Logo_Header
bg
Nuclear personality before nuclear plant i don't charge for being fair
HAPPY SUPPLIER +
HAPPY OWNER =
SUCCESSFUL PROJECT
عمر الزواج – بين الالحاد و الاسلام
2 September 2025

دوّنها وجمعها: خالد الخاجة

 

الموضوع الأساسي

يدور النقاش التالي حول المفهوم الإسلامي للزواج، وتحديداً معالجة الانتقاد الموجه بأن القرآن الكريم – كما في الآية التالية - يجيز زواج القاصرات من خلال ذكر فترة العدة للنساء اللواتي لم يحضن بعد.

"وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ ۚ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا" سورة الطلاق، الآية 4.

تجدون أدناه نص هذا الحوار الشيّق الذي تناول قضايا عميقة في القانون، الثقافة، الأخلاق، والصراع بين القيم التقليدية والحديثة. أترك لكم حرية التقييم والحكم.


سيناريو الحوار و نصه

الملحدة:  لدي سؤالان بشأن العدة في القرآن للنساء المطلقات - وهي فترة الانتظار التي لا يجوز للأرملة أو المطلقة خلالها الزواج مرة أخرى. هناك آية تذكر النساء اللواتي لم يحضن بعد، مما يعني أنهن أقل من 13 عاماً. أي أن تلك المرأة تزوجت وهي طفلة.

المسلم:  أولاً، أود أن أفهم قبل الإجابة على هذا السؤال. أنت عربية، أليس كذلك؟

الملحدة:  صحيح!

المسلم:  أأنت غير مسلمة أم ...؟

الملحدة:  في الأصل، كنت مسلمة. ولكن بعد قراءة القرآن وملاحظة العديد من التناقضات فيه، أصبحت ملحدة (أو لا أدريةً).

المسلم:  لقد استخدمت مصطلح "طفل". لذا، دعيني أسألك سؤالاً: ما هو الطفل؟

الملحدة:  وما هذا السؤال؟ الطفل هو طفل!

المسلم:  مهلاً! إذا سألتي ما هو الإسلام، لا يمكنني أن أقول ببساطة: الإسلام هو الإسلام! نحن نخوض محادثة، وقد استخدمت مصطلحاً في هذه المحادثة. نحن بحاجة إلى توضيح هذا المصطلح حتى نتمكن من الوصول إلى نتيجة. كنت تشيرين إلى فتاة (طفلة) تتزوج عندما يبلغ عمرها 13 عاماً، مما يعني أنك تُعَرِّفين الشخص البالغ من العمر 13 عاماً على أنه طفل. هذا هو التعريف الذي قدمتيه عندما كنت تتحدثين. أليس كذلك؟

الملحدة:  صحيح!

المسلم:  إذن، أنا أسألك أولاً: ما هو الطفل؟ نحن بحاجة إلى تعريف المصطلحات قبل أن نمضي قدماً في محادثتنا. لذا، ما هو الطفل؟ على سبيل المثال، مع كل الاحترام الواجب لك، إذا ناديتك بأنك طفلة، فقد تشعرين بالإهانة.

الملحدة:  نعم!

المسلم:  بالتأكيد. هذا لأنك لست طفلة. هذا يعني أن هناك تعريفاً للطفل وهذا التعريف لا ينطبق عليك. لذا، أخبريني، ما هو تعريف الطفل؟

الملحدة:  الطفل هو: شخص في طور النمو ليصبح ناضجاً. شخص اكتملت أعضائه. أعني، حتى الدماغ يكتمل بيولوجياً.

المسلم:  إذن، هذه مشكلة كبيرة! لأن التطور الكامل للدماغ يحدث للنساء في عمر 25 (https://shine365.marshfieldclinic.org/kids-health/boys-girls-maturity-gap/). هذا يعني أنك تقولين إن كل فتاة دون سن 25 هي طفلة! هذا بالطبع غير منطقي. لذا، عندما تقولين إن الطفل هو شخص غير ناضج، وهو مصطلح آخر تستخدمينه. إذا لم يكن النضج متعلقاً بتطور الدماغ، فما هو النضج إذن؟

في كل قاموس في التاريخ البشري، يُعرّف الطفل على أنه شخص دون سن البلوغ (https://www.merriam-webster.com/dictionary/child). لذا، هل توافقين على هذا التعريف؟

الملحدة:  نعم! لكنهم ليسوا بالغين بما يكفي.

المسلم:  أن تكون بالغاً بما يكفي أو غير بالغ بما يكفي يتطلب تعريفاً أيضاً. الأمر لا يعتمد فقط على ما تعتقدينه. لذا، ما المعيار الذي تستخدمينه لتحديد ما إذا كان هذا الشخص بالغاً أم لا؟

الملحدة:  يجب أن يكون قادراً على اتخاذ القرارات، وناضجاً بما يكيف للفهم، وأن تكون أعضائه مكتملة.

المسلم:  إذن، بناءً على معاييرك، والتي هي ببساطة رأيك الشخصي وليس رأياً طبياً، وبالتالي أنا لا أوافق عليها، كل امرأة تشاهد هذا البرنامج تحت سن 25 هي طفلة، وهذا يشمل كل من يبلغ عمرها 24، 23، 22، و21 عاماً، نظراً لأن أدمغتهن لم تتطور بالكامل بعد؟!

الملحدة:  لا! لقد بدأت معي بتعريفات مختلفة للنضج والطفل.

المسلم:  لقد أخبرتك أن البالغ هو شخص يصل إلى سن البلوغ. أخبرتك أن هذا التعريف موجود في كل قاموس. قلت أنك لا توافقين.

الملحدة:  أنت تبعدني عن الموضوع.

المسلم:  لا، أنا لا أبعدك عن الموضوع! لأن موضوعك هو عن زواج النساء اللواتي لم يبلغن سن الرشد بعد. هذا هو الموضوع كله الذي تحاولين طرحه الآن.

الملحد:  من فضلك، دعني أستمر! حتى جسدياً هم ليسوا ناضجين بما فيه الكفاية. هناك حتى جرعات دوائية مختلفة (للأطفال) وبعد 18 عاماً يمكنك إعطاؤه (الطفل) جرعات البالغين من البانادول، لأنه ليس ناضجاً حيوياً بما يكفي لتلقي جرعات البالغين من الدواء. هذا يعني أن شخصاً دون 18 عاماً ليس ناضجاً حيوياً.  هل تفهم؟!

المسلم:  لا! لماذا يجب أن أقبل أنه وبشكل سحري، إذا كان الشخص يبلغ 17 عاماً و364 يوماً و23 ساعة و59 دقيقة فهو في نظرك طفل، لكن بعد دقيقة واحدة يصبح بالغاً! لا أقبل هذا دون أن تعطيني أي سبب. لا أقبل فكرة أن 18 هو معيار، فقط لأن بعض الناس في الغرب - وليس كلهم - أخبروك بذلك! الأغلبية الساحقة من العالم الآن تقول إن سن الرضا (Age of Consent) هو 16 وليس 18. في الولايات المتحدة، يكون 16، 15 و14 بموافقة القاضي والوالدين. هناك مئات الآلاف من زيجات الأطفال تحدث في كاليفورنيا كل عام. ابحثي عن هذا الآن في الغوغل (Google)!

الملحدة:  أنت تغير الموضوع!

المسلم:  لا، لم أفعل! أنا أرد على ما قلتيه. في الواقع، أنت الذي غيرت موقفك عدة مرات خلال النقاش. سألتك ما هو الطفل، ولم تستطيعي إعطائي إجابة، وقلت: "الطفل هو الطفل"! ثم قلت: الطفل هو شخص لم يبلغ سن البلوغ. ثم قلت: لا! إنها مسألة تطور الأعضاء والدماغ. قلت لك: إذن أنت تعتبرين كل شخص دون سن 25 طفلاً. ثم قلت: لا، إنه 18 والبانادول، الوصفات الطبية... إلخ، دون أن تعطينا سبباً.

الملحدة:  أنا أتحدث عن المنطق السليم (Common Sense). لكنك تتعمق في تعريف الطفل، النضج، كما لو أنك تريد أن تضعني في الزاوية.

المسلم:  أنا لا أحاول وضعك في الزاوية. مع كل الاحترام، أنا أحاول أن أحررك من غسيل الدماغ! ماذا أعني بذلك؟ لقد تم غسل دماغك لتعتقدي أن البالغ هو شخص يبلغ 18 عاماً، وأنا أعطيك مثال 17 عاماً و364 يوماً و23 ساعة و59 دقيقة لكي تفهمي المنطق السليم (Common Sense). ليس من المنطق السليم أن نقول إن شخصاً يبلغ 17 عاماً و364 يوماً و23 ساعة و59 دقيقة هو طفل، لكن بعد دقيقة واحدة يصبح بالغاً. المنطق السليم هو النظر إلى كل حالة على حدة. المنطق السليم هو النظر إلى التاريخ البشري القديم. نحن لا نطبق مغالطات الحاضرية (Presentism) بتطبيق معاييرك الحديثة الحالية على الماضي، الذي يختلف. نحن لا نطبق على الماضي ما نفعله اليوم!

تاريخياً، البالغ هو دائماً شخص تجاوز سن البلوغ. كان هذا هو الحال دائماً. لن نغيره اليوم فقط لأن بعض الناس يشعرون بطريقة معينة. المشاعر لا تغير الحقائق. الحقيقة كانت وستظل دائماً أن الطفل هو شخص دون سن البلوغ. الآن، تريدين أن تقولي لي: لا! أنا لا أوافق على هذا التعريف. لذا سأطلب منك تقديم تعريفك العقلاني والمنطقي والقائم على الأدلة، وسأقبله.

عندما أسأل كل هذه الأسئلة، تقولين (انتقاداً): تريد التعمق! بالطبع نحتاج إلى التعمق. هذه هي طريقة الإجابة على الأسئلة. يختلط الأمر على الناس عندما يبقون على مستوى سطحي جاهل. لا! عندما ندخل في صميم الموضوع والتفاصيل، وندرك حقيقة الأشياء، حينها ندرك: آه! كنت أعتقد أن هناك مشكلة هنا، لكن المشكلة في فهمي، وليس في وجود مشكلة حقيقية. الآن، لقد قُلتُ كل هذا لأنك ذكرت عمر 13، وقلت: إنه طفل. لذلك سألتك: ما هو الطفل؟ لأنني لا أوافق على تلك العبارة.

الملحدة:  إذن، هل تعريف الطفل هو أي شخص دون سن البلوغ؟

المسلم:  أنا أقول أن هذا تعريف في التاريخ البشري وفي كل قاموس، وليس لدي أي مشكلة في اعتماده.

الملحدة:  حسناً! هل يمكننا متابعة الإجابة على سؤالي استناداً إلى تعريف أن الطفل هو شخص دون سن البلوغ؟

المسلم:  سأضيف شيئاً واحداً ثم يمكنك متابعة سؤالك. إذا اتفقنا كلانا على أن الطفل هو شخص دون سن البلوغ، هل تبلغ النساء قبل سن 13؟

الملحدة:  نعم، بعضهن!

المسلم:  حسناً! إذن القول بأن عمر 13 سنة يعادل طفلاً هو غير صحيح. يمكن للفتيات الوصول إلى سن البلوغ حتى بين عمر 8 إلى 14 وفقاً لمؤسسة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة (https://www.healthiertogether.nhs.uk/young-person/puberty). هذه ليست إحصاءاتي! يمكن أن يحدث البلوغ المبكر في سن 8 سنوات، ويمكن أن يتأخر حتى 14 سنة. لذلك، أنا أختلف مع تعريف يعتبر شخصاً بعمر 13 طفلاً. لذا، الآن بعد أن اتفقنا على من هو الطفل، تقدمي واسألي سؤالك.

الملحدة:  إذن، وفقاً للقرآن، تلك النساء اللواتي لم يبلغن سن البلوغ، بعد الطلاق، عليهن مراعاة العدة - فترة الانتظار التي لا يجوز للأرملة أو المطلقة خلالها الزواج مرة أخرى - مما يعني أن النساء يتزوجن قبل سن البلوغ. هل هذا صحيح؟!

المسلم:  نعم! عقد الزواج الإسلامي لا يحتاج إلى عمر محدد، لذا يمكنك إبرامه حتى مع طفل رضيع، لا مشكلة في ذلك. لكن هناك فرق بين إبرام عقد الزواج وبين الدخول (الجماع). هناك الكثير من الأشخاص الذين يقومون بعقد زواج مع شخص في الخارج، لأن عقد الزواج لا يستلزم جماعاً جسدياً. يجب أن نفرق بين هذين الأمرين. لا يجب أن نسيء فهم فكرة الزواج في الغرب ونطبقها على الإسلام.  أعني أنه، يمكنني إبرام عقود زواج مع شخص دون إتمام الزواج.

الملحدة:  لماذا قد تريد فعل ذلك؟!

المسلم:  هذا سؤال رائع. علماء الإسلام تحدثوا عن هذا لمئات السنين. على سبيل المثال، يرى الأب شخصاً رائعاً ويريد أن يضمن زواجه من ابنته، لذا سيطلب منه إبرام عقد زواج مع ابنته حتى تبلغ سن البلوغ ثم يتم إتمام الزواج. يفعل الأب ذلك لتأمين ذلك الشخص الرائع لابنته.

مثال آخر هو عندما يكون الأب فقيراً جداً ولا يستطيع تحمل المسؤولية المالية لابنته. لكن ابنته ليست مستعدة بعد للزواج. لذا، يجد رجلاً ويبرم معه عقد الزواج هذا حتى يعتني بابنته مالياً وينتظرها حتى تبلغ سن البلوغ قبل أن يتم الدخول بها. العلماء يعتبرون مثل هذا الفعل (الزواج) مفيداً. ولكن في النهاية، الحقيقة هي أن إتمام الزواج و عقد الزواج ليسا نفس الشيء في الإسلام.

الملحدة:  لنفترض أن هذه الطفلة نضجت، و لم تُعجَبُ بالرجل (الزوج)، فهل يمكنها طلاقه؟

المسلم:  نعم! وضع علماء الاسلام شروطاً للأب الذي يريد إبرام عقد زواج لابنته التي لم تبلغ سن البلوغ. أولاً، فقط الأب يمكنه فعل ذلك، ليس الجد، ليس العم، ليس الأخ أو أي شخص آخر. ثانياً، يجب أن يكون هناك فائدة طويلة الأجل للطفلة في عقد الزواج هذا، وليس للأب القدرة على إبرام عقد الزواج لأي أسباب أخرى. ثالثاً، الإمام الشافعي (أحد الأئمة الأربعة الكبار والفقهاء) يذكر، عندما تبلغ سن البلوغ أو النضج، تُسْأَل إذا كانت موافقة أم لا على الزواج.  لماذا؟ استناداً إلى حديث النبي (صلى الله عليه وسلم): "لا تُنكَحُ البِكْرُ حَتَّى تُسْتَأذَن"، أي لا يجوز تزويج البكر حتى تستأذن. لذا، الإمام الشافعي يقول: عندما تبلغ سن البلوغ، حينها تُسأل استناداً إلى هذا الحديث (الرواية) إذا كانت موافقة، وإذا لم تكن موافقة فإن ذلك الزواج لن يستمر، لأن موافقتها ضرورية في هذه الحالة.  النضج في الإسلام هو في سن البلوغ، ولهذا السبب في الإسلام - رجلاً كان أم امرأة - أنت تحاسب على أفعالك بعد سن البلوغ، حيث أنه الوقت الذي تعتبر فيه بالغاً حسب الشريعة الإسلامية.

إذن، أي أب سيرغب في إلحاق الضرر بابنته؟! قد يقول أحدهم: ماذا لو كان أبوها شريراً! حسناً، إذا قام هذا الأب الشرير بعقد زواج لا يصب في مصلحة الطفلة، يمكن للقاضي فسخ هذا الزواج، وسيعاقب الأب.

الملحدة:  لكن الأب ليس هو الذي يتزوج، بل الفتاة هي التي تتزوج. ليس لديها خيار إذا قرر الأب. يجب أن يكون الخيار لها وليس له (أي الأب).

المسلم:  ألم نُجِبْ بالفعل على هذه النقطة؟! انظري، هناك أمران هنا: الأب ليس هو الذي سيتزوج، لكن الأب هو الوالد الخبير الذي أنجب هذه الفتاة ويريد الخير لها. أعتقد أنك أم، وأنك تجلسين بجانب ابنك - وربما هو الذي يثير كل هذه القضايا - وأنك لا ترغبين في إلحاق الضرر بهم (أطفالك). ذلك الأب سينظر (إلى أطفاله) بنفس الطريقة التي تنظرين بها إلى أطفالك.

الملحدة:  هناك آباء آخرون يبيعون بناتهم. أليس كذلك؟!

المسلم:  لقد أجبتُ على ذلك. عليك الانتباه إلى ما أقوله. لقد أخبرتك بالفعل أن هناك شرطين: الأول هو أن على الأب أن يفعل ذلك لمصلحة الفتاة، وإذا لم يفعل، يمكن للقاضي فسخ الزواج ومعاقبة الأب، لأنه ليس من حق الأب أن يفعل ما يشاء. ثانياً، أخبرتك أن الفتاة المتزوجة، عندما تبلغ سن البلوغ، لها الحق في فسخ عقد الزواج ذلك (طلب الطلاق) استناداً إلى رأي الإمام الشافعي.

الملحدة:  لا أعتقد أنها في ذلك العمر (عند البلوغ) قادرة على اتخاذ قرار جيد.

المسلم:  حسناً، هذا رأيك. مع كل الاحترام، أنت لست عالمة نفس لتقرري متى يكون الناس قادرين على اتخاذ القرارات أم لا! لماذا نحتاج أن نقبل رأيك، حول ما إذا كانت هي جاهزة أم غير جاهزة؟!

الملحدة:  لقد ربيت طفلي، وأعلم أن في ذلك العمر هم ليسوا ناضجين بما فيه الكفاية.

المسلم:  هذا ليس دليلاً. هناك الملايين من الأشخاص الذين يربون أطفالهم.

الملحدة:  بصراحة، لا يوجد في طرحك منطق سليم.

المسلم:  لا يمكنك استخدام مصطلح "المنطق السليم" عندما تتحدثين عن نفسك، لأن المنطق السليم ينطبق على الناس. عموماً، إذا أحضرت 100 شخص وسألتيهم عن شيء، فإن 99 منهم سيوافقون وهذا هو المنطق السليم. الآن، في الواقع، أنت لم تبدئي بالمنطق السليم على الإطلاق في هذه المحادثة، وكل ما قَدَّمتُهُ حتى الآن ليس رأيي. لقد قَدَّمتُ لك آراء أشخاص هم خبراء.

الملحدة:  إذن، هل تعتقد أن فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا يمكنها أن تقرر مستقبلها مع رجل ستتزوجه وتنجب الأطفال معه، وأن تقرر أنه الشخص المناسب لها؟

المسلم:  دعيني أجيبك. ليس من حقها أن تقرر وحدها! لهذا لدى الإسلام نظام "الوَلي"، حيث حتى لو وافقت الفتاة، يجب أن يوافق الأب أو الولي. لأن ذلك الأب أو الوصي أو الولي، لديه خبرة في الحياة. لا تعرف النساء نفسية الرجال، لكن الرجال يفهمون نفسية الرجال، ولهذا سينظر الولي ويتأكد. قد تقبل الفتاة بالرجل، لكن الولي قد لا يجده مناسبًا. الآباء (ذوو الخبرة) يسألون ويتحققون لتحديد ما إذا كان الزواج يمكن أن يتم. لذا، الإجابة على سؤالك: الإسلام لا يقول إن الفتاة ستقرر وحدها، هذا ليس النظام الإسلامي.

النظام الذي تشعرين بالقلق منه موجود في الغرب، حيث ستختار الفتاة البالغة من العمر 18 عامًا - وفقًا لمعاييركم الغربية – الزوج. انظري إلى الفتيات البالغات 18 عامًا اليوم. هل يستطعن تحديد واختيار الزوج المناسب؟ (بالطبع لا)! لماذا الغرب مليء بالطلاق ومليء بالنساء اللواتي يجهضن أطفالهن بالملايين كل يوم؟ والنساء المنكسرات؟ النساء الحوامل في سن 15 و16واللواتي لديهن أطفال؟ لماذا؟!

هذا هو المعيار الغربي! الإسلام لديه نظام الولاية (الولي او الوصي). الأمر لا يتعلق بالمشاعر فقط. يمكن أن تقع الفتاة في حب كلمات الرجل ولا ترى طبيعته الحقيقية. الأب (الوصي) لن يفعل ذلك. الأب الذي يهتم بابنته ومصالحها، أو الولي (الوصي) يكون (على دراية بطبيعة الرجال).

الملحدة:  أنا أعيش في مجتمع عربي. دعني أخبرك أن هنا كل شيء سري. حتى الأطفال قد لا يكونون أطفالك لأن الزوج والنساء يخونون في السر. يفعلون (الأخطاء) أكثر من الغرب.

المسلم:  لا! هذا مبالغة. أنا أيضًا عربي. أنت لا تخبرين غربياً عشوائيًا بما يحدث (في البلدان العربية). لذا، كعربي عاش في العديد من البلدان العربية وأزورها باستمرار بسبب مهنتي، أعرف جيدًا كيف تكون الأمور في المجتمعات العربية. لم يقل أحد أن المجتمعات العربية مثالية. لكن القول إن جميع الأطفال (غير شرعيين) وأن كل شيء يحدث (في السر) هو بالطبع مبالغة. هذا غير صحيح بأي حال. الحمد لله، لدينا قيم كمسلمين وكشعب عربي بشكل عام. نحن حُمَاة جدا وغيورون. لدينا غريزة حماية قوية جدًا. حتى العرب غير المسلمين، حتى العرب المسيحيين، والعرب اليهود (لديهم غريزة حماية قوية جدًا). إنها ضمن ثقافتنا. غريزة الحماية هذه تجعلنا نعتني بأفراد عائلاتنا، خاصة الإناث، ونتأكد أنهن لا يقمن بأفعال غير صحيحة. هذا موجود في الثقافات العربية بشكل عام، ليس فقط في الثقافات الإسلامية.

الملحدة:  أختلف معك. عمري 50 عامًا (و اعي ما أقول)!

المسلم:  هذه آراؤك. لم تقدمي أي دليل. أي شخص يمكنه قول آراء ويمكنكِ قول أوافق، أو لا أوافق. هذا لا يثبت أي شيء حتى تقدمي لي إحصائيات وأدلة وأشياء يمكن إثباتها. أي شخص يمكنه الحديث بالاسرار. تجربتك محدودة إلى من تعرفينهم وهم 20، 30، 100، 2000 شخص أو حتى 10,000 شخص – هذا إذا كنتِ فعلاً قد قابلتِ هذا العدد الكبير من الأشخاص في حياتك. كيف يمكنك تطبيق (تجربة) 10,000 على مئات الملايين من الأشخاص؟ لا يمكنك فعل ذلك. لذا، حتى لو كانت تجربتك صحيحة، فهي ليست دليلاً. أي شخص يمكنه التحدث عن المجتمعات السرية. هذا لا يمكن إثباته. إذا لم تقدمي دليلاً، فإنه (رأيك) مجرد ادعاء.

الآن، دعيني أسألك سؤالاً: تبلغ الفتاة سن البلوغ، بين عمر 8 إلى 14 عاماً، عندما يكونون - كما نسميهم – مراهقين (Teenagers  او teens)، والتي يمكن أن تمتد حتى 19 عاماً. عندما يكونون في ذلك العمر، هل هم نَشِطُون جنسياً وهل لديهم رغبات جنسية؟

الملحدة:  نعم!

المسلم:  حسناً. ما هو حلك لذلك، خاصة عندما يكونون محاطين، كما في الغرب، بأصدقاء و صديقات، ويحبون بعضهم البعض ويقولون لبعضهم كلمات، ووسائل التواصل الاجتماعي للنساء، كيم كارداشيان، المواد الإباحية، وكل هذه الأشياء. في هذا العصر، أخبريني، حتى يصلوا إلى عمرك المثالي، كيف تعالجين ذلك (الرغبات الجنسية)؟

الملحدة:  يمكنهم فعل ما يريدون، ولكن يجب علينا أولاً تثقيفهم. لا بأس في ممارسة الجنس، لماذا لا؟!

المسلم:  دعيني أستوضح هذا. إذن، هل تعتبرين أن الزواج من رجل يبلغ 30 عاماً يمثل مشكلة (للمراهقين)، ولكن ليست هناك مشكلة في أن تذهب فتاة تبلغ 13 عاماً للنوم مع الرجال وفعل ما تريد؟!

الملحدة:  تقصد فتاة تبلغ 13 عاماً، أم مراهقة مثل 16، 17 عاماً؟

المسلم:  المراهقون هم من في سن المراهقة (كل من هو teens)، 13 (thirteen)، 14 (fourteen)، كلهم مراهقون (teens). تسمعين كلمة teens في (13، 14، 15، 16، 17)؟ كل هؤلاء مراهقون (teens).

الملحدة:  حسناً! بالطبع، أمارس الجنس، ولكن لا أتزوج. الزواج كلمة كبيرة، وهو ليس أمراً سهلاً، فهو يعني منزلاً، تربية الأطفال!

المسلم:  مع كل الاحترام، أنت مثال على سبب تدمير الغرب ولماذا لا يوجد منطق سليم في أي شيء تقولينه. لأن مشكلتك لم تعد تتعلق بالعمر الذي سيمارسون فيه الجنس. إنها تتعلق بالقداسة والشرف والحماية التي يوفرها الزواج.

أنت تقترحين ما دمر الغرب اليوم، مع فتيات في عمر 13 و14 عاماً يمارسن الجنس مع الأولاد تحت وخلف الأشجار - هنا و هناك - ويصبحن حوامل في عمر 15 و16 عاماً على الرغم من التثقيف الجنسي في المدرسة وممارسة الجنس الآمن، مما يؤدي إلى مئات الملايين من عمليات الإجهاض - وهي مجازر قتل الأطفال سنوياً - مما يؤدي إلى فتيات يعانين من صدمات نفسية بسبب هؤلاء الأطفال الذين قاموا بإنجابهن، ويؤدي إلى كارثة منازل الأمهات العازبات - انظر كتاب "أزمة الصبي" للكاتب لوارن فاريل الذي يتحدث عن كيف أن أكبر المجرمين في الغرب يأتون من منازل الأمهات العازبات -  والتي هي نتائج ما تقترحينه: وهو  السماح للفتيات المراهقات بممارسة الجنس وفعل ما يردن عندما يكن صغيرات.

على العكس من ذلك، تقولين أن المشكلة هي الزواج، بينما هو الحل! لماذا يعتبر الزواج حلاً؟ لأنه يتم تحت وصاية وإشراف الوالدين - حيث تشارك العائلة - وهو ليس أمراً مريباً يحدث سراً خلف الأبواب المغلقة. بالنسبة لك، المشكلة ليست في أن طفلاً سيأتي ويقول لفتاة بضع كلمات، ثم يفعل ما يريد، ثم يذهب إلى التالية! لا! هناك مسؤوليات. تريد أن تتزوج؟ حسناً، يجب أن تتحمل المسؤولية كرجل، تعتني بالفتاة، تمارس الجنس معها وتثبت كلامك بأفعالك، وأنت مسؤول أيضاً أمام عائلتها.

الآن لديك مشكلة مع ذلك (الزواج)، والذي يحل مشاكل الغرب والمشاكل العامة للعالم، لأنه يأتي من الخالق، وأنت تقترحين: مارسوا الجنس بقدر ما تريدون، لا مشكلة. وتقولين: هذا منطق سليم!!!

الملحدة:  نعم، لأنك تتحدث عن المجتمع الغربي وكأنه (مجتمع مضطرب) وترى المجتمعات العربية كشيء أفضل، بينما هي ليست كذلك.

المسلم:  أنا لست هنا للدفاع عن المجتمع العربي. أنا هنا للدفاع عن الإسلام. نعم، المجتمع الإسلامي أفضل مليون مرة.

الملحدة:  أعلى معدل اغتصاب هو في بلداننا، أي المجتمع المسلم!

المسلم:  أي بلد؟ هذا خطأ. استشهدي بالإحصائيات التي تستشهدين بها الآن. لم تستشهدي بأي إحصائيات أو أي بلد. أنت فقط قلت بشكل عشوائي: أعلى معدل اغتصاب هو في البلدان العربية. هذا كل شيء. هذه كذبة.

الملحدة:  نعم، سأعطيك. لقد قرأتها من قبل.

المسلم: حسنًا! ابحثي عنها على غوغل ( Google) الآن. لا يوجد شيء يمكنك تقديمه. لكن، دعيني أعطيك إحصائيات فعلية بدلاً من اختلاقك الأشياء، دون حتى ذكرك لاسم البلد! سأعطيك مثالاً. انظري إلى فرنسا. هناك دراسة في فرنسا عن التحرش الجنسي في الحافلات، وكانت النتيجة 100% تحرش جنسي. قاموا باستطلاع حوالي 600 امرأة. جميعهن أبلغوا عن تعرضهن للتحرش الجنسي في الحافلات أو وسائل النقل العام!

انظري إلى أكبر دراسة أجرتها الاتحاد الاوروبي، بعنوان "العنف ضد المرأة: كل يوم وفي كل مكان" (https://fra.europa.eu/en/news/2014/violence-against-women-every-day-and-everywhere ) ويتحدثون فيها عن الإحصائيات في الغرب. إنهم لا يتحدثون عن أي بلد مسلم. إنهم يتحدثون عن الغرب و أمريكا. إنها أكبر دراسة أجرتها الاتحاد الاوروبي. هذه دراسات فعلية يتم تقديمها. من ناحية أخرى، أنت فقط تقولين أشياء دون أي دليل.

لننهي هذا النقاش، لأنني أجبت على ما أردت سؤاله. الآن، هل لديك أي أسئلة أخرى لي يمكنني الإجابة عليها قبل أن أتركك؟ السؤال الأخير.

الملحدة:  لا! لا بأس. لا مزيد من الأسئلة.

المسلم:  لا بأس. نأمل أن تعودي إلى المنطق والواقع قبل أن تموتي. لأنه عندما تموتين، الغرب وممارسة الجنس خلال مراهقتك لن ينقذوك. كان من دواعي سروري التحدث معك!

https://youtu.be/CXLU_RiHFrk?si=cgyHhQg_4faGlVzn


النتيجة

انتهى النقاش دون اتفاق. تبقى الملحدة مقتنعةً بأن زواج القاصرات ضارة وأن الفتيات الصغيرات لا يستطعن إعطاء الموافقة، بينما يظل المسلم مؤمناً بأن النظام الإسلامي - عندما يُفهم ويُطبق بشكل صحيح - هو نظام منطقي وحامٍ ويتفوق على البدائل الغربية الهَدَّامَة.

الخاتمة: من الأكثر واقعية؟

في الموضوع المحدد المتعلق بالشريعة الإسلامية، يكون المسلم أكثر واقعية. فوصفه للمذهب القانوني الكلاسيكي، والفصل بين العقد والاستهلال، وسن البلوغ كمعلم قانوني، والضمانات النظرية، كل ذلك دقيق من وجهة نظر لاهوتية وتاريخية.

وفي الموضوع الأوسع المتعلق بتطور الطفل وحقوق الإنسان الحديثة - القائمة على القيم الليبرالية والحرية الفردية المطلقة - يكون المسلم أيضا أكثر واقعية و دقة. فمخاوف الملحدة تستند إلى مفاهيم عامة و حديثة و شائعة للنضج، والأضرار الموثقة لزواج القاصرات كممارسة عالمية.

في الجوهر، إنهما يجادلان على مستويين مختلفين:

  • المسلم يجادل من منظور النظرية اللاهوتية والقانونية ضمن إطار ديني محدد والنتائج الاجتماعية الملحوظة.
  • الملحدة تجادل من منظور حقوق الإنسان الحديثة والنتائج الاجتماعية الملحوظة.

حقائق المسلم حول دينه صحيحة، لكنها تصف نظاماً مثالياً. ومخاوف الملحدة حول إمكانية إساءة الاستخدام صحيحة، لكن تُطَبِّقُها على نقد النظام الإسلامي من الخارج دون الانخراط الكامل في منطقه الداخلي وضماناته.

إن الرؤية الأكثر واقعية هي التي تعترف بكلا الأمرين: المنطق الداخلي وقواعد التقليد القانوني الإسلامي كما هو مكتوب، مع الاعتراف في الوقت نفسه بالنقد الحديث المشروع لكيفية تجلي تلك القواعد في الممارسة العملية.

2 Arabs
3 Others
4 Muslims
6 بالعربية
bg
Logo_Header
The latest articles
عمر الزواج – بين الالحاد و الاسلام
2 September 2025

دوّنها وجمعها: خالد الخاجة

 

الموضوع الأساسي

يدور النقاش التالي حول المفهوم الإسلامي للزواج، وتحديداً معالجة الانتقاد الموجه بأن القرآن الكريم – كما في الآية التالية - يجيز زواج القاصرات من خلال ذكر فترة العدة للنساء اللواتي لم يحضن بعد.

"وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ ۚ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا" سورة الطلاق، الآية 4.

تجدون أدناه نص هذا الحوار الشيّق الذي تناول قضايا عميقة في القانون، الثقافة، الأخلاق، والصراع بين القيم التقليدية والحديثة. أترك لكم حرية التقييم والحكم.


سيناريو الحوار و نصه

الملحدة:  لدي سؤالان بشأن العدة في القرآن للنساء المطلقات - وهي فترة الانتظار التي لا يجوز للأرملة أو المطلقة خلالها الزواج مرة أخرى. هناك آية تذكر النساء اللواتي لم يحضن بعد، مما يعني أنهن أقل من 13 عاماً. أي أن تلك المرأة تزوجت وهي طفلة.

المسلم:  أولاً، أود أن أفهم قبل الإجابة على هذا السؤال. أنت عربية، أليس كذلك؟

الملحدة:  صحيح!

المسلم:  أأنت غير مسلمة أم ...؟

الملحدة:  في الأصل، كنت مسلمة. ولكن بعد قراءة القرآن وملاحظة العديد من التناقضات فيه، أصبحت ملحدة (أو لا أدريةً).

المسلم:  لقد استخدمت مصطلح "طفل". لذا، دعيني أسألك سؤالاً: ما هو الطفل؟

الملحدة:  وما هذا السؤال؟ الطفل هو طفل!

المسلم:  مهلاً! إذا سألتي ما هو الإسلام، لا يمكنني أن أقول ببساطة: الإسلام هو الإسلام! نحن نخوض محادثة، وقد استخدمت مصطلحاً في هذه المحادثة. نحن بحاجة إلى توضيح هذا المصطلح حتى نتمكن من الوصول إلى نتيجة. كنت تشيرين إلى فتاة (طفلة) تتزوج عندما يبلغ عمرها 13 عاماً، مما يعني أنك تُعَرِّفين الشخص البالغ من العمر 13 عاماً على أنه طفل. هذا هو التعريف الذي قدمتيه عندما كنت تتحدثين. أليس كذلك؟

الملحدة:  صحيح!

المسلم:  إذن، أنا أسألك أولاً: ما هو الطفل؟ نحن بحاجة إلى تعريف المصطلحات قبل أن نمضي قدماً في محادثتنا. لذا، ما هو الطفل؟ على سبيل المثال، مع كل الاحترام الواجب لك، إذا ناديتك بأنك طفلة، فقد تشعرين بالإهانة.

الملحدة:  نعم!

المسلم:  بالتأكيد. هذا لأنك لست طفلة. هذا يعني أن هناك تعريفاً للطفل وهذا التعريف لا ينطبق عليك. لذا، أخبريني، ما هو تعريف الطفل؟

الملحدة:  الطفل هو: شخص في طور النمو ليصبح ناضجاً. شخص اكتملت أعضائه. أعني، حتى الدماغ يكتمل بيولوجياً.

المسلم:  إذن، هذه مشكلة كبيرة! لأن التطور الكامل للدماغ يحدث للنساء في عمر 25 (https://shine365.marshfieldclinic.org/kids-health/boys-girls-maturity-gap/). هذا يعني أنك تقولين إن كل فتاة دون سن 25 هي طفلة! هذا بالطبع غير منطقي. لذا، عندما تقولين إن الطفل هو شخص غير ناضج، وهو مصطلح آخر تستخدمينه. إذا لم يكن النضج متعلقاً بتطور الدماغ، فما هو النضج إذن؟

في كل قاموس في التاريخ البشري، يُعرّف الطفل على أنه شخص دون سن البلوغ (https://www.merriam-webster.com/dictionary/child). لذا، هل توافقين على هذا التعريف؟

الملحدة:  نعم! لكنهم ليسوا بالغين بما يكفي.

المسلم:  أن تكون بالغاً بما يكفي أو غير بالغ بما يكفي يتطلب تعريفاً أيضاً. الأمر لا يعتمد فقط على ما تعتقدينه. لذا، ما المعيار الذي تستخدمينه لتحديد ما إذا كان هذا الشخص بالغاً أم لا؟

الملحدة:  يجب أن يكون قادراً على اتخاذ القرارات، وناضجاً بما يكيف للفهم، وأن تكون أعضائه مكتملة.

المسلم:  إذن، بناءً على معاييرك، والتي هي ببساطة رأيك الشخصي وليس رأياً طبياً، وبالتالي أنا لا أوافق عليها، كل امرأة تشاهد هذا البرنامج تحت سن 25 هي طفلة، وهذا يشمل كل من يبلغ عمرها 24، 23، 22، و21 عاماً، نظراً لأن أدمغتهن لم تتطور بالكامل بعد؟!

الملحدة:  لا! لقد بدأت معي بتعريفات مختلفة للنضج والطفل.

المسلم:  لقد أخبرتك أن البالغ هو شخص يصل إلى سن البلوغ. أخبرتك أن هذا التعريف موجود في كل قاموس. قلت أنك لا توافقين.

الملحدة:  أنت تبعدني عن الموضوع.

المسلم:  لا، أنا لا أبعدك عن الموضوع! لأن موضوعك هو عن زواج النساء اللواتي لم يبلغن سن الرشد بعد. هذا هو الموضوع كله الذي تحاولين طرحه الآن.

الملحد:  من فضلك، دعني أستمر! حتى جسدياً هم ليسوا ناضجين بما فيه الكفاية. هناك حتى جرعات دوائية مختلفة (للأطفال) وبعد 18 عاماً يمكنك إعطاؤه (الطفل) جرعات البالغين من البانادول، لأنه ليس ناضجاً حيوياً بما يكفي لتلقي جرعات البالغين من الدواء. هذا يعني أن شخصاً دون 18 عاماً ليس ناضجاً حيوياً.  هل تفهم؟!

المسلم:  لا! لماذا يجب أن أقبل أنه وبشكل سحري، إذا كان الشخص يبلغ 17 عاماً و364 يوماً و23 ساعة و59 دقيقة فهو في نظرك طفل، لكن بعد دقيقة واحدة يصبح بالغاً! لا أقبل هذا دون أن تعطيني أي سبب. لا أقبل فكرة أن 18 هو معيار، فقط لأن بعض الناس في الغرب - وليس كلهم - أخبروك بذلك! الأغلبية الساحقة من العالم الآن تقول إن سن الرضا (Age of Consent) هو 16 وليس 18. في الولايات المتحدة، يكون 16، 15 و14 بموافقة القاضي والوالدين. هناك مئات الآلاف من زيجات الأطفال تحدث في كاليفورنيا كل عام. ابحثي عن هذا الآن في الغوغل (Google)!

الملحدة:  أنت تغير الموضوع!

المسلم:  لا، لم أفعل! أنا أرد على ما قلتيه. في الواقع، أنت الذي غيرت موقفك عدة مرات خلال النقاش. سألتك ما هو الطفل، ولم تستطيعي إعطائي إجابة، وقلت: "الطفل هو الطفل"! ثم قلت: الطفل هو شخص لم يبلغ سن البلوغ. ثم قلت: لا! إنها مسألة تطور الأعضاء والدماغ. قلت لك: إذن أنت تعتبرين كل شخص دون سن 25 طفلاً. ثم قلت: لا، إنه 18 والبانادول، الوصفات الطبية... إلخ، دون أن تعطينا سبباً.

الملحدة:  أنا أتحدث عن المنطق السليم (Common Sense). لكنك تتعمق في تعريف الطفل، النضج، كما لو أنك تريد أن تضعني في الزاوية.

المسلم:  أنا لا أحاول وضعك في الزاوية. مع كل الاحترام، أنا أحاول أن أحررك من غسيل الدماغ! ماذا أعني بذلك؟ لقد تم غسل دماغك لتعتقدي أن البالغ هو شخص يبلغ 18 عاماً، وأنا أعطيك مثال 17 عاماً و364 يوماً و23 ساعة و59 دقيقة لكي تفهمي المنطق السليم (Common Sense). ليس من المنطق السليم أن نقول إن شخصاً يبلغ 17 عاماً و364 يوماً و23 ساعة و59 دقيقة هو طفل، لكن بعد دقيقة واحدة يصبح بالغاً. المنطق السليم هو النظر إلى كل حالة على حدة. المنطق السليم هو النظر إلى التاريخ البشري القديم. نحن لا نطبق مغالطات الحاضرية (Presentism) بتطبيق معاييرك الحديثة الحالية على الماضي، الذي يختلف. نحن لا نطبق على الماضي ما نفعله اليوم!

تاريخياً، البالغ هو دائماً شخص تجاوز سن البلوغ. كان هذا هو الحال دائماً. لن نغيره اليوم فقط لأن بعض الناس يشعرون بطريقة معينة. المشاعر لا تغير الحقائق. الحقيقة كانت وستظل دائماً أن الطفل هو شخص دون سن البلوغ. الآن، تريدين أن تقولي لي: لا! أنا لا أوافق على هذا التعريف. لذا سأطلب منك تقديم تعريفك العقلاني والمنطقي والقائم على الأدلة، وسأقبله.

عندما أسأل كل هذه الأسئلة، تقولين (انتقاداً): تريد التعمق! بالطبع نحتاج إلى التعمق. هذه هي طريقة الإجابة على الأسئلة. يختلط الأمر على الناس عندما يبقون على مستوى سطحي جاهل. لا! عندما ندخل في صميم الموضوع والتفاصيل، وندرك حقيقة الأشياء، حينها ندرك: آه! كنت أعتقد أن هناك مشكلة هنا، لكن المشكلة في فهمي، وليس في وجود مشكلة حقيقية. الآن، لقد قُلتُ كل هذا لأنك ذكرت عمر 13، وقلت: إنه طفل. لذلك سألتك: ما هو الطفل؟ لأنني لا أوافق على تلك العبارة.

الملحدة:  إذن، هل تعريف الطفل هو أي شخص دون سن البلوغ؟

المسلم:  أنا أقول أن هذا تعريف في التاريخ البشري وفي كل قاموس، وليس لدي أي مشكلة في اعتماده.

الملحدة:  حسناً! هل يمكننا متابعة الإجابة على سؤالي استناداً إلى تعريف أن الطفل هو شخص دون سن البلوغ؟

المسلم:  سأضيف شيئاً واحداً ثم يمكنك متابعة سؤالك. إذا اتفقنا كلانا على أن الطفل هو شخص دون سن البلوغ، هل تبلغ النساء قبل سن 13؟

الملحدة:  نعم، بعضهن!

المسلم:  حسناً! إذن القول بأن عمر 13 سنة يعادل طفلاً هو غير صحيح. يمكن للفتيات الوصول إلى سن البلوغ حتى بين عمر 8 إلى 14 وفقاً لمؤسسة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة (https://www.healthiertogether.nhs.uk/young-person/puberty). هذه ليست إحصاءاتي! يمكن أن يحدث البلوغ المبكر في سن 8 سنوات، ويمكن أن يتأخر حتى 14 سنة. لذلك، أنا أختلف مع تعريف يعتبر شخصاً بعمر 13 طفلاً. لذا، الآن بعد أن اتفقنا على من هو الطفل، تقدمي واسألي سؤالك.

الملحدة:  إذن، وفقاً للقرآن، تلك النساء اللواتي لم يبلغن سن البلوغ، بعد الطلاق، عليهن مراعاة العدة - فترة الانتظار التي لا يجوز للأرملة أو المطلقة خلالها الزواج مرة أخرى - مما يعني أن النساء يتزوجن قبل سن البلوغ. هل هذا صحيح؟!

المسلم:  نعم! عقد الزواج الإسلامي لا يحتاج إلى عمر محدد، لذا يمكنك إبرامه حتى مع طفل رضيع، لا مشكلة في ذلك. لكن هناك فرق بين إبرام عقد الزواج وبين الدخول (الجماع). هناك الكثير من الأشخاص الذين يقومون بعقد زواج مع شخص في الخارج، لأن عقد الزواج لا يستلزم جماعاً جسدياً. يجب أن نفرق بين هذين الأمرين. لا يجب أن نسيء فهم فكرة الزواج في الغرب ونطبقها على الإسلام.  أعني أنه، يمكنني إبرام عقود زواج مع شخص دون إتمام الزواج.

الملحدة:  لماذا قد تريد فعل ذلك؟!

المسلم:  هذا سؤال رائع. علماء الإسلام تحدثوا عن هذا لمئات السنين. على سبيل المثال، يرى الأب شخصاً رائعاً ويريد أن يضمن زواجه من ابنته، لذا سيطلب منه إبرام عقد زواج مع ابنته حتى تبلغ سن البلوغ ثم يتم إتمام الزواج. يفعل الأب ذلك لتأمين ذلك الشخص الرائع لابنته.

مثال آخر هو عندما يكون الأب فقيراً جداً ولا يستطيع تحمل المسؤولية المالية لابنته. لكن ابنته ليست مستعدة بعد للزواج. لذا، يجد رجلاً ويبرم معه عقد الزواج هذا حتى يعتني بابنته مالياً وينتظرها حتى تبلغ سن البلوغ قبل أن يتم الدخول بها. العلماء يعتبرون مثل هذا الفعل (الزواج) مفيداً. ولكن في النهاية، الحقيقة هي أن إتمام الزواج و عقد الزواج ليسا نفس الشيء في الإسلام.

الملحدة:  لنفترض أن هذه الطفلة نضجت، و لم تُعجَبُ بالرجل (الزوج)، فهل يمكنها طلاقه؟

المسلم:  نعم! وضع علماء الاسلام شروطاً للأب الذي يريد إبرام عقد زواج لابنته التي لم تبلغ سن البلوغ. أولاً، فقط الأب يمكنه فعل ذلك، ليس الجد، ليس العم، ليس الأخ أو أي شخص آخر. ثانياً، يجب أن يكون هناك فائدة طويلة الأجل للطفلة في عقد الزواج هذا، وليس للأب القدرة على إبرام عقد الزواج لأي أسباب أخرى. ثالثاً، الإمام الشافعي (أحد الأئمة الأربعة الكبار والفقهاء) يذكر، عندما تبلغ سن البلوغ أو النضج، تُسْأَل إذا كانت موافقة أم لا على الزواج.  لماذا؟ استناداً إلى حديث النبي (صلى الله عليه وسلم): "لا تُنكَحُ البِكْرُ حَتَّى تُسْتَأذَن"، أي لا يجوز تزويج البكر حتى تستأذن. لذا، الإمام الشافعي يقول: عندما تبلغ سن البلوغ، حينها تُسأل استناداً إلى هذا الحديث (الرواية) إذا كانت موافقة، وإذا لم تكن موافقة فإن ذلك الزواج لن يستمر، لأن موافقتها ضرورية في هذه الحالة.  النضج في الإسلام هو في سن البلوغ، ولهذا السبب في الإسلام - رجلاً كان أم امرأة - أنت تحاسب على أفعالك بعد سن البلوغ، حيث أنه الوقت الذي تعتبر فيه بالغاً حسب الشريعة الإسلامية.

إذن، أي أب سيرغب في إلحاق الضرر بابنته؟! قد يقول أحدهم: ماذا لو كان أبوها شريراً! حسناً، إذا قام هذا الأب الشرير بعقد زواج لا يصب في مصلحة الطفلة، يمكن للقاضي فسخ هذا الزواج، وسيعاقب الأب.

الملحدة:  لكن الأب ليس هو الذي يتزوج، بل الفتاة هي التي تتزوج. ليس لديها خيار إذا قرر الأب. يجب أن يكون الخيار لها وليس له (أي الأب).

المسلم:  ألم نُجِبْ بالفعل على هذه النقطة؟! انظري، هناك أمران هنا: الأب ليس هو الذي سيتزوج، لكن الأب هو الوالد الخبير الذي أنجب هذه الفتاة ويريد الخير لها. أعتقد أنك أم، وأنك تجلسين بجانب ابنك - وربما هو الذي يثير كل هذه القضايا - وأنك لا ترغبين في إلحاق الضرر بهم (أطفالك). ذلك الأب سينظر (إلى أطفاله) بنفس الطريقة التي تنظرين بها إلى أطفالك.

الملحدة:  هناك آباء آخرون يبيعون بناتهم. أليس كذلك؟!

المسلم:  لقد أجبتُ على ذلك. عليك الانتباه إلى ما أقوله. لقد أخبرتك بالفعل أن هناك شرطين: الأول هو أن على الأب أن يفعل ذلك لمصلحة الفتاة، وإذا لم يفعل، يمكن للقاضي فسخ الزواج ومعاقبة الأب، لأنه ليس من حق الأب أن يفعل ما يشاء. ثانياً، أخبرتك أن الفتاة المتزوجة، عندما تبلغ سن البلوغ، لها الحق في فسخ عقد الزواج ذلك (طلب الطلاق) استناداً إلى رأي الإمام الشافعي.

الملحدة:  لا أعتقد أنها في ذلك العمر (عند البلوغ) قادرة على اتخاذ قرار جيد.

المسلم:  حسناً، هذا رأيك. مع كل الاحترام، أنت لست عالمة نفس لتقرري متى يكون الناس قادرين على اتخاذ القرارات أم لا! لماذا نحتاج أن نقبل رأيك، حول ما إذا كانت هي جاهزة أم غير جاهزة؟!

الملحدة:  لقد ربيت طفلي، وأعلم أن في ذلك العمر هم ليسوا ناضجين بما فيه الكفاية.

المسلم:  هذا ليس دليلاً. هناك الملايين من الأشخاص الذين يربون أطفالهم.

الملحدة:  بصراحة، لا يوجد في طرحك منطق سليم.

المسلم:  لا يمكنك استخدام مصطلح "المنطق السليم" عندما تتحدثين عن نفسك، لأن المنطق السليم ينطبق على الناس. عموماً، إذا أحضرت 100 شخص وسألتيهم عن شيء، فإن 99 منهم سيوافقون وهذا هو المنطق السليم. الآن، في الواقع، أنت لم تبدئي بالمنطق السليم على الإطلاق في هذه المحادثة، وكل ما قَدَّمتُهُ حتى الآن ليس رأيي. لقد قَدَّمتُ لك آراء أشخاص هم خبراء.

الملحدة:  إذن، هل تعتقد أن فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا يمكنها أن تقرر مستقبلها مع رجل ستتزوجه وتنجب الأطفال معه، وأن تقرر أنه الشخص المناسب لها؟

المسلم:  دعيني أجيبك. ليس من حقها أن تقرر وحدها! لهذا لدى الإسلام نظام "الوَلي"، حيث حتى لو وافقت الفتاة، يجب أن يوافق الأب أو الولي. لأن ذلك الأب أو الوصي أو الولي، لديه خبرة في الحياة. لا تعرف النساء نفسية الرجال، لكن الرجال يفهمون نفسية الرجال، ولهذا سينظر الولي ويتأكد. قد تقبل الفتاة بالرجل، لكن الولي قد لا يجده مناسبًا. الآباء (ذوو الخبرة) يسألون ويتحققون لتحديد ما إذا كان الزواج يمكن أن يتم. لذا، الإجابة على سؤالك: الإسلام لا يقول إن الفتاة ستقرر وحدها، هذا ليس النظام الإسلامي.

النظام الذي تشعرين بالقلق منه موجود في الغرب، حيث ستختار الفتاة البالغة من العمر 18 عامًا - وفقًا لمعاييركم الغربية – الزوج. انظري إلى الفتيات البالغات 18 عامًا اليوم. هل يستطعن تحديد واختيار الزوج المناسب؟ (بالطبع لا)! لماذا الغرب مليء بالطلاق ومليء بالنساء اللواتي يجهضن أطفالهن بالملايين كل يوم؟ والنساء المنكسرات؟ النساء الحوامل في سن 15 و16واللواتي لديهن أطفال؟ لماذا؟!

هذا هو المعيار الغربي! الإسلام لديه نظام الولاية (الولي او الوصي). الأمر لا يتعلق بالمشاعر فقط. يمكن أن تقع الفتاة في حب كلمات الرجل ولا ترى طبيعته الحقيقية. الأب (الوصي) لن يفعل ذلك. الأب الذي يهتم بابنته ومصالحها، أو الولي (الوصي) يكون (على دراية بطبيعة الرجال).

الملحدة:  أنا أعيش في مجتمع عربي. دعني أخبرك أن هنا كل شيء سري. حتى الأطفال قد لا يكونون أطفالك لأن الزوج والنساء يخونون في السر. يفعلون (الأخطاء) أكثر من الغرب.

المسلم:  لا! هذا مبالغة. أنا أيضًا عربي. أنت لا تخبرين غربياً عشوائيًا بما يحدث (في البلدان العربية). لذا، كعربي عاش في العديد من البلدان العربية وأزورها باستمرار بسبب مهنتي، أعرف جيدًا كيف تكون الأمور في المجتمعات العربية. لم يقل أحد أن المجتمعات العربية مثالية. لكن القول إن جميع الأطفال (غير شرعيين) وأن كل شيء يحدث (في السر) هو بالطبع مبالغة. هذا غير صحيح بأي حال. الحمد لله، لدينا قيم كمسلمين وكشعب عربي بشكل عام. نحن حُمَاة جدا وغيورون. لدينا غريزة حماية قوية جدًا. حتى العرب غير المسلمين، حتى العرب المسيحيين، والعرب اليهود (لديهم غريزة حماية قوية جدًا). إنها ضمن ثقافتنا. غريزة الحماية هذه تجعلنا نعتني بأفراد عائلاتنا، خاصة الإناث، ونتأكد أنهن لا يقمن بأفعال غير صحيحة. هذا موجود في الثقافات العربية بشكل عام، ليس فقط في الثقافات الإسلامية.

الملحدة:  أختلف معك. عمري 50 عامًا (و اعي ما أقول)!

المسلم:  هذه آراؤك. لم تقدمي أي دليل. أي شخص يمكنه قول آراء ويمكنكِ قول أوافق، أو لا أوافق. هذا لا يثبت أي شيء حتى تقدمي لي إحصائيات وأدلة وأشياء يمكن إثباتها. أي شخص يمكنه الحديث بالاسرار. تجربتك محدودة إلى من تعرفينهم وهم 20، 30، 100، 2000 شخص أو حتى 10,000 شخص – هذا إذا كنتِ فعلاً قد قابلتِ هذا العدد الكبير من الأشخاص في حياتك. كيف يمكنك تطبيق (تجربة) 10,000 على مئات الملايين من الأشخاص؟ لا يمكنك فعل ذلك. لذا، حتى لو كانت تجربتك صحيحة، فهي ليست دليلاً. أي شخص يمكنه التحدث عن المجتمعات السرية. هذا لا يمكن إثباته. إذا لم تقدمي دليلاً، فإنه (رأيك) مجرد ادعاء.

الآن، دعيني أسألك سؤالاً: تبلغ الفتاة سن البلوغ، بين عمر 8 إلى 14 عاماً، عندما يكونون - كما نسميهم – مراهقين (Teenagers  او teens)، والتي يمكن أن تمتد حتى 19 عاماً. عندما يكونون في ذلك العمر، هل هم نَشِطُون جنسياً وهل لديهم رغبات جنسية؟

الملحدة:  نعم!

المسلم:  حسناً. ما هو حلك لذلك، خاصة عندما يكونون محاطين، كما في الغرب، بأصدقاء و صديقات، ويحبون بعضهم البعض ويقولون لبعضهم كلمات، ووسائل التواصل الاجتماعي للنساء، كيم كارداشيان، المواد الإباحية، وكل هذه الأشياء. في هذا العصر، أخبريني، حتى يصلوا إلى عمرك المثالي، كيف تعالجين ذلك (الرغبات الجنسية)؟

الملحدة:  يمكنهم فعل ما يريدون، ولكن يجب علينا أولاً تثقيفهم. لا بأس في ممارسة الجنس، لماذا لا؟!

المسلم:  دعيني أستوضح هذا. إذن، هل تعتبرين أن الزواج من رجل يبلغ 30 عاماً يمثل مشكلة (للمراهقين)، ولكن ليست هناك مشكلة في أن تذهب فتاة تبلغ 13 عاماً للنوم مع الرجال وفعل ما تريد؟!

الملحدة:  تقصد فتاة تبلغ 13 عاماً، أم مراهقة مثل 16، 17 عاماً؟

المسلم:  المراهقون هم من في سن المراهقة (كل من هو teens)، 13 (thirteen)، 14 (fourteen)، كلهم مراهقون (teens). تسمعين كلمة teens في (13، 14، 15، 16، 17)؟ كل هؤلاء مراهقون (teens).

الملحدة:  حسناً! بالطبع، أمارس الجنس، ولكن لا أتزوج. الزواج كلمة كبيرة، وهو ليس أمراً سهلاً، فهو يعني منزلاً، تربية الأطفال!

المسلم:  مع كل الاحترام، أنت مثال على سبب تدمير الغرب ولماذا لا يوجد منطق سليم في أي شيء تقولينه. لأن مشكلتك لم تعد تتعلق بالعمر الذي سيمارسون فيه الجنس. إنها تتعلق بالقداسة والشرف والحماية التي يوفرها الزواج.

أنت تقترحين ما دمر الغرب اليوم، مع فتيات في عمر 13 و14 عاماً يمارسن الجنس مع الأولاد تحت وخلف الأشجار - هنا و هناك - ويصبحن حوامل في عمر 15 و16 عاماً على الرغم من التثقيف الجنسي في المدرسة وممارسة الجنس الآمن، مما يؤدي إلى مئات الملايين من عمليات الإجهاض - وهي مجازر قتل الأطفال سنوياً - مما يؤدي إلى فتيات يعانين من صدمات نفسية بسبب هؤلاء الأطفال الذين قاموا بإنجابهن، ويؤدي إلى كارثة منازل الأمهات العازبات - انظر كتاب "أزمة الصبي" للكاتب لوارن فاريل الذي يتحدث عن كيف أن أكبر المجرمين في الغرب يأتون من منازل الأمهات العازبات -  والتي هي نتائج ما تقترحينه: وهو  السماح للفتيات المراهقات بممارسة الجنس وفعل ما يردن عندما يكن صغيرات.

على العكس من ذلك، تقولين أن المشكلة هي الزواج، بينما هو الحل! لماذا يعتبر الزواج حلاً؟ لأنه يتم تحت وصاية وإشراف الوالدين - حيث تشارك العائلة - وهو ليس أمراً مريباً يحدث سراً خلف الأبواب المغلقة. بالنسبة لك، المشكلة ليست في أن طفلاً سيأتي ويقول لفتاة بضع كلمات، ثم يفعل ما يريد، ثم يذهب إلى التالية! لا! هناك مسؤوليات. تريد أن تتزوج؟ حسناً، يجب أن تتحمل المسؤولية كرجل، تعتني بالفتاة، تمارس الجنس معها وتثبت كلامك بأفعالك، وأنت مسؤول أيضاً أمام عائلتها.

الآن لديك مشكلة مع ذلك (الزواج)، والذي يحل مشاكل الغرب والمشاكل العامة للعالم، لأنه يأتي من الخالق، وأنت تقترحين: مارسوا الجنس بقدر ما تريدون، لا مشكلة. وتقولين: هذا منطق سليم!!!

الملحدة:  نعم، لأنك تتحدث عن المجتمع الغربي وكأنه (مجتمع مضطرب) وترى المجتمعات العربية كشيء أفضل، بينما هي ليست كذلك.

المسلم:  أنا لست هنا للدفاع عن المجتمع العربي. أنا هنا للدفاع عن الإسلام. نعم، المجتمع الإسلامي أفضل مليون مرة.

الملحدة:  أعلى معدل اغتصاب هو في بلداننا، أي المجتمع المسلم!

المسلم:  أي بلد؟ هذا خطأ. استشهدي بالإحصائيات التي تستشهدين بها الآن. لم تستشهدي بأي إحصائيات أو أي بلد. أنت فقط قلت بشكل عشوائي: أعلى معدل اغتصاب هو في البلدان العربية. هذا كل شيء. هذه كذبة.

الملحدة:  نعم، سأعطيك. لقد قرأتها من قبل.

المسلم: حسنًا! ابحثي عنها على غوغل ( Google) الآن. لا يوجد شيء يمكنك تقديمه. لكن، دعيني أعطيك إحصائيات فعلية بدلاً من اختلاقك الأشياء، دون حتى ذكرك لاسم البلد! سأعطيك مثالاً. انظري إلى فرنسا. هناك دراسة في فرنسا عن التحرش الجنسي في الحافلات، وكانت النتيجة 100% تحرش جنسي. قاموا باستطلاع حوالي 600 امرأة. جميعهن أبلغوا عن تعرضهن للتحرش الجنسي في الحافلات أو وسائل النقل العام!

انظري إلى أكبر دراسة أجرتها الاتحاد الاوروبي، بعنوان "العنف ضد المرأة: كل يوم وفي كل مكان" (https://fra.europa.eu/en/news/2014/violence-against-women-every-day-and-everywhere ) ويتحدثون فيها عن الإحصائيات في الغرب. إنهم لا يتحدثون عن أي بلد مسلم. إنهم يتحدثون عن الغرب و أمريكا. إنها أكبر دراسة أجرتها الاتحاد الاوروبي. هذه دراسات فعلية يتم تقديمها. من ناحية أخرى، أنت فقط تقولين أشياء دون أي دليل.

لننهي هذا النقاش، لأنني أجبت على ما أردت سؤاله. الآن، هل لديك أي أسئلة أخرى لي يمكنني الإجابة عليها قبل أن أتركك؟ السؤال الأخير.

الملحدة:  لا! لا بأس. لا مزيد من الأسئلة.

المسلم:  لا بأس. نأمل أن تعودي إلى المنطق والواقع قبل أن تموتي. لأنه عندما تموتين، الغرب وممارسة الجنس خلال مراهقتك لن ينقذوك. كان من دواعي سروري التحدث معك!

https://youtu.be/CXLU_RiHFrk?si=cgyHhQg_4faGlVzn


النتيجة

انتهى النقاش دون اتفاق. تبقى الملحدة مقتنعةً بأن زواج القاصرات ضارة وأن الفتيات الصغيرات لا يستطعن إعطاء الموافقة، بينما يظل المسلم مؤمناً بأن النظام الإسلامي - عندما يُفهم ويُطبق بشكل صحيح - هو نظام منطقي وحامٍ ويتفوق على البدائل الغربية الهَدَّامَة.

الخاتمة: من الأكثر واقعية؟

في الموضوع المحدد المتعلق بالشريعة الإسلامية، يكون المسلم أكثر واقعية. فوصفه للمذهب القانوني الكلاسيكي، والفصل بين العقد والاستهلال، وسن البلوغ كمعلم قانوني، والضمانات النظرية، كل ذلك دقيق من وجهة نظر لاهوتية وتاريخية.

وفي الموضوع الأوسع المتعلق بتطور الطفل وحقوق الإنسان الحديثة - القائمة على القيم الليبرالية والحرية الفردية المطلقة - يكون المسلم أيضا أكثر واقعية و دقة. فمخاوف الملحدة تستند إلى مفاهيم عامة و حديثة و شائعة للنضج، والأضرار الموثقة لزواج القاصرات كممارسة عالمية.

في الجوهر، إنهما يجادلان على مستويين مختلفين:

  • المسلم يجادل من منظور النظرية اللاهوتية والقانونية ضمن إطار ديني محدد والنتائج الاجتماعية الملحوظة.
  • الملحدة تجادل من منظور حقوق الإنسان الحديثة والنتائج الاجتماعية الملحوظة.

حقائق المسلم حول دينه صحيحة، لكنها تصف نظاماً مثالياً. ومخاوف الملحدة حول إمكانية إساءة الاستخدام صحيحة، لكن تُطَبِّقُها على نقد النظام الإسلامي من الخارج دون الانخراط الكامل في منطقه الداخلي وضماناته.

إن الرؤية الأكثر واقعية هي التي تعترف بكلا الأمرين: المنطق الداخلي وقواعد التقليد القانوني الإسلامي كما هو مكتوب، مع الاعتراف في الوقت نفسه بالنقد الحديث المشروع لكيفية تجلي تلك القواعد في الممارسة العملية.

URL copied to clipboard!