هذه كلمات مسلم عاش من سنة 1985 في مدينة دينفر المسالمه بولاية كولورادوا الامريكيه، وسط شعب مسالم و في فترة زمنية مثاليه، حيث الكل متحدون و منشغلون في قتال الشيوعية من أفغانستان و التشيع الصفوي من العراق، و ما أحوجنا اليوم لعدو مشترك
و أنعم الله على مدينتنا بمسجدين، أحدهما مسجد جامع بإمام قائم حيث تقام صلاة الجمعه. و لم أدرك قدر تلك النعمه الى أن شاء القدر سنة 1987 أن أنتقل نقلة لطيفه الى مدينة كولورادوا إسبرينغز الساحرة و حيث حديقة الآلهه و الخالية من المساجد. و كان قد سبقنا اليها رَهط من الطيبين إتخذوا شقة أحدهم مُصَلَّى و أركان الحرم الجامعي و أرضها مسجداً و طَهورا. و بدأ الطيبون بالرحيل تدريجياً في غفلة منا و لم أدرك مجددا قدر النعمة الى أن دعاني آخر الطيبين الى العَشاء و العِشاء. و ما أحوجنا اليوم لاستبدال السياسيين بالطيبين
قال لي أخي السعودي المتزوج و السخي بعد أن أطعمني من ما لذَّ و طاب:
صالح : خالد، أنا راحل و أطلب منك أن تتعهد إخوانك المسلمين في المدينه
خالد: ماذا تقصد؟
صالح: باذن الله، سارجع الى السعودية بعد التخرج في نهاية هذا الفصل الدراسي و أتمنى أن تَؤُم بعدي إخوانك المسلمين كل جمعه
خالد: مستحيل. أنا لا أصلح و لا أعرف و لا أستطيع
صالح: أعرف أنك لا تصلح للامامه و لكنك أفضلهم. ان لم تَؤُمُّهم ستتحمل ذنب تعطيل صلاة الجمعه
يا الله!
وافقت أن أحمل الأمانة على مضض، إذ كنت من الأقلية التي تصلي و لكن في غير وقتها، و كنت في رمضان أصوم عن الطعام و الشراب لا المنكرات، و كنت لا أعي فن الخطابة و لا العلوم الشرعية. بل كانت لي سلوكيات الطالب المغترب و التي لا تتناسب بتاتا مع مقام الامامة، و هي القيادة بمصداقية. كالطفل، رماني صالح الهذال في البحر لأتعلم السباحة. الكل سعد بالخبر عدى مُحَدِّثكم، و لم أدرك حينها مجددا فضل تلك النعمة و التجربة القيادية. ما أحوجنا اليوم لصناعة القيادة بالغرق
عكفت الليالي استخلص العلوم من الاشرطة العلمية و أخطها في الاوراق لتكتمل الخطبة، و من ثم ألقيها على أصحابي كل جمعه. كانت المهمة شاقة و تتطلب الكثير من الاستماع الى المادة العلمية و من ثم اختيار ما أريد و كتابتها بعد صياغتها و اعادة الاستماع و هكذا، فالانترنيت ظهر بعد عقد من الزمن و لم نكن ننعم يومئذ بنعمة القص و اللصق. و كان نابغة الكهرباء أجهل الحضور، يصحح الكثير من قراءتي بصوت عال أثناء الخطبة و هو يوزع الابتسامات و النظرات الساخرة، في حين تجلت حكمة البقية و هم ينصتون الي بتواضع و كأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخطب بهم و ذلك تقديراً منهم لموقفي الصعب، و هذا ما قد يفسر تأثري اثناء الخطبة. ما أحوج الذكاء الى الحكمة
"يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ" البقرة 269
مرت الأيام و بدأت أتأقلم مع الوضع. كنت أخطب غالبا عن الأخلاق و السمات الاسلامية الحسنة و خاصة تلك التي يحتاج المغترب اليها، فكنت اضطر أن أبحث و أتعلم قبل أن أذكر غيري و كنت بذلك أول المستفيدين. و أَصقَلَت تجربة الإمامة صفاتي القيادية و نَمَّت فيني المصداقية، إذ جعلتني التزم أكثر بالأخلاقيات التي كنت أذكر بها غيري. بدأت أهتم اكثر باداء الصلوات في أوقاتها و الإمتناع عن المنكرات أثناء الصيام. و الأجمل أنني حضيت بمكانة متميزة بين أصحابي و احترامهم، فالإمامة شرف. ما أحوجنا للمصداقية
نَمَت الجالية المسلمة في مدينتنا، فاحتجنا و اشتقنا الى مسجد يُؤوِي كل الجنسيات و الطوائف و تقام فيه الصلوات الخمس. تَبَنَّى أخونا السوري رضوان الجلاد الفكرة و سعى فيها بالاستفادة من تجربة إخواننا في مدينة دنفر بعد التنسيق مع المسؤولين في سلطة مدينتا. القوانين كانت واضحه و تشترط أولا تأسيس جمعية اسلامية في كولورادوا إسبرينغز لتقوم هي لاحقا باستئجار أو شراء أو بناء مسجد. بحمد الله، أسسنا الجمعيه و إستأجرنا المسجد، و كنت أحد مؤسسيه و أول إمام يخطب فيه الجمعه في مصلين من شتى البلدان و الطوائف. ما أحوجنا أن نزرع البذرة و لا نستعجل الثمرة
تَرَاجَعت خطوة للخلف و سلمت راية الإمامة الى أخونا الاردني عزام، بعد أن شاء القدر أن تتحقق أمنية والدتي رحمها الله. فبعد لقائي بالرسول الله صلى الله عليه و سلم في المنام، رغبت في دراسة الشريعه بتشجيع من أمي و رفض تام من قبل معظم الذكور في العائلة و على رأسهم شقيقها العزيز. و بالرغم من انتصار الذكور، ضلت الوالدة تناديني بالشيخ. نعم، سلمت الأمانة الى الأخ عزام بعد ان تبين لي تمكنه من الشريعه و رغبته في القيادة، فحمل عني مسؤولية ضخمه. ما أحوجنا لِسِلمِيَّة الإستلام و التسليم
جزى الله الإخوه صالح و رضوان و عزام خير الجزاء
و رحم الله والدَيَّ و والديكم
هذه كلمات مسلم عاش من سنة 1985 في مدينة دينفر المسالمه بولاية كولورادوا الامريكيه، وسط شعب مسالم و في فترة زمنية مثاليه، حيث الكل متحدون و منشغلون في قتال الشيوعية من أفغانستان و التشيع الصفوي من العراق، و ما أحوجنا اليوم لعدو مشترك
و أنعم الله على مدينتنا بمسجدين، أحدهما مسجد جامع بإمام قائم حيث تقام صلاة الجمعه. و لم أدرك قدر تلك النعمه الى أن شاء القدر سنة 1987 أن أنتقل نقلة لطيفه الى مدينة كولورادوا إسبرينغز الساحرة و حيث حديقة الآلهه و الخالية من المساجد. و كان قد سبقنا اليها رَهط من الطيبين إتخذوا شقة أحدهم مُصَلَّى و أركان الحرم الجامعي و أرضها مسجداً و طَهورا. و بدأ الطيبون بالرحيل تدريجياً في غفلة منا و لم أدرك مجددا قدر النعمة الى أن دعاني آخر الطيبين الى العَشاء و العِشاء. و ما أحوجنا اليوم لاستبدال السياسيين بالطيبين
قال لي أخي السعودي المتزوج و السخي بعد أن أطعمني من ما لذَّ و طاب:
صالح : خالد، أنا راحل و أطلب منك أن تتعهد إخوانك المسلمين في المدينه
خالد: ماذا تقصد؟
صالح: باذن الله، سارجع الى السعودية بعد التخرج في نهاية هذا الفصل الدراسي و أتمنى أن تَؤُم بعدي إخوانك المسلمين كل جمعه
خالد: مستحيل. أنا لا أصلح و لا أعرف و لا أستطيع
صالح: أعرف أنك لا تصلح للامامه و لكنك أفضلهم. ان لم تَؤُمُّهم ستتحمل ذنب تعطيل صلاة الجمعه
يا الله!
وافقت أن أحمل الأمانة على مضض، إذ كنت من الأقلية التي تصلي و لكن في غير وقتها، و كنت في رمضان أصوم عن الطعام و الشراب لا المنكرات، و كنت لا أعي فن الخطابة و لا العلوم الشرعية. بل كانت لي سلوكيات الطالب المغترب و التي لا تتناسب بتاتا مع مقام الامامة، و هي القيادة بمصداقية. كالطفل، رماني صالح الهذال في البحر لأتعلم السباحة. الكل سعد بالخبر عدى مُحَدِّثكم، و لم أدرك حينها مجددا فضل تلك النعمة و التجربة القيادية. ما أحوجنا اليوم لصناعة القيادة بالغرق
عكفت الليالي استخلص العلوم من الاشرطة العلمية و أخطها في الاوراق لتكتمل الخطبة، و من ثم ألقيها على أصحابي كل جمعه. كانت المهمة شاقة و تتطلب الكثير من الاستماع الى المادة العلمية و من ثم اختيار ما أريد و كتابتها بعد صياغتها و اعادة الاستماع و هكذا، فالانترنيت ظهر بعد عقد من الزمن و لم نكن ننعم يومئذ بنعمة القص و اللصق. و كان نابغة الكهرباء أجهل الحضور، يصحح الكثير من قراءتي بصوت عال أثناء الخطبة و هو يوزع الابتسامات و النظرات الساخرة، في حين تجلت حكمة البقية و هم ينصتون الي بتواضع و كأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخطب بهم و ذلك تقديراً منهم لموقفي الصعب، و هذا ما قد يفسر تأثري اثناء الخطبة. ما أحوج الذكاء الى الحكمة
"يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ" البقرة 269
مرت الأيام و بدأت أتأقلم مع الوضع. كنت أخطب غالبا عن الأخلاق و السمات الاسلامية الحسنة و خاصة تلك التي يحتاج المغترب اليها، فكنت اضطر أن أبحث و أتعلم قبل أن أذكر غيري و كنت بذلك أول المستفيدين. و أَصقَلَت تجربة الإمامة صفاتي القيادية و نَمَّت فيني المصداقية، إذ جعلتني التزم أكثر بالأخلاقيات التي كنت أذكر بها غيري. بدأت أهتم اكثر باداء الصلوات في أوقاتها و الإمتناع عن المنكرات أثناء الصيام. و الأجمل أنني حضيت بمكانة متميزة بين أصحابي و احترامهم، فالإمامة شرف. ما أحوجنا للمصداقية
نَمَت الجالية المسلمة في مدينتنا، فاحتجنا و اشتقنا الى مسجد يُؤوِي كل الجنسيات و الطوائف و تقام فيه الصلوات الخمس. تَبَنَّى أخونا السوري رضوان الجلاد الفكرة و سعى فيها بالاستفادة من تجربة إخواننا في مدينة دنفر بعد التنسيق مع المسؤولين في سلطة مدينتا. القوانين كانت واضحه و تشترط أولا تأسيس جمعية اسلامية في كولورادوا إسبرينغز لتقوم هي لاحقا باستئجار أو شراء أو بناء مسجد. بحمد الله، أسسنا الجمعيه و إستأجرنا المسجد، و كنت أحد مؤسسيه و أول إمام يخطب فيه الجمعه في مصلين من شتى البلدان و الطوائف. ما أحوجنا أن نزرع البذرة و لا نستعجل الثمرة
تَرَاجَعت خطوة للخلف و سلمت راية الإمامة الى أخونا الاردني عزام، بعد أن شاء القدر أن تتحقق أمنية والدتي رحمها الله. فبعد لقائي بالرسول الله صلى الله عليه و سلم في المنام، رغبت في دراسة الشريعه بتشجيع من أمي و رفض تام من قبل معظم الذكور في العائلة و على رأسهم شقيقها العزيز. و بالرغم من انتصار الذكور، ضلت الوالدة تناديني بالشيخ. نعم، سلمت الأمانة الى الأخ عزام بعد ان تبين لي تمكنه من الشريعه و رغبته في القيادة، فحمل عني مسؤولية ضخمه. ما أحوجنا لِسِلمِيَّة الإستلام و التسليم
جزى الله الإخوه صالح و رضوان و عزام خير الجزاء
و رحم الله والدَيَّ و والديكم