القلم ثقيل و يدي ترتجف لدقات قلبي و أنا أكتب المشهد الأخير من قصة حياة أخ لم تلده أمي
حسين علي كريم القوي الأمين، شخصيته الاستثنائية و قصته تكادا تطابقان شخصية حسين بن عاقول و قصته مع درب الزلق. فلكل حي و دير حسين، يَضحك ليُضحك الجميع و يدفن ثقل مسؤولياته و قلقه على مستقبل أهله و جيرانه في قرية كاريون الإيرانية
لقاؤنا الأول كان في بيتنا الجديد و في منطقة المطينه و أنا أبلغ الثالثة من عمري (سنة ١٩٦٩ تقريبا). كنت أنزل من السلم فوافيته على مدخل البيت و هو يبلغ من العمر ١٢ سنة تقريبا. فقد توفي والده رحمه الله، فإضطر حسين الأُمِّي و اليتيم أن يترك أغنامه في السهول و يهاجر الى دبي ليعمل خادماً و طباخاً فسائقاً و من ثم أخ لنا لم تلده أُمنا
كم هو مؤلم أن تترك أمك و أخواتك الصغار و أصدقائك و قريتك و أغنامك و ذكرياتك بحثا عن لقمة العيش الكريمه، و كم هو صعب أن تضطر لدفن طفولتك في لحظة لتكبر و تصبح رجلاً و مسؤولاً. يشهد الله أنه لم يقصر معهم، فأكرمه الله لاحقاً بأن تموت أمه في حضنه بسلام و هي راضية عنه. فهنيأً لك يا حسين رضا والديك
شرَّفنا حسين بأمانته و خدمته لأكثر من ٤٧ سنه، فأصبحنا نخدمه حباً و كرامه بعد أن إضطر الى الرحيل لأسباب صحية و بعد أن إضطر مجدداً أن يدفن شخصيته و يعيش غربة جديدة هناك بين أهله و أهل قريته. يشهد الله أنه لم يقصر معنا، فأكرمه الله لاحقاً برحيل أمي و أبي و هما راضيان عنه كل الرضا. فهنيأً لك يا حسين مجدداً رضا الوالدين
بعد التقاعد و رغم مرضه، إنشغل حسين في حفظ القرآن و توزيع نسخ منه بين أهل كاريون. كما إنشغل في جمع الأموال لشراء الأضاحي و توزيع لحومها على أهل قريته من الفقراء و المساكين
ترجل الفارس اليوم عن صهوة جواده على سرير المستشفى و في جسمه طعنات اليتم و المسؤولية المبكرة و الكد و الحاجة و الغربة عن عمر يناهز ٦٣. أراد القدر أن يعيش حسين غربتين، غربة البعد عن أهله في كاريون و غربة البعد عن أهله في دبي. و أراد القدر أن يدفن حسين ٣ مرات، مرة عندما قدم الى دبي و مرة عندما ترك دبي و مرة عندما إستدعاه الرحمن الرحيم. و أراد القدر أن يتيتم حسين مرتين، مرة لوفاة والديه في كاريون و مرة لوفاة والديه في دبي
كم هو محزن أن لا أتمكن من حضور جنازة أخ لم تلده أمي. كفاك غربة و يُتماً أيها القوي الأمين. أسأل الله أن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة و أن يرزقك الفردوس الأعلى من الجنة و أسال الله أن يصبر أهلك و أن يصبرنا، و أسأل الله لك الثبات عند السؤال و على الصراط
حبيبي حسين (حسين الخاجة)، لن ننساك أبداً أيها الوفي و دبي ستفتقدك كثيرا و لمثلك ترخص الدموع. أحمد الله الذي رزقنا بنعمة صحبتك. و الى أن نلتقي، إبقَ جميلاً كما عهدتك
القلم ثقيل و يدي ترتجف لدقات قلبي و أنا أكتب المشهد الأخير من قصة حياة أخ لم تلده أمي
حسين علي كريم القوي الأمين، شخصيته الاستثنائية و قصته تكادا تطابقان شخصية حسين بن عاقول و قصته مع درب الزلق. فلكل حي و دير حسين، يَضحك ليُضحك الجميع و يدفن ثقل مسؤولياته و قلقه على مستقبل أهله و جيرانه في قرية كاريون الإيرانية
لقاؤنا الأول كان في بيتنا الجديد و في منطقة المطينه و أنا أبلغ الثالثة من عمري (سنة ١٩٦٩ تقريبا). كنت أنزل من السلم فوافيته على مدخل البيت و هو يبلغ من العمر ١٢ سنة تقريبا. فقد توفي والده رحمه الله، فإضطر حسين الأُمِّي و اليتيم أن يترك أغنامه في السهول و يهاجر الى دبي ليعمل خادماً و طباخاً فسائقاً و من ثم أخ لنا لم تلده أُمنا
كم هو مؤلم أن تترك أمك و أخواتك الصغار و أصدقائك و قريتك و أغنامك و ذكرياتك بحثا عن لقمة العيش الكريمه، و كم هو صعب أن تضطر لدفن طفولتك في لحظة لتكبر و تصبح رجلاً و مسؤولاً. يشهد الله أنه لم يقصر معهم، فأكرمه الله لاحقاً بأن تموت أمه في حضنه بسلام و هي راضية عنه. فهنيأً لك يا حسين رضا والديك
شرَّفنا حسين بأمانته و خدمته لأكثر من ٤٧ سنه، فأصبحنا نخدمه حباً و كرامه بعد أن إضطر الى الرحيل لأسباب صحية و بعد أن إضطر مجدداً أن يدفن شخصيته و يعيش غربة جديدة هناك بين أهله و أهل قريته. يشهد الله أنه لم يقصر معنا، فأكرمه الله لاحقاً برحيل أمي و أبي و هما راضيان عنه كل الرضا. فهنيأً لك يا حسين مجدداً رضا الوالدين
بعد التقاعد و رغم مرضه، إنشغل حسين في حفظ القرآن و توزيع نسخ منه بين أهل كاريون. كما إنشغل في جمع الأموال لشراء الأضاحي و توزيع لحومها على أهل قريته من الفقراء و المساكين
ترجل الفارس اليوم عن صهوة جواده على سرير المستشفى و في جسمه طعنات اليتم و المسؤولية المبكرة و الكد و الحاجة و الغربة عن عمر يناهز ٦٣. أراد القدر أن يعيش حسين غربتين، غربة البعد عن أهله في كاريون و غربة البعد عن أهله في دبي. و أراد القدر أن يدفن حسين ٣ مرات، مرة عندما قدم الى دبي و مرة عندما ترك دبي و مرة عندما إستدعاه الرحمن الرحيم. و أراد القدر أن يتيتم حسين مرتين، مرة لوفاة والديه في كاريون و مرة لوفاة والديه في دبي
كم هو محزن أن لا أتمكن من حضور جنازة أخ لم تلده أمي. كفاك غربة و يُتماً أيها القوي الأمين. أسأل الله أن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة و أن يرزقك الفردوس الأعلى من الجنة و أسال الله أن يصبر أهلك و أن يصبرنا، و أسأل الله لك الثبات عند السؤال و على الصراط
حبيبي حسين (حسين الخاجة)، لن ننساك أبداً أيها الوفي و دبي ستفتقدك كثيرا و لمثلك ترخص الدموع. أحمد الله الذي رزقنا بنعمة صحبتك. و الى أن نلتقي، إبقَ جميلاً كما عهدتك