إنه لأمر مضحك عندما أصادف المستهزئين من غير المؤمنين، الذين ينتقدون السخرية التي يمارسها المؤمنون الصابرون في الحياة الآخرة، كما في الآية 34 من سورة المطففين:
"فَٱلْيَوْمَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مِنَ ٱلْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ"
من الواضح أن هذه الآية و السورة تزعجان غير المؤمنين الساخرين. يبدو أنهم يرضون السخرية من المؤمنين و لا يرضون استهزاء المؤمنين منهم. و يبدو أنهم يعتبرون السخرية من المؤمنين في الحياة الدنيا أمر لطيف و صحيح، ولكن يعتبرون سخرية المؤمنون منهم في الحياة الآخرة امر قبيح و خاطئ. إنه لأمر مضحك فعلا!
و هنا، أحتاج أن أشرح للمؤمنين و الكفار المسالمين (الغير مستهزئين) موقف القرآن المشرف و المبرَّر. و للقيام بذلك، أحتاج إلى مقارنة أسلوب القيادة في القرآن الكريم بأسلوب القيادة المتبع في أكثر الشركات شهرة في العصر الحديث، و مقارنة تعاملهما مع الكفار. نعم، عزيزي القارئ، حتى المؤسسات و الشركات يجب أن تتعامل مع الكفار بقوانين المؤسسات!
و المثال الذي لا يمكن ان يُفهم بسوء موجود في الصفحة 47 من كتاب جميل عن القيادة و عنوانه "Monday Morning Mentoring" بقلم ديفيد كوتريل، و الذي يبرر إنهاء خدمة الموظفي ذو النجوم الساقطة (كفار الشركات) قائلا:
"إذا كانوا (اي موظفو الشركات) يعرفون قواعد السلوك المقبولة، و توقعات الأداء، و عواقب عدم الأداء، فقد اتخذوا (اي كفار الشركات) الخيار لك (القائد) للمضي قدما (و إنهاء خدماتهم)".
لن أستطيع قول ذلك بشكل أفضل!
فعندما يتخذ الموظف قرارا مستنيرا بانتهاك قانون الشركة، فإن قيادة الشركة سوف تمتثل ببساطة و تحترم قراره و اختياره، و ستقوم الشركة في النهاية "بمكافأة" مثل هذا الموظف من خلال تطبيق العقوبة المنصوص عليها و التي اختارها الموظف لنفسه (انهاء الخدمة)، وفقا للقوانين و القواعد التي قرر الموظف انتهاكها بوعي. هذا الأسلوب اللائق في القيادة تتبعه جميع الشركات ذات السمعة الطيبة في العصر الحديث، حتى لو اعترض عليه الموظفو ذو النجوم الساقطة (كفار الشركات)، تماما كما يعترض الكفار الساخرون على أسلوب القيادة في القرآن الكريم. فلابد لانتهاك القواعد من عواقب و عقوبات.
إن أسلوب القيادة الحديث و اللائق أعلاه لدى الشركات الناجحة مطابق لأسلوب القيادة اللائق للقرآن الكريم و الذي ينتقده المستهزئون بجهل، كما هو منصوص عليه في الآية 36 و الأخيرة من نفس السورة (المطففين):
"هَلْ ثُوِّبَ ٱلْكُفَّارُ مَا كَانُوا۟ يَفْعَلُونَ"
فكما هو الحال في الشركات الحديثة ذات السمعة الطيبة، أولئك الذين يختارون عن علم انتهاك قواعد السلوك الإسلامية المقبولة، و توقعات الأداء، و عواقب عدم الأداء، فقد اختاروا أن يمضي الله جل جلاله (ملك يوم الدين) قدما بتكريمهم و مكافأتهم و منحهم العقوبة التي اختاروها لأنفسهم.
فالقرآن يتعامل مع الكفار كما تتعامل الشركات ذات السمعة الطيبة مع كفار الشركات، و لا يهم الله رأي المستهزئ الكافر في اسلوب قيادته، كما أن رأي كفار الشركات لا يهم القيادة في الشركات الحديثة. فلا يمكن للمرء أن يتوقع أن يفلت من قراراته المستنيرة و أفعاله المنتهِكة، ما لم يتب. و وفقا للقواعد القرآنية، يمكن لغير المؤمنين الساخرين الاستمرار بحرية في السخرية و الضحك على المؤمنين في الحياة الدنيا، و المؤمنين بدورهم سيفعلون الشيء نفسه معهم في الحياة الآخرة، و هذا لائق و عادل تماما.
أخيرا و ليس آخرا، دعونا نقرأ معا هذا الحديث الصحيح و الجميل، و الذي لا يحتاج إلى شرح و يزعج مثل هؤلاء المستهزئين:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ (رضي الله عنه) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ): "مَا مُجَادَلَةُ أَحَدِكُمْ فِي الْحَقِّ يَكُونُ لَهُ فِي الدُّنْيَا بِأَشَدَّ مُجَادَلَةً مِنْ الْمُؤْمِنِينَ لِرَبِّهِمْ فِي إِخْوَانِهِمْ الَّذِينَ أُدْخِلُوا النَّارَ. قَالَ يَقُولُونَ: رَبَّنَا إِخْوَانُنَا كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا وَيَصُومُونَ مَعَنَا وَيَحُجُّونَ مَعَنَا فَأَدْخَلْتَهُمْ النَّارَ. قَالَ فَيَقُولُ (الله جل جلاله): اذْهَبُوا فَأَخْرِجُوا مَنْ عَرَفْتُمْ مِنْهُمْ. قَالَ فَيَأْتُونَهُمْ فَيَعْرِفُونَهُمْ بِصُوَرِهِمْ فَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ النَّارُ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ إِلَى كَعْبَيْهِ فَيُخْرِجُونَهُمْ فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا قَدْ أَخْرَجْنَا مَنْ أَمَرْتَنَا. قَالَ وَيَقُولُ (الله جل جلاله): أَخْرِجُوا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ دِينَارٍ مِنْ الْإِيمَانِ. ثُمَّ قَالَ (الله جل جلاله): مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ نِصْفِ دِينَارٍ، حَتَّى يَقُولَ: مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ ذَرَّةٍ." قَالَ أَبُو سَعِيدٍ (رضي الله عنه): فَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْ فَلْيَقْرَأْ هَذِهِ الْآيَةَ: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ" إِلَى "عَظِيمًا" سورة النساء الآية 48.
إذا كنتُ في مكان مثل هؤلاء المستهزئين، لأعتذرت لنفسي!
أدعو الله أن يهديهم و يمنحهم و أحبائهم خير الدنيا و الآخرة. آمين!
إنه لأمر مضحك عندما أصادف المستهزئين من غير المؤمنين، الذين ينتقدون السخرية التي يمارسها المؤمنون الصابرون في الحياة الآخرة، كما في الآية 34 من سورة المطففين:
"فَٱلْيَوْمَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مِنَ ٱلْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ"
من الواضح أن هذه الآية و السورة تزعجان غير المؤمنين الساخرين. يبدو أنهم يرضون السخرية من المؤمنين و لا يرضون استهزاء المؤمنين منهم. و يبدو أنهم يعتبرون السخرية من المؤمنين في الحياة الدنيا أمر لطيف و صحيح، ولكن يعتبرون سخرية المؤمنون منهم في الحياة الآخرة امر قبيح و خاطئ. إنه لأمر مضحك فعلا!
و هنا، أحتاج أن أشرح للمؤمنين و الكفار المسالمين (الغير مستهزئين) موقف القرآن المشرف و المبرَّر. و للقيام بذلك، أحتاج إلى مقارنة أسلوب القيادة في القرآن الكريم بأسلوب القيادة المتبع في أكثر الشركات شهرة في العصر الحديث، و مقارنة تعاملهما مع الكفار. نعم، عزيزي القارئ، حتى المؤسسات و الشركات يجب أن تتعامل مع الكفار بقوانين المؤسسات!
و المثال الذي لا يمكن ان يُفهم بسوء موجود في الصفحة 47 من كتاب جميل عن القيادة و عنوانه "Monday Morning Mentoring" بقلم ديفيد كوتريل، و الذي يبرر إنهاء خدمة الموظفي ذو النجوم الساقطة (كفار الشركات) قائلا:
"إذا كانوا (اي موظفو الشركات) يعرفون قواعد السلوك المقبولة، و توقعات الأداء، و عواقب عدم الأداء، فقد اتخذوا (اي كفار الشركات) الخيار لك (القائد) للمضي قدما (و إنهاء خدماتهم)".
لن أستطيع قول ذلك بشكل أفضل!
فعندما يتخذ الموظف قرارا مستنيرا بانتهاك قانون الشركة، فإن قيادة الشركة سوف تمتثل ببساطة و تحترم قراره و اختياره، و ستقوم الشركة في النهاية "بمكافأة" مثل هذا الموظف من خلال تطبيق العقوبة المنصوص عليها و التي اختارها الموظف لنفسه (انهاء الخدمة)، وفقا للقوانين و القواعد التي قرر الموظف انتهاكها بوعي. هذا الأسلوب اللائق في القيادة تتبعه جميع الشركات ذات السمعة الطيبة في العصر الحديث، حتى لو اعترض عليه الموظفو ذو النجوم الساقطة (كفار الشركات)، تماما كما يعترض الكفار الساخرون على أسلوب القيادة في القرآن الكريم. فلابد لانتهاك القواعد من عواقب و عقوبات.
إن أسلوب القيادة الحديث و اللائق أعلاه لدى الشركات الناجحة مطابق لأسلوب القيادة اللائق للقرآن الكريم و الذي ينتقده المستهزئون بجهل، كما هو منصوص عليه في الآية 36 و الأخيرة من نفس السورة (المطففين):
"هَلْ ثُوِّبَ ٱلْكُفَّارُ مَا كَانُوا۟ يَفْعَلُونَ"
فكما هو الحال في الشركات الحديثة ذات السمعة الطيبة، أولئك الذين يختارون عن علم انتهاك قواعد السلوك الإسلامية المقبولة، و توقعات الأداء، و عواقب عدم الأداء، فقد اختاروا أن يمضي الله جل جلاله (ملك يوم الدين) قدما بتكريمهم و مكافأتهم و منحهم العقوبة التي اختاروها لأنفسهم.
فالقرآن يتعامل مع الكفار كما تتعامل الشركات ذات السمعة الطيبة مع كفار الشركات، و لا يهم الله رأي المستهزئ الكافر في اسلوب قيادته، كما أن رأي كفار الشركات لا يهم القيادة في الشركات الحديثة. فلا يمكن للمرء أن يتوقع أن يفلت من قراراته المستنيرة و أفعاله المنتهِكة، ما لم يتب. و وفقا للقواعد القرآنية، يمكن لغير المؤمنين الساخرين الاستمرار بحرية في السخرية و الضحك على المؤمنين في الحياة الدنيا، و المؤمنين بدورهم سيفعلون الشيء نفسه معهم في الحياة الآخرة، و هذا لائق و عادل تماما.
أخيرا و ليس آخرا، دعونا نقرأ معا هذا الحديث الصحيح و الجميل، و الذي لا يحتاج إلى شرح و يزعج مثل هؤلاء المستهزئين:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ (رضي الله عنه) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ): "مَا مُجَادَلَةُ أَحَدِكُمْ فِي الْحَقِّ يَكُونُ لَهُ فِي الدُّنْيَا بِأَشَدَّ مُجَادَلَةً مِنْ الْمُؤْمِنِينَ لِرَبِّهِمْ فِي إِخْوَانِهِمْ الَّذِينَ أُدْخِلُوا النَّارَ. قَالَ يَقُولُونَ: رَبَّنَا إِخْوَانُنَا كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا وَيَصُومُونَ مَعَنَا وَيَحُجُّونَ مَعَنَا فَأَدْخَلْتَهُمْ النَّارَ. قَالَ فَيَقُولُ (الله جل جلاله): اذْهَبُوا فَأَخْرِجُوا مَنْ عَرَفْتُمْ مِنْهُمْ. قَالَ فَيَأْتُونَهُمْ فَيَعْرِفُونَهُمْ بِصُوَرِهِمْ فَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ النَّارُ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ إِلَى كَعْبَيْهِ فَيُخْرِجُونَهُمْ فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا قَدْ أَخْرَجْنَا مَنْ أَمَرْتَنَا. قَالَ وَيَقُولُ (الله جل جلاله): أَخْرِجُوا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ دِينَارٍ مِنْ الْإِيمَانِ. ثُمَّ قَالَ (الله جل جلاله): مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ نِصْفِ دِينَارٍ، حَتَّى يَقُولَ: مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ ذَرَّةٍ." قَالَ أَبُو سَعِيدٍ (رضي الله عنه): فَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْ فَلْيَقْرَأْ هَذِهِ الْآيَةَ: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ" إِلَى "عَظِيمًا" سورة النساء الآية 48.
إذا كنتُ في مكان مثل هؤلاء المستهزئين، لأعتذرت لنفسي!
أدعو الله أن يهديهم و يمنحهم و أحبائهم خير الدنيا و الآخرة. آمين!