بدون لف و دوران!
البحوث بحاجة الى منهجيات صحيحة و تخطيط!
و من الأهمية بمكان أن يمتلك الباحث القدرة على الغوص في أعماق محيط التراث المخيفة لتفحص التفاصيل. ولكن، بشرط أن يمتلك القدرة على الخروج من أعماق التفاصيل، الى سطح المحيط، حيث يمكنه فرز المعلومات و إستخراج الدرر، و لكي لا يعلق بالقاع و يغرق بالمعلومات القيمة!
بل من الضروري أن يمتلك الباحث القدرة على التحليق في سماء محيط التراث، ليرى حقيقة تلك الدرر بشكل أوضح من الأعلى، و لكي ينتهي بنتيجة مفيدة و دقيقة و صحيحة، و يصنع من تلك الدرر عقداً جميلا يزين رقبة جارية عفيفة!
فاحذر كل الحذر من أن تبقى في القاع لاهياً بالمعلومات الثمينة، و إياك أن تغوص إن لم تكن تجيد العوم و من ثم الطيران!
و كثيرا ما يغفل المخلص (او يتغافل المغرض) و يعجز عند البحث في التراث الاسلامي عن رؤية الحقائق بشكلها الكلي من الأعلى!
و يتبين هذا في مقطع يتداوله المعادين للتراث الاسلامي، حيث يتضح من خلاله أن العلماء رحمهم الله تطرقوا قديما و غاصوا في مسألة نسخ القرآن بالحديث، و أن الامام الشافعي رحمه الله كان من المعارضين للفكرة و كان يقول بنسخ القرآن بالقرآن فقط. ثم أتى العلماء من بعدهم و غاصوا بحثاً في آراء السابقين و اجمعوا على أقرب الآراء الى الصواب، و بنوا على ما بناه السابقون و إستقروا على قبول مبدأ نسخ القرآن بالسنة!
هكذا شُيد صرح الحضارة الإسلامية، طوباً على طوب و طابق من فوق طابق على مر السنين. أو كما يفعل المتسابقون في سباق التتابع، حيث يجتهد العدَّاء الاول و ينهي مهمته و من ثم يسلم العصا للعداء الذي يليه، ليُكمل اللاحقون على ما بناه السابقون!
إذاً، المسألة ليست كما يتوهم البعض و كأن علماء أهل السنة و الجماعة تآمروا قبل ١٣٠٠ سنة في جنح الظلام و حرفوا الدين لاغراض دنيوية او لاهواء شخصية (كما فعل الاحبار و الرهبان) و أتى من بعدهم من أكمل المؤامرة و اخفى المسألة من دون مناقشة، كما صنعت الفرق الإسلامية الاخرى بتراثها!
و الحقيقة ليست كما يتوهم البعض بأن هذه المسائل (المؤامرة) كانت خافية، و كشفها رواد وسائل التواصل الاجتماعي في القرن ٢١. كلا!
فتراث أهل السنة و الجماعة مدون بالتفصيل الممل و لله الحمد، و الامم الاخرى تتمنى أن تملك تراثاً مكتوباً و محفوظاً و مُدَقَّقاً و مدوناً كالتراث الإسلامي!
و إنما الحقيقة تتجلى و بنظرة علوية من سماء محيط تراثنا الغني في أن:
الأمة الاسلامية (أهل السنة و الجماعة) ناقشت ثم ناقشت مثل هذه المبادئ خلال ١٣٠٠ سنة، مناقشة علمية و مستفيضة، و بحسن نية. و اختلف علماء الامة ثم اتفقوا بمر السنين على مبدء ما، كما تفعل كل المجتمعات العلمية. فتاريخ العلوم كلها تراكمية!
نظرياً، يمكننا أن نعيد مناقشة مسألة محسومة، ولكن لماذا؟ و ما الاضافة التي سنضيفها نحن بعد ١٣٠٠ سنة من البحث؟!
الخلاصة:
البحوث بحاجة الى منهجيات صحيحة و تخطيط، و ليس الى الهوى و الطاخ و الطيط!
بدون لف و دوران!
البحوث بحاجة الى منهجيات صحيحة و تخطيط!
و من الأهمية بمكان أن يمتلك الباحث القدرة على الغوص في أعماق محيط التراث المخيفة لتفحص التفاصيل. ولكن، بشرط أن يمتلك القدرة على الخروج من أعماق التفاصيل، الى سطح المحيط، حيث يمكنه فرز المعلومات و إستخراج الدرر، و لكي لا يعلق بالقاع و يغرق بالمعلومات القيمة!
بل من الضروري أن يمتلك الباحث القدرة على التحليق في سماء محيط التراث، ليرى حقيقة تلك الدرر بشكل أوضح من الأعلى، و لكي ينتهي بنتيجة مفيدة و دقيقة و صحيحة، و يصنع من تلك الدرر عقداً جميلا يزين رقبة جارية عفيفة!
فاحذر كل الحذر من أن تبقى في القاع لاهياً بالمعلومات الثمينة، و إياك أن تغوص إن لم تكن تجيد العوم و من ثم الطيران!
و كثيرا ما يغفل المخلص (او يتغافل المغرض) و يعجز عند البحث في التراث الاسلامي عن رؤية الحقائق بشكلها الكلي من الأعلى!
و يتبين هذا في مقطع يتداوله المعادين للتراث الاسلامي، حيث يتضح من خلاله أن العلماء رحمهم الله تطرقوا قديما و غاصوا في مسألة نسخ القرآن بالحديث، و أن الامام الشافعي رحمه الله كان من المعارضين للفكرة و كان يقول بنسخ القرآن بالقرآن فقط. ثم أتى العلماء من بعدهم و غاصوا بحثاً في آراء السابقين و اجمعوا على أقرب الآراء الى الصواب، و بنوا على ما بناه السابقون و إستقروا على قبول مبدأ نسخ القرآن بالسنة!
هكذا شُيد صرح الحضارة الإسلامية، طوباً على طوب و طابق من فوق طابق على مر السنين. أو كما يفعل المتسابقون في سباق التتابع، حيث يجتهد العدَّاء الاول و ينهي مهمته و من ثم يسلم العصا للعداء الذي يليه، ليُكمل اللاحقون على ما بناه السابقون!
إذاً، المسألة ليست كما يتوهم البعض و كأن علماء أهل السنة و الجماعة تآمروا قبل ١٣٠٠ سنة في جنح الظلام و حرفوا الدين لاغراض دنيوية او لاهواء شخصية (كما فعل الاحبار و الرهبان) و أتى من بعدهم من أكمل المؤامرة و اخفى المسألة من دون مناقشة، كما صنعت الفرق الإسلامية الاخرى بتراثها!
و الحقيقة ليست كما يتوهم البعض بأن هذه المسائل (المؤامرة) كانت خافية، و كشفها رواد وسائل التواصل الاجتماعي في القرن ٢١. كلا!
فتراث أهل السنة و الجماعة مدون بالتفصيل الممل و لله الحمد، و الامم الاخرى تتمنى أن تملك تراثاً مكتوباً و محفوظاً و مُدَقَّقاً و مدوناً كالتراث الإسلامي!
و إنما الحقيقة تتجلى و بنظرة علوية من سماء محيط تراثنا الغني في أن:
الأمة الاسلامية (أهل السنة و الجماعة) ناقشت ثم ناقشت مثل هذه المبادئ خلال ١٣٠٠ سنة، مناقشة علمية و مستفيضة، و بحسن نية. و اختلف علماء الامة ثم اتفقوا بمر السنين على مبدء ما، كما تفعل كل المجتمعات العلمية. فتاريخ العلوم كلها تراكمية!
نظرياً، يمكننا أن نعيد مناقشة مسألة محسومة، ولكن لماذا؟ و ما الاضافة التي سنضيفها نحن بعد ١٣٠٠ سنة من البحث؟!
الخلاصة:
البحوث بحاجة الى منهجيات صحيحة و تخطيط، و ليس الى الهوى و الطاخ و الطيط!