حماس و الحشد الشعبي و الاعلام الغربي. في الواقع، كل السهام تتجه الى الأمير الشاب و المصلح محمد بن سلمان حفظه الله.

إنها صورة معبرة للغرب الصليبي المرتبك و الذي يخطط الفشل لأجياله القادمة عندما يُفَصِّل المصائب لنا جميعا في المنطقة بالإستثمار في خلافاتنا. يريدوننا متناحرين ليُصَدِّقوا كذبة تفوقهم العرقي، و الحقيقة المؤسفة أن الغرب الصليبي خائف و قلق بسبب البدايات المزيفة لنهضته العلمية الخلابة و التي أورثتهم عدم الثقة بالنفس و وهم عدم القدرة على الاحتفاظ بصدارتهم العالمية.  إلا أنني لا أرى مبرراً لكل هذا الخوف و القلق، فالكعكة كبيرة و تكفي الجميع و بقاء الحضارة الغربية الصليبية الرائدة ضرورة إنسانية ملحة بالرغم من كل عيوبها. أما آن للغرب الصليبي أن يورث الرخاء لأجياله القادمة بأن يجرب معنا الإستثمار بالشراكات الاستراتيجية القائمة على المصداقية بدلا من الإستمرار في التخبط بالمؤامرات التي أثبتت فشلها؟

ففي سعيه أو تخبطه في المحافظة على الصدارة، راق للغرب الصليبي أن تبقى المملكة العربية السعودية تحت مرمى إنتقاداتهم و متقوقعة بالتنافس على مستوى محيطها الخليجي. راق لهم أن يقارنوا المملكة العربية السعودية السنية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية الشيعية، كطرفي نقيض لعملة إسلامية يراد لها أن تبدوا في أعين الغرب الصليبية كعقيدة رجعية و متخلفة و متوحشة، و هي صورة بشعة يُراد بها عرقلة الربيع الإسلامي السلفي السَّلس و الذي عبر على مدى عقود عدة حصون سايكس بيكوا الصليبية العاجزة. راق لهم أن يطالبوا بالإصلاحات و أن تبقى المملكة العربيه السعودية مُمتنعة و حصونهم الصليبية آمنة.

 

و الدليل أنهم إنزعجوا و هاجوا و إزدادوا هجوماً على المملكة العربية السعودية عندما رأوا الأمير الشاب محمد بن سلمان -حفظه الله- يقوم بإصلاحات جذرية و سريعة من شأنها أن تأخذ المملكة العربية السعودية من المحلية الى العالمية في وقت وجيز و لتصبح المملكة من الوجهات المفضلة عالميا على القلوب الغربية. و تزداد إرتباكهم و عدائيتهم للمملكة شدة كلما تسارعت وتيرة الإصلاحات و تحققت أهداف خطة ٢٠٣٠ التنموية و إنتعشت الحقوق المدنية، لتنكشف بذلك كذب شعارات الغرب الصليبي الإصلاحية. فهم لا يريدون تكرار التجربة الإماراتية و التي أسرت القلوب الغربية.

إنتبه أيها القارئ الكريم، فإصلاحات المملكة العربية السعودية إقتصادية بحتة و صادرة من العقول الإقتصادية في الرياض، و مخطئ من يظن أن الإصلاحات غربية أو إنها تستهدف الدين الإسلامي و تُملَى إملاء على المملكة. الإصلاحات السعودية الإقتصادية قديمة جديدة، فهي تنتهج النهج التنموي و المتوازن لباني دبي الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم -رحمه الله- منذ الستينات من القرن المنصرم، و هو نهج إقتصادي صرف و قرار سيادي و لا علاقة له بالضغوطات السياسية.

الغرب الصليبي لا يخشى الإسلام السياسي المتطرف و لا يرغب في إصلاحه، بل يتفهمه و يستثمر فيه و ينتقده و يضرب به منافسيه متى ما شاء. الغرب الصليبي لم و لا و لن يتمنى الإصلاحات للمملكة العربية السعودية و ما يتحقق الآن من إصلاحات تُزعجهم، كما أزعجتهم من قبل إصلاحات شاه إيران الإقتصادية و سعيه الحثيث للعالمية بالتنمية المتسارعة، و هو ما دفع بالغرب الصليبي المرتبك الى دعم قيام خلافة إسلامية شيعية حشدية (ميليشياوية) في إيران، دون أن يكترث بشعاراتها المتشددة و المعادية للسامية مثل “الموت لأمريكا و الموت لإسرائيل” و لكنه راهن و بكل ذكاء على الأهداف التوسعية و المتعارضة مع التنمية لتلك الخلافة الشيعية الناشئة الثائرة و أفعالها المدمرة على أرض الواقع، و التي بدورها أضعفت المنطقة بأسرها إقتصادياً و أخرتها تنموياً و خدمت بذلك الغرب الصليبي.

و اليوم تُزعج النهضة الإقتصادية الصينية المتنامية الغرب الصليبي و التي تكاد أن تتوج الصين عرش نادي الكبار، ليزداد الغرب الصليبي إرتباكاً و تخبطاً و يقوم بدعم قيام خلافة هندوسية متطرفة على الحدود الصينية الباكستانية، تحمل في طياتها بشارة صدام من شأنه إزالة المنافسة الآسيوية. كما يقوم الغرب الصليبي بشيطنة الصين إعلاميا و المتاجرة بدعم مطالب الثوار في هونغ كونغ و المتاجرة بدعم مَظلومية مسلمي الإيغور. فالغرب الصليبي لا يطيق عالماً تتصدره الصين إقتصاديا و المملكة العربية السعودية عقائدياً.

 

التاريخ مهم لانه يشرح الحاضر، و العكس صحيح، فالحاضر يشرح الماضي. و يتبين لك بنظرة سريعة لحاضر العالم العربي و الإسلامي أن الكذب دين الطاعنين في المملكة العربية السعودية و هم بين مجتهد مخطئ و مراهق سياسي أو معارض متطرف أو أخ حاسد أو شريك طامع و عدو صليبي لا يثق بنفسه. و يقوم الأخير بتجنيد و دعم كل تلك القوى و مباركة قيام خلافة إسلامية سنية حشدية (ميليشياوية) من شأنها القضاء على ما تبقى من الأمل للأجيال القادمة. 

فالعالم العربي و الإسلامي اليوم منقسمان الى كتلتين، الأولى مع عالمية المملكة العربية السعودية (و الإمارات العربية المتحدة منها)، و الثانية ضد عالمية المملكة العربية السعودية (و إيران و تركيا و قطر منها).  لكل كتلة رأيها و فكرها و شعاراتها و طموحاتها المشروعة، إلا أن الكتلة الثانية تتميز بالجرأة على الكذب و التدليس الإعلامي و الكيل بمكيالين في حين الكتلة الأولى تتميز بقدر أكبر من الصراحة و الشفافية. هذا المشهد يذكرنا بحال المسلمين بعد القرون الخيرية و عندما ضربت تسونامي الأخبار الكاذبة شواطئ المجتمع المسلم و فتنتها، و أتت برواد التدليس ينهشون في صدور الأمة كالقرش الأبيض. فتصدى لتلك الموجات العارمة علماء ثقات نذروا أنفسهم لإنقاذ الأمة بتنقيح تلك الأخبار و تمييز الغث من الثمين و إتباع الصحيح منها. و عليه، إن صادفك من يُصَهيِن المملكة العربية السعودية بالطعن في ماضيها و الاستناد الى أخبار تفيد بأن نشأتها كانت يهودية، تذكر أن تلك الأخبار و المصادر القديمة ليست آيات قرآنية لا ريب فيها، بل يمكن لتلك الأخبار أن تكون محض حكايات و أكاذيب نشرها أجداد رواد حاضرنا الكاذب. لذا، إتَّبع من شئت و لكن إياك أن تتبع مدلس كاذب، فهذا يخالف نهج أهل السنة و الجماعة. 

و لا يخفى على عاقل بأن الشقيقة تركيا المتصوفة تتمنى أن تبقى هي واجهة العالم الإسلامي المتحضر (و لها ذلك)، و لذا تأرقها فكرة عالمية المملكة العربية السعودية السلفية. و للأسف الشديد، المنافسة السعودية تقلق مضجع العثمانيين الجدد و طموحاتهم التوسعية و القيادية، كما أن المنافسة السعودية تقلق مضجع الغرب الصليبي المرتبك و الذي يعمل جاهداً و في غفلة من بني جلدتنا على أن لا تصل العقيدة الاسلامية السلفية الصوفية النقية و العقلانية و الجذابة و المتسامحة بشكلها الجديد و السهل و السمح الى العالمية على بساط الإصلاحات السعودية. تلك العقيدة المُوحِّدة و التي من شأنها أن تجمع الناس مجدداً باختلاف أعراقهم على دين واحد خال من الأحقاد و النعرات، و أخص هنا الأمة الغربية الصليبية و التي ترعرعت على حسن الإستماع و الإستقلالية في الرأي و الفكر و تقبل كل ما هو منطقي و علمي و سهل.

يبقى أن يتذكر الجميع أن الكعكة كبيرة و تكفي الجميع و أن المنافسة مطلوبة دون أن يطمع الأكبر في حصة الأصغر و دون الإضرار بقيمنا و هويتنا و أُسرنا المتماسكة، فالآخرين يروننا أجمل بتراثنا و قيمنا و هويتنا الأصيلة. فلنتنافس بهدف توريث الرخاء لأجيالنا القادمة و جيراننا و البشرية جمعاء بالإستثمار في الشراكات الاستراتيجية و القائمة على المصداقية. 

و المضحك المبكي أن رغم كل الاصلاحات الإقتصادية و الإجتماعية السعودية و إنجازاتها المبهرة، تضل سهام محور المقاومة بقيادة الإعلام الغربي متجهة الى الأمير الشاب محمد بن سلمان، حفظه الله. و ما زال الغرب الصليبي يدق على الطبول بينما يطوف بنوا جلدتنا من حوله بالمُكاء و التصدية و هم مستمرون بشيطنة المملكة العربية السعودية و إستهدافها. فإياك أن تصفق و تخوض مع الخائضين! 

أما آن للأسمر السني أن يترك المنهج الإنتحاري و المُدمِّر و يتبع حَسَن بن علي (سيد أهل السنة و الجماعة، رضي الله عنهما) و منهجه الجامع و المُعمِّر، أما آن للأسمر الشيعي أن يترك المنهج الصفوي المدمر و يتبع منهج آل البيت الكرام المُعمِّر، و أما آن للأشقر الصليبي أن يهدأ و يعتذر من نفسه و يكف عن التنمر؟ 

يا مغيث!

مهلاً أيها السادة
×
5 July 2021

في مغالطة جينية، تكلم الكاتب السعودي مشاري الذايدي (و هو محسوب على التيار الليبرالي) على قناة الإخبارية السعودية منتقداً جماعات الصحوة الإسلامية و دورهم في إختراق الثقافة السعودية على مر العقود و تغييرهم لمفرداتها من “شكرا” الى “جزاك الله خير” و من “ألو” الى “السلام عليكم“!!!

و ذكرت القناة أيضا أن جماعة أهل الحديث و شيخها ناصر الدين الألباني -رحمه الله- نشأت منها جماعات سلفية أخرى متطرفة و أبرزها الجماعة السلفية المحتسبة و التي بدأت كجماعة دعوية و سرعان ما تقمصت دور الدولة من خلال الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و إنتهت بإحتلالها للمسجد الحرام على يد جهيمان و أتباعه

و من جانب آخر، أدانت طائفة غير ليبراليه و مخالفة لجماعات الصحوة الاسلامية طرح الاستاذ مشاري بشكل خاص و السياسة الإعلامية لقناة الإخبارية بشكل عام، و إتهموهم بالسذاجة السياسية و الإعلاء من شأن تلك الجماعات الإسلامية من حيث لا يعلمون. و دافعت هذه الطائفه عن الشيخ الألباني -رحمه الله- و بَرَّأته من تهم التطرف و أكدوا أن من المضحك و المبكي أن مسيرة الشيخ -رحمه الله- إتسمت بمحاربة الأحزاب و تحريم الإنضمام اليها 

أقول: مهلا أيها السادة!

شئنا أم أبينا، الجماعات الإسلامية المتطرفة لم تخرج من الملاعب و المراقص، و إنما خرجت من مجالس العلماء الأجلاء كأمثال الشيخ الالباني، رحمه الله رحمة واسعة. هذه الحقيقة لا تقدح في مكانة الشيخ كما أن ظهور الخوارج لا يقدح في سلامة موقف الصحابي الجليل علي بن أبي طالب، رضي الله عنه. فلا تزر وازرة وزر أخرى، و إنما هي ظاهرة سياسية بحتة لابد من دراستها و مناقشتها بجدية و شفافية من أجل التعامل معها و إيجاد الحلول لها، بعيداً عن العاطفة و القدسية 

أما الليبراليين، فشئنا أم أبينا سيأخذون قسطهم من الحرية بعد عقود من الكبت و الضعف عاشوها في زمن سيطرة جماعات الصحوة الإسلامية على الساحة العربية، و سيستغل غُلاة الليبرالية كل الفرص لطرح أفكارهم المتطرفة و مغالطاتهم الجينية. و لابد أن نتصدى فكريا لكل أشكال التطرف و الغلو، سواءً كان ليبرالياً أو محافظاً أو شيوعي أو قومي أو ديمقراطي (رواد الجندرة). فلا جدوى من إستبدال  تطرف بآخر و لا خير في سياسي أو مُصلح متطرف و مراهق و متهور، و على الشعوب أن تلفظ مثل هذه الغُلاة و تنأى بنفسها عنهم

في النهاية، لابد أن يعلم الجميع أن الشعوب العربية لم تعد صغيرة و مراهقة و لابد من مصارحتها، و إن لم نصارحها بالحقيقة فسيصارحها غيرنا بالشبهات و الشائعات و المغالطات. بات العالم قرية صغيرة و بيئتها فاسدة و عدائية. و الحقيقة أن الشعوب تعبت من لعبة الشيطنة و تعبت و هي تشاهد كل طرف يشيطن الآخر. الشيطنة تعزل الشعوب و الجماعات و تجعلها تتقوقع على نفسها دون أن تتغير، ليبقى كل طرف على حاله أو يزداد تطرفاً و عزلة، و تصطادها الذئاب الغريبة كالأغنام القاصية 

الشيطنة ضرب من ضروب التطرف و التنجيم بالحكم على نوايا و بواطن الآخرين، و هي تُفقِد المتعاملين بها المصداقيه و ثقة الشعوب. و يلجأ الى الشيطنة كل مخالف للكتاب و السنة، و كل معاند عاجز مكابر و فاقد للبرهان و الأدلة المادية الظاهرية. كما أن على الشعوب أن تنضج و ترتقي الى مستوى التعامل مع الحقيقة الظاهره بعقلانية و الأخذ بمبدء “خير الخيرين و أقل الشرين” كما أرشد إليه سلفنا الصالح 

لابد أن نُقِر بأن الأطراف التي لا ترفع السيف فيها من الخير و الشر. و لابد أن نقدر خيرهم و ننتقد شرهم، دون المساس بحقهم في التعبير عن آرائهم بحرية و إن بلغت أفكارهم المتطرفة عنان السماء. هكذا يمكن أن نكسب ثقة الشعوب و نحصنها من الذئاب الغريبه. بالمصداقية يمكننا أن نكسب ثقة الشارع العربي و الاسلامي و نحصن أنفسنا من الحملات الاعلامية الغربية المغرضة، بما فيها تلك التي تُبَث بلغتنا و على لسان بني جلدتنا 

أنا لا أختلف مع المعارضة و المعارضين في الخارج و إنما أصطدم معهم لأنني لا أحترمهم. إصطدامي بهم لا لأفكارهم أو معتقداتهم أو غُلُوُّهم أو لأنهم شياطين و مخطؤون في كل شيء، و إنما أصطدم معهم لسببين. الأول أنهم مدلسون و عاجزون أن يكونوا صادقين بحق مخالفيهم كما فعل أبو سفيان -رضي الله عنه- مع هرقل، و الثاني أنهم مُخترقون و أدوات تستعملها أعدائنا الحقيقين في الغرب و “الشرق” لزعزعة أمننا و إستقرارنا و لإشغالنا ببعضنا، لكي لا نتطور و لا ننموا و لا نكون لهما نِدَّاً إقتصاديا و علمياً و عسكرياً. إن عذرنا من سبقوكم لشدة الغمة و مراهقتهم السياسية، فلا عذر لكم و لا حباً و لا كرامة 

يا مغيث!

 

ما الفرق؟
×
28 June 2021

 

ما الفرق بين:

١- حدودكِ يا إسرائيل من الفرات الى النيل

٢- حدودكِ يا تركيا من الفرات الى ليبيا

٣- حدودكِ يا إيران من الفرات عبر صنعاء و موريتانيا الى لبنان

لا للهدم و الإحتلال. نعم للإستقرار و التنمية و الإستثمار و التحالفات الإقتصادية. تخيلوا هكذا علاقات بين إيران و تركيا و الدول العربية. لكن، ما يمنع مثل هذه التحالفات هي الأطماع المتجذرة من الإرث التاريخي و النظرة الإيرانية و التركية الدونية و الظالمه إتجاه الدول العربية، و ليتها كانت نظرة حقيقيه!

لماذا لا نتعلم من التجربة الغربية؟

الديمقراطية لم تسعفهم و كادوا أن ينهون تفوقهم بأنفسهم في مطلع القرن العشرين بالحروب العالمية التي كادت أن تقضي عليهم. ثم تحالفوا إقتصاديا و إتفقوا على عدم التدخل في شئون بعضهم البعض و عدم التآمر على بعضهم البعض. تلك الإتفاقيات و الشراكات و التحالفات الإقتصادية الذكيه، و ليست أنظمتهم الديمقراطية، هي ما أمدت بعمرهم و جعلتهم كيانات لا يُستهان بها. فالصين ليست ديمقراطية و لكن تملك كيان ينافس الكيان الأعظم في الغرب و هو الكيان الأمريكي.

أين نحن من هكذا كيانات و تحالفات و شراكات ذكية؟

يا مغيث!

 

 

وا محمداه
×
24 June 2021

بعد ٧٠ سنة من الخسائر، خرج في العرب و المسلمين من يطالب بتغيير خطة نصرة القضية الفلسطينية و المطالبة بحقوقهم المشروعة. فلبس الشيخ محمد العوضي عباءة الوعظ و دعى الى المصارحة و الإجهار بالحق و الى سراطه المستقيم. فنادى العوضي بأعلى صوته يعلن إختلافه معهم (و هذا من حقه)، إلا أنه شيطن مخالفيه و اعتبرهم صهاينة العرب، طاهر يتدنس، الممسوخين، العبيد، المفرطين بالعرض و العاملين بالدياثة التغريدية و التثقيفية، العملاء الثقافيين، المبتذلون، أبو جهل و مسيلمة و سجاح عصرهم، بوق و حذاء، الصفَّاقة، المتخاذلين، زوار السفارات و الأكلة من كل الموائد، المتواطئون، الصعاليك الجدد، المزورون، ذباب و بعوض إلكتروني!

فشعرت بالغثيان و سألت نفسي متحسرا: ماذا سيفعل مثله اذا تسلط على رقاب مخالفيه (المفسدون في الأرض)؟ فكتبت التالي منذ ٣ سنوات مع شيء من التحديث:

دكتور!

أنت مصيب و قد تكون مخطئاً، و أنا مخطئ و قد أكون مصيباً. لذا، إسمعني و كف عن أذيتي و إتهامي زوراً لاختلافي معك، و لا تخاطبني بثقة مبالغة و كأنك المعصوم أو من يعمل بمبدء “خلقتني من نار و خلقته من طين”! أين أنت من مبدء “قُلۡ مَن یَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِۖ قُلِ ٱللَّهُۖ وَإِنَّاۤ أَوۡ إِیَّاكُمۡ لَعَلَىٰ هُدًى أَوۡ فِی ضَلَـٰلࣲ مُّبِینࣲ (24) قُل لَّا تُسۡـَٔلُونَ عَمَّاۤ أَجۡرَمۡنَا وَلَا نُسۡـَٔلُ عَمَّا تَعۡمَلُونَ (25) قُلۡ یَجۡمَعُ بَیۡنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ یَفۡتَحُ بَیۡنَنَا بِٱلۡحَقِّ وَهُوَ ٱلۡفَتَّاحُ ٱلۡعَلِیمُ (26)” سورة سبأ؟

إن كانت القضية الفلسطينية دينية و مقدسة فلن تكون أكثر دينية و قدسية من مكة المكرمة، و لم نسمعكم تدينون الهجمات الحوثية (أعزكم الله) على المكة المكرمة.

أنت تعلم بأن الرسول -صلى الله عليه و سلم- ترك مكة للكفار رغم قدسيتها و هاجر لضعف المسلمين يومه. فلماذا تنكر على المسلمين اليوم تركهم فلسطين للصهاينه بسبب الضعف العسكري، علما بأنهم لم يتركوها اقتصاديا و معنويا؟ لماذا تتغافلون عن قصة عبدالمطلب و مقولته المعروفة “للبيت رب يحميه”؟ أعجزتم أن تتبعوا الرسول -صلى الله عليه و سلم- أو أن تكونوا حكماء كعبدالمطلب؟ ماذا تعلمتم من قصة عبدالمطلب؟ أم هي قصص تحكونها للناس من باب الأُنس و إظهار العلم؟ أم أنكم تعملون بمبدء “أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ ٱللَّهُ عَلَیۡكُمۡ لِیُحَاۤجُّوكُم بِهِۦ عِندَ رَبِّكُمۡۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ (76)” سورة البقرة؟

أنت تعلم بأن المسلمين أكثر ضعفا اليوم من المسلمين في أيام الرسول صلى الله عليه وسلم. فلم تحملنا ما لا نطيق؟  أنت تعلم أن الرسول -صلى ألله عليه و سلم- عقد صلحاً مع كفار مكه في الحديبية رغم أنه كان رئيس دولة قوية. إلا أنه -عليه الصلاة و السلام- قدَّم الصلح و الدبلوماسية و أخَّر الحرب. فلم تنكر على الحكام اليوم الدبلوماسية و نحن ورثنا الضعف الشديد و الهوان من بعد إخواننا العثمانيين؟ لماذا تستنكر الدبلوماسية على الحكام و الأصل في الكتاب و السنة هو الصلح؟ وا محمداه!

لماذا تحترم الدبلوماسية التركية و تنكر الدبلوماسية العربية و الخليجية؟ اليست الدبلوماسية ما جعلت تركيا تُطَبِّع مع إسرائيل؟ اليست الدبلوماسية ما جعلت أردوغان يقوم بزيارة إسرائيل ليستقبله شارون و يضع الأكاليل على قبر هرتزل، مؤسس الصهيونية العالمية و الأب الروحي للكيان الصهيوني؟ اليست الدبلوماسية ما جعلت أردوغان يسبق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسنتين و يفتتح قنصلية تركية في القدس سنة ٢٠١٦، أي قبل أن يفتتح ترامب سفارته في القدس سنة ٢٠١٨؟ اليست الدبلوماسية ما جعلت أردوغان يتبنى نظرية شرق الأوسط الجديد و الفوضى الخلاقة و التي تعارضها أنت؟ وا محمداه!

من المؤسف أن تشيطن و تُسفه من يخالفك و تطعن في إخلاصهم و نواياهم. أشققت عن قلوبهم و الرسول -صلى الله عليه و سلم- أمرنا أن نحكم بظاهر الناس؟ لماذا تطعن في من يخالفك الرأي و تخونهم؟ لماذا ترهبون كل مسلم  ذي فكر حر و مخالف؟ أتريدونها محاكم للتفتيش تشقون فيها عن قلوب العباد؟ أين أنت من قول المصطفى -صلى الله عليه و سلم “عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏‏أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله تعالى‏”‏ ‏(‏‏‏متفق عليه‏)‏.‏ و حسابهم على الله يا شيخ، فكف عن شيطنة مخالفيك و الحكم بما في قلوبهم. هل شيطن الرسول -صلى الله عليه و سلم- المؤمنين عندما اعترضوا على صلح الحديبية؟ هل شيطن ابوبكر الصديق عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- عندما اعترض الاخير على حرب أهل الردة؟ وا محمداه!

إيران تاجرت بالقضية الفلسطينية و الان الدور على تركيا. الم تعلم بأن ضعاف الأسد (إيران و تركيا) أكثرها زئيرا و أصرمها (المملكة العربية السعودية) اللواتي لا تزير؟ إحمد ربك أنك لم تعايش الرسول -صلى الله عليه و سلم- و وقائع صلح الحديبية. واضح أنك كنت ستطعن في الصلح و من وافق على الصلح

من يخالفك الرأي ليس ذبابا و حشرات و بعوض. أنا كنتُ و ما زلتُ من الذين يستمعون اليك و يتعلمون منك الدين. لأن الله طالبنا أن نسمع و نتبع الأحسن. و لكنني أختلف معك اليوم و أنكر عليك ما تقول و هذا حقي الشرعي كمسلم حر و الإختلاف معك لا يجعلني صهيونيا أو ممسوخ أو عميل أو ذبابا أو حشرة أو بعوضاً. نعم، إن أردت أن تقارن قوتنا العسكرية و الإقتصاديه بقوة أمريكا فلك أن تشبهنا بالذباب و هم العملاقة. يبدوا لي أنك توافق أسامة بن لادن الذي إعتقد بأنه و جماعته من طردوا الروس بالكلاشينات! ليتك تكون أنت و تكف عن إتباع الشارع و الفرق

للبيت رب يحميه، فاصبر و قل خيرا أو أصمت، فالمسألة سياسية و ليست دينية. ليتك تركز في العلوم الدينية و تترك السياسية لمن يتبعون حكمة عبدالمطلب و سيرة خير خلق الله، عليه و على آله أفضل الصلاة و أتم التسليم

رحم الله المصداقيه!

يا مغيث!

يا مغيث!

 

الصندوق الأسود و فايق الشيخ علي
×
21 June 2021

إسمحوا لي أن أبدا رحلتي مع الاستاذ فايق الشيخ علي و الصندوق الأسود من الحلقة ٤٦ و الأخيرة.  

الانتحار هو الخيار الاسهل و خيار من يخشى مواجهة العواقب. لذا، رحل صدام حسين -رحمه الله- و لم ينتحر و بقى بعد ٢٠٠٣ ليقود جمع كبير من العراقيين و يمثل غالبية العرب و المسلمين. لم يترك أنصاره و لم يخذلهم، لذا لم ينتحر و لم يهرب. رحل صدام واقفا و هو يدرك أن عدوه الوهمي عراقي و إيراني، في حين عدوه الحقيقي غربي. رحل مبتسما، فازداد شعبية في العالم و أصبح رمزا للعراق و العروبه و كابوساً للغرب. 

تعلمت الكثير من هذه الرواية العراقية الحزينه، و أنا أحترم و أجل أساتذتي و الاستاذ فايق و عمار أصبحا منهم. أشكرهما على هذه الحلقات الرائعه و المهمة، و أسال الله لهما و للقائمين على البرنامج و أهلنا في العراق و لي و لكم جميعا الهداية و خير الدنيا و الآخرة. 

أحببنا العراق بسبب الاستاذ فايق كما أحببنا العراق من قبل بسبب صدام حسين رحمه الله. بكى الاستاذ فايق على العراق و أبكانا معه كما بكى من قبله صدام حسين-رحمه الله- على العراق و أبكانا أيضا معه. حيَّرنا الأستاذ فايق بذكائه و تهوره كما حيرنا صدام حسين -رحمه الله- من قبل بذكائه و تهوره. و لعله لو حكم العراق مثلما فعل صدام حسين رحمه الله لسجن الاستاذ فايق مخالفيه و أذاقهم سوء العذاب من أجل العراق، مثلما يشوي مخالفيه الآن و يذيقهم سوء العذاب بلظى كلماته الناقدة من أجل العراق. 

صدام و فايق وجهان لعملة واحدة و إن إختلفا و تقاتلى، و لعل الآية ٤٧ من سورة الحجر تصف حالهما و نزلت في أمثالهم: 

(وَ نَزَعۡنَا مَا فِی صُدُورِهِم مِّنۡ غِلٍّ إِخۡوَ ٰ⁠نًا عَلَىٰ سُرُرࣲ مُّتَقَـٰبِلِینَ) 

خطاب الاستاذ فايق عقلاني و حكيم في حين أن قراراته كمعارض تتسم أحيانا بالتشدد و التطرف. نجح الأستاذ فايق من خلال برنامج الصندوق الأسود أن يكسب قلوب المشاهدين و إحترامهم و نجح في تبرير مواقفه، إلا أنه عجز عن تبرير موقفين من مواقفه السياسية.

فلم ينجح الاستاذ فايق كثائر و وطني مخلص أن يبرر تهربه من حرب الخليج الأولى بحجة عبثيتها التي كلفت العراق الكثير، رغم أن قرار صدام لمحاربة إيران لم يكن أكثر عبثية و كلفة من قرار فايق بدعم الإحتلال الأمريكي لبلاده بحجة إسقاط نظام صدام و الذي مهد الطريق لسيطرة إيران على العراق و تمكين المليشيات الموالية لايران من مراكز صناعة القرار في العراق. الأستاذ فايق تأخذه العزة بالإثم، فيرفض أن يعترف بقراراته الخاطئه التي أجهزت على الهوية العراقية و إستقلالية العراق.

الاستاذ الفاضل فايق الشيخ علي و غيره ليسوا سوى أعداء صدام الوهميين و سيضلون إخوة لصدام حسين و إن أنكروا و إختلفوا معه، و لكل مجتهد نصيب. 

تحية طيبة للاستاذ فايق و للاستاذ عمار و أهنئهم لنجاح البرنامج بجدارة و أترككم الآن مع ملاحظات لي على بعض الحلقات و إعذروا صراحتي الفائقيه. صوچك أستاذ فايق!

الحلقة ١٧ 

إنها حلقة صعبه و بحاجه الى التأمل، فقد تبين من خلال الطرح الحزين للأستاذ فايق أن “السواد الاعظم!” من العراقيين كانوا يتوقعون أن يجاهد الخليجيين بأنفسهم قبل أموالهم مع العراق دفاعا عن شرعيتهم المهددة من قبل الزحف الإيراني خلال حرب الخليج الأولى، كما فعلنا في اليمن مؤخراً. الأستاذ فايق يبين أن “غالبية!” العراقيين كانوا يعتبرون دعم الدول الخليجية موجه لشخص صدام و نظامه و ليس للعراق أو الشعب العراقي، و أن الأنظمة الخليجيه إستغلت و زجت بالدماء و بالموارد العراقيه في وجه ملالي إيران الطامعين بالخليج من أجل الحفاظ على أمن أنظمتهم. الأستاذ فايق يعتبر هذا الدعم تطبيل لنظام صدام الديكتاتوري و جرم في حق الشعب العراقي المغلوب على أمره. الأستاذ فايق يرى أن هذا الدعم أمد من عمر الحرب التي أدت الى إزهاق المزيد من الأرواح البريئه و تبديد الموارد العراقية، بينما كان الخليجيون ينعمون في بلدانهم بالأمان و التنمية. 

عموما، أعتقد أن الأستاذ فايق يصف حال “معظم الشيعة” و ليس معظم العراقيين، و أتساءل:

١- لماذا لا يرى الاستاذ فايق الخطر الايراني على إستقرار العراق سببا كافياً لمشروعية محاربة إيران و التضحية في سبيل ذلك؟ 

٢- لماذا يعتبر صدام قد أهدر الأرواح و الأموال بمحاربته لايران و قد سمعت الاستاذ فايق مؤخراً يصرح من خلال برنامج آخر بأنه إذا إستلم زمام الحكم في العراق فسيستخدم الجيش العراقي لضرب المليشيات الموالية لايران الى أن ينتهوا أو يهربوا الى ايران؟ ماذا عن الضحايا التي ستقع و الموارد التي ستتبدد جراء تنفيذ هكذا عمليات ضد المليشيات؟ 

٣- ألم يتهم الاستاذ فايق صدام حسين -رحمه الله- طيلة الحلقات بالغباء السياسي و خيانة العراق لمحاربته إيران و إراقته لدماء رجال العراق و ترميله للنساء العراقيات؟ أبعد كل هذا يأتي و يناقض نفسه و ينادي للقتال و قد كان من قبل ينكر ذلك على صدام؟ أحلال عليه تعريض الدماء و الموارد العراقية للخطر و حرام على صدام؟! 

٤- ألا يمكننا أن نستنتج بأن الاستاذ فايق لن يتردد في إستخدام الجيش و إعلان الحرب ضد إيران اذا لزم الامر و من أجل إستقلال العراق؟ لماذا اذاً ينتقد صدام لمحاربته إيران؟ 

٥- ألا يحق للبعثيين و أنصار صدام حسين -رحمه الله- أن يتهموا الاستاذ فايق بالجبن و إفتعاله المصوغات و المبررات لتهربه من القتال بجانب إخوانه على جبهات القتال؟

على العموم، لم تأيد دول الخليج صدام حسين -رحمه الله- في قراره غزو إيران، بل سعت للصلح و بقت على الحياد تتابع المجريات بقلق و لم تتدخل في الحرب. الى أن مضت سنتين من الحرب و إستطاعت القوات الإيرانية أن تحرر أراضيها و أصبحت تنادي بالحرب لإسقاط صدام و نظامه. حينها، تدخلت دول الخليج و وقفت مع العراق و أيدته بالمال و العتاد حرصاً على سيادته، بينما هي مستمرة محلياً و دولياً في سعيها للإصلاح و إنهاء الحرب 

الحلقة ١٨

الاستاذ فايق يرى أن كان الأجدر بالدول الخليجية أن تترك صدام يحارب إيران منفردا، لإجباره على إنهاء الحرب مبكرا. و في سبيل ذلك، واضح أن الأستاذ فايق على إستعداد للمخاطرة بانتصار إيران بالحرب على العراق من أجل التخلص من صدام -رحمه الله- و نظامه البعثي. 

أتساءل: 

١- ألا يعد هذا إنتحاراً سياسيا؟

٢- أليس هذا هو التطرف و الغلو في المعارضة و المراهقة و الأنانية السياسية بعينها و التي تبرر خذلان الوطن بالهروب من الحرب، و خذلان العراق بتعريضه للهزيمة في حربها مع إيران، و خذلان العائلة بتعريضها للهلاك في العراق بينما يهنأُ هو و أسرته بالأمان في الخارج، و خذلان العراق بتعريضه للإحتلال الأمريكي و خذلان السيادة العراقية بدعم حلول سياسية مَكَّنت الإيرانيين من سيادة العراق. كل هذا في سبيل الإطاحة بصدام؟!!! 

علاج من يعاني من القمل هو أن يتم التخلص من القمل بالأدوية، لا أن يضرم النار برأسه أو أن يُقطع رأسه. يا مغيث!!!

شخصيا، لا أستطيع أن الوم صدام لدخوله الحرب ضد نظام في إيران كان يعمل علناً للإطاحة به و إقامة نظام يوالي الولي الفقيه في إيران، و في سبيل ذلك يقوم بادارة عمليات تخريبية داخل العراق، في حين لم نسمع أن صدام قام باعمال تخريبيه داخل إيران قبل إندلاع حرب الخليج الأولى. 

و لكني أعتقد كان الأفضل لصدام، إن أمكن، أن لا يدخل الحرب مع الملالي في إيران و يكتفي بقمع العراقيين الموالين للنظام الإيراني و محاربتهم كما فعل سابقا مع الشيوعيين الموالين للإتحاد السوفيتي، بالإضافة إلى دعم المعارضة الإيرانية في داخل إيران (و هم كثر يومئذ) و تجنيب العراق ويلات الحرب. و صدام كان ضليعا في مثل هكذا حروب إستخباراتيه و التي كان من شأنها حقن الدماء و الحفاظ على موارد العراق خاصة و دول الخليج عامة، و كان الأفضل أن يتفرغ صدام لقيادة مسيرة التنمية في المنطقة. يجب أن نبحث و نرى لماذا آثر صدام حسين -رحمه الله- الحرب مع إيران على قمع المعارضة العراقية الموالية لإيران، و هو خبير في قمع المعارضين؟ 

طبعا، ما زلت أرى تناقضاً في موقف الاستاذ فايق، الذي صرح مؤخرا إنه إذا تسلم زمام الحكم في العراق فسيحارب المليشيات بقسوة و ذلك بالاستعانه بالجيش العراقي. فهكذا مواجهات ستتسبب في إراقة دماء عراقية و ترميل النساء العراقيات كما حدث أثناء الحرب العراقية الإيرانية.

(لا تنه عن خلق و تأتي بمثله، عار عليك إذا فعلت عظيم) أبو الأسود الدؤلي 

يتضح أن دعايات أذناب إيران داخل العراق كانت تبث الريبة بين العراقيين و تشككهم في جدوى الحرب و يبدوا لي أن الاستاذ فايق كان أحد ضحايا تلك الدعايات أو من الذين إستحسنوا تلك الرويات لكي يبرر هروبه عن حرب الخليج الأولى.

الحلقة ١٩ 

العنف الذي مارسه صدام مع المعارضة، بما فيهم حزب الدعوة الموالي للنظام الإيراني و المؤمن بنظرية ولاية الفقيه الإيرانية الخمينيه، كان يمارسه الخميني مع المعارضة الإيرانية في إيران. و لعل لو تمكن آل الحكيم و أنصار حزب الدعوة من الحكم آن ذاك لمارسوا العنف مع معارضيهم في العراق (و هم كثر) إقتداءً بزعيمهم الروحي في إيران. و الدليل أن منذ ٢٠٠٣، العنف و القتل و الاغتيالات الطائفية جارية على يد أنصار الحكيم و حزب الدعوة و المتوغلين في المليشيات الموالية لإيران، و لعلها أشد بكثير من عهد صدام. مع الاسف، في منطقتنا، إن لم تضرب مخالفيك بالحديد و النار فسيقتلعونك. أما شعارات المعارضة التحررية فهي مؤقتة، في حين أفعالهم القمعية هي الدائمة.   

و من المؤسف جدا، وقوع بعض الضحايا من عائلات الناشطين و خاصة الصغار على يد النظام البعثي في العراق. و لكن، هذا يحدث أيضا في إيران منذ تولي الخميني زمام الأمور في سنة ١٩٧٩ و يحدث الآن في العراق منذ التحرير في سنة ٢٠٠٣ و بشكل أبشع. أعني، لو تمكن أهالي تلك الضحايا من زمام الأمور لربما إرتكبوا جرائم في حق عائلات معارضيهم كما تفعل إيران (قدوتهم) مع أهالي مخالفيها في إيران. 

ثم إن المعارضة في منطقتنا غالباً تعمل على قلب النظام الحاكم بدعم من قوى أجنبية. هذا المبدء الذي يرتضيه لنا الأجنبي مرفوض في كل الدول الديمقراطية في الغرب. ففي الغرب، التدخل الاجنبي في شؤونهم الداخلية مرفوض جملة و تفصيلاً، و إتهام روسيا مؤخرا بالتدخل في إنتخابات الرئاسة الأمريكية و التحقق رسميا من ذلك مادة معروفة لكل المراقبين للأوضاع في أمريكا و التي كادت أن تعزل الرئيس المنتخب دونالد ترامب من الحكم. فلم نرضى نحن لأنفسنا ما لا يرتضونه هم لأنفسهم؟ 

و الأستاذ فايق صرح في هذا البرنامج و في غيره أنه سيقوم بإعدام كل طائفي و مليشياتي و كل موالِ لجهات أجنبية. هو مقتنع أن هكذا إعدامات مبررة و غيره يعتقد غير ذلك و هكذا. إنها إذاً مسألة قناعات، و لا أعتقد أن صدام أو الخميني أو غيرهم كانوا سيمسون شعرة في رأس أحدٍ أو أهله بسوء إذا عاشو حياتهم و لم يعملوا على قلب أنظمتهم. 

و لا أنسى انني سمعت الاستاذ فايق مؤخرا يقول في إحدى اللقاءات أن الحل الان هو الحوار و الاقناع و ليس الانقلابات. و أكاد أجزم أن صدام و غيره كانوا سيرحبون بهذا الحل. فلماذا لم يحاوروا صدام حسين -رحمه الله- بدلاً من خلعه؟ و لماذا شيطن الأستاذ فايق كل صوت معارض في الخارج نصح بالحوار مع نظام صدام حسين رحمه الله؟

مع الأسف، إنه الكيل بمكيالين!

الحلقة ٢١

مؤسف ما يتعرض له الأطفال و النساء العُزَّل أثناء الصراعات، سواءً تم إستخدام الكيماويات أو البراميل الحارقة (كما يفعل النظام في سوريا و حليفته الإيرانية). و لكن تبين لنا في هذه الحلقة و التي قبلها أن العائلات الكرديه كانت تشارك في الحرب ضد النظام العراقي بمساندة و إيواء المقاتلين الأكراد و بالسماح بالانشطة الإيرانية المعادية للنظام العراقي على الأراضي العراقية (الكرديه و الشيعية). و عليه، تتحمل المعارضة الكرديه و الشيعية جزء من المسؤولية، إن لم يكن الجزء الأكبر من المسؤولية، لإقحامها العائلات في الصراعات و تعريضها الجماهير الكرديه و الشيعية الداعمة للمعارضة للخطر. 

لذا، أتفهم فكرة ضرب النظام العراقي الأكراد و غيرهم و لكن أتسال: 

١- الم يملك النظام العراقي خيرات أخرى للدفاع عن حقوقه الشرعية في الحفاظ على النظام غير القتل الجماعي و بإستخدام الأسلحة الكيماويه؟ 

٢- ألم تكن هناك وسائل أخرى للقمع تحفظ بها أرواح الأطفال و النساء و كل من هو غير نظامي؟ 

٣- و إذا إفترضنا أن النظام قام بالقتل الجماعي مُجبراً و مُكرهاً، ما هي تلك الأسباب و المبررات التي إستند عليها النظام في قتل المعارضين النظاميين و غير النظاميين سوياً؟ 

٤- و فيما يخص السلاح الكيماوي، هل إعترف صدام باستعمال الكيماوي في حلبچه و غيرها أثناء محاكمته؟ 

من الضروري الإجابة على هذه الأسئلة و الإجابة على السؤال الأخير أمانة أخلاقية. فصدام لم يُعرف بالخوف أثناء محاكمته و غلبت عليه الصدق و الجرأة و الشجاعة. فهل إعترف بالهجوم الكيماوي في حلبچه و غيرها من المناطق؟ 

رحم الله ضحايا الأنفال و حلبچه و غيرها. 

الحلقة ٢٤ 

عرفنا من خلال الحلقات أن النظام قتل بوحشية قرابة ربع مليون عراقي أثناء إخماد إنتفاضة الجنوب. و لكن و للتاريخ، لم نعرف تعامل الثوار مع أنصار النظام أثناء إنتفاضة الجنوب. في النهايه و كما فهمت من خلال متابعتي للحلقات، كان لحزب البعث و لصدام أنصار كثر من المدنيين في الجنوب. لذا، أتساءل: 

١- هل تعامل الثوار بالوحشية مع أنصار صدام و العسكريين أثناء إنتفاضة الجنوب؟

٢- هل ضربوهم أو داسوهم بالاحذية بوحشية؟

٣- هل مارسوا معهم العنف و الوحشية؟ 

٤- هل قتلوهم و أعدموهم بوحشية؟ 

لذا، أعتبر هذه الحلقة غير موفقه و أُحمل الأستاذ عمار (مدير اللقاء) المسؤولية و الذي غابت عليه كل هذه الأسئلة المهمة، و جل من لا يسهوا. 

الحلقه ٢٦ 

يتساءل الاستاذ فايق معاتباً: لماذا لم تقف الدول العربية مع إنتفاضة الجنوب؟

الدول العربية هي أفضل من تستطيع أن ترد على هذا السؤال الجميل، و لكني و من خلال ما تعلمته من هذا البرنامج و مشاهداتي لأحداث ما بعد ٢٠٠٣، سأحاول أن أجيب على هذا السؤال بصوت عالٍ و أنا لا أكذب على نفسي أبداً: 

السؤال صعب و لكن الغريب أن الإجابة تبدوا بسيطة و أعجب أنها تخفى على الاستاذ فايق. لذا، أنا الان بصدد تحليل شخصية الاستاذ فايق لأكتشف الأسباب التي تمنعه من رؤية ما أراه؟

أكد الاستاذ فايق أن عناصر من فيلق بدر دخلت العراق من إيران أثناء حرب الخليج الثانية (أي قبل إندلاع إنتفاضةالجنوب)، و هذه العناصر لم تأت تحمل السلام و إنما أتت بأجندات إيرانية بحته. و قال الاستاذ فايق أيضا بأن هناك عناصر من الأمن و جمعٌ من الشعب العراقي من كان يقف في صف صدام و حكومة البعث، و أن هؤلاء كانوا يرسلون المعلومات و يكشفون للنظام عن الدخلاء من عناصر فيلق بدر الإيرانية و معلومات أخرى عن إنتفاضة الجنوب. و عليه، كانت تتوفر لدى السلطة في بغداد أنباء عن توغل عناصر عراقية من إيران تم تدريبها على القتال و إدارة الثورات. و أغلب الظن أن تلك العناصر من فيلق بدر هي من قامت باشعال فتيل الانتفاضة في الجنوب. أي أن النظام في بغداد كان يعتبر الانتفاضة إيرانية ١٠٠%، و لعل الدول العربية كانت أيضا مطلعه على هذه التطورات.

تلك العناصر من فيلق بدر سنة ١٩٩١ هي نفسها من شكلت المليشيات الدموية بعد ٢٠٠٣ و هي من أزهقت أرواح العراقيين بدم بارد و كتمت أنفاسهم و دمرت العراق من أجل إيران و أهدت العراق الى إيران على طبق من ذهب، دون أن تعبأ و تلتفت الى صرخات الشعب العراقي المظلوم و المغلوب على أمره و هو ينظر و يشاهد بحسرة الى تلك المليشيات و هي تنهب ثرواتهم و تنتهك قراراتهم من أجل إيران بل و تستبيح دماءهم. 

و عليه، يبدوا لي أن الدول العربية لم تخذل العراق بعدم مساندتها لإنتفاضة الجنوب، و إنما خذلت المشروع الإيراني. و يبدوا لي أن الدول العربية كانت في قمة الذكاء و قادرة في سنة ١٩٩١ أن ترى البصمات الايرانية في إنتفاضة الجنوب كما إنها كانت قادرة أن ترى البصمات الإيرانية لاحتلال العراق في ٢٠٠٣. و تتجلى شرف و ثبات مواقف الدول العربية في رفضها دعم إنتفاضة ١٩٩١ في الجنوب و رفضها دعم الثورة سنة ٢٠٠٣ (إن جاز التعبير)، في حين دَعَم الاستاذ فايق الثورتين. ربما كان تعذر على الاستاذ فايق أن يعرف سبب عدم دعم الدول العربية لإنتفاضة الجنوب سنة ١٩٩١، و لكن لم يعد صعبا أن يعرف سبب عدم دعم الدول لتلك الانتفاضة بعد أن أصبح واضحا أن إيران كانت المستفيدة الأولى و الأخيرة من تلك الانتفاضة كما هي الآن المستفيدة الوحيدة من ثورة ٢٠٠٣. 

الغلو و التطرف في المعارضة و الأنانية و المراهقة السياسية هي ما حالت بين الأستاذ فايق و بين قرآءة واقعية لأحداث سنة ١٩٩١ و هي ما جعلته يعجز مجدداً عن قرآءة الواقع قبل ٢٠٠٣، و أدت به الى تأييد الاحتلال بكل سذاجة ضنا منه بأن القوى العراقية بهويتها العربية ستسيطر على زمام الأمور في حين أن إيران هي التي سيطرت و بسطت نفوذها و إحتلت العراق و بسطت يدها على قرارات العراق و ثروات العراق و ثقافة العراق و تاريخه و هويته العربية. الأستاذ فايق وضع ثقته في الامريكان سنة ٢٠٠٣ و نسي أو تناسى أن الأمريكان هم من خذلوه سنة ١٩٩١ في إنتفاضة الجنوب.

أمرك مريب يا أستاذ فايق! 

أنا إنسان عادي و بسيط و لست سياسياً مثل الاستاذ فايق، و لكني كنت أدرك آن ذاك الخطر الايراني على السيادة العراقية، و لذلك كنت أتوجس خيفة من إنتفاضة الجنوب في ١٩٩١ و ثورة ٢٠٠٣. لذا، أتسال متعجباً، لماذا إستطعت أن أرى الواقع أفضل من الأستاذ فايق رغم أنه أكثر مني خبرة و دراية و يمتلك الشجاعة لمواجهة الواقع البشع؟ إنها الغلو و التطرف في المعارضة و الأنانية و المراهقة السياسية.  

السؤال الحقيقي هو: بعد غزو صدام للكويت و ضربه المملكة العربية السعودية بالصواريخ و تهديده لدول الخليج، ألم يكن من مصلحة الدول الخليجية أن تدعم إنتفاضة الجنوب نكاية في صدام و حزب البعث؟ إذاً، لماذا لم تفعل؟ 

١- اليس في وقوف الدول الخليجية مع صدام بعد كل ما أصابهم منه دليل على بعد رؤيتهم السياسية و ثباتها و قدرتهم على رؤية الواقع أفضل بمرات من الاستاذ فايق؟

٢- ألم تثبت دول الخليج بعدم دعمها الثورة الإيرانية في الجنوب العراقي (إنتفاضة الجنوب) سنة ١٩٩١ بأنهم ليسوا عاطفيين و ليسوا عدائيين و ليسوا بدو لا يفقهون؟ 

أعجب من الاستاذ فايق و هو صَرحٌ سياسي و تاريخي لمواقفه التي، أحيانا و ليس دائما، تغلب عليها العاطفة و التهور. لذا، أحتاج أن أسمعه أكثر لأحلل شخصيته و منطقه و فكره. إذا كان هذا حال الاستاذ فايق، و هو من أعقل السياسين العراقين المعاصرين و أعتز بمعرفته و متابعته، فما حال البقية من النشطاء و المثقفين و السياسيين العراقيين؟ 

يا مغيث!

ثم يسأل الاستاذ فايق سؤاله المحزن: لماذا يتعرض العراق بالذات لكل هذه المصائب دون غيره؟

سؤال مؤلم فعلا و يؤلمني كثيراً و أنا لست بعراقي، و إن كان هواي عراقيا و بابلي و سومري. مؤلم ما يتعرض له هذا الشعب العريق. دموعك يا أستاذ فايق أغرقت قلبي دماً و عيوني دمعاً. و لكن، هذا السؤال يسأله أيضا كل إيراني و سوري و لبناني و ليبي و غيرهم الكثير ممن ذاقوا ويلات الثورات. لستم وحدكم من يشعر هكذا في المنطقة، و هذا مؤسف و يضاعف من ألمي. و هذا يستوجب أن تراجعوا أنفسكم و تصلوا الى إجابة مقنعه تقي الاجيال ويلات الحروب المدمرة و الهجرات المهينه و الثورات المخترقة و الانقلابات المتكررة و التحالفات الخاسرة.

الحلقة ٣٣

الأستاذ فايق يذكر هنا بأن الاجتماع التداولي للمعارضة العراقية في لندن سنة ١٩٩٣ حدث تحت مظلة سعودية. و الموقف السعودي هذا يؤكد خلاف ما قاله الأستاذ فايق من خذلان دول الخليج للمعارضة العراقية لعدم دعمها لإنتفاضة الجنوب سنة ١٩٩١. واضح أن السعودية كانت تعلم بأن الانتفاضة جذورها إيرانية فلم تدعمها. هذا دليل على أن قرآءة دول الخليج للحالة السياسية في العراق كانت و لا تزال أدق من قرآءة الأستاذ فايق و إن دول الخليج لم تطبل عبثاً لصدام.

الحلقة ٣٧

يقول الاستاذ فايق أن كثيرين من رجلات العراق ظُلموا. و ربما يأتي يوم و يضيف الاستاذ فايق الرئيس صدام حسين -رحمه الله- لتلك القائمة. 

الحلقة ٣٨

إتضح في هذه الحلقة أن صالح الجبر (و هو شيعي) كان المعارض الوحيد في لندن و القادر على جمع السنة و الشيعة و غيرهم من المعارضة تحت مظلته. واضح أنه كان شيعي مستقلاً، و لذا كان يحظى بثقة المعارضة السنية في الخارج. و لعله دفع ثمن إستقلاليته بعد إحتلال العراق في سنة ٢٠٠٣ و بعد أن أهملته أمريكا و قوى المعارضة العراقية و الأحزاب الشيعية الحاكمة أو المسيطرة، و هي طائفية و موالية لإيران. 

و لعل عدنان باجه جي و غيره من الذين كانوا يميلون لفكرة “إنقلاب القصر” كانوا أقرب للحق و أكثر حكمة من السذج الذين تطرفوا في معارضتهم لصدام حسين -رحمه الله- الى درجة مساهمتهم و دعمهم لمحتل غريب أراد الفشل للعراق و تمكين إيران من العراق، كما عمل لاحقاً بإفشال دولة ليبيا تحت شعارات الحرية و بالاطاحة بنظام معمر القذافي -رحمه الله- و تمكين المليشيات من ليبيا.  

نعم يا أستاذ فايق، حتى المعارضة يمكنها أن تتطرف و تغلو و تكون أنانية و مراهقة سياسياً، حالها حال القاعدة و داعش و جماعة الإخوان المسلمين و الملالي في إيران.  

الحلقة ٣٩

لابد أن أتوقف عند محاولة مسؤولين في النظام الحاكم من الإستحواذ على أراض موقوفة للجالية اليهودية في العراق و إستنجاد الأخيرة بالقضاء و المحكمة التي حكمت لصالح الطائفة اليهودية، معلنة خسارة الحكومة العراقية. هذه تحسب لصدام حسين و عهده يا أستاذ فايق.

الحلقة ٤١

يتبادر على ذهني سؤال لم أجد له إجابة في كل الحلقات السابقة و السؤال هو:

هل إعتاد الاستاذ فايق الشيخ علي في المهجر محاورة البعثيين أو من يميلون و يتعاطفون مع صدام -رحمه الله- بشكل منهجي و دوري؟ هل إعتادت إحدى فصائل المعارضة ذلك؟ هل حاولت المعارضة إمتحان أفكارها بمقارعتها بتلك التي يتبنَّاها خصومها؟

أقول هذا لأنني أستنكر لغة الاستاذ فايق الاستقصائية للأخر و شيطنته لكل من لا يرى الخروج على صدام حسين، في حين أن الله جل جلاله حاور إبليس قبل أن يخرجه من الرحمة.

مناقشة الخلافات عن بعد بتراشق المقالات أو حضور برامج في الاتجاه المعاكس على قناة الجزيرة لا يعد حواراً مع الآخر. لا يعد الحوار حواراً إذا إعتقد المتحاورين اليقين في رأيهم، بل إن كل من يصل الى درجة اليقين في رأيه يكون متطرفاً و مغالياً و داعشيا و إن قال أنه ديمقراطي أو ليبرالي. لابد من التواضع عند الحوار و لابد من تقبل المحاور إمكانية أحقية طرح من يحاوره (الآخر)، و إلا يكون المحاور يعمل بمبدء “خلقتني من نار و خلقته من طين”.

أَعتب على أستاذي فايق الشيخ علي في لمزه و همزه في صحيفة الحياة اللندنية لاحتضانها أصوات معارضه كانت ترضى بالتعايش مع صدام و ينسى الأستاذ فايق أن الصحيفة أعطته كل الحرية كي يكتب كمعارض شرس ضد البعث و ضد صدام بالذات. أعتب على الاستاذ فايق إقصائه للآخر لمجرد أن الآخر يرى حسنة في صدام أو يرى الحوار مع صدام حلاً، خاصة أن الاستاذ فايق اليوم يتصالح و يتعايش مع من نهبوا العراق (و هو ليس منهم) و باعوه لايران بثمن بخس بعد ٢٠٠٣، بل و يقوم الاستاذ فايق بتعذيبهم و تأديبهم بحسنات صدام. 

و في هذا الصدد، أشكر الاستاذ عمار لأسئلته الرائعه و التي ناقشت مبدء الاستاذ فايق و فكره الإقصائي و القريب من فكر جورج بوش الإقصائي (إن لم تكن معنا فأنت مع الإرهاب!). و يتضح من خلال الحوار، تطرف و غلو الاستاذ فايق في معارضته لصدام و أنانيته و مراهقته السياسية التي أدت به إلى إهداء العراق لأمريكا على طبق من ذهب بسعر بخس، لتقوم الأخيرة بإهداء الطبق العراقي الى ملالي إيران مجاناً.

وا أسفاه!!!

الحلقة ٤٢

ما أحوج المعارضة العراقية الى النصيحة التي قدمها الكويتي فايز الكندري من خلال حلقات الصندوق الأسود (و هو من معتقلي غوانتناموا السابقين) و حثه الجميع على العدالة مع الآخرين عندما قال ما معناه:

ليت فرقة السلفيين (المداخلة) يكونون لينيين مع الفرق الإسلامية الأخرى كما هم لينيين مع ولاة الأمور. و ليت الفرق و الأحزاب الإسلامية السياسية (خاصة الاخوان) يكونون لينيين مع ولاة الأمور كما هم لينيين مع جميع الفرق الإسلامية و الأحزاب المخالفة لهم. 

أين حرص الاستاذ فايق الجميل في تحقيق العدالة و هو في مخيمات رفح بالسعودية عن تسرعه و الجزم في إتهام صدام باغتيال السيد محمد الصدر رحمه الله؟ فكما لمَّح الاستاذ عمار من خلال سؤاله الذكي، يمكن إتهام المعارضة العراقية و الحانقة على السيد محمد الصدر (و بالاخص الموالية لإيران) بإغتيال السيد محمد الصدر رحمه الله. فإقامة الصدر -رحمه الله- لصلاة الجمعة كانت تعد جريمة بشعة في نظر جُل المعارضة في الخارج و في نظر المرجعية في إيران و أغاظت الكثيرين. كما أن طريقة إغتياله كانت بدائية و لا تعد دليلاً على أن صدام كان وراء الاغتيال كما يقول الاستاذ فايق. بل إن خبرة نظام الملالي في إيران في الاغتيالات و التخطيط للفتن تعادل خبرة صدام و تفوقه بمرات، و حادثة إحراق سينما ريكس في إيران بمن فيها من الأبرياء في سنة ١٩٧٨ على يد الثوار و رميهم بالتهمة على نظام الشاه لتأجيج الشارع ضد الشاه خير دليل. 

واضح جدا أن في تطرف و غلو الاستاذ فايق و كرهه لصدام أثر كبير على أفكاره و تحليلاته السياسية، فأصبح معارضاً متطرفا. لا أنكر أن في تعرض البعض من عائلته للإعدامات و الإعتقالات أثر كبير على شخصيته و قراراته. لكن، هناك أيضا أمثال فايز الكندري الذي رغم ما تعرض له من الممارسات البشعه في معتقل غوانتناموا، إلا إن قراراته و تحليلاته و إستنتاجاته بقت متزنه لحد كبير و خالية من العاطفة، و هذا ديدن كل سياسي عاقل على مر التاريخ، بدءً بسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم في جزيرة العرب و غاندي في الهند و مارتن لوثر كنغ في أمريكا و مانديلا في أفريقيا الجنوبية و الشيخ زايد -رحمه الله- في الإمارات العربية المتحدة عندما عفا عن ما سلف من الإستغلال (رفض شركات النفط البريطانيه قبول خدمات من الشركات المحلية و تدريب المواطنين) و مد يده ليبدأ صفحة جديدة و متزنه و قائمة على المصالح المشتركة مع المستعمر البريطاني.  

لدي إحساس قوي بأن الاستاذ فايق يخفي ندمه على تطرفه و غلوه في المعارضة و مشاركته في إحتلال أدى إلى غزو إيران للعراق. و موقفه الجديد و المتصالح نسبياً مع النظام البعثي و صدام حسين -رحمه الله- تحمل دلالات واعده.

الحلقة ٤٥

أشكر الاستاذ عمار لحواره الرائع و أسئلته التي تشفي صدور السواد الاعظم من الامة الإسلامية و العربية و اللتان كانتا تشككان في البشارة الأمريكية بولادة دولة ديمقراطية في العراق بعملية قيصرية!!

هداك الله يا أستاذ فايق، كأنك صدَّقت أن من يضع الجبن على المصيده يريد الخير و الخلاص للفأر. و كأنك صدَّقت بأن من يضع العصفورة في القفص يريد لها الأذى و الهلاك!!!

يا أستاذ فايق، دعني أستخدم منطقك معك:

تقول بأن لو إستقبلتَ من أمرك ما إستدبرت، لأيدت الاحتلال الأمريكي مجدداً لأنك ترى الضرر الذي تسببتم به كمعارضة عراقية بعد ٢٠٠٣ (مليون قتيل عراقي) أقل من الضرر الذي تسبب به صدام قبل ٢٠٠٣ (٤ مليون عراقي).

حسناً. بمنطقك هذا، لا يحق لك أن تعترض على قرار صدام و إعلانه الحرب على إيران، لأن صدام كان يرى مثلك بأن الأضرار الإقتصاديه و الروحية التي ستسببها الحرب على إيران (مليون قتيل) أقل ضرراً من السكوت على تدخلات إيران في الشأن العراقي و نجاح إيران بتنصيب حاكم من عندها على العراق (كالمالكي). ألا ترى كيف أنكم الآن و في عهد إيران رجعتم القهقرى، لا تنعمون بالماء و لا الكهرباء و شُوهت هويتكم و تزعزعت وحدتكم و ضاع أمانكم و في المقابل تعانون من الفساد و فشل الدولة في ظل المليشيات؟!!

لا يا أستاذ فايق، الأمة الإسلامية و العربية كانتا على الصواب في إعتراضها على الإحتلال و أقل ما يمكن أن يقال فيكم أنتم (المعارضة في الخارج) أنكم كنتم متطرفين و غلاة و أنانيين و سذج الى أبعد الحدود، لدرجة أنكم صدَّقتم بأن الجبنة على المصيدة الأمريكية كان يراد بها خيركم!

نعم يا أستاذ فايق، جنابك و صدام حسين -رحمه الله- تتشابهان كثيرا و إن أنكرت ذلك. فأنتما تشابهتما في أنكما إجتهدتما و قبلتما بالتضحية بدم مليون عراقي من أجل العراق. و العجيب و الجميل أن كلاكما بكى على العراق و من أجل العراق. 

عجيب أمرك أستاذي الفاضل، فأنت لا تملك جرأة الكذب على الناس و لكنك تملك القدرة على أن تكذب على نفسك و الكذب على النفس من أخطر أنواع الكذب.

و في الختام، رغم إختلافي معك و رغم أخطائك و غُلُوِّك و تطرفك و رغم سذاجتك بتعاونك مع المحتل و رغم إنفتاح شهيتك الطفولية للجبنة الامريكية و رغم مشاركتك في إفشال دولة العراق (و ليس حكومة صدام) باهدائها الى المليشيات و رغم عجزك عن التَّغيُّر و ضعفك الشديد في تقبل الحقيقة و إن كانت ساطعة كشمس النهار الجلية، رغم كل هذا أحترمك و أعزك و أقدرك و أعذرك لمراهقتك السياسية. كما أنني أحترم و أعز و أقدر الرئيس صدام حسين رحمه الله (مع الفارق) و الذي ما زلتَ تَذُمُّه مُكابرة و أنت تعلم في قرارة نفسك بأنه عراقي شريف و مخلص و إن أخطأ. إلا أنه لم يتاجر بسيادة العراق مثلك و شهدت بذلك خواتيم أعماله و إبتسامته الأخيرة للعراق و طقطقة فقرات رقبته التي ذكرتنا بالبطل الشهيد عمر المختار، رحمهما الله.

سياسياً يا أستاذي الفاضل، العصابة التي تحكم العراق لا تساوي حذاءك، و عليه أنت أفضل قائد للثورة العربية العراقية. إلا أنك لا تساوي حذاء صدام -رحمه الله- و حذاء حكام الخليج. 

عاش العراق العظيم! 

و الآن، معاً الى الحلقة الأولى من هذه السلسلة الذهبية و التي تبين بشكل جلي أضرار “المعارضة في الخارج” على هوية و سيادة و أمن الدول:

غدا أجمل بإذن الله

 

 

الصندوق الأسود و المعتقل فايز الكندري
×
20 June 2021

إسمحوا لي أن أبدا رحلتي مع الشيخ فايز الكندري و الصندوق الأسود من الحلقة ٢٣ و الأخيرة

إسمحوا لي أن أعترف بأنني تعلمت منكم الكثير و أنا أحترم و أجل أساتذتي و أنتم منهم. كما سرني كثيرا ما قاله الشيخ فايز عن الأخوة السلفيين و المشهورين “بالمَدَاخِلة”. دعوني أكمل فكرة الشيخ فايز الرائعه و اُلخِّص و أقول:

أرجوا من الجماعات الإسلامية (كالمداخلة) و التي تتحلى بالحكمة و تتعامل باللين عند الإختلاف مع ولاة الأمر أن يفعلوا ذلك مع جميع مخالفيهم. كما أرجوا من الفرق الإسلامية التي تتحلى بالحكمة و تتعامل بالرفق و اللين مع كل الفرق و الجماعات الإسلامية المخالفة أن تفعل ذلك مع ولاة الأمور

خطاب الشيخ فايز الكندري عقلاني و حكيم في حين قراراته كلها تتسم بالشدة. فعند كل مفترق طريق، أجده يختار أصعب الخيرين و الشرين، بدءً باختياره لأفغانستان كمكان لتنفيذ عمله الخيري و كذلك إصراره على الحضور شخصيا و الإشراف على حسن سير تلك الأعمال الخيرية دون أن يبالي بالأوضاع السياسية الملتهبة و الصراعات الدموية القائمة بين الجماعات الإسلامية و الفرق الطائفية المتناحرة و المخاطر التي تنتظر كل من يطئ قدمه تلك البقعة المفتونه. لعل قراراته الصعبة هي التي إنتهت به الى معتقل غوانتناموا البشع و بقائه هناك ١٤ سنة. لو تصرف الرسول صلى الله عليه و سلم كما تصرف فايز الكندري- حفظه الله – لانتهى الاسلام في مهده، و لكنه عليه الصلاة و السلام تصرف بالإعتدال و الحكمة و الرحمة و المتمثلة في منهجه الذي لخصه في روايات كثيرة و منها:

و عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه و سلم، يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه و سلم، فلما أخبروا كأنهم تقالوها و قالوا‏:‏ أين نحن من النبي صلى الله عليه و سلم قد غفر الله له تقدم من ذنبه و ما تأخر‏.‏ قال أحدهم‏:‏ أما أنا فأصلي الليل أبداً و قال الآخر‏:‏ و أنا أصوم الدهر أبداً و لا أفطر، و قال الآخر‏:‏ و أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً، فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم إليهم فقال‏:‏ ‏ “‏أنتم الذين قلتم كذا و كذا‏؟‏‏!‏ أما و الله إني لأخشاكم لله و أتقاكم له لكني أصوم و أفطر، و أصلي و أرقد، و أتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني‏”‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏

أشكر الاخ عمار و الشيخ فايز على هذه الحلقات الرائعه، و أسال الله لهما و للقائمين على البرنامج و المعتقلين و لي و لكم جميعا الهداية و خير الدنيا و الآخرةو أترككم الآن مع ملاحظات لي على بعض الحلقات

الحلقة ١٣

في هذه الحلقة، تحدث الاخ فايز عن تفنن الأمريكيين بالحرب النفسية من خلال عرضهم صور للشيخ السديس و غيره من المشايخ على المعتقلين من خلال شاشات مرئية كنماذج للشيوخ المعتدلين. فعلق احد المشاهدين على هذه الحلقة قائلا:

“الآن هل عرفت سبب حب الامريكان للسديس؟ هل بطل العجب ام لا؟”

عجبت من تعليقه و أجبته قائلا:

الامريكان الذين حاولوا أن يخدعوا و يفتنوا فايز الكندري عندما قالوا له أنهم يأسرون الامام أحمد بن حنبل – رحمه الله – و أن الإمام أحمد إعترف بجرائم فايز الكندري و إنتمائه لطالبان و تنظيم القاعدة، هم نفس الامريكان الذين أرادوا أن يخدعوا و يفتنوا فايز بعرض صور الشيخ سديس حفظه الله

العجيب أن الأمريكان فشلوا أن يفتنوا الاخ فايز و هو معتقل و لكنهم نجحوا أن يفتنوك بعد سنين طويلة و أنت خارج المعتقل و لمجرد إستماعك للروياه

فايز الكندري كان سجينا جسدا الا إنه كان حر الفكر و كيس فطن. في حين أنت أخي الكريم حر طليق جسدا و لكن عقلك أسير الظنون

الحلقة ١٧

أتفق مع الأخ فايز الكندري بأن الحكم يجب أن يكون على الافعال و المناهج و ليس على الشخصيات. فقد أمدح فعلا لشخص و أذم أفعاله الأخرى.

و لكن أتساءل عندما يقول الأخ فايز أن الأمة لا تستحق النصرة لأنها تتناقض و تنتقد التكفير في حين أنها لا تبالي و تسكت و تتفهم و تبرر دعس الامريكي على العناق هنا و هناك. سؤالي للشيخ فايز هو:

من يرضى و يبرر إنتهاكات أمريكا أو غيرها؟ هل يقصد و يعتبر عجزنا بالرد على تلك الانتكاهات سكوتاً و موافقة و تفهم لكل ما تقترفه أمريكا؟

يبدوا لي انه نسي بأن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يمر بالمعتقلين المسلمين و الكفار يدوسونهم و يذيقونهم شر العذاب و يكتفي عليه الصلاة و السلام بقوله لهم: إصبروا يا آل ياسر فإن موعدكم الجنه. هل يجرؤ أحد أن يتهم الرسول صلى الله عليه و سلم بالخنوع أو التناقض بسبب موقفه هذا؟ طبعا لا، لأن الله نصرهم بصبرهم و لو بعد حين

الحلقة ١٩

الفانوس الذي صنعه المعتقلين و أهدوه للمحامي الأمريكي المخلص “باري” يعبر بكل جمال عن الآية الكريمة ٨ من سورة المائدة

(یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ كُونُوا۟ قَوَّ ٰ⁠مِینَ لِلَّهِ شُهَدَاۤءَ بِٱلۡقِسۡطِۖ وَلَا یَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنَـَٔانُ قَوۡمٍ عَلَىٰۤ أَلَّا تَعۡدِلُوا۟ۚ ٱعۡدِلُوا۟ هُوَ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِیرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ). لفتة رائعه من المعتقلين جزاهم الله خير

جميل حوار عمار و فايز عن الربيع العربي، و أميل لراي الشيخ فايز بأن الثورات كانت مسيرة من قبل الغرب. نحن الآن تتوفر لدينا الكثير من الادلة التي تفيد بأن قيادات الثورة و خاصة الاخوان المسلمين كانت تنسق سراً مع الأمريكان و الغرب منذ عهد بوش و تخطط و تدرب الشباب للربيع العربي و إفشال الدول

الربيع العربي كان في الظاهر يهدف الى الإطاحة بالأنظمة الديكتاتورية و نشر الحريات في حين الحقيقة إنه كان يهدف للإطاحة بالدول و إفشالها (و شتان بين النظام و الدولة) و نشر الفوضى بتمكين المليشيات منها

و لكن الاخ عمار سأل سؤال جميلا. سأل هل يجوز إتهام الشعوب بالسذاجة لدعمها الربيع العربي في ٢٠١١؟

أقول نعم، فقد كنت من الشعوب و لكني كنت أعلم من تجربتي بالثورة الإيرانية سنة ١٩٧٩ بأن الأنظمة الغربية لا تساعدنا من أجل الحرية و إنما لدمارنا و زعزعة إستقرارنا. فايران أيضا تحكمها المليشيات الى الآن و الشعب الإيراني مضطهد و معدوم و مسجون و يتم قمعهم و تعذيبهم و إعدامهم. هؤلاء أتوا الى الحكم بدعم غربي و أمريكي.  كذلك العراق من بعد إسقاط صدام، تحكمها المليشيات و الدمار في المنظومة العلمية و الصحية و الأمنية. الاعتقالات ما زالت مستمرة و الاغتيالات و قتل المتظاهرين و الفساد و التطهير العرقي و الطائفي. التجربة الإيرانية و العراقية كانتا بمباركة غربية و أمريكيه بحجة دعم حريات الشعوب و نشر الديمقراطية. هذه التجارب تكفي أن نستنتج بأن التنسيق مع الغرب سذاجة و الإعتقاد بأننا أذكى منهم غباء سياسي و واقع بشع

لذا، رغم إتفاقي مع الاخ فايز بأن الربيع العربي كان مسيراً أمريكياً و ليس مخيراً، الا أنني أختلف معه في أنني لم أفرح مثله عندما سقط الرئيس المصري حسني مبارك و إن كان دكتاتورا كما أنني لم أفرح لسقوط صدام

الحلقة ٢٠

يسال مستشار أوباما الاخ فايز أثناء التحقيق: ماذا تقول في من يقطعون الرؤوس بالسكاكين؟ فيجيبه الاخ فايز على سؤاله و يزيد قائلاً:

الاسلام يحرم قطع الروؤس بالسكاكين كما إنه يحرم قتل الأبرياء بصواريخ توماهوك الأمريكية!!!

فيبتسم المستشار و يرفض إطلاق سراح الاخ فايز

الاخ فايز مُصِر أن يناكف و يستفز الظالم و نسي أن الله جل جلاله أوصى نبيه موسى عليه الصلاة و السلام و أخاه هارون عليه السلام أن لا يستفزا فرعون كما في الآية ٤٤ من سورة طه (فَقُولَا لَهُۥ قَوۡلࣰا لَّیِّنࣰا لَّعَلَّهُۥ یَتَذَكَّرُ أَوۡ یَخۡشَىٰ). فما لي أراك يا أخ فايز أكثر ملكية من ملك الملوك؟!!!

إن شئت، إقرأ قوله تعالى في سورة النحل الآية ١٠٦ ( مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ).

و في السنة، أَخَذَ الْمُشْرِكُونَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ فَلَمْ يَتْرُكُوهُ حَتَّى سَبَّ النَّبِىَّ – صلى الله عليه وسلم – وَذَكَرَ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ، ثُمَّ تَرَكُوهُ. فَلَمَّا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ:  مَا وَرَاءَكَ؟. قَالَ: شَرٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ مَا تُرِكْتُ حَتَّى نِلْتُ مِنْكَ، وَذَكَرْتُ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ؟! قَالَ:  كَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ؟. قَالَ: مُطْمَئِنًا بِالإِيمَانِ. قَالَ:  إِنْ عَادُوا فَعُدْ”

لماذا يصر الأخ فايز أن لا يأخذ بكل هذه الرخص و هو أعلم مني بها؟ لماذا يحمل أسرته و شعبه و حكومته ما لا يطيقون؟

إن الله و رسوله صلى الله عليه و سلم رخصوا لعمار رضي الله عنه أن يقول بالكفر للنجاة بنفسه، فما بال الاخ فايز يصر أن يستفز و يذكر الامريكان بصواريخهم التوماهوك و كأنه يبرر قطع القاعدة لرؤوس مخالفيها بالسكين؟!!

لماذا يا أخ فايز انت أكثر ملكية من ملك الملوك؟!!!

لا يمكنني أن أنهي هذه المقالة دون أن أُذَكِّر نفسي بما قاله الشيخ فايز الكندري في إحدى حلقات الصندوق الأسود واصفاً حال أنصار القاعدة في أفغانستان “بأفراد جمعتهم الروايات”. أقول، مع إختلافي مع القاعدة إلا أنني أعتبر تلك الثلة التي كانت تجتمع من أجل الآخرة، كانت أنضف و أنقى سريرة من الجماعات الإسلامية الحالية و التي تجتمع من أجل الدنيا و المال و الجاه و الطائفية البغيضة. مع الأسف، المعارضة لدينا في تدهور مستمر 

أدعوا الله أن يثيبك خيراً على إبتلائك و أن يهدينا جميعا لما فيه خيرنا 

يا مغيث 

و الآن، هيا معا الى الحلقة الأولى من هذه السلسة الذهبية: 

 

 

مجدي خليل و فساد المؤسسات الكنسية
×
9 June 2021

يا مغيث!

يبدوا لي أن الاستاذ مجدي خليل يؤيد الوحشية أو الابادة الجماعية للأقوام المجاورة (رجالاً و نساءً و أطفالاً و شيوخاً) و سلب ممتلكاتهم و ثرواتهم!

ففي  الدقيقة (٢:٢٠) الى (٢:٣٠) يقول الاستاذ مجدي خليل:

“إن فساد المؤسسات الكنسية عبر التاريخ هو فساد شخوص (أشخاص) و ليس نصوص، عكس الإسلام”!!!

الحقيقة، لن يقول هذا الا متوحش أو جاهل بالنصوص، و أقدم اليكم الأدلة التالية:

أولا، ما يدل بوضوح على جهل الاستاذ مجدي خليل بالنصوص المسيحية و خطابه الطائفي (و قد يدل أيضا على وحشيته) هو إعتباره النص التالي من الانجيل (العهد القديم) طاهر و غير فاسد، علماً بأن النص يدعوا الى الابادة الجماعية للأقوام المجاورة و بأن لا يَسْتَبقَوا منها نسمة ما (رجالاً و نساءً و أطفالاً و شيوخاً) و سلب ممتلكاتهم و ثرواتهم:

نص سفر التثنية (١٠ الى ١٦):

10 «حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِكَيْ تُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا إِلَى الصُّلْحِ،

11 فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلَى الصُّلْحِ وَفَتَحَتْ لَكَ، فَكُلُّ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لَكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لَكَ.

12 وَإِنْ لَمْ تُسَالِمْكَ، بَلْ عَمِلَتْ مَعَكَ حَرْبًا، فَحَاصِرْهَا.

13 وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ.

14 وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ، كُلُّ غَنِيمَتِهَا، فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ، وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ.

15 هكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ الْمُدُنِ الْبَعِيدَةِ مِنْكَ جِدًّا الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ مُدُنِ هؤُلاَءِ الأُمَمِ هُنَا 

16 وَأَمَّا مُدُنُ هؤُلاَءِ الشُّعُوبِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا فَلاَ تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَّا”

ثانيا، ما يدل أيضا على جهل الاستاذ مجدي خليل بالنصوص الإنجيليه و القرآنية و كونه طائفياً هي الدراسة التي نشرتها الاندپندنت و التي تأكد أن نصوص الإنجيل (العهد الجديد) أكثر ذكراً للعنف و الدمار و الإرهاب مقارنة بالقرآن الكريم بنسبة (٢.٨%) في حين نصوص الإنجيل (العهد القديم) أكثرهم ذكراً للعنف و الدمار و الإرهاب. أرجوا الاطلاع على الرابط التالي

https://www.independent.co.uk/arts-entertainment/books/violence-more-common-bible-quran-text-analysis-reveals-a6863381.html

ثالثا، ما يدل أيضا على جهل الاستاذ مجدي خليل بالنصوص القرآنية أو كونه طائفياً هو أن القرآن، و الذي يتهمه الاستاذ مجدي خليل بفساد نصوصه، يتفق معه في تصنيفه المؤسسات الكنسية بالفساد. فالاية التالية تخبر عن فساد المؤسسات الكنسية:

(۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِنَّ كَثِیرࣰا مِّنَ ٱلۡأَحۡبَارِ وَٱلرُّهۡبَانِ لَیَأۡكُلُونَ أَمۡوَ ٰ⁠لَ ٱلنَّاسِ بِٱلۡبَـٰطِلِ وَیَصُدُّونَ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِۗ وَٱلَّذِینَ یَكۡنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلۡفِضَّةَ وَلَا یُنفِقُونَهَا فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ فَبَشِّرۡهُم بِعَذَابٍ أَلِیمࣲ) سورة التوبة الآية ٣٤

أما في الدقيقة ٢٠:٤٠، يدعوا الاستاذ مجدي خليل و بكل فخر الناس للعصيان المدني إذا أجبروا على طاعة غير الله عندما يذكر:

“رفض المسيحيون الأوائل أن يدعوا قيصر نفسه رباً (القيصر الروماني) رفضوا هكذا و رفضوا السجود له (عصيان مدني) المسيحيون الأوائل عملوا عصيان مدني على الدولة الرومانية (نرفض أن نسجد لقيصر). طلب الأمر الإمبراطوري أن الجميع يسجدون فقال المسيحيون الأوائل (لن نسجد، ينبغي أن يطاع الله لا الناس)”

و هنا أسأل، بناءً على ما سبق ذكره، هل يرضى الاستاذ مجدي خليل أن يقوم الملتزمين من الغير مسيحيين و المسيحين اليوم بالعصيان المدني في البلدان الغربية كلما طلب منهم الحاكم الغربي أن يخالفوا معتقداتهم الدينية؟

في النهاية، أتساءل: أين شعارات “دقة المعلومات، عمق التحليل و إستقلالية الطرح مع وضوح الرؤيا” و التي يرفعها الاستاذ مجدي خليل؟

عدى ذلك، إستمتعت بالتسجيل و إستفدت كثيرا. 

شكراً

مجدي خليل و سياسات الأمير محمد بن سلمان
×
7 June 2021

الغرب الصليبي يستفز سفهائنا ليخرجوا أسوء ما فينا، ثم يقولون لنا هذا أنتم! لا يا عزيزي، هذا ليس نحن و لكن هذا ما تريدونه انتم

سلفنا أقاموا أعظم حضارة عرفها التاريخ و بإعتراف حكمائكم، عندما كان سلفكم يغرق الغرب في ظلمة الصليبية 

بعد سقوط الخلافة العثمانية، لو تحلى الغرب بالثقة بالنفس و تعامل مع الشرق الأوسط بالمصداقية بدل عن المؤامرات، لكسبتم ود الشرق و قلوبهم و ربما أكثر. و لكن، كيف لفاقد الشيء أن يعطيه؟ 

لم تفهموا بعد المشكلة أو العلة، و خطابكم الطائفي يضر و لا ينفع و يزيد التطرف تطرفاً، فقل خيراً رحمك الله أو أصمت

دعوا الاميران محمد بن زايد و محمد بن سلمان (و ليس سليمان) حفظهما الله يكملا مسيرتهما النيرة و يصلحا ما افسدته سياسات الغرب الصليبية

 

يا مغيث

 

 

مجدي خليل و الحرب بين حماس و إسرائيل
×
6 June 2021

يقول الاستاذ مجدي خليل (قبطي) و هو ناشط حقوق إنسان و محلل سياسي مصري مقيم في الولايات المتحدة منذ منتصف التسعينات، و يدير منتدى الشرق الأوسط للحريات هناك في أمريكا:

بدأت الحرب بين حماس و إسرائيل في ١٠ من مايو ٢٠٢١ و إستمرت (١١) يوما. يصعب تحديد المنتصر في حرب بين جيش و مليشيات تختبؤ عناصرها بين المدنيين، فقواعد الحرب مختلفة لدى الطرفين و المقارنة غير صحيحة، إلا اذا دخل الجيش بيتا بيتا و هذا بالطبع سيوقع الكثير من الضحايا بين المدنيين

الصواريخ:

حماس أطلقت سيل من الصواريخ تقدر عددها بحوالي (٤٣٦٠) صاروخا، (٧٨%) منها سقطت على إسرائيل. نظام القبه الحديده الاسرائيلية أسقطت (٩٠%) من هذا السيل، و هي نسبة جيدة، و إسرائيل الآن بصدد تقوية النظام و التحسين من كفاءتها

(١٦%) أو ما يعادل (٦٨٠) من صواريخ حماس سقطت على غزة نفسها، و البقية (٧%) سقطت في البحر أو على مناطق السلطة الفلسطينية

القتلى:

الروايات متضاربة. بحسب حماس، سقط (٢٨٧) قتيل في غزة. إسرائيل تقول أن (٨٠%) من من سقطوا في غزة هم من مقاتلي حماس و الجهاد الإسلامي، بينما حماس تقول أن (٦٩) طفلا و (٤٠) إمرأة و (١٧) مسنا كانوا من ضمن الضحايا

أما ما هو مؤكد و دقيق هو وقوع (١٣) قتيلا في إسرائيل، منهم (٣) أجانب و (٢) من عرب إسرائيل و (٨) يهود إسرائيلين بينهم جندي واحد. أي أن كل (٣٣٥) صاروخا من حماس أسقطت ضحية واحدة في إسرائيل

وقف النار:

بعد الاتفاق على وقف النار، خرجت الجماهير الفلسطينية في غزة تحتفل بالنصر و هنأ خامنئي الفلسطينيين بالنصر العظيم. كما خرج إسماعيل هنية في قطر يبارك للانتصار الرباني، مثلما أعلن حسن نصر الله في ٢٠٠٦ بالنصر الالهي، رغم أنه و في لحظة صدق أكد أنه لو علم بحجم الدمار الذي ستسببه الحرب لما بدأها، و لعل لبنان اليوم تعاني من أثر دمار حرب ٢٠٠٦

الاحتفال بالهزائم أصبحت عادة عربية من أيام جمال عبدالناصر عندما إحتفل بهزيمته و الدمار الذي لحق بمصر في حرب ١٩٦٧، علما بأن أمريكا هي التي أخرجت الدول المعتدية من مصر و ليس عبدالناصر. و أيضا، إعلان صدام بانتصاره في أم المعارك على الامريكان. يبدوا أن مفهوم الانتصار هو أن يبقى القائد أو التنظيم حيا، و كل عنصر في المنظومة يبقى حياً يعتبر نفسه منتصرا

و العجيب أن حماس تعتبر تقييم الاسرائيلين لنتائج الحرب إعترافا منهم بهزيمتهم، رغم أن الاسرائيلين يقومون بما تفعله الانظمة الديمقراطية، في حين حماس لم تقم بتقييم نتائج الحرب، بل إنشغلت في جني المكاسب السياسية و المالية

في هذه الحرب، حماس لم تكن تكترث لوقوع الضحايا من المدنيين الاسرائيلين أو الفلسطينيين. حماس كانت تهدف الى قتل أكبر عدد من الاسرائيلين (بالذات اليهود) و هي غير معنيه بوقوع ضحايا من الفلسطينيين. شهدت العالم كيف أن إسرائيل، تحت ضغوط دولية، كانت تتوخى أعلى درجات الحذر للتقليل من إصابة المدنيين الفلسطينيين في حين حماس كانت تبذل كل طاقتها لإصابة أكبر عدد من المدنيين الاسرائيلين. فالكل يعلم أن كان باستطاعة الاسرائيلين أن يسقطوا آلاف الضحايا من المدنيين الفلسطينيين

“شهدائنا في الجنة و قتلاكم في النار” عبارة يسيء استغلالها الاسلاميين لتبرير أجنداتهم الانتحارية. هؤلاء الانتحاريون شعارهم و رسائلهم لإسرائيل هي “إما ننهيكم أو تنهوننا”، و بمثل هذا العنف و التخوين يتعاملون مع المسلمين الذين يرفعون شعارات مخالفة و غير إنتحارية

الأكراد أيضا شجعان و يطالبون بالاستقلال. الأكراد و الفلسطينيين حصلوا على الحكم الذاتي في نفس الوقت تقريبا، و لكن أنظر أين كردستان اليوم و أين غزة أو ما تبقى من فلسطين. الفرق أن الأكراد ليسوا إنتحاريين

المكاسب:

حماس، و ليس الفلسطينيين، حققت مكاسب كمنظمة سياسية، و الايام ستثبت مدى نجاحها بذلك. فمن مكاسبها:

١- أضعفت السلطة الفلسطينية مؤقتا

٢- شيطنت الحلول السلمية عندما أعلن يحيى السنوار مؤخرا بوجوب القضاء على إسرائيل

٣- أنعشت محور المقاومة (إيران) بعد تراجع مصداقيتها شعبيا في العراق و لبنان و غيرها من الدول الإسلامية و ذلك عندما خرج إسماعيل هنية يشكر إيران

٤- أنعشت الاسلام السياسي السني بعد تراجع حضور الاخوان المسلمين في المنطقة و ذلك عندما خرج يحيى السنوار ينادي نحن حماس و نحن الإخوان المسلمين

٥- ضرب محور التطبيع متمثلة في الامارات و المملكه العربيه السعوديه

٦- تنفيذ طلبات و أوامر و أجندات داعميها و مموليها كايران و غيرها

٧- الهروب للامام من معاناة الفلسطينيين في غزة

٨- كتم أصوات المعارضة في غزة بحجة الحرب

٩- جمع الأموال، فقطر ساهمت بنصف مليار دولار و مصر (بالنيابة عن الامارات) ساهمت بنصف مليار دولار، كما أن أمريكا ساهمت ب أكثر من ٣٠٠ مليون دولار

١٠- إبتزاز الأمهات عاطفيا بالقبول و الفرح لسقوط أحبابهم شهداء

١١- و المكسب الاخير هو إنعاش القضية الفلسطينية جزئيا و هذا هو المكسب الفلسطيني الوحيد و الذي دفع الفلسطينيين له ثمناً باهظ جدا

أما المكاسب الاسرائيلية فهي:

١- إضعاف حماس مع الحرص على عدم القضاء عليها، فحماس تشكل خطر على إسرائيل و لكنها لا تشكل تهديدا وجوديا على إسرائيل و يمكن التعامل معها في حين القضاء عليها نهائيا ستوجد فراغا قد يشكل خطر أكبر على إسرائيل

٢- إعادة حماس عدة سنوات عسكريا للوراء

٣- تقييم مدى تطور قدرات حماس العسكرية كمَّاً و نوعاً

٤- قتل أكبر عدد ممكن من مقاتلي حماس و جهاد، و إسرائيل تدعي قتل (١٣٠) منهم و أن (٨٠%) من قتلى الفلسطينيين من قوات حماس و الجهاد. على كل حال، لم تنجح إسرائيل بشكل كبير في هذا الصدد

٥- تقييم الموقف من عرب ٤٨ و هم يشكلون (٢٠%) من سكان إسرائيل. تعتبر الحكومة الاسرائيلية هؤلاء كقنبلة داخلية و يتم دراستها كمخاطر يجب التعامل معها إستراتيجيا

٦- المزيد من التضييق في حصار غزة

٧- المزيد من المراقبة الاسرائيلية للمساعدات و الاموال القادمة و فقدان حماس السيطرة على إدارة الأموال

٨- و المكسب الاخير هو تقييم خيار القضاء التام على حركة حماس دون إثارة الرأي العام و الدولي

الفائزون و الخاسرون:

١- مصر مستفيدة بقوة، فقد أخذت دورا كبيرا كوسيط للسلام، أو بالاحرى كسمسار سلام تستفيد من الصراع

٢- السيسي مستفيد بقوة، فقد تم تعزيز شرعيته في الغرب كوسيط مهم في المنطقة بعد أن كان يكسب شرعيته لدى الغرب بصفقات الاسلحه. و يكفي أن الرئيس الأمريكي بايدن تواصل معه مرتين بعد أن كان يرفض محادثته

٣-  الاسلامين في مصر إستفادوا و علت خطاباتهم مجددا بعد صمت طويل و هم يقومون باعادة شحن الشارع المصري بالشعارات و الخطابات العاطفية

٤- استفادت حماس تنظيميا و فازت في فلسطين و فازت على الفلسطينيين و ليس على إسرائيل

٥- إيران إستفادت بشكل كبير و أحكمت قبضتها على المنظمات الإسلامية في غزة و فلسطين

٦- أمريكا خسرت و رجعت إلى مستنقع الشرق الأوسط و دفعت (٣٤٠) مليون دولار للسلطة الفلسطينية و دعمت الاسرائيلين

٧- محمود عباس خسر و قلت شعبيته بين الفلسطينيين، و السلطة الفلسطينية متهمة بالفساد و تدنت شعبيتها في إستطلاع أخير الى ما دون (١٤%)

٨- الاردن إستفادت شيئا ما لإهتمام أمريكا مجددا بالقضية الفلسطينية و إعتمادها على الاردن جزئيا في إدارة هذا الملف. و من جهة أخرى، الاردن خاسرة لارتباطها بالسلطة الفلسطينية و قطع علاقتها بحماس منذ ١٩٩٩

٩- إسرائيل إستفادت في إضعاف حماس جزئيا، إذ منعتها الضغوط الدولية من تحقيق مكاسب أضخم

١٠- خسرت حماس و الاخوان المسلمين و محور المقاومة عندما فشلوا أن يشيطنوا تيار التطبيع مع إسرائيل و المتمثلة في الامارات و السعودية و اللتان إستفادتا بوقوف شعوبها معهما. فلم تنجح الحرب في تهييج الشارع ضد الامارات و المملكه العربيه السعوديه، فالخليجيون فهموا عقلية التنظيمات الفلسطينية فأدانوها و لم ينقلبوا على قادتهم و عرفوا أن حماس تحارب لصالح إيران. يبقى أن نرى أثر الحرب على تبطيئ عملية التطبيع مع إسرائيل

الخلاصة:

في الحرب الاخيرة، إنتصرت حماس على الشعب الفلسطينيي كما إنتصر حزب الله على الشعب اللبناني في حرب ٢٠٠٦. فبعد (١٥) سنة، لم تنطلق رصاصة من حزب الله إتجاه إسرائيل من لبنان و إستحكمت حزب الله سيطرتها على لبنان التي أصبحت اليوم دولة مدمرة و فاشلة تماما. و حماس أيضا إنتصرت على الفلسطينيين و ستتحكم فيهم و تزيدهم خرابا و فشلا. إنه إنتصار الخراب

و الان:

إسرائيل متحفزة و تنتظر ضربة جديدة من حماس لتشن حملتها الشاملة و المد