Logo_Header
bg
Nuclear personality before nuclear plant i don't charge for being fair
HAPPY SUPPLIER +
HAPPY OWNER =
SUCCESSFUL PROJECT
الصندوق الأسود و فايق الشيخ علي
21 June 2021

إسمحوا لي أن أبدا رحلتي مع الاستاذ فايق الشيخ علي و الصندوق الأسود من الحلقة ٤٦ و الأخيرة.  

الانتحار هو الخيار الاسهل و خيار من يخشى مواجهة العواقب. لذا، رحل صدام حسين -رحمه الله- و لم ينتحر و بقى بعد ٢٠٠٣ ليقود جمع كبير من العراقيين و يمثل غالبية العرب و المسلمين. لم يترك أنصاره و لم يخذلهم، لذا لم ينتحر و لم يهرب. رحل صدام واقفا و هو يدرك أن عدوه الوهمي عراقي و إيراني، في حين عدوه الحقيقي غربي. رحل مبتسما، فازداد شعبية في العالم و أصبح رمزا للعراق و العروبه و كابوساً للغرب. 

تعلمت الكثير من هذه الرواية العراقية الحزينه، و أنا أحترم و أجل أساتذتي و الاستاذ فايق و عمار أصبحا منهم. أشكرهما على هذه الحلقات الرائعه و المهمة، و أسال الله لهما و للقائمين على البرنامج و أهلنا في العراق و لي و لكم جميعا الهداية و خير الدنيا و الآخرة. 

أحببنا العراق بسبب الاستاذ فايق كما أحببنا العراق من قبل بسبب صدام حسين رحمه الله. بكى الاستاذ فايق على العراق و أبكانا معه كما بكى من قبله صدام حسين-رحمه الله- على العراق و أبكانا أيضا معه. حيَّرنا الأستاذ فايق بذكائه و تهوره كما حيرنا صدام حسين -رحمه الله- من قبل بذكائه و تهوره. و لعله لو حكم العراق مثلما فعل صدام حسين رحمه الله لسجن الاستاذ فايق مخالفيه و أذاقهم سوء العذاب من أجل العراق، مثلما يشوي مخالفيه الآن و يذيقهم سوء العذاب بلظى كلماته الناقدة من أجل العراق. 

صدام و فايق وجهان لعملة واحدة و إن إختلفا و تقاتلى، و لعل الآية ٤٧ من سورة الحجر تصف حالهما و نزلت في أمثالهم: 

(وَ نَزَعۡنَا مَا فِی صُدُورِهِم مِّنۡ غِلٍّ إِخۡوَ ٰ⁠نًا عَلَىٰ سُرُرࣲ مُّتَقَـٰبِلِینَ) 

خطاب الاستاذ فايق عقلاني و حكيم في حين أن قراراته كمعارض تتسم أحيانا بالتشدد و التطرف. نجح الأستاذ فايق من خلال برنامج الصندوق الأسود أن يكسب قلوب المشاهدين و إحترامهم و نجح في تبرير مواقفه، إلا أنه عجز عن تبرير موقفين من مواقفه السياسية.

فلم ينجح الاستاذ فايق كثائر و وطني مخلص أن يبرر تهربه من حرب الخليج الأولى بحجة عبثيتها التي كلفت العراق الكثير، رغم أن قرار صدام لمحاربة إيران لم يكن أكثر عبثية و كلفة من قرار فايق بدعم الإحتلال الأمريكي لبلاده بحجة إسقاط نظام صدام و الذي مهد الطريق لسيطرة إيران على العراق و تمكين المليشيات الموالية لايران من مراكز صناعة القرار في العراق. الأستاذ فايق تأخذه العزة بالإثم، فيرفض أن يعترف بقراراته الخاطئه التي أجهزت على الهوية العراقية و إستقلالية العراق.

الاستاذ الفاضل فايق الشيخ علي و غيره ليسوا سوى أعداء صدام الوهميين و سيضلون إخوة لصدام حسين و إن أنكروا و إختلفوا معه، و لكل مجتهد نصيب. 

تحية طيبة للاستاذ فايق و للاستاذ عمار و أهنئهم لنجاح البرنامج بجدارة و أترككم الآن مع ملاحظات لي على بعض الحلقات و إعذروا صراحتي الفائقيه. صوچك أستاذ فايق!

الحلقة ١٧ 

إنها حلقة صعبه و بحاجه الى التأمل، فقد تبين من خلال الطرح الحزين للأستاذ فايق أن "السواد الاعظم!" من العراقيين كانوا يتوقعون أن يجاهد الخليجيين بأنفسهم قبل أموالهم مع العراق دفاعا عن شرعيتهم المهددة من قبل الزحف الإيراني خلال حرب الخليج الأولى، كما فعلنا في اليمن مؤخراً. الأستاذ فايق يبين أن "غالبية!" العراقيين كانوا يعتبرون دعم الدول الخليجية موجه لشخص صدام و نظامه و ليس للعراق أو الشعب العراقي، و أن الأنظمة الخليجيه إستغلت و زجت بالدماء و بالموارد العراقيه في وجه ملالي إيران الطامعين بالخليج من أجل الحفاظ على أمن أنظمتهم. الأستاذ فايق يعتبر هذا الدعم تطبيل لنظام صدام الديكتاتوري و جرم في حق الشعب العراقي المغلوب على أمره. الأستاذ فايق يرى أن هذا الدعم أمد من عمر الحرب التي أدت الى إزهاق المزيد من الأرواح البريئه و تبديد الموارد العراقية، بينما كان الخليجيون ينعمون في بلدانهم بالأمان و التنمية. 

عموما، أعتقد أن الأستاذ فايق يصف حال "معظم الشيعة" و ليس معظم العراقيين، و أتساءل:

١- لماذا لا يرى الاستاذ فايق الخطر الايراني على إستقرار العراق سببا كافياً لمشروعية محاربة إيران و التضحية في سبيل ذلك؟ 

٢- لماذا يعتبر صدام قد أهدر الأرواح و الأموال بمحاربته لايران و قد سمعت الاستاذ فايق مؤخراً يصرح من خلال برنامج آخر بأنه إذا إستلم زمام الحكم في العراق فسيستخدم الجيش العراقي لضرب المليشيات الموالية لايران الى أن ينتهوا أو يهربوا الى ايران؟ ماذا عن الضحايا التي ستقع و الموارد التي ستتبدد جراء تنفيذ هكذا عمليات ضد المليشيات؟ 

٣- ألم يتهم الاستاذ فايق صدام حسين -رحمه الله- طيلة الحلقات بالغباء السياسي و خيانة العراق لمحاربته إيران و إراقته لدماء رجال العراق و ترميله للنساء العراقيات؟ أبعد كل هذا يأتي و يناقض نفسه و ينادي للقتال و قد كان من قبل ينكر ذلك على صدام؟ أحلال عليه تعريض الدماء و الموارد العراقية للخطر و حرام على صدام؟! 

٤- ألا يمكننا أن نستنتج بأن الاستاذ فايق لن يتردد في إستخدام الجيش و إعلان الحرب ضد إيران اذا لزم الامر و من أجل إستقلال العراق؟ لماذا اذاً ينتقد صدام لمحاربته إيران؟ 

٥- ألا يحق للبعثيين و أنصار صدام حسين -رحمه الله- أن يتهموا الاستاذ فايق بالجبن و إفتعاله المصوغات و المبررات لتهربه من القتال بجانب إخوانه على جبهات القتال؟

على العموم، لم تأيد دول الخليج صدام حسين -رحمه الله- في قراره غزو إيران، بل سعت للصلح و بقت على الحياد تتابع المجريات بقلق و لم تتدخل في الحرب. الى أن مضت سنتين من الحرب و إستطاعت القوات الإيرانية أن تحرر أراضيها و أصبحت تنادي بالحرب لإسقاط صدام و نظامه. حينها، تدخلت دول الخليج و وقفت مع العراق و أيدته بالمال و العتاد حرصاً على سيادته، بينما هي مستمرة محلياً و دولياً في سعيها للإصلاح و إنهاء الحرب 

الحلقة ١٨

الاستاذ فايق يرى أن كان الأجدر بالدول الخليجية أن تترك صدام يحارب إيران منفردا، لإجباره على إنهاء الحرب مبكرا. و في سبيل ذلك، واضح أن الأستاذ فايق على إستعداد للمخاطرة بانتصار إيران بالحرب على العراق من أجل التخلص من صدام -رحمه الله- و نظامه البعثي. 

أتساءل: 

١- ألا يعد هذا إنتحاراً سياسيا؟

٢- أليس هذا هو التطرف و الغلو في المعارضة و المراهقة و الأنانية السياسية بعينها و التي تبرر خذلان الوطن بالهروب من الحرب، و خذلان العراق بتعريضه للهزيمة في حربها مع إيران، و خذلان العائلة بتعريضها للهلاك في العراق بينما يهنأُ هو و أسرته بالأمان في الخارج، و خذلان العراق بتعريضه للإحتلال الأمريكي و خذلان السيادة العراقية بدعم حلول سياسية مَكَّنت الإيرانيين من سيادة العراق. كل هذا في سبيل الإطاحة بصدام؟!!! 

علاج من يعاني من القمل هو أن يتم التخلص من القمل بالأدوية، لا أن يضرم النار برأسه أو أن يُقطع رأسه. يا مغيث!!!

شخصيا، لا أستطيع أن الوم صدام لدخوله الحرب ضد نظام في إيران كان يعمل علناً للإطاحة به و إقامة نظام يوالي الولي الفقيه في إيران، و في سبيل ذلك يقوم بادارة عمليات تخريبية داخل العراق، في حين لم نسمع أن صدام قام باعمال تخريبيه داخل إيران قبل إندلاع حرب الخليج الأولى. 

و لكني أعتقد كان الأفضل لصدام، إن أمكن، أن لا يدخل الحرب مع الملالي في إيران و يكتفي بقمع العراقيين الموالين للنظام الإيراني و محاربتهم كما فعل سابقا مع الشيوعيين الموالين للإتحاد السوفيتي، بالإضافة إلى دعم المعارضة الإيرانية في داخل إيران (و هم كثر يومئذ) و تجنيب العراق ويلات الحرب. و صدام كان ضليعا في مثل هكذا حروب إستخباراتيه و التي كان من شأنها حقن الدماء و الحفاظ على موارد العراق خاصة و دول الخليج عامة، و كان الأفضل أن يتفرغ صدام لقيادة مسيرة التنمية في المنطقة. يجب أن نبحث و نرى لماذا آثر صدام حسين -رحمه الله- الحرب مع إيران على قمع المعارضة العراقية الموالية لإيران، و هو خبير في قمع المعارضين؟ 

طبعا، ما زلت أرى تناقضاً في موقف الاستاذ فايق، الذي صرح مؤخرا إنه إذا تسلم زمام الحكم في العراق فسيحارب المليشيات بقسوة و ذلك بالاستعانه بالجيش العراقي. فهكذا مواجهات ستتسبب في إراقة دماء عراقية و ترميل النساء العراقيات كما حدث أثناء الحرب العراقية الإيرانية.

(لا تنه عن خلق و تأتي بمثله، عار عليك إذا فعلت عظيم) أبو الأسود الدؤلي 

يتضح أن دعايات أذناب إيران داخل العراق كانت تبث الريبة بين العراقيين و تشككهم في جدوى الحرب و يبدوا لي أن الاستاذ فايق كان أحد ضحايا تلك الدعايات أو من الذين إستحسنوا تلك الرويات لكي يبرر هروبه عن حرب الخليج الأولى.

الحلقة ١٩ 

العنف الذي مارسه صدام مع المعارضة، بما فيهم حزب الدعوة الموالي للنظام الإيراني و المؤمن بنظرية ولاية الفقيه الإيرانية الخمينيه، كان يمارسه الخميني مع المعارضة الإيرانية في إيران. و لعل لو تمكن آل الحكيم و أنصار حزب الدعوة من الحكم آن ذاك لمارسوا العنف مع معارضيهم في العراق (و هم كثر) إقتداءً بزعيمهم الروحي في إيران. و الدليل أن منذ ٢٠٠٣، العنف و القتل و الاغتيالات الطائفية جارية على يد أنصار الحكيم و حزب الدعوة و المتوغلين في المليشيات الموالية لإيران، و لعلها أشد بكثير من عهد صدام. مع الاسف، في منطقتنا، إن لم تضرب مخالفيك بالحديد و النار فسيقتلعونك. أما شعارات المعارضة التحررية فهي مؤقتة، في حين أفعالهم القمعية هي الدائمة.   

و من المؤسف جدا، وقوع بعض الضحايا من عائلات الناشطين و خاصة الصغار على يد النظام البعثي في العراق. و لكن، هذا يحدث أيضا في إيران منذ تولي الخميني زمام الأمور في سنة ١٩٧٩ و يحدث الآن في العراق منذ التحرير في سنة ٢٠٠٣ و بشكل أبشع. أعني، لو تمكن أهالي تلك الضحايا من زمام الأمور لربما إرتكبوا جرائم في حق عائلات معارضيهم كما تفعل إيران (قدوتهم) مع أهالي مخالفيها في إيران. 

ثم إن المعارضة في منطقتنا غالباً تعمل على قلب النظام الحاكم بدعم من قوى أجنبية. هذا المبدء الذي يرتضيه لنا الأجنبي مرفوض في كل الدول الديمقراطية في الغرب. ففي الغرب، التدخل الاجنبي في شؤونهم الداخلية مرفوض جملة و تفصيلاً، و إتهام روسيا مؤخرا بالتدخل في إنتخابات الرئاسة الأمريكية و التحقق رسميا من ذلك مادة معروفة لكل المراقبين للأوضاع في أمريكا و التي كادت أن تعزل الرئيس المنتخب دونالد ترامب من الحكم. فلم نرضى نحن لأنفسنا ما لا يرتضونه هم لأنفسهم؟ 

و الأستاذ فايق صرح في هذا البرنامج و في غيره أنه سيقوم بإعدام كل طائفي و مليشياتي و كل موالِ لجهات أجنبية. هو مقتنع أن هكذا إعدامات مبررة و غيره يعتقد غير ذلك و هكذا. إنها إذاً مسألة قناعات، و لا أعتقد أن صدام أو الخميني أو غيرهم كانوا سيمسون شعرة في رأس أحدٍ أو أهله بسوء إذا عاشو حياتهم و لم يعملوا على قلب أنظمتهم. 

و لا أنسى انني سمعت الاستاذ فايق مؤخرا يقول في إحدى اللقاءات أن الحل الان هو الحوار و الاقناع و ليس الانقلابات. و أكاد أجزم أن صدام و غيره كانوا سيرحبون بهذا الحل. فلماذا لم يحاوروا صدام حسين -رحمه الله- بدلاً من خلعه؟ و لماذا شيطن الأستاذ فايق كل صوت معارض في الخارج نصح بالحوار مع نظام صدام حسين رحمه الله؟

مع الأسف، إنه الكيل بمكيالين!

الحلقة ٢١

مؤسف ما يتعرض له الأطفال و النساء العُزَّل أثناء الصراعات، سواءً تم إستخدام الكيماويات أو البراميل الحارقة (كما يفعل النظام في سوريا و حليفته الإيرانية). و لكن تبين لنا في هذه الحلقة و التي قبلها أن العائلات الكرديه كانت تشارك في الحرب ضد النظام العراقي بمساندة و إيواء المقاتلين الأكراد و بالسماح بالانشطة الإيرانية المعادية للنظام العراقي على الأراضي العراقية (الكرديه و الشيعية). و عليه، تتحمل المعارضة الكرديه و الشيعية جزء من المسؤولية، إن لم يكن الجزء الأكبر من المسؤولية، لإقحامها العائلات في الصراعات و تعريضها الجماهير الكرديه و الشيعية الداعمة للمعارضة للخطر. 

لذا، أتفهم فكرة ضرب النظام العراقي الأكراد و غيرهم و لكن أتسال: 

١- الم يملك النظام العراقي خيرات أخرى للدفاع عن حقوقه الشرعية في الحفاظ على النظام غير القتل الجماعي و بإستخدام الأسلحة الكيماويه؟ 

٢- ألم تكن هناك وسائل أخرى للقمع تحفظ بها أرواح الأطفال و النساء و كل من هو غير نظامي؟ 

٣- و إذا إفترضنا أن النظام قام بالقتل الجماعي مُجبراً و مُكرهاً، ما هي تلك الأسباب و المبررات التي إستند عليها النظام في قتل المعارضين النظاميين و غير النظاميين سوياً؟ 

٤- و فيما يخص السلاح الكيماوي، هل إعترف صدام باستعمال الكيماوي في حلبچه و غيرها أثناء محاكمته؟ 

من الضروري الإجابة على هذه الأسئلة و الإجابة على السؤال الأخير أمانة أخلاقية. فصدام لم يُعرف بالخوف أثناء محاكمته و غلبت عليه الصدق و الجرأة و الشجاعة. فهل إعترف بالهجوم الكيماوي في حلبچه و غيرها من المناطق؟ 

رحم الله ضحايا الأنفال و حلبچه و غيرها. 

الحلقة ٢٤ 

عرفنا من خلال الحلقات أن النظام قتل بوحشية قرابة ربع مليون عراقي أثناء إخماد إنتفاضة الجنوب. و لكن و للتاريخ، لم نعرف تعامل الثوار مع أنصار النظام أثناء إنتفاضة الجنوب. في النهايه و كما فهمت من خلال متابعتي للحلقات، كان لحزب البعث و لصدام أنصار كثر من المدنيين في الجنوب. لذا، أتساءل: 

١- هل تعامل الثوار بالوحشية مع أنصار صدام و العسكريين أثناء إنتفاضة الجنوب؟

٢- هل ضربوهم أو داسوهم بالاحذية بوحشية؟

٣- هل مارسوا معهم العنف و الوحشية؟ 

٤- هل قتلوهم و أعدموهم بوحشية؟ 

لذا، أعتبر هذه الحلقة غير موفقه و أُحمل الأستاذ عمار (مدير اللقاء) المسؤولية و الذي غابت عليه كل هذه الأسئلة المهمة، و جل من لا يسهوا. 

الحلقه ٢٦ 

يتساءل الاستاذ فايق معاتباً: لماذا لم تقف الدول العربية مع إنتفاضة الجنوب؟

الدول العربية هي أفضل من تستطيع أن ترد على هذا السؤال الجميل، و لكني و من خلال ما تعلمته من هذا البرنامج و مشاهداتي لأحداث ما بعد ٢٠٠٣، سأحاول أن أجيب على هذا السؤال بصوت عالٍ و أنا لا أكذب على نفسي أبداً: 

السؤال صعب و لكن الغريب أن الإجابة تبدوا بسيطة و أعجب أنها تخفى على الاستاذ فايق. لذا، أنا الان بصدد تحليل شخصية الاستاذ فايق لأكتشف الأسباب التي تمنعه من رؤية ما أراه؟

أكد الاستاذ فايق أن عناصر من فيلق بدر دخلت العراق من إيران أثناء حرب الخليج الثانية (أي قبل إندلاع إنتفاضةالجنوب)، و هذه العناصر لم تأت تحمل السلام و إنما أتت بأجندات إيرانية بحته. و قال الاستاذ فايق أيضا بأن هناك عناصر من الأمن و جمعٌ من الشعب العراقي من كان يقف في صف صدام و حكومة البعث، و أن هؤلاء كانوا يرسلون المعلومات و يكشفون للنظام عن الدخلاء من عناصر فيلق بدر الإيرانية و معلومات أخرى عن إنتفاضة الجنوب. و عليه، كانت تتوفر لدى السلطة في بغداد أنباء عن توغل عناصر عراقية من إيران تم تدريبها على القتال و إدارة الثورات. و أغلب الظن أن تلك العناصر من فيلق بدر هي من قامت باشعال فتيل الانتفاضة في الجنوب. أي أن النظام في بغداد كان يعتبر الانتفاضة إيرانية ١٠٠%، و لعل الدول العربية كانت أيضا مطلعه على هذه التطورات.

تلك العناصر من فيلق بدر سنة ١٩٩١ هي نفسها من شكلت المليشيات الدموية بعد ٢٠٠٣ و هي من أزهقت أرواح العراقيين بدم بارد و كتمت أنفاسهم و دمرت العراق من أجل إيران و أهدت العراق الى إيران على طبق من ذهب، دون أن تعبأ و تلتفت الى صرخات الشعب العراقي المظلوم و المغلوب على أمره و هو ينظر و يشاهد بحسرة الى تلك المليشيات و هي تنهب ثرواتهم و تنتهك قراراتهم من أجل إيران بل و تستبيح دماءهم. 

و عليه، يبدوا لي أن الدول العربية لم تخذل العراق بعدم مساندتها لإنتفاضة الجنوب، و إنما خذلت المشروع الإيراني. و يبدوا لي أن الدول العربية كانت في قمة الذكاء و قادرة في سنة ١٩٩١ أن ترى البصمات الايرانية في إنتفاضة الجنوب كما إنها كانت قادرة أن ترى البصمات الإيرانية لاحتلال العراق في ٢٠٠٣. و تتجلى شرف و ثبات مواقف الدول العربية في رفضها دعم إنتفاضة ١٩٩١ في الجنوب و رفضها دعم الثورة سنة ٢٠٠٣ (إن جاز التعبير)، في حين دَعَم الاستاذ فايق الثورتين. ربما كان تعذر على الاستاذ فايق أن يعرف سبب عدم دعم الدول العربية لإنتفاضة الجنوب سنة ١٩٩١، و لكن لم يعد صعبا أن يعرف سبب عدم دعم الدول لتلك الانتفاضة بعد أن أصبح واضحا أن إيران كانت المستفيدة الأولى و الأخيرة من تلك الانتفاضة كما هي الآن المستفيدة الوحيدة من ثورة ٢٠٠٣. 

الغلو و التطرف في المعارضة و الأنانية و المراهقة السياسية هي ما حالت بين الأستاذ فايق و بين قرآءة واقعية لأحداث سنة ١٩٩١ و هي ما جعلته يعجز مجدداً عن قرآءة الواقع قبل ٢٠٠٣، و أدت به الى تأييد الاحتلال بكل سذاجة ضنا منه بأن القوى العراقية بهويتها العربية ستسيطر على زمام الأمور في حين أن إيران هي التي سيطرت و بسطت نفوذها و إحتلت العراق و بسطت يدها على قرارات العراق و ثروات العراق و ثقافة العراق و تاريخه و هويته العربية. الأستاذ فايق وضع ثقته في الامريكان سنة ٢٠٠٣ و نسي أو تناسى أن الأمريكان هم من خذلوه سنة ١٩٩١ في إنتفاضة الجنوب.

أمرك مريب يا أستاذ فايق! 

أنا إنسان عادي و بسيط و لست سياسياً مثل الاستاذ فايق، و لكني كنت أدرك آن ذاك الخطر الايراني على السيادة العراقية، و لذلك كنت أتوجس خيفة من إنتفاضة الجنوب في ١٩٩١ و ثورة ٢٠٠٣. لذا، أتسال متعجباً، لماذا إستطعت أن أرى الواقع أفضل من الأستاذ فايق رغم أنه أكثر مني خبرة و دراية و يمتلك الشجاعة لمواجهة الواقع البشع؟ إنها الغلو و التطرف في المعارضة و الأنانية و المراهقة السياسية.  

السؤال الحقيقي هو: بعد غزو صدام للكويت و ضربه المملكة العربية السعودية بالصواريخ و تهديده لدول الخليج، ألم يكن من مصلحة الدول الخليجية أن تدعم إنتفاضة الجنوب نكاية في صدام و حزب البعث؟ إذاً، لماذا لم تفعل؟ 

١- اليس في وقوف الدول الخليجية مع صدام بعد كل ما أصابهم منه دليل على بعد رؤيتهم السياسية و ثباتها و قدرتهم على رؤية الواقع أفضل بمرات من الاستاذ فايق؟

٢- ألم تثبت دول الخليج بعدم دعمها الثورة الإيرانية في الجنوب العراقي (إنتفاضة الجنوب) سنة ١٩٩١ بأنهم ليسوا عاطفيين و ليسوا عدائيين و ليسوا بدو لا يفقهون؟ 

أعجب من الاستاذ فايق و هو صَرحٌ سياسي و تاريخي لمواقفه التي، أحيانا و ليس دائما، تغلب عليها العاطفة و التهور. لذا، أحتاج أن أسمعه أكثر لأحلل شخصيته و منطقه و فكره. إذا كان هذا حال الاستاذ فايق، و هو من أعقل السياسين العراقين المعاصرين و أعتز بمعرفته و متابعته، فما حال البقية من النشطاء و المثقفين و السياسيين العراقيين؟ 

يا مغيث!

ثم يسأل الاستاذ فايق سؤاله المحزن: لماذا يتعرض العراق بالذات لكل هذه المصائب دون غيره؟

سؤال مؤلم فعلا و يؤلمني كثيراً و أنا لست بعراقي، و إن كان هواي عراقيا و بابلي و سومري. مؤلم ما يتعرض له هذا الشعب العريق. دموعك يا أستاذ فايق أغرقت قلبي دماً و عيوني دمعاً. و لكن، هذا السؤال يسأله أيضا كل إيراني و سوري و لبناني و ليبي و غيرهم الكثير ممن ذاقوا ويلات الثورات. لستم وحدكم من يشعر هكذا في المنطقة، و هذا مؤسف و يضاعف من ألمي. و هذا يستوجب أن تراجعوا أنفسكم و تصلوا الى إجابة مقنعه تقي الاجيال ويلات الحروب المدمرة و الهجرات المهينه و الثورات المخترقة و الانقلابات المتكررة و التحالفات الخاسرة.

الحلقة ٣٣

الأستاذ فايق يذكر هنا بأن الاجتماع التداولي للمعارضة العراقية في لندن سنة ١٩٩٣ حدث تحت مظلة سعودية. و الموقف السعودي هذا يؤكد خلاف ما قاله الأستاذ فايق من خذلان دول الخليج للمعارضة العراقية لعدم دعمها لإنتفاضة الجنوب سنة ١٩٩١. واضح أن السعودية كانت تعلم بأن الانتفاضة جذورها إيرانية فلم تدعمها. هذا دليل على أن قرآءة دول الخليج للحالة السياسية في العراق كانت و لا تزال أدق من قرآءة الأستاذ فايق و إن دول الخليج لم تطبل عبثاً لصدام.

الحلقة ٣٧

يقول الاستاذ فايق أن كثيرين من رجلات العراق ظُلموا. و ربما يأتي يوم و يضيف الاستاذ فايق الرئيس صدام حسين -رحمه الله- لتلك القائمة. 

الحلقة ٣٨

إتضح في هذه الحلقة أن صالح الجبر (و هو شيعي) كان المعارض الوحيد في لندن و القادر على جمع السنة و الشيعة و غيرهم من المعارضة تحت مظلته. واضح أنه كان شيعي مستقلاً، و لذا كان يحظى بثقة المعارضة السنية في الخارج. و لعله دفع ثمن إستقلاليته بعد إحتلال العراق في سنة ٢٠٠٣ و بعد أن أهملته أمريكا و قوى المعارضة العراقية و الأحزاب الشيعية الحاكمة أو المسيطرة، و هي طائفية و موالية لإيران. 

و لعل عدنان باجه جي و غيره من الذين كانوا يميلون لفكرة "إنقلاب القصر" كانوا أقرب للحق و أكثر حكمة من السذج الذين تطرفوا في معارضتهم لصدام حسين -رحمه الله- الى درجة مساهمتهم و دعمهم لمحتل غريب أراد الفشل للعراق و تمكين إيران من العراق، كما عمل لاحقاً بإفشال دولة ليبيا تحت شعارات الحرية و بالاطاحة بنظام معمر القذافي -رحمه الله- و تمكين المليشيات من ليبيا.  

نعم يا أستاذ فايق، حتى المعارضة يمكنها أن تتطرف و تغلو و تكون أنانية و مراهقة سياسياً، حالها حال القاعدة و داعش و جماعة الإخوان المسلمين و الملالي في إيران.  

الحلقة ٣٩

لابد أن أتوقف عند محاولة مسؤولين في النظام الحاكم من الإستحواذ على أراض موقوفة للجالية اليهودية في العراق و إستنجاد الأخيرة بالقضاء و المحكمة التي حكمت لصالح الطائفة اليهودية، معلنة خسارة الحكومة العراقية. هذه تحسب لصدام حسين و عهده يا أستاذ فايق.

الحلقة ٤١

يتبادر على ذهني سؤال لم أجد له إجابة في كل الحلقات السابقة و السؤال هو:

هل إعتاد الاستاذ فايق الشيخ علي في المهجر محاورة البعثيين أو من يميلون و يتعاطفون مع صدام -رحمه الله- بشكل منهجي و دوري؟ هل إعتادت إحدى فصائل المعارضة ذلك؟ هل حاولت المعارضة إمتحان أفكارها بمقارعتها بتلك التي يتبنَّاها خصومها؟

أقول هذا لأنني أستنكر لغة الاستاذ فايق الاستقصائية للأخر و شيطنته لكل من لا يرى الخروج على صدام حسين، في حين أن الله جل جلاله حاور إبليس قبل أن يخرجه من الرحمة.

مناقشة الخلافات عن بعد بتراشق المقالات أو حضور برامج في الاتجاه المعاكس على قناة الجزيرة لا يعد حواراً مع الآخر. لا يعد الحوار حواراً إذا إعتقد المتحاورين اليقين في رأيهم، بل إن كل من يصل الى درجة اليقين في رأيه يكون متطرفاً و مغالياً و داعشيا و إن قال أنه ديمقراطي أو ليبرالي. لابد من التواضع عند الحوار و لابد من تقبل المحاور إمكانية أحقية طرح من يحاوره (الآخر)، و إلا يكون المحاور يعمل بمبدء "خلقتني من نار و خلقته من طين".

أَعتب على أستاذي فايق الشيخ علي في لمزه و همزه في صحيفة الحياة اللندنية لاحتضانها أصوات معارضه كانت ترضى بالتعايش مع صدام و ينسى الأستاذ فايق أن الصحيفة أعطته كل الحرية كي يكتب كمعارض شرس ضد البعث و ضد صدام بالذات. أعتب على الاستاذ فايق إقصائه للآخر لمجرد أن الآخر يرى حسنة في صدام أو يرى الحوار مع صدام حلاً، خاصة أن الاستاذ فايق اليوم يتصالح و يتعايش مع من نهبوا العراق (و هو ليس منهم) و باعوه لايران بثمن بخس بعد ٢٠٠٣، بل و يقوم الاستاذ فايق بتعذيبهم و تأديبهم بحسنات صدام. 

و في هذا الصدد، أشكر الاستاذ عمار لأسئلته الرائعه و التي ناقشت مبدء الاستاذ فايق و فكره الإقصائي و القريب من فكر جورج بوش الإقصائي (إن لم تكن معنا فأنت مع الإرهاب!). و يتضح من خلال الحوار، تطرف و غلو الاستاذ فايق في معارضته لصدام و أنانيته و مراهقته السياسية التي أدت به إلى إهداء العراق لأمريكا على طبق من ذهب بسعر بخس، لتقوم الأخيرة بإهداء الطبق العراقي الى ملالي إيران مجاناً.

وا أسفاه!!!

الحلقة ٤٢

ما أحوج المعارضة العراقية الى النصيحة التي قدمها الكويتي فايز الكندري من خلال حلقات الصندوق الأسود (و هو من معتقلي غوانتناموا السابقين) و حثه الجميع على العدالة مع الآخرين عندما قال ما معناه:

ليت فرقة السلفيين (المداخلة) يكونون لينيين مع الفرق الإسلامية الأخرى كما هم لينيين مع ولاة الأمور. و ليت الفرق و الأحزاب الإسلامية السياسية (خاصة الاخوان) يكونون لينيين مع ولاة الأمور كما هم لينيين مع جميع الفرق الإسلامية و الأحزاب المخالفة لهم. 

أين حرص الاستاذ فايق الجميل في تحقيق العدالة و هو في مخيمات رفح بالسعودية عن تسرعه و الجزم في إتهام صدام باغتيال السيد محمد الصدر رحمه الله؟ فكما لمَّح الاستاذ عمار من خلال سؤاله الذكي، يمكن إتهام المعارضة العراقية و الحانقة على السيد محمد الصدر (و بالاخص الموالية لإيران) بإغتيال السيد محمد الصدر رحمه الله. فإقامة الصدر -رحمه الله- لصلاة الجمعة كانت تعد جريمة بشعة في نظر جُل المعارضة في الخارج و في نظر المرجعية في إيران و أغاظت الكثيرين. كما أن طريقة إغتياله كانت بدائية و لا تعد دليلاً على أن صدام كان وراء الاغتيال كما يقول الاستاذ فايق. بل إن خبرة نظام الملالي في إيران في الاغتيالات و التخطيط للفتن تعادل خبرة صدام و تفوقه بمرات، و حادثة إحراق سينما ريكس في إيران بمن فيها من الأبرياء في سنة ١٩٧٨ على يد الثوار و رميهم بالتهمة على نظام الشاه لتأجيج الشارع ضد الشاه خير دليل. 

واضح جدا أن في تطرف و غلو الاستاذ فايق و كرهه لصدام أثر كبير على أفكاره و تحليلاته السياسية، فأصبح معارضاً متطرفا. لا أنكر أن في تعرض البعض من عائلته للإعدامات و الإعتقالات أثر كبير على شخصيته و قراراته. لكن، هناك أيضا أمثال فايز الكندري الذي رغم ما تعرض له من الممارسات البشعه في معتقل غوانتناموا، إلا إن قراراته و تحليلاته و إستنتاجاته بقت متزنه لحد كبير و خالية من العاطفة، و هذا ديدن كل سياسي عاقل على مر التاريخ، بدءً بسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم في جزيرة العرب و غاندي في الهند و مارتن لوثر كنغ في أمريكا و مانديلا في أفريقيا الجنوبية و الشيخ زايد -رحمه الله- في الإمارات العربية المتحدة عندما عفا عن ما سلف من الإستغلال (رفض شركات النفط البريطانيه قبول خدمات من الشركات المحلية و تدريب المواطنين) و مد يده ليبدأ صفحة جديدة و متزنه و قائمة على المصالح المشتركة مع المستعمر البريطاني.  

لدي إحساس قوي بأن الاستاذ فايق يخفي ندمه على تطرفه و غلوه في المعارضة و مشاركته في إحتلال أدى إلى غزو إيران للعراق. و موقفه الجديد و المتصالح نسبياً مع النظام البعثي و صدام حسين -رحمه الله- تحمل دلالات واعده.

الحلقة ٤٥

أشكر الاستاذ عمار لحواره الرائع و أسئلته التي تشفي صدور السواد الاعظم من الامة الإسلامية و العربية و اللتان كانتا تشككان في البشارة الأمريكية بولادة دولة ديمقراطية في العراق بعملية قيصرية!!

هداك الله يا أستاذ فايق، كأنك صدَّقت أن من يضع الجبن على المصيده يريد الخير و الخلاص للفأر. و كأنك صدَّقت بأن من يضع العصفورة في القفص يريد لها الأذى و الهلاك!!!

يا أستاذ فايق، دعني أستخدم منطقك معك:

تقول بأن لو إستقبلتَ من أمرك ما إستدبرت، لأيدت الاحتلال الأمريكي مجدداً لأنك ترى الضرر الذي تسببتم به كمعارضة عراقية بعد ٢٠٠٣ (مليون قتيل عراقي) أقل من الضرر الذي تسبب به صدام قبل ٢٠٠٣ (٤ مليون عراقي).

حسناً. بمنطقك هذا، لا يحق لك أن تعترض على قرار صدام و إعلانه الحرب على إيران، لأن صدام كان يرى مثلك بأن الأضرار الإقتصاديه و الروحية التي ستسببها الحرب على إيران (مليون قتيل) أقل ضرراً من السكوت على تدخلات إيران في الشأن العراقي و نجاح إيران بتنصيب حاكم من عندها على العراق (كالمالكي). ألا ترى كيف أنكم الآن و في عهد إيران رجعتم القهقرى، لا تنعمون بالماء و لا الكهرباء و شُوهت هويتكم و تزعزعت وحدتكم و ضاع أمانكم و في المقابل تعانون من الفساد و فشل الدولة في ظل المليشيات؟!!

لا يا أستاذ فايق، الأمة الإسلامية و العربية كانتا على الصواب في إعتراضها على الإحتلال و أقل ما يمكن أن يقال فيكم أنتم (المعارضة في الخارج) أنكم كنتم متطرفين و غلاة و أنانيين و سذج الى أبعد الحدود، لدرجة أنكم صدَّقتم بأن الجبنة على المصيدة الأمريكية كان يراد بها خيركم!

نعم يا أستاذ فايق، جنابك و صدام حسين -رحمه الله- تتشابهان كثيرا و إن أنكرت ذلك. فأنتما تشابهتما في أنكما إجتهدتما و قبلتما بالتضحية بدم مليون عراقي من أجل العراق. و العجيب و الجميل أن كلاكما بكى على العراق و من أجل العراق. 

عجيب أمرك أستاذي الفاضل، فأنت لا تملك جرأة الكذب على الناس و لكنك تملك القدرة على أن تكذب على نفسك و الكذب على النفس من أخطر أنواع الكذب.

و في الختام، رغم إختلافي معك و رغم أخطائك و غُلُوِّك و تطرفك و رغم سذاجتك بتعاونك مع المحتل و رغم إنفتاح شهيتك الطفولية للجبنة الامريكية و رغم مشاركتك في إفشال دولة العراق (و ليس حكومة صدام) باهدائها الى المليشيات و رغم عجزك عن التَّغيُّر و ضعفك الشديد في تقبل الحقيقة و إن كانت ساطعة كشمس النهار الجلية، رغم كل هذا أحترمك و أعزك و أقدرك و أعذرك لمراهقتك السياسية. كما أنني أحترم و أعز و أقدر الرئيس صدام حسين رحمه الله (مع الفارق) و الذي ما زلتَ تَذُمُّه مُكابرة و أنت تعلم في قرارة نفسك بأنه عراقي شريف و مخلص و إن أخطأ. إلا أنه لم يتاجر بسيادة العراق مثلك و شهدت بذلك خواتيم أعماله و إبتسامته الأخيرة للعراق و طقطقة فقرات رقبته التي ذكرتنا بالبطل الشهيد عمر المختار، رحمهما الله.

سياسياً يا أستاذي الفاضل، العصابة التي تحكم العراق لا تساوي حذاءك، و عليه أنت أفضل قائد للثورة العربية العراقية. إلا أنك لا تساوي حذاء صدام -رحمه الله- و حذاء حكام الخليج. 

عاش العراق العظيم! 

و الآن، معاً الى الحلقة الأولى من هذه السلسلة الذهبية و التي تبين بشكل جلي أضرار "المعارضة في الخارج" على هوية و سيادة و أمن الدول:

https://youtu.be/NKI-QKWVDRg

غدا أجمل بإذن الله

https://youtu.be/4DpO3SDNJz0

 

 

2 Arabs
3 Others
4 Muslims
6 بالعربية
bg
Logo_Header
The latest articles
الصندوق الأسود و فايق الشيخ علي
21 June 2021

إسمحوا لي أن أبدا رحلتي مع الاستاذ فايق الشيخ علي و الصندوق الأسود من الحلقة ٤٦ و الأخيرة.  

الانتحار هو الخيار الاسهل و خيار من يخشى مواجهة العواقب. لذا، رحل صدام حسين -رحمه الله- و لم ينتحر و بقى بعد ٢٠٠٣ ليقود جمع كبير من العراقيين و يمثل غالبية العرب و المسلمين. لم يترك أنصاره و لم يخذلهم، لذا لم ينتحر و لم يهرب. رحل صدام واقفا و هو يدرك أن عدوه الوهمي عراقي و إيراني، في حين عدوه الحقيقي غربي. رحل مبتسما، فازداد شعبية في العالم و أصبح رمزا للعراق و العروبه و كابوساً للغرب. 

تعلمت الكثير من هذه الرواية العراقية الحزينه، و أنا أحترم و أجل أساتذتي و الاستاذ فايق و عمار أصبحا منهم. أشكرهما على هذه الحلقات الرائعه و المهمة، و أسال الله لهما و للقائمين على البرنامج و أهلنا في العراق و لي و لكم جميعا الهداية و خير الدنيا و الآخرة. 

أحببنا العراق بسبب الاستاذ فايق كما أحببنا العراق من قبل بسبب صدام حسين رحمه الله. بكى الاستاذ فايق على العراق و أبكانا معه كما بكى من قبله صدام حسين-رحمه الله- على العراق و أبكانا أيضا معه. حيَّرنا الأستاذ فايق بذكائه و تهوره كما حيرنا صدام حسين -رحمه الله- من قبل بذكائه و تهوره. و لعله لو حكم العراق مثلما فعل صدام حسين رحمه الله لسجن الاستاذ فايق مخالفيه و أذاقهم سوء العذاب من أجل العراق، مثلما يشوي مخالفيه الآن و يذيقهم سوء العذاب بلظى كلماته الناقدة من أجل العراق. 

صدام و فايق وجهان لعملة واحدة و إن إختلفا و تقاتلى، و لعل الآية ٤٧ من سورة الحجر تصف حالهما و نزلت في أمثالهم: 

(وَ نَزَعۡنَا مَا فِی صُدُورِهِم مِّنۡ غِلٍّ إِخۡوَ ٰ⁠نًا عَلَىٰ سُرُرࣲ مُّتَقَـٰبِلِینَ) 

خطاب الاستاذ فايق عقلاني و حكيم في حين أن قراراته كمعارض تتسم أحيانا بالتشدد و التطرف. نجح الأستاذ فايق من خلال برنامج الصندوق الأسود أن يكسب قلوب المشاهدين و إحترامهم و نجح في تبرير مواقفه، إلا أنه عجز عن تبرير موقفين من مواقفه السياسية.

فلم ينجح الاستاذ فايق كثائر و وطني مخلص أن يبرر تهربه من حرب الخليج الأولى بحجة عبثيتها التي كلفت العراق الكثير، رغم أن قرار صدام لمحاربة إيران لم يكن أكثر عبثية و كلفة من قرار فايق بدعم الإحتلال الأمريكي لبلاده بحجة إسقاط نظام صدام و الذي مهد الطريق لسيطرة إيران على العراق و تمكين المليشيات الموالية لايران من مراكز صناعة القرار في العراق. الأستاذ فايق تأخذه العزة بالإثم، فيرفض أن يعترف بقراراته الخاطئه التي أجهزت على الهوية العراقية و إستقلالية العراق.

الاستاذ الفاضل فايق الشيخ علي و غيره ليسوا سوى أعداء صدام الوهميين و سيضلون إخوة لصدام حسين و إن أنكروا و إختلفوا معه، و لكل مجتهد نصيب. 

تحية طيبة للاستاذ فايق و للاستاذ عمار و أهنئهم لنجاح البرنامج بجدارة و أترككم الآن مع ملاحظات لي على بعض الحلقات و إعذروا صراحتي الفائقيه. صوچك أستاذ فايق!

الحلقة ١٧ 

إنها حلقة صعبه و بحاجه الى التأمل، فقد تبين من خلال الطرح الحزين للأستاذ فايق أن "السواد الاعظم!" من العراقيين كانوا يتوقعون أن يجاهد الخليجيين بأنفسهم قبل أموالهم مع العراق دفاعا عن شرعيتهم المهددة من قبل الزحف الإيراني خلال حرب الخليج الأولى، كما فعلنا في اليمن مؤخراً. الأستاذ فايق يبين أن "غالبية!" العراقيين كانوا يعتبرون دعم الدول الخليجية موجه لشخص صدام و نظامه و ليس للعراق أو الشعب العراقي، و أن الأنظمة الخليجيه إستغلت و زجت بالدماء و بالموارد العراقيه في وجه ملالي إيران الطامعين بالخليج من أجل الحفاظ على أمن أنظمتهم. الأستاذ فايق يعتبر هذا الدعم تطبيل لنظام صدام الديكتاتوري و جرم في حق الشعب العراقي المغلوب على أمره. الأستاذ فايق يرى أن هذا الدعم أمد من عمر الحرب التي أدت الى إزهاق المزيد من الأرواح البريئه و تبديد الموارد العراقية، بينما كان الخليجيون ينعمون في بلدانهم بالأمان و التنمية. 

عموما، أعتقد أن الأستاذ فايق يصف حال "معظم الشيعة" و ليس معظم العراقيين، و أتساءل:

١- لماذا لا يرى الاستاذ فايق الخطر الايراني على إستقرار العراق سببا كافياً لمشروعية محاربة إيران و التضحية في سبيل ذلك؟ 

٢- لماذا يعتبر صدام قد أهدر الأرواح و الأموال بمحاربته لايران و قد سمعت الاستاذ فايق مؤخراً يصرح من خلال برنامج آخر بأنه إذا إستلم زمام الحكم في العراق فسيستخدم الجيش العراقي لضرب المليشيات الموالية لايران الى أن ينتهوا أو يهربوا الى ايران؟ ماذا عن الضحايا التي ستقع و الموارد التي ستتبدد جراء تنفيذ هكذا عمليات ضد المليشيات؟ 

٣- ألم يتهم الاستاذ فايق صدام حسين -رحمه الله- طيلة الحلقات بالغباء السياسي و خيانة العراق لمحاربته إيران و إراقته لدماء رجال العراق و ترميله للنساء العراقيات؟ أبعد كل هذا يأتي و يناقض نفسه و ينادي للقتال و قد كان من قبل ينكر ذلك على صدام؟ أحلال عليه تعريض الدماء و الموارد العراقية للخطر و حرام على صدام؟! 

٤- ألا يمكننا أن نستنتج بأن الاستاذ فايق لن يتردد في إستخدام الجيش و إعلان الحرب ضد إيران اذا لزم الامر و من أجل إستقلال العراق؟ لماذا اذاً ينتقد صدام لمحاربته إيران؟ 

٥- ألا يحق للبعثيين و أنصار صدام حسين -رحمه الله- أن يتهموا الاستاذ فايق بالجبن و إفتعاله المصوغات و المبررات لتهربه من القتال بجانب إخوانه على جبهات القتال؟

على العموم، لم تأيد دول الخليج صدام حسين -رحمه الله- في قراره غزو إيران، بل سعت للصلح و بقت على الحياد تتابع المجريات بقلق و لم تتدخل في الحرب. الى أن مضت سنتين من الحرب و إستطاعت القوات الإيرانية أن تحرر أراضيها و أصبحت تنادي بالحرب لإسقاط صدام و نظامه. حينها، تدخلت دول الخليج و وقفت مع العراق و أيدته بالمال و العتاد حرصاً على سيادته، بينما هي مستمرة محلياً و دولياً في سعيها للإصلاح و إنهاء الحرب 

الحلقة ١٨

الاستاذ فايق يرى أن كان الأجدر بالدول الخليجية أن تترك صدام يحارب إيران منفردا، لإجباره على إنهاء الحرب مبكرا. و في سبيل ذلك، واضح أن الأستاذ فايق على إستعداد للمخاطرة بانتصار إيران بالحرب على العراق من أجل التخلص من صدام -رحمه الله- و نظامه البعثي. 

أتساءل: 

١- ألا يعد هذا إنتحاراً سياسيا؟

٢- أليس هذا هو التطرف و الغلو في المعارضة و المراهقة و الأنانية السياسية بعينها و التي تبرر خذلان الوطن بالهروب من الحرب، و خذلان العراق بتعريضه للهزيمة في حربها مع إيران، و خذلان العائلة بتعريضها للهلاك في العراق بينما يهنأُ هو و أسرته بالأمان في الخارج، و خذلان العراق بتعريضه للإحتلال الأمريكي و خذلان السيادة العراقية بدعم حلول سياسية مَكَّنت الإيرانيين من سيادة العراق. كل هذا في سبيل الإطاحة بصدام؟!!! 

علاج من يعاني من القمل هو أن يتم التخلص من القمل بالأدوية، لا أن يضرم النار برأسه أو أن يُقطع رأسه. يا مغيث!!!

شخصيا، لا أستطيع أن الوم صدام لدخوله الحرب ضد نظام في إيران كان يعمل علناً للإطاحة به و إقامة نظام يوالي الولي الفقيه في إيران، و في سبيل ذلك يقوم بادارة عمليات تخريبية داخل العراق، في حين لم نسمع أن صدام قام باعمال تخريبيه داخل إيران قبل إندلاع حرب الخليج الأولى. 

و لكني أعتقد كان الأفضل لصدام، إن أمكن، أن لا يدخل الحرب مع الملالي في إيران و يكتفي بقمع العراقيين الموالين للنظام الإيراني و محاربتهم كما فعل سابقا مع الشيوعيين الموالين للإتحاد السوفيتي، بالإضافة إلى دعم المعارضة الإيرانية في داخل إيران (و هم كثر يومئذ) و تجنيب العراق ويلات الحرب. و صدام كان ضليعا في مثل هكذا حروب إستخباراتيه و التي كان من شأنها حقن الدماء و الحفاظ على موارد العراق خاصة و دول الخليج عامة، و كان الأفضل أن يتفرغ صدام لقيادة مسيرة التنمية في المنطقة. يجب أن نبحث و نرى لماذا آثر صدام حسين -رحمه الله- الحرب مع إيران على قمع المعارضة العراقية الموالية لإيران، و هو خبير في قمع المعارضين؟ 

طبعا، ما زلت أرى تناقضاً في موقف الاستاذ فايق، الذي صرح مؤخرا إنه إذا تسلم زمام الحكم في العراق فسيحارب المليشيات بقسوة و ذلك بالاستعانه بالجيش العراقي. فهكذا مواجهات ستتسبب في إراقة دماء عراقية و ترميل النساء العراقيات كما حدث أثناء الحرب العراقية الإيرانية.

(لا تنه عن خلق و تأتي بمثله، عار عليك إذا فعلت عظيم) أبو الأسود الدؤلي 

يتضح أن دعايات أذناب إيران داخل العراق كانت تبث الريبة بين العراقيين و تشككهم في جدوى الحرب و يبدوا لي أن الاستاذ فايق كان أحد ضحايا تلك الدعايات أو من الذين إستحسنوا تلك الرويات لكي يبرر هروبه عن حرب الخليج الأولى.

الحلقة ١٩ 

العنف الذي مارسه صدام مع المعارضة، بما فيهم حزب الدعوة الموالي للنظام الإيراني و المؤمن بنظرية ولاية الفقيه الإيرانية الخمينيه، كان يمارسه الخميني مع المعارضة الإيرانية في إيران. و لعل لو تمكن آل الحكيم و أنصار حزب الدعوة من الحكم آن ذاك لمارسوا العنف مع معارضيهم في العراق (و هم كثر) إقتداءً بزعيمهم الروحي في إيران. و الدليل أن منذ ٢٠٠٣، العنف و القتل و الاغتيالات الطائفية جارية على يد أنصار الحكيم و حزب الدعوة و المتوغلين في المليشيات الموالية لإيران، و لعلها أشد بكثير من عهد صدام. مع الاسف، في منطقتنا، إن لم تضرب مخالفيك بالحديد و النار فسيقتلعونك. أما شعارات المعارضة التحررية فهي مؤقتة، في حين أفعالهم القمعية هي الدائمة.   

و من المؤسف جدا، وقوع بعض الضحايا من عائلات الناشطين و خاصة الصغار على يد النظام البعثي في العراق. و لكن، هذا يحدث أيضا في إيران منذ تولي الخميني زمام الأمور في سنة ١٩٧٩ و يحدث الآن في العراق منذ التحرير في سنة ٢٠٠٣ و بشكل أبشع. أعني، لو تمكن أهالي تلك الضحايا من زمام الأمور لربما إرتكبوا جرائم في حق عائلات معارضيهم كما تفعل إيران (قدوتهم) مع أهالي مخالفيها في إيران. 

ثم إن المعارضة في منطقتنا غالباً تعمل على قلب النظام الحاكم بدعم من قوى أجنبية. هذا المبدء الذي يرتضيه لنا الأجنبي مرفوض في كل الدول الديمقراطية في الغرب. ففي الغرب، التدخل الاجنبي في شؤونهم الداخلية مرفوض جملة و تفصيلاً، و إتهام روسيا مؤخرا بالتدخل في إنتخابات الرئاسة الأمريكية و التحقق رسميا من ذلك مادة معروفة لكل المراقبين للأوضاع في أمريكا و التي كادت أن تعزل الرئيس المنتخب دونالد ترامب من الحكم. فلم نرضى نحن لأنفسنا ما لا يرتضونه هم لأنفسهم؟ 

و الأستاذ فايق صرح في هذا البرنامج و في غيره أنه سيقوم بإعدام كل طائفي و مليشياتي و كل موالِ لجهات أجنبية. هو مقتنع أن هكذا إعدامات مبررة و غيره يعتقد غير ذلك و هكذا. إنها إذاً مسألة قناعات، و لا أعتقد أن صدام أو الخميني أو غيرهم كانوا سيمسون شعرة في رأس أحدٍ أو أهله بسوء إذا عاشو حياتهم و لم يعملوا على قلب أنظمتهم. 

و لا أنسى انني سمعت الاستاذ فايق مؤخرا يقول في إحدى اللقاءات أن الحل الان هو الحوار و الاقناع و ليس الانقلابات. و أكاد أجزم أن صدام و غيره كانوا سيرحبون بهذا الحل. فلماذا لم يحاوروا صدام حسين -رحمه الله- بدلاً من خلعه؟ و لماذا شيطن الأستاذ فايق كل صوت معارض في الخارج نصح بالحوار مع نظام صدام حسين رحمه الله؟

مع الأسف، إنه الكيل بمكيالين!

الحلقة ٢١

مؤسف ما يتعرض له الأطفال و النساء العُزَّل أثناء الصراعات، سواءً تم إستخدام الكيماويات أو البراميل الحارقة (كما يفعل النظام في سوريا و حليفته الإيرانية). و لكن تبين لنا في هذه الحلقة و التي قبلها أن العائلات الكرديه كانت تشارك في الحرب ضد النظام العراقي بمساندة و إيواء المقاتلين الأكراد و بالسماح بالانشطة الإيرانية المعادية للنظام العراقي على الأراضي العراقية (الكرديه و الشيعية). و عليه، تتحمل المعارضة الكرديه و الشيعية جزء من المسؤولية، إن لم يكن الجزء الأكبر من المسؤولية، لإقحامها العائلات في الصراعات و تعريضها الجماهير الكرديه و الشيعية الداعمة للمعارضة للخطر. 

لذا، أتفهم فكرة ضرب النظام العراقي الأكراد و غيرهم و لكن أتسال: 

١- الم يملك النظام العراقي خيرات أخرى للدفاع عن حقوقه الشرعية في الحفاظ على النظام غير القتل الجماعي و بإستخدام الأسلحة الكيماويه؟ 

٢- ألم تكن هناك وسائل أخرى للقمع تحفظ بها أرواح الأطفال و النساء و كل من هو غير نظامي؟ 

٣- و إذا إفترضنا أن النظام قام بالقتل الجماعي مُجبراً و مُكرهاً، ما هي تلك الأسباب و المبررات التي إستند عليها النظام في قتل المعارضين النظاميين و غير النظاميين سوياً؟ 

٤- و فيما يخص السلاح الكيماوي، هل إعترف صدام باستعمال الكيماوي في حلبچه و غيرها أثناء محاكمته؟ 

من الضروري الإجابة على هذه الأسئلة و الإجابة على السؤال الأخير أمانة أخلاقية. فصدام لم يُعرف بالخوف أثناء محاكمته و غلبت عليه الصدق و الجرأة و الشجاعة. فهل إعترف بالهجوم الكيماوي في حلبچه و غيرها من المناطق؟ 

رحم الله ضحايا الأنفال و حلبچه و غيرها. 

الحلقة ٢٤ 

عرفنا من خلال الحلقات أن النظام قتل بوحشية قرابة ربع مليون عراقي أثناء إخماد إنتفاضة الجنوب. و لكن و للتاريخ، لم نعرف تعامل الثوار مع أنصار النظام أثناء إنتفاضة الجنوب. في النهايه و كما فهمت من خلال متابعتي للحلقات، كان لحزب البعث و لصدام أنصار كثر من المدنيين في الجنوب. لذا، أتساءل: 

١- هل تعامل الثوار بالوحشية مع أنصار صدام و العسكريين أثناء إنتفاضة الجنوب؟

٢- هل ضربوهم أو داسوهم بالاحذية بوحشية؟

٣- هل مارسوا معهم العنف و الوحشية؟ 

٤- هل قتلوهم و أعدموهم بوحشية؟ 

لذا، أعتبر هذه الحلقة غير موفقه و أُحمل الأستاذ عمار (مدير اللقاء) المسؤولية و الذي غابت عليه كل هذه الأسئلة المهمة، و جل من لا يسهوا. 

الحلقه ٢٦ 

يتساءل الاستاذ فايق معاتباً: لماذا لم تقف الدول العربية مع إنتفاضة الجنوب؟

الدول العربية هي أفضل من تستطيع أن ترد على هذا السؤال الجميل، و لكني و من خلال ما تعلمته من هذا البرنامج و مشاهداتي لأحداث ما بعد ٢٠٠٣، سأحاول أن أجيب على هذا السؤال بصوت عالٍ و أنا لا أكذب على نفسي أبداً: 

السؤال صعب و لكن الغريب أن الإجابة تبدوا بسيطة و أعجب أنها تخفى على الاستاذ فايق. لذا، أنا الان بصدد تحليل شخصية الاستاذ فايق لأكتشف الأسباب التي تمنعه من رؤية ما أراه؟

أكد الاستاذ فايق أن عناصر من فيلق بدر دخلت العراق من إيران أثناء حرب الخليج الثانية (أي قبل إندلاع إنتفاضةالجنوب)، و هذه العناصر لم تأت تحمل السلام و إنما أتت بأجندات إيرانية بحته. و قال الاستاذ فايق أيضا بأن هناك عناصر من الأمن و جمعٌ من الشعب العراقي من كان يقف في صف صدام و حكومة البعث، و أن هؤلاء كانوا يرسلون المعلومات و يكشفون للنظام عن الدخلاء من عناصر فيلق بدر الإيرانية و معلومات أخرى عن إنتفاضة الجنوب. و عليه، كانت تتوفر لدى السلطة في بغداد أنباء عن توغل عناصر عراقية من إيران تم تدريبها على القتال و إدارة الثورات. و أغلب الظن أن تلك العناصر من فيلق بدر هي من قامت باشعال فتيل الانتفاضة في الجنوب. أي أن النظام في بغداد كان يعتبر الانتفاضة إيرانية ١٠٠%، و لعل الدول العربية كانت أيضا مطلعه على هذه التطورات.

تلك العناصر من فيلق بدر سنة ١٩٩١ هي نفسها من شكلت المليشيات الدموية بعد ٢٠٠٣ و هي من أزهقت أرواح العراقيين بدم بارد و كتمت أنفاسهم و دمرت العراق من أجل إيران و أهدت العراق الى إيران على طبق من ذهب، دون أن تعبأ و تلتفت الى صرخات الشعب العراقي المظلوم و المغلوب على أمره و هو ينظر و يشاهد بحسرة الى تلك المليشيات و هي تنهب ثرواتهم و تنتهك قراراتهم من أجل إيران بل و تستبيح دماءهم. 

و عليه، يبدوا لي أن الدول العربية لم تخذل العراق بعدم مساندتها لإنتفاضة الجنوب، و إنما خذلت المشروع الإيراني. و يبدوا لي أن الدول العربية كانت في قمة الذكاء و قادرة في سنة ١٩٩١ أن ترى البصمات الايرانية في إنتفاضة الجنوب كما إنها كانت قادرة أن ترى البصمات الإيرانية لاحتلال العراق في ٢٠٠٣. و تتجلى شرف و ثبات مواقف الدول العربية في رفضها دعم إنتفاضة ١٩٩١ في الجنوب و رفضها دعم الثورة سنة ٢٠٠٣ (إن جاز التعبير)، في حين دَعَم الاستاذ فايق الثورتين. ربما كان تعذر على الاستاذ فايق أن يعرف سبب عدم دعم الدول العربية لإنتفاضة الجنوب سنة ١٩٩١، و لكن لم يعد صعبا أن يعرف سبب عدم دعم الدول لتلك الانتفاضة بعد أن أصبح واضحا أن إيران كانت المستفيدة الأولى و الأخيرة من تلك الانتفاضة كما هي الآن المستفيدة الوحيدة من ثورة ٢٠٠٣. 

الغلو و التطرف في المعارضة و الأنانية و المراهقة السياسية هي ما حالت بين الأستاذ فايق و بين قرآءة واقعية لأحداث سنة ١٩٩١ و هي ما جعلته يعجز مجدداً عن قرآءة الواقع قبل ٢٠٠٣، و أدت به الى تأييد الاحتلال بكل سذاجة ضنا منه بأن القوى العراقية بهويتها العربية ستسيطر على زمام الأمور في حين أن إيران هي التي سيطرت و بسطت نفوذها و إحتلت العراق و بسطت يدها على قرارات العراق و ثروات العراق و ثقافة العراق و تاريخه و هويته العربية. الأستاذ فايق وضع ثقته في الامريكان سنة ٢٠٠٣ و نسي أو تناسى أن الأمريكان هم من خذلوه سنة ١٩٩١ في إنتفاضة الجنوب.

أمرك مريب يا أستاذ فايق! 

أنا إنسان عادي و بسيط و لست سياسياً مثل الاستاذ فايق، و لكني كنت أدرك آن ذاك الخطر الايراني على السيادة العراقية، و لذلك كنت أتوجس خيفة من إنتفاضة الجنوب في ١٩٩١ و ثورة ٢٠٠٣. لذا، أتسال متعجباً، لماذا إستطعت أن أرى الواقع أفضل من الأستاذ فايق رغم أنه أكثر مني خبرة و دراية و يمتلك الشجاعة لمواجهة الواقع البشع؟ إنها الغلو و التطرف في المعارضة و الأنانية و المراهقة السياسية.  

السؤال الحقيقي هو: بعد غزو صدام للكويت و ضربه المملكة العربية السعودية بالصواريخ و تهديده لدول الخليج، ألم يكن من مصلحة الدول الخليجية أن تدعم إنتفاضة الجنوب نكاية في صدام و حزب البعث؟ إذاً، لماذا لم تفعل؟ 

١- اليس في وقوف الدول الخليجية مع صدام بعد كل ما أصابهم منه دليل على بعد رؤيتهم السياسية و ثباتها و قدرتهم على رؤية الواقع أفضل بمرات من الاستاذ فايق؟

٢- ألم تثبت دول الخليج بعدم دعمها الثورة الإيرانية في الجنوب العراقي (إنتفاضة الجنوب) سنة ١٩٩١ بأنهم ليسوا عاطفيين و ليسوا عدائيين و ليسوا بدو لا يفقهون؟ 

أعجب من الاستاذ فايق و هو صَرحٌ سياسي و تاريخي لمواقفه التي، أحيانا و ليس دائما، تغلب عليها العاطفة و التهور. لذا، أحتاج أن أسمعه أكثر لأحلل شخصيته و منطقه و فكره. إذا كان هذا حال الاستاذ فايق، و هو من أعقل السياسين العراقين المعاصرين و أعتز بمعرفته و متابعته، فما حال البقية من النشطاء و المثقفين و السياسيين العراقيين؟ 

يا مغيث!

ثم يسأل الاستاذ فايق سؤاله المحزن: لماذا يتعرض العراق بالذات لكل هذه المصائب دون غيره؟

سؤال مؤلم فعلا و يؤلمني كثيراً و أنا لست بعراقي، و إن كان هواي عراقيا و بابلي و سومري. مؤلم ما يتعرض له هذا الشعب العريق. دموعك يا أستاذ فايق أغرقت قلبي دماً و عيوني دمعاً. و لكن، هذا السؤال يسأله أيضا كل إيراني و سوري و لبناني و ليبي و غيرهم الكثير ممن ذاقوا ويلات الثورات. لستم وحدكم من يشعر هكذا في المنطقة، و هذا مؤسف و يضاعف من ألمي. و هذا يستوجب أن تراجعوا أنفسكم و تصلوا الى إجابة مقنعه تقي الاجيال ويلات الحروب المدمرة و الهجرات المهينه و الثورات المخترقة و الانقلابات المتكررة و التحالفات الخاسرة.

الحلقة ٣٣

الأستاذ فايق يذكر هنا بأن الاجتماع التداولي للمعارضة العراقية في لندن سنة ١٩٩٣ حدث تحت مظلة سعودية. و الموقف السعودي هذا يؤكد خلاف ما قاله الأستاذ فايق من خذلان دول الخليج للمعارضة العراقية لعدم دعمها لإنتفاضة الجنوب سنة ١٩٩١. واضح أن السعودية كانت تعلم بأن الانتفاضة جذورها إيرانية فلم تدعمها. هذا دليل على أن قرآءة دول الخليج للحالة السياسية في العراق كانت و لا تزال أدق من قرآءة الأستاذ فايق و إن دول الخليج لم تطبل عبثاً لصدام.

الحلقة ٣٧

يقول الاستاذ فايق أن كثيرين من رجلات العراق ظُلموا. و ربما يأتي يوم و يضيف الاستاذ فايق الرئيس صدام حسين -رحمه الله- لتلك القائمة. 

الحلقة ٣٨

إتضح في هذه الحلقة أن صالح الجبر (و هو شيعي) كان المعارض الوحيد في لندن و القادر على جمع السنة و الشيعة و غيرهم من المعارضة تحت مظلته. واضح أنه كان شيعي مستقلاً، و لذا كان يحظى بثقة المعارضة السنية في الخارج. و لعله دفع ثمن إستقلاليته بعد إحتلال العراق في سنة ٢٠٠٣ و بعد أن أهملته أمريكا و قوى المعارضة العراقية و الأحزاب الشيعية الحاكمة أو المسيطرة، و هي طائفية و موالية لإيران. 

و لعل عدنان باجه جي و غيره من الذين كانوا يميلون لفكرة "إنقلاب القصر" كانوا أقرب للحق و أكثر حكمة من السذج الذين تطرفوا في معارضتهم لصدام حسين -رحمه الله- الى درجة مساهمتهم و دعمهم لمحتل غريب أراد الفشل للعراق و تمكين إيران من العراق، كما عمل لاحقاً بإفشال دولة ليبيا تحت شعارات الحرية و بالاطاحة بنظام معمر القذافي -رحمه الله- و تمكين المليشيات من ليبيا.  

نعم يا أستاذ فايق، حتى المعارضة يمكنها أن تتطرف و تغلو و تكون أنانية و مراهقة سياسياً، حالها حال القاعدة و داعش و جماعة الإخوان المسلمين و الملالي في إيران.  

الحلقة ٣٩

لابد أن أتوقف عند محاولة مسؤولين في النظام الحاكم من الإستحواذ على أراض موقوفة للجالية اليهودية في العراق و إستنجاد الأخيرة بالقضاء و المحكمة التي حكمت لصالح الطائفة اليهودية، معلنة خسارة الحكومة العراقية. هذه تحسب لصدام حسين و عهده يا أستاذ فايق.

الحلقة ٤١

يتبادر على ذهني سؤال لم أجد له إجابة في كل الحلقات السابقة و السؤال هو:

هل إعتاد الاستاذ فايق الشيخ علي في المهجر محاورة البعثيين أو من يميلون و يتعاطفون مع صدام -رحمه الله- بشكل منهجي و دوري؟ هل إعتادت إحدى فصائل المعارضة ذلك؟ هل حاولت المعارضة إمتحان أفكارها بمقارعتها بتلك التي يتبنَّاها خصومها؟

أقول هذا لأنني أستنكر لغة الاستاذ فايق الاستقصائية للأخر و شيطنته لكل من لا يرى الخروج على صدام حسين، في حين أن الله جل جلاله حاور إبليس قبل أن يخرجه من الرحمة.

مناقشة الخلافات عن بعد بتراشق المقالات أو حضور برامج في الاتجاه المعاكس على قناة الجزيرة لا يعد حواراً مع الآخر. لا يعد الحوار حواراً إذا إعتقد المتحاورين اليقين في رأيهم، بل إن كل من يصل الى درجة اليقين في رأيه يكون متطرفاً و مغالياً و داعشيا و إن قال أنه ديمقراطي أو ليبرالي. لابد من التواضع عند الحوار و لابد من تقبل المحاور إمكانية أحقية طرح من يحاوره (الآخر)، و إلا يكون المحاور يعمل بمبدء "خلقتني من نار و خلقته من طين".

أَعتب على أستاذي فايق الشيخ علي في لمزه و همزه في صحيفة الحياة اللندنية لاحتضانها أصوات معارضه كانت ترضى بالتعايش مع صدام و ينسى الأستاذ فايق أن الصحيفة أعطته كل الحرية كي يكتب كمعارض شرس ضد البعث و ضد صدام بالذات. أعتب على الاستاذ فايق إقصائه للآخر لمجرد أن الآخر يرى حسنة في صدام أو يرى الحوار مع صدام حلاً، خاصة أن الاستاذ فايق اليوم يتصالح و يتعايش مع من نهبوا العراق (و هو ليس منهم) و باعوه لايران بثمن بخس بعد ٢٠٠٣، بل و يقوم الاستاذ فايق بتعذيبهم و تأديبهم بحسنات صدام. 

و في هذا الصدد، أشكر الاستاذ عمار لأسئلته الرائعه و التي ناقشت مبدء الاستاذ فايق و فكره الإقصائي و القريب من فكر جورج بوش الإقصائي (إن لم تكن معنا فأنت مع الإرهاب!). و يتضح من خلال الحوار، تطرف و غلو الاستاذ فايق في معارضته لصدام و أنانيته و مراهقته السياسية التي أدت به إلى إهداء العراق لأمريكا على طبق من ذهب بسعر بخس، لتقوم الأخيرة بإهداء الطبق العراقي الى ملالي إيران مجاناً.

وا أسفاه!!!

الحلقة ٤٢

ما أحوج المعارضة العراقية الى النصيحة التي قدمها الكويتي فايز الكندري من خلال حلقات الصندوق الأسود (و هو من معتقلي غوانتناموا السابقين) و حثه الجميع على العدالة مع الآخرين عندما قال ما معناه:

ليت فرقة السلفيين (المداخلة) يكونون لينيين مع الفرق الإسلامية الأخرى كما هم لينيين مع ولاة الأمور. و ليت الفرق و الأحزاب الإسلامية السياسية (خاصة الاخوان) يكونون لينيين مع ولاة الأمور كما هم لينيين مع جميع الفرق الإسلامية و الأحزاب المخالفة لهم. 

أين حرص الاستاذ فايق الجميل في تحقيق العدالة و هو في مخيمات رفح بالسعودية عن تسرعه و الجزم في إتهام صدام باغتيال السيد محمد الصدر رحمه الله؟ فكما لمَّح الاستاذ عمار من خلال سؤاله الذكي، يمكن إتهام المعارضة العراقية و الحانقة على السيد محمد الصدر (و بالاخص الموالية لإيران) بإغتيال السيد محمد الصدر رحمه الله. فإقامة الصدر -رحمه الله- لصلاة الجمعة كانت تعد جريمة بشعة في نظر جُل المعارضة في الخارج و في نظر المرجعية في إيران و أغاظت الكثيرين. كما أن طريقة إغتياله كانت بدائية و لا تعد دليلاً على أن صدام كان وراء الاغتيال كما يقول الاستاذ فايق. بل إن خبرة نظام الملالي في إيران في الاغتيالات و التخطيط للفتن تعادل خبرة صدام و تفوقه بمرات، و حادثة إحراق سينما ريكس في إيران بمن فيها من الأبرياء في سنة ١٩٧٨ على يد الثوار و رميهم بالتهمة على نظام الشاه لتأجيج الشارع ضد الشاه خير دليل. 

واضح جدا أن في تطرف و غلو الاستاذ فايق و كرهه لصدام أثر كبير على أفكاره و تحليلاته السياسية، فأصبح معارضاً متطرفا. لا أنكر أن في تعرض البعض من عائلته للإعدامات و الإعتقالات أثر كبير على شخصيته و قراراته. لكن، هناك أيضا أمثال فايز الكندري الذي رغم ما تعرض له من الممارسات البشعه في معتقل غوانتناموا، إلا إن قراراته و تحليلاته و إستنتاجاته بقت متزنه لحد كبير و خالية من العاطفة، و هذا ديدن كل سياسي عاقل على مر التاريخ، بدءً بسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم في جزيرة العرب و غاندي في الهند و مارتن لوثر كنغ في أمريكا و مانديلا في أفريقيا الجنوبية و الشيخ زايد -رحمه الله- في الإمارات العربية المتحدة عندما عفا عن ما سلف من الإستغلال (رفض شركات النفط البريطانيه قبول خدمات من الشركات المحلية و تدريب المواطنين) و مد يده ليبدأ صفحة جديدة و متزنه و قائمة على المصالح المشتركة مع المستعمر البريطاني.  

لدي إحساس قوي بأن الاستاذ فايق يخفي ندمه على تطرفه و غلوه في المعارضة و مشاركته في إحتلال أدى إلى غزو إيران للعراق. و موقفه الجديد و المتصالح نسبياً مع النظام البعثي و صدام حسين -رحمه الله- تحمل دلالات واعده.

الحلقة ٤٥

أشكر الاستاذ عمار لحواره الرائع و أسئلته التي تشفي صدور السواد الاعظم من الامة الإسلامية و العربية و اللتان كانتا تشككان في البشارة الأمريكية بولادة دولة ديمقراطية في العراق بعملية قيصرية!!

هداك الله يا أستاذ فايق، كأنك صدَّقت أن من يضع الجبن على المصيده يريد الخير و الخلاص للفأر. و كأنك صدَّقت بأن من يضع العصفورة في القفص يريد لها الأذى و الهلاك!!!

يا أستاذ فايق، دعني أستخدم منطقك معك:

تقول بأن لو إستقبلتَ من أمرك ما إستدبرت، لأيدت الاحتلال الأمريكي مجدداً لأنك ترى الضرر الذي تسببتم به كمعارضة عراقية بعد ٢٠٠٣ (مليون قتيل عراقي) أقل من الضرر الذي تسبب به صدام قبل ٢٠٠٣ (٤ مليون عراقي).

حسناً. بمنطقك هذا، لا يحق لك أن تعترض على قرار صدام و إعلانه الحرب على إيران، لأن صدام كان يرى مثلك بأن الأضرار الإقتصاديه و الروحية التي ستسببها الحرب على إيران (مليون قتيل) أقل ضرراً من السكوت على تدخلات إيران في الشأن العراقي و نجاح إيران بتنصيب حاكم من عندها على العراق (كالمالكي). ألا ترى كيف أنكم الآن و في عهد إيران رجعتم القهقرى، لا تنعمون بالماء و لا الكهرباء و شُوهت هويتكم و تزعزعت وحدتكم و ضاع أمانكم و في المقابل تعانون من الفساد و فشل الدولة في ظل المليشيات؟!!

لا يا أستاذ فايق، الأمة الإسلامية و العربية كانتا على الصواب في إعتراضها على الإحتلال و أقل ما يمكن أن يقال فيكم أنتم (المعارضة في الخارج) أنكم كنتم متطرفين و غلاة و أنانيين و سذج الى أبعد الحدود، لدرجة أنكم صدَّقتم بأن الجبنة على المصيدة الأمريكية كان يراد بها خيركم!

نعم يا أستاذ فايق، جنابك و صدام حسين -رحمه الله- تتشابهان كثيرا و إن أنكرت ذلك. فأنتما تشابهتما في أنكما إجتهدتما و قبلتما بالتضحية بدم مليون عراقي من أجل العراق. و العجيب و الجميل أن كلاكما بكى على العراق و من أجل العراق. 

عجيب أمرك أستاذي الفاضل، فأنت لا تملك جرأة الكذب على الناس و لكنك تملك القدرة على أن تكذب على نفسك و الكذب على النفس من أخطر أنواع الكذب.

و في الختام، رغم إختلافي معك و رغم أخطائك و غُلُوِّك و تطرفك و رغم سذاجتك بتعاونك مع المحتل و رغم إنفتاح شهيتك الطفولية للجبنة الامريكية و رغم مشاركتك في إفشال دولة العراق (و ليس حكومة صدام) باهدائها الى المليشيات و رغم عجزك عن التَّغيُّر و ضعفك الشديد في تقبل الحقيقة و إن كانت ساطعة كشمس النهار الجلية، رغم كل هذا أحترمك و أعزك و أقدرك و أعذرك لمراهقتك السياسية. كما أنني أحترم و أعز و أقدر الرئيس صدام حسين رحمه الله (مع الفارق) و الذي ما زلتَ تَذُمُّه مُكابرة و أنت تعلم في قرارة نفسك بأنه عراقي شريف و مخلص و إن أخطأ. إلا أنه لم يتاجر بسيادة العراق مثلك و شهدت بذلك خواتيم أعماله و إبتسامته الأخيرة للعراق و طقطقة فقرات رقبته التي ذكرتنا بالبطل الشهيد عمر المختار، رحمهما الله.

سياسياً يا أستاذي الفاضل، العصابة التي تحكم العراق لا تساوي حذاءك، و عليه أنت أفضل قائد للثورة العربية العراقية. إلا أنك لا تساوي حذاء صدام -رحمه الله- و حذاء حكام الخليج. 

عاش العراق العظيم! 

و الآن، معاً الى الحلقة الأولى من هذه السلسلة الذهبية و التي تبين بشكل جلي أضرار "المعارضة في الخارج" على هوية و سيادة و أمن الدول:

https://youtu.be/NKI-QKWVDRg

غدا أجمل بإذن الله

https://youtu.be/4DpO3SDNJz0

 

 

URL copied to clipboard!