Logo_Header
bg
Nuclear personality before nuclear plant i don't charge for being fair
HAPPY SUPPLIER +
HAPPY OWNER =
SUCCESSFUL PROJECT
الصندوق الأسود و المعتقل فايز الكندري
20 June 2021

إسمحوا لي أن أبدا رحلتي مع الشيخ فايز الكندري و الصندوق الأسود من الحلقة ٢٣ و الأخيرة

إسمحوا لي أن أعترف بأنني تعلمت منكم الكثير و أنا أحترم و أجل أساتذتي و أنتم منهم. كما سرني كثيرا ما قاله الشيخ فايز عن الأخوة السلفيين و المشهورين "بالمَدَاخِلة". دعوني أكمل فكرة الشيخ فايز الرائعه و اُلخِّص و أقول:

أرجوا من الجماعات الإسلامية (كالمداخلة) و التي تتحلى بالحكمة و تتعامل باللين عند الإختلاف مع ولاة الأمر أن يفعلوا ذلك مع جميع مخالفيهم. كما أرجوا من الفرق الإسلامية التي تتحلى بالحكمة و تتعامل بالرفق و اللين مع كل الفرق و الجماعات الإسلامية المخالفة أن تفعل ذلك مع ولاة الأمور

خطاب الشيخ فايز الكندري عقلاني و حكيم في حين قراراته كلها تتسم بالشدة. فعند كل مفترق طريق، أجده يختار أصعب الخيرين و الشرين، بدءً باختياره لأفغانستان كمكان لتنفيذ عمله الخيري و كذلك إصراره على الحضور شخصيا و الإشراف على حسن سير تلك الأعمال الخيرية دون أن يبالي بالأوضاع السياسية الملتهبة و الصراعات الدموية القائمة بين الجماعات الإسلامية و الفرق الطائفية المتناحرة و المخاطر التي تنتظر كل من يطئ قدمه تلك البقعة المفتونه. لعل قراراته الصعبة هي التي إنتهت به الى معتقل غوانتناموا البشع و بقائه هناك ١٤ سنة. لو تصرف الرسول صلى الله عليه و سلم كما تصرف فايز الكندري- حفظه الله - لانتهى الاسلام في مهده، و لكنه عليه الصلاة و السلام تصرف بالإعتدال و الحكمة و الرحمة و المتمثلة في منهجه الذي لخصه في روايات كثيرة و منها:

و عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه و سلم، يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه و سلم، فلما أخبروا كأنهم تقالوها و قالوا‏:‏ أين نحن من النبي صلى الله عليه و سلم قد غفر الله له تقدم من ذنبه و ما تأخر‏.‏ قال أحدهم‏:‏ أما أنا فأصلي الليل أبداً و قال الآخر‏:‏ و أنا أصوم الدهر أبداً و لا أفطر، و قال الآخر‏:‏ و أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً، فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم إليهم فقال‏:‏ ‏ "‏أنتم الذين قلتم كذا و كذا‏؟‏‏!‏ أما و الله إني لأخشاكم لله و أتقاكم له لكني أصوم و أفطر، و أصلي و أرقد، و أتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏

أشكر الاخ عمار و الشيخ فايز على هذه الحلقات الرائعه، و أسال الله لهما و للقائمين على البرنامج و المعتقلين و لي و لكم جميعا الهداية و خير الدنيا و الآخرةو أترككم الآن مع ملاحظات لي على بعض الحلقات

الحلقة ١٣

في هذه الحلقة، تحدث الاخ فايز عن تفنن الأمريكيين بالحرب النفسية من خلال عرضهم صور للشيخ السديس و غيره من المشايخ على المعتقلين من خلال شاشات مرئية كنماذج للشيوخ المعتدلين. فعلق احد المشاهدين على هذه الحلقة قائلا:

"الآن هل عرفت سبب حب الامريكان للسديس؟ هل بطل العجب ام لا؟"

عجبت من تعليقه و أجبته قائلا:

الامريكان الذين حاولوا أن يخدعوا و يفتنوا فايز الكندري عندما قالوا له أنهم يأسرون الامام أحمد بن حنبل - رحمه الله - و أن الإمام أحمد إعترف بجرائم فايز الكندري و إنتمائه لطالبان و تنظيم القاعدة، هم نفس الامريكان الذين أرادوا أن يخدعوا و يفتنوا فايز بعرض صور الشيخ سديس حفظه الله

العجيب أن الأمريكان فشلوا أن يفتنوا الاخ فايز و هو معتقل و لكنهم نجحوا أن يفتنوك بعد سنين طويلة و أنت خارج المعتقل و لمجرد إستماعك للروياه

فايز الكندري كان سجينا جسدا الا إنه كان حر الفكر و كيس فطن. في حين أنت أخي الكريم حر طليق جسدا و لكن عقلك أسير الظنون

الحلقة ١٧

أتفق مع الأخ فايز الكندري بأن الحكم يجب أن يكون على الافعال و المناهج و ليس على الشخصيات. فقد أمدح فعلا لشخص و أذم أفعاله الأخرى.

و لكن أتساءل عندما يقول الأخ فايز أن الأمة لا تستحق النصرة لأنها تتناقض و تنتقد التكفير في حين أنها لا تبالي و تسكت و تتفهم و تبرر دعس الامريكي على العناق هنا و هناك. سؤالي للشيخ فايز هو:

من يرضى و يبرر إنتهاكات أمريكا أو غيرها؟ هل يقصد و يعتبر عجزنا بالرد على تلك الانتكاهات سكوتاً و موافقة و تفهم لكل ما تقترفه أمريكا؟

يبدوا لي انه نسي بأن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يمر بالمعتقلين المسلمين و الكفار يدوسونهم و يذيقونهم شر العذاب و يكتفي عليه الصلاة و السلام بقوله لهم: إصبروا يا آل ياسر فإن موعدكم الجنه. هل يجرؤ أحد أن يتهم الرسول صلى الله عليه و سلم بالخنوع أو التناقض بسبب موقفه هذا؟ طبعا لا، لأن الله نصرهم بصبرهم و لو بعد حين

الحلقة ١٩

الفانوس الذي صنعه المعتقلين و أهدوه للمحامي الأمريكي المخلص "باري" يعبر بكل جمال عن الآية الكريمة ٨ من سورة المائدة

(یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ كُونُوا۟ قَوَّ ٰ⁠مِینَ لِلَّهِ شُهَدَاۤءَ بِٱلۡقِسۡطِۖ وَلَا یَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنَـَٔانُ قَوۡمٍ عَلَىٰۤ أَلَّا تَعۡدِلُوا۟ۚ ٱعۡدِلُوا۟ هُوَ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِیرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ). لفتة رائعه من المعتقلين جزاهم الله خير

جميل حوار عمار و فايز عن الربيع العربي، و أميل لراي الشيخ فايز بأن الثورات كانت مسيرة من قبل الغرب. نحن الآن تتوفر لدينا الكثير من الادلة التي تفيد بأن قيادات الثورة و خاصة الاخوان المسلمين كانت تنسق سراً مع الأمريكان و الغرب منذ عهد بوش و تخطط و تدرب الشباب للربيع العربي و إفشال الدول

الربيع العربي كان في الظاهر يهدف الى الإطاحة بالأنظمة الديكتاتورية و نشر الحريات في حين الحقيقة إنه كان يهدف للإطاحة بالدول و إفشالها (و شتان بين النظام و الدولة) و نشر الفوضى بتمكين المليشيات منها

و لكن الاخ عمار سأل سؤال جميلا. سأل هل يجوز إتهام الشعوب بالسذاجة لدعمها الربيع العربي في ٢٠١١؟

أقول نعم، فقد كنت من الشعوب و لكني كنت أعلم من تجربتي بالثورة الإيرانية سنة ١٩٧٩ بأن الأنظمة الغربية لا تساعدنا من أجل الحرية و إنما لدمارنا و زعزعة إستقرارنا. فايران أيضا تحكمها المليشيات الى الآن و الشعب الإيراني مضطهد و معدوم و مسجون و يتم قمعهم و تعذيبهم و إعدامهم. هؤلاء أتوا الى الحكم بدعم غربي و أمريكي.  كذلك العراق من بعد إسقاط صدام، تحكمها المليشيات و الدمار في المنظومة العلمية و الصحية و الأمنية. الاعتقالات ما زالت مستمرة و الاغتيالات و قتل المتظاهرين و الفساد و التطهير العرقي و الطائفي. التجربة الإيرانية و العراقية كانتا بمباركة غربية و أمريكيه بحجة دعم حريات الشعوب و نشر الديمقراطية. هذه التجارب تكفي أن نستنتج بأن التنسيق مع الغرب سذاجة و الإعتقاد بأننا أذكى منهم غباء سياسي و واقع بشع

لذا، رغم إتفاقي مع الاخ فايز بأن الربيع العربي كان مسيراً أمريكياً و ليس مخيراً، الا أنني أختلف معه في أنني لم أفرح مثله عندما سقط الرئيس المصري حسني مبارك و إن كان دكتاتورا كما أنني لم أفرح لسقوط صدام

الحلقة ٢٠

يسال مستشار أوباما الاخ فايز أثناء التحقيق: ماذا تقول في من يقطعون الرؤوس بالسكاكين؟ فيجيبه الاخ فايز على سؤاله و يزيد قائلاً:

الاسلام يحرم قطع الروؤس بالسكاكين كما إنه يحرم قتل الأبرياء بصواريخ توماهوك الأمريكية!!!

فيبتسم المستشار و يرفض إطلاق سراح الاخ فايز

الاخ فايز مُصِر أن يناكف و يستفز الظالم و نسي أن الله جل جلاله أوصى نبيه موسى عليه الصلاة و السلام و أخاه هارون عليه السلام أن لا يستفزا فرعون كما في الآية ٤٤ من سورة طه (فَقُولَا لَهُۥ قَوۡلࣰا لَّیِّنࣰا لَّعَلَّهُۥ یَتَذَكَّرُ أَوۡ یَخۡشَىٰ). فما لي أراك يا أخ فايز أكثر ملكية من ملك الملوك؟!!!

إن شئت، إقرأ قوله تعالى في سورة النحل الآية ١٠٦ ( مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ).

و في السنة، أَخَذَ الْمُشْرِكُونَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ فَلَمْ يَتْرُكُوهُ حَتَّى سَبَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - وَذَكَرَ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ، ثُمَّ تَرَكُوهُ. فَلَمَّا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:  مَا وَرَاءَكَ؟. قَالَ: شَرٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ مَا تُرِكْتُ حَتَّى نِلْتُ مِنْكَ، وَذَكَرْتُ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ؟! قَالَ:  كَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ؟. قَالَ: مُطْمَئِنًا بِالإِيمَانِ. قَالَ:  إِنْ عَادُوا فَعُدْ"

لماذا يصر الأخ فايز أن لا يأخذ بكل هذه الرخص و هو أعلم مني بها؟ لماذا يحمل أسرته و شعبه و حكومته ما لا يطيقون؟

إن الله و رسوله صلى الله عليه و سلم رخصوا لعمار رضي الله عنه أن يقول بالكفر للنجاة بنفسه، فما بال الاخ فايز يصر أن يستفز و يذكر الامريكان بصواريخهم التوماهوك و كأنه يبرر قطع القاعدة لرؤوس مخالفيها بالسكين؟!!

لماذا يا أخ فايز انت أكثر ملكية من ملك الملوك؟!!!

لا يمكنني أن أنهي هذه المقالة دون أن أُذَكِّر نفسي بما قاله الشيخ فايز الكندري في إحدى حلقات الصندوق الأسود واصفاً حال أنصار القاعدة في أفغانستان "بأفراد جمعتهم الروايات". أقول، مع إختلافي مع القاعدة إلا أنني أعتبر تلك الثلة التي كانت تجتمع من أجل الآخرة، كانت أنضف و أنقى سريرة من الجماعات الإسلامية الحالية و التي تجتمع من أجل الدنيا و المال و الجاه و الطائفية البغيضة. مع الأسف، المعارضة لدينا في تدهور مستمر 

أدعوا الله أن يثيبك خيراً على إبتلائك و أن يهدينا جميعا لما فيه خيرنا 

يا مغيث 

و الآن، هيا معا الى الحلقة الأولى من هذه السلسة الذهبية: 

https://youtu.be/GwgpxK029pg

 

 

2 Arabs
3 Others
4 Muslims
6 بالعربية
bg
Logo_Header
The latest articles
الصندوق الأسود و المعتقل فايز الكندري
20 June 2021

إسمحوا لي أن أبدا رحلتي مع الشيخ فايز الكندري و الصندوق الأسود من الحلقة ٢٣ و الأخيرة

إسمحوا لي أن أعترف بأنني تعلمت منكم الكثير و أنا أحترم و أجل أساتذتي و أنتم منهم. كما سرني كثيرا ما قاله الشيخ فايز عن الأخوة السلفيين و المشهورين "بالمَدَاخِلة". دعوني أكمل فكرة الشيخ فايز الرائعه و اُلخِّص و أقول:

أرجوا من الجماعات الإسلامية (كالمداخلة) و التي تتحلى بالحكمة و تتعامل باللين عند الإختلاف مع ولاة الأمر أن يفعلوا ذلك مع جميع مخالفيهم. كما أرجوا من الفرق الإسلامية التي تتحلى بالحكمة و تتعامل بالرفق و اللين مع كل الفرق و الجماعات الإسلامية المخالفة أن تفعل ذلك مع ولاة الأمور

خطاب الشيخ فايز الكندري عقلاني و حكيم في حين قراراته كلها تتسم بالشدة. فعند كل مفترق طريق، أجده يختار أصعب الخيرين و الشرين، بدءً باختياره لأفغانستان كمكان لتنفيذ عمله الخيري و كذلك إصراره على الحضور شخصيا و الإشراف على حسن سير تلك الأعمال الخيرية دون أن يبالي بالأوضاع السياسية الملتهبة و الصراعات الدموية القائمة بين الجماعات الإسلامية و الفرق الطائفية المتناحرة و المخاطر التي تنتظر كل من يطئ قدمه تلك البقعة المفتونه. لعل قراراته الصعبة هي التي إنتهت به الى معتقل غوانتناموا البشع و بقائه هناك ١٤ سنة. لو تصرف الرسول صلى الله عليه و سلم كما تصرف فايز الكندري- حفظه الله - لانتهى الاسلام في مهده، و لكنه عليه الصلاة و السلام تصرف بالإعتدال و الحكمة و الرحمة و المتمثلة في منهجه الذي لخصه في روايات كثيرة و منها:

و عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه و سلم، يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه و سلم، فلما أخبروا كأنهم تقالوها و قالوا‏:‏ أين نحن من النبي صلى الله عليه و سلم قد غفر الله له تقدم من ذنبه و ما تأخر‏.‏ قال أحدهم‏:‏ أما أنا فأصلي الليل أبداً و قال الآخر‏:‏ و أنا أصوم الدهر أبداً و لا أفطر، و قال الآخر‏:‏ و أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً، فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم إليهم فقال‏:‏ ‏ "‏أنتم الذين قلتم كذا و كذا‏؟‏‏!‏ أما و الله إني لأخشاكم لله و أتقاكم له لكني أصوم و أفطر، و أصلي و أرقد، و أتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏

أشكر الاخ عمار و الشيخ فايز على هذه الحلقات الرائعه، و أسال الله لهما و للقائمين على البرنامج و المعتقلين و لي و لكم جميعا الهداية و خير الدنيا و الآخرةو أترككم الآن مع ملاحظات لي على بعض الحلقات

الحلقة ١٣

في هذه الحلقة، تحدث الاخ فايز عن تفنن الأمريكيين بالحرب النفسية من خلال عرضهم صور للشيخ السديس و غيره من المشايخ على المعتقلين من خلال شاشات مرئية كنماذج للشيوخ المعتدلين. فعلق احد المشاهدين على هذه الحلقة قائلا:

"الآن هل عرفت سبب حب الامريكان للسديس؟ هل بطل العجب ام لا؟"

عجبت من تعليقه و أجبته قائلا:

الامريكان الذين حاولوا أن يخدعوا و يفتنوا فايز الكندري عندما قالوا له أنهم يأسرون الامام أحمد بن حنبل - رحمه الله - و أن الإمام أحمد إعترف بجرائم فايز الكندري و إنتمائه لطالبان و تنظيم القاعدة، هم نفس الامريكان الذين أرادوا أن يخدعوا و يفتنوا فايز بعرض صور الشيخ سديس حفظه الله

العجيب أن الأمريكان فشلوا أن يفتنوا الاخ فايز و هو معتقل و لكنهم نجحوا أن يفتنوك بعد سنين طويلة و أنت خارج المعتقل و لمجرد إستماعك للروياه

فايز الكندري كان سجينا جسدا الا إنه كان حر الفكر و كيس فطن. في حين أنت أخي الكريم حر طليق جسدا و لكن عقلك أسير الظنون

الحلقة ١٧

أتفق مع الأخ فايز الكندري بأن الحكم يجب أن يكون على الافعال و المناهج و ليس على الشخصيات. فقد أمدح فعلا لشخص و أذم أفعاله الأخرى.

و لكن أتساءل عندما يقول الأخ فايز أن الأمة لا تستحق النصرة لأنها تتناقض و تنتقد التكفير في حين أنها لا تبالي و تسكت و تتفهم و تبرر دعس الامريكي على العناق هنا و هناك. سؤالي للشيخ فايز هو:

من يرضى و يبرر إنتهاكات أمريكا أو غيرها؟ هل يقصد و يعتبر عجزنا بالرد على تلك الانتكاهات سكوتاً و موافقة و تفهم لكل ما تقترفه أمريكا؟

يبدوا لي انه نسي بأن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يمر بالمعتقلين المسلمين و الكفار يدوسونهم و يذيقونهم شر العذاب و يكتفي عليه الصلاة و السلام بقوله لهم: إصبروا يا آل ياسر فإن موعدكم الجنه. هل يجرؤ أحد أن يتهم الرسول صلى الله عليه و سلم بالخنوع أو التناقض بسبب موقفه هذا؟ طبعا لا، لأن الله نصرهم بصبرهم و لو بعد حين

الحلقة ١٩

الفانوس الذي صنعه المعتقلين و أهدوه للمحامي الأمريكي المخلص "باري" يعبر بكل جمال عن الآية الكريمة ٨ من سورة المائدة

(یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ كُونُوا۟ قَوَّ ٰ⁠مِینَ لِلَّهِ شُهَدَاۤءَ بِٱلۡقِسۡطِۖ وَلَا یَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنَـَٔانُ قَوۡمٍ عَلَىٰۤ أَلَّا تَعۡدِلُوا۟ۚ ٱعۡدِلُوا۟ هُوَ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِیرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ). لفتة رائعه من المعتقلين جزاهم الله خير

جميل حوار عمار و فايز عن الربيع العربي، و أميل لراي الشيخ فايز بأن الثورات كانت مسيرة من قبل الغرب. نحن الآن تتوفر لدينا الكثير من الادلة التي تفيد بأن قيادات الثورة و خاصة الاخوان المسلمين كانت تنسق سراً مع الأمريكان و الغرب منذ عهد بوش و تخطط و تدرب الشباب للربيع العربي و إفشال الدول

الربيع العربي كان في الظاهر يهدف الى الإطاحة بالأنظمة الديكتاتورية و نشر الحريات في حين الحقيقة إنه كان يهدف للإطاحة بالدول و إفشالها (و شتان بين النظام و الدولة) و نشر الفوضى بتمكين المليشيات منها

و لكن الاخ عمار سأل سؤال جميلا. سأل هل يجوز إتهام الشعوب بالسذاجة لدعمها الربيع العربي في ٢٠١١؟

أقول نعم، فقد كنت من الشعوب و لكني كنت أعلم من تجربتي بالثورة الإيرانية سنة ١٩٧٩ بأن الأنظمة الغربية لا تساعدنا من أجل الحرية و إنما لدمارنا و زعزعة إستقرارنا. فايران أيضا تحكمها المليشيات الى الآن و الشعب الإيراني مضطهد و معدوم و مسجون و يتم قمعهم و تعذيبهم و إعدامهم. هؤلاء أتوا الى الحكم بدعم غربي و أمريكي.  كذلك العراق من بعد إسقاط صدام، تحكمها المليشيات و الدمار في المنظومة العلمية و الصحية و الأمنية. الاعتقالات ما زالت مستمرة و الاغتيالات و قتل المتظاهرين و الفساد و التطهير العرقي و الطائفي. التجربة الإيرانية و العراقية كانتا بمباركة غربية و أمريكيه بحجة دعم حريات الشعوب و نشر الديمقراطية. هذه التجارب تكفي أن نستنتج بأن التنسيق مع الغرب سذاجة و الإعتقاد بأننا أذكى منهم غباء سياسي و واقع بشع

لذا، رغم إتفاقي مع الاخ فايز بأن الربيع العربي كان مسيراً أمريكياً و ليس مخيراً، الا أنني أختلف معه في أنني لم أفرح مثله عندما سقط الرئيس المصري حسني مبارك و إن كان دكتاتورا كما أنني لم أفرح لسقوط صدام

الحلقة ٢٠

يسال مستشار أوباما الاخ فايز أثناء التحقيق: ماذا تقول في من يقطعون الرؤوس بالسكاكين؟ فيجيبه الاخ فايز على سؤاله و يزيد قائلاً:

الاسلام يحرم قطع الروؤس بالسكاكين كما إنه يحرم قتل الأبرياء بصواريخ توماهوك الأمريكية!!!

فيبتسم المستشار و يرفض إطلاق سراح الاخ فايز

الاخ فايز مُصِر أن يناكف و يستفز الظالم و نسي أن الله جل جلاله أوصى نبيه موسى عليه الصلاة و السلام و أخاه هارون عليه السلام أن لا يستفزا فرعون كما في الآية ٤٤ من سورة طه (فَقُولَا لَهُۥ قَوۡلࣰا لَّیِّنࣰا لَّعَلَّهُۥ یَتَذَكَّرُ أَوۡ یَخۡشَىٰ). فما لي أراك يا أخ فايز أكثر ملكية من ملك الملوك؟!!!

إن شئت، إقرأ قوله تعالى في سورة النحل الآية ١٠٦ ( مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ).

و في السنة، أَخَذَ الْمُشْرِكُونَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ فَلَمْ يَتْرُكُوهُ حَتَّى سَبَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - وَذَكَرَ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ، ثُمَّ تَرَكُوهُ. فَلَمَّا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:  مَا وَرَاءَكَ؟. قَالَ: شَرٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ مَا تُرِكْتُ حَتَّى نِلْتُ مِنْكَ، وَذَكَرْتُ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ؟! قَالَ:  كَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ؟. قَالَ: مُطْمَئِنًا بِالإِيمَانِ. قَالَ:  إِنْ عَادُوا فَعُدْ"

لماذا يصر الأخ فايز أن لا يأخذ بكل هذه الرخص و هو أعلم مني بها؟ لماذا يحمل أسرته و شعبه و حكومته ما لا يطيقون؟

إن الله و رسوله صلى الله عليه و سلم رخصوا لعمار رضي الله عنه أن يقول بالكفر للنجاة بنفسه، فما بال الاخ فايز يصر أن يستفز و يذكر الامريكان بصواريخهم التوماهوك و كأنه يبرر قطع القاعدة لرؤوس مخالفيها بالسكين؟!!

لماذا يا أخ فايز انت أكثر ملكية من ملك الملوك؟!!!

لا يمكنني أن أنهي هذه المقالة دون أن أُذَكِّر نفسي بما قاله الشيخ فايز الكندري في إحدى حلقات الصندوق الأسود واصفاً حال أنصار القاعدة في أفغانستان "بأفراد جمعتهم الروايات". أقول، مع إختلافي مع القاعدة إلا أنني أعتبر تلك الثلة التي كانت تجتمع من أجل الآخرة، كانت أنضف و أنقى سريرة من الجماعات الإسلامية الحالية و التي تجتمع من أجل الدنيا و المال و الجاه و الطائفية البغيضة. مع الأسف، المعارضة لدينا في تدهور مستمر 

أدعوا الله أن يثيبك خيراً على إبتلائك و أن يهدينا جميعا لما فيه خيرنا 

يا مغيث 

و الآن، هيا معا الى الحلقة الأولى من هذه السلسة الذهبية: 

https://youtu.be/GwgpxK029pg

 

 

URL copied to clipboard!