Logo_Header
bg
Nuclear personality before nuclear plant i don't charge for being fair
HAPPY SUPPLIER +
HAPPY OWNER =
SUCCESSFUL PROJECT
ديفاداسي
17 September 2020

ترجمة: خالد الخاجة 

موتولاكشمي ريدي (Muthulakshmi Reddy)، من مواليد سنة 1886 في تاميل نادوا، الهند

كانت أمها من نساء ديفاداسي (Devadasi) و اللاتي كن ظاهريا مخصصات لخدمة الاوثان في المعابد و حمل فن الرقص للأجيال القادمة. إلا أن الواقع كان مختلف و محبط، فقد كانت الحكومة البريطانية تعبرهن بغايا. في الواقع، كانت العلة أكبر من كونها مجرد دعارة، لانهن ما إخترن هذا المصير

كانت المؤسسة الدينيه تضيف الفتاة كالوقف قبل بلوغها بمراسيم دينيه، لتُلَقب بعدها بالمحظية. و كانت الديفاداسي لا تتزوج و تلقب بالنيتيا سومانغالي (Nityasumangali) اي التي لا تترمل

لحسن الحظ، كان والد موتولاكشمي أكاديميا و ناظر مدرسة، فاعطاها قوة التعليم. كان صفها في المدرسة يحتوي على 40 طالبا و 3 طالبات، تفصلهم شاشه. رغم ذلك، إعتادت عائلات الطلاب الذكور الإعتراض  لخشيتهم من جذب تلك الفتيات لابنائهم "البريئين"، و بلغ الإعتراض حد إستقالة أحد الاساتذة. الا أن والدها وقف بجانبها و سلحها بعصا تحمي بها نفسها. بعد بلوغها سن الرشد، أتمت دراستها في البيت

لم تكتفي موتولاكشمي بالرغبة في تغيير مصيرها، بل عزمت على أن تغير مصير غيرها من الفتيات. فطلبت من المهاراجا ليمول التحاقها بكلية الطب، فاندهش المهراجا و أهداها مبلغ 150 روبية، و هذا المبلغ المجزي كان كفيلا لخلاصها و تحويل مسار حياتها

كانت أول فتاة تلتحق بكلية مِدراس للطب. كانت حريصة و أحرزت عدة جوائز. اندهش الأساتذة عندما قررت أن تتخصص في التوليد و تصبح جراحة. فآن ذاك، كانت الجراحة بقسوتها و دمائها تشتهر كمهنة الرجال. مع ذلك و بالمصابرة، نجحت موتولاكشمي أن تكون طبيبة الولادة الى أن توفت أختها بسبب السرطان

آن ذاك، كان السرطان مرض مخيف يجعل المصابين به يستسلمون و ينتظرون الموت. فعزمت الطبيبه موتولاكشمي أن تسافر الى بريطانيا لتتدرب على التعامل مع مرضى السرطان في مستشفى مارسدين الملكي. رجعت الى مدراس لتواجه واقع اللامبالاة الاليم تجاه مرض السرطان. توجهت موتولاكشمي الى جمعية المرأة الهندية و التي وافقت على تمويل  إنشاء معهد أديار للسرطان و هو أول مستشفى للسرطان في مدراس

و عندما هربت 3 فتيات في نماكال من نظام ديفاداسي، سألن موتولاكشمي "ماذا سيكون مصيرنا؟ و أين سنقيم؟". عندها، شعرت بوخامة المشكلة و بداية رحلة ستُتَوج بتحريرهن. فلم تقم بايوائهن فحسب، بل أسست بيت أفاي (Avvai Home)، و أصبحت مناضلة وطنية بعد أن تعرفت على المناضله ساروجيني نايدو (Sarojini Naidu). و عندما أدركت اهمية القوة السياسية، كانت أول إمرأة تنظم للمجلس التشريعي في الحكومة البريطانية في الهند. و كانت أول إمرأة في العالم تشغل منصب نائب رئيس المجلس التشريعي 

تزوجت سوندرا ريدي بشرط أن يكونا متساويين. الطبيبه موتولاكشمي ريدي واجهت معركتين، الأولى إيجاد أرض و مال لبناء مستشفى للسرطان و الثانية تحرير فتيات الديفاداسي، حيث اضطرت ان تواجه امثال الطبيب راجاگوپالا چاری (Rajagopalachari). و إشتهرت موتولاكشمي بموقفها عندما عبر متحدث أثناء الاجتماع عن تضامنه مع من سمَّاهن بالاخوات الساقطات (Fallen Sisters)، فردت عليه بصوت مُرعِد "كيف تجرأ و تسميهم بالاخوات الساقطات؟ لا وجود لعفة النساء في غياب عفة الرجال. الرجال الذين إستغلوهن كانوا أكبر سناً و لابد من محاكمتهم". كانت تعلم إنهن كنَّ مُكرهات، لا مُخيرات.  

و زأرت في وجه راجاگوپالا چاری و إس ساتيامورتي  (S Satyamurthi) "إذا أردتم من يحافظ على الفن و التراث، لماذا لا تتركون الديفاداسي و ترسلون النساء من بيوتكم؟". المعارضة الشرسة كانت لتذبل غيرها، لولا شخصيتها التي صِيغَت في النار. جهودها أثمرت في المعركتين

إزدهر مستشفى السرطان ببطئ و ثبات. طالبت بالدعم المالي من الجميع،  بما فيهم الملك جورج الخامس (George V). اليوم، يعتبر المستشفى مؤسسة عالمية، يمنح الكثيرين فرصة الحياة.  يقف نصبها التذكاري هناك كالملاك تحرس مرضى السرطان. في الخامس من ديسمبر من سنة 1947, تبنت الرئاسه في مدراس مشروع قانون‌ طال انتظاره يمنع وقف الفتيات في المعابد كديفاديس.  

و استمرت الحكومة الهندية بتكريمها بجائزة پادما بوشان (Padma Phushan). أما حكومة تاميل نادوا، فقد أكرمتها بتسمية برنامج مزايا الحمل بها. و سمي شارع في چینای (مدراس سابقا) باسمها

انها قصة انتصار المثابرة على المصير. النبذ الاجتماعي و قيود الاستعمار فشلا أن يغزوا إرادتها. إنها بطلة تستحق ان نُعَرفها بفتياتنا. ربما من الأفضل أن نستبدل قصة سندريلا بقصتها.

مَن منا سمع بقصتها؟

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=2700431416835437&id=1929664013912185

3 Others
6 بالعربية
bg
Logo_Header
The latest articles
ديفاداسي
17 September 2020

ترجمة: خالد الخاجة 

موتولاكشمي ريدي (Muthulakshmi Reddy)، من مواليد سنة 1886 في تاميل نادوا، الهند

كانت أمها من نساء ديفاداسي (Devadasi) و اللاتي كن ظاهريا مخصصات لخدمة الاوثان في المعابد و حمل فن الرقص للأجيال القادمة. إلا أن الواقع كان مختلف و محبط، فقد كانت الحكومة البريطانية تعبرهن بغايا. في الواقع، كانت العلة أكبر من كونها مجرد دعارة، لانهن ما إخترن هذا المصير

كانت المؤسسة الدينيه تضيف الفتاة كالوقف قبل بلوغها بمراسيم دينيه، لتُلَقب بعدها بالمحظية. و كانت الديفاداسي لا تتزوج و تلقب بالنيتيا سومانغالي (Nityasumangali) اي التي لا تترمل

لحسن الحظ، كان والد موتولاكشمي أكاديميا و ناظر مدرسة، فاعطاها قوة التعليم. كان صفها في المدرسة يحتوي على 40 طالبا و 3 طالبات، تفصلهم شاشه. رغم ذلك، إعتادت عائلات الطلاب الذكور الإعتراض  لخشيتهم من جذب تلك الفتيات لابنائهم "البريئين"، و بلغ الإعتراض حد إستقالة أحد الاساتذة. الا أن والدها وقف بجانبها و سلحها بعصا تحمي بها نفسها. بعد بلوغها سن الرشد، أتمت دراستها في البيت

لم تكتفي موتولاكشمي بالرغبة في تغيير مصيرها، بل عزمت على أن تغير مصير غيرها من الفتيات. فطلبت من المهاراجا ليمول التحاقها بكلية الطب، فاندهش المهراجا و أهداها مبلغ 150 روبية، و هذا المبلغ المجزي كان كفيلا لخلاصها و تحويل مسار حياتها

كانت أول فتاة تلتحق بكلية مِدراس للطب. كانت حريصة و أحرزت عدة جوائز. اندهش الأساتذة عندما قررت أن تتخصص في التوليد و تصبح جراحة. فآن ذاك، كانت الجراحة بقسوتها و دمائها تشتهر كمهنة الرجال. مع ذلك و بالمصابرة، نجحت موتولاكشمي أن تكون طبيبة الولادة الى أن توفت أختها بسبب السرطان

آن ذاك، كان السرطان مرض مخيف يجعل المصابين به يستسلمون و ينتظرون الموت. فعزمت الطبيبه موتولاكشمي أن تسافر الى بريطانيا لتتدرب على التعامل مع مرضى السرطان في مستشفى مارسدين الملكي. رجعت الى مدراس لتواجه واقع اللامبالاة الاليم تجاه مرض السرطان. توجهت موتولاكشمي الى جمعية المرأة الهندية و التي وافقت على تمويل  إنشاء معهد أديار للسرطان و هو أول مستشفى للسرطان في مدراس

و عندما هربت 3 فتيات في نماكال من نظام ديفاداسي، سألن موتولاكشمي "ماذا سيكون مصيرنا؟ و أين سنقيم؟". عندها، شعرت بوخامة المشكلة و بداية رحلة ستُتَوج بتحريرهن. فلم تقم بايوائهن فحسب، بل أسست بيت أفاي (Avvai Home)، و أصبحت مناضلة وطنية بعد أن تعرفت على المناضله ساروجيني نايدو (Sarojini Naidu). و عندما أدركت اهمية القوة السياسية، كانت أول إمرأة تنظم للمجلس التشريعي في الحكومة البريطانية في الهند. و كانت أول إمرأة في العالم تشغل منصب نائب رئيس المجلس التشريعي 

تزوجت سوندرا ريدي بشرط أن يكونا متساويين. الطبيبه موتولاكشمي ريدي واجهت معركتين، الأولى إيجاد أرض و مال لبناء مستشفى للسرطان و الثانية تحرير فتيات الديفاداسي، حيث اضطرت ان تواجه امثال الطبيب راجاگوپالا چاری (Rajagopalachari). و إشتهرت موتولاكشمي بموقفها عندما عبر متحدث أثناء الاجتماع عن تضامنه مع من سمَّاهن بالاخوات الساقطات (Fallen Sisters)، فردت عليه بصوت مُرعِد "كيف تجرأ و تسميهم بالاخوات الساقطات؟ لا وجود لعفة النساء في غياب عفة الرجال. الرجال الذين إستغلوهن كانوا أكبر سناً و لابد من محاكمتهم". كانت تعلم إنهن كنَّ مُكرهات، لا مُخيرات.  

و زأرت في وجه راجاگوپالا چاری و إس ساتيامورتي  (S Satyamurthi) "إذا أردتم من يحافظ على الفن و التراث، لماذا لا تتركون الديفاداسي و ترسلون النساء من بيوتكم؟". المعارضة الشرسة كانت لتذبل غيرها، لولا شخصيتها التي صِيغَت في النار. جهودها أثمرت في المعركتين

إزدهر مستشفى السرطان ببطئ و ثبات. طالبت بالدعم المالي من الجميع،  بما فيهم الملك جورج الخامس (George V). اليوم، يعتبر المستشفى مؤسسة عالمية، يمنح الكثيرين فرصة الحياة.  يقف نصبها التذكاري هناك كالملاك تحرس مرضى السرطان. في الخامس من ديسمبر من سنة 1947, تبنت الرئاسه في مدراس مشروع قانون‌ طال انتظاره يمنع وقف الفتيات في المعابد كديفاديس.  

و استمرت الحكومة الهندية بتكريمها بجائزة پادما بوشان (Padma Phushan). أما حكومة تاميل نادوا، فقد أكرمتها بتسمية برنامج مزايا الحمل بها. و سمي شارع في چینای (مدراس سابقا) باسمها

انها قصة انتصار المثابرة على المصير. النبذ الاجتماعي و قيود الاستعمار فشلا أن يغزوا إرادتها. إنها بطلة تستحق ان نُعَرفها بفتياتنا. ربما من الأفضل أن نستبدل قصة سندريلا بقصتها.

مَن منا سمع بقصتها؟

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=2700431416835437&id=1929664013912185

URL copied to clipboard!