Logo_Header
bg
Nuclear personality before nuclear plant i don't charge for being fair
HAPPY SUPPLIER +
HAPPY OWNER =
SUCCESSFUL PROJECT
لماذا الاستتار الالهي؟!
28 September 2023

لماذا الإستتار الإلهي؟!

بقلم: خالد الخاجة

الإستتار الإلهي هو خلاف فلسفي يتم استخدامه بشكل متكرر كحجة ضد وجود الله (الخالق) جل جلاله، و ما إذا كانت الأديان التي تدعي الكشف عن إرادته قد تم توضيحها بشكل بديهي كالمعادلة 1+1=2.

"صُمٌّ بُكْمٌ عُمْىٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ" سورة البقرة الآية 18.

أتفق مع الآية الكريمة على أنه يجب على المرء أن يكون أصما و أبكم و أعمى (متعجرفا و جاهلا)، لينكر أنَّ الدليل على وجود الخالق (الله جل جلاله) واضح بوضوح المعادلة 1+1=2. لأنني أعلم أننا كبشر نكاد لا نعرف شيئا على الاطلاق عما هو موجود في أنفسنا و كوكبنا و كوننا. فما يعرفه علمائنا أقل بكثير مما لا يعرفونه، و إذا كانت المعادلة 1+1=2 تدور حول الوضوح، فلماذا تظهر النتيجة الأولى لي في بحث (google) أننا نجهل 95٪ من الكون، حيث لا يمكننا حتى رؤيته؟!

أليست المعادلة 1+1=2 تتعلق بالوضوح، و بالتالي، يتوجب وجود من يعلم بنسبة 100٪ بشأن الكون و ما هو موجود فيه؟ و من يمكن أن يكون هذا العلام الخبير غير الله سبحانه و تعالى؟!

رحم الله امرئ عرف قدر نفسه!

لذلك، بصفتي مهندسا فخورا، أتفق مع القرآن الكريم على أنه يجب على المرء أن يكون أصما و أبكم و أعمى (متعجرفا و جاهلا) ليغض الطرف عن القرآن، و الذي تحدث قبل 1400 عاما عن نزول الحديد الى الأرض من الفضاء الخارجي:

"لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِٱلْبَيِّنَـٰتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا ٱلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌۭ شَدِيدٌۭ وَمَنَـٰفِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥ وَرُسُلَهُۥ بِٱلْغَيْبِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌۭ" سورة الحديد الآية 25.

لكن، هناك أشخاص يسخرون من هذه الآية الكريمة و يقللون من شأنها بسبب عجزهم امام اعجازها، و التي تأكد على أن الحديد جاء إلينا من الفضاء الخارجي، و هذا ما يؤكده العلم الحديث. لكن مثل هذا الموقف الساخر لا يكفي لاستبعاد آية واضحة و بديهية من عيار 1+1=2، و كدليل على أن الإسلام هو دين الله الخالق، بغض النظر عما يقوله الصم و البكم و العمي (المتغطرس و الجاهل).

كما أنني كمهندس فخور، أؤمن بأن المصريين القدماء قد بنوا الأهرامات في مصر، دون الحاجة الى رؤية البنائين. فكما هو مذكور في القرآن، يجب على المرء أن يكون أصما و أبكم و أعمى (متعجرفا و جاهلا) لينكر ذلك أو يدعي مثلا بأن الطبيعة بنت الأهرامات!

فلماذا يتم قبول هذه الأهرامات كعلامات واضحة و بديهية من عيار 1+1=2 على وجود بُنَاتها، بينما لا يتم قبول الكون كعلامة واضحة و بديهية من عيار 1+1=2 على وجود خالقه (الله جل جلاله)؟! من سوى الله جل جلاله يمكنه ان يخلق هذا الكون الواضح و البديهي من عيار 1+1= 2؟!

أرجوك يا منكر، احترم عقلي الهندسي!

بغض النظر عما يقوله الصم و البكم و العمي (المتغطرس و الجاهل)، فإن الكون دليل واضح وجلي من عيار 1+1=2 على وجود الله الخالق، و لا أحتاج أن أرى الله جل جلاله لأصدق ذلك، كما أنني لا أحتاج أن أرى المصريين القدماء لاعتقد بأنهم بنوا الأهرامات.

و كمهندس فخور، أتفق مع القرآن الكريم على أنه يجب على المرء أن يكون أصما و أبكم و أعمى (متعجرفا و جاهلا) لينكر أن كل شيء بحاجة الى الصيانة، و أن بدونها تتعرض جميع الاختراعات و المنتجات البشرية الى الفشل و الانهيار و التلف. و عليه، يحتاج الكون أيضا الى الصيانة. ولكن، من غير الله جل جلاله قادر على أن يصون هذا الكون المستدام و المعقد؟!

أرجوك يا منكر، احترم عقلي الهندسي!

الكون المستدام هو دليل واضح وجلي من عيار 1+1=2 على وجود الله الخالق، بغض النظر عما يقوله الصم و البكم و العمي (المتكبر و الجاهل). و أنا متأكد من أنك إذا نظرت من حولك، فستجد من الصم و البكم و العمي (المتعجرف و الجاهل) من يُسَفسِط و ينكر بأن 1+1=2، و بغض النظر عن نوع المنطق و المعجزات و الأدلة التي تستخدمها معهم، هؤلاء لن يصدقوا أن 1+1=2. هل انكارهم هذا يجعلهم على حق؟!

و هناك أناس من جميع الطوائف و الثقافات من ينكرون أن تكون الأرض كروية، و لن يجدي معهم استخدام منطق 1+1=2 و المعجزات و الأدلة كي يصدقوا أن الأرض كروية. و قد ينكرون كروية الارض حتى لو أخذتهم إلى محطة الفضاء الدولية و جعلتهم يرون بأم أعينهم أن الأرض كروية. هل انكارهم هذا يجعلهم على حق؟!

جميع هؤلاء المنكرون يفكرون على حد سواء. إنها حالات نرجسية و ميؤوس منها، مهما علت اصواتهم في النقاشات و المناظرات. هؤلاء يذكرونني بالآية الكريمة:

"وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَظَلُّوا۟ فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوٓا۟ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَـٰرُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌۭ مَّسْحُورُونَ (15)" سورة الحديد.

أخيرا و ليس آخرا، و كمهندس فخور، لا أرى حاجة لأن يكشف الله جل جلاله عن نفسه، بل أفضل ألا يفعل ذلك، لأنني أستطيع رؤيته بوضوح من خلال خلقه. ثم ان لا معنى لحرية الاختيار في حال الظهور الالهي الدائم، و استتاره جل جلاله عن الانظار يساعد الانسان على اتخاذ قرارته بشكل اختياري و حر. علاوة على ذلك، و أثناء الاختبار، أقَدِّر الإستتار الإلهي أكثر من الظهور الإلهي، بقدر ما أفضل امتحان الكتاب المغلق (الأسهل) على امتحان الكتاب المفتوح (الأصعب). و هذا يذكرني بالآية الكريمة:

"وَقَالُوا۟ لَوْلَآ أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌۭ ۖ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِىَ ٱلْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ" سورة الانعام الآية 8.

 أشكر الله سبحانه و تعالى على منحي المزيد من الوقت للتوبة!

و أقول للمنكرين: لو كنت مكانكم، لأعتذرت من نفسي!

أسال الله لكم و لمن تحبون خير الدنيا و الآخرة!

2 Arabs
3 Others
4 Muslims
6 بالعربية
bg
Logo_Header
The latest articles
لماذا الاستتار الالهي؟!
28 September 2023

لماذا الإستتار الإلهي؟!

بقلم: خالد الخاجة

الإستتار الإلهي هو خلاف فلسفي يتم استخدامه بشكل متكرر كحجة ضد وجود الله (الخالق) جل جلاله، و ما إذا كانت الأديان التي تدعي الكشف عن إرادته قد تم توضيحها بشكل بديهي كالمعادلة 1+1=2.

"صُمٌّ بُكْمٌ عُمْىٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ" سورة البقرة الآية 18.

أتفق مع الآية الكريمة على أنه يجب على المرء أن يكون أصما و أبكم و أعمى (متعجرفا و جاهلا)، لينكر أنَّ الدليل على وجود الخالق (الله جل جلاله) واضح بوضوح المعادلة 1+1=2. لأنني أعلم أننا كبشر نكاد لا نعرف شيئا على الاطلاق عما هو موجود في أنفسنا و كوكبنا و كوننا. فما يعرفه علمائنا أقل بكثير مما لا يعرفونه، و إذا كانت المعادلة 1+1=2 تدور حول الوضوح، فلماذا تظهر النتيجة الأولى لي في بحث (google) أننا نجهل 95٪ من الكون، حيث لا يمكننا حتى رؤيته؟!

أليست المعادلة 1+1=2 تتعلق بالوضوح، و بالتالي، يتوجب وجود من يعلم بنسبة 100٪ بشأن الكون و ما هو موجود فيه؟ و من يمكن أن يكون هذا العلام الخبير غير الله سبحانه و تعالى؟!

رحم الله امرئ عرف قدر نفسه!

لذلك، بصفتي مهندسا فخورا، أتفق مع القرآن الكريم على أنه يجب على المرء أن يكون أصما و أبكم و أعمى (متعجرفا و جاهلا) ليغض الطرف عن القرآن، و الذي تحدث قبل 1400 عاما عن نزول الحديد الى الأرض من الفضاء الخارجي:

"لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِٱلْبَيِّنَـٰتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا ٱلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌۭ شَدِيدٌۭ وَمَنَـٰفِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥ وَرُسُلَهُۥ بِٱلْغَيْبِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌۭ" سورة الحديد الآية 25.

لكن، هناك أشخاص يسخرون من هذه الآية الكريمة و يقللون من شأنها بسبب عجزهم امام اعجازها، و التي تأكد على أن الحديد جاء إلينا من الفضاء الخارجي، و هذا ما يؤكده العلم الحديث. لكن مثل هذا الموقف الساخر لا يكفي لاستبعاد آية واضحة و بديهية من عيار 1+1=2، و كدليل على أن الإسلام هو دين الله الخالق، بغض النظر عما يقوله الصم و البكم و العمي (المتغطرس و الجاهل).

كما أنني كمهندس فخور، أؤمن بأن المصريين القدماء قد بنوا الأهرامات في مصر، دون الحاجة الى رؤية البنائين. فكما هو مذكور في القرآن، يجب على المرء أن يكون أصما و أبكم و أعمى (متعجرفا و جاهلا) لينكر ذلك أو يدعي مثلا بأن الطبيعة بنت الأهرامات!

فلماذا يتم قبول هذه الأهرامات كعلامات واضحة و بديهية من عيار 1+1=2 على وجود بُنَاتها، بينما لا يتم قبول الكون كعلامة واضحة و بديهية من عيار 1+1=2 على وجود خالقه (الله جل جلاله)؟! من سوى الله جل جلاله يمكنه ان يخلق هذا الكون الواضح و البديهي من عيار 1+1= 2؟!

أرجوك يا منكر، احترم عقلي الهندسي!

بغض النظر عما يقوله الصم و البكم و العمي (المتغطرس و الجاهل)، فإن الكون دليل واضح وجلي من عيار 1+1=2 على وجود الله الخالق، و لا أحتاج أن أرى الله جل جلاله لأصدق ذلك، كما أنني لا أحتاج أن أرى المصريين القدماء لاعتقد بأنهم بنوا الأهرامات.

و كمهندس فخور، أتفق مع القرآن الكريم على أنه يجب على المرء أن يكون أصما و أبكم و أعمى (متعجرفا و جاهلا) لينكر أن كل شيء بحاجة الى الصيانة، و أن بدونها تتعرض جميع الاختراعات و المنتجات البشرية الى الفشل و الانهيار و التلف. و عليه، يحتاج الكون أيضا الى الصيانة. ولكن، من غير الله جل جلاله قادر على أن يصون هذا الكون المستدام و المعقد؟!

أرجوك يا منكر، احترم عقلي الهندسي!

الكون المستدام هو دليل واضح وجلي من عيار 1+1=2 على وجود الله الخالق، بغض النظر عما يقوله الصم و البكم و العمي (المتكبر و الجاهل). و أنا متأكد من أنك إذا نظرت من حولك، فستجد من الصم و البكم و العمي (المتعجرف و الجاهل) من يُسَفسِط و ينكر بأن 1+1=2، و بغض النظر عن نوع المنطق و المعجزات و الأدلة التي تستخدمها معهم، هؤلاء لن يصدقوا أن 1+1=2. هل انكارهم هذا يجعلهم على حق؟!

و هناك أناس من جميع الطوائف و الثقافات من ينكرون أن تكون الأرض كروية، و لن يجدي معهم استخدام منطق 1+1=2 و المعجزات و الأدلة كي يصدقوا أن الأرض كروية. و قد ينكرون كروية الارض حتى لو أخذتهم إلى محطة الفضاء الدولية و جعلتهم يرون بأم أعينهم أن الأرض كروية. هل انكارهم هذا يجعلهم على حق؟!

جميع هؤلاء المنكرون يفكرون على حد سواء. إنها حالات نرجسية و ميؤوس منها، مهما علت اصواتهم في النقاشات و المناظرات. هؤلاء يذكرونني بالآية الكريمة:

"وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَظَلُّوا۟ فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوٓا۟ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَـٰرُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌۭ مَّسْحُورُونَ (15)" سورة الحديد.

أخيرا و ليس آخرا، و كمهندس فخور، لا أرى حاجة لأن يكشف الله جل جلاله عن نفسه، بل أفضل ألا يفعل ذلك، لأنني أستطيع رؤيته بوضوح من خلال خلقه. ثم ان لا معنى لحرية الاختيار في حال الظهور الالهي الدائم، و استتاره جل جلاله عن الانظار يساعد الانسان على اتخاذ قرارته بشكل اختياري و حر. علاوة على ذلك، و أثناء الاختبار، أقَدِّر الإستتار الإلهي أكثر من الظهور الإلهي، بقدر ما أفضل امتحان الكتاب المغلق (الأسهل) على امتحان الكتاب المفتوح (الأصعب). و هذا يذكرني بالآية الكريمة:

"وَقَالُوا۟ لَوْلَآ أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌۭ ۖ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِىَ ٱلْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ" سورة الانعام الآية 8.

 أشكر الله سبحانه و تعالى على منحي المزيد من الوقت للتوبة!

و أقول للمنكرين: لو كنت مكانكم، لأعتذرت من نفسي!

أسال الله لكم و لمن تحبون خير الدنيا و الآخرة!

URL copied to clipboard!