Logo_Header
bg
Nuclear personality before nuclear plant i don't charge for being fair
HAPPY SUPPLIER +
HAPPY OWNER =
SUCCESSFUL PROJECT
المُحتَسِب
16 August 2020

اهتم المحتسبون في الحضارة الإسلامية بكل ما ينفع المسلمين، وأُلِّفت المصنفات العديدة في ذلك، و اهتمّت ببعض التفاصيل التي قد لا يتنبه إليها أحدٌ. فهذا ضياء الدين بن الإخوة في سنة 729 هجرية يذكر مجموعة من الإرشادات العامة التي يجب للمحتسب أن يُطَبِّقها، ولا نجد أحدًا قد سبقه إلى هذا المعنى. ففي حديثه في الحسبة على الفرَّانين والخبازين يقول: ينبغي أن يأمرهم المحتسب برفع سقائف أفرانهم، ويجعل في سقوفها منافس واسعةً للدُّخان، و يأمرهم بكنس بيت النَّار في كلِّ تعميرةٍ وغسل المعاجن، و تنظيفها، و يتَّخذ لها أبراشًا، كلُّ برشٍ عليه عودان مصلَّبان لكلِّ معجنةٍ، و لا يعجن العجَّان بقدميه، و لا بركبتيه، و لا بمرفقيه، لأنَّ في ذلك مهانةً للطَّعام، و ربَّما قُطِّر في العجين شيءٌ من عرق إبطيه، أو بدنه، و لا يعجن إلاَّ و عليه مِلْعَبةٌ ضيِّقة الكمَّين، ويكون مُلثَّمًا أيضًا. لأنَّه ربَّما عطس، أو تكلَّم فقطر شيءٌ من بصاقه، أو مخاطه في العجين، و يشدُّ على جبينه عصابةً بيضاء لئلاَّ يعرق فيقطر منه شيءٌ، و يحلق شعر ذراعيه لئلاَّ يسقط منه شيءٌ في العجين، و إذا عجن في النَّهار فليكن عنده إنسانٌ على يده مذبَّةٌ يطرد عنه الذُّباب

للأسف الشديد هذه الإرشادات مفتقَدَة في كثير من الخدمات والمنافع العامة في معظم البلدان الإسلامية في واقعنا المعيش، بل أصبحنا نستورد فنون النظافة و "الإتيكيت" من الأوربيين و الغربيين، و نسينا أو جهلنا أن الحضارة الإسلامية قد نبَّهت على ضرورة وجود المعايير الأمنية للمحافظة على صحة المسلم

و رأى الخليفة المأمون محتسبًا غليظًا، قال له: يا هذا، إنَّ الله أرسل من هو خيرٌ منك لمن هو شرٌّ منِّي؛ فقال لموسى وهارون: فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى. طه 44

https://islamstory.com/ar/artical/23508/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%AA%D8%B3%D8%A8-%D9%88%D8%AF%D9%88%D8%B1%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A

 

2 Arabs
4 Muslims
6 بالعربية
bg
Logo_Header
The latest articles
المُحتَسِب
16 August 2020

اهتم المحتسبون في الحضارة الإسلامية بكل ما ينفع المسلمين، وأُلِّفت المصنفات العديدة في ذلك، و اهتمّت ببعض التفاصيل التي قد لا يتنبه إليها أحدٌ. فهذا ضياء الدين بن الإخوة في سنة 729 هجرية يذكر مجموعة من الإرشادات العامة التي يجب للمحتسب أن يُطَبِّقها، ولا نجد أحدًا قد سبقه إلى هذا المعنى. ففي حديثه في الحسبة على الفرَّانين والخبازين يقول: ينبغي أن يأمرهم المحتسب برفع سقائف أفرانهم، ويجعل في سقوفها منافس واسعةً للدُّخان، و يأمرهم بكنس بيت النَّار في كلِّ تعميرةٍ وغسل المعاجن، و تنظيفها، و يتَّخذ لها أبراشًا، كلُّ برشٍ عليه عودان مصلَّبان لكلِّ معجنةٍ، و لا يعجن العجَّان بقدميه، و لا بركبتيه، و لا بمرفقيه، لأنَّ في ذلك مهانةً للطَّعام، و ربَّما قُطِّر في العجين شيءٌ من عرق إبطيه، أو بدنه، و لا يعجن إلاَّ و عليه مِلْعَبةٌ ضيِّقة الكمَّين، ويكون مُلثَّمًا أيضًا. لأنَّه ربَّما عطس، أو تكلَّم فقطر شيءٌ من بصاقه، أو مخاطه في العجين، و يشدُّ على جبينه عصابةً بيضاء لئلاَّ يعرق فيقطر منه شيءٌ، و يحلق شعر ذراعيه لئلاَّ يسقط منه شيءٌ في العجين، و إذا عجن في النَّهار فليكن عنده إنسانٌ على يده مذبَّةٌ يطرد عنه الذُّباب

للأسف الشديد هذه الإرشادات مفتقَدَة في كثير من الخدمات والمنافع العامة في معظم البلدان الإسلامية في واقعنا المعيش، بل أصبحنا نستورد فنون النظافة و "الإتيكيت" من الأوربيين و الغربيين، و نسينا أو جهلنا أن الحضارة الإسلامية قد نبَّهت على ضرورة وجود المعايير الأمنية للمحافظة على صحة المسلم

و رأى الخليفة المأمون محتسبًا غليظًا، قال له: يا هذا، إنَّ الله أرسل من هو خيرٌ منك لمن هو شرٌّ منِّي؛ فقال لموسى وهارون: فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى. طه 44

https://islamstory.com/ar/artical/23508/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%AA%D8%B3%D8%A8-%D9%88%D8%AF%D9%88%D8%B1%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A

 

URL copied to clipboard!