
رحلَ جميلَ الجوهر والمظهر، رحلَ من ادّخرَ أدبَهُ الجمَّ في جسدِه الفخم، رحلَ آيةً من آياتِ غلبةِ كمالِ الصفاتِ على كمالِ الأبدان.
شاءَ القدرُ أن يُسمّى "عبدالمجيد"، وهو الشريفُ الكريمُ ذو المجدِ والرفعةِ والعظمة، لم يُسمَ "جاسمًا" أو "عليانَ" وهو ذو جسمٍ قويٍّ ضخمِ الشأن.
لم يتنمرْ بجسدِهِ على الضعيف في زمنٍ شاعَ فيه التنمر، لكني عهدتُ جمالَ تنمره المجيد في الهيمنةِ على الكرةِ بركلاتِهِ الماجدية!
كم كانت مجيدةً دموعُهُ التي بلّلتْ خدَّيْهِ لفراقِ ابنِهِ الوحيدِ أحمد! وكم كانَ مجيدًا في جلوسِهِ على الكرسيِّ وهو يُهزُّ رأسَهُ موافقةً على موعظةٍ تحثُّ على الصبرِ عند المصائبِ الجليّة وكم كانَ مجيدًا في سبقِهِ حينَ بادرَ قائلًا: "أخوكَ مسافرٌ، سلّمْ عليه".
اللهمَّ! إنّا نشهدُكَ أنَّ الحاضرَ عندَكَ والغائبَ عنّا، كانَ كريمًا في علاقاتِهِ و عفيفًا في إظهارِ معاناتِهِ، فاغفرْ لهُ وارحمْهُ، واجعلْ قبرَهُ روضةً من رياضِ الجنة، واجعلْهُ من أصحابِ اليمين، وارزقْهُ الثباتَ عندَ السؤالِ وعلى الصراط، والفردوسَ الأعلى منَ الجنة.
سُئِلَ اَحدهم: مَن اسعَدُ الناس؟
قيل: مَن أَسعَدَ الناس!
جاري الحبيب عبدَالمجيد! إلى أن نلتقيَ، ابقَ جميلًا كما عهدتُك!