صديقي الليبرالي
(و َٱلَّـٰتِی تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَ ٱهۡجُرُوهُنَّ فِی ٱلۡمَضَاجِعِ وَ ٱضۡرِبُوهُنَّۖ فَإِنۡ أَطَعۡنَكُمۡ فَلَا تَبۡغُوا۟ عَلَیۡهِنَّ سَبِیلًاۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِیّا كَبِیرا) سورة النساء الأية 34.
دون لف و دوران!
أنا مقتنع بأن كلمة "ٱضۡرِبُوهُنَّ" في الآية 34 من سورة النساء تشير إلى الضرب. و أعلم بأن الآية السابقة، و التي تشمل حكماً شرعياً بجواز ضرب النساء، تأرق مضجعك ولكن ليس مضجعي، و إقرأ الى النهاية لتفهم مقصدي. إلا أنني و لله الحمد، لم أضرب قط زوجتي الحبيبة أو امرأة أخرى، تماما كما لم يضرب النبي محمد (ﷺ) زوجاته رضوان الله عليهن أو أي امرأة أخرى (باستثناء مشاجراتي مع أختي الصغرى و الحبيبة عندما كنت طفلا ذكوريا و أحمق).
ولكن و كما قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى، ان التميز في صناعة القانون (اصدار الاحكام) لا يكمن في قدرة المرء على الاختيار بين أفضل الخيرين، فهذا واضح. ولكن يكون التميز في القدرة على الاختيار بين أفضل الشرين (أي أخفهما) عند الضرورة. فمعاقبة الفرد بسوء السجن عند الضرورة، يهدف الى تجنب سوء أكبر على المجتمع. فبالرغم من أن حدث "سجن الروح" في حد ذاته صنيعة سيئة، إلا أنه يتعين علينا أحيانا قبوله لمنع حدوث سوء أكبر!
و هذا يفسر كيف أن المجتمعات الليبرالية الغربية و التي كانت تعاقب متعاطي المخدرات بقسوة في القرن 20، اكتشفت فجأة في القرن 21 أن معاقبة مدمن المخدرات عمل غير أخلاقي، فأجازت تعاطي المخدرات؟!
ان المجتمعات الليبرالية الغربية تعرف جيدا بأن المخدرات مفسدة، ولكنها تبنت هذا القانون السيئ و الصديق للمخدرات من باب الضرورة، و بهدف إحداث ضرر أقل على المجتمع. فالمشرعين في هذه المجتمعات الليبرالية يمارسون ببساطة حقهم في الاختيار بين أفضل الشرين و اخفهما ضرارا!
و الآن ، هل هذا القانون الأخير و الصديق للمخدرات هو النهج الصحيح؟!
حسنا، علينا أن ننتظر عقوداً من الزمن لمعرفة الإجابة، كما استغرق الغرب الليبرالي عقوداً من الزمن ليستنتج أن: المجتمعات الغربية الليبرالية حاربت مدمني المخدرات بالنهج الخاطئ. إنها منهجية التجربة و الخطأ (Trial & Error) لايجاد الحل، أو مشروع تجريبي و بدون ضمانات. حظاً سعيداً مع هذه التجربة و غيرها!
صناعة القانون
أما أحكام الآية 34 من سورة النساء، فيستبعد أن تكون موجهة الى المجتمع العربي في عهد النبي محمد (ﷺ). فهناك روايات كثيرة تؤكد أن ضرب المرأة لم تكن ظاهرة متفشية، بل كان يُعَد عمل مخجل و مشين و معيب في ذلك المجتمع العربي، سواء قبل الإسلام أو بعده. و عليه، في هذه الآية إشارة واضحة الى عالمية الرسالة المحمدية الاصلاحية، عليه و على آله أفضل الصلاة و أتم التسليم. و من ثم، لابد أن تكون الآية و أحكامها موجهة الى مجتمعات أخرى و مضطربة و تميل إلى ضرب الإناث، كما هو الحال في المجتمعات الغربية الليبرالية الحالية.
في الثمانينيات من القرن المنصرم و عندما كنت طالباً شاباً في الولايات المتحدة الأمريكية، سألت فتاة أميركية شابة، كانت على علاقة بشاب عربي: لماذا لا تواعدين الشباب الأميركيين؟ فأجابتني: لأن العرب لا يضربونني!
و بما أن الغضب هو السبب الأكثر شيوعا في المجتمعات الذكورية الحمقاء و التي تعاني من رهاب (فوبيا) ضرب النساء، فإن إرضاء غرور الشخص الذكوري و الحصول على موافقته لاعتبار الضرب ملاذه الثالث و الأخير، يعد استراتيجية ردع منطقية تهدف إلى إدارة غضبه و تهدئته عند الغضب، و بالتالي تجنيب النساء مغبة الضرب. فمن الصعب أن يبقى شخص غاضباً لعدة أيام متتالية، بينما يمر بالمنهجية القرآنية، حيث يتعين على الزوج الهائج أن يمر بالمرحلة الأولى (التحذير) لعدة ايام و من ثم بالمرحلة الثانية (الهجر السريري) لعدة أيام. و في أسوأ الحالات، أي اذا لم تُجدِ المرحلتين الأولى و الثانية في حل الخلاف، يحق للزوج أن يضرب زوجته ضرباً غير مبرح (بالسواك و ليس على الوجه و لا يظهر أثره بدنياً)، أي بنفس القوة التي يضرب بها مدرب محترف في الغرب الليبرالي على مؤخرة اللاعبات في الفرق النسائية، بغية التشجيع او التوبيخ الحنون!
أي أن الآية 34 من سورة النساء في واقعها تحتوي على أحكام و قوانين رادعة لمواجهة ضرب الزوجات في المجتمعات المضطربة (كالمجتمعات الغربية الليبرالية) و يعالج مخاطر رهاب الذكورة. و لا يمكن أن يصدر مثل هذا القانون المتطور و الراقي و العميق إلا من قبل خالق الكون جل جلاله، و الذي يعرف مزاج و سيكولوجية مخلوقه الحر الأرعن!
و ما زال الغوغاء و الرعاع عاجزين عن إدراك مثل هذه القوانين المعقدة و الرادعة، و لن يقدرها إلا خبراء و صناع القانون. لذا، لا عجب أن يتم تكريم النبي محمد (ﷺ) في عام 1935 من قبل المحكمة العليا الأمريكية، كواحد من أعظم المشرعين في العالم!
هل ترى ما أرى؟!
صديقي الليبرالي
(و َٱلَّـٰتِی تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَ ٱهۡجُرُوهُنَّ فِی ٱلۡمَضَاجِعِ وَ ٱضۡرِبُوهُنَّۖ فَإِنۡ أَطَعۡنَكُمۡ فَلَا تَبۡغُوا۟ عَلَیۡهِنَّ سَبِیلًاۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِیّا كَبِیرا) سورة النساء الأية 34.
دون لف و دوران!
أنا مقتنع بأن كلمة "ٱضۡرِبُوهُنَّ" في الآية 34 من سورة النساء تشير إلى الضرب. و أعلم بأن الآية السابقة، و التي تشمل حكماً شرعياً بجواز ضرب النساء، تأرق مضجعك ولكن ليس مضجعي، و إقرأ الى النهاية لتفهم مقصدي. إلا أنني و لله الحمد، لم أضرب قط زوجتي الحبيبة أو امرأة أخرى، تماما كما لم يضرب النبي محمد (ﷺ) زوجاته رضوان الله عليهن أو أي امرأة أخرى (باستثناء مشاجراتي مع أختي الصغرى و الحبيبة عندما كنت طفلا ذكوريا و أحمق).
ولكن و كما قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى، ان التميز في صناعة القانون (اصدار الاحكام) لا يكمن في قدرة المرء على الاختيار بين أفضل الخيرين، فهذا واضح. ولكن يكون التميز في القدرة على الاختيار بين أفضل الشرين (أي أخفهما) عند الضرورة. فمعاقبة الفرد بسوء السجن عند الضرورة، يهدف الى تجنب سوء أكبر على المجتمع. فبالرغم من أن حدث "سجن الروح" في حد ذاته صنيعة سيئة، إلا أنه يتعين علينا أحيانا قبوله لمنع حدوث سوء أكبر!
و هذا يفسر كيف أن المجتمعات الليبرالية الغربية و التي كانت تعاقب متعاطي المخدرات بقسوة في القرن 20، اكتشفت فجأة في القرن 21 أن معاقبة مدمن المخدرات عمل غير أخلاقي، فأجازت تعاطي المخدرات؟!
ان المجتمعات الليبرالية الغربية تعرف جيدا بأن المخدرات مفسدة، ولكنها تبنت هذا القانون السيئ و الصديق للمخدرات من باب الضرورة، و بهدف إحداث ضرر أقل على المجتمع. فالمشرعين في هذه المجتمعات الليبرالية يمارسون ببساطة حقهم في الاختيار بين أفضل الشرين و اخفهما ضرارا!
و الآن ، هل هذا القانون الأخير و الصديق للمخدرات هو النهج الصحيح؟!
حسنا، علينا أن ننتظر عقوداً من الزمن لمعرفة الإجابة، كما استغرق الغرب الليبرالي عقوداً من الزمن ليستنتج أن: المجتمعات الغربية الليبرالية حاربت مدمني المخدرات بالنهج الخاطئ. إنها منهجية التجربة و الخطأ (Trial & Error) لايجاد الحل، أو مشروع تجريبي و بدون ضمانات. حظاً سعيداً مع هذه التجربة و غيرها!
صناعة القانون
أما أحكام الآية 34 من سورة النساء، فيستبعد أن تكون موجهة الى المجتمع العربي في عهد النبي محمد (ﷺ). فهناك روايات كثيرة تؤكد أن ضرب المرأة لم تكن ظاهرة متفشية، بل كان يُعَد عمل مخجل و مشين و معيب في ذلك المجتمع العربي، سواء قبل الإسلام أو بعده. و عليه، في هذه الآية إشارة واضحة الى عالمية الرسالة المحمدية الاصلاحية، عليه و على آله أفضل الصلاة و أتم التسليم. و من ثم، لابد أن تكون الآية و أحكامها موجهة الى مجتمعات أخرى و مضطربة و تميل إلى ضرب الإناث، كما هو الحال في المجتمعات الغربية الليبرالية الحالية.
في الثمانينيات من القرن المنصرم و عندما كنت طالباً شاباً في الولايات المتحدة الأمريكية، سألت فتاة أميركية شابة، كانت على علاقة بشاب عربي: لماذا لا تواعدين الشباب الأميركيين؟ فأجابتني: لأن العرب لا يضربونني!
و بما أن الغضب هو السبب الأكثر شيوعا في المجتمعات الذكورية الحمقاء و التي تعاني من رهاب (فوبيا) ضرب النساء، فإن إرضاء غرور الشخص الذكوري و الحصول على موافقته لاعتبار الضرب ملاذه الثالث و الأخير، يعد استراتيجية ردع منطقية تهدف إلى إدارة غضبه و تهدئته عند الغضب، و بالتالي تجنيب النساء مغبة الضرب. فمن الصعب أن يبقى شخص غاضباً لعدة أيام متتالية، بينما يمر بالمنهجية القرآنية، حيث يتعين على الزوج الهائج أن يمر بالمرحلة الأولى (التحذير) لعدة ايام و من ثم بالمرحلة الثانية (الهجر السريري) لعدة أيام. و في أسوأ الحالات، أي اذا لم تُجدِ المرحلتين الأولى و الثانية في حل الخلاف، يحق للزوج أن يضرب زوجته ضرباً غير مبرح (بالسواك و ليس على الوجه و لا يظهر أثره بدنياً)، أي بنفس القوة التي يضرب بها مدرب محترف في الغرب الليبرالي على مؤخرة اللاعبات في الفرق النسائية، بغية التشجيع او التوبيخ الحنون!
أي أن الآية 34 من سورة النساء في واقعها تحتوي على أحكام و قوانين رادعة لمواجهة ضرب الزوجات في المجتمعات المضطربة (كالمجتمعات الغربية الليبرالية) و يعالج مخاطر رهاب الذكورة. و لا يمكن أن يصدر مثل هذا القانون المتطور و الراقي و العميق إلا من قبل خالق الكون جل جلاله، و الذي يعرف مزاج و سيكولوجية مخلوقه الحر الأرعن!
و ما زال الغوغاء و الرعاع عاجزين عن إدراك مثل هذه القوانين المعقدة و الرادعة، و لن يقدرها إلا خبراء و صناع القانون. لذا، لا عجب أن يتم تكريم النبي محمد (ﷺ) في عام 1935 من قبل المحكمة العليا الأمريكية، كواحد من أعظم المشرعين في العالم!
هل ترى ما أرى؟!