Logo_Header
bg
Nuclear personality before nuclear plant i don't charge for being fair
HAPPY SUPPLIER +
HAPPY OWNER =
SUCCESSFUL PROJECT
أما آن للأشقر أن يهدأ؟
17 July 2021

 

يقول المؤرخ اليهودي الصهيوني الراحل برنارد لويس في محاولته التفريق بين دين الإسلام و الفرق الإسلامية المتطرفة:

"المقصود بالمسيحية هي جل الحضارة المتشكلة من الديانة المسيحية، و قد تشمل تلك الحضارة عناصر كثيرة لا علاقة لها بالديانة نفسها و قد تكون معادية لتلك الديانة، الا أنها نشأت ضمن تلك الحضارة. فعلى سبيل المثال، يمكننا أن نقول بأن هيتلر و النازية نشأتا ضمن المسيحية و لكننا لا نستطيع أن نقول بأن هيتلر و النازية نشأتا من الديانة المسيحية. لابد من مراعاة هذا الفارق".

و عليه أيها القارئ الكريم، إن المقصود في هذه المقالة "بالغرب الصليبي" هي جل الحضارة المسيحية و ليست الديانة المسيحية أو أتباعها. فوجب التنبيه. 

أقول و بالله التوفيق، إذا أردت أن تعرف الحق، فأنظر أين تتجه سهام  داعش و القاعدة و الحوثيين و الفكر الإرهابي و تركيا و إيران و حزب الله و منظومة الجزيرة القطرية و الاخوان المسلمين و حماس و الحشد الشعبي و الاعلام الغربي. في الواقع، كل السهام تتجه الى الأمير الشاب و المصلح محمد بن سلمان حفظه الله.

إنها صورة معبرة للغرب الصليبي المرتبك و الذي يخطط الفشل لأجياله القادمة عندما يُفَصِّل المصائب لنا جميعا في المنطقة بالإستثمار في خلافاتنا. يريدوننا متناحرين ليُصَدِّقوا كذبة تفوقهم العرقي، و الحقيقة المؤسفة أن الغرب الصليبي خائف و قلق بسبب البدايات المزيفة لنهضته العلمية الخلابة و التي أورثتهم عدم الثقة بالنفس و وهم عدم القدرة على الاحتفاظ بصدارتهم العالمية.  إلا أنني لا أرى مبرراً لكل هذا الخوف و القلق، فالكعكة كبيرة و تكفي الجميع و بقاء الحضارة الغربية الصليبية الرائدة ضرورة إنسانية ملحة بالرغم من كل عيوبها. أما آن للغرب الصليبي أن يورث الرخاء لأجياله القادمة بأن يجرب معنا الإستثمار بالشراكات الاستراتيجية القائمة على المصداقية بدلا من الإستمرار في التخبط بالمؤامرات التي أثبتت فشلها؟

ففي سعيه أو تخبطه في المحافظة على الصدارة، راق للغرب الصليبي أن تبقى المملكة العربية السعودية تحت مرمى إنتقاداتهم و متقوقعة بالتنافس على مستوى محيطها الخليجي. راق لهم أن يقارنوا المملكة العربية السعودية السنية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية الشيعية، كطرفي نقيض لعملة إسلامية يراد لها أن تبدوا في أعين الغرب الصليبية كعقيدة رجعية و متخلفة و متوحشة، و هي صورة بشعة يُراد بها عرقلة الربيع الإسلامي السلفي السَّلس و الذي عبر على مدى عقود عدة حصون سايكس بيكوا الصليبية العاجزة. راق لهم أن يطالبوا بالإصلاحات و أن تبقى المملكة العربيه السعودية مُمتنعة و حصونهم الصليبية آمنة.

https://youtu.be/_rZwnJ1cE1s

 

و الدليل أنهم إنزعجوا و هاجوا و إزدادوا هجوماً على المملكة العربية السعودية عندما رأوا الأمير الشاب محمد بن سلمان -حفظه الله- يقوم بإصلاحات جذرية و سريعة من شأنها أن تأخذ المملكة العربية السعودية من المحلية الى العالمية في وقت وجيز و لتصبح المملكة من الوجهات المفضلة عالميا على القلوب الغربية. و تزداد إرتباكهم و عدائيتهم للمملكة شدة كلما تسارعت وتيرة الإصلاحات و تحققت أهداف خطة ٢٠٣٠ التنموية و إنتعشت الحقوق المدنية، لتنكشف بذلك كذب شعارات الغرب الصليبي الإصلاحية. فهم لا يريدون تكرار التجربة الإماراتية و التي أسرت القلوب الغربية.

إنتبه أيها القارئ الكريم، فإصلاحات المملكة العربية السعودية إقتصادية بحتة و صادرة من العقول الإقتصادية في الرياض، و مخطئ من يظن أن الإصلاحات غربية أو إنها تستهدف الدين الإسلامي و تُملَى إملاء على المملكة. الإصلاحات السعودية الإقتصادية قديمة جديدة، فهي تنتهج النهج التنموي و المتوازن لباني دبي الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم -رحمه الله- منذ الستينات من القرن المنصرم، و هو نهج إقتصادي صرف و قرار سيادي و لا علاقة له بالضغوطات السياسية.

الغرب الصليبي لا يخشى الإسلام السياسي المتطرف و لا يرغب في إصلاحه، بل يتفهمه و يستثمر فيه و ينتقده و يضرب به منافسيه متى ما شاء. الغرب الصليبي لم و لا و لن يتمنى الإصلاحات للمملكة العربية السعودية و ما يتحقق الآن من إصلاحات تُزعجهم، كما أزعجتهم من قبل إصلاحات شاه إيران الإقتصادية و سعيه الحثيث للعالمية بالتنمية المتسارعة، و هو ما دفع بالغرب الصليبي المرتبك الى دعم قيام خلافة إسلامية شيعية حشدية (ميليشياوية) في إيران، دون أن يكترث بشعاراتها المتشددة و المعادية للسامية مثل "الموت لأمريكا و الموت لإسرائيل" و لكنه راهن و بكل ذكاء على الأهداف التوسعية و المتعارضة مع التنمية لتلك الخلافة الشيعية الناشئة الثائرة و أفعالها المدمرة على أرض الواقع، و التي بدورها أضعفت المنطقة بأسرها إقتصادياً و أخرتها تنموياً و خدمت بذلك الغرب الصليبي.

و اليوم تُزعج النهضة الإقتصادية الصينية المتنامية الغرب الصليبي و التي تكاد أن تتوج الصين عرش نادي الكبار، ليزداد الغرب الصليبي إرتباكاً و تخبطاً و يقوم بدعم قيام خلافة هندوسية متطرفة على الحدود الصينية الباكستانية، تحمل في طياتها بشارة صدام من شأنه إزالة المنافسة الآسيوية. كما يقوم الغرب الصليبي بشيطنة الصين إعلاميا و المتاجرة بدعم مطالب الثوار في هونغ كونغ و المتاجرة بدعم مَظلومية مسلمي الإيغور. فالغرب الصليبي لا يطيق عالماً تتصدره الصين إقتصاديا و المملكة العربية السعودية عقائدياً.

 

التاريخ مهم لانه يشرح الحاضر، و العكس صحيح، فالحاضر يشرح الماضي. و يتبين لك بنظرة سريعة لحاضر العالم العربي و الإسلامي أن الكذب دين الطاعنين في المملكة العربية السعودية و هم بين مجتهد مخطئ و مراهق سياسي أو معارض متطرف أو أخ حاسد أو شريك طامع و عدو صليبي لا يثق بنفسه. و يقوم الأخير بتجنيد و دعم كل تلك القوى و مباركة قيام خلافة إسلامية سنية حشدية (ميليشياوية) من شأنها القضاء على ما تبقى من الأمل للأجيال القادمة. 

فالعالم العربي و الإسلامي اليوم منقسمان الى كتلتين، الأولى مع عالمية المملكة العربية السعودية (و الإمارات العربية المتحدة منها)، و الثانية ضد عالمية المملكة العربية السعودية (و إيران و تركيا و قطر منها).  لكل كتلة رأيها و فكرها و شعاراتها و طموحاتها المشروعة، إلا أن الكتلة الثانية تتميز بالجرأة على الكذب و التدليس الإعلامي و الكيل بمكيالين في حين الكتلة الأولى تتميز بقدر أكبر من الصراحة و الشفافية. هذا المشهد يذكرنا بحال المسلمين بعد القرون الخيرية و عندما ضربت تسونامي الأخبار الكاذبة شواطئ المجتمع المسلم و فتنتها، و أتت برواد التدليس ينهشون في صدور الأمة كالقرش الأبيض. فتصدى لتلك الموجات العارمة علماء ثقات نذروا أنفسهم لإنقاذ الأمة بتنقيح تلك الأخبار و تمييز الغث من الثمين و إتباع الصحيح منها. و عليه، إن صادفك من يُصَهيِن المملكة العربية السعودية بالطعن في ماضيها و الاستناد الى أخبار تفيد بأن نشأتها كانت يهودية، تذكر أن تلك الأخبار و المصادر القديمة ليست آيات قرآنية لا ريب فيها، بل يمكن لتلك الأخبار أن تكون محض حكايات و أكاذيب نشرها أجداد رواد حاضرنا الكاذب. لذا، إتَّبع من شئت و لكن إياك أن تتبع مدلس كاذب، فهذا يخالف نهج أهل السنة و الجماعة. 

و لا يخفى على عاقل بأن الشقيقة تركيا المتصوفة تتمنى أن تبقى هي واجهة العالم الإسلامي المتحضر (و لها ذلك)، و لذا تأرقها فكرة عالمية المملكة العربية السعودية السلفية. و للأسف الشديد، المنافسة السعودية تقلق مضجع العثمانيين الجدد و طموحاتهم التوسعية و القيادية، كما أن المنافسة السعودية تقلق مضجع الغرب الصليبي المرتبك و الذي يعمل جاهداً و في غفلة من بني جلدتنا على أن لا تصل العقيدة الاسلامية السلفية الصوفية النقية و العقلانية و الجذابة و المتسامحة بشكلها الجديد و السهل و السمح الى العالمية على بساط الإصلاحات السعودية. تلك العقيدة المُوحِّدة و التي من شأنها أن تجمع الناس مجدداً باختلاف أعراقهم على دين واحد خال من الأحقاد و النعرات، و أخص هنا الأمة الغربية الصليبية و التي ترعرعت على حسن الإستماع و الإستقلالية في الرأي و الفكر و تقبل كل ما هو منطقي و علمي و سهل.

يبقى أن يتذكر الجميع أن الكعكة كبيرة و تكفي الجميع و أن المنافسة مطلوبة دون أن يطمع الأكبر في حصة الأصغر و دون الإضرار بقيمنا و هويتنا و أُسرنا المتماسكة، فالآخرين يروننا أجمل بتراثنا و قيمنا و هويتنا الأصيلة. فلنتنافس بهدف توريث الرخاء لأجيالنا القادمة و جيراننا و البشرية جمعاء بالإستثمار في الشراكات الاستراتيجية و القائمة على المصداقية. 

و المضحك المبكي أن رغم كل الاصلاحات الإقتصادية و الإجتماعية السعودية و إنجازاتها المبهرة، تضل سهام محور المقاومة بقيادة الإعلام الغربي متجهة الى الأمير الشاب محمد بن سلمان، حفظه الله. و ما زال الغرب الصليبي يدق على الطبول بينما يطوف بنوا جلدتنا من حوله بالمُكاء و التصدية و هم مستمرون بشيطنة المملكة العربية السعودية و إستهدافها. فإياك أن تصفق و تخوض مع الخائضين! 

أما آن للأسمر السني أن يترك المنهج الإنتحاري و المُدمِّر و يتبع حَسَن بن علي (سيد أهل السنة و الجماعة، رضي الله عنهما) و منهجه الجامع و المُعمِّر، أما آن للأسمر الشيعي أن يترك المنهج الصفوي المدمر و يتبع منهج آل البيت الكرام المُعمِّر، و أما آن للأشقر الصليبي أن يهدأ و يعتذر من نفسه و يكف عن التنمر؟ 

يا مغيث!

2 Arabs
3 Others
4 Muslims
6 بالعربية
bg
Logo_Header
The latest articles
أما آن للأشقر أن يهدأ؟
17 July 2021

 

يقول المؤرخ اليهودي الصهيوني الراحل برنارد لويس في محاولته التفريق بين دين الإسلام و الفرق الإسلامية المتطرفة:

"المقصود بالمسيحية هي جل الحضارة المتشكلة من الديانة المسيحية، و قد تشمل تلك الحضارة عناصر كثيرة لا علاقة لها بالديانة نفسها و قد تكون معادية لتلك الديانة، الا أنها نشأت ضمن تلك الحضارة. فعلى سبيل المثال، يمكننا أن نقول بأن هيتلر و النازية نشأتا ضمن المسيحية و لكننا لا نستطيع أن نقول بأن هيتلر و النازية نشأتا من الديانة المسيحية. لابد من مراعاة هذا الفارق".

و عليه أيها القارئ الكريم، إن المقصود في هذه المقالة "بالغرب الصليبي" هي جل الحضارة المسيحية و ليست الديانة المسيحية أو أتباعها. فوجب التنبيه. 

أقول و بالله التوفيق، إذا أردت أن تعرف الحق، فأنظر أين تتجه سهام  داعش و القاعدة و الحوثيين و الفكر الإرهابي و تركيا و إيران و حزب الله و منظومة الجزيرة القطرية و الاخوان المسلمين و حماس و الحشد الشعبي و الاعلام الغربي. في الواقع، كل السهام تتجه الى الأمير الشاب و المصلح محمد بن سلمان حفظه الله.

إنها صورة معبرة للغرب الصليبي المرتبك و الذي يخطط الفشل لأجياله القادمة عندما يُفَصِّل المصائب لنا جميعا في المنطقة بالإستثمار في خلافاتنا. يريدوننا متناحرين ليُصَدِّقوا كذبة تفوقهم العرقي، و الحقيقة المؤسفة أن الغرب الصليبي خائف و قلق بسبب البدايات المزيفة لنهضته العلمية الخلابة و التي أورثتهم عدم الثقة بالنفس و وهم عدم القدرة على الاحتفاظ بصدارتهم العالمية.  إلا أنني لا أرى مبرراً لكل هذا الخوف و القلق، فالكعكة كبيرة و تكفي الجميع و بقاء الحضارة الغربية الصليبية الرائدة ضرورة إنسانية ملحة بالرغم من كل عيوبها. أما آن للغرب الصليبي أن يورث الرخاء لأجياله القادمة بأن يجرب معنا الإستثمار بالشراكات الاستراتيجية القائمة على المصداقية بدلا من الإستمرار في التخبط بالمؤامرات التي أثبتت فشلها؟

ففي سعيه أو تخبطه في المحافظة على الصدارة، راق للغرب الصليبي أن تبقى المملكة العربية السعودية تحت مرمى إنتقاداتهم و متقوقعة بالتنافس على مستوى محيطها الخليجي. راق لهم أن يقارنوا المملكة العربية السعودية السنية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية الشيعية، كطرفي نقيض لعملة إسلامية يراد لها أن تبدوا في أعين الغرب الصليبية كعقيدة رجعية و متخلفة و متوحشة، و هي صورة بشعة يُراد بها عرقلة الربيع الإسلامي السلفي السَّلس و الذي عبر على مدى عقود عدة حصون سايكس بيكوا الصليبية العاجزة. راق لهم أن يطالبوا بالإصلاحات و أن تبقى المملكة العربيه السعودية مُمتنعة و حصونهم الصليبية آمنة.

https://youtu.be/_rZwnJ1cE1s

 

و الدليل أنهم إنزعجوا و هاجوا و إزدادوا هجوماً على المملكة العربية السعودية عندما رأوا الأمير الشاب محمد بن سلمان -حفظه الله- يقوم بإصلاحات جذرية و سريعة من شأنها أن تأخذ المملكة العربية السعودية من المحلية الى العالمية في وقت وجيز و لتصبح المملكة من الوجهات المفضلة عالميا على القلوب الغربية. و تزداد إرتباكهم و عدائيتهم للمملكة شدة كلما تسارعت وتيرة الإصلاحات و تحققت أهداف خطة ٢٠٣٠ التنموية و إنتعشت الحقوق المدنية، لتنكشف بذلك كذب شعارات الغرب الصليبي الإصلاحية. فهم لا يريدون تكرار التجربة الإماراتية و التي أسرت القلوب الغربية.

إنتبه أيها القارئ الكريم، فإصلاحات المملكة العربية السعودية إقتصادية بحتة و صادرة من العقول الإقتصادية في الرياض، و مخطئ من يظن أن الإصلاحات غربية أو إنها تستهدف الدين الإسلامي و تُملَى إملاء على المملكة. الإصلاحات السعودية الإقتصادية قديمة جديدة، فهي تنتهج النهج التنموي و المتوازن لباني دبي الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم -رحمه الله- منذ الستينات من القرن المنصرم، و هو نهج إقتصادي صرف و قرار سيادي و لا علاقة له بالضغوطات السياسية.

الغرب الصليبي لا يخشى الإسلام السياسي المتطرف و لا يرغب في إصلاحه، بل يتفهمه و يستثمر فيه و ينتقده و يضرب به منافسيه متى ما شاء. الغرب الصليبي لم و لا و لن يتمنى الإصلاحات للمملكة العربية السعودية و ما يتحقق الآن من إصلاحات تُزعجهم، كما أزعجتهم من قبل إصلاحات شاه إيران الإقتصادية و سعيه الحثيث للعالمية بالتنمية المتسارعة، و هو ما دفع بالغرب الصليبي المرتبك الى دعم قيام خلافة إسلامية شيعية حشدية (ميليشياوية) في إيران، دون أن يكترث بشعاراتها المتشددة و المعادية للسامية مثل "الموت لأمريكا و الموت لإسرائيل" و لكنه راهن و بكل ذكاء على الأهداف التوسعية و المتعارضة مع التنمية لتلك الخلافة الشيعية الناشئة الثائرة و أفعالها المدمرة على أرض الواقع، و التي بدورها أضعفت المنطقة بأسرها إقتصادياً و أخرتها تنموياً و خدمت بذلك الغرب الصليبي.

و اليوم تُزعج النهضة الإقتصادية الصينية المتنامية الغرب الصليبي و التي تكاد أن تتوج الصين عرش نادي الكبار، ليزداد الغرب الصليبي إرتباكاً و تخبطاً و يقوم بدعم قيام خلافة هندوسية متطرفة على الحدود الصينية الباكستانية، تحمل في طياتها بشارة صدام من شأنه إزالة المنافسة الآسيوية. كما يقوم الغرب الصليبي بشيطنة الصين إعلاميا و المتاجرة بدعم مطالب الثوار في هونغ كونغ و المتاجرة بدعم مَظلومية مسلمي الإيغور. فالغرب الصليبي لا يطيق عالماً تتصدره الصين إقتصاديا و المملكة العربية السعودية عقائدياً.

 

التاريخ مهم لانه يشرح الحاضر، و العكس صحيح، فالحاضر يشرح الماضي. و يتبين لك بنظرة سريعة لحاضر العالم العربي و الإسلامي أن الكذب دين الطاعنين في المملكة العربية السعودية و هم بين مجتهد مخطئ و مراهق سياسي أو معارض متطرف أو أخ حاسد أو شريك طامع و عدو صليبي لا يثق بنفسه. و يقوم الأخير بتجنيد و دعم كل تلك القوى و مباركة قيام خلافة إسلامية سنية حشدية (ميليشياوية) من شأنها القضاء على ما تبقى من الأمل للأجيال القادمة. 

فالعالم العربي و الإسلامي اليوم منقسمان الى كتلتين، الأولى مع عالمية المملكة العربية السعودية (و الإمارات العربية المتحدة منها)، و الثانية ضد عالمية المملكة العربية السعودية (و إيران و تركيا و قطر منها).  لكل كتلة رأيها و فكرها و شعاراتها و طموحاتها المشروعة، إلا أن الكتلة الثانية تتميز بالجرأة على الكذب و التدليس الإعلامي و الكيل بمكيالين في حين الكتلة الأولى تتميز بقدر أكبر من الصراحة و الشفافية. هذا المشهد يذكرنا بحال المسلمين بعد القرون الخيرية و عندما ضربت تسونامي الأخبار الكاذبة شواطئ المجتمع المسلم و فتنتها، و أتت برواد التدليس ينهشون في صدور الأمة كالقرش الأبيض. فتصدى لتلك الموجات العارمة علماء ثقات نذروا أنفسهم لإنقاذ الأمة بتنقيح تلك الأخبار و تمييز الغث من الثمين و إتباع الصحيح منها. و عليه، إن صادفك من يُصَهيِن المملكة العربية السعودية بالطعن في ماضيها و الاستناد الى أخبار تفيد بأن نشأتها كانت يهودية، تذكر أن تلك الأخبار و المصادر القديمة ليست آيات قرآنية لا ريب فيها، بل يمكن لتلك الأخبار أن تكون محض حكايات و أكاذيب نشرها أجداد رواد حاضرنا الكاذب. لذا، إتَّبع من شئت و لكن إياك أن تتبع مدلس كاذب، فهذا يخالف نهج أهل السنة و الجماعة. 

و لا يخفى على عاقل بأن الشقيقة تركيا المتصوفة تتمنى أن تبقى هي واجهة العالم الإسلامي المتحضر (و لها ذلك)، و لذا تأرقها فكرة عالمية المملكة العربية السعودية السلفية. و للأسف الشديد، المنافسة السعودية تقلق مضجع العثمانيين الجدد و طموحاتهم التوسعية و القيادية، كما أن المنافسة السعودية تقلق مضجع الغرب الصليبي المرتبك و الذي يعمل جاهداً و في غفلة من بني جلدتنا على أن لا تصل العقيدة الاسلامية السلفية الصوفية النقية و العقلانية و الجذابة و المتسامحة بشكلها الجديد و السهل و السمح الى العالمية على بساط الإصلاحات السعودية. تلك العقيدة المُوحِّدة و التي من شأنها أن تجمع الناس مجدداً باختلاف أعراقهم على دين واحد خال من الأحقاد و النعرات، و أخص هنا الأمة الغربية الصليبية و التي ترعرعت على حسن الإستماع و الإستقلالية في الرأي و الفكر و تقبل كل ما هو منطقي و علمي و سهل.

يبقى أن يتذكر الجميع أن الكعكة كبيرة و تكفي الجميع و أن المنافسة مطلوبة دون أن يطمع الأكبر في حصة الأصغر و دون الإضرار بقيمنا و هويتنا و أُسرنا المتماسكة، فالآخرين يروننا أجمل بتراثنا و قيمنا و هويتنا الأصيلة. فلنتنافس بهدف توريث الرخاء لأجيالنا القادمة و جيراننا و البشرية جمعاء بالإستثمار في الشراكات الاستراتيجية و القائمة على المصداقية. 

و المضحك المبكي أن رغم كل الاصلاحات الإقتصادية و الإجتماعية السعودية و إنجازاتها المبهرة، تضل سهام محور المقاومة بقيادة الإعلام الغربي متجهة الى الأمير الشاب محمد بن سلمان، حفظه الله. و ما زال الغرب الصليبي يدق على الطبول بينما يطوف بنوا جلدتنا من حوله بالمُكاء و التصدية و هم مستمرون بشيطنة المملكة العربية السعودية و إستهدافها. فإياك أن تصفق و تخوض مع الخائضين! 

أما آن للأسمر السني أن يترك المنهج الإنتحاري و المُدمِّر و يتبع حَسَن بن علي (سيد أهل السنة و الجماعة، رضي الله عنهما) و منهجه الجامع و المُعمِّر، أما آن للأسمر الشيعي أن يترك المنهج الصفوي المدمر و يتبع منهج آل البيت الكرام المُعمِّر، و أما آن للأشقر الصليبي أن يهدأ و يعتذر من نفسه و يكف عن التنمر؟ 

يا مغيث!

URL copied to clipboard!