الأمور ليست دائما كما تبدوا في الظاهر و ما خفي أعظم. و قد تكون للحقيقة قشور ظاهرها جميل (في الاصل وقحة) و لب غامض بشع (في الاصل نقي)، و لدي الدليل
عند غزو العراق للكويت في الثاني من اغسطس ١٩٩٠، كنت في بلدي الامارات. خبر الغزو تصدر كل وكالات الأنباء العالمية والعربية و الخليجية. إلا أن الاعلام الخليجي الرسمي إختلف عن غيره في عدم وضوح موقفه تجاه الإحتلال و ضل صامتا بشكل مريب لمدة ٣ أيام. و تفاوتت مواقف غيرنا بين مؤيد و مخالف للإحتلال
كالعادة، تصاعدت وتيرة الاتهامات بالخيانة و الطعن في عروبة دول الخليج. و كمواطن خليجي، كنت أشعر بالحرج و أنتظر موقفا مشرفا أستطيع به مواجهة كل الطعنات التي كانت تستهدفني
و بعد ٣ أيام، خرجت دول الخليج تشجب و تدين الإحتلال العراقي للكويت. لكني بقيت أتذكر سكوتنا المريب في تلك الأيام الثلاث بكل أسى و أحاول بائساً أن أتعايش معها
فوجئت بعد سنوات من الحادث أن دول الخليج سكتت تلك الأيام الثلاث لانها كانت تترجى سراً صدام حسين -رحمه الله- و تشجعه للإنسحاب من الكويت في مقابل أن ينسى الجميع ما حصل. في تلك الأيام الثلاث، حاولت دول الخليج جاهدة أن تتجنب المواجهة مع العراق. حاولت دول الخليج أن تُبقِيَ العراق قويا لأنها تعلم أن قوتها من قوة العراق. و بعد سعي و صبر طال لثلاثة أيام إضطرت دول الخليج أن تواجه الغزو العراقي مجبرة لا بَطَلَه
اليوم، أفتخر بتلك الأيام الثلاث و أعتز بموقفنا الخليجي بعد أن أَكَّدَتْ لي هذه التجربة المريرة أن دول الخليج واقعية و تسكت لحكمتها و إخلاصا لعروبتها و نظرتها المستقبلية الثاقبه، لا لِجُبنِهَا
و سبقت تلك الأيام مواقف مشرفة، إذ لم تأيد دول الخليج صدام حسين -رحمه الله- في قراره غزو إيران، بل سعت للصلح و بقت على الحياد تتابع المجريات بقلق و لم تتدخل في الحرب. الى أن مضت سنتين من الحرب و إستطاعت القوات الإيرانية أن تحرر أراضيها و أصبحت تنادي بالحرب الى أن يسقط صدام و نظامه. حينها، تدخلت دول الخليج و وقفت مع العراق و أيدته بالمال و العتاد حرصاً على سيادته، بينما هي مستمرة محلياً و دولياً في سعيها للإصلاح و إنهاء الحرب
و تبعت تلك الأيام مواقف مشرفة أخرى، إذ رفضت دول الخليج تأييد إنتفاضة الجنوب (الإيرانية) في العراق بعد إنسحاب القوات العراقية من الكويت. لم تأيد دول الخليج تلك الإنتفاضة رغم أن دوي الصواريخ العراقية كانت لا تزال عالقة في الذاكرة القريبة و هي تضرب السعودية أثناء حرب تحرير الكويت. لم تتصرف الدول الخليجية بعاطفية و إنما تصرفت بحكمة و عقلانية و واقعية من عمق وجودها العربي
علمتني تلك الأيام الثلاث و ما قبلها و بعدها، أن الامور ليست كما تبدوا و أن لبعض الحقائق قشور بشعه و لب نقي. و تعلمت أن لا أستعجل الامور و أترك السياسة لأولياء الأمور
الأمور ليست دائما كما تبدوا في الظاهر و ما خفي أعظم. و قد تكون للحقيقة قشور ظاهرها جميل (في الاصل وقحة) و لب غامض بشع (في الاصل نقي)، و لدي الدليل
عند غزو العراق للكويت في الثاني من اغسطس ١٩٩٠، كنت في بلدي الامارات. خبر الغزو تصدر كل وكالات الأنباء العالمية والعربية و الخليجية. إلا أن الاعلام الخليجي الرسمي إختلف عن غيره في عدم وضوح موقفه تجاه الإحتلال و ضل صامتا بشكل مريب لمدة ٣ أيام. و تفاوتت مواقف غيرنا بين مؤيد و مخالف للإحتلال
كالعادة، تصاعدت وتيرة الاتهامات بالخيانة و الطعن في عروبة دول الخليج. و كمواطن خليجي، كنت أشعر بالحرج و أنتظر موقفا مشرفا أستطيع به مواجهة كل الطعنات التي كانت تستهدفني
و بعد ٣ أيام، خرجت دول الخليج تشجب و تدين الإحتلال العراقي للكويت. لكني بقيت أتذكر سكوتنا المريب في تلك الأيام الثلاث بكل أسى و أحاول بائساً أن أتعايش معها
فوجئت بعد سنوات من الحادث أن دول الخليج سكتت تلك الأيام الثلاث لانها كانت تترجى سراً صدام حسين -رحمه الله- و تشجعه للإنسحاب من الكويت في مقابل أن ينسى الجميع ما حصل. في تلك الأيام الثلاث، حاولت دول الخليج جاهدة أن تتجنب المواجهة مع العراق. حاولت دول الخليج أن تُبقِيَ العراق قويا لأنها تعلم أن قوتها من قوة العراق. و بعد سعي و صبر طال لثلاثة أيام إضطرت دول الخليج أن تواجه الغزو العراقي مجبرة لا بَطَلَه
اليوم، أفتخر بتلك الأيام الثلاث و أعتز بموقفنا الخليجي بعد أن أَكَّدَتْ لي هذه التجربة المريرة أن دول الخليج واقعية و تسكت لحكمتها و إخلاصا لعروبتها و نظرتها المستقبلية الثاقبه، لا لِجُبنِهَا
و سبقت تلك الأيام مواقف مشرفة، إذ لم تأيد دول الخليج صدام حسين -رحمه الله- في قراره غزو إيران، بل سعت للصلح و بقت على الحياد تتابع المجريات بقلق و لم تتدخل في الحرب. الى أن مضت سنتين من الحرب و إستطاعت القوات الإيرانية أن تحرر أراضيها و أصبحت تنادي بالحرب الى أن يسقط صدام و نظامه. حينها، تدخلت دول الخليج و وقفت مع العراق و أيدته بالمال و العتاد حرصاً على سيادته، بينما هي مستمرة محلياً و دولياً في سعيها للإصلاح و إنهاء الحرب
و تبعت تلك الأيام مواقف مشرفة أخرى، إذ رفضت دول الخليج تأييد إنتفاضة الجنوب (الإيرانية) في العراق بعد إنسحاب القوات العراقية من الكويت. لم تأيد دول الخليج تلك الإنتفاضة رغم أن دوي الصواريخ العراقية كانت لا تزال عالقة في الذاكرة القريبة و هي تضرب السعودية أثناء حرب تحرير الكويت. لم تتصرف الدول الخليجية بعاطفية و إنما تصرفت بحكمة و عقلانية و واقعية من عمق وجودها العربي
علمتني تلك الأيام الثلاث و ما قبلها و بعدها، أن الامور ليست كما تبدوا و أن لبعض الحقائق قشور بشعه و لب نقي. و تعلمت أن لا أستعجل الامور و أترك السياسة لأولياء الأمور